تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي

تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الكليّات الأزهريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧١

وبالكوفة وهذه التربة درست واتصلت بالأرض وصارت دائرة حسالا معنى فان قبور الصالحين رحمة الله عليهم نجوم زاهرة وعلى قبورهم أنوار ظاهرة.

وفى هذه التربة قبر الفقيه جلال الدين يعقوب بن إسحق بن الصياح ابن عمران بن اسماعيل بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندى توفى سنة حدى وخمسين ومائتين وإلى جانبه قبر الفقيه الإمام الأصيل ابن عم الإمام الشافعى أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن عثمان ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف من أقارب الامام الشافعى يدخل معه فى النسب فى العباس فإن الإمام الشافعى محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان وقد أفاد بعض علماء الأنساب أن الأشعث بن قيس ثلاثة منهم الأشعث بن قيس الكندى له صحبة والثانى الأشعث بن قيس الجابرى روى عن صالح بن يحيى والثالث الأشعث بن قيس الكوفى روى عن مسعر بن كدام.

وفى قبلى هذه التربة قبر دائر عليه كوم تراب به الإمام المعمر الرحلة المسند الحافظ المحدث مجاهد الدين أبو الهيجاء غازى بن الفضل بن عبد الوهاب الحلاوى الدمشقى مات سنة إحدى وتسعين وخمسمائة كان يعرف بابن الرمان سمع بدمشق من حنبل بن عبد الله الزخار وعمر بن محمد ابن طبرزد ومحمد بن ابراهيم وتوفى بالقاهرة فى يوم الثلاثاء رابع صفر سنة تسعين وستمائة بالبيمارستان المنصورى ودفن من الغد كناه الحافظ الدمياطى والبزار وأبو حيان النحوى وأبو الفتح اليعمرى وابن سيد الناس وغيرهم واسم غازى فى القرافة فى ثلاثة مواضع منهم هذا والثانى السيد الشريف غازى بن ابراهيم بن عبد الله الحسينى قبره فى تربة الشيخ العارف زين الدين

١٨١

أبى بكر الخزرجى بالقرب من تربة المجد الاخميمى الخطيب والثالث هو غازى بن يوسف بن عبد الله المخزومى القرشى مولاهم أبو المظفر غازى توفى فى ربيع الأول سنة ست وستين وستمائة قال الحافظ الدمياطى فى معجمه : أبو المظفر غازى بن يوسف بن عبد الله المخزومى مولاهم المحدث الخياط ولد فى سابع صفر سنة سبع عشرة وستمائة بالقاهرة ومات بها فى يوم الثلاثاء منتصف ربيع الآخر سنة ست وستين وستمائة ودفن بالمقطم.

وأما اسم غازى فكثير شائع ولم يشتهر ويذكر بالقرافة غير من ذكرنا وذكر الحافظ أبو سعيد بن يونس قال الامام الفقيه المحدث غازى بن قيس من أهل الاندلس ليس من الموالى ويكنى أبا محمد يروى عن الإمام مالك ابن أنس وابن جريج والاوزاعى توفى فى سنة تسع وتسعين ومائة وله كرامات ويقال مات بمصر وفى قبلى تربة مجاهد الدين غازى المذكور تربة صغيرة بها قبر الشيخ الصالح المعتقد عند أهل مصر صابر.

قبر الفقيه الماوردى والشيخ الزقاق :

وفى قبليه تحت الحائط حوض حجر كدان هو قبر الفقيه الاجل جمال الدين عبد الله بن الحسين الماوردى ذكره صاحب كتاب المصباح (وغربى) هذه التربة تربة بها قبر الشيخ الاستاذ العارف بالله تعالى أبى بكر أحمد بن نصر الزقاق الكبير من أقران الجنيد ومن أكابر عباد مصر ذكره الامام الحافظ أبو نعيم فى الحلية وأبو الفرج بن الجوزى فى كتابه الصغير والقشيرى فى الرسالة مصرى الأصل له كلام بديع فى التصوف قيل انقطعت حجة الفقراء من مصر بعد الزقاق وهو آخر من كان قائما بناموس الفقراء بمصر.

