تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي

تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الكليّات الأزهريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧١

مستجاب (وقيل) إن أول مسجد أسس عند فتوح مصر الجامع القديم الذى بالقرافة الكبرى وكان هذا المسجد معبد للشيخ العفيفى المعروف بالعسقلانى.

وبحومة الفتح جماعة من الأولياء منهم الشيخ الصامت العسقلانى وقبره على المسطبة مقابلا لباب المسجد.

ومن وراء تربته قبور بنى الرداد أمناء النيل أصلهم من البصرة وقبورهم مبنية بالطوب الآجر وقيل إنهم بالقرب من قبر الخلعى والأصح أنهم بهذا المكان.

وبالحومة قبر دارس به عبد الله العادلى قال بعضهم إنه حسان التراس وبالحومة قبر نجيب المفرى وبالجهة الغربية تربة الأفضل أمير الجيوش وهى الملاصقة لحائط الفتح.

وتمشى وأنت مستقبل القبلة تجد قبر الناطق وعند رأسه قبر الحفار قيل إن هذا الحفار لما أراد أن يلحد الشيخ الناطق فى قبره سمعه يقول رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين فلما سمع الحفار ذلك من الشيخ لزم العبادة والصلاة والصوم ولم يزل على ذلك منقطعا فى بيته إلى أن مات فدفن فى هذا الموضع.

وإلى جانبهم من الجهة القبلية قبر المقدسى الذى كان متصدرا بالجامع العتيق ومسجد الفتح وعايه عمود باق بازاء الفتح.

وإلى جانبه من الجهة القبلية قبر عبود العابد وأخيه على العابد وإلى جانبه أيضا قبر الفقيه العالم المعروف بابن البرادعى كان زاهدا عابدا.

٣٠١

وبجانبه قبر صاحب الكرامة وسبب معرفته بذلك أن رجلا رأى فى المنام أن تلك البقعة كلها أنهار وأشجار وكروم فوقف متعجبا وإذا بصاحب هذا القبر قد قام من القبر وقال مثل ما عندكم فوق هكذا عندنا أسفل ، أما سمعت قوله عليه الصلاة والسلام قبر المؤمن روضة من رياض الجنة فلما أصبح كتب على قبره صاحب الكرامة.

وإلى جانبهم قبر القفصى المغربى المصلى بمسجد الزبير بمصر كان من أكابر الصلحاء.

وإلى جانبهم من القبلة قبر أبى بكر الآجرى فى حوش صغير وهو وراء قبة الفتح.

وأما الجهة القبلية فبها تربة يزيد بن أبى حبيب عد من طبقة التابعين وكذا عبد الله بن أبى جعفر يكنى أبا رجاء بن أبى حبيب واسم أبى حبيب سويد كان نوبيا أعتقته امرأة مولاة لأبى جميل بن عامر سمع من عبد الله ابن الحارث ومن أبى الطفيل كان مفتيا لأهل مصر فى زمانه وهو أول من أظهر العلم بمصر والكلام فى الحلال والمسائل وكان الليث بن سعد يقول : يزيد بن أبى حبيب سيدنا وعالمنا روى عن عقبة الجهنى وكان الناس يزدحمون على بابه للعلم قال ابن عبد الحكم فى تاريخه قد كفى أهل مصر شرفا أن يكون فيهم يزيد بن أبى حبيب ، وقبره مبنى بالطوب على هيئة المسطبة بتربة خلف الفتح.

وبالتربة المذكورة أخوه خليفة بن أبى حبيب من أكابر العلماء.

وبالتربة أم يزيد بن أبى حبيب وبالحومة جماعة من الصلحاء ثم تمشى مغربا خطوات يسيرة إلى مقبرة الكلاعيين ، بها مرشد بن عبد الله الكلاعى

٣٠٢

مفتى أهل مصر فى زمنه كان الناس يزدحمون على بابه للفتوى قال القضاعى : ومقبرة الكلاعيين مشهورة بمصر مقابل قبر الجرجانى وهى تربة متسعة أولها تربة الجرجانى وآخرها تربة الشريف الحسينى الماوردى وهذا آخر النقعة الكبرى.

(ذكر القرافة الكبرى)

وابتداء الزيارة بها من التربة البحرية من الجامع المبنية بالحجر المتسعة البناء المعروفة بالماوردى المقدم ذكرها.

قيل هو السيد الشريف اسماعيل الحسينى الماوردى المعروف بالعاقد بمصر وبالتربة المذكورة قبر السيدة الشريفة أم محمد بنت أحمد الحسينية وهى جدته أم أبيه مكتوب على قبرها الصوامة القوامة.

ويلاصق تربة الماوردى تربة السادة الأشراف يعرفون ببنى الذهبى وقيل ببنى الجن وهؤلاء أشراف أهل بيت عظيم بمصر وبالحومة جماعة من الأشراف قد دثرت قبورهم ولم يبق بالحومة غير قبة.

