الأمصار ذوات الآثار

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الأمصار ذوات الآثار

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي


المحقق: قاسم علي سعد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار البشائر الإسلاميّة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

فرياب «* ١» :

خرج منها جماعة من العلماء ، أقدمهم محمد بن يوسف الفريابي (١) ، صاحب الثوري ، ومنهم القاضي جعفر بن محمد الفريابي (٢) ، صاحب التصانيف (٣) ، سمع بفرياب سنة ٢٢٦.

__________________

(* ١) فرياب : مخففة من فارياب ، وربما أميلت فقيل لها فيرياب ؛ وهي بلدة بخراسان ، قرب بلخ غربي نهر جيحون ، من أعمال جوزجان ـ وجوزجان من نواحي بلخ بخراسان ، تقع بين مرو الرّوذ وبلخ ـ والنسبة إليها الفريابي ، والفاريابي ، والفيريابي.

الأنساب ٩ / ٢٩٠ ، معجم البلدان ٤ / ٢٢٩ و ٢٥٩ ، ٢ / ١٨٢ ، تقويم البلدان ٤٦٠.

(١) هو الإمام ، الحافظ ، الثبت ، العابد ، الفاضل ، أبو عبد الله الفريابي التركي ، نزيل قيساريّة إحدى مدن فلسطين ، توفي سنة ٢١٢.

سير أعلام النبلاء ١٠ / ١١٤ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٧٦ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٥٣٥.

(٢) هو الإمام ، الحافظ ، العلامة ، الحجة ، الرّحال ، أبو بكر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي ، التّركي ، قاضي الدّينور ، استوطن بغداد ، وله تصانيف كثيرة نافعة ، وتوفي سنة ٣٠١.

تاريخ بغداد ٧ / ١٩٩ ، سير أعلام النبلاء ١٤ / ٩٦ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٩٢.

(٣) بحثت كثيرا عن أسماء تصانيفه ، فوقفت على عدد منها ، وهي :

كتاب دلائل النبوة أو المعجزات وتكثير الطعام والشراب ، وكتاب الجنائز ، وكتاب زكاة الفطر ، وكتاب الرؤيا ، وكتاب تحريم الذهب والحرير ، وكتاب الصور والتماثيل ، وكتاب صفة المنافق ، وكتاب اللباس ، وكتاب فضائل مالك ومناقبه ، وكتاب في المدينة المنورة ، وكتاب الكنى ، وكتاب آداب الإسلام ، وكتاب فضائل القرآن ، وكتاب الصيام ، وكتاب أحكام العيدين ، وكتاب القدر ، وكتاب الذكر ، وكتاب النكاح ، وكتاب البكاء ، وله أيضا كتاب في السنن يحتوي على نحو خمسين كتابا ، ولعل غالب الكتب المذكورة ، أو بعضها داخل في هذا الكتاب.

٢٢١

خوارزم «* ١» :

بلد كبير ، رأيت المجلد الأول (١) من تاريخها (٢) لرجل (٣) معاصر

__________________

(* ١) قال ياقوت : «أوله بين الضمة والفتحة ، والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة ، هكذا يتلفظون به». وهو اسم لاقليم منقطع عن خراسان ، وعن ما وراء النهر ، تحيط به من الشّمال بلاد التّرك ، ومن الغرب بعض بلادهم ، ومن الشرق بلاد ما وراء النهر ، ومن الجنوب خراسان ، وهو على جانبي نهر جيحون ، وقصبته يقال لها «الجرجانيّة» وهي على الجانب الغربي لجيحون.

معجم البلدان ٢ / ١٢٢ و ٣٩٥ ، تقويم البلدان ٤٧٧ ـ ٤٧٨.

وقد جمع تاريخ خوارزم وعلمائها الحافظ ابن أرسلان ـ كما سيأتي ـ ومظهر الدين الحسن بن المظفر الكاساني النيسابوري ثم الخوارزمي المتوفى سنة ٤٤٢ وسمي بزيادات أخبار خوارزم.

معجم الأدباء ٩ / ١٩٣ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٣٠.

(١) قام الذهبي بانتقاء هذا المجلد ، وقد فقد الأصل والمنتقى.

(٢) أثنى التاج السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٢٨٩ ، على هذا التاريخ وصاحبه فقال : «فيه دلالة على أن الرجل كان متبحرا في صناعة الحديث ، يطلق عليه الحافظ المطلق ولا حرج ، وقد أكثر فيه من الأسانيد ، والفوائد ، والكلام على الحديث ، وابتدأ بعد ما ذكر أخبار خوارزم وهي التي وسمها في كتابه «منصورة» بالمحمدين» انتهى.

وقد وقف السبكي على المجلد الأول فقط من هذا التاريخ.

(٣) هو الإمام ، الحافظ ، الفقيه ، المؤرخ ، مظهر الدين أبو محمد محمود بن محمد بن العباس بن أرسلان العباسي ، الخوارزمي ، صاحب تاريخ خوارزم المذكور ، وكتاب الكافي في الفقه. توفي سنة ٥٦٨.

٢٢٢

لأبي القاسم بن عساكر (١) ، من ثمان مجلدات ، خرج منها جماعة من العلماء ، من أقدمهم الحافظ عبد الله بن أبيّ (٢).

شيراز «* ١» :

خرج منها جماعة من الفقهاء ، وحديثها قليل ، وقل من ارتحل إليها.

كرمان «* ٢» :

__________________

طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٢٨٩ ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٢١.

(١) تقدمت ترجمته عند الحديث عن دمشق ، ص ٩.

