تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي

تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الكليّات الأزهريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧١

ثم عرفت بالملك المفضل قطب الدين أحمد بن الملك العادل أبى بكر ابن أيوب.

وصارت تعرف بالقطبية ولم تزل بيد ذريته إلى أن أخذها الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحى الألفى من خاتون ابنة العادل وعوضت عن ذلك قصر الزمرد برحبة باب العيد فى ثامن عشرى ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وستمائة فأنشأها السلطان البيمارستان وهو من أعظم المبانى بالقاهرة.

وأنشأ بها قبة عظيمة وجعل فيها مدفنا له.

ولما مات ولده الناصر محمد فى عشر ذى الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة دفن بها.

ولما مات ولده الصالح عماد الدين إسمعيل فى ربيع الأول وقيل فى العشرين منه سنة ست وأربعين وسبعمائة دفن بها ولم يكن فى أولاد الناصر مثله دينا وخيرا وكرما وإحسانا وهو الذى رتب فى مدرسة جده المنصور قلاوون دروسا للقضاة الأربعة وزاد فى أوقاف الجامع الناصرى بالقلعة.

نبذة عن بناء البيمارستان :

وكان بناء البيمارستان فى سنة أربع وثمانين وستمائة.

فائدة : قيل أن أول من اخترع البيمارستان وأحدثه بقراط أبو أقليدس وذلك أنه عمل بالقرب من داره موضعا له مفردا.

وأول من بنى البيمارستان فى الإسلام دارا للمرضى الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين الأموى.

وهو أول من عمل دار الضيافة.

وذلك فى سنة ثمان وثمانين من الهجرة.

٦١

وقيل أن أول من عمل البيمارستان لعلاج المرضى وأودعها العقاقير ورتب فيها الأطباء الملك مايوش بن أشمون أحد ملوك القبط الأولى وهو الذى بنى مدينة أخميم وبنى مدينة سنترية وغيرهما.

وقيل أن أحمد بن طولون بنى للمرضى بيمارستانا فى سنة تسع وخمسين ومائتين ولم يكن قبل ذلك بمصر فى الاسلام ، ولما فرع حبس عليه دور الديوان وكان موضعه فى أرض العسكر فى بطاح كوم الجارح.

وقيل إن كافور الأخشيدى بنى بيمارستانا فى سنة ست وأربعين وثلثمائة.

وبنى الفتح بن خاقان بيمارستانا وهو ما بين مدينة مصر وبين مصلى دولات باى فى أيام أمير المؤمنين المتوكل على الله.

المدارس الصالحية :

(وتقصد بعد ذلك إلى المدارس الصالحية) قيل إن ابتداء عمارة المدارس الصالحية فى رابع عشر ربيع الآخر سنة أربعين وستمائة.

ولما انتهت عمارتها جعل مدرسيها من المذاهب الأربعة قضاة القضاة فى سنة إحدى وأربعين وستمائة.

وكان الملك الصالح صاحب هذه المدارس الصالحية أول من عمل بمصر دروسا أربعة فى مكان واحد.

ودخل فى هذه المدرسة باب القصر المعروف بباب الزهومة وموضعه الآن قاعة الحنابلة.

وفى يوم السبت ثالث عشرى شوال سنة ثلاث وأربعين وستمائة أقام الملك عز الدين أيبك التركمانى الأمير علاء الدين أيدكين البندقدارى الصالحى

٦٢

فى نيابة السلطنة بمصر فلازم الجلوس بهذه المدرسة مع نواب دار العدل وانتصب لكف المظالم واستمر جلوسه بها مدة ثم إن الملك السعيد ناصر الدين محمد ابن الدخان بن الملك الظاهر بيبرس وقف الصاغة التى تجاهها وأماكن أخر على الفقهاء المقررين بها.

ولما كان يوم الجمعة الحادى والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وسبعمائة جعل بها الأمير قراقوش المعروف بنائب الكرك الغزنوى خطبة بايوان الشافعية من هذه المدرسة وقبة الملك الصالح أنشأتها له عصمة الدين شجرة الدر والدة خليل لأجل مولاها السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بعد موته ، ونقل من مدفنه بالروضة إلى هذه القبة ودفن بها فى يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب سنة ثمان وأربعين وستمائة.

وإلى جانب (١) هذه المدارس من الشرق مدرسة السلطان الملك الظاهر أبى الفتوح بيبرس البندقدارى ركن الدين سلطان الاسلام.

وابتدأ بعمارتها فى ثانى ربيع الآخر سنة ستين وستمائة.

نظام المدارس بالنسبة للفقهاء وأهل العلم :

وقد انتهت العمارة بها ثم حضر الفقهاء وأهل العلم والقراء والمحدثون فجلس شيخ الشافعية بالإيوان القبلى هو وجماعته وهو الشيخ تقى الدين محمد ابن الحسن رزين الحموى.

