تاريخ أهل عمان

المؤلف:


المحقق: دكتور سعيد عبد الفتاح عاشور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٢
الصفحات: ١٨٩

وطوى الصحيفة ، وختمها بخاتمه ، وبعث بها عمرو بن العاص ، فقدم بها إلى عبد وجيفر وأول موضع نزل بعمان دستجرد (١) ، وهي مدينة بصحار بنتها العجم ، فترل بها وقت الظهر ، وبعث إلى ابني الجلندى ـ وهما ببادية عمان ـ وأهل رأيها فأول من لقيه عبد ـ وهو أحكم الرجلين وأحسنهما خلقا ـ فأوصل عمرو إلى أخيه جيفر.

ودفع [عمرو](٢) إلى جيفر الكتاب مختوما ، ففض ختامه وقرأه ، ثم دفعه إلى عبد فقرأه ثم التفت [م ٢٥٨] إلى عمرو فقال : «إن الذي يدعو إليه من جهة صاحبك أمر ليس بصغير ، وأنا أعيد فكري فيه وأعلمك».

ثم استحضر الأزد ، وبعث إلى كعب بن برشة العودي ، فسألوه عن أمر النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم إنه نبي ، وقد عرفت صفته ، وأنه سيظهر على العرب والعجم.

وأسلم كعب وعبد وجيفر ، وبعثوا إلى وجوه الناس ، فبايعوهما (٣) للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأدخلوهم في دينه. وألزمهم تسليم الصدقة ، وأمّروا عمرو يقبضها ، فقبضها ، منهم على الجهة التي أمرهم بها ، عليه الصلاة والسلام.

ثم بعث جيفر إلى مهيرة ، والشحر ونواحيها ، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا ، وبعث إلى دبا وما يليها إلى آخر عمان ؛ فما ورد رسوله على أحد إلا أسلم وأجاب دعوته ، إلا الفرس الذين كانوا بعمان ، فحين أبوا عن الإسلام ، اجتمعت الأزد إلى جيفر وقالوا : «لا تجاورنا العجم بعد هذا اليوم». وأجمعوا على إخراج عامل الفرس مسكان ، ومن معه من الفرس. [م ٢٥٩]

__________________

(١) في الأصل (دمستجرد).

(٢) ما بين حاصرتين إضافة للتوضيح.

(٣) يعنى عبدا وجيفر.

٤١

فدعا جيفر بالأساورة والمرازبة (١) ، فقال لهم إنه قد بعث نبي في العرب ، فاختاروا منا إحدى حالتين : إما أن تسلموا وتدخلوا فيما دخلت فيه ، وإما أن تخرجوا عنا بأنفسكم. فأبوا أن يسلموا (٢) ؛ وقالوا : «لسنا نخرج». فعند ذلك اجتمعت الأزد فقاتلوهم قتالا شديدا ، وقتل مسكان وكثير من أصحابه وقواده ، ثم تحصن بقيتهم في مدينة دستجرد (٣) فحاصروهم أشد الحصار. فلما طال عليهم الحصار طلبوا الصلح ، فصالحوهم على أن يتركوا كل صفراء وبيضاء (٤) ، وحلقة وكراع. فأجابوا إلى ذلك فخرجوا من عمان ، وبقيت أموالهم ـ وهي هذه الصوافي (٥)

ومكث معهم عمرو ، وهم له طائعون (٦) ، ولقوله سامعون ، إلى أن بلغته وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأراد الرجوع إلى المدينة ، فصحبه عبد بن الجلندى ، وجيفر بن جشم (٧) العتكى ، وأبو صفرة سارف (٨) بن ظالم ، في جماعة من الأزد.

فقدموا مع (٩) عمرو بن العاص إلى أبي بكر ، رضى الله عنه ، فلما دخلوا عليه ، قام سارف [م ٢٦٠] بن ظالم ، وقال ، «يا خليفة

__________________

(١) في الأصل (المرازنة).

(٢) في المتن (تسلموا).

(٣) في الأصل (دمستجرد).

(٤) في الأصل (صفرا وبيضا) أي ذهب وفضة ، تعبيرا عن الأموال بوجه عام.

(٥) قارن هذا بما ذكره ابن الأثير في الكامل : (وفيها ـ سنة ثمان ـ بعث الرسول (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن العاص إلى جيفر وعياذ (عبد) ابني الجلندى من الأزد بعمان مصدقا ، فأخذ الصدقة من أغنيائهم ، وردها على فقرائهم ، وأخذ الجزية من المجوس ـ الفرس ـ وهم كانوا أهل البلد ، وكان العرب حولها ...).

(٦) في الأصل (طايعون).