(٢) هو الحافظ ، الرّحال ، قاضي خوارزم ، ويقال إن البخاري روى عنه في الصحيح ، ورجح الذهبي هذا ، توفي ابن أبيّ سنة نيف وتسعين ومئتين.

سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٠٣ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٣٩.

(* ١) هي أم إقليم فارس ، وقصبته ، ودار ملكه ، وقد سلمت من فساد جند جنكيز خان الذين خربوا البلاد ، فلم يصلوا إليها.

سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٦٠ ، الأنساب ٧ / ٤٤٩ ، معجم البلدان ٣ / ٣٨٠.

وللحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز الشّيرازي القصّار كتاب طبقات أهل شيراز ، وللإمام الحافظ أبي القاسم هبة الله بن عبد الوارث بن علي الشّيرازي ، المتوفى سنة ٤٨٦ كتاب تاريخ شيراز.

الأنساب ٧ / ٤٤٩ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٥ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٣٣ ـ ٦٣٤ ، مقدمة الوافي ١ / ٤٨ ، مقدمة الإحاطة ١ / ٨٢.

(* ٢) بفتح الكاف وهو الصحيح ، وقيل بكسرها وهو المشهور.

وهي ناحية كبيرة ذات مدن واسعة ، وقرى كثيرة ، يحدها من الغرب أرض فارس ، ومن الشرق أرض مكران ، ومن الشمال المفازة التي بين فارس وخراسان وسجستان ، ومن الجنوب بحر فارس.

وقصبتها هي السّيرجان.

الأنساب ١٠ / ٤٠١ ، معجم البلدان ٤ / ٤٥٤ ، تقويم البلدان ٣٣٤.

٢٢٣

سجستان «* ١» :

الأهواز «* ٢» :

تستر «* ٣» :

قومس «* ٤» :

إقليم واسع ، خرج منه محدثون ، [منه الدّامغان «* ٥»](١) مدينة كبيرة ،

__________________

(* ١) هي اسم لصقع ـ أي ناحية ـ كبير ، يقع بين خراسان ، وكرمان ، ومكران ، والسّند ، وقصبته «زرنج» جنوبي هراة ، ومن ثم غلب اسم الصّقع على قصبته.

والنسبة إلى سجستان : سجزي على غير القياس ، وسجستاني على الأصل.

معجم البلدان ٣ / ١٩٠ ، تقويم البلدان ٣٤٠ ـ ٣٤١.

(* ٢) هي الاسم العربي لكورة ـ أي صقع ـ خوزستان ، وتقع بين البصرة ، وفارس ، والجبال ؛ ثم غلب اسم الكورة (الأهواز) على إحدى مدنه وقصبته وهي سوق الأهواز ، فهي المرادة في كلام المتأخرين.

معجم البلدان ١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، الأنساب ١ / ٣٩١ ، تقويم البلدان ٣١٦.

(* ٣) هي من أعظم مدن خوزستان ، تتبع أعمال مدينة «سوق الأهواز» ، التي غلب عليها اسم «الأهواز».

الأنساب ٣ / ٥٤ ، معجم البلدان ٢ / ٢٩ ، تقويم البلدان ٣١٤.

(* ٤) هي إقليم واسع في ذيل جبال طبرستان ، يقع بين بسطام وسمنان وهما منه ، وقصبتها المشهورة هي الدّامغان ، وتعد بلاد قومس من أعمال خراسان.

الأنساب ١٠ / ٢٦١ ، معجم البلدان ٤ / ٤١٤ ، تقويم البلدان ٤٣٢.

(* ٥) هي مدينة كبيرة بين الرّيّ ونيسابور ، وهي قصبة إقليم قومس.

معجم البلدان ٢ / ٤٣٣ ، تقويم البلدان ٤٣٦.

(١) سقط من المخطوط في هذا المكان كلمة (الدّامغان) ، وألحقت سهوا في مكان لاحق منه ـ سأنبّه عليه في محله إن شاء الله تعالى ـ كما سقط من (ق) و (ع) لفظة (منه) وزيد قبل (الدّامغان) واو العطف. وكلا الأمرين مخل بالمعنى ،

٢٢٤

وسمنان «* ١» مدينة صغيرة ، وبسطام «* ٢» مدينة متوسطة ، وهذه المدائن (١) أوائل مدن خراسان (٢) من الجهة الغربية.

قهستان «* ٣» :

__________________

والصواب أن يجمع بين الساقطين ، وتحذف واو العطف ، فيستقيم حينئذ المعنى ، والله أعلم.

(* ١) هي مدينة من إقليم قومس ، تقع بين الرّيّ والدّامغان ، وقد عدها بعضهم من بلاد الري.

معجم البلدان ٣ / ٢٥١ ، تقويم البلدان ٤٣٦ ، الأنساب ٧ / ١٤٨ ، اللباب ٢ / ١٤١.

وقد نقل الملك المؤيّد في كتابه تقويم البلدان ٤٣٧ أن سمنان أكبر من بسطام ، وهذا خلاف ما ذكره الذهبي.

(* ٢) هي مدينة من إقليم قومس ، تقع بين الدّامغان ونيسابور.

معجم البلدان ١ / ٤٢١ ، تقويم البلدان ٤٣٦.

(١) زيد في المخطوط بين كلمتي «المدائن» و «أوائل» ، كلمة «الدّامغان» ، وهذه الزيادة وهم بيّن.

(٢) سيأتي التعريف بها في ص ٢٣٢ ، إن شاء الله تعالى.