__________________

(١) هذه المدارس قد أصابها الاندثار ولم يتبق منها سوى مقعد ماماى وهو المعروف ببيت القاضى ودار محب الدين بن الموقع المعروفة بقاعة عثمان كتخدا وسبيل خسرو باشا والمدرسة الحجازية ومدرسة مثقال وهى المدرسة السابقية وضريح الشيخ نسا المعروف بسنان وسبيل عبد الرحمن كتخدا وضريح بهاء الدين القادرى المجذوب شيخ الشعرانى بحارة القبوة يعرف بالأربعين وسبيل محمد على باشا بشارع النحاسين والمدرسة البديرية بحارة الصالحية.

٦٣

وجلس شيخ الحنفية هو وجماعته وهو الشيخ مجد الدين عبد الرحمن ابن الصاحب كمال الدين عمر بن العديم الحلبى بالايوان البحرى.

وجلس شيخ القراء وجماعته بالايوان الغربى وهو الشيخ زين الدين أبو بكر المحلى.

وجلس شيخ المحدثين وجماعته بالايوان الشرقى وهو الشيخ الحافظ شرف الدين الامياطى ، فهذا ما بين القصرين من المدارس والمساجد المعروفة.

مسجد الحلبيين :

وفى غربى المارستان باب الزهومة وهو من بقية القصر الكبير ثم تسلك من عند الحمام إلى مكان هناك يعرف بمسجد (١) الحلبيين خلف حمام خشيبة بنى على المكان الذى قتل فيه الخليفة الظافر بالله قتله نصر بن عباس الوزير.

وقبته فيه تحت الأرض فلما قدم طلائع بن رزيك من الأشمونين إلى القاهرة باستدعا أهل القصر له ليأخذ ثأر الخليفة ، وغلب على الوزارة استخرج الظافر من هذا الموضع ونقله إلى تربة القصر وبنى موضعه هذا الباب الموجود الآن وعمل له بابين أحدهما هذا الباب الموجود الآن والثانى كان يتوصل منه إلى دار المأمون البطائحى التى هى الآن مدرسة تعرف

__________________

(١) مسجد الحلبيين وهى ما يعرف الآن بجامع الجوهرى بشارع السكة الجديدة اتجاه درب شمس الدولة. ويرجع أصل هذا المسجد الى المدرسة القادرية والتى عرفت بالشيخ عبد العزيز الحرانى شيخ الطائفة القادرية فى مصر. هذا ما وجدناه فى الجبرتى (٣٠٩ ـ ٣١٠ ـ ١).

أما ما وجدناه فى المقريزى (٤ ـ ٢٢٦) قوله : وأصله مسجد المشهد من مساجد العصر الفاطمى بناء طلائع بن رزيك عند عودته من المنيا بعد أن كان مديرا لها بعد أن أخرج منه رفات الخليفة الظافر الفاطمى الذى قتله نصر بن عباس الوزير السابق ودفنه فى تربة الزعفرانى.

٦٤

بالسيوفية ، وقد سد هذا الباب وما برح المسجد يعرف بالمشهد إلى أن انقطع فيه الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبى الفضل بن سلطان بن عمار ابن تمام الحلبى الجعبرى المعروف بالخطيب كان صالحا كثير العبادة زاهدا نافع الناس سمع الحديث وحدث.

وكان مولده فى رجب سنة أربع وعشرين وستمائة بقلعة جعبر.

ووفاته بهذا المسجد فى يوم الاثنين سادس عشرى جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.

ودفن بمقابر باب النصر.

وقد أقام بهذا المسجد الشيخ الصالح العارف بالله تعالى عز الدين أبو العز محمد المدعو عبد العزيز بن بدر الدين محمد بن محمد بن على بن أحمد بن عبد الله ابن أبى حفص عمر بن الشيخ العارف حياة بن قيس الحرانى أحد أصحاب القطب العارف محيى الدين عبد القادر الكيلانى رحمه الله تعالى عليه.

وأما نسبه من قبل والدته فهو عبد العزيز بن محمد ابن المرأة الصالحة زينب بنت ظهير الدين بن عماد الدين أبى صالح نصر بن الشيخ العارف شيخ الإسلام أبى بكر عبد الرزاق ابن القطب الجامع الربانى العارف عبد القادر الكيلانى رحمة الله تعالى عليه.

وكان هذا الشيخ له يد فى علم التصوف ومعرفة الطريق ثم أن الغالب عليه فى آخر عمره الجذب مع الصحو وكانت أحواله عجيبة.

وقد ولى نيابة التكلم عن السادة الأشراف أولاد سيدى عبد القادر على

٦٥

الفقراء القادوية وتوفى رحمة الله تعالى ليلة الأحد عصر النهار الثالث عشر من جمادى الأولى سنة تسع وثمانمائة ودفن داخل مقصورة هذا المسجد.