(٧) في كتاب تحفة الأعيان للسالمي ـ ج ١ ص ٦٢ ـ (جعفر بن خشم).

(٨) في الأصل (سارق) والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمي.

(٩) في الأصل (إلى).

٤٢

رسول الله صلى الله عليه وسلم! ويا معشر قريش! هذه أمانة كانت في أيدينا وفي ذمتنا ، ووديعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد برئنا (١) إليكم منها» ، فقال أبو بكر : «جزاكم الله خيرا» (٢).

وقام الخطباء بالثناء عليهم والمدح ، فقالوا : «كفاكم معاشر الأزد قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وثناؤه (٣) عليكم». وقام عمرو بن العاص ، فلم يدع شيئا من المدح والثناء (٤) إلا قاله في الأزد ، وجاءت وجوه الأنصار من الأزد وغيرهم مسلّمين على عبد ومن معه.

فلما كان من الغد ، أمر أبو بكر فجمع الناس ـ من المهاجرين والأنصار ـ وقام أبو بكر خطيبا ، فحمد الله وأثنى (٥) عليه ، وذكر النبى فصلى عليه ، فقال : «معاشر أهل عمان! إنكم أسلمتم طوعا ، لم يطأ رسول الله ساحتكم بخف ولا حافر ، ولا عصيتموه كما عصت غيركم من العرب. ولم ترموا بفرقة ولا تشتت شمل ، فجمع الله على الخير شملكم ، ثم بعث إليكم عمرو بن العاص [م ٢٦١] بلا جيش ولا سلاح. فأجبتموه إذ دعاكم ، على بعد دراكم ، وأطعتموه إذ أمركم ـ على كثرة عددكم وعدتكم ـ فأي فضل أبرّ من فضلكم؟ وأي فعل أشرف من فعلكم؟ كفاكم قوله عليه السلام شرفا إلى [يوم](٦) المعاد. ثم قام فيكم عمرو ما أقام مكرّما ، ورحل عنكم إذ رحل مسلما. وقد من الله عليكم

__________________

(١) في الأصل (بريئا).

(٢) يلاحظ أن المؤلف أغفل الدخول في تفاصيل حركة الردة ، وما كان من أمر ذي التاج لقيط بن مالك الأزدي ، وذلك سنة إحدى عشرة للهجرة (تاريخ الطبري ، تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٣١ ، الكامل لابن الأثير ، تاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٧٧ ـ ٧٨).

(٣) في الأصل (وثناه).

(٤) في الأصل (الثنما).

(٥) في الأصل (وأثنا).

(٦) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى.

٤٣

بإسلام عبد وجيفر ابني (١) الجلندى وأعزكم الله به وأعزه بكم ، وكنتم على خير حال وجميل ، حتى أتتكم وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأظهرتم ما يضاعف فضلكم ، وقمتم مقاما حمدناكم فيه ، ومحضتم بالنصيحة (٢) وشاركتم بالنفس والمال ، فيثبت الله به ألسنتكم ويهدي قلوبكم ، وللناس جولة (٣) ، فكونوا عند حسن ظني بكم ، ولست أخاف عليكم أن تغلبوا على بلادكم ، ولا أن ترجعوا عن دينكم ، جزاكم الله خيرا. «ثم سكت.

وذكر بعض المتحدثين أن عبدا لما قدم على أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ استنهضه في مقاتلة الرجعة (٤) ، فأجابه إلى ذلك ، فسربه سرية (٥) وأمره [م ٢٦٢] عليها ، فخرج عبد على السرية حتى وافى (٦) ديار آل جفنة (٧). ولهذا خبر وحديث يطول شرحه ، تركته.

وقد شهر مقام عبد ، وعرف مكانه.

وكان في السرية حسان بن ثابت الأنصارى ، فلما قدموا ديار آل جفنة ، قام حسان وقال : «قد شهر مقام عبد في الجاهلية والإسلام ، فلم أر رجلا أحزم ولا أحسن رأيا وتدبيرا من عبد ، وهو من نفسه لله في يوم غارت صباحه (٨) ، وأظلم صباحه».

__________________

(١) في الأصل (ابنا الجلندى).

(٢) في الأصل (ومحضتم النصيحة).

(٣) في الأصل (والناس حوله). والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٦٣).

(٤) أى المرتدين عن الإسلام.

(٥) سرب يسرب سروبا : ذهب وخرج ، أي أرسل سرية.

(٦) في الأصل (وافا).

(٧) هم بنو جفنة بن عمرو ، من غسان من الأزد من القحطانية ، منهم غساسنة الشام (كحالة : معجم قبائل العرب ج ١ ص ١٩٧).

