تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي

تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الكليّات الأزهريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧١

وقطب الدين القسطلانى وزين الدين الكنانى ، وهذا الحوش يعرف قديما بالبكرية.

ويجاورهم فى الجهة البحرية تربة أولاد ابن دقيق العيد بها جماعة من الفضلاء الأعيان منهم القاضى الامام العالم العلامة تقى الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ مجد الدين أبى الحسن بن أبى الطاعة القشيرى المعروف بابن دقيق وبه جماعة من ذريته وبها أيضا الشيخ ولى الدين أبو محمد طلحة والقاضى نجم الدين.

وبها عمود مكتوب عليه الشريف أبو عبد الله محمد المورستينى وهو واسع البناء وإلى جانبه تربة الفقهاء أولاد ابن المطبع وإلى جانبهم أولاد ابن الأثير وإلى جانبهم الشيخ الامام العالم جلال الدين أبى بكر الدلاصى إمام الجامع الأزهر والشيخ عز الدين إمام الجامع المذكور.

وإلى جانبهم تربة (١) الشيخ عز الدين بن عبد السلام وهذه التربة عظيمة الشأن حسنة البناء.

__________________

(١) تربة الامام عز الدين بن عبد السلام معروفة بالقرافة تزار بين السادة الوفائية وجامع سيدى عقبة شرقى مقابر الصدقة وفى الجهة الغربية منها مقبرة الشهداء ومقبرة السادة البكرية القديمة والى جانبها الزاوية الفتحية بها مقام السيدة الشريفة نبيهة من السادة الوفائية وهى بنت السيد على الحسينى الكرارجى الوفائى بن محمد الحسينى الكرارجى الشافعى الأحمدى. وكذلك يوجد لها نسب يتصل بأبى الفتح الواسطى الوفائى المدفون بالاسكندرية ونسب آخر يتصل بابن ادريس بن جعفر زكى المدفون بالجودرية بجامع الجودرى. وكانت من كرائم الأسر ذات صلاح وتقوى وحدث من حضر وفاتها من الموسومين بالصلاح أن حضرة النبى عليه الصلاة ـ

٤٠١

قبر الشيخ عز الدين السلمى الشافعى :

وبها قبر الشيخ الامام العالم العلامة عز الدين بن عبد السلام السلمى الشافعى كان من أكابر العلماء انتهت إليه الفتوى فى زمنه حتى كانوا يأتون إليه من الغرب والعراق والشام وغيرها.

وكان شديدا فى الدين قال محمد بن عبد الرحمن الأصولى استفتيته فى مسئلة فأفتانى بشىء فكأنى لم أرغب لما قال فنمت تلك الليلة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لى ما أفتاك عبد العزيز؟ فكأنى أخرجت إليه الفتوى فقرأها وقال : أفتاك ما أخطأ ، قالها ثلاثا.

وكان رحمه الله تعالى عالما بالأصول والفروع والعربية والحديث ودرس وأفتى وخطب بجامع مصر وصنف المصنفات وولى الحكم العزيز بمصر قبل مولده فى سنة سبع وسبعين وخمسمائة.

وقيل فى سنة ست وثمانين ، وتوفى فى العاشر من جمادى الأولى سنة ستين وستمائة وهو فى طبقة الفقيه الامام العالم العلامة أبى القاسم عمر بن أبى الحسن أحمد بن أبى الفضل هبة الله بن أبى القاسم محمد بن أبى الفضل هبة الله ابن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر بن عقيل العقيلى الفقيه الحنفى المعروف بابن العديم ، قيل وقبره بسفح المقطم ، وقيل إنه بالقرب من عز الدين بن عبد السلام ، وقيل انه بسور سارية والأصح أنه لا يعرف الآن وبهذه التربة

__________________

ـ حضرت روحانيته الشريفة ساعة تجهيزها ورآه المحدث بعينه.

ومن كراماتها أنها بعد أن نقلت من قبرها وفتحوا القبر وجدوا جسدها الشريف كما هو لم يغيره الزمان.

٤٠٢

جماعة من الأولياء ومن أولاد الشيخ عز الدين ابن عبد السلام.