المدرسة السيوفية :

وبجوار هذا المشهد المدرسة السيوفية (١) من مدارس الأيوبية بناها صلاح الدين للفقهاء الحنفية وقد ظهر من هذه المدرسة جماعة من الصالحين وقد فتح على الشيخ العارف شرف الدين عمر بن الفارض من شيخه البقال فى هذه المدرسة وبجوارها مدرسة (٢) السلطان الملك الأشرف الدقماقى أمر بإنشائها فى سنة ست وعشرين وثمانمائة وقد رتب فيها دروسا من المذاهب الأربعة وبني تجاهها حوضا لسقى الدواب وعلوه كتاب وسبيل ومن خلف هاتين المدرستين درب شمس الدولة فى آخره مدرسة (٣) مسرور المعروف بشمس الخواص صاحب الخان.

وعند باب هذه المدرسة ساباط ومسجد وصورة قبر يقال إن فيه القاضى الفارضى والد الشيخ العارف شرف الدين عمر بن الفارض.

ويقال فى اسمه غير ذلك والله أعلم بصحته.

ومن هناك تقصد إلى خط باب الديباج وهذا الخط هو فيما بين

__________________

(١) المدرسة السيوفيه وتعرف الآن بجامع المطهر بشارع الخردجيه وقد دفن فيها عبد الرحمن كتخدا أمه بعد أن جدد المدرسة ويوجد بجانب المدرسة ضريح الشيخ عطية المطهر.

(٢) مدرسة السلطان : وهى التى تعرف بالأشرفية بأول شارع الأشرفية.

(٣) مدرسة مسرور هذه المدرسة درب شمس الدولة تعرف بجامع الزتكلونى تنسب لمسرور الصفوه أحد أغوات القصر الظافرى ثم التحق بالخدمة العسكرية فى عهد صلاح الدين وارتقى فيها الى باشجاويش وظل عليها الى أن مات فى أيام الملك الكامل وكانت هذه المدرسة دارا له ثم تحولت بعد وفاته الى مدرسة.

٦٦

البندقانيين والوزيرية كان أولا يعرف بخط دار الديباج لأن الوزير يعقوب ابن كلس كانت هذه حارته قديما ثم عملت دارا ينسج فيها الديباج والحرير برسم الخلفاء الفاطميين فصارت تعرف بدار الديباج فنسب الخط إليها إلى أن سكن هذا الخط الوزير صفى الدين فعرف بسويقة (١) الصاحب إلى الآن (وأول) هذا الخط المدرسة السيفية (٢) أنشأها سيف الإسلام طفتكين ظيير الدين الملك المعز بن نجم الدين أيوب بن شادى بن مروان الأيوبى توفى فى شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وهى قريبة من القطبية (٣) فسكنها شيخ بدر الدين بن حمويه وبنيت فى وزارة الصاحب صفى الدين عبد الله على ابن شكر.

المدرسة الزمامية :

وبجوار المدرسة القبطية مدرسة الزمامية (٤) أنشأها الأمير مقبل الرومى الطواشى زمام الآدر كان الظاهرى برقوق فى سنة سبع وتسعين وسبعمائة وجعل بها دروشا وصوفية ومنبرا يخطب عليه (وبالقرب من هناك المدرسة

__________________

(١) سويقة الصاحب والتى تعرف الآن باسم شارع السلطان الصاحب وتنسب الى الصاحب صفى الدين عبد الله بن على بن شكر وكان وزيرا للداخلية فى عهد الملك العادل حتى أيام الملك الكامل الى أن مات.

(٢) المدرسة القطبية : كانت بدرب الحريرى والذى يعرف بحارة بشارع بيبرس والمعروف بخط بين العواميد.

كان عثمان رجلا صالحا وقد جددها فى عهد السلطان قايتباى.

(٣) المدرسة القبطية : كانت بدرب الحريرى والذى يعرف بحارة الملطى بشارع الحمزاوى وما زالت بقاياها موجودة.

(٤) مدرسة الزمامية : وتعرف الآن بجامع الداودى بأول حارة حوش عيسى بشارع الحمزاوى.

٦٧

الصاحبية) (١) هذه المدرسة كان مكانها بعض دار الوزير يعقوب ابن كلس.

ومن جملته دار الديباج التى أنشأها الصاحب صفى الدين عبد الله بن على ابن شكر وجعلها وقفا على السادة الفقهاء المالكية (وبها) تدريس النحو وخزانة كتب وما زالت بيد أولاده فلما كان شعبان سنة ثمان وخمسين وسبعمائة جدد عمارتها القاضى علم الدين إبراهيم بن عبد اللطيف بن إبراهيم المعروف بابن الزبير ناظر الدولة فى أيام الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون.

