تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي

تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الكليّات الأزهريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧١

ويجتمعون فيه أيضا فى ليلة النصف من شعبان رغبة لما فى ذلك المكان من الخير والبركة وبنى بهذا الجوسق من داخله مسجد فوق مسجد والدعاء فيه مجاب.

ثم تمشى مغربا إلى المصلى الجديد المعروف بمصلى خولان القديم فتجد عند بابه الشرقى قبرا داثرا عليه بقايا طوب هو قبر السيدة بنت الخير ابن نعيم.

وقيل إن معها فى الحومة قبر السيدة قطر الندى وخبرها معروف ثم تدخل إلى المصلى من الباب البحرى وكان لها قبة والدعاء تحتها مجاب وقد تغير معالمها وقد جددها الصاحب ابن زنبور وهى خطة قديمة صحابية وهى مدافن الخولانيين أولها المصلى وآخرها مسجد هرون.

وإذا خرجت من بابها القبلى ومشيت خطوات يسيرة تجد امامك قبر رخام مكتوب عليه الحسن بن يحيى الشبيه ابن القاسم الطيب بن محمد المأمون ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب وهذا القبر موجود الآن.

قبر صاحب سعيد بن المسيب :

وإلى جانب قبر الشيخ الامام العالم أبى وداعة صاحب سعيد بن المسيب قال ابن عبد البرانه مات بمصر وكان دخل إليها وسار الى الغرب ثم عاد إلى مصر يريد الحجاز.

وحكى عنه انه قال كنت أجالس سعيد بن المسيب وأحادثه فماتت زوجتى فأخبرته بذلك فشهدها وعاد وعدت معه فقال لى هلا تتزوج؟ قلت كيف

٢٨١

أتزوج وما أملك سوى درهمين فقال : أنا أزوجك فأخذهما رحمه الله تعالى وزوجنى ابنته فقمت إلى معزل وصليت العشاء ثم قدمت العشاء وكان خبزا وزيتا وإذا بالباب يطرق فخرجت فإذا هو سعيد بن المسيب فقال لى إنك كنت رجلا غريبا فكرهت أن أتركك وحدك وهذه زوجتك ثم أدخلها وذهب فقصدت أن أعلم الجيران فجاءت أمى فقالت لى وجهى من وجهك حرام حتى أصلح شأنها إلى ثلاثة أيام فلما كان بعد الثلاثة دخلت عليها فإذا هى من أحسن النساء قارئة محدثة لم تفتر عن الصلاة فى الليل وتعرف حق الزوج ثم أتيته فقال لى كيف ذلك الإنسان فقلت على ما يحب الصديق ويكره العدو ، فقال إن رأيت منها شيئا فالعصا فلما خرجت من عنده بعث إلى بمائة دينار وقبره لا يعرف الآن.

ثم تمشى مشرقا خطوات يسيرة تجد قبة قد سقط بعضها بداخلها السيدة الشريفة فاطمة الكبرى بنت الإمام عيسى بن محمد بن إسمعيل بن القاسم الرسى توفيت بعد الأربعين والاربعمائة والدعاء هناك مجاب وقيل انها أيضا فاطمة الصغرى وكان بهذه المقبرة قبور كثيرة دثرت الان ولم يبق لها أثر ولا لتربتها ، والان تعرف بمقبرة الجارودى.

قبر الجارودى :

وأجل من بها السيد الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن اسمعيل المعروف بالجارودى ويسمونه بصاحب الناقوس ولكن صاحب الناقوس غيره.

وقيل أربعة من الاشراف من أولاد الحسين مجاورون له وإلى جانبه من الجهة البحرية قبر البكرى وأبى عبد الله محمد الواعظ كان يسكن الخشابين

٢٨٢

بمصر وكان الناس يأتون إليه ويجلسون تحت منزله فيعظهم من طاقته قيل إنه وعظهم ليلة من الليالى فاهتز منزله خمس مرات كلمستمع إذا هزه السماع وكان يقول يستحب للقاضى حضور مجالس الذكر لعله أن يكقسب بعد قساوة قلبه لينا.

(وإلى جانبه قبر صغير به ميت كانت رجلاه على وجه الأرض) فلما حضر جماعة من الزوار فوجدوه على هذه الحالة فحملوا ترابا كثيرا وجعلوه على رجليه ثم جاءوا بعد ذلك لأجل الزيارة فوجدوا الرجلين قد علتا فوق التراب فقالوا يا قوم ما فينا عاص غير هذا ادعوا الله ربنا أن يستره فدعوا الله وتضرعوا فاستجاب الله تعالى دعاءهم وسترهما ولم تريا بعد ذلك.

قيل وسبب ذلك أنه رفس أمه برجله فدعت عليه.