(٨) في الأصل (صباحته) والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٦٤).

٤٤

فسر ذلك أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ وقال : «هو يا أبا الواليد كما ذكرت ، والقول يقصر عن وصفه ، والوصف يقصر عن فضله».

فبلغ ذلك عبدا ، فبعث إليه بمال عظيم ، وأرسل إليه : إن مالي يعجز عن مكافأتك ، فاعذر فيما قصر! واقبل ما تيسر.

ثم إن أبا بكر كتب كتابا إلى أهل عمان يشكرهم ويثني عليهم ؛ وأقر جيفر وأخاه عبدا على ملكهما ؛ وجعل لهما أخذ الصدقات من أهلها وحملها إليه ، وانصرف عبد ومن معه شاكرين.

ولعبد وجيفر من المآثر والمناقب ما يضيق بشرحه الكتاب ، وقد أوردنا لمعة [م ٢٦٣] من أخبارهم. ولم يزالا في عمان متقدمين إلى أن ماتا ، وخلف من بعدهم عباد بن عبد بن الجلندى في زمن عثمان وعلي (١).

__________________

(١) في الأصل (إلى أن مات وخلف من بعده عياد بن عيد بن الجلندى) والتصويب من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٣٦).

٤٥
٤٦

عمان في العصر الأموى

فلما وقعت الفتنة ، وافترقت الأمة ، وصار الملك إلى معاوية ، لم يكن لمعاوية في عمان سلطان ، حتى صار [الملك](١) لعبد الملك بن مروان ، واستعمل الحجاج على أرض العراق ، وكان ذلك في زمن سليمان وسعيد إبني عباد بن عبد بن الجلندى ، وهما القيمان في عمان.

فكان الحجاج يغزوهما بجيوش عظيمة ، وهما يفضان جموعه ، ويبيدان عساكره في مواطن كثيرة ، وكان كلما أخرج إليهما جيشا هزماه ، واستوليا على سواده (٢) ، إلى أن أخرج عليهما القاسم بن شعوة (٣) المزني ، في جمع كثير وخميس (٤) جرار ، فخرج القاسم بجيشه ، حتى انتهى [إلى](٥) عمان في سفن كثيرة ، فأرسى (٦) سفنه في ساحل قرية من قرى عمان ، يقال لها حطاط ، فسار إليه سليمان بن عباد بالأزد ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فكانت الهزيمة على أصحاب الحجاج ، وقتل القاسم وكثير من أصحابه [م ٢٦٤] وقواده ، واستولى على سوادهم.

__________________

(١) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى.

(٢) في الأصل (على سواره). وسواد الأمير ثقله ، والسواد من العسكر ما يشتمل عليه من المضارب والآلآت والأدوات.

(٣) في الأصل (ابن شعورة) والصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٧٤).

(٤) الخميس هو الجيش لأنه يتألف من خمسة أقسام : القلب والمقدمة والميمنة والميسرة وساقة الجيش وهي مؤخرته.

(٥) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى.

(٦) في الأصل (فأرقى).

٤٧

فبلغ ذلك الحجاج فأصابه هائل (١). ثم استدعى بمجاعة بن شعوة (٢) ـ أخي القاسم ـ وأمره أن يندب الناس ويستصرخهم ، وينادي في قبائل نزار حيث كانوا ، ويستعينهم ويستنجدهم.

وأظهر الحجاج من نفسه غضبا وحمية وأنفة وكتب بذلك إلى عبد الملك بن مروان ، وأبعد وجوه الأزد ـ الذين كانوا بالبصرة ـ عن النصرة لسليمان بن عباد بن عبد ، فوجدت العساكر التي جمعها الحجاج وأخرجها إلى عمان كانت أربعين ألفا.

فانتهى القوم الذين خرجوا من البر ، فسار إليهم سليمان بسائر (٣) فرسان الأزد ـ وكانوا ثلاثة آلاف فارس ـ وأصحاب النجائب (٤) ثلاثة آلاف وخمس مائة والتقى بهم عند الماء الذي دون البلقعة بخمس مراحل ـ وقيل بثلاث مراحل ـ وهو الماء الذي بقرب بوشر (٥) ، الذي يقال له اليوم البلقعين ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم أصحاب الحجاج ، فأمعن سليمان في طلبهم. وهو لا [م ٢٦٥] يعلم بشيء من عسكر البحر ، حتى أنهى عسكر البحر باليوتانة (٦) من جلفار ، فلقيهم رجل ، فأعلمهم بخروج سليمان بسائر (٧) العسكر للقاء القوم الذين أقبلوا من جانب البر ، وأن الباقين مع أخيه شر ذمة قليلة.