(* ٣) بضم الهاء ، وقيل بكسرها ، وهي مخففة من قوهستان ، وقوهستان معربة عن الكلمة الفارسية كوهستان ، ومعناها موضع أو ناحية الجبال.

معجم البلدان ٤ / ٤١٦ ، المشترك وضعا ٣٦٢ ، الأنساب ١٠ / ٢٦٤ و ٢٦٩.

وقال ياقوت في المشترك وضعا ٣٦٢ ـ ٣٦٣ : «وقلّ أن يخلو صقع من أصقاع بلاد العجم من موضع يقال له كوهستان». وذكر مثل ذلك في معجم البلدان ٤ / ٤١٦.

وأشهر النواحي المعروفة بهذا الاسم ، هي الناحية الكبيرة الواقعة بين نيسابور ، وهراة ، وأصبهان ، ويزد ، وهي تشتمل على مدن وقرى كثيرة ، وقصبتها قاين.

وذكر بعضهم أن بلاد الجبال عرفت بذلك أيضا ، قال ياقوت في المشترك

٢٢٥

(١) أكبر مدائن هذا الإقليم الريّ (٢) ، ثم زنجان «* ١» ، وأبهر «* ٢» ، وإقليم قهستان ملاصق لإقليم قومس ، وهو غربي قومس ، وهو شرقيّ (٣) ، متشامل عن العراق (٤) متاخم (٥) لقزوين (٦).

فالأقاليم التي لا حديث بها يروى ، ولا عرفت بذلك ، الصّين «* ٣» ،

__________________

وضعا ٣٦٣ : «وقوهستان اسم لناحية الجبال التي منها همذان ، وقزوين ، وأصبهان ، ولم أر من سماها بهذا الاسم إلا الحازمي ، فإما يكون نقله عن ثقة ، فهو أهل ذاك ، وإما أن يكون لما رأى اسمها بالعربية الجبال ، وبالفارسية معناها كذلك ، توهّم أنها تسمى بذلك ، فقاله والله أعلم».

لكن الذي أراده الذهبي هنا ، مختلف عن الناحيتين المذكورتين ، ولم أجد ما يعزز قوله.

(١) يوجد في (ق) و (ع) بين (قهستان) و (أكبر) ، كلمة (مدينة) ، والصواب عدم ذكرها كما في المخطوط.

(٢) سقطت هذه الكلمة من المخطوط ، وهي مثبتة في (ق) و (ع). وقد سبق التعريف بهذه المدينة في ص ١٩٨.

(* ١) هي أقصى مدن الجبال في الشّمال ، على حد بلاد أذربيجان ، وهي قريبة من قزوين ، وأبهر.

معجم البلدان ٣ / ١٥٢ ، تقويم البلدان ٤١٧ ، صبح الأعشى ٤ / ٣٦٨.

(* ٢) هي مدينة من بلاد الجبال ، تقع بين قزوين ، وزنجان ، وهمذان.

معجم البلدان ١ / ٨٢ ، تقويم البلدان ٤١٨.

(٣) كذا في (ق) و (ع) ، وفي المخطوط (شرق) بدون ياء النسبة.

(٤) سيأتي التعريف بها ، في ص ٢٣٠.

(٥) أي ملاصق.

(٦) سبق التعريف بها ، في ص ٢٠٠.

(* ٣) هي بلاد في أقصى المشرق ، مائلة إلى الجنوب ، يحيط بها بحر الهند من الجنوب ، والبحر المحيط من الشرق ، ويحدها من الغرب المفاوز التي بينها وبين الهند ، ومن الشّمال التّرك.

معجم البلدان ٣ / ٤٤٠ ، تقويم البلدان ٣٦٣.

٢٢٦

أغلق الباب ، والهند «* ١» ، والسّند «* ٢» ، والخطا «* ٣» ، وبلغار «* ٤» ، وصحراء القفجاق «* ٥» ، وسراي «* ٦» (١) ،

__________________

(* ١) هي بلاد مشهورة واسعة ، يحيط بها بحر فارس والسند من الغرب ، وبحر الهند من الجنوب ، ويحدها من الشرق المفاوز الفاصلة بينها وبين الصين ، ومن الشّمال بلاد التّرك.

تقويم البلدان ٣٥٣ ، صبح الأعشى ٥ / ١٧.

وللعلامة عبد الحي اللكنوي المتوفى سنة ١٣٤١ كتاب في رجال الهند سماه : «نزهة الخواطر ، وبهجة المسامع والنواظر».

(* ٢) هي إقليم كبير ، يقع بين بلاد الهند ، وكرمان ، وسجستان ، وبحر فارس.

معجم البلدان ٣ / ٢٦٧ ، تقويم البلدان ٣٤٦.

وقد جمع القاضي أبو المعالي أطهر المباركفوري كتاب «رجال السند والهند».

(* ٣) بكسر الخاء قال القلقشندي : في صبح الأعشى ٤ / ٤٨٣ : «هم جنس من التّرك بلادهم في متاخمة بلاد الصين».

(* ٤) هي مدينة الصّقالبة ، ضاربة في الشّمال ، قرب نهر إتل (القلجا حاليا) من الجهة الشّمالية الشرقية ، وهي الآن في بلاد روسيا ، وكان البلغار قد أسلموا في أيام الخليفة العباسي المقتدر بالله.

معجم البلدان ١ / ٤٨٥ ـ ٤٨٦ ، تقويم البلدان ٢١٦ ، صبح الأعشى ٤ / ٤٦٢.

