الأمصار ذوات الآثار

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الأمصار ذوات الآثار

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي


المحقق: قاسم علي سعد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار البشائر الإسلاميّة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

اليمن «* ١» :

دخلها معاذ بن جبل (١) ، وأبو موسى الأشعري (٢) ـ أصله من تهامة اليمن (٣) ـ وخرج منها أئمة التابعين ، وتفرقوا في الأرض ، وكان بها

__________________

(* ١) قال الأصمعي محددا بلاد اليمن : «حدودها بين عمان إلى نجران ، ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشّحر حتى يجتاز عمان ، فينقطع من بينونة ، وبينونة بين عمان والبحرين ، وليست بينونة من اليمن» كذا في معجم البلدان ٥ / ٤٤٧.

واليمن قسمان : تهائم ونجود ، فالتهائم قصبتها زبيد ، ومن أهم مدنها تعز ، وعدن ، وظفار ، والجند. والنجود قصبتها صنعاء ، ومن أهم بلادها نجران ، ومأرب ، وحضرموت.

صبح الأعشى ٥ / ٨ ـ ٤٣ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٦٤.

والنسبة إلى اليمن : يماني ـ بالتخفيف ـ ، ويمني ، ويمان.

وقد جمع تاريخ أهل اليمن البهاء أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الجندي المتوفى سنة ٧٣٢ ، ورتبه على الطبقات ، وسماه «السلوك في أخبار العلماء والملوك». وقد صنف غير واحد في تاريخ اليمن وأهله. انظر الإعلان بالتوبيخ ٦٥٤ ـ ٦٥٦.

(١) هو أحد أحبار الصحابة ، وأئمتهم ، وفقهائهم ، ومقرئيهم ، ومفتيهم ، وربانيهم ، أبو عبد الرحمن الأنصاري ، الخزرجي ، المدني ، شهد العقبة ، وبدرا والمشاهد كلها ، وكان من أجمل الرجال وأكملهم ، وأحد جمعة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بعثه عليه السلام إلى اليمن أميرا ومعلما ، وكان من أعلم الصحابة بالحلال والحرام ، وذا خاصة من النبي صلى الله عليه وسلم ، قدم من اليمن في خلافة أبي بكر الصديق ، وتوفي بالطاعون في الأردن سنة ١٨ وقيل غير ذلك.

وقد بلغ من العمر ٣٤ عاما ، وقيل غير ذلك.

الإصابة ٣ / ٤٠٦ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤٤٣.

(٢) تقدمت ترجمته عند الحديث عن البصرة ، ص ١٧.

(٣) ينظر ما تقدم قريبا من تقسيم اليمن إلى تهائم ونجود.

١٨١

جماعة من التابعين كوهب بن منبّه (١) ، وأخوه همّام بن منبّه (٢) ، وطاوس (٣) ، وابنه (٤) ، ثم معمر (٥) ، وأصحابه ، ثم

__________________

(١) هو الإمام ، الحافظ ، الثقة ، أبو عبد الله الصنعاني ، عالم أهل اليمن ، توفي سنة ١١٤ ، وقيل : ١١٠ ، وقيل غير ذلك.

سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٤ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٠٠ ، تهذيب التهذيب ١١ / ١٦٦.

(٢) وقع في المخطوط (قدامة) بدل (همام) ؛ وفي (ق) و (ع) لم يذكر اسما وهب وأخيه ، وإنما يوجد فيهما (كابني منبّه) ، وقد بحثت كثيرا عن أولاد منبّه ، فلم أعثر فيهم على من اسمه قدامة ، لذا أرجح أن الذهبي أراد هماما ، فحرّفت من بعده إلى قدامة ، وقد اخترت هماما من بين أولاد منبّه الآخرين لشهرته بالعلم والثقة دونهم ، والذهبي لم يذكر في رسالته هذه ـ الأمصار ذوات الآثار ـ إلا المشهورين.

وهمام هو : الثقة ، المتقن ، أبو عقبة الصنعاني ، اليماني ، صاحب الصحيفة المشهورة ، الصحيحة ، عن أبي هريرة ، توفي سنة ١٣٢.

سير أعلام النبلاء ٥ / ٣١١ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٦٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٢١.

(٣) هو الإمام ، الحافظ ، الفقيه ، الحجة ، العابد ، أبو عبد الرحمن بن كيسان الفارسي ، ثم اليمني ، الجندي ، ويقال إن اسمه ذكوان ، وطاوس لقبه ، توفي سنة ١٠٦.

سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٨ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٩٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٧٧.

(٤) هو الإمام ، المحدث ، الثقة ، العابد ، أبو محمد عبد الله بن طاوس اليماني ، المتوفي سنة ١٣٢.

سير أعلام النبلاء ٦ / ١٠٣ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦٧.

(٥) هو الإمام ، الحافظ ، الحجة ، عالم اليمن ، أبو عروة بن راشد البصري ، نزيل اليمن ، وأول المصنفين فيها ، توفي سنة ١٥٣.

١٨٢

عبد الرزاق (١) ، وأصحابه ، وعدم منها بعدهم الإسناد (٢).

__________________

سير أعلام النبلاء ٧ / ٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٩٠ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٣.

(١) هو الحافظ الكبير ، الثقة ، عالم اليمن ، أبو بكر بن نافع بن همام الصنعاني ، صاحب التصانيف البارعة ، كالمصنّف ، توفي سنة ٢١١.

سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٦٣ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٦٤ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣١٠.