ومقابل هذه التربة مقبرة الشهداء الذين قتلوا فى فتوح مصر ، وهذا المكان يسمى مجرى الحصا وبينه وبين الجبل نصف ميل قتلوا فى يوم الجمعة من شهر رمضان مع عمرو بن العاص وعدتهم أربعمائة رجل قيل قتلوا حال كونهم ساجدين فمنهم حمزة بن سالم اليشكرى وربيعة بن طاهر اليشكرى ومسلم بن خويلد اليشكرى وحماد بن فادح اليشكرى ومازن ابن عوف اليشكرى وهند بن غالب اليشكرى ومرشد بن سعيد اليشكرى وسابق بن مرثد البجلى ومروان بن عمرو البجلى وسراقة بن منذر البجلى وياسين بن ماجد البجلى وعبد الله بن رواحة المخزومى وواجد مولى عياض بن عاصم وطلحة بن ثابت المخزومى وميسرة بن مقدام المخزومى ومضر بن منده التيمى ابن عم أبى بكر الصديق وكامل بن سعيد بن دارم ومعن بن مرثد الحضرمى ورفاعة بن شريف البجلى وجعفر ابن دانية ودانية أمه وهو أحد بنى عامر بن صعصعة وعامر بن ناجى الحميرى وضمضم بن زرارة الثقفى ومعمر ابن صاعد الزبيدى وعروة بن عمرو الثقفى ونافع بن كنانة الغنوى ورافع ابن سهل العامرى ومالك بن لقيط العامرى ومكرم بن غالب العامرى وعبد الله بن طاهر الكلابى ومعمر بن خليفة الدارمى وأوس بن فياض المرادى وجندب بن حارث المرادى ولبابة بن ظاعن العبسى وماجد الخزرجى ونهمان البجلى وطارق بن الأشعث السلمى وفائز بن غالب اليشكرى وهياج بن عمرو التميمى وعطاء بن بدر التميمى وهاشم بن فرج التميمى والأحوص التميمى وياسين بن مفرح وعبادة بن قنقد وعلقمة بن حازم والقداح بن مازن وهلال بن خويلد الغطفانى وطوق بن مضر الكلبى

٤٠٣

وبحرى بن عطاء ، وكان يرى على قبورهم نور والدعاء مجاب فى تلك البقعة.

وبحرى هذا المكان تربة الصاحب فخر الدين ، قيل كان من أهل الخير والصلاح ومعه فى التربة جماعة من التميميين وهذه التربة قريبة من رباط الأمير مسعود.

تربة الشيخ مجد الدين الأخميمى ومآثره

ثم ترجع وأنت مبحر إلى تربة المجد الأخميمى فأجل من بهذه التربة الشيخ الإمام مجد الدين على بن أبى الثناء الأخميمى ولد بأخميم مدينة بصعيد مصر ومات بمصر سنة ثلاث وخمسين وستمائة صحب الفقيه أبا الطاهر محمد بن حسين الأنصارى وناب عنه فى الامامة بالجامع العتيق وعده بعضهم فى طبقة الفقهاء وكان ورعا زاهدا يمشى فى قضاء حوائج الناس لا يدعوه أحد فى حاجة إلا ذهب معه.

حكى أنه دخل على الوزير الفائز فى يوم واحد مرارا لأجل قضاء حوائج الناس فقال الوزير آخر دخوله له كم ترد إلينا؟ فقال إنى أرجو بذلك الأجر بالخطوات التى أمشيها إليك فى حاجة الناس فانى لا أدع ذلك لأجل منعك حوائج الناس فقال له جزاك الله تعالى خيرا.

وبالحومة أيضا قبر الفقيه الامام العالم الورع الزاهد علم الدين القمنى كان يحفظ ما يسمعه من مرة واحدة وكان رجلا ضريرا ففتح عليه بالحفظ وله ذرية باقية إلى الآن ويقال انهم من ذرية أبى بكر القمنى الذى بالنقعة قيل وقبره على الطريق قريب من تربة الشيخ أبى الحسن السنهورى وعرفت الآن بالمجد الأخميمى وقبره الآن بالتربة الملاصقة لتربة الخازندار وهى على

٤٠٤

الطريق المسلوك قريبة من المجد الأخميمى وبها جماعة من ذريته وهذا هو الصواب وفى طبقته وجيه الدين كان إماما عالما فاضلا ، وكان مدرسا بالأشرفية وناب فى الحكم عن العزيز بالقاهرة ولا يعرف له الآن قبر.

ومن هذه الطبقة الشيخ الإمام العالم أبو العباس أحمد بن عبيد ، كان من أجل العلماء المحدثين روى عن جماعة وروى عنه جماعة ودفن بالقرافة ولم يعرف له الآن قبر ، وبهذه الشقة جماعة من المشهورين لا تعرف قبورهم.

ذكر الجهة الثالثة وهى الصغرى ومن بها من

الصالحين والعلماء والأمراء وغيرهم

وذكر فضل الجبل المقطم وما جاء

فيه من الأثر وفضل من

دفن بسفحه

أما مبدأ الزيارة من هذه الجهة فهو من تربة أحمد بن طولون بعد زيارة المشهد النفيسى ، وقد قال قوم ان بالحصن (١) الشريف سارية والردينى وليس بصحيح لأن أهل التحقيق من أرباب هذا الفن ومن اعتنى به لم يذكر ذلك وفى سارية اختلاف يذكر عند ذكر قبره فى شقة الجبل.

وقيل إن هذا المكان كان يتعبد فيه الردينى وبالحصن الشريف جماعة من الأشراف والملوك والوزراء والأمراء يضيق هذا المختصر عن ذكرهم.