ومقابل ذلك تربة كبيرة بها امرأة شريفة وبها أربعون شريفا ونساء الشريف طباطبا وقد دثرت هذه التربة ولم يبق لها إلا القبة.

قبر هبة العتال :

وبالحومة جماعة من الأشراف لا تعرف أسماؤهم.

وبالحومة المذكورة قبر الشيخ هبة العتال حكى عنه أنه خرج يوما مع أصحابه فمر بهذا المكان الذى هو مدفون به فقال ههنا أدفن اليوم ثم وصل معهم إلى قبر فيه أبو الحسن على المقرى فمات هناك وهو يزور الصالحين ثم حمل إلى هذا المكان ودفن فيه وقيل غير ذلك.

وإلى جانب هذه المقبرة مقبرة كانت تعرف بمقبرة الغرباء إلا أنها دثرت ولم تعرف الآن وهذه آخر مقبرة الجاوردى.

٢٨٣

قبر صاحب الجلبة :

ثم تمشى مستقبل القبلة قاصدا تربة الأدفوى تجد عند الباب الغربى ملاصقا للسقاية قبر الشيخ الصالح عبد الحسيب بن سليمان المعروف بصاحب الجلبة.

حكى أنه أوقف جلبة لتعدية من يحج وجعل فيها الزاد والماء لله تعالى ستين سنة ولم يحصل بها عيب طول هذه المدة (ويقال إن هناك قبر رجل شريف اسمه أبو الدلالات) ولم يعلم لذلك صحة غير اثنين أحدهما فى شقة الجبل والثانى بالقرافة الكبرى.

ذكر تربة الأدفوى (١)

نبذة عنه :

قيل إنه كان من العلماء المحدثين وكان من السبعة الإبدال واسمه محمد ابن محمد الأدفوى وكان مشهورا بالعلم مات سنة خمسين ومائتين ومات والده وله من العمر مائة سنة وكذا هو ودفن على والده ، أدرك جماعة من القراء وقرأ عليهم وله كتاب الاستغناء فى تفسير القرآن كتبه إلى أمير مصر فكتب إلى جانبه الاستغناء عنه ورده عليه فدعا عليه فلم يقم غير ثلاثة أيام.

قبر أبو القاسم عبد الرحمن وآخرين :

ومعه فى القبر ولده أبو القاسم عبد الرحمن كان من العلماء الزاهدين

__________________

(١) التربة موجودة منها بقابا بالقرافة بجهة جامع الأولياء والمعروف بجامع القرافة بطريق البساتين وتعرف بجامع القرافى نسبة لمحمد بن حسين ابن يوسف القرافى خادم ضريح الأدفوى.

٢٨٤

فى الدنيا وله مناقب كثيرة وكانت وفاته يوم الجمعة سلخ ذى القعدة سنة سبع وعشرين وثلثمائة وله من الأخوة محمد بن محمد بن هرون الأسوانى وهو أخوه لأمه وقبره قبلى عبد الحسيب صاحب الجلبة.

وعلى يسرة الداخل من الباب الغربى عمود مكتوب عليه الشيخ أبو الحجاج يوسف إمام مسجد الغار وبالتربة أيضا قبر الشيخ أبى القاسم الجلاجلى صاحب المجدول الرخام وبالتربة أيضا قبر مكتوب عليه «ابن عبد البر» وهو غير صاحب الاستيعاب.

وبالتربة أيضا قبر الشيخ الصالح الورع الزاهد المعروف بمظفر متأخر الوفاة كان مقيما بدير الطين وكان كثير التلاوة للقرآن انتفع به جماعة وكان لا يتناول شيئا من أرباب الدنيا لزهده.

وبالتربة أيضا قبر الشيخ أبى اسحق إبراهيم متأخر الوفاة بعد سنى الخمسمائة كان رجلا صوفيا ومما حكى عنه أنه كان يجلس ليلة الجمعة فى جوسق الأدفوى ومعه جماعة من أصحابه فتكلم ليلة فى الحور العين فقال له أصحابه وددنا لو رأينا الحور العين فقال كلكم ترون الليلة الحور العين فرأى كل واحد حوراء تقول له أنا صاحبتك فى الجنة.

وبالتربة أيضا محمد بن يونس خادم الأدفوى فى حياته وبها أيضا قبر أم الربيع الزبيدى حكى عنها أنها كانت تصحب الركب فإذا عطشوا أتوها فيجدوا الماء أمامهم.

وقيل إن بهذه التربة قبر الرجل الصالح النحاس جد بنى النحاس وبنو النحاس فى شقة الجبل مع الكيزانى فى حوشه.

٢٨٥

وبالتربة قبر الفقيه الحسن بن سفيان كان فقيها مفتيا وكان الناس يأتون إليه يسألونه فى العلم ويأتون إليه بالمال فيقول لهم تصدقوا به قبل أن تدخلوا على.