واستجد بها منبرا فصار بصلى فيها الجمعة إلى الآن ولم يكن قبل ذلك بها منبر وبنى الصاحب صفى الدين المشار إليه بالخط المذكور رباطا وتوفى يوم الجمعة ثامن شعبان سنة اثنتين وعشرين وستمائة بالقاهرة وصلى عليه بمدرسته المذكورة ودفن برباطه الذى هو بقرب داره.

وكان هذا الوزير عالما فاضلا جوادا رحمه الله تعالى (وإلى جانب مدرسة الصاحب صفى الدين مدرسة القاضى الرئيس شمس الدين بن إبراهيم القيسرانى) (٢) وقد جدد فيها القاضى جمال الدين يوسف بن كاتب حكم ناظر الجيش والخاص خطبة وشيد بناءها (وبالقرب من هاتين المدرستين مدرسة

__________________

(١) المدرسة الصاحبية : لم يتبين منها الآن سوى الأطلال ولكن المناوى فى الطبقات يقول أنها للشيخ أحمد اليمنى المغربى وهو رجل مجذوب من وفيات أوائل القرن الحادى عشر. وقد دفن بعد موته فى زاوية تحت قبة نجاه الصاحبية .. كما يوجد للصاحب هذا حمام الا أنه أزيل وبنى محله ما كان يعرف بحمام الثلاث.

(٢) مدرسة القيسرانى هذه المدرسة لم يتبق لها أثر وكانت فى محل مخازن أولاد قابيل وقد أصبحت جزءا من شارع الأزهر الجديد.

٦٨

الأمير (١) التاج والى القاهرة فى أيام الملك المؤيد أبو النصر شيخ) ويقال إنها مدرسة تاج الدين موسى.

وآخر هذا الخط مدرسة فخر الدين (٢) جددها القاضى جمال الدين يوسف المشار إليه وشيد بناءها بعد سقوط منارتها وجدد هناك أماكن كثيرة.

والحاصل أن بهذا الخط سبع مدارس بها ثلاث خطب وقد أنشأ الصاحب جمال الدين يوسف بالقرب من داره بسويقة الصاحب مدرسة (٣) صغيرة فى غاية الحسن.

خط أصطبل الطارمة أصل القاهرة :

(ثم تقصد من هذا الخظ إلى خط اصطبل الطارمة ومشهد الحسين) اعلم أن هذا الخط هو أصل القاهرة وهذه الأرض كلها داخلة فى خط القصر

__________________

(١) مدرسة الأمير : وهى التى تعرف الآن بجامع شرف الدين موسى بشارع الأزهر والتى تقع ما بين شارع سوق السمك القديم والسبع قاعات القبلية.

(٢) مدرسة فخر الدين : وهى المعروفة الآن بجامع دقمق بدرب سعادة البحرى وتسمى المدرسة الفخرية أو مدرسة فخر الدين وهى مسجلة فى الجنة حفظ الآثار العربية باسم مسجد وسبيل محمد سعيد جقمق (وجقمق محرفة) وعد أصدر الملك جقمق هذا أمره باعادتها بعد أن بدأت تتهاوى وتصاب بالعطب ويعتبر الأمير فخر الدين أبو الفتح عثمان ابن قزل البارومى الاستادار هو الذى شيدها وجعلها مكانا عامرا بالشعائر.

وكان الأمير فخر الدين ناظرا خاصا للملكية فى قصر الملك الكامل.

(٣) هذه المدرسة تعرف الآن بجامع الجمالى يوسف بشارع اللبودية تجاه حارة الشيشينى وتنسب الى الأمير الجمالى يوسف بن عبد الكريم وكان (الأستادار) ناظر الخاصة الملكية فى البلاطين الأشرفى والظاهرى وتوجد عدة مزارات بهذه المنطقة لم يذكرها السخاوى مثل جامع الشيخ حسن العدوى الحمزاوى وتوجد قبور الشيخ أحمد الشنوانى المجذوب وهو ليس الشنوانى شيخ الأزهر كما يعتقد بعض الناس.

٦٩

وبالقرب من هذا المكان الحمام الأيدمرى ثم عرف الآن بحمام يونس بجواز المكان المعروف بخزانة البنود ويسلك إليه من القصر إلى باب الديلم.

وموضعه الآن المشهد الحسيني.

وكان فيما بين قصر الشوك المذكور وباب الديلم رحبة عظيمة تعرف برحبة خزانة البنود وآخرها حيث المشهد الحسيني وكان قصر الشوك بشرف على إصطبل الطارمة ويسلك من باب الديلم إلى باب تربة الزعفران وهى مقبرة أهل القصر من الخلفاء وأولادهم ونسائهم وموضع تربة الزعفران المكان المعروف بخان الخليلى واصطبل الطارمة كان برسم الخيل الخاصة المعدة لركاب الخليفة وكان مقابل باب الديلم ومن وراء إصطبل الطارمة الجامع المعد لصلاة الخليفة والناس أيام الجمع وهو الذى يعرف فى وقتنا هذا بالجامع ويسلك من باب تربة الزعفران إلى باب الزهومة ومدارس العلم وخزانة الدرق ويسلك من باب الزهومة إلى باب الذهب.