وأما ما بين القرافتين من الأولياء فقال قوم ان بالخطة زوج السيدة

__________________

(١) والمراد بالحصن هو قلعة القاهرة والمسجدان اللذان بداخلها المعروفان بسارية والروينى والأول منهما يعرف الآن بجامع سليمان باشا.

٤٠٥

نفيسة وهو اسحق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين ابن الحسين بن الامام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم ، وليس بصحيح

وقيل به السيدة لبابة وليس بصحيح وانما بالمكان جماعة من الأشراف لا تعرف أسماؤهم ، وأما اسحق المؤتمن زوج السيدة نفيسة وولداه منها القاسم وأم كلثوم فانهم رحلوا إلى المدينة الشريفة بعد موت السيدة نفيسة.

ذكر تربة الأمير أحمد بن طولون

ونبذة عنه

وهى التربة الصغرى القريبة من باب القرافة قيل كان مولد الأمير أحمد ابن طولون التركى أمير مصر فى سنة ست وعشرين ومائتين وقيل فى سنة أربع عشرة ببغداد وقيل ب «سر من رأى» وهو الأشهر أمه أم ولد تسمى هاشم وقيل قاسم واختلف فى نسبة ابن طولون فقال بعضهم إنه لم يكن ابن طولون وإنما ثبناه وقيل هو أحمد بن طولون التركى أحد موالى الخليفة المأمون بن هرون الرشيد قيل وهبه له الأمير نوح عامل بخارى مع جملة مماليك فرقاه مولاه المأمون حتى صيره أميرا من جملة الأمراء وولده أحمد المذكور ، وقيل إنه ابن يلبخ التركى وأن أمه قاسم جارية طولون والأصح أنه ولد طولون المذكور ولما كبر نشأ على خير من حفظ القرآن ودرس العلم وتفقه على مذهب الامام الأعظم أبى حنيفة النعمان رحمة الله عليه ولما مات أبوه فوض إليه الخليفة ما كان لأبيه ثم تنقلت به الأحوال إلى أن ولى إمرة الثغور ثم إمرة دمشق ثم الديار المصرية فسار فى ذلك أحسن سيرة حتى إنه كان يباشر الأمور بنفسه ويتفقد رعاياه ويتفحص عن أخبارهم ويحب

٤٠٦

العلم وأهله ويأتى مجالسهم وكان له فى كل يوم مائدة للخاص والعام وكان كثير الأفضال وافر الأنعام وكان له فى كل شهر ألف دينار يفرقها على الفقراء والمساكين وطلبة العلم فلما كان فى بعض الأيام أتاه وكيله الذى يتعاطى تفرقة ذلك وقال له يا مولانا إنه تأتينى امرأة وعليها الأزرفر وفى يدها الخاتم الذهب فتطلب منى فأعطيها فقال له من مد يده إليك فأعطه ، وكانت ولايته على مصر فى شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين وكانت ولايته سبع عشرة سنة وتوفى يوم الاثنين لثمانى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنة سبعين ومائتين وله من العمر خمسون عاما وخلف من الأولاد الذكور سبعة عشر والاناث ست عشرة إمرأة وولى بعده إمرة مصر ولده أمير الجيوش خمارويه ، وإنما ذكرنا ذلك تكثيرا للفائدة وأما بناء جامعه ومدينته فان ذكر ذلك تقدم فى أول هذا الكتاب وهذه التربة هى أول زيارة هذه الجهة.

ثم بعدها من شقة الجبل التربة القوصونية (١) بها جماعة من أهل العلم والصلاح ثم تتوجه إلى تربة الشيخ ولى الدين الملوى بها جماعة من العلماء منهم الشيخ الامام العارف ولى الدين الملوى معدود من أكابر الفقهاء والمحدثين درس وأفتى وله الكتب المصنفة وهو متأخر الوفاة.

ومعه فى التربة الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد الكلائى وبها أيضا الشيخ الإمام أبو الحسن الصقلى.

__________________

(١) وهذه التربة معروفة بالخانقاه القوصونية المنسوبة الى الأمير فوصون الساقى الناصرى صاحب الجامع بشارع السيوفية ـ ولكن هذا الخانتاه قد دثرت وبقيت منها مئذنتها وهى موجودة بصحراء سيدى جلال

٤٠٧

وبها أيضا الشيخ إبراهيم العجمى ، وعلى شرعة الطريق قبلى هذه التربة قبر الشيخ محمد المؤذن بجامع الأمير أحمد بن طولون وقبليه تربة بها قبر الشيخ عبد الوهاب السكندرى ، كان من كبار الصلحاء له كرامات خارقه وله ذرية عند سماسرة الخير وقبلى هذه التربة تربة بها الشيخ ابراهيم الحكرى وهؤلاء يزارون مع شقة أبى السعود ومع شقة الجبل.