(ذكر الجامع المعروف بالأولياء) (١)

أنشأته أم العزيز بالله الفاطمى وابتداء بنائه فى شعبان سنة ست وستين وثلثمائة والمحراب القديم منه هو المحراب الأخضر وهذا الجامع مبارك لم يزل الناس يفزعون إليه فى أيام الشدائد للتضرع إلى الله تعالى وكان

__________________

(١) وهذا الجامع معروف بالقرافة وموجود قبلى عين الصيرة والموجود بقايا دائرة. وهو ليس بحوش أبى على كما يعتقد الناس لأن حوش أبى على فى مكان آخر.

والسخاوى يذكر أن الجامع جددته السيدة تغريد أم العزيز.

٣٠٣

على بنائه يحيى بن طلحة مولى عامر بن لؤى ، وكان الناس يصلون فى قيسارية العسل حتى فرغوا من بنائه وذلك فى شهر رمضان من السنة التي تلى ابتداء مدة بنائه وحاصل ذلك أن كل بنائه فى سنة كاملة وكان به بيت مال الأيتام وهو القبة التي على العمد قيل بناه أسامة بن يزيد متولى خراج مصر فى أيام سليمان بن عبد الملك ، ثم بناه أحمد بن طولون فى سنة ست وخمسين ومائتين وهو باق إلى الآن على الزيادة التى فى قلته وهو موضع شريف مجاب الدعاء فيه ومازال أهل الخير والصلاح يتبركون بهذا المكان إلى الآن ولهذا اشتهر بجامع الأولياء.

مسجد القراء :

وأما جامع القرافة القديم فكان يعرف أولا بمسجد القبة قديما ثم عرف الآن بمسجد القراء وسبب ذلك أن القراء كانوا يجتمعون فيه للقراءة قيل إنه من خطة بنى عبد الله بن مانع والدعاء فيه مجاب.

تربة القاضى النعمان :

وأما تربة القاضى الفقيه الإمام العالم المعروف بالنعمان فانها قبلى الجامع المعروف بالأولياء قيل انه كان محافظا على علوم النسب له مصنفات من جملتها كتاب دعائم الإسلام وكتاب اللآلىء والدرر وكان العاضد يأتى إلى زيارته وكان النعمان يسكن القرافة الكبرى بالمكان المعروف بالجنة والنار وقال للعاضد يوما إنك ترسل إلى خادمك ليخبرنى بقدومك!! ثم إن العاضد كان بعد ذلك يأتى إلى زيارته وحده ويجلس دونه قيل ان العاضد جلس عنده يوما فأخذ الشيخ يذكر له مناقب أجداده فقال العاضد حدثني فى مناقب نفسك.

٣٠٤

وبحرى تربة الماوردى تربة بها قبب يقال إن بها قبر حمران وقال بعضهم إن بها قبر مروان الحمار آخر خلفاء بنى أمية وهذا ليس بصحيح والأصح ما حكاه صاحب المصباح أن فى علو القبة مكتوب هذا مسجد حمران والله تعالى أعلم.

وبالتربة أيضا قبر القاضى أبى الحسن على بن النعمان وأخيه محمد وتربة بنى النعمان مشهورة إلى الآن وهى التربة العظمى الحسنة البناء شرقى تربة تاج الملوك.

ومن قبليها قبر المرأة الصالحة المعروفة ببريرة بنت ملك السودان وموضعها عرف بإجابة الدعاء.

وقبل الجامع تربة بها جماعة من أولاد عبد الله المحض والمحض فى اللغة الخالص.

تربة أقارب المعز لدين الله :

وإلى جانبه تربة بها ألواح رخام مكتوب عليها أقارب أمير المؤمنين المعز (١) لدين الله وهو الذى نسبت إليه القاهرة وبناؤها فى سنة ستين وثلثمائة على يد جوهر القائد قبل قدوم المعز إلى مصر وكان دخوله إلى مصر فى سنة إحدى وستين وثلثمائة ، وقيل إن قبره بالقرافة الكبرى بهذه التربة وقيل إنه بالتربة المعروفة بهم بالقاهرة إلى الان وهى قريبة من دار الضرب ، وقيل

__________________

(١) هذه التربة كانت خاصة بكبار موظفى الحكومة الفاطمية ووزرائها.

وقد دفن فيها طلائع بن رزيك وولده وباقى أسرته وهذه التربة دثرت.

أما الخلفاء فكانت تربتهم هى التربة المعروفة بالزعفران التى آلت فيما بعد الى خان الخليلى.

وقد كانت للفاطميين مقبرة أخرى قبلى المشهد النفيسى وقد دثرت أيضا.