(٢) قال السخاوي في الإعلان بالتوبيخ ص ٦٦٤ عقب كلام الذهبي هذا ما نصّه :

«ولم يزل العلماء به ـ (أي باليمن) ـ في عصر الصحابة يتوفرون ، والأئمة إليها يرحلون ، بل هي في كل عصر في ازدياد من العلم ، ولما ظهر مذهب الشافعي ، واشتهر به ـ (أي باليمن) ـ رجعوا إلى تقليده ، وكان ذلك في المئة الثالثة كما ذكره الجندي ، ثم كثر ذلك لا سيما في الدول الأيوبية ، وما بعدها حتى الآن ، ويوجد في علمائه الحنفية ، وكثير من الزيدية ، وهم بصنعاء ونحوها ؛ ومن العثمانية ، وهم بحضرموت ؛ ومن الإسماعيلية وهم بالجبال ، وغيرهم من الطوائف».

١٨٣

الأندلس «* ١» :

كقرطبة «* ٢» ،

__________________

(* ١) وقد جمع تاريخ رجال الأندلس وعلمائه عدد من الأئمة والمؤرخين :

فللحافظ أبي الوليد عبد الله بن محمد القرطبي ، المعروف بابن الفرضي ، المتوفى سنة ٤٠٣ كتاب «تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس».

وللحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح الحميدي الأندلسي ، المتوفى سنة ٤٨٨ كتاب «جذوة المقتبس في أخبار علماء الأندلس».

وللحافظ أبي القاسم خلف بن عبد الملك القرطبي ، المعروف بابن بشكوال ، المتوفى سنة ٥٧٨ ذيل على تاريخ ابن الفرضي ، سماه «الصلة».

ولأحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة الضّبّي ، المتوفى سنة ٥٩٩ «بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس» وللحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي ، المعروف بابن الأبار ، المتوفى سنة ٦٥٨ ذيل على الصلة لابن بشكوال سماه «التكملة لكتاب الصلة».

ولأبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي ، السّبتي ، المعروف بابن فرتون ، المتوفى سنة ٦٦٠ ذيل على الصلة لابن بشكوال أيضا.

وللحافظ أبي جعفر أحمد بن إبراهيم الغرناطي ، المعروف بابن الزبير ، المتوفى سنة ٧٠٨ ذيل على كتاب ابن بشكوال أيضا سماه «صلة الصلة».

وللوزير ، الأديب ، المؤرخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الغرناطي المعروف بلسان الدين بن الخطيب المتوفى ٧٧٦ ذيل على كتاب ابن الزبير ، سماه «عائد الصلة».

وللقاضي أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الملك المرّاكشي ، المتوفى سنة ٧٠٣ كتاب «الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة». وهو ذيل على الصلة لابن بشكوال ، وتكميل لما فاته ، وفات ابن الفرضي في تاريخه.

مقدمة الوافي ١ / ٤٩ ، الإعلان بالتوبيخ ٦١٨ ـ ٦١٩ ، الإحاطة ١ / ١٩٠ ، الذيل والتكملة ١ / ١ / ٤٣.

(* ٢) «هي مدينة عظيمة بالأندلس ، وسط بلادها ، وكانت سريرا لملكها ، وقصبتها ، وبها كانت ملوك بني أمية». معجم البلدان ٤ / ٣٢٤.

١٨٤

وإشبيلية «* ١» ، وغرناطة «* ٢» ، وبلنسية «* ٣»

__________________

ولما توزعت بلاد الأندلس على ملوك الطوائف ، كانت قرطبة من نصيب بني جهور. وقد جمع تاريخا لبعض علماء قرطبة : الإمام ، المؤرخ ، أبو مروان حيّان بن خلف القرطبي ، المتوفى سنة ٤٦٩ وسماه «تاريخ فقهاء قرطبة». مقدمة الإحاطة ١ / ٨٣.

(* ١) هي مدينة كبيرة ، من أمهات البلدان في الأندلس ، تقع غربي قرطبة إلى ناحية الجنوب ، وكانت من نصيب بني عبّاد لما استولى ملوك الطوائف على الأندلس.

معجم البلدان ١ / ١٩٥ ، الأنساب ١ / ٢٦٤ ، صبح الأعشى ٥ / ٢٢٥ و ٢٤٩.

وقد جمع تاريخ جماعة من رجالها أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن قسّوم الإشبيلي ، المتوفى سنة ٦٣٩ وسماه «مجالس الأبرار في معاملة الخيار» يشتمل على أخبار صلحائها. الإعلان بالتوبيخ ٦١٦.

(* ٢) قال فيها لسان الدين بن الخطيب في الإحاطة ١ / ٩١ : «هي مدينة كورة إلبيرة ، وإلبيرة من أعظم كور الأندلس». وقال المؤرخ محمد عنان في تعليقاته على كتاب الإحاطة ١ / ٩١ : «إلبيرة هي مدينة رومانية قديمة ، وكانت عاصمة الولاية التي تسمى بهذا الاسم ، ولما فتح المسلمون الأندلس كانت إلبيرة مدينة كبيرة عامرة ، وإلى جانبها محلة غرناطة الصغيرة ، ثم تطور الزمن ، وعفت إلبيرة ، وخربت ، ونمت غرناطة ، وأصبحت منذ القرن الخامس الهجري قاعدة الولاية ، ثم غدت عاصمة لمملكة غرناطة».

وتقع غرناطة في الجنوب الشرقي من قرطبة ، وإلبيرة في الجنوب الغربي منها ، وهما من مدن جنوب الأندلس ، وكانت غرناطة من نصيب بني زيري من البربر لما استولى ملوك الطوائف على بلاد الأندلس.

تقويم البلدان ١٧٧ ، صبح الأعشى ٥ / ٢١٣.

وقد جمع الوزير ، المؤرخ ، الأديب أبو عبد الله محمد بن عبد الله الغرناطي المعروف بلسان الدين بن الخطيب ، المتوفى سنة ٧٧٦ تاريخا لغرناطة ورجالها سماه «الإحاطة في أخبار غرناطة».

(* ٣) هي مدينة في شرق الأندلس ، بريّة بحريّة ، من أعمالها : مدينة شاطبة ، ومدينة دانية ، وهما في جنوبيها. معجم البلدان ١ / ٤٩٠ ، تقويم البلدان ١٧٩.