وقيل إن دار الضرب الموجودة الآن بهذا الخط كانت مارستانا للمرضى أمر بإنشائه الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب فى سنة سبع وسبعين وخمسمائة.

وبالقرب من هناك عدة مدارس منها المدرسة البيدرية برحبة الأيدمرى والمدرسة الملكية بناها الأمير

سيف الدين الجو كندار وجعل بها درسا لفقهاء الشافعية وخزانة كتب والمدرسة الجمالية (١) بجوار درب راشد بناها الأمير

__________________

(١) المدرسة الجمالية وتعرف بجامع مغلطاى بداخل شارع قصر الشوق ولم يذكر السخاوى هنا مدرسة محمود بن الترجمان والتى تعرف بجامع الشيخ مرزوق أو سيدى مرزوق والمسجد موجود الى الآن.

ونجد فى المقريزى تراجم الكثير من المزارات. وهناك جامع محمود محرم بك تجاه حارة القفاصين بشارع رحبة العبد ودار الضيافة المصرية والتى ولد فيها الخديو اسماعيل باشا.

٧٠

مغلطاى الجمالى وجعلها للحنفية وخانقاه الصوفية وكان بناؤها فى سنة ثلاث وسبعمائة (وبالقرب من هذه المدوسة المدرسة الفاضلية) (١) داخل درب ملوخية بالقاهرة وملوخية عرف بسيد الدولة الصقلى كان صاحب ركاب الحاكم بأمر الله وهذه المدرسة الفاضلية أمر بإنشائها القاضى الفاضل محيى الدين عبد الرحيم بن على بن الحسن بن أحمد بن أبى الفرج اللخمى العسقلانى البيسانى المصرى الشافعى بجوار داره فى سنة ثمانين وخمسمائة.

مصحف بخط عثمان بن عفان :

وبها مصحف قليل النظير بخط كوفى يقال إنه خط أمير المؤمنين عثمان ابن عفان ويقال إن القاضى اشتراه بنيف وثلاثين ألف دينار ولما دخل الامام الشاطبى إلى مصر أنزله بها ولعل هذه المدرسة هى أول مدرسة بنيت فى هذا الخط والله أعلم.

المشهد الحسينى وقصد بنائه :

ثم نعود إلى المشهد الحسيني وهو المنسوب إلى الحسين بن الامام على

__________________

(١) المدرسة الفاضلية : والتى بناها وزير من وزراء مصر البارزين وعالم من علمائها وهو الوزير عبد الرحيم البيسانى المعروف بالقاضى الفاضل وكانت المدرسة مثالا للروعة والبناء وكان بالمدرسة مصحف عثمان فى خزانة معزولة ولما تلاشت المدرسة نقل السلطان الغورى المصحف الى مكتبة الآثار التى أنشأها تجاه مدرسته بقرب الأقباعيين (شارع الغورى الآن).

ونجد فى كتاب الكوكب السائر للشيخ جوهر السكرى أن المنطقة ظلت تحتفظ باسمها فهو يقول حينما وصل هذه المنطقة ثم تخرج من عند سيدى مرزوق (بشارع قصر الشوك بالجمالية) ثم نمشى الى مقام سيدى محب الدين السلامى ثم نمشى من عنده نجد قبة شاهقة بها مقام سيدى مغلطاى. وهذه المدرسة موجودة بدرب ملوغيا (ملوخيا) نسبة لخادم من خدام القصر الحاكمى.

٧١

ابن أبى طالب كرم الله وجهه وقد اختلف (١) المؤرخون فقال بعضهم أن رأس الحسين بالمدينة الشريفة وقال بعضهم كانت بمشهد بعسقلان فلما أخذتها الفرنج نقلت إلى هذا المشهد والله أعلم بالصواب.

(وقيل) لما قتل الحسين بن على رضى الله تبارك وتعالى عنهما بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد إلا بأرض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك الحالة البشعة بل تلقوهم بمدينة الفرما وهى أول مدائن مصر وحملوها فى الهوادج وستروها بالستور وأوسعوا لهم فى الكرامة وأنزلوهم خير الأماكن بمصر وآووهم زمنا وبنو لموتاهم المشاهد.

واتخذوها مزارات وجعلوا لهم أوزاقا من أموالهم تقوم بهم فكان أهل البيت يدعون لأهل مصر ويقولون يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله ، وآويتمونا آواكم الله وأمنتمونا أمنكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة فرجا ومن كل ضيق مخرجا.

