تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي

تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الكليّات الأزهريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧١

التربة من الشرق تربة قديمة بها جماعة قرشيون أيضا منهم أبو الحسن يحيى ابن أحمد بن محمد بن زيد توفى سنة ستين وخمسمائة.

ومقابل هذه التربة الفقهاء أولاد الواسطى ، منهم الخطيب أبو الحسن على بن جمال الدين عبد الرحمن توفى سنة ثلاث عشرة وستمائة وإلى جانبه قبر ولده أبى عبد الله محمد وبالتربة أيضا قبر الوجيه أبى الطاهر إسمعيل بن أبى القاسم عبد الرحمن بن أبى الطيب توفى سنة أربعين وستمائة.

وعلى شفير الخندق فى تربة قديمة قبر الشهيد أبى التقى صالح بن مهدى توفى سنة ست وسبعين وخمسمائة ومن قبلى أبى الطيب خروف تحت الحائط قبر الشيخ عمر السقطى توفى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.

ثم تمشى مستقبل القبلة تجد على يسارك حوش الفقهاء أولاد ابن صولة منهم القاضى أبو عبد الله محمد بن محمد الأنصارى.

ومعهم فى التربة قبر نفيس الدين أبى إسحق إبراهيم القرشى وإلى جانب هذه التربة تربة بها قبر أبى البركات.

قبر الشيخ أبى العباس الحداد

ومقابلها على جانب الطريق المسلوك قبر الشيخ أبى العباس أحمد بن الحداد كان من أكابر العلماء وأجلاء الفقهاء وكان منقطعا فى مسجده المعروف بالساحل ، وسبب انقطاعه انه كان يتعاطى حوائج نفسه فخرج يوما يستقى ماء فوجد امرأة تغتسل فقال لها استترى يرحمك الله فقالت الخطاب لك قبلى وهو قوله تعالى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) فلو غضضت بصرك ما رأيتني ، إنما اغتسلت للفقر والفاقه ولى أولاد أيتام ، فبكى وعاد

٣٨١

إلى المسجد فما خرج منه حتى مات.

وإلى جانبه قبر الشيخ أبى العباس بن السقطى وإلى جانبهم من الجهة القبلية قبر الفقيه الامام أبى عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم الفقيه الجزرى المالكى على قبره عمود قصير ويليهم قبر الشيخ عمران بن داود بن على الغافقى ، كان فقيها عالما وأقام خمس عشرة سنة لا يمر فى سوق ولا رأى امرأة قط إلا غض بصره قيل إنه أوصى أن يجعل خاتمه فى أصبعه بعد موته فلما مات غسلوه وأراد الغاسل أن يدرجه فى أكفانه رفع الشيخ أصبعه فقال الغاسل لأهله : مالى أرى الشيخ رافعا أصبعه؟ فقالوا لا ندرى ، فذكر بعضهم ما قال الشيخ ، فقال لهم إن الشيخ أوصى أن يجعل خاتمه فى أصبعه فجعلوه فى أصبعه فاستقر وإذا عليه : عبد مذنب ورب غفور.

ذكر المقبرة المعروفة ببنى اللهيب ، ومن بها من

العلماء والفقهاء والمحدثين والأنصار

حكى عن الشيخ على بن الجباس والد الشيخ شرف الدين صاحب التاريخ أنه جاء إلى هذه المقبرة ليزور من بها ليلة جمعة وقرأ سورة هود إلى أن وقف على قوله تعالى (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) ، فسمع قائلا يقول له : يا ابن الجباس تأدب ما فينا شقى ، بل كلنا سعداء.

فأجل من بهذه المقبرة الإمام العالم العلامة أبو الحسن على بن إبراهيم ابن مسلم الأنصارى ابن بنت أبى سعيد ، كان رحمه الله تعالى حسن الفتوى ، وكان قد انقطع فى بيته للعبادة وآلى على نفسه أن لا يؤم ولا يفتى ، وكان فى أول عمره بزازا ، قيل وسبب انقطاعه واشتغاله بالعلم ، ثم بالعبادة ، أنه

٣٨٢

كان إلى جانبه بسوقه رجل بزاز فجلسا فى بعض الأيام يذكران البيع والشراء وما فيهما من الاثم. فسألا الله تعالى أن يبغضهما فى البيع والشراء ، فلما كان فى تلك الليلة رأى الشيخ أبو الحسن فى منامه كأنه صلى الصبح فى منزله وأنه أخذ مفاتيح حانوته وتوجه إلى حانوته فلما وصل إلى باب القيسارية رأى نصرانيا على باب القيسارية ومعه عود ، وكل من دخل من باب القيسارية جعل عليه نقطة سوداء ، فاستيقظ وهو مرعوب فبعث خلف أخيه فقص عليه الرؤيا ، فقال له أخوه يا أخى هذه تبعات الناس فانقطع فى بيته ولم يخرج منه حتى مات.