١٨٥

فتحت في أيام الوليد بن عبد الملك (١) ، وجلب العلم إليها ، لكن اشتهر بها العلم والحديث في المئة الثالثة بابن حبيب (٢) ، ويحيى بن يحيى (٣) ، وأصحابهما ، ثم ببقيّ بن مخلد (٥) ،

__________________

ولأبي عبد الله محمد بن الخلف بن الحسن الصّدفي ، البلنسي المعروف بابن علقمة ، والمتوفى سنة ٥٠٩ كتاب «تاريخ بلنسية».

مقدمة الوافي ١ / ٤٩ ، مقدمة الإحاطة ١ / ٨٣ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٢٤.

(١) هو الخليفة ، الأموي ، أبو العباس الدمشقي ، منشىء جامع بني أمية ، وموسع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي عهده فتحت بلاد الأندلس بأسرها وذلك سنة ٩٢ ، وبلاد ما وراء النهر ، وخوارزم ، وغيرها ، وكانت أيامه أيام جهاد ، وفتوح عظيمة ، ولي الخلافة سنة ٨٦ عقب وفاة أبيه عبد الملك بن مروان ، وتوفي سنة ٩٦.

سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٤٧ ، تاريخ الخلفاء ١٤٨.

(٢) هو الإمام ، الفقيه الكبير ، عالم الأندلس ، أبو مروان عبد الملك الأندلسي ، القرطبي ، المالكي ، صاحب التصانيف كالواضحة ، وهو في الحديث «ليس بمتقن» كما قال الذهبي. توفي سنة ٢٣٩ ، وقيل : ٢٣٨.

سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٠٢ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٧ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣٩٠ ، ترتيب المدارك ٤ / ١٢٢.

(٣) هو الإمام الكبير ، الفقيه ، المفتي ، أبو محمد الليثي ، الأندلسي ، القرطبي ، راوي الموطأ عن الإمام مالك إلا يسيرا منه فإنه شك في سماعه ، وهو في الحديث «صدوق له أوهام» كما قال ابن حجر. وقد توفي سنة ٢٣٤.

ترتيب المدارك ٣ / ٣٧٩ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥١٩ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٣٠٠ وقد ذكره للتمييز.

(٥) هو الإمام ، الحافظ ، المجتهد ، الحجة ، الصالح ، المجاهد أبو عبد الرحمن الأندلسي ، القرطبي ، صاحب المسند ، والتفسير ، وغيرهما من جليل المصنفات التي قال فيها ابن حزم «صارت تصانيف هذا الإمام الفاضل قواعد الإسلام ، لا نظير لها».

١٨٦

ومحمد بن وضّاح (١) ، وخرج منها مثل ابن عبد البر (٢) ، وأبي عمرو الدّاني (٣) ، وابن حزم الظاهري (٤) ، وأبي الوليد

__________________

وببقيّ ، وابن وضاح صارت الأندلس دار حديث. توفي بقيّ سنة ٢٧٦.

تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس ١ / ١٠٧ ، جذوة المقتبس ١٦٧ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٨٥ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٢٩.

(١) هو الإمام ، الحافظ ، الصدوق ، الزاهد ، أبو عبد الله القرطبي ، المتوفى سنة ٢٨٧ ، وقيل غير ذلك.

تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس ٢ / ١٧ ، جذوة المقتبس ٨٧ ، الديباج المذهب ٢ / ١٧٩ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٤٥ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٤٦ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٥٩.

(٢) هو الإمام الكبير ، والعلّامة المتبحر ، الحافظ ، النقاد ، الفقيه ، المجتهد ، المقرىء ، النّسّابة ، الحجة ، محدث المغرب ، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد النّمري ، الأندلسي ، القرطبي ، المالكي ، المعروف بابن عبد البر ، وصاحب التصانيف البارعة ككتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، توفي سنة ٤٦٣.

الصلة ٢ / ٦٤٠ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٥٣ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٨ ، الديباج ٢ / ٣٦٧.

(٣) هو الإمام ، العلم ، الحافظ المتقن ، المقرىء الحاذق ، الأديب الفاضل ، الثبت ، عثمان بن سعيد الأندلسي القرطبي ، ثم الداني المالكي ، صاحب التآليف الكثيرة المتقنة ، توفي سنة ٤٤٤.

الصلة ٢ / ٣٨٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٧٧ ، معرفة القراء للذهبي ١ / ٣٢٥ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٠ ، الديباج المذهب ٢ / ٨٤.

(٤) هو الإمام الثبت ، الفقيه المجتهد ، الحافظ الناقد ، المتكلم البارع ، الأديب ، المتبحر في العلوم ذات الفنون ، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري ، الأندلسي ، القرطبي ، صاحب التصانيف الفائقة ، وتوفي سنة ٤٥٦.

١٨٧

الباجي (١) ، وأبي علي الغسّاني (٢) ، ولم تزل بها أثارة (٣) من علم إلى أن استولى على قرطبة (٤) ، وإشبيلية (٥) النصارى ، فتناقص بها العلم.

__________________

جذوة المقتبس ٢٩٠ ، الصلة ٢ / ٣٩٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٨٤ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٤٦.

(١) هو الإمام ، العلامة ، الحافظ ، الفقيه ، المتكلم ، الأديب ، الثبت ، القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف التّجيبي ، الأندلسي ، القرطبي ، الباجي ، المالكي ، صاحب التصانيف الحافلة ، توفي سنة ٤٧٤.

الصلة ١ / ١٩٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٥ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٨ ، الديباج المذهب ١ / ٣٧٧.

(٢) هو الإمام ، الحافظ ، الجهبذ ، الحجة ، ذو الفنون ، محدث الأندلس ، الحسين بن محمد بن أحمد الأندلسي الجيّاني ، صاحب التصانيف النفيسة المتنوعة منها كتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل ، وتوفي سنة ٤٩٨.