وحكى عنه أن أحمد بن طولون أمير مصر بعث إليه بأربعة آلاف دينار فأراد أن يردها فقال له بعض أصحابه أنه شديد الغضب وربما شفعت عنده فى مسكين فلا يقبل ، فأخذها ثم قال لبعض أصحابه اذهبوا بها إلى السوق واشتروا بها عبيدا فذهبوا واشتروا العبيد وجاءوا بها إليه فقال لا تدخلوا على بهم إلا وكل واحد منهم بيده عتاقته ففعلوا ما أمرهم به وقبره عليه لوح رخام عند قبر الأدفوى هكذا قال القرشى والظاهر أفه قبر أبى القاسم الجلاجلى.

وبالتربة أيضا قبر أولاد الشيخ يعقوب الدقاق وقيل بالتربة جماعة من المعافريين وهى معروفة الآن بالخولانيين.

ثم تخرج من باب التربة الشرقى تجد عند بابها قبورا داثرة فيها قبر النجار المقدسى المعروف بالأصم.

حكى عنه أنه كان يعمل فى الخشب فإذا حانت الصلاة أمسك القدوم فى الخشب فيعرف أن الوقت استحق فلهذا لم تفته الصلاة فى وقتها.

ثم تمشى إلى المسجد المعروف بمسجد زهرون وقيل هرون وهو قديم البناء قيل إن به صحابيا وقيل إنه أول مسجد أسس بالقرافة وهذا الخط يعرف ببني خولان وهى قبيلة.

قال بعض مشايخ الزيارة رأيت مكتويا على قبر منها أبو الحسن

٢٨٦

ابن عمر بن عثمان بن عمران بن زكريا الخولانى مات فى سنة تسع وخمسين وثلثمائة.

وبالتربة أيضا أبو حمزة الخولانى واسمه زيادة بن نعيم وأبو هانىء الخولانى والعالم عبد الله الأصغر وهم بإزاء مسجد زهرون من الجهة القبلية.

وعلى قبر منها مكتوب زهرة الخولانية ومن التابعين أيضا محمود ابن كعب.

وبالمقبرة أيضا مرة مولى قيس بن عبد الله الأنصارى وهو من التابعين أيضا ، وفى طبقتهم المقداد بن سلامة وهذه المقبرة تشتمل على مقابر الغافقيين وأولها من جوسق خولان وهو بيت الخطابة الآن وقيل إن به رجلا من بنى خولان.

وبالمقبرة أيضا قبر موسى بن أيوب الغافقى وسعيد بن عبد الرحمن الغافقى وإياس بن عامر الغافقى وبها أيضا مالك بن مزاحى ولهم مقبرة أخرى عند الخير بن نعيم.

وبمقبرة الخولانيين الحارث بن يعقوب ومعه ولده عمر المعروف بابن الحارث كان إماما عالما جليل القدر عظيم الشأن مفتي أهل مصر من كبار التابعين وهذه المقبرة قبلى الأدفوى.

وبمقبرة الأدفوى قبر عبد الله بن هبيرة من كبار التابعين إلا أنه لا يعرف قبره.

وفيها أيضا قبر الشيخ أبى الحسن السنهورى وقيل إن شرقى هذا القبر الشيخ الإمام العالم أبى عبد الله محمد المعروف بابن رفاعة السعدى سمع من

٢٨٧

الخلعى وله عقب بمصر وذرية ومن ذريته الشيخ الصالح شرف الدين المحدث المعروف بابن الماشطة.

وشرقى الأدفوى جماعة من ذرية الربيع بن سليمان المرادى صاحب الشافعى وقيل إنه بهذه التربة.

قبر عبد الله بن ريسون القابسى :

وبالحومة قبر الفقية الإمام العالم العلامة أبى عبد الله محمد بن ريسون القابسى كان جليل القدر عظيم الشأن ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وقال : قبره عند قبر الحوفى وراء تربة الغافقى المحدث وهذا القبر لا يعرف الآن.