٣٠٥

إن بالتربة التى بالقرافة تميما ولد المعز الملقب بالعزيز بأمر الله وكني بأبى المنصور وكانت ولايته إحدى وعشرين سنة وستة أشهر وتوفى وله من العمر إحدى وأربعون سنة وكان يصل الناس بالجوائز حتى وصل عطاؤه إلى العراق وهو أبو الحاكم والحاكم لم يعلم له قبر فانه فقد وسيرته من أعجب السير نقضا وإبراما ذكرنا ذلك فى كتاب التاريخ الذى ألفناه قبل هذا.

وقيل إن بهذه التربة ولد الحاكم وهو أبو الحسن على ولقبه الظافر بإعزاز دين الله عاش ثلاثا وستين سنة ومدة ولايته خمس عشرة سنة وثلاثة شهور وتوفى بمنظرته المعروفة بالدكة.

وبهذه التربة المستعلى بأمر الله عاش سبعا وعشرين سنه وكانت مدة ولايته سبع سنين وشهرا واحدا.

وبالتربة الآمر بأحكام الله عاش ثمانيا وثلاثين سنة وسبعة أشهر ودولته عشرون سنة.

وبها المستنصر أبو العباس كانت مدة ولايته أربعين سنة وفى أيامه وقع الغلاء بمصر حتى وصل سعر الأردب القمح أحدا وسبعين دينارا وأكل الناس بعضهم بعضا ووقع الخراب بمصر وبجامع طولون وظهر زقاق القناديل بمصر ولم يكن فى الفاطميين أشنع سيرة منه.

تربة الآمر بالله بن المستطى :

وبهذه التربة ترية الآمر بأمر الله بن المستعلى عاش ثمانيا وثلاثين سنة وتسعه أشهر وكانت ولايته عشرين سنة وكان فصيحا كريما قيل إنه خرج فى ليلة مقمرة فمر على بيت فسمع امرأة تقول لزوجها والله لا أضاجعك ولو جاء الآمر ومعه مائة دينار فلما سمع الآمر كلامها أرسل الخادم إلى

٣٠٦

القصر فجاء بمائة دينار وطرق الباب على الرجل ففتح له ودخل وقال لزوجته خذى المائة دينار ونامى مع بعلك وأنا الآمر وكان على درجة من الخير والصلاح.

وبهذه التربة الظافر أقام خليفة إلى أوائل تسع وأربعين وخمسمائة وفى أيامه فى سنة خمس وأربعين وخمسمائة أدخل رأس الحسين إلى القاهرة.

وبهذه التربة ولده الفائز واسمه عيسى استخلفه أيوه وله من العمر خمس سنين ومكث خليفة ست سنين وخمسة أشهر.

وبالتربة أيضا العاضد وفى أيامه اختلت أمور الفاطميين ومات وله من العمر تسع وأربعون عاما وهو آخر من ركب فى المظلة.

وإلى جانبه ولده وهو آخر من بهذه التربة من الفاطميين ومن قبلى الجامع تربة النعمان وتربة السيدة الشريفة أم محمد وأختها محمدية بنت القاسم الحسنيتين الفاطميتين وقد كان بهذه البقعة ترب كثيرة قد دثرت ولم يعرف منها الآن إلا تربة النعمان المذكور.

ذكر تربة طلائع بن رزيك وزير الفائز والعاضد

جمع له بين السلطنة والوزارة وكان مجاهدا فى سبيل الله وهو الذى أنشأ الجامع تجاه باب زويلة المعروف الآن بجامع الصالح وأما الجهة البحرية من الجامع ففيها تربة أبى العباس أحمد الفاسى المعروف بابن تاميت والذى سمع الحديث من أبى الحسن الصائغ وغيره.

وقال بعض من أدركه دخلت عليه يوما فوجدت عنده رجلا نحيفا فلما انصرف رأيته كالريح فى مشيه فقلت من هذا؟ قال هذا من أهل الخطوة

٣٠٧

وزويت له الأرض كيفما سلكها وقبره معروف إلى الآن عند باب تربة ابن رزيك.

وبحرى هذه التربة تربة بنى الجباب بها عبد العزيز بن الجباب معروف بالحافظ ومعه جماعة من ذريته.

وبحرى هذه التربة السبع قبب التى هى على صف واحد قيل إن بها جماعة من الفاطميين وهناك قبر الأطفيحى صاحب القناطر والسبيل وهو صديق أبى الفضل الجوهرى وقبره لا يعرف الان وبالحومة قبور خدام الفاطميين ومن جملتهم قبر خالص خادم الحافظ وبالحومة قبر مكتوب عليه أبو تميم تراب الحافظى جد بني تراب الذى كان وزيرا فى أيام الحافظ وهو الذى بنى للحافظ مشهد رقية.