ثم تزور بعد هؤلاء الشريف أبا بكر المعروف بابن أبى الحياة ، والعوام تقول ابن أبى الحيات وأصله من الكرك ثم دخل إلى مصر وأقام بالقرافة وصار له علم منشور وله مريدون وخدام وكان يعطى العهد ويجلس على السجادة سالكا الطريق الرفاعية ومناقبه مشهورة.

ومعه بالتربة السيد الشريف الحسن الأنور وبها أيضا جماعة من الأشراف ، ثم تخرج من هذه التربة وأنت مغربا قاصدا الجبل تجد حوشا لطيفا على سكة الطريق به قبر الملك المظفر قطز الذى كسر التتار على عين جالوت وهو الثالث من ملوك الترك وهو أحد مماليك السلطان الملك المعز عز الدين أيبك التركمانى ولى السلطنة بعد خلع ولد أستاذه الملك المنصور على بن الملك المعز أيبك التركمانى فى يوم السبت الثامن والعشرين من ذى القعدة سنة سبع وخمسين وستمائة ثم جهز العساكر وتوجه صحبتهم إلى البلاد الشامية لقتال التتار فحصل بينه وبينهم وقعات عديدة ثم نصره الله تعالى عليهم واستخلص من أيديهم الشام وحلب وغيرهما وأقام نوابه بالبلاد الشامية ثم رجع إلى الديار المصرية منصورا مؤيدا وفرح الناس بذلك فلما قرب السلطان من الصالحية انحرف عن الدرب لأجل الصيد فلما رجع طالبا الدهليز سايره الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى وجماعة من الأمراء وجماعة من

٤٠٨

المماليك خشداشية (١) فطلب الأمير بيبرس البندقدارى امرأة من سبى التتار فأنعم عليه بها فتقدم إليه لقبل يده فأمسكها وقبض عليها فبادر إليه أمير اسمه أنس الأصبهانى وضربه بالسيف على كفه وأبانها ثم اقتلعه عن فرسه إلى الأرض ، ثم رماه أمير آخر اسمه بهادر العربى بسهم فقتله وذلك فى يوم السبت خامس عشر ذى القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة ، ثم قيل أنه نقل إلى هذه التربة فكانت مدة ولايته سنة إلا أياما.

ومن بحريه قبر الشيخ بهادر ومن شرقيه قبر الشيخ محمد الزبيدى بالتربة العظمى الحسنة البناء ذات المنار وفى علو الجبل مغارة الأشراف بها الشيخ عبد الرحمن الرومى والشيخ أحمد أبو قبع.

ومن قبلى تربة السلطان قبر الشيخ شمس الدين بن الشيخ أبى بكر المحلى المحدث والواعظ بالجامع الأزهر ، كان له مجلس عظيم فى الوعظ ويجاوره تربة ابن عبود كان يسعى فى قضاء حوائج الناس عند الأمراء والأكابر والملوك ويجالسهم بسبب ذلك وحول تربته جماعة من الأمراء والملوك والمجاهدين ثم تأخذ مستقبل القبلة من تربة السلطان قطز تجد تربة صغيرة على سكة الطريق بها قبر الشيخ أبى الحسن عل الرصاصى المعروف بالحمال.

وفى الدرب المجاور لقبر الشيخ رسل القدورى تربة الأشراف وهى تربة قديمة معقودة الأقبية وعند باب الدرب قبر الشيخ أبى اسحق ابراهيم ابن ظافر القرشى.

__________________

(١) وهو من الألقاب التركية بمعنى ياور أو سكرنير خاص.

٤٠٩

قبر الشيخ رسل القدورى

وبالحومة قبر أبى الحسن بن ظافر القرشى وقبر الشيخ رسل القدورى وعده القرشى فى طبقة الفقهاء وهو المعروف بصاحب الحنفاء وهو بالحوش اللطيف وقبره رخام باق إلى الآن ، قيل إن الشيخ كان يبيع القدور الفخار فجاءه رجل وناوله درهما وأخذ منه قدرا فجاء الرجل بها إلى بيته وعلقها على النار فوجدها مكسورة فجاء بها إليه فقال له الشيخ انظر إلى درهمك فإذا هو نحاس فأخذه وبدله بدرهم جيد فقال له الشيخ خذ قدرك فأخذ الرجل قدره ومضى إلى بيته ثم عقلها على النار فوجدها صحيحة ، وهذه الحكاية مستفاضة بين مشايخ الزيارة ، وهذا ليس بمستبعد من كرامات الصالحين وإلى جانبه قبر الشيخ ابراهيم المعروف بفاز من اتقاه وسبب شهرته بذلك أنه رؤى بعد موته فى المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال فاز من اتقاه.