وبإزاء المسجد المقدم ذكره قبر الإمام العلامة الزاهد أبى الحسن على بن إبراهيم الحوفى له مصنفات فى علوم التفسير حكى عنه أنه مشى فى مسئلة من مصر إلى بغداد فلما دخلها وجد الشيخ قد مات فسأل عن قبره فأناه وقرأ عند قبره ختمة ثم نام فرآه فى المنام فقال له إنى جئت من مصر فى طلب مسئلة منك فألقاها عليه وأفاده إياها وزاده خمس مسائل فلما انتبه وأراد الخروج من بغداد وإذا بمناد ينادى من قدم إلى هذه المدينة اسمه على بن إبراهيم الحوفى فليجب أمير المؤمنين ، قال الشيخ فراودت نفسى فى الرجوع وأذا بامرأة تقول يا فلاح يا فلاح فاستبشرت بالخير من ندائها فأتيت الخليفة فوجدته قد نزل لأجلى ووقف على الباب حافيا فلما وقع بصره على مشى خطوات إلى وسلم على وقال لى ادخل فدخلت وهو يحجبنى فلما جلس وجلست قال لى ما الذى قال لك الشيخ فى المنام فأخبرته بذلك فبينما هو يحادثنى إذ وقعت بطاقة بأن الروم تزلوا بموضع كذا فقال الخليفة للشيخ يا سيدى إن الجند ضعيف

٢٨٨

وأخاف على المسلمين فادع الله لنا فبسط الشيخ يديه ودعا وودع ومضى فأمر له بدنانير وغلمان فلم يقبل منها شيئا سوى درهمين ثم رجع متوجها إلى مصر ثم بعد أيام وقعت للخليفة بطاقة بأن الروم هلكوا عن آخرهم فى الساعة التي دعا فيها الشيخ وهى ساعة كذا فى وقت كذا من يوم كذا.

وسأله رجل عن الفقر فقال : من لا يسأل الناس الحافا ولا غير الحاف وكان كثير الزهد فى الدنيا داثم البكاء قيل انه لم ير مبتسما فى الدنيا فرآه بعضهم وهو مبتسم فسأله عن ذلك : فقال ذهبت تلك الحسرات وشهرته تغنى عن الاطناب فى مناقبه وحوله جماعة من الخولانيين.

وقد دثرت تربتهم وقبورهم ولم يبق منهم غير قبر واحد وهو القاضى زهرون الخولانى.

قبر شكر الأبلم :

ثم تمشى مشرقا خطوات يسيرة تجد قبر شكر الأبلم كان من عقلاء المجاذيب وكانت له إشارات وكرامات مشهورة حكى عنه أنه لما احترقت مصر خرج الناس يريدون التعدية إلى الجيزة فركبو مركبا والشيخ معهم فغرقت فى وسط النيل فسلم من فيها ووجدوا الشيخ واقفا على البر ولم يلحقه بلل ومقطفه فى يده وهو يبتسم.

وإلى جانبه قبر ابن ريحان المسلم ولم يبق من أثر تربتة غير محراب صغير وهو ما بين مسجد زهرون والمفضل بن فضالة.

ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة تجد قبر الشيخ الإمام الفقيه أبى الربيع سليمان بن أبى الحسن الرفا كان متصدرا بالجامع العتيق.

٢٨٩

خطة بطن البقرة والنقعة :

وإلى جانبه قبر والده أبى الحسن وإلى جانبهما قبور جماعة من العساقلة وهذه الخطة معروفة الآن ببطن البقرة وبالنقعة وسبب تسميتها بالنقعة أن المكان حصل فيه قتال عظيم بين القبط والصحابة فانتقع المكان من دم المسلمين وهذا استفاض من مشايخ الزيارة وهى كهيئه البركة أولها قبر الأذفوى وآخرها الرفاء.

وإلى جانب الرفاء جماعة من الصالحين منهم الشيخ الإمام العالم الفقيه أبو الفرج أحمد المعروف بالغافقى توفى سنة أربع وستين وأربعمائة كان حافظا فاضلا ومعه فى قبره ولده أبو الحسن على بن احمد بن محمد بن عبد الله الغافقى صاحب الكتاب فى الحديت كان ثقة عدلا فى الحديث زاد عن أبيه فى الرياسة توفى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ذكره الحافظ زكى الدين عبد التظيم المنذرى فى المحدثين.

ومعهما فى القبر أبو النصر البغدادى المقرى وهو من طبقة الغافقى وكان تاريخ الثلاثة فى رخامة واحدة وفقدت ، وهذه النقعة الآن تعرف بالرفاء.

وإلى جانبهم من الشرق قبر الشيخ قطيط الحلفاوى ثم تمشى مستقبل القبلة تجد قبة لبن داثرة قيل ان بها قبر رجل من بني أعين وبنو أعين هم بنو عبد الحكم ومقبرة بنى عبد الحكم التي دفن فيها الشافعى ولم يكن بالقرافة من بنى أعين غيرهم ، ومشايخ الزيارة يقولون إن بهذا المكان قبر صاحب المنديل وقال بعضهم هو صاحب النور.

٢٩٠

وقال بعضهم إن بهذه الخطة قبة عياض بن لهيعة وعبد الله بن لهيعة وذكر الألواح التى كانت عليها الأخبار والمقبرة غربى قبر الشيخ يعيش الغرابلى.