وبالحومة تربة محمد بن إسماعيل صاحب المصنع الذى هناك ومنه إلى الجوسق المعروف بالشريف الخطيب من أكابر القراء وهو شيخ أبى الجود فى القراءة انتهت إليه الرياسة فى زمنه وكانوا يأتون إليه من سائر الأمصار وكان خطيبا بجامع مصر.

تربة أم هيطل :

ومعه فى التربة زوجته السيدة الشريفة العابدة الزاهدة المعروفة بأم هيطل يحكى عنها أمور عجيبة.

منها أن الأفاعى كانت تشرب من يدها والثعبان ينام عند رأسها.

وهناك تربة منقذ كان من من أمراء الفاطميين.

قبر الشيخ المعصوم :

وبالقرب منهم قبر الشيخ الشريف المعصوم دخل إلى مصر فى أيام

٣٠٨

الصالح طلائع بن رزيك فلم يختر الوزير المذكور أن يدخله على الخليفة الفائز فخرج من مصر ذاهبا إلى الشام فبلغ الفائز ذلك فقال للصالح الوزير الغني إن الشريف المعصوم دخل إلى مصر فقال لقد رحل بريد بغداد فقال له رده فأرسل إليه فرده من الشام وكان له حظ ومنزلة عند الفاطميين حتى أنهم كانوا يأتون إلى زيارته صباحا ومساء ، ومعه فى التربة المنتجب بن على الحسيني.

ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة قاصدا الخط المعروف بحارة الغوانمة به تربة لطيفة على شرعة الطريق بها قبر السيدة الشريفة الخضراء ومعها فى التربة قبر الشيخ الفانى التكرورى إمام جامع القرافة الكبرى توفى سنة إحدى وسبعين وستمائة ذكره ابن الملقن فى طبقات الأولياء.

وبالخط المذكور الشيخ خليفة التكرورى بلغ من العمر مائة وعشرين سنة وهو متأخر الوفاة.

وبالخط المذكور قبر الرجل الصالح المعروف بابن بنت الحميزى ثم تمشى فى الخط المذكور إلى أن تأتى قبر الرجل الصالح المعروف بالصناديقى عند باب المسجد على يمنة الداخل وهذا المسجد مبارك والدعاء به مجاب.

وقيل إن هذا قبر أبى الحسن الخلعى لكون المسجد المذكور معروفا به.

وقيل الخط معروف بمسجد المحاجر وهم بنو محاجر من المعافر قيل وبهذا المسجد سميت القرافة الآن قرافة ، وبنو قرافة كانوا نازلين بهذا الخط وقرافة اسم أمهم فعرفوا بها كما عرف أسماء القبائل.

وقيل إنما سميت بالقرافة لأن الزائر إذا أقبل عليها يلقى رأفة وقيل

٣٠٩

غير ذلك والله تعالى أعلم وهذا المسجد الآن معروف بمسجد الرحمة وهو فى الرحبة التى هى قبلى سوق القرافة تجاه دار حسن الرائض ودار صافى الصغيرة ملاصق مصنع أحمد بن طولون ، ولقد كان من أصابه من أهل مصر كرب أو هم أو مظلمة أو شدة أو حاجة لا يقصد هذا المسجد ويصلى فيه وبسند ظهره إلى العمود الذى فى وسطه وبدعو الله تعالى بحاجته إلا قضاها وكان الماوردى الوزير يلزم هذا المسجد ومسجد الاقدام كثيرا وكان كثير النذور بالشمع والبخور والخلوق فغفل الناس عنه فهو الآن مهجور.

ويجاوره تربة النباش والخط المذكور بالقرب من تربة أمراء الفاطميين ويعرف بتاج الملوك.

وكانت هذه التربة أعنى تربة تاج الملوك مجتمع المصريين فى المواسم والأعياد وهى باقية إلى الآن.

تربة النباش وأعماله :

وأما النباش فانه كان من أهل الخير والصدقات.

قيل إنه جهز ألفا ومائتى يتيم وكفن ألفا وستمائة طريح وحج اثنتين وثلاثين حجة وكان يحضر خلف الفقيه النعمان ويجود على طلبة العلم.

قيل إن رجلا من بغداد سمع به فأتاه فوجده قد مات فأتى إلى قبره وبكى عنده فرآه فى المنام فقال لو جئت إلينا ونحن أحياء أعطيناك مما أعطانا الله تعالى ولكن اذهب إلى المختار وقل له إن فلانا يسلم عليك ويسألك فى خمسين دينارا فتوجه إليه وأخبره بالمنام فأخرجها له فى صرة وناوله إياها وقال ما أبطأك؟ فأخذها منه وانطلق ، وإنما سمى النباش بهذا

٣١٠

وعرف به قيل كان ينبش عن العلم وفى طبقته هلال الأنصارى قيل وقبره بالقرافة الكبرى وهو داثر.

ويجاور مسجد النباش المسجد المعروف بمسجد الزقليط معروف بإجابة الدعاء وهو باق إلى الآن.