(* ٥) هي صحارى في الشّمال ، تقع شمالي بحر الخزر ، يسكنها بشر كثير ، أخرجهم التتار من أرضهم في عهد جنكيز خان.

تقويم البلدان ٢٠٦ ، صبح الأعشى ٤ / ٤٥٦.

(* ٦) هي مدينة عظيمة في الشّمال ، عند نهر إتل (القلجا حاليا) وهي وبلغار في بر واحد ، وفيها كرسي مملكة التتار الشّماليين.

تقويم البلدان ٢١٦.

(١) وقد وقع في (ق) و (ع): (سراة) بدل (سراي) ، وهو وهم.

٢٢٧

وقرم «* ١» ، وبلاد التّكرور «* ٢» ،

__________________

(* ١) جزيرة القرم مشهورة وواسعة ، وهي بين بحر الأزق (أو ما يسمى اليوم ببحر أزوف) ، وبحر نيطش (المعروف اليوم بالبحر الأسود).

والقرم اسم للاقليم ، وقد أطلقه الناس على صلغات ـ وهي مدينة القرم ـ.

وإقليم القرم واسع لا ينحصر في الجزيرة.

تقويم البلدان ٢١٥ ، صبح الأعشى ٤ / ٤٥٩.

(* ٢) بلاد التّكرور إقليم من بلاد السّودان ، وبلاد السّودان كما قال القلقشندي في صبح الأعشى ٥ / ٢٧٣ : «بلاد متسعة الأرجاء ، رحبة الجوانب ، حدّها من الغرب البحر المحيط الغربي ، ومن الجنوب الخراب مما يلي خط الاستواء ، ومن الشرق بحر القلزم مما يقابل بلاد اليمن .... ومن الشّمال البراري الممتدة فيما بين الديار المصرية ، وأرض برقة ، وبلاد البربر ، من جنوبي المغرب إلى البحر المحيط».

وبلاد التّكرور هي إحدى أقاليم مملكة مالّي ، التي هي إحدى ممالك بلاد السّودان ، ويحد مملكة مالّي من الغرب البحر المحيط ، ومن الشرق مملكة البرنو السّودانية ، ومن الشّمال جبال البربر ، ومن الجنوب الهمج. وبلاد التّكرور تقع في الجزء الشرقي من مملكة مالّي.

وقصبة بلاد التّكرور هي مدينة التّكرور.

وقد حدد أبو عبد الله البرتلي إقليم التّكرور تحديدا يعتبر دقيقا لمن استطاع معرفة البلدان التي ذكرها ، فقال في كتابه فتح الشكور : «والتكرور إقليم واسع ممتد شرقا إلى أدغاغ ، ومغربا إلى بحر بني زناقية ، وجنوبا إلى بيط ، وشمالا إلى أدرار».

وقد جمع تاريخ علماء وفقهاء هذا الاقليم أبو عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي ، المتوفى سنة ١٢١٩ ، وسماه «فتح الشّكور في معرفة أعيان علماء التّكرور».

وللمؤرخ عبد الرحمن بن عبد الله السعدي المتوفى سنة ١٠٦٦ كتاب تاريخ السّودان ، وهو في الرجال ، نقل عنه البرتلي في كتابه المذكور.

معجم البلدان ٢ / ٣٨ ، صبح الأعشى ٥ / ٢٧٩ و ٢٨٢ و ٢٨٦ ، فتح الشكور ٢٦ ، معجم المؤلفين ٥ / ١٥٠. وانظر وفيات الأعيان ٧ / ١٥.

٢٢٨

والحبشة «* ١» ، والنّوبة «* ٢» ، والبجاه «* ٣» ، والزّنج «* ٤» ، وإلى أسوان «* ٥» ،

__________________

(* ١) هي بلاد واسعة جدا ، تتصل بالبحر من الجهة الشرقية ، وساحلها مقابل لبلاد اليمن ، ويقال : إن أول بلادهم من الجهة الغربية بلاد التّكرور.

ومملكة الحبشة قسمان : بلاد النصرانية ، وبلاد المسلمين ، والقسم الثاني يقع على ساحل بحر القلزم (المعروف اليوم بالبحر الأحمر) وما يتصل به من بحر الهند ، ويقال له بلاد الزّيلع ، مع أن الزّيلع إحدى مدنه الكثيرة.

تقويم البلدان ١٥٣ ، صبح الأعشى ٥ / ٣٠٢ و ٣٢٤.

(* ٢) هي بلاد واسعة على ضفتي النيل ، أولها من الجهة الشّمالية أقصى جنوب مصر ، بعد أسوان ، وقصبة بلادهم مدينة دمقلة.

معجم البلدان ٥ / ٣٠٩ ، تقويم البلدان ١٥٣ ، صبح الأعشى ٥ / ٢٧٥.

(* ٣) هم أهل بجاوة ، وهم أمم كثيرة تقع بلادهم بين العرب والحبش والنّوبة ، وذلك في جنوبي صعيد مصر مما يلي الشرق ، بين بحر القلزم ونهر النيل ، وبينهم وبين بلاد النّوبة جبال منيعة ، وقصبة بلادهم هي سواكن.

والنسبة إلى البجاه ، بجاوي.

معجم البلدان ١ / ٣٣٩ ، تقويم البلدان ١٥٣ ، صبح الأعشى ٥ / ٢٧٣.

(* ٤) هم أمم من بلاد السّودان ، تقع بلادهم شرقي الخليج البربري ، وهي تقابل بلاد الحبشة من البر الآخر.