وهذا المشهد قيل إن الذى أنشأه بسبب رأس الحسين رضى الله تبارك وتعالى عنه هو الوزير طلائع بن رزيك وأما المدرسة التى بجانبه فإن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب لما ملك الديار المصرية جعل بها تدريسا وأوقف لها وقفا فلما وزر معين الدين بن شيخ الشيوخ بن حمويه فوض إليه الأمر بالمشهد بعد أخوته فجمع أوقافه وبنى به أيوانا للتدريس وبيوتا للفقهاء العلوية.

__________________

(١) لقد اختلف المؤرخون فى مجىء الرأس الكريم الى القاهرة فمنهم من يؤكد مجىء الرأس الكريم. ولكن السخاوى بؤكد مجىء الرأس الكريم بالتفصيل فى كتابه (تاريخ مشهد الحسين عليه السلام) وقد روى هذه القصة باعتباره شاهد عيان فى مجىء نشر فى مجلة الاسلام. وهنا نؤكد أن الرأس الكريم قد جاءت بالقاهرة بناء على ماورد فى هذا الكتاب.

٧٢

والمقبرة التى كانت إلى جانب هذا المشهد كبيرة تسمى تربة الزعفران (والتربة) المعزية كان المعز لما دخل القصر سجد لله سبحانه وتعالى شكرا ثم شرع فى إصلاح تلك المقبرة وأرسل إلى المهدية من بلاد المغرب فأخذ أباه وأخاه فى تابوتين وجعلها مدفنا يدفن فيه الخلفاء وأولادهم ونساؤهم وأقاربهم ولما توفى المعز دفن بها.

وبها ولده العزيز بالله أبو منصور نزار توفى فى سنة ست وثمانين وثلثمائة.

الحاكم بأمر الله أبو على المنصور :

ومات أبوه المعز فى سنة خمس وستين وثلثمائة وتوفى بعده ولده الحاكم بأمر الله أبو على المنصور وقتل بالجبل المقطم وطم ووجدت دابته مغرقة فى بركة عند حلوان بقرب دير شقران وكان فقده فى شوال سنة احدى عشرة وأربعمائة (وسيرته) من أعجب السير وقد ذكرنا فى تاريخنا طرفا منها والله اعلم.

وبالتربة المذكورة الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم بأمر الله.

ومولده فى سنة أربع وأربعمائة.

وولى المملكة وعمره سبع سنين فأقام خمس عشرة سنة وتسعة أشهر ومات فى ليلة النصف من شعبان سنة سبع وعشرين وأربعمائة وبها أيضا المستنصر بالله معد بن الظاهر لإعزاز دين الله على بن الحاكم بأمر الله منصور.

تولى المملكة بعد موت أبيه فى شعبان وهو ابن ثمان سنين وقيل غير

٧٣

ذلك وجرت فى أيامه فتن وقتلت أكثر ولاة الأطراف عليها وخربت مصر فى أيامه وهى التى صارت كيمانا فى طريق مصر إلى الآن.

(وسبب) ذلك الغلاء العظيم الذى حصل بالديار المصرية الذى لم يعهد بمثله فى الإسلام وأقام سبع سنين وأكل الناس بعضهم بعضا.

قيل إنه بيع رغيف واحد بخمسين دينارا (وكانت) مدة مملكته سنين ستة.

ومات فى يوم الخميس ليلة اثنتى عشرة من ذى الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

وبها أيضا المستعلى بالله أحمد بن المستنصر بالله (ومولده) لعشر ليال بقين من صفر سنة خمس وتسعين.

وكانت مدة خلافته سبع سنين وشهرا وثمانية وعشرين يوما.

وبها أيضا المستعلى بالله أحمد بن المستنصر بالله (ومولده) لعشر ليال بقين من صفر سنة خمس وتسعين.

وكانت مدة خلافته سبع سنين وشهرا وثمانية وعشرين يوما.

وأما الآمر بأحكام الله أبو على منصور بن المستعلى بالله أبى القاسم أحمد بن المستنصر فكان مقتله بالقرب من المقياس فى سنة أربع وعشرين وخمسمائة وتولى بعد موته ابنه وله من العمر خمس سنين وخمسة أيام ومولده سنة تسعين وأربعمائة فى يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم.

٧٤

خلافة ابن الحاكم بأمر الله :

ومدة خلاقته تسع وعشرون سنة وثمانية أشهر ونصف وكان كريما جواد.

وقيل إنه مر على بيت فسمع امرأة تقول لزوجها والله لا أضاجعك إلا إذا جاء الخليفة الآمر ومعه مائه دينار فبعث إلى القصر مائة دينار وضرب الباب على الرجل ففتح له ، ودخل وقال أنا الآمر وهذه مائة دينار فنامى مع زوجك (وبها أيضا الحافظ لدين الله) وهو أبو الميمون عبد المجيد ابن الأمير أبى القاسم محمد بن المستنصر بالله.

وولى الخلافة بعد دفن الآمر ولم يكن أبوه خليفة فى رابع ذى القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة وكان عمره إذ ذاك ثمانيا وخمسين سنة وشهرا واحدا وكانت ولايته تسع عشرة سنة وخمسة شهور.