وكانت وفاته فى يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة أربع وستين وخمسمائة ومن مناقبه أنه كان إذا رقى مريضا عوفى ، وكان الثعبان يشرب من يده ، وكانت زوجته تسمعه يقول إلهى كل ذنب تعاظم فهو فى جانب عفوك يسير وبهذه المقبرة قبر الشيخ الإمام العالم أبى حفص عمر بن اللهيب كان من أكابر العلماء.

وبالتربة أيضا قبر ولده رشيد الدين وبالتربة أيضا قبر الفقيه الإمام العالم تاج الدين أبى العباس أحمد بن يحيى بن أبى العباس أحمد بن عمر بن جعفر ابن اللهيب كان من العلماء الأكابر الأخيار وكان كثير البكاء قيل أن بعضهم رآه بعد موته فى النوم فقال له هل نفعك البكاء؟ فقال أطفأ النار ، وأرضى الجبار ، وأدخلنى فى دار القرار وبتربتهم أبو العباس الأكبر والأصغر وأبو جعفر الأصغر وبالتربة أيضا الفقيه عبد العزيز بن محمد بن عمر بن جعفر ابن اللهيب مات سنة أربعين وخمسمائة كان من أكابر العلماء وبالتربة أيضا قبر الشيخ الامام العلامة أبى محمد عبد الباقى بن اللهيب وبها أيضا قبر

٣٨٣

الشيخ الإمام العالم عبد المجيد المعروف بالقرافى كان رجلا فاضلا زاهدا.

قبر الفقيه أبى محمد الدرعى

وبالتربة أيضا قبر الفقيه أبى محمد الدرعى وقبره طرف المقبرة من جهة الشرق وبها أيضا قبر أبى البركات المالكى كان فقيها محدثا قليل الكلام مع الناس وكان يحمل الخبز إلى الفرن فاذا عاد به تصدق به جميعه ويأتى بالطبق فارغا.

وقيل له ما أحب الأشياء إليك؟ قال إن الحافظين يقولان لى ذهب يومك وما كتبنا عليك فيه سيئة.

وبهذه التربة قبر الفقيه صبح المالكى ، كان جليل القدر من أكابر الفقهاء قال كان لأبى جارية كثيرة الصلاة ، وكنت أنا صغير آوى إلى هذه الجارية وأصلى معها فقالت لى يا بنى إنى أدعو لك دعوتين حبب الله إليك العلم وجنبك الجهل وكتب اسمك مع الأولياء فمن بعدها ما نمت الليل وبالتربة أيضا الفقهاء بنو شاش وبنو خلاص وبنو رصاص وبنو أراش.

ومقبرة المكى بها قبر الشيخ قمر الدولة والشيخ سالم المعروف بصاحب التربة وهم أصحاب القبور القريبة إلى المحاريب ، وأما بنو خلاص فقريبون من الجهة الشرقيه ، معهم الفقيه أبو إسحاق ابراهيم بن خلاص الأنصارى من أكابر العلماء وإلى جانبه قبر أبيه وقبر ولده.

وبالتربة أيضا قبر مكتوب عليه الفقيه أبو محمد من أولاد ابن بنت أبى العباس أحمد ابن الخليفة المستضىء بأمر الله أمير المؤمنين أبى محمد الحسن ابن الخليفة الامام المستجير بالله أمير المؤمنين وعليه بلاطة كدان.

٣٨٤

قبر الفقيه محمد المرابط

وبالتربة أيضا قبر الفقيه محمد المرابط ، كان فقيها عالما.

وكان لا يأكل لأحد طعاما بل يأكل من كسب يده من الخياطة وبهذه التربة قبر الفقيه أبى الثريا ، كان من الأفاضل فى مذهب مالك.

وكان الناس يأتون بالصدقة لتفرقتها على الفقراء فيجعلها فى مكان فاذا جاءه رجل محتاج يقول له خذ ما يكفيك وعيالك فى هذا اليوم فيأخذ بيده ذلك فان أخذ أزيد من ذلك لم يستطع أن يرفعه.

وبالمقبرة بنو رصاص ، منهم الفقيه الإمام العالم العلامة عبد الخالق ابن أبى الحزم مكى بن التقى صالح مات سنة خمس وستين وستمائة وبالمقبرة أيضا الشيخ الامام أبو إسحاق إبراهيم البكاء ومعه قبر أخيه أبى الحسن على.

قبر الشيخ أبى البركات بن كعب

وبالتربة أيضا قبر الشيخ الامام العلامة أبى البركات عبد المحسن ابن كعب أوحد الفقهاء المدرسين بالمدرسة المالكية جد هذا البيت العظيم الشأن الجليل القدر ، قال محمد بن زهر المدنى قدمت من الغرب ومعى استفتاء فأتيت بن كعب بعشرين دينارا وقدمت له الفتوى ثم أطرقت فقال لى لا تتعب لى فى إخراج الصرة ، فأنا لا أبيع العلم بالدينار أبدا.