صبح الأعشى ٥ / ٣٣٧ ، البيان المغرب ١ / ٦.

(* ٥) قال ياقوت في معجم البلدان ١ / ١٩١ : «هي مدينة كبيرة ، وكورة في آخر صعيد مصر ، وأول بلاد النّوبة على النيل في شرقيه».

وللقاضي المؤرخ ذي الفنون أبي الحسين أحمد بن علي بن الزبير الغساني ، المعروف بالرشيد الأسواني ، المتوفى سنة ٥٦٣ كتاب تاريخ أسوان.

مقدمة الوافي ١ / ٤٩.

ولأبي الفضل جعفر بن ثعلب الأدفوي ، المتوفى سنة ٧٤٨ كتاب «الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد» ـ وقد ترجم فيه لجماعة من علماء أسوان ـ.

٢٢٩

وحضرموت «* ١» ، والبحرين «* ٢» ، وغير ذلك.

وأما اليوم فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق «* ٣» ، وفارس «* ٤» ،

__________________

(* ١) هي ناحية واسعة قرب البحر من نجود اليمن ، تقع شرقي عدن ، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاب ؛ والنسبة إليها حضرمي ، وقصبتها مدينة شبام.

معجم البلدان ٢ / ٢٧٠ ، صبح الأعشى ٥ / ٤٢ ـ ٤٣.

(* ٢) هي بلاد على ساحل بحر فارس بين البصرة وعمان ، ويقال لها هجر ، وقيل إن هجر قصبة البحرين ، وقيل العكس. ومن أهم مدن البحرين الأحساء والقطيف. وكان أهل البحرين روافض سبائيون.

والنسبة إلى البحرين بحرانيّ.

معجم البلدان ١ / ٣٤٧ ، ٤ / ١٥٠ ، صبح الأعشى ٥ / ٥٤ ـ ٥٦.

(* ٣) هي من أعظم البلاد ، تقع على ضفتي نهر دجلة ، ويجري هذا النهر من شماليها الغربي إلى جنوبيها الشرقي. ويحدها من الشّمال الحديثة ومن الجنوب عبّادان ، ومن الشرق حلوان ، ومن الغرب القادسية ؛ وهذه الحدود من العراق.

تقويم البلدان ٢٩١.

(* ٤) هي بلاد واسعة يحدها من الغرب بلاد خوزستان والجبال ، ومن الشرق بلاد كرمان ، ومن الجنوب بحر فارس ، ومن الشّمال المفازة التي بينها وبين خراسان والجبال.

ومن أراد تحديدا أكثر دقة فليذهب إلى ما ذكره ياقوت في معجمه وهو :

«أول حدودها من جهة العراق أرّجان ، ومن جهة كرمان السّيرجان ، ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ، ومن جهة السّند مكران» ، وهذه الحدود التي ذكرها ياقوت ليست من فارس إلا سيراف ، وقيل أرّجان أيضا. وقصبة بلاد فارس مدينة شيراز كما سبق.

معجم البلدان ٤ / ٢٢٦ ، تقويم البلدان ٣٢١.

٢٣٠

وأذربيجان «* ١» ، بل لا يوجد بأرّان «* ٢» ، وجيلان «* ٣» ، وإرمينية «* ٤» ،

__________________

(* ١) هي بلاد تغلب عليها الجبال ، تقع بين أرّان ، وإرمينية ، والجزيرة ، والعراق ـ من ناحيته الشرقية الشّمالية ـ ، والجبال ، وجيلان ، والدّيلم. ومدن الجبال التي تقع على حدودها هي زنجان ، والدّينور ، وشهرزور ، وحد العراق معها خارج مدينة حلوان.

وقصبة هذه البلاد مدينة تبريز ، ومن مدنها أيضا مراغة. وكانت هذه البلاد كرسي مملكة التتار الشرقيين في عهد هولاكو وخلفائه.

معجم البلدان ١ / ١٢٨ ، تقويم البلدان ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ، صبح الأعشى ٤ / ٣٥٦.

والنسبة إلى أذربيجان أذري ، وقيل : أذري ، وقيل : أذربي.

وقد جمع تاريخ أذربيجان ابن أبي الهيجاء الروّاد الذي عاش في أواسط القرن الرابع.

مقدمة الوافي ١ / ٤٨ ، الإعلان بالتوبيخ ٦١٤.

(* ٢) هي بلاد واسعة ، تقع بين أذربيجان ، وإرمينية ، والكرج ، وجبال القيتق ـ القوقاز ـ وبحر الخزر ، ونهاية حدها الشّمالي باب الأبواب (الدّربند) ، ويفصل بينها وبين أذربيجان نهر الكرّ الذي يلتقي مع نهر الرّسّ قبل أن يصبا في بحر الخزر.

ومن أهم مدن أرّان : جنزة (كنجة) ، وبردعة.

معجم البلدان ١ / ١٣٦ ، تقويم البلدان ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ، صبح الأعشى ٤ / ٤٠٢.

وقد جمع البردعي تاريخ أرّان.

مقدمة الوافي ١ / ٤٨ ، الإعلان بالتوبيخ ٦١٤.

(* ٣) وتسمى أيضا بالجيل ، وهما تعريب كيلان وكيل ، وهي بلاد سهلية ، تقع بين طبرستان والدّيلم ، وأذربيجان ، وأرّان ، وهي على الساحل الجنوبي لبحر الخزر. والنسبة إليها جيلاني ، وجيلي.