فواصل مجاعة [سير](٨) الليل بالنهار ، حتى وصل بركا ، فنزل

__________________

(١) في الأصل (هايل).

(٢) في الأصل (شعورة).

(٣) في الأصل (بساير).

(٤) في الأصل (النجايب).

(٥) في الأصل (بومشر) والصيغة المثبته من تحفة الاعيان (ج ١ ص ٧٥).

(٦) في الأصل (بالبونانة) والصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٧٥).

(٧) في الأصل (بساير).

(٨) ما بين حاصرتين إضافة.

٤٨

إليهم سعيد ، فقاتلهم قتالا شديدا حتى حجز بينهم الليل ، وتأمل سعيد عسكره ، فإذا هم في عسكر مجاعة كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، وقد قتل منهم من قتل ، فاعتزل من ليلته ، وعمد إلى ذراري (١) أخيه وذراريه ، فاعتزل بهم إلى الجبل الأكبر ، وهو جبل بني ريام ـ ويقال له الجبل الأخضر ، ويقال له رضوا (٢) بضم الراء ـ ولحقه القوم.

فلم يزالوا محصورين حتى وافى (٣) سليمان ، وكان مجاعة أرسى (٤) سفنه في بندر مسكد (٥) ، وكانت ثلاث مائة سفينة. فمضى إليها سليمان ، فأحرق (٦) منها نيفا وخمسين سفينة ، وانفلت الباقون في لجج (٧) البحر ، ومضى يريد البحر [م ٢٦٦] ، فالتقى هو وسليمان بقرية سمائل ، فوقعت بينهم صكّة عظيمة ، فانهزم مجاعة ، ولحق بسفنه ، فركبها ومضى الى جلفار.

وكاتب الحجاج ، فأخرج له من طريق البر عبد الرحمن (٨) بن سليمان في خمسة آلاف عنان من بادية الشام ، وكان فيهم رجل من الأزد ، ولا يعلمون به أنه من الأزد فهرب في الليل حتى نزل على سليمان وسعيد ، فأعلمهما

__________________

(١) في الأصل (ذلادى)

(٢) في الأصل (رضوان) والصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٧٥) جاء في هذا الكتاب أن الجبل المذكور سمي بذلك باسم نبي دفن فيه

(٣) في الأصل (وافا)

(٤) في ألأصل (أرسا)

(٥) مسقط

(٦) في الأصل (فأخرج)

(٧) في ألأصل (لحج)

(٨) في الأصل (عبد الرحمان).

٤٩

بذلك ، فاستشعروا العجز (١) ، فحملا ذراريهما وسوادهما ، ومن خرج معهما من قومهما ، ولحقا ببلد من بلدان الزنج ، حتى ماتا هناك.

ودخل مجاعة وعبد الرحمن بالعسكر إلى عمان ، ففعلا فيها غير الجميل ، ونهباها ، نعوذ بالله من ذلك.

ثم إن الحجاج استعمل على أهل عمان الخيار بن سبرة المجاشعي (٢) فلما مات عبد الملك ، ولى من بعده [ابنه](٣) الوليد بن عبد الملك ، ومات الحجاج ، واستعمل الوليد على العراق يزيد بن أبي مسلم ، فبعث يزيد سيف بن الهاني الهمداني (٤) عاملا على عمان.

ولما مات الوليد بن عبد الملك ، وولى أخوه سليمان بن عبد الملك ، عزل العمال الذين كانوا [م ٢٦٧] على عمان ، واستعمل عليها صالح بن عبد الرحمن بن قيس الليثي ، ثم إنه رأى أن يكون عمال عمان على ما كانوا عليه ، فردهم ، وجعل صالح بن عبد الرحمن (٥) مشرفا عليهم.

ثم ولى يزيد بن المهلب العراق وخراسان فاستعمل يزيد أخاه زيادا على عمان ، فلم يزل عاملا عليها ، محسنا إلى أهلها حتى مات سليمان (٦) بن عبد الملك.

وولى عمر بن عبد العزيز ، واستعمل عديا (٧) بن أرطأة الفزاري ،

__________________

(١) في الأصل (فاسنشعر الفجر).

(٢) في الأصل (الجبار بن سيرة). الصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٧٧).

(٣) في الأصل (فولى). وما بين حاصرتين إضافة.

(٤) في الأصل (الغمداني).

(٥) في الأصل (عبد الرحمان).

(٦) في الأصل (حتى مات بن سليمان).

(٧) في الأصل (واستعمل على رارطاه الفزارى).