وكان يحفظ المدونة وابن الجلاب والمعونة والتلقين كما يحفظ الرجل الفاتحة ، وقبره فى المحراب عند دخولك من الباب الشرقى لتربة بني لهيب

٣٨٥

وبالتربة المذكورة أيضا جماعة من العلماء الأعلام ، منهم الإمام أبو عبد الله محمد المدينى العطار.

وإلى جانبه قبر أبى الربيع سليمان وقبر الشيخ عبد الله البدنة وقبر الشيخ أبى عبد الله محمد بن حسن المالكى.

وقبر الفقيه أبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الله صاحب العمود وإلى جانبهم تربة الشيخ شرف الدين بن الخزرجى وفى حومتهم الفقيه شرف الدين الكركى كان من الفقهاء الأخيار درس وأفتى وقبره شرقى الطريق المسلوك بالقرب من قبر الشيخ أبى البركات.

قبر الشيخ أبى حفص الذهبى

وفى الجهة الشرقية قبر الشيخ الإمام العالم أبى حفص عمر الذهبى وهو على الطريق المسلوك ، كان إماما عالما تفقه على الطوسى ، قيل وكان متعصبا لمذهب الأشعرية.

وكان كثير التبسم ، قيل حضر إليه فى بعض الأيام يهودى فناظره فى خمسين مسئلة فقطعه ، فلما رأى اليهودى أنه قد انقطع وذهبت حجته قال إنكم تزعمون أن الله أنزل على نبيكم كتابا فيه «وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم» قال نعم ، فقال هذه يدى غير مغلولة ، ثم أخرجها ، قال فأخرج الشيخ يده وضرب اليهودى ، ثم قال له يا يهودى خذ عوضها ، قال كنت اصلب ، قال فحينئذ يدك مغلولة ، ثم أصبح اليهودى ويده مغلولة.

وبالحومة تربة خربة بها قبر إسمعيل بن الفضل بن عبد الله الأنصارى وعليه عمود رخام وإلى جانبه قبر الفقيه الامام العالم أبى العباس أحمد مات

٣٨٦

سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وإلى جانبه قبر الفقيه أبى الفضائل هبة الله ابن صالح الصناديقى مات سنة خمس وخمسمائة ، كان من العلماء المشهورين.

وإلى جانبه قبر الفقيه ابن ثعلب وهذه القبور لا يعرف منها قبر من قبر الآن وفى الجهة الشرقية حوش مقابل لحوش بني القطيط به قبر الفقيه أبى عبد الله محمد ابن الفقيه أبى الحسن عساكر شيخ أبى الجود معدود فى الفقهاء المتصدرين وفى القراء (ومعه فى التربة) الفقيه أبو القاسم البزاز.

وأما تربة بنى القطيط فإن بها قبر الفقيه الإمام أبى الحجاج يوسف ابن المصلى بمسجد العداسين صحب الشيخ أبا الحسن الرفاء وغيره ومات سنة خمس وتسعين وخمسمائة.

وبهذه التربة الأسعد بن القطيط وذريته وعلى باب هذه التربة قبر عليه عمود هو أبو حيدرة الفقيه سيد الكل بن عبد الواعظ الناسخ المعروف بابن عطوش مات سنة خمس وخمسين وستمائة.

وتحت رجليه مع الحائط قبر الشيخ أبى الربيع الفيومى ومن وراء الحائط القبلى قبر الفقيه رسلان.

وأما تربة ابن الخزرجى فإن بها تربة الفقيه محمد بن عبد الرحمن إمام مسجد الهيتم وبها قبر الفقيه الإمام العالم عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الأنصارى الخزرجى المعروف بابن التلمسانى.

وبها أيضا الفقيه الإمام أبو الفضل عبد العزيز بن إبراهيم المالكى كان فقيها ورعا يخرج ويشترى من السوق حاجته ، فلما كان فى بعض الأيام

٣٨٧

سمع قارئا يقرأ فوقف وبكى ولم يشتر حاجته وعاد إلى بيته فمات من الغد فى سنة ست وأربعين وستمائة.

وإلى جانب تربة الخزرجى تربة بنى مسكين وبينهما حوش به قبر التكرورى ، كان رجلا صالحا.

وبحوش بنى مسكين قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن الشيخ أبى الفوارس المالكى مات سنة سبع وخمسمائة.

وإلى جانبه قبر الفقيه أبى الفضل جعفر بن محمود المصرى مات سنة عشرين وخمسمائة وإلى جانبه قبر الشيخ الفقيه الإمام الأوحد فى الزهد والورع شرف الدين أبى المنصور بن الحسين بن مسكين مات سنة خمس وعشرين وخمسمائة وإلى جانبه قبر القاضى عز الدين بن الحسين بن الحارث ابن مسكين.