ويجاوره جماعة من الأشراف منهم السيد الشريف مسلم والسيد الشريف محمد من ولد الحسين بن على بن أبى طالب وكلاهما من أعيان الأشراف وجاهة وصيانة وعفة وهذه التربة هى دارهما وبها قبة إلى جانب المسجد المذكور شرقى دار النعمان وهى تربة عبد الله العلوى قتل بمصر وكان يجالس يحيى بن أكثم ببغداد وكان جليل القدر.

وإلى جانبهم مسجد القاضى أبى عبد الله محمد بن سعيد ويجاوره من الجهة الشرقية عند باب المسجد قبر الشريف أبى الدلالات نقيب الأشراف كان حافظا لعلوم الأنساب.

وبالحومة قبر أبى عبد الله بن يحيى المؤدب كان رجلا صالحا وقبره لا يعرف الآن ثم تأتى إلى زاوية الشيخ الصالح أبى الحسن على بن قفل كان رجلا زاهدا وله دعوة مجابة وقال رحمه الله تعالى ساعة فى الليل تذهب أربعين كربة من كرب الآخرة وكان يقول الأصل فى الولاية الرياضة ومن ادعى الولاية بغير رياضة فقد افترى وكانت له مكاشفات وفراسة صادقة رحمه الله تعالى.

وبظاهر زاويته تربة بها قير ولدى جمال الدين وشهاب الدين أحمد.

قبر الشيخ المراغى وكراماته :

وهناك قبر الشيخ الصالح أبى القاسم المعروف بالمراغى صحب

٣١١

ابن الصباغ وكان يحكى عنه كرامات عظيمة الشأن قال الشيخ أبو القاسم قال لى الشيخ يوما يا أبا القاسم العين تحجبك فقلت له يا سيدى ما معنى هذا الكلام؟ قال إذا لحظتك أعين الناس بالتعظيم سقطت من عين الله تعالى ، وكان الشيخ أبو القاسم يتكلم فى علم الحقيقة بأشياء حسنة ، ويقال إنه بلغ درجة القطبية وكان كثير التودد عظيم البشر مات بقرافة مصر الكبرى ودفن بها وخلف ذرية صالحة وله كلام حسن فى التصوف وعلى قبره جلالة ونور.

وهناك تربة الشيخ الصالح العالم العلامة أبى عبد الله موسى المعروف بابن النعمان اجتمع على جماعة من العلماء والصلحاء وصنف التصانيف البديعة وبنى مساجد كثيرة تقام بها الصلوات الخمس وكانت له عقيدة حسنة وله مناقب مشهورة يقال إن الدعاء بين هذه الزوايا مستجاب.

تربة الشيخ صفى الدين الخزرجى :

وبالقرب من هذه التربة تربة الشيخ الصالح صفى الدين أبى عبد الله حسين بن الإمام العالم العلامة كمال الدين مظفر بن المنصور ظافر الأزدى الأنصارى الخزرجى الصوفى المحقق تلميذ الشيخ أبى العباس الحرار تلميذ الشيخ أبى جعفر أحمد الأندلسى تلميذ الشيخ أبى مدين شعيب له مصنفات عديدة من جملتها كتاب العطايا الوهبية فى المراتب القطبية وكتاب تلبيس إبليس وله الرسالة المعروفة بمن رآه من المشايخ بالديار المصرية وبلاد المغرب والشام والعراق والأرض المقدسة وصحب الشيخ أبا العباس وهو ابن أربع عشرة سنة وترك نعمة أبيه إلى أن مات الشيخ وشهرته تغني عن الإطناب فى مناقبه.

٣١٢

ويلى تربته من الجهة القبلية المسجد المعروف بمسجد النارنجة وهو من خطة بني المعافر ولهم غير هذا بالحومة أيضا.

وبالقرب منه بئر بنى المعافر وهى خطة.

مسجد الأقدام وسبب التسمية :

وأما مسجد الأقدام فانه مبارك مجاب الدعاء فيه وإنما سمى بالأقدام لأن مروان بن الحكم لما دخل إلى مصر وصالح أهلها وبايعوه امتنع من مبايعته ثمانون رجلا من بني المعافر وقالوا لا ننكث بيعة ابن الزبير فأمر مروان بقطع أيديهم وأرجلهم وقتلهم على بئر المعافر فى الموضع المعروف بمسجد الأقدام وبنى المسجد المذكور على أقدامهم فسمى المسجد المذكور بذلك ويقال جئت على قدم فلان أى على أثره.

وقيل إنه أمرهم بالتبرىء من على بن أبى طالب فلم يتبرؤا منه فقتلهم هناك.

وقيل إنما سمى بالأقدام لأن به قدم موسى عليه الصلاة والسلام وهذا غير صحيح وهو معروف بإجابة الدعاء وهو واسع البناء يصعد إليه بدرج حجر.