معجم البلدان ٢ / ٢٠١ ، تقويم البلدان ٤٢٦ ، صبح الأعشى ٤ / ٣٨٠.

(* ٤) بكسر الهمزة وقيل بفتحها ، وهي بلاد واسعة تقع بين أرّان وبلاد الكرج والروم ، والجزيرة ، وأذربيجان. ومن أهم وأشهر مدنها خلاط.

٢٣١

والجبال «* ١» ، وخراسان «* ٢» التي كانت دار الآثار ، وأصبهان «* ٣» التي كانت

__________________

والنسبة إليها أرمنيّ ، وقيل أرمنيّ وهما على غير قياس.

معجم البلدان ١ / ١٦٠ ، تقويم البلدان ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ، صبح الأعشى ٤ / ٣٥٣ ـ ٣٥٦.

(* ١) وتسمى أيضا بلاد الجبل ، وكانت العامة تسميها عراق العجم ، وهي من أعظم البلاد الإسلامية ، يحدها من الغرب أذربيجان ، ومن الشرق مفازة خراسان وفارس ، ومن الجنوب بلاد العراق وخوزستان ، ومن الشّمال بلاد الدّيلم وبعض بلاد أذربيجان. وأقصى مدن الجبال في الشّمال مدينة زنجان ، وفي الجنوب أصبهان.

ومن أعظم مدن الجبال أصبهان ، وهمذان ، والدّينور ، وقرميسين ، وقزوين ، والريّ ، وقيل إن الأخيرتين من بلاد الدّيلم. وقد خرج من هذه البلاد علماء لا يحصون. معجم البلدان ٢ / ٩٩ ، تقويم البلدان ٤٠٨ ـ ٤٠٩.

(* ٢) حدد ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٣٥٠ بلاد خراسان ، فقال : «بلاد واسعة ، أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق ، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان ، وغزنة ، وسجستان ، وكرمان ، وليس ذلك منها ، إنما هو أطراف حدودها ؛ وتشتمل على أمهات من البلاد منها نيسابور ، وهراة ، ومرو ـ وهي كانت قصبتها ـ وبلخ ، وطالقان ، ونسا ، وأبيورد ، وسرخس. وما يتخلل ذلك من المدن التي دون نهر جيحون».

وكانت بلاد خراسان مملوءة بالعلماء والأئمة قال السمعاني في الأنساب ٥ / ٦٧ : «والعلماء في كل فن منها بحيث لا يدخل تحت الحصر».

(* ٣) بفتح الألف ، وقيل بكسرها. وهي مدينة عظيمة ، ومركز إقليم يسمى باسمها ، وهي من بلاد الجبال في جنوبيها.

معجم البلدان ١ / ٢٠٦ ، تقويم البلدان ٤٢٣.

وقد جمع تاريخ علمائها عدد من الحفاظ والمؤرخين منهم : أبو عبد الله حمزة بن الحسين المؤدب الأصبهاني ، المتوفى قبل سنة ٣٦٠. والحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان الأنصاري ، الأصبهاني ، المعروف بأبي الشيخ ، المتوفى سنة ٣٦٩ ، وسمى كتابه «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها».

٢٣٢

تضاهي (١) بغداد في علوّ (٢) الإسناد ، وكثرة (٣) الحديث ، والأثر. والباقي من ذلك ففي (٤) مصر ، ودمشق حرسها (٥) الله تعالى ، وما تاخمها (٦)(٧) ،

__________________

والحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني ، المتوفى سنة ٣٩٥.

والحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤١٠.

والحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، المتوفى سنة ٤٣٠ ، وسمى كتابه ذكر أخبار أصبهان.

والحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني ـ ابن أبي عبد الله ـ المتوفى سنة ٤٧٠.

والحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده الأصبهاني ـ حفيد أبي عبد الله ـ المتوفى سنة ٥١١. وغيرهم.

وقد ذكرت المصادر كتب بني منده ، وابن مردويه باسم تاريخ أصبهان.

الإعلان بالتوبيخ ٦١٧ ، التقييد لابن نقطة ورقة ٦٣ أ، وفيات الأعيان ٦ / ١٦٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٣ ، الأنساب ١ / ٢٨٩ ، مقدمة الوافي ١ / ٤٨ ، مقدمة الإحاطة ١ / ٨١ ، وانظر الإعلان بالتوبيخ ٦١٦ ـ ٦١٧.

(١) أي تشابه.

(٢) ذكر ياقوت في معجم البلدان ١ / ٢٠٩ السبب في علو الإسناد بأصبهان فقال :

«خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن ، وعلى الخصوص علو الإسناد ، فإن أعمار أهلها تطول ، ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث ، وبها من الحفاظ خلق لا يحصون».

(٣) وقع في المخطوط (كثرت) بتاء ممدودة.

(٤) وقع في المخطوط (في) بدل (ففي) ، والمثبت هو من (ق) و (ع) ، ولعله من زيادات السخاوي.

(٥) كذا في المخطوط ، وفي (ق) و (ع) : حرسهما ـ بالتثنية ـ ، ولعل الذهبي أراد المثبت كما سيأتي.

(٦) أي جاورها.

(٧) كذا في المخطوط ، وفي (ق) و (ع) : تاخمهما ـ بالتثنية ـ ، ويبدو لي ـ والله أعلم ـ أن الذهبي أراد الإفراد فيها وفي كلمة (حرسها) ، وذلك لأن بعض

٢٣٣

وشيء يسير بمكة ، وشيء بغرناطة (١) ، ومالقة «* ١» ، وشي بسبتة «* ٢» ، وشيء بتونس «* ٣» ، نسأل الله حسن الخاتمة.