الصلة ١ / ١٤١ ، وفيات الأعيان ٢ / ١٨٠ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٤٨ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٣٣ ، الديباج المذهب ١ / ٣٣٢.

(٣) أي بقية من علم تؤثر.

(٤) استولى النصارى على قرطبة سنة ٦٣٣.

(٥) استولى النصارى على إشبيلية سنة ٦٤٦.

١٨٨

إقليم المغرب «* ١» :

فأدناه إقليم إفريقيّة «* ٢» ، وأمها هي مدينة القيروان «* ٣» ،

__________________

(* ١) حد المغرب : هو من ضفة النيل بالإسكندرية التي تلي بلاد المغرب ، إلى آخر بلاد المغرب ، وحدّه مدينة سلا حاضرة البحر المحيط ، وينقسم إلى ثلاثة أقسام :

فقسم من الإسكندرية إلى أطرابلس وهو أكبرها وأقلها عمارة.

وقسم من أطرابلس إلى مدينة تيهرت ، وهذا القسم يسمى ببلاد الزاب الأعلى والأسفل أو الغرب الأوسط.

وقسم من تيهرت إلى مدينة سلا وهي بلاد طنجة أو الغرب الأقصى.

البيان المغرب ١ / ٥ ، صبح الأعشى ٥ / ٩٩ و ١٥٢

وتدخل مصر في حد المغرب في عرف العجم وأهل العراق قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٠ : «المشرق في عرف المغاربة مصر ، وما بعدها من الشام ، والعراق ، وغير ذلك ، كما أن المغرب في عرف العجم ، وأهل العراق أيضا مصر وما تغرب عنها».

وقد ألف في رجال المغرب ابن وهب ، وسمى كتابه تاريخ المغاربة ، وللأمير عز الملك محمد بن أبي القاسم المسبّحي الحراني الأصل ، المصري المولد المتوفى سنة ٤٢٠ كتاب تاريخ المغاربة ومصر.

الأنساب ١٢ / ٢٣٦ ، الإعلام بمن حلّ مراكش ١ / ١١٦.

(* ٢) وإفريقيّة ضبطها ياقوت في معجم البلدان بكسر الهمزة ، والملك المؤيد في تقويم البلدان بفتحها. وحدها من جهة الشرق قرية «قصر أحمد» شرقي أطرابلس ، وغربي بلاد برقة ، ومن الغرب مدينة «بونة» الواقعة على ساحل البحر بين بنزرت وبجاية.

تقويم البلدان ١٤٠ و ١٤٦ ، صبح الأعشى ١٠٥ ـ ١٠٦.

(* ٣) هي مدينة مصّرت في أيام معاوية رضي الله عنه ، وكانت قاعدة إفريقيّة قبل دخول العبيديين إليها ، وهي اليوم تابعة لتونس.

١٨٩

كان بها سحنون بن سعيد الفقيه (١) ، وأما بجاية «* ١» ،

__________________

معجم البلدان ٤ / ٤٢٠ ، تقويم البلدان ١٤٤.

وقد جمع تاريخ رجال القيروان ، وإفريقيّة عدد من العلماء منهم :

الحافظ ، المؤرخ أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الإفريقي القيرواني ، صنف كتاب «طبقات علماء إفريقية وتونس» أو «تاريخ القيروان». وقد توفي سنة ٣٣٣.

والحافظ ، الإمام ، أبو عبد الله محمد بن حارث الخشني القيرواني ، صنف كتاب «تاريخ القيروانيين» أو «تاريخ الإفريقيين». وقد توفي سنة ٣٦١.

وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الدباغ ، المتوفى سنة ٦٩٦ صنف كتاب «معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان».

والفقيه أبو بكر عبد الله بن محمد ، صنف كتاب «رياض النفوس» في علماء إفريقية.

مقدمة الوافي ٤٩ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٣٩ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٦٦ ، لسان الميزان ٣ / ٢٣٣ ، الإعلام بمن حلّ مرّاكش ١ / ١٢٥.

(١) هو الإمام ، العلامة ، الزاهد ، فقيه المغرب ، أبو سعيد عبد السلام بن سعيد بن حبيب القيرواني ، المالكي ، صاحب المدوّنة ، وسحنون لقبه ، توفي سنة ٢٤٠.

ترتيب المدارك ٤ / ٤٥ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٣.

(* ١) هي مدينة على ساحل البحر بين إفريقيّة والغرب الأقصى ، وهي قاعدة الغرب الأوسط. وقيل : إن القاعدة هي تلمسان.

معجم البلدان ١ / ٣٣٩ ، تقويم البلدان ١٣٦ ، البيان المغرب ١ / ٢٠٠.

وقد جمع تاريخ بعض رجالها أبو العباس بن الغبريني أحمد بن أحمد المتوفى سنة ٧١٤ وسماه «عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المئة السابعة ببجاية».

ولابن الحاج (لعله أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري ، الفاسي ، المصري ، المعروف بابن الحاج والمتوفى سنة ٧٣٧) تاريخ بجاية.

مقدمة الإحاطة ١ / ٨٣ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٢٠.

فائدة : النسبة المستعملة إلى بجاية : «البجائي».

١٩٠

وتلمسان «* ١» ، وفاس «* ٢» ، ومرّاكش «* ٣» وغالب مدائن المغرب ،

__________________

(* ١) هي مدينة من الغرب الأوسط ، وقيل : من الغرب الأقصى متاخمة للأوسط ، تقع بين بجاية وفاس.

معجم البلدان ٢ / ٤٤ ، تقويم البلدان ١٣٦ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٢٦ ، صبح الأعشى ٥ / ١٤٩.