ثم تخرج من هذه التربة وتقصد مقبرة الفقيه ابن عبد الغنى تجد على يمينك عمودا مكتوبا عليه الامام الفقيه مجد الدين عبد المحسن ابن الفقيه أبى عبد الله محمد بن رجال الشافعى المدرس بالمدرسة الفاطمية ، كان من أكابر العلماء وكان يقول للطلبة قوموا بواطنكم تقوم ظواهركم.

وإلى جانبه من القبلة قبر الفقيه أبى الحسن على بن محمد بن عبد الغنى المعروف بابن أبى الطيب ، وقيل إنه أبو الطيب خروف مات سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ، وكان من أكابر الفقهاء ، وكان يتصدق بتجارته أربعين سنة.

قبر الفقيه أبى يعقوب المالكى

وإلى جانبه قبر الفقيه أبى يعقوب يوسف الأصولى المالكى ، كان

٣٨٨

مدرسا بالمدرسة التي بزقاق القناديل ، وكان عالما فاضلا فى علم الأصول ، وكان يغتسل بالماء البارد فى ليالى الشتاء عند صلاة الصبح ، وكان إذا افتتح الصلاة وقرأ كأنه فى جهاد لكثرة الخشوع مات فى سنة ست وسبعين وخمسمائة وقبره عند مسطبة عالية (وبهذه المسطبة) قبر الفقيه أبى إسحق إبراهيم المزنى الظاهرى العسقلانى مات سنة ست وأربعين وخمسمائة ومعه قبر الفقيه أبى الثناء عبد الوارث بن عيسى بن موسى القرشى مات سنة إحدى وتسعين وخمسمائة (وتحت المسطبة) قبر الفقيه أبى محمد عبد الله بن إبراهيم مات سنة تسع وتسعين وخمسمائة وإلى جانبه قبر أبى بكر بن حسن القسطلانى متأخر الوفاة مات سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.

وبالقرب من هؤلاء قبر الفقيه عبد الصمد المالكى كان زاهدا ورعا عفيفا عما فى أيدى الناس ، قال بعض الفقهاء المالكية لم أر أكثر عبادة منه.

وإلى جانبه قبر الفقيه الامام العالم أبى القاسم عبد المنعم ويقال أبو البركات كان فقيها عالما صلى بجامع مصر ثم انصرف وهو يكرر فى قوله تعالى :

(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) إلى أن جاء إلى بيته فسقط ولم يتكلم فأتوه بالطبيب فقال الطبيب أخذ قلبى ثم مات فصلى عليه الظهر بالجامع.

وبحومتهم عمود مكتوب عليه أبو الحسن على المقدسى وغربى المسطبة قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن عباس القرشى وإلى جانبه قبر أبى الحسن القيسرانى.

٣٨٩

قبر الفقيه أبى الحجاج المصلى

وإلى جانبه قبر الفقيه أبى الحجاج المصلى بمسجد الهيتم حكى عنه أن نصرانيا تستر وصلى خلفه فلما سلم قال إنى أجد فى المسجد رائحة كريهة ثم التفت إلى النصرانى وأشار إليه بعينه أن اخرج وإلا أعلمت الناس بك ، فصاح النصرانى ثم أسلم لوقته وبالحومة جماعة من العلماء ثم تأتى إلى تربة الشيخ أبى الربيع المالقى وقبل وصولك إليها عمود مكتوب عليه الشيخ أبو البقاء صالح الفارسى وعند بابها حوش به جماعة من الشهداء.

منهم ابراهيم الشهيد وأبو القاسم ويليه من الجهة القبلية أولاد الدورى وهم على جانب الطريق المسلوك.

وبالحومة الفقيه الخطيب أبو العباس أحمد بن عبد القادر القرشى وبحريه أبو بكر بن سليمان الطرطوشى وأما تربة أبى الربيع المالقى فإن بها جماعة من العلماء منهم الشيخ أبو القاسم الفهرى بن جلال الدين الفهرى وهما فى الحوش على يسار الداخل إلى التربة تحت حائط تربة سند بن الأفضل أمير الجيوش وهى معروفة الآن بأولاد ابن عرب وفيها جماعة من أولاد ابن سالم وبتربة أبى الربيع جماعة من أولاد الجليس.