وإلى جانبها قبر الشيخ الإمام العالم أبى الحسن الخلعى كان كثير العلم حسن المناظرة وهو صاحب الخليعات فى الحديث وروى السيرة النبوية حكى ابن رعنة أن الجن كانوا يقرأون عليه القرآن ويأتون إلى زيارته ويسمعون من حديثه.

قبر الشيخ الفضى ومناقبه :

وإلى جانبه قبر والده ، وإلى جانبه قبر الشيخ الفقيه العالم أبى عبد الله محمد المعروف بالفضى أحد مشايخ القراءة وهو من طبقة أبى الحسن يحيى ابن أبى الفرج الخشاب قرأ عليه عدة مشايخ وسمع الحديث على جماعة من الحفاظ وتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة وهو معروف بصاحب الدجاجة وسبب شهرته على ما حكى عنه انه كان صاحب مال وعقار بمصر فاشتهى دجاجة فاشتريت له وأنفق عليها ما يزيد على دينار ، ثم صنعت له فلما قدمت بين يدية طرق الباب طارق فقال للجارية انظرى من بالباب ، فقالت له امرأة أرملة لها أولاد ، قال اخرجى لها الدجاجة فأخرجتها لها فأخذتها المرأة وذهبت إلى بيتها ، وكانت تسكن فى دار الشيخ فوضعتها بين الأولاد ليأكلوا منها ، فقالت لأولادها هذه لا تصلح لنا فبينما هى تحدثهم وإذا بالباب يطرق فخرجت فإذا هى بوكيل الشيخ يطلب الأجرة فقالت له والله لم أملك شيئا من الدنيا إلا هذه الدجاجة فأخرجتها له وقالت خذها فقال الوكيل هذه لا تصلح إلا للشيخ فجاء بها إلى الشيخ فقال من

٢٩١

أين هذه فقص عليه القصة فقال اذهب واجعل الذار لهم واحمل إليهم فى كل سنة ما يقوم بهم فاتصرف الوكيل ووضع الشيخ الدجاجة بين يديه فطرق الباب فقال من بالباب؟ فقال الطارق جار لكم فقير فقال يا جارية أخرجيها له فقال الرجل هذه لا تصلح لى فوجد ولد الشيخ ولم يعلم أنه ولده فقال يا سيدى أقبل هذه منى فقال نعم فأعطاه شيئا وأخذها منه فقال هذه لا تصلح إلا للشيخ فجاء بها إليه فقال الشيخ لولده من أين لك هذه فقال رجل من جيراننا كنت أعرفه وله مال نصار فقيرا وقص عليه القصة فقال اذهب إليه بخمسين دينارا ثم وضع الشيخ الدجاجة بين يديه وأراد أن يأكل منها وإذا بالباب يطرق فقال للجارية إن كان مسكينا فأنت حرة لوجه لله تعالى فقالت الجارية من بالباب قال مسكين قال الشيخ أعطيها له وأنت حرة لوجه الله تعالى :

تربة سماسرة الخير الأنماطيين :

وإلى جانبه قبر الضراب ووالده صاحب التاريخ وهناك تربة تعرف بتربة سماسرة الخير الأنماطيين ولم يبق منهم غير قبر بين حوضين حجر إلى جانب بعضهما لم يكن بالحومة أكبر منهما (حكى) بعض مشايخ الزيارة أن امرأة جلست عند رجل منهم وقالت اللهم فرج كربتي فقال لها أيتها المرأة ما الذى أصابك؟ قالت لى ابنة يتيمة تدخل بيتها بعد ثلاثة أيام وليس معى غير هذه العشرة دراهم فقام وأخرج لها شوارا وقال هذا لابنتك على شرط ، قالت وما شرطك قال أن تقولى لها إذا فرح قلبها تقول اللهم اذهب كيد فلان يوم الفزع الأكبر فذهبت المرأة إلى ابنتها وقالت لها كما قال

٢٩٢

الشيخ فقالت البنت اللهم اذهب كيد فلان ، فلما مات رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال أوقفنى بين يديه وقال يا عبدى قد أذهبت كيدك واستجبت دعاء المرأة.

وبالحومة قبر نصر المعافرى الزاهد توفى سنة أربع وعشرين وثلثمائة.

وبالحومة أيضا جماعة لم تعرف أسماؤهم وبالقرب من هذه الحومة قبر الشاب التائب ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة إلى مقبرة أبى القاسم الوزير المعروف بابن المغربى وهى مشهورة بإجابة الدعاء وهى أول مقبرة المعافريين ، والمعافريون قبيلة وبمقبرتهم حمزة بن عمر الأسلمى.