وقد جمع تاريخها : المؤرخ ، القاضي ، أبو عبد الله محمد بن منصور بن علي بن هدية القرشي التّلمساني ، المتوفى سنة ٧٣٦ ، والمؤرخ ، اللغوي ، النحوي ، أبو عثمان سعيد بن عيسى بن الأصفر ، المتوفى سنة ٤٦٢.

كما أن للعلامة أبي عبد الله محمد بن محمد الملقب بأبي مريم الشريف التّلمساني المتوفى سنة ١٠١٤ كتاب «البستان في ذكر العلماء والأولياء بتلمسان».

مقدمة الإحاطة ١ / ٨٣ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٢٦ ، الإعلام بمن حل مرّاكش ١ / ١١٤.

(* ٢) هي مدينة من أعظم مدن الغرب الأقصى قبل أن تختط مرّاكش ، قال ابن سعيد في المغرب : «هي مدينتان : إحداهما بناها إدريس بن عبد الله أحد خلفاء الأدارسة بالمغرب ، وتعرف بعدوة الأندلس ، والأخرى بنيت بعدها ، وتعرف بعدوة القرويين».

معجم البلدان ٤ / ٢٣٠ ، صبح الأعشى ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤.

وقد جمع تاريخ رجالها أبو العباس أحمد بن محمد المعروف بابن القاضي المكناسي المتوفى سنة ١٠٢٥ وسمى كتابه «جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس».

وللمؤرخ أبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن أبي زرع المتوفى بعد سنة ٧٢٦ كتاب «روض القرطاس في أخبار المغرب ، وتاريخ مدينة فاس».

مقدمة الإحاطة ١ / ٨٣ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٣٧.

(* ٣) هي أعظم مدينة بالمغرب ، وأجلها ، اختطها أمير المرابطين يوسف بن تاشفين سنة ٤٥٤.

١٩١

فالحديث بها قليل (١) ، وبها المسائل (٢)(٣).

__________________

معجم البلدان ٥ / ٩٤ ، صبح الأعشى ٥ / ١٨٩ ، تقويم البلدان ١٣٤.

وللمقّري أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد القرشي التّلمساني صاحب كتاب نفح الطّيب ، المتوفى سنة ١٠٤١ ، كتاب «روضة الآس ، العاطرة الأنفاس ، في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين مرّاكش وفاس». وللعباس بن إبراهيم السملالي المرّاكشي المتوفى سنة ١٣٧٨ كتاب «الإعلام بمن حل مرّاكش وأغمات من الأعلام».

(١) وقد قلّ كثيرا في العصور المتأخرة ، فقد قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٨٥ : «وقد قلّ من يعتني بالآثار ومعرفتها في هذا الوقت ، في مشارق الأرض ، ومغاربها على رأس السبعمائة ، أما المشرق وأقاليمه فغلق الباب ، وانقطع الخطاب ـ (أي بعد دخول التتار إليه) ـ والله المستعان ؛ وأما المغرب ، وما بقي من جزيرة الأندلس فيندر من يعتني بالرواية كما ينبغي ، فضلا عن الدراية».

وقد سبق في التعليقة الثالثة من ص ١٢ ذكر قلة الاعتناء بالآثار لما استولى العبيديون الرافضة على بلاد المغرب ، وغيرها. فليرجع إليه.

(٢) يعني بالمسائل علم الفقه والفروع.

(٣) قال السخاوي في الإعلان بالتوبيخ ص ٦٦٥ عقب كلام الذهبي هذا ، ما نصّه : قلت : وكلهم ـ (أي المغاربة) ـ مقلدون لمالك رحمه الله ، وطائفة ظاهريون ، وفيه بقية من علم».

١٩٢

الجزيرة «* ١» :

أكبر مدائنها الموصل «* ٢» ، خرج منها جماعة من المحدثين ،

__________________

(* ١) هي جزيرة أقور ، الواقعة بين دجلة والفرات ، تشتمل عى ديار ربيعة ، وديار مضر ، وديار بكر ، وقيل بعض ديار بكر لا جميعها ، وحدها من الشمال «ملطية» قاعدة الثغور ، وهي من بلاد الروم ، ومن الجنوب الحدود الشمالية لمدينة الأنبار العراقية ، ولو أردت تحديدا دقيقا للجنوب الشرقي فإنك تنتقل من شمال الأنبار إلى تكريت التي هي آخر مدن الجزيرة من ناحية دجلة. وقيل : إن هيت العراقية التي على الفرات ينتهي في شماليها الحد الجنوبي للجزيرة.

ومن أمهات مدن الجزيرة حرّان ، والرّها ، والرّقة ، والموصل ، وسنجار ، وآمد وغيرها وقد جمع تاريخ رجال الجزيرة : الحافظ أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني المتوفى سنة ٣١٨ وسماه «تاريخ الجزريين» ، وللحافظ محدث خراسان أبي الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني المعروف بابن الحراني ، المتوفى سنة ٣٥٥ ، كتاب تاريخ الجزيرة.

الأنساب للسمعاني ٣ / ٢٤٨ ، ٤ / ٩٦ ، معجم البلدان ٢ / ١٣٤ ، ٢٣٦ ، تقويم البلدان ٢٧٣ و ٢٩٨ ، صبح الأعشى ٤ / ٣١٤ ، الإعلان بالتوبيخ ٦٢٧ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٤.

(* ٢) هي المدينة الشهيرة العظيمة ، وقاعدة البلاد الجزرية ، تقع على دجلة من الناحية الغربية.

معجم البلدان ٥ / ٢٢٣ ، تقويم البلدان ٢٨٤ ، صبح الأعشى ٤ / ٣١٥.

وللحافظ أبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي ، الموصلي ، المتوفى نحو سنة ٣٣٤ ، كتاب «طبقات المحدثين من أهل الموصل» ، وللحافظ أبي بكر محمد بن عمر المعروف بابن الجعابي ، المتوفى سنة ٣٥٥ كتاب تاريخ الموصل.