وعند باب تربته الفقهاء أولاد الشرابى وفى سكة الطريق قبر داثر هو قبر الشيخ السياح وله حكاية مطولة فى السياحة ومن قبره إلى قبر الشيخ عبد الحافظ القليوبى وهم جماعة بالقرافة منهم هذا السيد عبد الحافظ والمعروف بصاحب الخطوة

مآثر قبر الشيخ محمود بن سالم

ثم تمشى فى الطريق المسلوك قاصدا جامع محمود وهو مقابل للجامع بحوش وعده القرشى فى طبقة الفقهاء والأمراء ، قال ابن عثمان فى تاريخه : هو محمود بن سالم بن مالك عرف بالطويل وقال أبو جعفر الطحاوى كان محمود هذا جنديا من جند ابن الحكم أمير مصر فركب السرى ذات يوم فعارضه رجل فى طريقه ووعظه بما غاظه به فالتفت إلى محمود وقال له اضرب عنق هذا

٤١٠

فرمى محمود برأس الرجل فى الطريق فلما رجع محمود إلى منزله خلا بنفسه وتفكر وندم وقال تكلم بكلمة حق فقتلته كيف يكون حالك مع الله تعالى إذا وقفت بين يدى الله تعالى وبكى بكاء شديدا وآلى على نفسه أن يخرج من الجندية ولا يعود إليها فلما أصبح غدا إلى السرى بن الحكم فأخبره بما كان منه فى تلك الليلة وأشهد على نفسه أن لا يخدم سلطانا أبدا وأقبل على عبادة الله تعالى وبنى هذا المسجد المعروف به.

وحكى ابن عبد الحكم عن محمود هذا أنه بات تلك الليلة فرأى فى منامه الفقير وهو يخطر فى الجنة فقال له ماذا فعل الله بك قال غفر لى وأدخلنى الجنة فقل لأستاذك يا ظالم سبقك غريمك إلى الحاكم فأصبح وتاب عن الجندية.

وقيل إن قبره بالقرب من قبر أبى بكر الاسطبلى وذكر القضاعى أنه بهذه الخطة والأصح أنه غربى تربة الأشرف الذى بالقرب من القدورى وعليه الآن مجدول حجر؟!.

ذكر المشهد الذى له بابان المعروف باليسع وروبيل :

ويقال إن به روبيل بن يعقوب التى عليهما الصلاة والسلام وكل ذلك غير صحيح وسبب تكلم الناس بذلك وإشاعته بينهم ما حكى ابن عثمان فى تاريخه أن رجلا بات فى هذا المكان قديما وقرأ سورة يوسف عليه الصلاة والسلام ونام فرأى قائلا يقول هذه والله قصتنا من أعلمك بها؟ فقال القرآن الذى أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أنت؟ قال روبيل أخو يوسف ، فلما أصبح أخبر الناس بما رأى فبنوا عليه

٤١١

هذا المشهد لما علموا من صدق هذه الرؤيا ، فالمكان مبارك يزار بحسن النية.

وروى أن يهوذا بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام أقام فى ذروة الجبل المقطم بهذا المكان وتعبد فيه ولم ينقل عن أحد من أهل التاريخ أن أحدا من الأنبياء مات بمصر غير يوسف الصديق بن يعقوب عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وحكايته مشهورة فى دفنه ونقلته.

وبأزاء هذا المشهد قبر عبد الله بن الحسن بن على عده القوشى فى طبقة الفقهاء وذكره ابن غانم فى الواضح النفيس ووصف بالزهد رحمه الله تعالى ومقابل باب هذا المشهد تربة قديمة بغير سقف بها قبر الشيخ الصالح أبى إسحق محمد بن القاسم بن شعبان القرطبى المالكى ووفاته فى سنة خمس وستين وثلثمائة.

ومن وراء الحائط القبلى قبر عليه مجدول كدان هو قبر الشيخ يحيى الشعبى المحدث الحافظ ويلى مشهد اليسع من الجهة القبلية الفقهاء أولاد إسرائيل القراء وقبر الشاب التائب وبإزاء المشهد جماعة من الأولياء قد دثرت قبورهم وتعرف بمدافن محمود وفى مجرا محمود قبر القاضى مرغب بن القاضى دمياط وقبره معروف فى خطة تربة الست.

وقريب من هذه الخطة التربة المعروفة بتربة «بيدار» بها أشراف قديمة الدفن وهو مشهد عليه جلالة ونور وبه قبة بها قبر السيدة الشريفه زينب والأصح أنهم من الدفن القديم لا تعرف أسماؤهم.

٤١٢

وبجاورهم تربة الشيخ تقى الدين العجمى واسمه رجب وبها قبر الشيخ بهاء الدين الكازورنى والشيخ يحيى الكازورنى التبريزى والشيخ محمد الحريرى والشيخ أوران بن فيان والشيخ عثمان الشامى والشيخ خليل من أصحاب أبى ذر العراقى والشيخ محمود الكردى والشيخ حسن بن الشيخ عيسى وقبر الشيخ عبد الله بن عمر بن محمد المقرى وقبره عند الباب الغربى من الحوش عند قبر محمد بن محمود الكردى وقبر الشيخ ناصر الدين العجمى وقبر الشيخ مجد الدين والشيخ عبد الله والسيدة فاطمة وخديجة أولاد الشيخ عبد الله.