٥٠

على العراق ، واستعمل عدي (١) على عمان عاملا ، فأساء السيرة فيها ، فكتبوا إلى عمر بن العزيز ، فاستعمل عليهم عمر بن عبد الله الأنصاري ، فأحسن السيرة فيهم ، فلم يزل واليا على عمان ، مكرما بين أهلها ، يستوفي الصدقات منهم بطيبة أنفسهم ، حتى مات عمر بن عبد العزيز. فقال عمر بن عبد الله [لزياد](٢) بن المهلب :

«هذه البلاد بلاد قومك ، فشأنك بها». وخرج عمر بن عبد الله من عمان.

وقام [زياد](٣) بن المهلب في عمان ، حتى ظهر أبو العباس السفاح ، وصار ملك بني أمية إليه.

__________________

(١) في الأصل (عديا)

(٢ و ٣) في الأصل (يزيد بن المهلب). والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالملى (ج ١ ص ٧٧)

(٢ و ٣) في الأصل (يزيد بن المهلب). والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالملى (ج ١ ص ٧٧)

٥١
٥٢

عمان في العصر العباسى

وولى [أبو العباس السفاح](١) أبا جعفر [م ٢٦٨] المنصور على العراق. فاستعمل أبو جعفر ، جناح بن عبادة بن قيس الهنائي (٢) [على عمان](٣) ، وهو صاحب المسجد المعروف بمسجد جناح. ثم عزّله وولى ابنه محمد بن جناح.

إمامة الجلندى بن مسعود :

فداهن جناح بن عبادة الأباضية (٤) ، حتى صارت ولاية عمان لهم.

فعند ذلك عقدوا الإمامة للجلندى بن مسعود ، وكان سببا لقوة المذهب ، وكان عادلا مرضيا ، ثم خرج عليه شيبان ، وكان شيبان يطلبه السفاح ، فلما قدم إلى عمان ، أخرج إليه الجلندى هلال بن عطية الخراسانى ، ويحيى بن نجيح ، وجماعة من المسلمين.

فلما التقو [بجلفار](٥) وصاروا صفين ، قام يحيى بن نجيح ـ وكان

__________________

(١) ما بين حاصرتين إضافة للتوضيح.

(٢) في الأصل (الهناوى)

(٣) ما بين حاصرتين إضافة للتوضيح

(٤) هذه أول إشارة في الكتاب إلى الأباضية وقد عبر عنهم السالمي (تحفة الأعيان ج ١ ص ٧٨) بالمسلمين ؛ فقال (فداهن المسلمين حتى صارت لهم ولاية عمان) والأباضية نسبة إلى عبد الله بن أباض التميمى صاحب المذهب المعروف عن نشأة المذهب الأباضى وتطوره ، أنظر الدراسة الطيبة التي قام بها الدكتور عوض خليفات بعنوان (نشأة الحركة الأباضية) وهو كتاب أسهمت الجامعة الأردنية في نشره (عمان ١٩٧٨). كذلك أنظر السيابي : أصدق المناهج في تمييز الأباضية من الخوارج ؛ تحقيق دكتورة سيدة إسماعيل كاشف.

(٥) ما بين حاصرتين إضافة من كتاب (الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان (لحميد بن محمد بن زريق (ص ٢١) تحقيق عبد المنعم عامر.

٥٣

يحيى فضله شاهرا بين المسلمين ـ فدعا بدعوة أنصف فيها الفريقين ، فقال : «اللهم إن كنت (١) تعلم أننا على الدين الذى ترضاه ، والحق الذى تحب أن يؤتى به ، فاجعلنى أول قتيل من أصحابي. ثم اجعل شيبان أول قتيل من أصحابه. واجعل الدائرة (٢) على أصحابه ، وإن كنت (٣) تعلم أن شيبان وأصحابه على الدين الذي ترضاه [٢٦٩] والحق الذي تحب أن يؤتى به ، فاجعل شيبان أول قتيل من أصحابه».

ثم زحف القوم بعضهم إلى بعض ، فكان أول قتيل من المسلمين يحيى بن نجيح ، وأول قتيل من أصحاب شيبان [هو شيبان نفسه](٤)

فلما قتل شيبان ، وصل إلى عمان خازم (٥) بن خزيمة ، وقال «إنا كنا نطلب هؤلاء القوم ـ يعنى شيبان وأصحابه ـ وقد كفانا الله قتالهم على أيديكم. ولكن أريد أن أخرج من عندك إلى الخليفة [السفاح](٦) ، وأخبره (٧) أنك له (٨) سامع مطيع».

فشاور الجلندى المسلمين (٩) ، فلم يروا له ذلك. وقيل سأله (١٠) أن يعطيه سيف شيبان وخاتمه ، فأبى الجلندى ، فوقع القتال بين خازم

__________________

(١) في الأصل (إنك تعلم) والصيغة المثبتة من المرجع السابق.