مقبرة عقبة بن مسلم :

وبالمقبرة أيضا عقبة بن مسلم كان إماما فى الحديث ونزل المعافر (قال) عقبة هذا ، كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو؟ وعن أكرم الخلق على الله ، وعن أكرم الإماء على الله ، وعن أربعة لم يخلقن فى رحم ، وعن قبر سار بصاحبه ، وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة واحدة ولم تطلع فيه بعد ذلك ، فلما قرأ معاوية الكتاب قال ما علمى بذلك ، ثم كتب إلى ابن عباس فكقب يقول أفضل الكلام لا إله إلا الله والتى تليها سبحان الله والثالثة الحمد لله والرابعة الله أكبر (وأكرم) الخلق على الله تعالى آدم (وأكرم) الإماء حواء (وأما) الأربعة التى لم يخلقن فى رحم فآدم وحواء والكبش الذى فدى به اسماعيل وعصا موسى (وأما) القبر الذى سار بصاحبه فالحوت الذى سار بيونس (وأما) المكان الذى طلعت فيه الشمس مرة واحدة ، المكان الذى انفلق لبني إسرائيل.

٢٩٣

فلما أرسل معاوية بذلك إلى صاحب الروم وقف عليها وقال ما أظن هذا كلام معاوية لعل هذا كلام رجل من بيت النبوة.

نبذة عن مقبرة بنى المعافر :

وبمقبرة المعافريين إسماعيل بن يحيى المعافرى وعبد الرحمن بن شريح المعافرى وفى طبقتهم ابن عمر المعافرى وعمران بن عبد الله المعافرى وأبو عنان المعافرى وعمرة بن عبد الله المعافرى وخالد بن عبد الله المعافرى ، وهؤلاء من التابعين ولهم رواية فى الحديت وخطة بنى المعافر معروفة بمصر.

ومن ذريتهم سراج المعافرى مات فى سنة أربع عشرة وثلثمائة.

وحكى أن المأمون طلب منهم مالا فى بعض السنين وسبب ذلك أن المأمون لما دخل إلى مصر بلغه عن هؤلاء أنهم لا يعرفون العدد ولا الكيل ولا الوزن وأنهم فى هيثة البله لعزلتهم عن الناس وعدم اختلاطهم بهم فأرسل يقترض منهم ألف دينار فلما جاءهم الرسول قالوا له لا نقدر على ألف دينار. نحن ندفع ما لا نقدر عليه فيجمعوا ألوفا كثيرة وقالوا للرسول قل له والله ما نقدر إلا على هذا وما وصلت القدرة لألف دينار فلما جاء الرسول ومعه المال أخبره بقصتهم وما جرى له معهم فتعجب المأمون من ذلك ورد عليهم المال وتعجب منهم وقال والله ما قصدت إلا أن أطلع على بلههم.

الشيخ أبو ابراهيم فقيه مصر :

وبالمقبرة جماعة غير المعافريين منهم الشيخ الإمام العالم أسد بن موسى يكنى أبا إبراهيم فقيه مصر وعالمها.

٢٩٤

قال بعضهم رافقت أسد بن موسى فبينما نحن فى خربة إذ أشرف علينا القطاع فقال لهم أنا أسد بن موسى فضحكوا فقال اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس لا إله إلا أنت إلى من تكلنى إلى عدو يتجهمنى أم إلى قريب ملكته نفسى إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى فجفت أقدامهم فى أماكنهم قال لى يا أخى هذا دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم ثقيف فإذا نزل بك أمر فقل كما قلت.

وبالمقبرة أيضا قبر الشيخ العالم الإمام المعروف بابن خلف بن قديد كان من علماء مصر.

وقيل إن فى المقبرة الحبر العالم يحيى بن الوزير أحد علماء مصر دعى إلى القضاء فأبى ، وللنظر فأبى ، لقيه بعض أصحابه وهو يحمل طعامه فقال له يا سيدى دعني أحمله عنك فقال أنا أحق أن أحمل سلعتى.

وكان يقول خير الناس أهل القرآن إذا تواضعوا لله.

وكان يقول للفقراء إياكم وبيع حظ الآخرة فإنه يقال يوم القيامة أين الفقراء المواسون. وفى مكان قبره اختلاف والأصح أنه لم يعرف.

وبالمقبرة أيضا قبر القاضى عابس بن المرادى وبالمقبرة أيضا القاضى إبراهيم بن البكاء ، وبالحومة أيضا على بن إبراهيم القادرى حليف بنى زهرة وهو الآن لا يعرف ، وبالمقبرة أيضا قبر أبى القاسم الوزير المعروف بابن المغربى والجوسق المعروف به ، ولم يبق منه غير قبة مخروقة.

قيل وهو الذى جزأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين

٢٩٥

جزءا ثم اختصرها ابن هشام وكان الوزير هذا لا يركب فى كل يوم حتى يقرأ جزءا منها.