بعض الصالحين بالتربة

وبالتربة أيضا قبر الشيخ محمد الغويلاوى وخادمه الشيخ بدر الدين وقبر الشيخ سليمان أخى الشيخ تقى الدين رجب وقبر الشيخ حسام الدين الأزهرى والشيخ حسن بن أبى بكر الأصفهانى وقبر الشيخ على خشخش وقبر الشيخ يحيى خادم الشيخ محمد السمرقندى وقبر الشيخ البخارى والشيخ حسن الكردى وقبر الشيخ على السيراجى والشيخ يوسف التوريزى والشيخ حسام الدين خادم الفقراء والشيخ يوسف الهروى وقبر الشريف عربشاه البلخى وقبر الشيخ يعقوب التركمانى والشيخ على بن عثمان الششترى والشيخ رمضان خادم الفقراء والشيخ حسن البدخشانى والشيخ محمد الجندى وقبر الشيخ محمود الحورانى والشيخ محمد التوريزى والشيخ بهاء الدين الاخلاطى والشيخ حسن التركى وقبر الشيخ رشيد سقاء الفقراء والشيخ محمد الكاشغرى والشيخ على بن محمود النفيسى والشيخ عبد الله بن عمر بن حسن عرف بقطلبك والشيخ خضر وبهذا الحوش جماعة من الأولياء والدعاء عنده مجاب.

٤١٣

ثم ترجع فى الطريق المسلوك إلى خطة الدينورى بها الشيخ عبد الحافظ القليوبى ومن قبليه تربة الشيخ أبى الحسن الزنارى المعروف بصاحب الغزالة وهى على يمين السالك قبل وصولك إلى الدينورى.

وهناك تربة بها جماعة من مشايخ الرفاعية وخلف حائطها قبر الشيخ أبى القاسم الهكارى.

تربة الدينورى

وأما التربة المعروفة بالدينورى فإن بها جماعة من العلماء والأولياء منهم الشيخ الزاهد العابد أبو الحسن على بن محمد بن سهل المعروف بابن الصائغ توفى سنة إحدى وثلاثين وثلثمائة.

وحكايته مع تكين العامل على مصر كانت مشهورة وهو أن الشيخ رحمه الله تعالى كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن أمر السلطان بشىء لا يناسب الشرع نهى الشيخ عن ذلك فشق ذلك على السلطان فأمر به أن يحمل إلى القدس الشريف على بغل فشق ذلك على الناس فأغلقت البلد لأجل خروجه وخرج معه خلق كثير وقدموا له البغل فركب والناس يتباكون حوله وينظرون فقال لهم الشيخ لا تيأسوا فإن الذى أنفذنا على هذا البغل يموت ويعمل له صندوق ويحمل فيه إلى بيت المقدس ويدور البغل ويبول عليه وأعود إليكم إن شاء الله تعالى ففرحوا وعادوا وتوجه الشيخ إلى أن وصل إلى بيت المقدس فأقام به مدة فلما مات تكين جعل فى صندوق وحمل إلى بيت المقدس وجرى ما قال الشيخ ثم عاد الشيخ إلى مصر وتوفى ودفن هنا فى التاريخ المذكور وشهرة الشيخ وكراماته غير محصورة ذكرها ابن عثمان

٤١٤

فى تاريخه والقشيرى فى رسالته وغيرهما وما المذكور فى هذا الكتاب إلا المشايخ والأولياء لأجل التماس بركتهم.

وإلى جانبه قبر الشيخ أبى بكر محمد بن داود الدينورى المعروف بالرقى ويقال الفتالى مات فى سنة خمسين وثلثمائة وله من العمر مائة سنة صحب ابن الجلاء والزقاق وأكابر القوم وكان يقول المعدة موضع جميع الأطعمة فإن طرحت فيها الحلال صدرت الأعضاء بالأعمال الصالحة وإذا طرحت فيها الحرام كان بينك وبين الله حجاب.

وقال علامة القرب الانقطاع عن كل شىء سوى الله تعالى ومن انقطع إلى الله تعالى لجأ إليه ومن انقطع إلى المخلوقين لجأ إليهم.

وقال كم من مسرور سروره بلاؤه وكم من مغموم غمه نعماؤه.

وقال الإخلاص أن يكون ظاهر الانسان وباطنه وسكونه وحركته خالصا لله تعالى وبالتربة أيضا سيف الدين كهدان والشيخ سراج الدين القرافى وهو صاحب القبر الخشب.

وعلى باب التربة حوش به جماعة من العلماء منهم الشيخ سليمان ابن عبد السميع المحدث ذكره القرشى فى كتاب مهذب الطالبين كان من الفقهاء الأجلاء الحفاظ وكان يقول كتمان المصيبة من الإيمان مات سنة ثمانين وثلثمائة وله ذرية بمدينة قوص.