تهذيب التهذيب ٩ / ١٥٤ ، تاريخ الموصل لأبي زكريا ٣٠١.

١٩٣

وحرّان «* ١» ، والرّقة «* ٢» ، وغير ذلك ، خرج منها حفاظ ، وأئمة ، ثم تناقص ، ثم انطوى البساط.

__________________

(* ١) هي قصبة ديار مضر الجزرية ، وقد كانت مدينة عظيمة ثم ضعف شأنها.

معجم البلدان ٢ / ٢٣٥ ، تقويم البلدان ٢٧٦.

وقد جمع تاريخ رجالها الحافظ أبو عروبة الحراني ، وهو الذي سبق ذكره باسم تاريخ الجزريين قال السمعاني في الأنساب ٤ / ٩٦ : «حران بلدة من الجزيرة ... ولها تاريخ عمله أبو عروبة ، ذكر فيه جماعة كثيرة من أهل الجزيرة سماه تاريخ الجزريين» ، وكثرة الحرانيين المترجمين فيه حمل الخليلي في الإرشاد ١ / ٦٣ أعلى تسميته بتاريخ الحرانيين. وللأمير عز الملك محمد بن أبي القاسم المسبّحي الحراني الأصل ، المصري المولد ، المتوفى سنة ٤٢٠ كتاب تاريخ حران. كشف الظنون ١ / ٢٩١.

(* ٢) هي مدينة مشهورة على جانب الفرات الشرقي ، من ديار مضر الجزريّة ، خربت ، وغلب اسمها على ربضها ـ أي الفضاء الذي حولها ـ الذي كان يقال له «الرّافقة» ، قال ابن خلكان : «ويقال لهما الرّقّتان ، تغليبا لأحد الاسمين على الآخر ، كما قيل : العمران ، والقمران ، وغير ذلك».

المشترك وضعا والمفترق صقعا ٢٠٨ ، وفيات الأعيان ٦ / ٢٢٧ ، معجم البلدان ٣ / ١٥ و ٥٩ ـ ٦٠ ، تقويم البلدان ٢٧٦.

وقد ذكر السمعاني في الأنساب ٦ / ١٥٢ أن الحافظ أبا الحسن بن الحراني ـ الذي مرت ترجمته ـ صنف تاريخ الرقة ، وترجم لعلمائها ، فيظهر ـ والله أعلم ـ أن هذا الكتاب هو نفس «تاريخ الجزيرة» الذي مر ذكره.

كما أن السخاوي في الإعلان بالتوبيخ ص ٦٣٢ ذكر لأبي عروبة الحراني ـ الذي مضت ترجمته ـ كتاب «تاريخ الرقة» ، وذكر له السمعاني في التحبير ١ / ١٦٥ كتاب «تاريخ الرّقّتين وأهل حرّان» ، فيبدو ـ والله أعلم ـ أن هذين الكتابين هما نفس كتاب «تاريخ الجزريين» المتقدم ذكره. والرقتان ، وحرّان من أمهات بلاد الجزيرة.

هذا وللحافظ ، المؤرخ أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري ، الحراني ، نزيل الرقة ، المتوفى سنة ٣٣٤ كتاب «تاريخ الرّقة».

الإعلان بالتوبيخ ٦٣٢ ، مقدمة الإحاطة ١ / ٨٢.

١٩٤

الدّينور «* ١» :

خرج منها حفاظ كمحمد بن عبد العزيز الدّينوري (١) ، وأبي محمد بن قتيبة (٢) ، وعبد الله بن محمد بن وهب (٣) ، وعمر بن سهل (٤)

__________________

(* ١) هي من مدن بلاد الجبل أو الجبال ، وتقع غربي همذان بميلة إلى الشّمال.

الأنساب ٥ / ٤٠٧ ، تقويم البلدان ٤١٤.

(١) لم أظفر بترجمته كما ينبغي ، وقد ذكره الخليلي في الإرشاد ورقة ١١١ أوقال : «ضعفوه جدا ، فسقط». وقال فيه الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ٦٢٩ : «هو منكر الحديث ، ضعيف ، ذكره ابن عدي ، وذكر له مناكير ، وكأنه ليس بثقة ، يأتي ببلايا ، ومن موضوعاته : عن قتادة ، عن أنس ، كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم : صدق الله».

(٢) هو العلامة الكبير ، ذو الفنون ، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدّينوري ، وقيل : المروزي ، الكاتب ، سكن بغداد ، وتصانيفه كثيرة ، وجليلة منها : «المعارف» و «غريب الحديث» و «مشكل القرآن» ، و «مشكل الحديث» و «أدب الكاتب» وغيرها. وهو صدوق ، وثقه الخطيب وقال : «قيل : إن أباه مروزي ، وأما هو فمولده بغداد ، وأقام بالدّينور مدّة ، فنسب إليها». توفي سنة ٢٧٦. تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٠ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٩٦ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٥٠٣.

(٣) هو الحافظ البارع ، والعلامة الرّحال ، أبو محمد الدّينوري ، وينسب إلى جده فيقال : عبد الله بن وهب ، كما يقال له : عبد الله بن حمدان بن وهب ، وهو متروك الحديث ، متهم بالكذب. توفي سنة ٣٠٨.

سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٠٠ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٥٤ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٢ و ٤٩٤.

(٤) هو الإمام ، الحافظ ، المجوّد ، الحجة ، الفاضل ، الرّحال ، أبو حفص ، وأبو بكر الدّينوري ، القرميسيني ـ وقرميسين : بفتح القاف ، وقيل بكسرها ، بلدة بالجبل قرب الدّينور ـ الملقب بكدو أو كذو.

الإرشاد ورقة ١١١ ب ، الأنساب ١٠ / ١١٠ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٣٧ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٧٩.

١٩٥

المتوفى سنة ٣٣٠ (١) ، وأبي بكر بن السّنّي (٢).