وقال له بعض خلفاء الفاطميين إن فلانا يسبك عندى فاقطع جرابته فلما خرج زادها فقال يسبك وتزيدها فقال استحييت من الله أن أنتصر لنفسى.

وبالمقبرة أيضا قبر الشيخ الإمام العالم أبى الحسن بن يابشاذ النحوى صاحب المقدمة فى النحو ، ذكره ابن خلكان فى الأعيان وعرفه بالسقيط وسبب ذلك أنه سقط من سطح جامع مصر وعده بعضهم من الشهداء.

وكان رحمه الله تعالى فاضلا انتفعت به الطلبة.

وكان يقول من استولت عليه الغفلة أتاه الشيطان من حيت شاء.

وكان يقول يتقرب الرب إلى العبد بالنعمة وهو يتقرب إليه بالمعصية.

وقال له رجل إنى أدعو فلا يستجاب لى فقال هل أتاك الحرام مرة فى عمرك؟ قال نعم ، قال لذلك حجبت عن الإجابة.

وقيل له ما للناس فسدوا قال غفلوا عما هم صائرون إليه ففسدت أقوالهم وأفعالهم وهذا القبر أول مقابر التجيبيين.

ذكر هذه المقبرة ومن بها من الصحابة والتابعين والعلماء :

فأجل من بها نعيم بن خباب العامرى وقيل التجيبى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه ثم قدم إلى مصر ويقال إنه فى رسط هذه المقبرة وإنه القبر الكبير.

٢٩٦

وبالمقبرة أيضا مسلمة بن خديج التجيبي من أكابر التابعين كان دعاؤه اللهم أفرغنى لما خلقتني له ولا تشغلنى بما تكلفت لى به ولا تحرمنى وأنا أسئلك ولا تعذبني وأنا أستغفرك ، وقيل إن الحجاج سجنه فأتاه آت فى النوم وقال له ادع الله تعالى قال وكيف أدعو؟ قال : قل اللهم يا من لا يعلم كيف هو إلا هو فرج عنى فلما أصبح الحجاج أحضره فى أربعين رجلا فأعاد تسعة وثلاثين إلى السجن وأطلقه قيل وقبره بالقرب من قبر ابن يابشاذ المذكور.

وبالمقبرة أيضا القاضى أبو اسحاق بن الفرات كان رجلا صالحا كثير الاجتهاد والعبادة.

وفى طبقته الفقيه الإمام العلامة صدر الدين عبد الوهاب التجيبي روى عن سفيان الثورى أنه قال العبادة عشرة أجزاء تسعة منها فى العزلة ولم يعلم أنه بهذه المقبرة أم لا.

وبالمقبرة أيضا عمر بن مالك التجيبي مات بعد المائتين وهو معدود من أكابر التابعين والمحدثين وقد دثرت هذه القبور ولم يعرف الآن منها تبر من قبر.

وإلى جانبها مقبرة النجيب المقرى بالجامع العتيق بمصر وقيل إن بهذه الحومة قبر القاضى عبد الله محمد بن الحصين كان شافعى المذهب وقد دثرت هذه التربة أيضا وما كان بها من اللوح الرخام.

وقيل إن بهذه الحومة القاضى إبراهيم بن محمد الكريدى فى تربة بنى حماد وهى التربة الوسطى ذات البابين وهى الآن لا تعرف.

٢٩٧

وبتربة بنى حماد الحسن بن عبد الرحمن بن اسحاق الجوهرى ، وبالحومة أيضا حوش الشريف الميمون بن حمزة وهؤلاء بيت شرف وعلم ورياسة وتربة بنى حمزة بن عبد الله الحسينى بجبانة خولان شرقى قبر مروان الحمار وقبلى مصلى عنبسة.

وقيل هى التربة الملاصقة لبنى رداد.

وبالتربة قبر أحمد بن حسان بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن الحسين ابن حمزة بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن على زين العابدين بن الحسين ابن على بن أبى طالب وبالتربة أيضا قبر الميمون بن حمزة بن الحسين بن محمد بالنسب المقدم وهو تلميذ الطحاوى ومقدم شهود مصر.

وكان يكتب فى شهادته لا إله إلا الله الحى الذى لا يموت وعلى إقرار فلان وفلان وكان محدثا تقيا قال الأسعد النسابة قبره على يمنة الداخل إلى التربة وهو وسط القبور الثلاثة وعند رأسه لوح رخام مكتوب عليه قوله تعالى وقل رب أنزلني منزلا مباركا الآية.

وقبر ولده قاسم بن الميمون بن حمزة كانت وفاته سنة تسعين وثلثمائة.