وعند باب هذا المسجد من الجهة القبلية قبر السيدة الشريفة المعروفة بخضراء وقيل هو بغير هذا المكان.

ويلى هذا المسجد من الجهة البحرية قبر القاضى أبى عبد الرحمن وهو فى القبة التى على الكوم.

وبالحومة المسجد المعروف بالنقاطة الملاصق لتربة أبى القاسم المراغى

٣١٣

وبالحومة مساجد كثيرة قد درست منها مسجد بنى مانع من الأشعريين وهو معروف بالجامع القديم له منارة مربعة فى وسطه ، بني فى سنة إحدى وخمسين من الهجرة وهو مكان شريف مقصود وهو غربى جوسق عبد الله بن عبد الحكم يفصل بينهما الطريق وقد دثرت هذه الخطة.

ثم تمشى مغربا من مسجد الأقدام قاصدا إلى جامع الفيلة وهو من خطة الحاكم وسمى بالفيلة لأنه كان علوه حجارة كبار فإذا رأى ذلك المسافرون من طرا ظنوا أنها فيلة وهو الآن بلا خطبة.

ويجاوره الرباط المعروف برباط الأفرم وخطته باقية إلى الآن وأما مسجد اللازورد فانه من خطة الحاكم قيل سبب تسميته بذلك أنهم لما حفروا أساسه وجدوا به ترابا صنعوا منه اللازورد.

مسجد الرصد وسبب التسمية :

وأما المسجد المعروف بالرصد فانه من خطة الحاكم قيل إن الحاكم كان يرصد فى هذا المكان عطارد وزحل وظن بعضهم إن راشدة التى بنته كانت حظية الحاكم وهذا ليس بصحيح وإنما كان بهذه الخطة عرب يقال لهم بنو راشدة مقيمين فبناه الحاكم على أثرهم وكان مقيما به الشيخ راشد ثم انتقل منه إلى الجامع الأزهر ثم لما توفى دفن بالصحراء وآخر خطة القرافة الكبرى الرصد.

وأما مسجد بنى عوف فان الناس اختلفوا فيه فقال بعضهم هو من خطة القرافة وقال بعضهم من خطة مصر وهو معروف بمسجد الزبير وهو أعظم مساجد مصر قدما وأعلاها ذكرا قيل إنه صلى به من أصحاب الشجرة مائة رجل إلا رجلا قيل ان الزبير الذى كان بالمسجد من آثار

٣١٤

الصحابة وكان إذا صب فيه ماء ولو بدرهم من غير حل اصبح فارغا وإن كان من حل يصبح على حاله فذهب هذا الزير فى الشدة التى كانت بمصر سنة اثنتين وستين وستمائة قال بعضهم انه كان بالقرافة الكبرى اثنا عشر ألف مسجد قد دثرت ولم يبق منها إلا ما ذكرناه.

مسجد ابن مرة الرعينى :

ومن المساجد الشريفة المقصودة بالدعاء المسجد المعروف بسكن ابن مرة الرعينى وبهذا المسجد بئر يستشفى بمائها بإذن الله تعالى وكان مستفيضا عند المصريين أن من أصابته الحمى فيأخذ من ماء هذه البئر ويغتسل به فتذهب عنه الحمى وحكى عن بعض ملوك مصر أنه أصابته الحمى فذكر له ذلك المكان فقصده وصلى فيه ركعتين ودعا الله سبحانه وتعالى واغتسل من البئر فزالت الحمى عنه فأمر ببنائه وتجديده وبني أعلاه منظرة عظيمة ودامت عامرة إلى أيام الشدة الكائنة فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة فهدمها المفسدون واندرست آثارها وهذا الموضع معروف ببئر سكن وهو فى ذيل الكوم على يسرة السالك من القرافة الكبرى إلى درب الكوم الأحمر وهو مكان مبارك مشهور مقصود من الخطط الصحابية.

مشهد النور :

وبالخطة أيضا قبر السيدة الشريفة مريم ابنة عبد الله بن محمد بن أحمد ابن إسمعيل بن القاسم المرسى بن طباطبا ويعرف مشهدها بمشهد النور بناه عليها الحافظ وسبب بنائه لذلك أن هذا القبر كان تحت الكوم وكان الناس من أهل الجيزة وغيرهم يرون النور بهذا المكان فى غالب الليالى كهيئة العمود فبلغ ذلك الحافظ فأمر بنبش هذا المكان فظهر القبر وعليه بلاطة مكتوب فيها النسب المقدم ذكره فأمر ببنا هذا المسجد وجعل عليه

٣١٥

قبة وجعل البلاطة عند رأس القبر وقد عرف هذا المسجد بإجابة الدعاء عنده والحافظ هذا هو الذى بنى مشهد السيدة رقية وغيره وبنى مساجد كثيرة.