وبها قبر مكتوب عليه أبو الحسن على الهنسى وقبر مكتوب عليه أبو الفضائل بن جعفر المعروف بابن الرفعة وبها أيضا قبر الفقيه عبد الواحد بن بركات بن نصر القرشى المفتى ، كان من أكابر الفقهاء وأجلاء العلماء قال لابنه يا بنى إذا أنا مت فلا تخبر الناس فإنى أستحى من كثرة ذنوبى ، فقال يا أبت ما عهدت الناس يقولون فيك إلا خيرا ، فلما مات لم يخبر ولده الناس فجاء الناس يهرعون إليه من غير أن يعلمهم أحد ، وأخبروا أن

٣٩٠

هاتفا هتف بالناس ألا فاحضروا وهلموا إلى ولى من أولياء الله تعالى فصلوا عليه ودفنوه.

قبر الفقيه عينان

وإلى جانبه من القبلة قبر الفقيه الإمام المعروف بعينان صهر الشيخ أبى الربيع المالقى ، كان من العلماء الأتقياء ، وكان يحيى الليل كله.

قيل إن الشيخ أبا الربيع قال لعينان اذهب إلى الجبل المقطم فإنك ترى رجلا عليه آثار القلق فاعطه هذه الجهة وقل له أبو الربيع يسلم عليك فلما جاء إليه قال له ، أين الجبة التي جئت بها؟ قال ها هى يا سيدى فأخذها ولبسها وقال له سلم على الشيخ فعاد إلى الشيخ فأخبره بما جرى له معه فقال الشيخ له أبشر فلن يقع بصرك على معصية أبدا ، وأخبره بأن هذا الرجل الغوث فى الأرض.

وبهذه التربة قبر الشيخ الإمام أبى زكريا يحيى بن على بن عبد الغنى إمام مسجد القاسم والمتصدر بجامع مصر ، مات سنة سبع وثمانين وخمسمائة.

قبر عبد العزيز بن عبد الكريم ومناقبه

وإلى جانبه قبر عبد العزيز بن عبد الكريم ، كان رجلا صالحا كثير الخشوع فى الصلاة.

وكان يقول أعجب ممن يقف بين يدى الله بغير خشوع (وأما) مناقب الشيخ الصالح قدوة العارفين مربى المريدين ملجأ السالكين أبى الربيع سليمان بن عمر الكنانى المالقى المالكى فكثير ، وفرد له أبو العباس

٣٩١

أحمد بن القسطلانى مؤلفا فى مناقبه فى جزء على حدة رحمة الله تعالى عليه وبالتربة أيضا قبر الفقيه أبى القاسم هبة الله بن على البوصيرى جمع بين العلم والحديث وقبره لا يعرف الآن وفى طبقته الفقيه المحلى وابنه وتربتهما لا تعرف الآن ومن وراء حائطها القبلى حوش الفقهاء بني رشيق.

وفى الجهة الشرقية عند باب التربة قبر الشيخ أبى إسحق إبراهيم الدوكالى والد عيسى الدوكالى كان من الأئمة المشهورين ومات قبل الخمسمائة وحكى عنه ولده إنه كان يحيى الليل وعاش ولده مائة سنة وخمس عشرة سنة.

وإلى جانب قبره قبر الفقيه الإمام محمد بن محمد المالكى البهنسى وبالحومة جماعة من البهانسة ومن الاهناسين وإما حوش بني رشيق فإن به جماعة من العلماء منهم الفقيه الإمام المعروف بابن كهمس مات سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

وبها قبر الشيخ عتيق بن حسن بن عتيق الربعى مات سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة كان أوحد عصره فى الدين والعلم وبالتربة الفقيه الحسين بن رشيق كان من أكابر العلماء واجلائهم مات سنة اثنتين وثمانين وستمائة.

وبالتربة أيضا الفقيه عز الدين أبو البركات عبد العزيز بن رشيق مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة وبالتربة أيضا الشيخ نجم الدين أبو المعالى محمد ابن رشيق مات سنة ثمان وخمسين وستمائة وبها أيضا الفقيه أبو منصور مظفر بن حسين بن رشيق.

٣٩٢

وبها أيضا الفقيه العالم علم الدين بن رشيق وهذه التربة متسعة عليها جلال ونور وأما مقبرة بنى سمعون فإنها مما يلى تربة أبى الربيع من الجهة الغربية بها جماعة منهم وجيه الدين أبو العباس وزين الدين القاضى الحلوانى أولاد سمعون ، كل هؤلاء مكتوب أسماؤهم على أعمدة.

وبالحومة أيضا قبر الفقيه أبى الحسن المغازى وبالحومة جماعة من الصلحاء ومن وراء أبى الربيع تربة مقابلة لتربة ابن عبد المعطى وهى معروفة مشهورة بها قبر مكتوب عليه نفيسة التميمية.

قبر الشيخ يحيى التميمى

وبها قبر الشيخ يحيى التميمى ، كان من أكابر العلماء قال ولده عبد الله أبو القاسم المفضل كان والدى يتصدق فى السر بحيث لا يشعر من يكون بجانبه فكنت أقول له يا أبت لم لا تتصدق فى الجهر؟ فيقول أخاف الرياء مات سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

وبهذه التربة أيضا ولده المفضل المذكور كان فقيها شافعيا حسن الخط وكان بارا واصلا للرحم وبالتربة أيضا قبر ولده رشيد الدين وهؤلاء بيت علم وخير.