ومعه فى التربة قبر الشيخ أبى الحسن صاحب الأبريق وقبر الفقيه زحلق المؤدب وكان من أهل الخير والصلاح حكى عنه الفقيه حسين المؤدب أنه عمل صرافة لصغير عنده فدخل عليه فيها اثنا عشر ألف درهم.

٤١٥

وقال ابن عثمان فى تاريخه أن على باب هذه التربة قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن خالد العتقى صاحب مالك بن أنس ، وقيل إنه بمدافن محمود والأصح أنه مع أشهب فى تربته.

ثم تخرج من هذه التربة قاصدا إلى تربة الحارث التجيبي ، كان مشهورا بالخير والصلاح ومن وراء حائط الدينورى قبران متلاصقان أحدهما بيرم السواق والآخر يقال له ممشاد الدينورى وليس بصحيح فإن هذا لم يعرف له وفاة بمصر.

ثم تأتى إلى تربة الشيخ بنان بن محمد بن أحمد بن سعيد الواسطى الأصل سكن بمصر وأقام بها ثم توفى بها وليس فى قبره اختلاف ، وهو من كبار مشايخ الرسالة صحب الجنيد وغيره ، وكان يدخل على الأمراء ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، وله مع تكين أمير مصر أمور ، وكان يعرف بالحمال ، قيل إنه ألقى بين يدى سبع فكان السبع يشمه ولا يضره وإن قاضى مصر سعى به إلى أن ضرب سبع در رفدعا عليه فحبس سبع سنين.

وعند باب تربته قبر الشيخ طاهر محمد بن محمد كاتب حبس بنان ، وعليه عمود ملصق بالحائط وعند باب التربة قبر الاقريطشى وقبر الثعالبى وبحومتهم جماعة من الأنصار.

مآثر الشيخ أبى الحسن القرشى

وبالقرب منهم قبر الشيخ أبى الحسن القرشى وعليه عمود قصير وهو قريب من بيرم السواق وعلى سكة الطريق قبر الشيخ أبى الحسن الوراق كان

٤١٦

رحمه الله تعالى عابدا زاهدا ومن كلامه عفا الله عنه ، من عرف نفسه عدل عنها ، وآفة الناس قلة معرفتهم بأنفسهم

وقال حياة القلوب فى ذكر الحى الذى لا يموت. والعيش الهنى مع الله لا غير وقال الأنس بالخلق وحشة ، والطمأنينة إليهم حمق والسكون إليهم عجز والاعتماد عليهم وهن والثقة بهم ضياع ، وإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل أنسه به وقال من خلص بصره عن محرم أورثه الله تعالى حكمة على لسانه ينتهى بها ، ومن غض بصره عن شبهة نور الله تعالى قلبه بنور يهتدى به إلى طريق رجائه.

ومقابله على سكة الطريق قبر الشيخ أبى على بن أحمد المعروف بالكاتب أحد مشايخ الزيارة.

قال ابن عثمان كان من السالكين ، وكان الجنيد يعظمه ، مات سنة نيف وأربعين وثلثمائة من كلامه المعتزلة نزهوا الله من حيث العقول فغلطوا والصوفية نزهوه من حيت العلم فأصابوا وقال إذا انقطع العبد إلى الله تعالى بالكلية فأول ما يستفيده الاستغناء به عما سواه وقال من صبر علينا وصل إلينا وقال إذا سكن الخوف فى القلب لم ينطق اللسان إلا بما يعنيه (وقال) إن الله تعالى يرزق العبد حلاوة ذكره فإن فرح به وشكره أنس بقربه وإن قصر فى الشكر أجرى الذكر على لسانه وسلبه حلاوته.

وكان الشيخ أبو الحسن الوراق وأبو على الكاتب من أهل الخير ، حكى عنهما أن الرجل كان يأتى إلى أبى الحسن يطلب منه ورقة ليكتبها

٤١٧

فيعطيه ورقة ولا يأخذ منه ثمنها ويناولها إلى أبى على المذكور فيكتبها له ولا يأخذ منه أجرة ، وأقاما على ذلك مدة.

قبر أم أحمد القابلة

ومقابله على سكة الطريق قبر المرأة الصالحة أم أحمد القابلة ، كانت من أهل الخير ، وقيل كانت تقبل لله ولا تأخذ على ذلك أجرة ، وكانت إقامتها بالجبل حكى عنها ولدها أنها قالت له فى ليلة شاتية يا بنى أضىء المصباح ، فقال لها ليس عندنا زيت فقالت له صب الماء فى السراج وسم الله تعالى قال فعلت ذلك فأضاء المصباح فقال لها يا أماه الماء يقد؟ قالت لا ، ولكن من أطاع الله تعالى أطاع له كل شىء.