وبها أيضا الظافر بالله إسماعيل ابن الحافظ لدين الله عبد المجيد تولى بعد موت أبيه وأقام بالمملكة إلى أوائل سنة تسع وأربعين وخمسمائة وقتل وكانت مدة خلافته أربع سنين وثمانية شهور وهو الذى بنى الجامع الذى بالشوائين المعروف بالفاكهانى.

وبها أيضا الفائز بنصر الله عيسى بن الظافر بن الحافظ ولى الأمر وعمره خمس سنين وقتل أبوه الظافر سلخ المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة وأقام إلى أن توفى فى ثامن عشر رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة وكانت مدة خلافته ست سنين ونصفا.

٧٥

وبها أيضا العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن الأمير أبى الحجاج يوسف بن الحافظ لدين الله بويع له بعد وفاة الفائز وله من العمر احدى عشرة سنة وخطب له على المنابر ووزر له طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح وتزوج ابنة وزيره طلائع المذكور وأقام خليفة إلى أن توفى يوم عاشوراء سنة سبع وستين وخمسمائة وفى أيام العاضد هذا قتل الصالح طلائع ابن رزيك وتولى الوزارة بعده ولده الملك العادل ثم بعده شاور ولقب أمير الجيوش ثم ضرغام ولقب بالملك المنصور ثم دخل الأمير أسد الدين شيركوه إلى الديار المصرية من قبل نور الدين الشهيد وتولى الوزارة.

وتولى بعده ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب فى أول المحرم (وخطب) لأمير المؤمنين المستنصر بالله أبى محمد الحسن بن المستنجد بالله أبى المظفر يوسف العباسى وكانت خلافة العاضد اثنتى عشرة سنة وله من العمر ثلاث وعشرون سنة وهو آخر خلفاء بنى عبيد بالمغرب والقاهرة وبه انقرضت دولتهم بالمغرب والقاهرة.

وجملتهم أربع عشرة خليفة ثلاثة بالمغرب وأحد عشر بالقاهرة.

وكانت مدة دولتهم بالمغرب والقاهرة مائتى سنة وخمسا وأربعين سنة.

وفى هذه التربة أعني تربة (١) الزعفران قبر الأمير عقيل بن الخليفة المعز لدين الله بن تميم بن سعد توفى سنة أربع وسبعين وثلثمائة ومعه فيه

__________________

(١) تربة الزعفران وهى معروفة بخان الخليلى وسكة البادستان ونسبته للأمير جهاركس الخليلى ناظر الاصطبلات الظاهرية البرقوقية.

٧٦

الأمير تميم بن المعز ثم نقصد خط الأبارين بالقاهرة وبه على الطريق زاوية بها :

الشيخ الحلاوى ومناقبه :

قبر الشيخ الصالح العارف المعتقد أمين الدين أبو اليمن مبارك بن عبد الله الهندى عرف بالحلاوى نزيل القاهرة.

له مناقب كثيرة ويقال إن شيخه هو السبب فى إنشائه هذه الزاوية فى سنة ست وخمسين وستمائة وكان له أصحاب من العلماء والفقهاء والأعيان من أرباب الدولة وكان يعمل فيها الأوقات وكان يجمع فيها قضاة القضاة والعلماء والفقهاء والأولياء وأرباب الدولة المحسنين له من الخاصة والعامة ويقال إن الشيخ داود بن مرهف أجلس الشيخ الصالح أمين الدين الهندى على السجادة وأذن له فى أخذ العهد وتوفى الشيخ داود الأعزب التفهنى فى بلدة تفهنة ليلة الجمعة فى الثلث الأول من الليلة التى يسفر صباحها عن السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وستمائة ، وتوفى الشيخ مبارك الهندى فى يوم الجمعة ليلة السبت الحادى والعشرين من شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة.

يقال إنه كان يتسبب فى الحلواء وظهر له فيها كرامة فلهذا اشتهر بالحلاوى وقد خلف ولده الشيخ الصالح النبيه نور الدين عليا ثم توفى ثم أقام من بعده ولده الشيخ الصالح المحدث سراج الدين عمر بن على ابن مبارك.

٧٧

وكان له سماعات ومرويات ثم توفى فأقام بالزاوية (١) ولده الشيخ الصالح المحدث العلامة جمال الدين عبد الله بن عمر بن على بن الشيخ الصالح مبارك الهندى وكانت وفاة الشيخ عبد الله بن عمر بن مبارك المشار إليه فى شهر صفر الخير سنة سبع وثمانمائة.

الجامع الأزهر :

ثم تقصد منها إلى الجامع الأزهر وهذا الجامع حرم القاهرة لما فيه من الأشغال والاشتغال بالعلم الشريف والقرآن العظيم.

وفى قبليه حارة من حارات العبيدية عرفت بالبرقية.