وبالقرافة ومصر والقاهرة مشاهد كثيرة تعد من مشاهد الرؤيا ومشاهد تعرف بمشاهد الرءوس (١) منها مسجد الحسين ومسجد التبر به إبراهيم بن عبد الله من أعيان الأشراف والتبر هو الذى أنشأ المسجد ومشهد زيد بن زين العابدين بن على بن أبى طالب.

وقيل إن دخول رأس زيد إلى مصر أقدم من دخول رأس الحسين وأما مشهد محمد بن أبى بكر الصديق قيل أنشأه الزمام ولم يكن به غير الرأس.

وكان بكيمان مصر مساجد كثيرة صحابية وتابعية وسلفية لم يبق لها أثر الآن ولا يعرف منها شىء وكذا المدافن والقبب والجواسق كلها صارت كيمانا وهذا آخر ما فى القرافة الكبرى.

ذكر الجهة الوسطى :

وهى من باب القرافة إلى أبى الربيع وكذا الجهة اليمنى من باب القرافة إلى ابن عطاء الله جهة واحدة.

فأول الزيارة من قبر الشيخ عبد الله درويش وهو بالتربة المعروفة

__________________

(١) المشاهد الثلاثة الخاصة بالرؤوس هى : مشهد رأس زيد بن على زين العابدين بالمشهد المشهور بزبنهم بشارع زين العابدين بالسيدة زينب.

ثم مشهد رأس ابراهيم الجواد بن عبد الله المحض بشارع البرنس بالمطرية.

والأخير مشهد رأس الامام الحسين بن على بن أبى طالب. المشهور بميدان الحسين قرب الجامع الأزهر.

ويوجد بمصر مشهد آخر هو مشهد رأس محمد بن أبى بكر الصديق بشارع باب الوداع بمصر القديمة.

٣١٦

الآن بتربة ابن السائس كان هذا الشيخ له أحوال وكرامات اشتهرت ونشأ بزاوية الشيخ يوسف العجمى وهو تربية الشيخ وسلكه الطريق فحصل له فتح ربانى ثم اشتهر حاله لما أن أقام بباب القرافة وصار الناس يهرعون إليه من البلاد والقرى شهد له علماء الزمان بالولاية والصلاح قال الشيخ يحيى الصنافيرى ليس فى جندى مثل درويش وكذا اعترف بفضله الشيخ مسعود المريسى.

وكان معاصرا له وللشيخ شهاب الدين وللشيخ صالح وللشيخ أحمد الجزورى وجماعة من الأولياء فى وقته وتوفى رحمه الله تعالى فى شهر رجب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.

وخلف تربته تربة بغير سقف بها قبر الشيخ عبد الله الدرعى وقبل وصولك إلى تربة الشيخ يوسف الذى عرف بأبينا تجد تربة لطيفة بها قبران أحدهما قير الشيخ أحمد البطائحى الرفاعى.

ثم تأتى إلى تربة أبينا يوسف وهو من أصحاب الشيخ عدى ابن مسافر.

حكى عن نفسه أنه جاع ليلة فرأى الشيخ عديا فى نومه فسلم عليه وقدم له طبقا فيه عنب فأكل منه فاستيقظ وهو يجد حلاوة العنب فى فمه.

ومعه بالتربة قبر الشيخ أحمد حوش خادم الشيخ عدى بن مسافر.

ويجاورها التربة المعروفة بالشيخ زين الدين بن مسافر وهى التربة العظمى الحسنة البناء والقبة ، كان هذا الشيخ من أكابر السالكين المجتهدين له عبادات وسياحات.

٣١٧

وقد اتفق له ما اتفق لصاحب الحورية المقدم ذكره وهو من ذرية صخر بن مسافر أخى الشيخ عدى وكان الشيخ عدى أعزب.

الشيخ عدى بن مسافر ومناقبه :

وقيل إنه سأل الله تعالى أن يجعل ذريته فى أخيه صخر بن مسافر فاستجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه وأما الشيخ عدى بن مسافر فإن له كرامات عظيمة اشتهرت فى البلاد وله مريدون وخدام.