همذان «* ١» :

دار السّنة ، لها تاريخ لصالح بن أحمد الحافظ (٣) ، ولشيرويه بن شهردار بن شيرويه الدّيلمي (٤) ، وصار [بها

__________________

(١) هكذا هي بالرقم في المخطوط ، لكن لم تظهر النقطة ، وفي (ق) و (ع) كتبت بالحرف.

(٢) هو الإمام ، الحافظ ، الثقة ، أحمد بن محمد بن إسحاق الدّينوري ، المعروف بابن السّنّي ، صاحب التصانيف ، ككتاب عمل اليوم والليلة ، وكتاب رواية الإخوة بعضهم عن بعض ، وكتابي رياضة المتعلمين ورياضة المتعبدين ، وغيرها. وهو راوية المجتبى عن الإمام النسائي ، لكن الذهبي ، والتاج السبكي ، وابن ناصر الدين الدمشقي يرون أن المجتبى من عمل ابن السّني ، حيث اختصر فيه السنن الكبرى. وقد توفي سنة ٣٦٤.

سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٥٥ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٣٩ ، طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٣٩ ، شذرات الذهب ٣ / ٤٨ ، فتح المغيث ٣ / ١٦٣ ، المعجم المفهرس لابن حجر ورقة ٣٤ ب.

(* ١) هي مدينة كبيرة من بلاد الجبل ، تقع في وسطها.

الأنساب ١٣ / ٤٢٤ ، تقويم البلدان ٤١٦.

ولعمران بن محمد الهمذاني كتاب «طبقات أهل همذان» ، وكذا لغيره كما سيأتي.

انظر الإعلان بالتوبيخ ٦٥٤.

(٣) هو الإمام ، الثبت ، أبو الفضل التميمي الهمذاني ، صاحب كتابي : طبقات الهمذانيين ، وسنن التحديث ، توفي سنة ٣٨٤.

تاريخ بغداد ٩ / ٣٣١ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥١٨ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٥.

(٤) هو الحافظ ، المؤرخ ، محدث همذان أبو شجاع الهمذاني ، الملقب ب «إلكيا» ـ وهي كلمة فارسية معناها : الكبير ـ صاحب كتاب «طبقات الهمذانيين» وكتاب «الفردوس». توفي سنة ٥٠٩.

١٩٦

علماء](١) من سنة ٢٠٠ (٢) وهلمّ جرّا ، وختمت بالحافظ أبي العلاء العطّار (٣) ، وأولاده (٤) ، ثم استباحها التتار (٥) ، والجنكز خانية.

__________________

سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٩٤ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٩٥ ، التقييد لابن نقطة ورقة ١٠٢ أ.

(١) في المخطوط (لها علما) وهذا فيه وهم بيّن ، والمثبت هو الصواب كما في (ق) و (ع).

(٢) وقع في المخطوط (٢٥٥) بدل (٢٠٠) وهو وهم. ويوجد في (ق) و (ع) :

(مائتين) هكذا بالحروف ، وهو الصواب ، وذلك لأن علم الآثار كان له وجود حسن في همذان قبل منتصف القرن الثالث.

(٣) هو الإمام ، العلامة ، الحافظ البارع ، المقرىء الحاذق ، اللغوي ، النّحوي ، الأديب ، الزاهد ، العابد ، الصالح ، المنفق ، الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني ، صاحب التصانيف النافعة الحسنة. توفي سنة ٥٦٩.

معجم الأدباء لياقوت ٨ / ٥ ، سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٠ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٤ ، غاية النهاية ١ / ٢٠٤ ، التقييد لابن نقطة ورقة ٨٤.

(٤) ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤١ و ٤٦ ـ ٤٧ عددا من أولاد أبي العلاء العطار ، وهم : أحمد ، وعبد البر ، ومحمد ، وفاطمة.

فأحمد هو أبو عبد الله «ثقة ، صحيح السماع» كما قال ابن نقطة ، توفي سنة ٦٠٤. التقييد ورقة ٤٩ ب ـ ٥٠ أ.

وعبد البر هو المسند أبو محمد ، توفي سنة ٦٢٤.

سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ، العبر ٥ / ٩٩.

ومحمد هو الحافظ ، الرحال ، محدث همذان ، أبو بكر ، توفي سنة ٦٠٥.

سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٦ ـ ٤٧.

وفاطمة هي المحدثة. أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام لعمر رضا كحالة ٤ / ٤٠.

(٥) وذلك سنة ٦١٧. الكامل في التاريخ ١٢ / ٣٨٠.

١٩٧

الرّيّ «* ١» :

صارت دار علم بجرير بن عبد الحميد (١) ، وأمثاله ، ثم بابن حميد (٢) ، وابن مهران (٣) الجمّال (٤) ، وإبراهيم بن

__________________

(* ١) هي مدينة كبيرة ، وعظيمة ، من بلاد الجبل ، وقيل : من بلاد الدّيلم ، قرب قومس من ناحية الغرب. والنسبة إليها «رازي» على غير قياس قال السمعاني :

«وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفا ، لأن النسبة على الياء مما يشكل ، ويثقل على اللسان ، والألف لفتحة الراء ، على أن الأنساب ما لا مجال للقياس فيها ، والمعتبر فيها النقل المجرد».

الأنساب ٦ / ٤١ ، تقويم البلدان ٤٢٠.

وقد جمع تاريخ رجال الرّيّ أبو الحسن بن بابويه ، ولأبي منصور الآبي تاريخ الري أيضا.

الإعلان بالتوبيخ ٦٣٢ ، مقدمة الوافي ١ / ٤٨ ، لسان الميزان ١ / ٢٤١ ، ٢٦٤ ، ٣١٦ ، ٣٦٧ ، ٤٣٢ ، كشف الظنون ١ / ٢٩٥.

(١) هو الإمام ، الحافظ ، الحجة ، محدث الريّ ، أبو عبد الله الضّبّي ، الكوفي ، نزيل الريّ. توفي سنة ١٨٨.