وسبب ذلك أن طائفة من الجند المغاربة نزلوا بها فنسبت إليهم ، بها مدرسة على الطريق بها مكتوب على الباب هذا به مشهد السيد الشريف معاذ ابن داود بن محمد بن عمر بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم (توفى) فى شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائتين وهو فى صهريج وعليه قبة ومنارة إلى جانبه.

وغربى الجامع الأزهر حارة الديلم وحارة الروم وفيما بينهما مكان هناك فيه صورة قبر بين البيوت يقال إن فيه يحيى بن عقب وهذا الكلام ليس له

__________________

(١) هذه الزاوية كانت معروفة بجامع الحلوجى والتى جددها الغورى ثم أعاد تجديدها محمد على باشا وبها قبور من ذكر وقبر الشيخ عبيد البلقينى وولده من صلحاء القرن العاشر ترجمه ابن العماد فى الشذرات والغزى فى الكواكب السائرة وكذلك الشعرانى وقد ترجم السخاوى لبعض أحفاد الشيخ الحلاوى مؤسس هذه الزاوية وهو الشيخ عبد الله بن على الهندى السعودى.

٧٨

حقيقة وذكر ابن حجر أن يحيى بن عقبة (١) هذا مجهول لا يعرف ثم تقصد من هناك إلى الضببيين نجد على الطريق مسجدا نازلا فى الأرض يعرف هذا المسجد بمسجد ابن البناء وتسميه العامة بسام بن نوح وهذا أيضا لا أصل له.

مسجد سام بن نوح

قال : المقريزى بلعنى أن هذا المسجد كان أصله كنيسة لليهود تعرف عندهم بسام بن نوح ثم إن الحاكم بأمر الله هدم الكنيسة لما أمر بهدم الكنائس وجعلها مسجدا وإن اليهود القرائين الذين بالقاهرة تزعم أن سام ابن نوح مدفون هنا والله أعلم بصحة ذلك والذى ينسب إليه هذا المسجد (٢) هو محمد بن عمر بن أحمد بن جامع البناء أبو عبد الله المقرى الشافعى.

وكان هذا المكان منقطعا ومات به فى العشر الأوسط من ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ودفن يالقرافة وسنذكره عند قبره إن شاء الله تعالى (وهذا) الخط يعرف قديما بخط بين البابين والآن

__________________

(١) ولكن ما ثبت صحته هو أنه الأمير يحيى بن يعقوب الموحدى أحد سلاطين المغرب وهو رجل نزهد فى الملك ففر الى الشرق وحل بالاسكندرية فاستضافه قاضيها عز الدين بن الحاجب ثم جاء الى القاهرة فاستنزله أحد أمرائها وهو الأمير سيف الدين أبى الهيجاء الكردى زوج ابنة طلائع ابن رزيك.

(٢) هذا المسجد كان يعرف بزاوية العقادين بشارع العقادين والخط الذى يذكره بهذا التعريف كان يعرف بدرب القضاة وبشارع المناخلية والعقادين.

٧٩

بالضببيين وباب القوس (وكان) هناك بابان فهدم منهما واحد وبقى معالم الآخر.

باب زويلة وقصة بنائه :

(ثم تقصد باب زويلة) هذا الباب أمر ببنائه الأفضل أمير الجيوش بدر الجمالى وكان قبل تاريخه هذا الباب مرتفعا عن الأرض قيل إن ارتفاعه من الأرض مقدار خمس وثلاثين درجة واختلفوا فى نسبة هذا الباب إلى زويلة فقال قوم : زويلة اسم لبلد من البلاد مذكورة فى كتاب البلدان وقال قوم هى طائفة من الطوائف الذين دخلوا مع القائد جوهر الرومى لما قدم القاهرة نزل كل طائفة من الطوائف التى كانت معه فى خط فنسب إليها كالبرقية والمرتاحية وحارة زويلة وحارة الروم وغير ذلك ، وحارة زويلة خطتها واسعة جدا أولها من عند خط الكافورى وآخرها عند اصطبل الجميزة واصطبل الجميزة كان برسم خيول الخليفة وكان فيه بئر برسم الاصطبل تسمى بئر زويلة.

وموضعها الآن قيسارية تعرف بقيسارية يونس من خط البندقانيين.

الجامع المؤيدى :

(وإلى جانب باب زويلة الجامع المؤيدى) وخبر هذا الجامع أنه لما كان شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وثمانمائة أمر السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ بانتقال مكان قيسارية الأمير سنقر الأشقر التى كانت تجاه قيسارية (١)

__________________

(١) وهذه القيسارية تعرف الآن بعطفة السكرية والفاضل هو القاضى الفاضل وزير مصر ويوجد بأول هذه العطفة سبيل الست نفيسة زوجة مراد بك المدفون بجامع الشيخ العارف السوهاجى بسوهاج.

٨٠