ويجاور هذه التربة الفقيه أبو القاسم عبد الكريم بن الشيخ سعد الدين أبى محمد الفاضل عبد الله بن مسلم الأنصارى المعروف بابن بنت أبى سعيد.

وذكر بعضهم إن بهذه الحومة تربة الشيخ أبى منصور وأشار إلى أنها بالقرب من تربة بنى نصر وكان وزير الملك الكامل.

وفى طبقته الفقيه أبو عبد الله المعروف بابن أبى عصرون ، كان من أكابر العلماء ولم يعرف الآن قبره بالحومة.

٣٩٣

ثم تأتى إلى تربة أبى الحسن الطويل بها قبر الشيخ أبى الحسن المشار إليه ، كان من أكابر العلماء وكان كثير الإقامة بجامع مصر.

قيل إن من قصد الحج ثم حضر إلى قبر الشيخ وقرأ عنده مائة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وأهدى ثوابها له يسر الله تعالى عليه الحج فى عامه ذلك.

وبالتربة قبر الشيخ الإمام العالم أخى الشيخ أبى العباس الحرار وإلى جانب هذه التربة من الجهة القبلية مقبرة أولاد الشيخ أبى الحجاج الأقصرى وهم جماعة من أهل العلم والخير.

ومن غربيهم قبر الشيخ يعقوب الحجاجى ثم تمشى إلى قبر الشيخ نجم الدين ابن الرفعة كان من أكابر العلماء وأجلاء الفقهاء له الكتب المصنفة جمع العلم والعمل مكتوب على قبره :

يا قاهرا بالمنايا كل جبار

بنور وجهك أعتقنى من النار

قبر الشيخ عماد الدين عبد المجيد

وبالتربة جماعة من العلماء ، ويليها من الجهة البحرية تربة بها قبر الشيخ الإمام العالم عماد الدين عبد المجيد بن الخطيب تقى الدين عبد الكريم من أكابر الفقهاء وأجلاء العلماء مات سنة خمس وستين وستمائة.

وكان كثير الزهد قال مررت على بقال فأخذت عود بقل ثم تذكرت ذلك بعد عام فجئت إليه وأعطيته درهما وقلت له حاللنى قال من أى شىء؟ قلت من عود بقل أخذته من ههنا فقال يا بنى إن البقل الذى تراه هو صدقة وأنا أزرعه للفقراء فخذ درهمك واذهب ، قلت لا آخذه قال وأنا لا آخذه قلت وأنا لا يعود إلى فتصدق به.

٣٩٤

وإلى جانبهم تربة الفقهاء بني نصر وهى أشهر من هذه التربة بها الشيخ الامام العالم الأوحد طاهر بن هلال الأنصارى جد بني نصر.

قيل هو بالقرافة الكبرى والصحيح أنه هنا ، ويعرف عند المصريين بالفقيه نصر وبالتربة جماعة من ذريته ، ويلى هذه التربة من جهة الشرق حوش كبير مستجد البناء به الشيخ الإمام عبد الغفار بن نوح وبه الشريف عبد العزيز المنوفى ، ثم تأتى إلى حوش قصير البناء به محاريب عالية بها الفقهاء أولاد ابن رجاء الله ، منهم الشيخ الامام العلامة جلال الدين بن همام الشافعى إمام جامع الصالح مات رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وستمائة أفتى فى زمنه وأم بالجامع المذكور وسمع الحديث وله كتب مصنفات وكان مشهورا بالعلم والدين والصلاح.

وإلى جانبه قبر ولده الفقيه الامام العالم الورع الزاهد العدل المحدث نور الدين على أم بالجامع المذكور بعد والده وكان كثير التودد للاخوان والمشى لطاعة الله تعالى مات سنة تسع وسبعين وستمائة ، ثم تمشى إلى تربة بنى السكرى بها جماعة من الأولياء ، منهم الفقيه الامام عماد الدين أبو القاسم عبد الرحمن ابن الشيخ عفيف الدين أبى محمد عبد الغني بن على الشافعى المعروف بابن السكرى.

ومعه فى التربة الشيخ شرف الدين محمد ولده مات سنة تسع وثلاثين وستمائة كان فقيها حسن الوجه جميل الصحبة كثير المناظرة ، وكان يقول جالس العلماء بالأدب والزهاد بالصبر واصحب المتقين بالورع ، وبالتربة الفقيه نجم الدين عبد العظيم بن محمد مات سنة أربعين وستمائة ، كان من

٣٩٥

الأخيار وله صدقة وبر وصلة ، وبها أيضا قبر الفقيه الامام العالم فخر الدين معدود من الخطباء.