__________________

المدن الشامية التي كانت تتاخم دمشق ، كان فيها ـ حينئذ ـ بقية صالحة من علم الأثر ، خلاف البلاد المتاخمة لمصر.

(١) سبق التعريف بها في ص ١٨٥.

(* ١) بفتح اللام ، وقيل بكسرها ، وهي مدينة في جنوب الأندلس على ساحل البحر بين الجزيرة الخضراء ، والمريّة ، ولها أعمال واسعة.

معجم البلدان ٥ / ٤٣ ، تقويم البلدان ١٧٤ ، الأنساب ١٢ / ٤٦.

وقد جمع تاريخ أهل مالقة عدد من العلماء ، منهم :

الأديب أبو العباس أصبغ بن علي بن هشام ، المتوفى سنة ٥٩٢ ، وسمى كتابه «الإعلام بمحاسن الأعلام من أهل مالقة».

والقاضي العلامة أبو عبد الله محمد بن علي بن خضر الغساني المالقي ، العروف بابن عسكر ، المتوفى سنة ٦٣٦ ولم يكمله ، فأتمه بعد وفاته ابن أخته أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن خميس ، وسمى كتابه «مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار فيما احتوت عليه مالقة من الأعلام والرؤساء الأخيار ، وتقييد ما لهم من المناقب والآثار». ولأبي زيد عبد الرحمن بن محمد القيسي الأنصاري الفقيه المتوفى سنة ٧٣٧ كتاب في المشهورين من علماء مالقة رتبه على الطبقات.

الإعلان بالتوبيخ ٦٤٠ ـ ٦٤١ ، مقدمة الإحاطة ١ / ٨٣.

(* ٢) هي مدينة عظيمة مشهورة ، في أقصى شمال المغرب الأقصى ، على ساحل البحر ، ويقابلها من الأندلس الجزيرة الخضراء ، وتقع بين بحرين : البحر المحيط ، وبحر الروم.

وهي الآن بيد الأسبان النصارى. والنسبة إليها سبتي بكسر السين وفتحها.

معجم البلدان ٣ / ١٨٢ ، تويم البلدان ١٣٢ ، صبح الأعشى ٥ / ١٥٧.

وللحافظ القاضي ، أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي ، السّبتي ، المتوفى سنة ٥٤٤ كتاب في تاريخ سبتة سماه : الفنون السّتّة.

مقدمة الإحاطة ١ / ٨٣ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٣٣.

(* ٣) بضم النون ، وقيل بفتحها ، وكسرها ، وهي كما قال ياقوت في معجم البلدان

٢٣٤

لكن القرآن (١) ، وفروع الفقه ، موجود كثير شرقا وغربا ، لكن ذلك مكدّر في المشرق ، وغيره بعلوم الأوائل ، وآراء المتكلمين ، والمعتزلة ؛ فالأمر لله تعالى.

وهذا تصديق لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يقل العلم ، ويكثر الجهل» (٢) ، فنسأل الله تعالى العظيم ، علما نافعا

__________________

٢ / ٦٠ : «مدينة كبيرة محدثة بإفريقيّة على ساحل بحر الروم ، عمّرت من أنقاض مدينة كبيرة قديمة بالقرب منها يقال لها قرطاجنّة ، وكان اسم تونس في القديم ترشيش ... وهي الآن قصبة بلاد إفريقيّة».

(١) أي علومه.

(٢) لم أجد هذا الحديث بهذا اللفظ.

وقد أخرجه بمعناه البخاري في صحيحه ، عن أنس ، وعن أبي هريرة.

فأما حديث أنس فهو في كتاب العلم ، باب ٢١ بلفظ : «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويثبت الجهل ...». ولفظ : «من أشراط الساعة أن يقل العلم ، ويظهر الجهل ...». وفي كتاب النكاح ، باب ١١٠ بلفظ : «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ...». وفي كتاب الأشربة ، باب ١ بلفظ : «من أشراط الساعة أن يظهر الجهل ، ويقل العلم ...». وفي كتاب الحدود ، باب ٢٠ بلفظ : «لا تقوم الساعة ، وإما قال ـ أي شك من الراوي ـ : من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ...».

وأما حديث أبي هريرة ، فهو في كتاب العلم ، باب ٢٤ بلفظ : «يقبض العلم ، ويظهر الجهل ...». وفي كتاب الاستسقاء ، باب ٢٧ : «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ...» ، ولم يذكر فيه الجهل.

وأخرجه أيضا مسلم في صحيحه عن أنس ، وعن أبي هريرة ، وعن ابن مسعود وأبي موسى الأشعري. فأما حديث أنس ، فهو في كتاب العلم ، باب ٥ بلفظ : «من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويثبت الجهل ...».

ولفظ : «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ...». وقد أخرجه أيضا بهذا اللفظ الأخير عن أنس ابن ماجه في سننه في كتاب الفتن ، باب ٢٥.

٢٣٥

«وعملا متقبلا ، ورزقا حلالا واسعا طيبا ، وحسن الخاتمة لنا ، ولجميع المسلمين أجمعين (١) ، آمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا (٢) محمد الأمين ، وآله وصحبه أجمعين» (٣).

انتهى الكتاب

__________________

وأما حديث أبي هريرة ، فهو في كتاب العلم أيضا ، باب ٥ بلفظ :

«يتقارب الزمان ، ويقبض العلم ...». ولفظ : «يتقارب الزمان ، وينقص العلم ...». ولم يذكر فيهما الجهل.