تاريخ بغداد ٧ / ٢٥٣ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٩ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٢٧١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٧٥.

(٢) هو الحافظ الكبير ، أبو عبد الله محمد بن حميد بن حيّان الرازي ، ضعيف في الحديث غير معتمد ، مع كونه من بحور العلم. توفي سنة ٢٤٨.

تاريخ بغداد ٢ / ٢٥٩ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٠٣ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٩٠ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٥٣٠ ، تهذيب التهذيب ٩ / ١٢٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٥٦.

(٣) هو الإمام ، الحافظ ، الثقة ، الجوّال ، أبو جعفر محمد الرازي ، توفي سنة ٢٣٩ أو قريبا من ذلك.

سير أعلام النبلاء ١١ / ١٤٣ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٤٨ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٤٧٨.

(٤) في المخطوط و (ق) و (ع): «الحمّال» بالحاء المهملة ، وهو وهم ، والصواب بالجيم المعجمة كما أثبته.

١٩٨

موسى (١) ، «وسهل بن زنجلة» (٢) ، ثم بابن وارة (٣) ، وأبي زرعة (٤) ، وأبي حاتم (٥) ، وابنه (٦) ، وإلى أثناء المئة الرابعة ، وذهب ذلك.

__________________

(١) هو الإمام ، الحافظ الكبير ، الثبت ، أبو إسحاق الفراء الرازي ، توفي في حدود سنة ٢٣٠.

سير أعلام النبلاء ١١ / ١٤٠ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٤٩ ، تهذيب التهذيب ١ / ١٧٠.

(٢) في المخطوط (وشهاب بن نخلة) ، وهو تحريف ؛ والصواب ما أثبته كما في (ق) و (ع).

وسهل بن زنجلة هو : الإمام ، الحافظ ، المتقن ، أبو عمرو الرازي ، ويقال له : سهل بن أبي سهل ، وسهل بن أبي الصّغدي ، له تصانيف منها : المسند الكبير ، والسنن. وهو ثقة إن شاء الله. توفي سنة ٢٣٨ فيما قيل.

تاريخ بغداد ٩ / ١١٦ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٩٢ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٥٢ ، الكاشف ١ / ٤٠٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٥١ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٣٦.

(٣) هو الإمام ، الحافظ الكبير ، الحجة ، أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان الرازي ، المعروف بابن وارة ، توفي سنة ٢٧٠.

تاريخ بغداد ٣ / ٢٥٦ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٨ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٧٥ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٤٥١.

(٤) هو الإمام ، الحافظ الكبير ، والناقد البصير ، الجهبذ ، الحجة ، عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، محدث الريّ ، قال فيه الذهبي : «يعجبي كثيرا كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل ، يبين عليه الورع ، والمخبرة». توفي سنة ٢٦٤.

مقدمة الجرح والتعديل ٣٢٨ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٣٢٦ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٦٥ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٠.

(٥) هو الإمام ، الحافظ الكبير ، النقّاد ، الجهبذ ، الحجة ، محمد بن إدريس الحنظلي ، الرازي. توفي سنة ٢٧٧.

مقدمة الجرح والتعديل ٣٤٩ ، تاريخ بغداد ٢ / ٧٣ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤٧ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٦٧ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣١.

(٦) هو الإمام ، الحافظ ، العلامة ، الناقد ، الحجة ، أبو محمد عبد الرحمن بن

١٩٩

قزوين «* ١» :

ذكرت في المئة الثالثة (١) ، وخرج منها محمد بن سعيد بن سابق (٢) القزويني (٣) ، وعلي بن محمد الطّنافسي (٤) ، وعمرو بن رافع (٥) ،

__________________

محمد بن إدريس الحنظلي ، الرازي ، صاحب التصانيف الفائقة ، ككتاب الجرح والتعديل ، وكتاب التفسير ، وكتاب العلل ، وغيرها. توفي سنة ٣٢٧.

سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٣ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٩.

(* ١) هي مدينة من بلاد الجبل ، وثغر الدّيلم ، تقع غربي الريّ.

تقويم البلدان ٤١٨.

وللحافظ أبي يعلى الخليل بن عبد الله القزويني الخليلي ، المتوفى سنة ٤٤٦ ، كتاب : «تاريخ قزوين» ، وللإمام ، العلامة ، الفقيه ، أبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي ، الشافعي ، المتوفى سنة ٦٢٣ كتاب : «التدوين في ذكر علماء قزوين».

التقييد لابن نقطة ورقة ٤٤ ب ، الإعلان بالتوبيخ ٦٣٧ ـ ٦٣٨ ، مقدمة الوافي ١ / ٤٨.

(١) في المخطوط (الثانية) بدل (الثالثة). والصواب ما أثبته كما في (ق) و (ع).

(٢) هو الثقة ، الجليل ، أبو سعيد ، وقيل : أبو عبد الله ، الرازي الأصل ، نزيل قزوين ، توفي سنة ٢١٦.

الإرشاد ورقة ١٣٦ أ، الأنساب ١٠ / ١٣٧ ، الوافي ٣ / ٩٥ ، تهذيب التهذيب ٩ / ١٨٧.

(٣) ذكر قبل هذه الكلمة في (ق) و (ع): (الرازي ثم) ، فلا أدري إن كانت من زيادات السخاوي ، أو من كلام الذهبي الساقط من المخطوط ، مع أني أميل إلى الأول.

(٤) هو الإمام ، الحافظ ، الثبت ، المتقن ، أبو الحسن الكوفي ، نزيل قزوين ومحدثها وعالمها ، توفي سنة ٢٣٣.

سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٥٩ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٤٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٧٨.

(٥) هو الإمام ، الحافظ ، الثبت ، أبو حجر البجلي ، القزويني ، المتوفى سنة ٢٣٧.

سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٢.

٢٠٠