قبر الفقيه أبى العباس الأهناسى

ومن خلف حائطها القبلى قبر الفقيه أبى العباس أحمد الأهناسى المتعبد بمنازل العز والعاقد بمصر ، كان بمفرده من أكابر الفقهاء صحب ابن السكرى وكان يحبه وانتفع به جماعة من الفقهاء الأعيان فى الفقه والعربية وكان سريع الدمعه ، وإلى جانبه قبر الفقيه ابن ريان المشهور بالعلم والفتوى ، وكان يكتب فى فتواه الله المنان كتبه ابن ريان ، وبالحومة قبر الفقيه أبى الطاهر ظافر العقيلى العدل مات سنة تسع وعشرين وستمائة.

قيل أقام ثلاثين سنة لا تفوته صلاة الفجر بجامع مصر ، وبالقرب منه قبر الشيخ عثمان الكحال ، وبالجهة الشرقية قبر الامام المحدث أبى إسحق ابراهيم القرافى الخطيب صاحب الكلام البديع فى الخطب وكان جهورى الصوت ، قيل إنه فاق على أهل عصره فى تأليف الخطب وان الجن كانوا يحضرون خطبته ، وحوله جماعة من المؤذنين ، ومن غربيه قبر الامام الفقيه عبد الحميد المعروف بذى البلاغتين كان رئيس ديوان الانشاء ومؤلف الخطب البديعة ، وعند باب هذه التربة قبر الفقيه الامام العالم المحدث عبد الجليل الطحاوى مات سنة تسع وأربعين وستمائة ، وقريب منه فى المحراب قبر الشيخ الإمام العالم أبى العباس أحمد البونى صاحب اللمعة النورانية ، وبالقرب منهم قبر الفقيه عبد الله بن يوسف بن على بن عبد الرحمن ، كان من أكابر المحدثين وكان مصاحبا للطوسى ، وعند باب التربة جماعة من ذرية الشيخ أبى بكر القمنى ، ثم تمشى مبحرا إلى الجهة الغربية تجد بها حوش

٣٩٦

الفقهاء البهانسة ، وحوش الفقهاء أولاد ابن أبى الرداد به الشيخ إسماعيل بن يحيى بن محمد بن أبى الرداد وبالتربة قبر الشيخ أمين الدين جبريل أجل العلماء وأوحد الفقهاء.

وإلى جانبه قبر الشيخ أبى إسحق إبراهيم الحلبى ومعه الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن محمد البكرى جمال الدين البهنسى.

وعند باب الحوش ست العبيد بنت الخطيب تاج الدين البهنسى وعند باب الحوش القاضى شرف الدين شعيب والسيدة أشرفية بنت شعيب وبها القاضى الإمام العالم شمس الدين أبى النجاء بن رشيد الدين البهنسى الشاذلى صاحب كتاب السراج الوهاج فى الجمع بين المحرر والمنهاج على مذهب الإمام الشافعى.

وبالحومة أيضا الفقيه إسمعيل وهو من أرباب الأسباب والفقيه بهاء الدين بن تقى الدين البهنسى والشيخ نجم الدين عثمان المؤذن وجماعة من أصحاب الشيخ أبى بكر الخزرجى.

قبر الشيخ زين الدين الخزرجى ومناقبه

ثم تأتى تربة الشيخ أبى بكر المذكور بها جماعة من العلماء والفقهاء ، وأجل من بها صاحبها الشيخ الإمام العلامة الشيخ زين الدين أبى بكر الخزرجى كان أفقه أهل عصره فى مذهب الإمام مالك وفى اللغة وكان ورعا زاهدا لا يأكل إلا من عمل يده وكان مقيما بمدرسة ابن عياش بالساحل.

وحكى بعضهم عنه أنه جاء إليه بخمس دنانير فلما رآه ارتعد وقال له أما أخبرتك أن عندى قوت يومى ثم أعرض عنه وأغلق الباب وكان

٣٩٧

الناس يحتالون عليه فى أمر الدنيا فلم يقدروا عليه أن يقبل منهم شيئا وجاءه الفائز الوزير يوما ومعه دنانير فرمى بها فى وجهه وأغلق الباب ثم جاءه مرارا وهو يفعل كذلك وله رحمه الله تعالى كرامات شتى ، ولما توفى كان له يوم مشهود.

وبالتربة أيضا أحمد بن محمد بن إبراهيم القناوى الكارمى والشيخ أبو العباس أحمد الشاذلى وجماعة غير هؤلاء وعند باب تربة البحرى قبر الشيخ رشيد الدين أبى الخير سعد بن يحيى بن جعفر بن يحيى الترمذى كان من أكابر العلماء وولى العقود بمصر مات سنة سبع وستين وستمائة.