(٢) في الأصل (الدايرة)

(٣) في الأصل (وإنك تعلم)

(٤) ما بين حاصرتين إضافة للتوضيح ، من كتاب الشعاع الشائع ص ٢١.

(٥) في الأصل (حازم) وكان وصول خازم بن خزيمة من قبل السفاح إلى عمان سنة أربع وثلاثين ومائة. ولذلك قصة رواها ابن الأثير في كتابه الكامل (ج ٥ ص ٤٥١)

(٦) ما بين حاصرتين إضافة للتوضيح

(٧) في الأصل (واخبر أنك)

(٨) في المتن (أنه لك سمع مطيع)

(٩) يعنى الأباضية

(١٠) أي أن خازما سأل الإمام الجلندى

٥٤

ابن خزيمة والجلندى ، فقتل جميع أصحاب الجلندى ، ولم يبق إلا هو وهلال بن عطية الخراسانى ، فقال الجلندى : «احمل يا هلال» فقال هلال للجلندى : «أنت الإمام ، فكن أمامى ، ولكن على أن لا أبقى بعدك!». فتقدم الجلندى فقاتل حتى قتل ، رحمه الله. ثم تقدم هلال بن عطية ، وعليه لامة الحرب ، وكان أصحاب خازم يتعجبون من ثقافته (١) ، فلم يعرفوه [م ٢٧٠]. ثم عرفوه وقالوا : هلال بن عطية! فاحتولوه (٢) حتى قتلوه ، رحمه الله (٣)

وكانت إمامة الجلندى سنتين وشهرا ، وقيل إن الذى تولى قتل الجلندى خازم بن خزيمة. فبلغني أنه لما حضرته الوفاة قيل له «أبشر (٤) ، فقد فتح الله عمان على يديك» فقال «عزيتمونا في الحياة وتعزونا في الممات (٥)! هيهات! هيهات! فكيف لي بقتل الشيخ العماني!» (٦).

ووجدت أن رجلا من أهل عمان خرج إلى الحج ، وكان في صحبة رجل من أهل البصرة ، لا يهدأ (٧) الليل ولا ينام. فسأل العماني عن حاله ـ هو لا يعرف أن صاحبه من أهل عمان ـ وقال : «إني خرجت مع خازم بن خزيمة إلى عمان ، فقاتلنا بها قوما لم أر مثلهم قط. فأنا من ذلك اليوم على هذه الحالة ، لا يأخذني النوم». وقال الرجل العماني في نفسه :

__________________

(١) الثقافة : الحذق والمهارة والفطنة وسرعة الإدراك. والثقافة العمل بالسيف في خفة وبراعة.

(٢) في الأصل (فاحتملوه).

(٣) سنة ١٣٤ ه‍ (الكامل في التاريخ لابن الأثير).

(٤) في الأصل (اشتر).

(٥) كذا في الأصل. وفي كتاب تحفة الأعيان للسالمى (ج ١ ص ٩٦) ما نصه «غرر تمونا في الحياة وتغروننا في الممات».

(٦) يعنى بالشيخ العمانى الإمام الجلندى.

(٧) في الأصل (لا يهدى).

٥٥

«أنت حقيق بذلك إن كنت ممن قاتلهم»

فلما قتل الجلندى وأصحابه ـ رحمهم الله وغفر لهم ـ استولت الجبابرة (١) على عمان ، ففسدوا فيها ، وكانوا أهل ظلم وجور.

فمن هؤلاء الجبابرة محمد بن زائدة (٢) وراشد بن شاذان بن [م ٢٧١] النظر الجلندانيان ، وفي زمنهما وقع غسان الهنائي (٣) ـ الذي هو من بني محارب ـ بنزوى فنهبها ؛ وهزم بني نافع منها ، وبني هميم (٤) ؛ بعد أن قتل منهم خلقا كثيرا ، وذلك في شهر شعبان سنة خمس وأربعين ومائة سنة.

ثم إن بني الحارث ـ من أهل إبرى ـ غضبوا لهم. وكان في بنى الحارث (٥) رجل عبدي من بكرة (٦) ـ يقال له زياد بن سعد البكري ـ فاجتمع رأيهم أن يمضوا إلى العتيك ليقتلوا الهنائي (٧). فساروا إليه بين داره ودار جناح بن سعيد ، بموضع يقال له الخور ، ـ وقد رجع عائدا (٨) رجلا مريضا من بني هناة (٩) فمر بهم وهو لا يشعر بمكانهم [فقتلوه]

__________________

(١) في الأصل (استولت الجبابرة إلى عمان) والمراد بالجبابرة ملوك الطوائف ورؤساء القبائل ونحوهم من الأمراء المحليين الذين كانوا يبرزون وقت ضعف الإمامة (تحفة الأعيان للسالمى ١ ص ١٠٧).