وبالتربة أيضا قبر ولدى القاسم المذكور وهما أبو الحسن محمد النسابة وهو الأكبر وأبو إبراهيم أحمد المحدث وهو الأصغر كانا عدلين بمصر وجيهين ، فأما أبو الحسن محمد النسابة فإنه كان مشغولا بسكتب السجلات فى أنساب العلويين وروى عن جده الميمون بن حمزة وله عقب بمصر باق.

وأما أبو إبراهيم أحمد أخوه فإنه كان شيخ مصر فى الحديث أخذ عن

٢٩٨

جده الميمون وعن جماعة فأخذ عنه جماعة من الأفاضل والأعيان وهو الذى صلى على القضاعى ومات بعده بيسير.

قبر ابن البزاز :

وبالحومة أيضا قبر الفقيه العالم أبى الطاهر إسماعيل المعروف بابن البزاز) من أكابر العلماء قال ابن الخلعى لم أر أكثر مناظرة منه فى العلم ولا أوسع منه فى المباحثة. ولقد دعوته فى شهر رمضان فجاء ومعه كتاب الرسالة للشافعى فجلس ينظر فيه حتى إذا كان وقت الفطر جئنا إليه بطعام فامتنع من الأكل فقلت له إنما هو حلال ، فقال لى يا أخى ما شككت أن طعامك حلال لكن لى عادة فلا أستطيع أن أدعها ، قلت وما عادتك؟ قال رغيفان وشىء من الملح ، فأرسلت من جاء برغبفين وشىء من الملح فلما فرغ قال يا أخى أنت طالب ومطلوب ، يطلبك من لا تفوته وتطلب من تتركه ، وقبره قريب من الخلعى بتربة بنى الرداد أمناء النيل.

وذكر بعضهم أن إلى جانب قبر أبى القاسم الوزير قبر أبى سعيد الماليني وقبر أبى الفتح بن غالى الصوفى وقبر البسطامى وقبور بنى تاشفين ملوك الغرب.

تربة الوزير الجرجانى وقصته :

وكلهم فى تربة الوزير الجرجانى وقد دثرت هذه القبور وانمحت آثارها قيل أن الجرجانى أقام ستين سنة وزيرا لثلاثة خلفاء وقطعت يده فى خلافة الماضد وسبب ذلك أن رجلا من الولاة ظلم الناس وخاف عليهم فأتوا إلى قصر الخليفة بالمصاحف فسألهم داعى الدعاة عن شأنهم فأخبروه بما صنع الولى معهم فرفع أمرهم إلى الخليفة وكان الخليفة يكتب أسماء

٢٩٩

الولاة عنده فأخرج الدفتر الذى فيه أسماء الولاة فلم يجد اسم الذى ظلمهم فيه فقال للوزير أنت وليته؟ قال لا ، فأمر الخليفة يا حضار الوالى المذكور فلما حضر سأله عمن ولاه فقال الوزير ، وأخرج خطه وخط الخليفة على المرسوم فأمر بقطع يد الوزير وأقام بمنزله مدة ثم تبين للعاضد أنهم اختلفوا عليه ذلك فأتاه بنفسه وأمر له بعشرة آلاف دينار وأعاده إلى الوزارة فكان يربط له القلم على يده المقطوعة ويوقع بها قال أبو زيد الطالبى رأيت الجرجانى الوزير راكبا بكرة النهار فى ثلاثين ألفا ورأيته وقت الظهر مقطوع اليد على دابة إلى بيته وكان حسن السيرة كثير التودد واسمه أبو البركات الحسين وقيل ان ذلك كان فى زمن الخليفة الحاكم وأنه قطع يده اليمنى واليسرى ونفاه وسبب ذلك أنه لما أمر بقطع يده أخرج من كان حاضرا يده اليسرى من كمه الأيمن فقطعت يده اليسرى فقال من كان يبغضه للخليفة إنما قطعت يده اليسرى فقال تقطع يده اليمنى الساعة ، فقطعت وبقى مدة ثم تذكره الحاكم ذات يوم فأمر باحضاره فلما حضر قال له الخليفة من دفع إليك التوقيع ذلك اليوم؟ قال : استادارك وقال لى هذه علامة الحاكم وما اتهمته فعلم منه الحق فأحضر الاستادار وقال له أنت وقعت التوقيع للوزير؟ قال : نعم قال فمن دفع لك التوقيع قال كاتب الجهة وسيرنى على رسالته إلى الوزير قأمر بقتلهما وأعاد الوزير إلى ولايته وقد دثرت هذه المقبرة ولم يبق منها غير بقايا.

أول مسجد عند فتح مصر :

ثم ترجع إلى الموضع المعروف بالفتح قيل إنه أول مسجد أسس عند فتوح مصر وبه محراب لطيف خشب منفرد فى زاوية المسجد والدعاء عنده

٣٠٠