وإلى جانبه قبر الفقيه ظهير الدين بن جعفر بن يحيى التزمنتى كان قد آلى على نفسه لا يفتى فى فتوى ولا يشهد شهادة فمات على تلك الحالة فى سنة اثنتين وثمانين وستمائة.

وهناك أيضا قبر الفقيه شرف الدين بن عبد الله محمد بن الفقيه جمال الدين أبى عبد الله محمد بن أبى الفضائل الربعى الصقلى المحدث بمصر كان جده محتسبا بمصر وقبره الآن لا يعرف وعند باب التربة الشرقى رخامة مكتوب عليها الشيخ أحمد العجان المقيم بالجامع العتيق والفقيه نفيس الدين بن الشيخ رشيد الدين المحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبحرى هذه التربة بخطوات يسيرة قبر الشيخ أبى العباس أحمد المرسى وهذا الحوش الآن يعرف بتربة خلف المجد الأخميمى وبحرى الخزرجى ثم منه إلى حوش البكرى يعرف قديما بتربة أولاد عين الدولة.

٣٩٨

وذكر بعضهم أنه قبر الفقيه الإمام العالم أبى القاسم ابن بنت أبى سعد الأنصارى ، وهذا القبر لا يعرف الآن.

وأما تربة ابن عين الدولة فإنها ذات بابين وعليها جلالة ومهابة وأجل من بها الإمام الأجل الشيخ شرف الدين.

وإلى جانبه قبر ولده محيي الدين وإلى جانبهم جماعة من البكريين وجماعة من القسطلانيين منهم الشيخ الامام العالم عتيق بن حسن بن عتيق القسطلانى الكبير روى بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهل القرآن أهل الله وخاصته.

قبر الفقيه حسن القسطلانى

وبالتربة أيضا قبر الفقيه الأجل حسن بن عتيق بن حسن القسطلانى مات سنة ثمان وسبعين وخمسمائة كان من أكابر العلماء والزهاد معروف بالصلاح والمواظبة على فعل الخير والدعاء المجاب.

ومن كلامه رحمه الله تعالى العالم من لا يتعلق بأسباب الدنيا والورع الذى لا يرغب إلا فى الآخرة وحكى عن بعض أشياخه أنه ركب فى البحر الملح فمروا على امرأة سوداء وهى تقوم فتتكلم بكلام الآدميين وتركع وتسجد فقال لها أهل السنة ليس الصلاة هكذا فقالت لهم علمونى فعلموها الفاتحة والركوع والسجود فذهبت السفينة فجاءت تجرى على الماء وهى تقول علمونى فقد نسيت فقالوا ارجعى فافعلى ما كنت تصنعينه.

وبالتربة أيضا قبر الشيخ الامام كمال الدين أحمد القسطلانى مات سنة خمس وستين وستمائة وبالتربة أيضا قبر الفقيه تاج الدين أبى الحسن على كان من أكابر العلماء الزهاد.

٣٩٩

قبر الشيخ الدوكالى

وبالتربة أيضا الشيخ إبراهيم المالكى الدوكالى كان عظيم الشأن جليل القدر ما دخل عليه أحد بمسجده إلا وجده يصلى قيل رؤى بعد موته فقيل له ما فعل الله بك قال غفر ورحم ، قيل فما كان منك فى مسئلة القبر قال تلك حالة نجانا الله منها وقالت زوجته أتيت عند قبر الشيخ صبيحة وفاته فإذا شيخ يقول عند قبره هذه الأبيات.

لكل من طال به الدهر أمد

لا والد يبقى ولا يبقى ولد

يا نائما تسره أحلامه

رقدت والحمام عنك ما رقد

لا تله فالحياة عارية

وأى عارية لا تسترد

فقلت لا تقل هذا عند قبر الشيخ فذهب الرجل وأتانى بعد ليلتين وقال والله لقد رأيته فى المنام وقال لى إذا جئت إلى قبرى فأت بالقرآن ودع الشعر قلت وهل تسمع قال نعم وسمعت قول المرأة.

ومعه فى التربة الفقيه عبد المؤمن الدهر وطى البكرى كان عظيم الشأن جليل القدر وإلى جانبه قبر الفقيه عبد الوارث البكرى وبها أيضا قبر الشيخ عز الدين القلتي.

وإلى جانبه قبر الشيخ عز الدين الأسنوى وهما قريبان من الباب الغربى عند المحراب الصغير وبالتربة أيضا القاضى الإمام العالم جلال الدين الفهرى وبها أيضا الفقيه العالم التقى المعروف بابن الصائغ أحد مشايخ القراءة وبها أيضا الشيخ أبو العباس أحمد المعروف بالبزرة وبها أيضا الشيخ سليمان الدهر وطى البكرى وعبد الملك البكرى ورضى الدين البكرى

٤٠٠