(٢) في المتن (زايدة)

(٣) في الأصل (الهناوى).

(٤) في الأصل (بني همهيم).

(٥) في الأصل (بني الحرث).

(٦) في الأصل (من بكر) والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ١٠٧).

(٧) في الأصل (الهناوي).

(٨) في الأصل (عايدا).

(٩) كذا في المتن ؛ والأصح بنو هناءة ، وهم بطن من شنوءة من الأزد من القحطانية ؛

٥٦

فغضب لذلك (١) منازل بن خنبش (٢) وكان مسكنه نبا ـ وهو عامل لمحمد بن زائدة (٣) وراشد بن شاذان الجلندانيين ، فساروا على أهل إبرى على غفلة منهم ، فبرز إليهم [جمع](٤) من أهل إبرى ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ووقعت الهزيمة على أهل إبرى ، فقتل منهم أربعون رجلا.

ثم من الله على أهل عمان بالألفة على الحق ، فخرجت عصابة [م ٢٧٢] من المسلمين ، فقاموا بحق الله ، وأزالوا ملك تلك الجبابرة. وذلك أن المشايخ العلماء من أهل عمان اجتمعوا في نزوى ، وكان رئيسهم وعميدهم موسى بن أبي جابر الأزكوي (٥) فأرادوا عقد الإمامة لمحمد بن أبي عفان ، وقد حضر معهم رؤساء لا يؤمنون على الدولة فخاف الشيخ موسى أن لا يكون للمسلمين [خير](٦) به ، وأن تقع الفتنة. فقال : «قد ولينا فلانا قرية كذا ، وولينا فلانا قرية كذا ...». حتى فرق تلك الرؤساء قال : «قد ولينا ابن (٧) أبي عفان نزوى وقرى الجوف» وأحسب أنه قال : «حتى تضع الحرب أوزارها».

__________________

بنو هناءة بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر. ونصر هو شنوة (القلقشندي : نهاية الإرب كحالة : معجم قبائل العرب ٣ ، ص ١٢٢٧).

(١) في الأصل (بذلك)

(٢) في الأصل (هنازل بن خنبش)

(٣) في الأصل (زايدة)

(٤) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى

(٥) في الأصل (موسى بن موسى بن أبى جابر) والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمى (ج ١ ، ص ١١٠) والشعاع الشائع لابن رزيق (ص ٢٤) ، والفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٢٤). وقد ورد الاسم في المرجعين الأخيرين في صورة (موسى بن أبي جابر الأزكانى)

(٦) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى

(٧) في الأصل (بن أبي عفان)

٥٧

فقال الشيخ بشير بن المنذر : «قد كنا نرجو أن نرى ما نحب ، فالآن رأينا ما نكره ، والحمد لله» وقال موسى : «إنا فعلنا ما تحب». فأعلمه إنما أراد أن يفرقهم لئلا تقع الفتنة.

فلما خرج هؤلاء (١) الرؤساء ، ونظر كل واحد منهم إلى البلد التي وليها ، كتب الشيخ بعزلهم ، وبعث ولاة للبلدان ، فأحسب أنهم عزلوا قبل وصولهم.

وبقي محمد بن أبي عفان في العسكر. فظهر منه للمسلمين [م ٢٧٣] أحداث ، لم (٢) تعجبهم ، وبلغني أن الذي أنكروا عليه جفوته للمسلمين ، ورد النصائح (٣) والله أعلم ، فلم يرضوا سيرته ، فعملوا له حيلة وأخرجوه من عسكر نزوى ، فلما خرج اجتمعوا (٤) فأخفي ، واختاروا إماما ، وعزلوا محمدا وكانت إمامته سنتين وشهرا.

إمامة الوارث بن كعب الخروصي :

ثم عقدوا الإمامة لوارث بن كعب الخروصى الشاري اليحمدي الأزدي ، وذلك سنة سبع وسبعين ومائة (٥) فوطأ الوارث أثر السلف الصالح من المسلمين ، وسار بالحق ، وأظهر دعوة المسلمين ، وعز الحق وأهله ، وخمد الكفر ، ودفع الله الجبابرة.

__________________

(١) في الأصل (تلك الرؤساء).

(٢) في الأصل (فلم تعجبهم).

(٣) في الأصل (النصايح).

(٤) ف الأصل (اجمعوا).