وبالحومة أيضا قبر الشيخ عبد الواحد الحلوانى ثم تمشى فى الطريق المسلوك وأنت مستقبل القبلة إلى أن تأتى إلى تربة الشيخ الصالح عبد الصمد البغدادى تصعد إليها بدرج ، بها جماعة من العلماء.

منهم الفقيه الإمام العالم أبو بكر محمد المالكى شيخ الشيخ عبد الصمد البغدادى ، قيل إنه من السبعة الأبدال حكى عنه القرشى فى تاريخه أنه مر على امرأة مقعدة فقالت له هل معك شىء لله تعالى ، فقال لها ما معى شىء من الدنيا ولكن هاتى يدك فقامت تمشى بإذن الله تعالى.

وكان إذا دخل الحمام غمض عينيه فلا يفتحهما حتى يخرج منه وكان يقول المؤمن لا تمسه النار وإن مسته لم تحرقه ، ولو لا أنى أخاف الشهرة أدخلت يدى فى النار وأخرجتها مائة مرة فلا تحترق.

٤١٨

وبالتربة أيضا قبر الفقيه العالم الناسك الورع الزاهد أبى يحيى محمد بن أحمد ابن اسحق بن ابراهيم البغدادى المعروف بصاحب الحنفاء ، قال ابن عثمان توفى سنة خمس وثلاثين وثلثمائة ، وقال القرشى اسمه محمد بن أحمد بن الحسن ابن ابراهيم ، هذا هو الأصح.

وكانت الحنفاء امرأة مجابة الدعوة وقال ابن عطايا قبح من نسب محمد ابن أحمد إلى صحبة امرأة ، وهو جليل فى العلماء.

وبالتربة قبر أحمد بن الحسن البغدادى وبالتربة قبر الشيخ الصالح عبد الله الكومى وقبره على يسار الداخل من الباب البحرى ، وعلى اليمين قبر الحنفاء وبالتربة جماعة من العراقيين وقبورهم عند الباب الغربى.

وتجاورهم تربة الشيخ صبيح بها جماعة من العلماء منهم الشيخ العالم مسعود النوبى شيخ الشيخ صبيح وجماعة من ذريته ، كان من كبار الصلحاء وله كرامات مشهورة وأخباره مأثورة.

وبالتربة الشيخ أبو بكر بن الشيخ صبيح وجماعة من ذريته.

حوش ابن فارس :

وإلى جانبهم حوش فيه الشيخ عبد الجبار كان يعرف بابن الفارس ، وكان جليل القدر زاهدا عابدا ، كان ابن طغج يأتى إلى زيارته ماشيا وجوسقه قريب من قبره حكى عنه أنه أرسل يشفع فى رجل عند صاحب الشرطة فلم يقبل شفاعته فبعث إليه رجلا يقول إنك تعزل الليلة نصف الليل فلما بلغ صاحب الشرطة قال والله لئن لم يتم ذلك لأهدمن عليه مكانه فلما

٤١٩

كان ذلك الوقت الذى أشار به الشيخ جاءه جماعة من بغداد أمرهم الخليفة بقتله فقتلوه فى ذلك الوقت فتبين للناس مقام الشيخ وصاروا لا يخافونه فيما يأمرهم به.

ومن ظاهر تربته قبر الفقيه الإمام أبى بكر الاصطبلى ، كانت له دعوة مجابة ، ويرى على قبره نور ، وقبره مسطوح فيما بين ابن الفارض وعبد الجبار وبالحومة قبر الفقيه أبى بكر محمد جد مسلم القارىء الذى بناه الفارض المعروف بجبل القائم ، ويقال إنه مغارة ابن الفارض ، قيل إن عمر بن الفارض كان يجلس هناك فاتخذ أبو بكر هذا المكان مسجدا وأنفق عليه مالا حتى قيل إنه وجد به كنزا ، ولما مات لم يجدوا عنده غير مصحف.

وفى الحومة الفقيه يحيى بن عثمان وهو القبر الذى بسفح الجبل المقطم غربى ابن الفارض بينهما الحائط ، وهو أحد مشايخ الكندى ، وقبره حوض حجر داثر ويلاصق قبر أبى بكر جد مسلم القارىء حوش به جماعة من الصالحين.

وبحومة ابن الفارض جماعة من الأولياء من الجهة القبلية من قبره.

وأما جهته البحرية الملاصقة للجبل فمعروفة بمشايخ الحنفية ، بها جماعة من العلماء منهم الفقيه الإمام العالم أبو عبد الله بن أحمد الحنفى أحد أئمة الحنفية وقبره ملاصق لسفح المقطم ، وعنده جماعة من ذريته ، منهم الفقيه الإمام العالم محمد بن عبد الرحمن الحنفى ومعه فى التربة الوزير أبو القاسم الحنفى وسعد بن أرطاة الحنفى وأبو القاسم بن أرطاة الحنفى.

٤٢٠