وأما حديث ابن مسعود ، وأبي موسى الأشعري فهو في نفس الكتاب والباب ، بلفظ : «إن بين يدي الساعة أياما ، يرفع فيها العلم ، وينزل فيها الجهل ...».

وأخرجه أيضا أحمد في مسنده ٢ / ٤٢٨ عن أبي هريرة ، بلفظ : «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، ويظهر الجهل ...».

(١) كذا في المخطوط.

(٢) أدخلت الحروف الثلاث الأول من هذه الكلمة ، في (على) ، كما في المخطوط.

(٣) ما بين الشّولتين المزدوجتين هو من المخطوط فقط.

٢٣٦

الفهارس

١ ـ فهرس الأعلام.

٢ ـ فهرس الأماكن والبلدان (١).

٣ ـ فهرس الكتب ومؤلفوها.

٤ ـ فهرس المصادر والمراجع.

٥ ـ فهرس الموضوعات.

__________________

(١) تنبيه : فهارس الأعلام ، والأماكن والبلدان ، والكتب ومؤلفيها تقتصر على النص المحقق.

٢٣٧
٢٣٨

فهرس الأعلام

ابن تيمية (تقي الدين أحمد) : ١٦٦

ابن جريج (عبد الملك بن عبد العزيز) : ١٥٧

ابن أبي حاتم (عبد الرحمن بن محمد) : ١٩٩

ابن حبيب (عبد الملك) : ١٨٦

ابن حزم الظاهري (علي بن أحمد) : ١٨٧

ابن حميد (محمد) : ١٩٨

ابن خزيمة (محمد بن إسحاق) : ٢٠٧

ابن أبي ذئب (محمد بن عبد الرحمن) : ١٥٤

ابن راهويه (اسحاق بن إبراهيم) : ٢٠٦

ابن الشّرقي (أحمد بن محمد) : ٢٠٨

ابن طاوس (عبد الله) : ١٨٢

ابن عباس (عبد الله) : ١٧٨

ابن عبد البر (يوسف بن عبد الله) : ١٨٧

أولاد عبد الملك بن مروان : ١٦١

ابن عجلان (محمد) : ١٥٤

ابن عساكر (أبو القاسم علي بن الحسن) : ١٦٣ ، ٢٢٣

ابن عقدة (أحمد بن محمد) : ١٧٧

أولاد أبي العلاء العطار : ١٩٧

ابن عون (عبد الله) : ١٧٩

ابن عيينة (سفيان) : ١٥٨

ابن القاسم (عبد الرحمن) : ١٦٩

ابن كثير المقرىء (عبد الله) : ١٥٧

ابن لهيعة (عبد الله) : ١٦٨

ابن ماجه (محمد بن يزيد) : ٢٠١

ابن مسعود (عبد الله) : ١٧٤

ابن أبي مليكة (عبد الله بن عبيد الله) : ١٥٧

ابن مهران الجمّال (محمد) : ١٩٨

ابن وارة (محمد بن مسلم) : ١٩٩

ابن وهب (عبد الله) : ١٦٨

٢٣٩

أبو أحمد بن عدي (عبد الله) : ٢٠٣

أبو إسحاق (عمرو بن عبد الله السّبيعي) : ١٧٦

أبو بكر الإسماعيلي (أحمد بن إبراهيم) : ٢٠٤

أبو بكر بن السني (أحمد بن محمد) : ١٩٦

أبو تميلة (يحيى بن واضح) : ٢١٣

أبو حاتم (محمد بن إدريس) : ١٩٩

أبو الحسن القطان (علي بن إبراهيم) : ٢٠١

أبو حمزة السّكّري (محمد بن ميمون) : ٢١٣

أبو رجاء عبد الله بن واقد : ٢٠٩

أبو روح عبد المعز بن محمد : ٢١٠

أبو زرعة (عبيد الله بن عبد الكريم) : ١٩٩

أبو الزناد (عبد الله بن ذكوان) : ١٥٤

أبو العالية (رفيع بن مهران الرّياحي) : ١٧٨

أبو العباس السّرّاج (محمد بن إسحاق) : ٢٠٧

أبو عبد الرحمن المقرىء (عبد الله بن يزيد) : ١٥٨

أبو عبد الله البخاري (محمد بن إسماعيل) : ٢١٨

أبو عبد الله البوشنجي (محمد بن إبراهيم) : ٢٠٧

أبو العلاء العطار (الحسن بن أحمد) : ١٩٧

أبو علي الغساني (الحسين بن محمد) : ١٨٨

أبو عمرو الداني (عثمان بن سعيد) : ١٨٧

أبو محمد بن قتيبة (عبد الله بن مسلم) : ١٩٥

أبو مسهر (عبد الأعلى بن مسهر) : ١٦١

أبو المغيرة (عبد القدوس بن الحجاج) : ١٧٣

أبو موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) : ١٧٧ ، ١٨١

أبو نعيم بن عدي (عبد الملك بن محمد بن عدي) : ٢٠٣

أبو الوليد الباجي (سليمان بن خلف) : ١٨٧

أبو اليمان (الحكم بن نافع) : ١٧٤

إبراهيم بن سعد : ١٥٥

إبراهيم بن أبي طالب : ٢٠٧

إبراهيم بن طهمان : ٢٠٥

إبراهيم بن موسى : ١٩٨

أحمد بن حفص الفقيه : ٢١٧

أحمد بن حنبل : ١٧٢

٢٤٠