(٥) ذكر السالمي في تحفة الأعيان (ج ١ ، ص ١١١) أن ذلك تم سنة تسع وسبعين ومائة.

٥٨

وفي زمنه بعث هارون الرشيد عيسى بن جعفر (١) في ألف فارس وخمسة آلاف راجل ، فكتب داود بن يزيد الملهبي إلى الإمام الوارث (٢) يخبره أن عيسى وصل بعسكره (٣) فأخرج إليه الإمام فارس (٤) ابن محمد ، والتقوا بحتّى ، فانهزم عيسى بن جعفر ، وسار إلى مراكبه بالبحر ، فسار إليه أبو حميد بن فلج الحداني السلوتى ، ومعه عمرو بن عمر ، في ثلاثة مراكب ، فأسر عيسى وانطلق به إلى صحار ، فحبس بها. فشاور [م ٢٧٤] فيه الإمام الشيخ علي بن عزرة [وكان من فقهاء المسلمين](٥) ؛ فقال له : «إن قتلته فواسع لك ، وإن تركته فواسع لك». فأمسك الإمام عن قتله ، وتركه في السجن.

وبلغنا [أن قوما](٦) من المسلمين ـ فيهم يحيى بن عبد العزيز ، رحمه الله ـ انطلقوا من حيث لا يعلم الإمام ، حتى أتوا صحار ، فتسوروا السجن ، وقتلوا عيسى من حيث لا يعلم الوالي ولا الإمام ، وانصرفوا من ليلتهم.

فلما قتل عيسى بن جعفر ، عزم هارون على إنفاذ جيش إلى عمان ، فارتاعوا منه ، ثم إنه مات قبل ذلك ، وكفاهم الله شره.

وبلغنا أن يحيى بن عبد العزيز كان من أفاضل المسلمين ، ولعله لم يتقدم عليه أحد من أهل زمانه في الفضل ، ولعل كانت شهرته بعمان كشهرة عبد العزيز بن سليمان بحضرموت.

__________________

(١) في الأصل (جيفر)

(٢) في الأصل (وارث)

(٣) في كتاب الفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٢٥) وكذلك في الشعاع الشائع لنفس المؤلف (ص ٣٢) جاءت العبارة (أن عيسى قاصده بعسكره)

(٤) كذا في الأصل ، وكذلك في الفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٢٥) وفي تحفة الأعيان للسالمى (مقارش بن محمد) ج ١ ، ص ١١٨

(٥ ، ٦) ما بين حاصرتين إضافة للتوضيح من تحفة الأعيان للسالمى (ج ١ ، ص ١١٨)

٥٩

وبلغنا عن الشيخ بشير بن المنذر كان يقول : قاتل عيسى بن جعفر لم يشمّ النار.

ولم يزل الوارث إماما حسن السيرة ، قائما بالعدل ، حتى اختاره الله. وكان سبب موته أنه غرق في سيل وادي كلبوه من نزوى ، وغرق معه سبعون رجلا من [م ٢٧٥] أصحابه ـ وسبب ذلك لعله حبس المسلمين عند سوقم مائل (١) وكان ناس محبوسين ، فسال الوادي جارفا ؛ فقيل للإمام : «إن الوادي سيلحق المحبوسين». فأمر بإطلاقهم ، فلم يجسر أحد يمضى إليهم ، خوفا من الوادى فقال الإمام «أنا أمضي إليهم ، إذ هم أمانتي ، وأنا المسؤول عنهم يوم القيامة» ، فمضى إليهم واتبعه ناس من أصحابه فمر بهم الوادي ، فحملهم مع المحبوسين (٢).

وقبر الإمام ـ من بعد أن يبس الوادي ـ بين العقر وسعال وقبره معروف مشهور وكانت إمامته اثنتي عشرة سنة وستة أشهر إلا أياما ، والله أعلم.

إمامة غسان بن عبد الله اليحمدي :

ثم ولى من بعده غسان بن عبد الله اليحمدي الأزدي ، فوطأ آثار المسلمين ، وعز الحق وأهله ، وخمد الكفر.

وكانت في زمنه البوارج تقع على عمان ، وتفسد فيها ، وفي سواحلها (٣)

__________________

(١) في الأصل (مايل).

(٢) سنة ١٩٢ هجرية.

(٣) البوارج ومفردها بارجة نوع من السفن الكبيرة والمقصود هنا الإغارات التى كان يقوم قراصنة الهند على شواطىء عمان قال السالمي في تحفة الأعيان (ج ١ ، ص ١٢٣) «إن كفار الهند يقعدون بأطراف عمان ، ويسلبون منها ، ويسبون ، ويمضون إلى ناحية فارس والعراق».

٦٠