قيل إنه لبس الخرقة من الشيخ عقيل وهو لبسها من مسلمة وهو لبسها من مسلمة وهو لبسها من الشيخ أبى سعيد الخراز وهو لبسها من الشيخ محمد القلانسى وهو لبسها من والده عليان الرملى وهو لبسها من الشيخ عمار السعدى وهو لبسها من الشيخ يوسف الفانى وهو لبسها من والده الشيخ يعقوب وهو لبسها من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو لبسها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قيل إن الشيخ مسافرا تجرد وساح فى بلاد الله تعالى مدة ثلاثين سنة فبينما هو نائم فى ليلة من الليالى رأى قائلا يقول له : يا شيخ مسافر امض فى هذه الليلة إلى أهلك وواقعها فانها تحمل منك بذكر فمضى الشيخ إلى أن أتى داره فى تلك الليلة فطرق الباب فقالت زوجته من بالباب؟ قال زوجك مسافر قد أذن لى أن آتى إليك وأواقعك فى هذه الليلة فتحملى بولد صالح وكل من واقع زوجته من أهل البلد فى هذه الليلة فإنها تحمل منه بغلام أو بولد صالح فقالت له إن أردت أن تجتمع بى فى هذه الليلة فاطلع على هذا الكرم وناد يا أهل البلدة أنا مسافر قد أتيت إلى أهلى وأذن لى فى هذه الليلة أن آتى إلى أهلى وأواقع زوجتى لتشتمل منى على حمل ولد صالح

٣١٨

قال لها ولأى شىء أفعل ذلك؟ قالت له لأنك تجتمع بى فى هذه الليلة وتمضى إلى حال سبيلك فأحمل منك فيقول أهل البلد زوجك له ثلاثون سنة غائبا فمن أين لك هذا الحمل!! وجاء إلى زوجته وواقعها واشتملت منه على حمل فلما أن كمل له سبعة أشهر مر بها الشيخ مسلمة وعقيل فقال الشيخ مسلمة لعقيل سلم بنا على ولى الله تعالى قال عقيل وأين ولى الله فقال الشيخ مسلمة أن هذه المرأة حامل بولى الله تعالى ، وهو عدى فنظر عقيل إلى المرأة وإذا نور صاعد عليها فسلما عليها ومضيا إلى حال سبيلهما ثم بعد سبع سنين من ذلك اليوم مر الشيخ مسلمة وعقيل من ذلك المكان فرأى الشيخ مسلمة الشيخ عديا وهو يلعب الأكرة مع الصبيان فقال الشيخ مسلمة لعقيل أتعرف هذا الغلام؟ فقال له من هو ، قال هو عدى ابن مسافر فسلما عليه فرد عليهما السلام مرتين فقال له مسلمة سلمنا عليك مرة فرددت علينا مرتين لأى شىء هذا؟ قال له المرة الثانية عوض عن عن سلامكما على وأنا فى بطن أمى.

وبالتربة جماعة من خلف الشيخ عدى بن مسافر ثم تخرج من التربة المذكورة مشرقا تجد تربة الشيخ محمد القرمى ، وهذا ينتسب إلى الشيخ محمد القرمى الكبير الذى دفن ببيت المقدس.

وبحرى تربته حوش فيه قبر لبابة قيل هى بنت القاضى بكار ولعل هذا لا حقيقة له لأنه لم ينقل عن أحد من أهل التاريخ ذلك.

ويحتمل أن هذه المرأة من الصالحات وأن أباها اسمه بكار فتزار بحسن النية.

وفى هذا الحوش أيضا الشيخ عبد الله ومجاهد وفيه أيضا قبر الشيخ

٣١٩

أبى بكر النحوى وإلى جانبه قبر العراقى وقبلى تربة القرمى تربة بها الشيخ أبو القاسم إسماعيل الدميرى ثم ترجع إلى الطريق المسلوكة تجد زاوية الشيخ خليل المسلسل.

وبها أيضا قبر الشيخ أبى العباس أحمد المسلسل وهؤلاء من مشايخ العجم معروفون بالخير والصلاح وبحرى تربتهم قبر صاحب الشمعة ولم يعرف له اسم قال بعض خدام المسلسل أنه كان يرى على قبره شمعة مشعلة فى الليالى المظلمة فاشتهر بهذه الكرامة.

وإلى جانبه من الجهة البحرية حوش الشيخ علاء الدين الباجى خادم الإمام الحسين بن على بن أبى طالب كان من العلماء وله مصنفات وشهرته تغنى عن الإطناب فى مناقبه.

وبالتربة جماعة من ذريته وبالتربة أيضا قبر السيد الشريف أبى الدلائل وهذا الحوش أول شقة ورش اليسرى وتربة الشيخ أبى المحاسن يوسف العدوى أول زيادة شقة ورش اليمنى.

فإذا أخذت من تربة المسلسل مقبلا إلى تربة الطباخ تجد قبر الشيخ الإمام العالم تاج العارفين أبى عبد الله محمد بن الشيخ أبى الحجاج الأقصرى وإلى جانبه من القبلة تربة بها قبر الشيخ أبى عمرو عثمان المصافح قيل إن له مصافحة متصلة بالنبى صلى الله عليه وسلم.

وهذه الحومة معروفة بتربة المعز وهى التربة العظيمة البناء التى بها قبر السلطان المجاهد المرابط التركمانى وهو الذى بنى المعزية بمصر.

ولهم تربة أخرى عند السيدة كلثم.

٣٢٠