١٨٢

قال رحمه الله تعالى كنت مجاورا بمكة فاشتهيت شربة من اللبن فخرجت إلى ظاهر مكة ثم إلى أرض عسفان فرأيت امرأة فتنت بها فقلت يا هذه قد اشتغل كلى بكلك فقالت يا أبا بكر لو اشتغلت بربك لأنساك شهوة اللبن ، قال فقلت إنما نظرتك بعيني هذه فقلعت عينى بأصبعى ورجعت إلى مكة باكيا حزينا ندما فنمت فرأيت نبى الله يوسف الصديق عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فقلت السلام عليك يا نبى الله يا يوسف فقال وعليك السلام يا أبا بكر فقال اقر الله عينيك بسلامتك من العسفانية ثم مسح بيده عليه الصلاة والسلام على عينى فعادت كما كانت.

تسميته بالزقاق :

(وسمى) الزقاق لأنه جلس يوما على باب رباطه وإذا بشاب أتى إليه هاربا ومعه زق قيل إن فيه خمرا فقال له أنا أستجيرك يا سيدى قال له أدخل فلما دخل الرباط جاءت الشرطة فى طلبه فسألوا عنه من الشيخ فقال لهم دخل الرباط فلما سمع الشاب ذلك اشتد خوفه وإذا بالحائط انفرجت فخرج منها فدخل أصحاب الشرطة الرباط فلم يجدوه فخرجوا وقالوا للشيخ ما وجدنا أحدا ثم ذهبوا فجاء الشاب إلى الشيخ وقال له يا سيدى استجرت بك فدللتهم على قال له يا بنى لو لا الصدق ما نجوت وقالوا إنه كان يبيعها ومناقبه كثيرة وقد اختلف فى وفاته فقال قوم فى سنة تسعين ومائتين.

وقال صاحب المصباح كانت وفاته فى سنة ثلثمائة وقال القضاعى توفى فى سنة ثلاث عشرة وثلثمائة.

١٨٣

قبر أبن المغيرة :

وكان فى هذه التربة رخامة مكتوب عليها عبد الرحمن بن المغيرة.

قال ابن يونس فى تاريخ الغرباء إن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة كوفى قدم مصر وحدث بها وتوفى فى سنة تسع عشرة ومائتين.

قال محمد بن عبد الله بن الحكم ما رأيت أحدا أوتى مالا مثل ما أوتى عبد الرحمن بن المغيرة وما رأيت أتقى لله فى زمانه منه وكان كثير الأفضال فأفنى جوده ماله وكان له وكيل يعرف باسماعيل بن إسحاق بن اترجة فأتاه يوما وقال له قد كنت أصحبك وقد أخذت منك مالا وهذا كيس فيه ألف دينار فخذه وأحلنى ما اكتسبته فى صحبتك فقال له أخبرنى بماذا صار إليك حتى أحلك منه فأبى أن يخبره فرد إليه الألف دينار فزاده ألفا أخرى فأعاد عليه القول فلم يخبره فزاده ألفا أخرى فأعاد عليه القول فلم يخيره فرد عليه المال وأخوه عبد الله بن محمد بن المغيرة معه وهذان مجاوران تربة الزقاق : وقبور لا تعرف وبحريهم قبران الأول منهما قبر الشيخ أبى الحسن على بن عبد الله المعروف بمطيب الوحش قيل إنه كانت تأتى الوحوش إلى قبره وبها الأوجاع فتبرأ بإذن الله تعالى.

والقبر الثانى هو قبر العابدة أم الصفاء عائشة بنت عبد الله.

وقيل بنت هاشم بن أبى بكر البكرية عرفت بجبر الطير.

قيل أنه كان إذا أصاب الطير وجع جاء إلى قبرها فيشفى بإذن الله تعالى.

١٨٤

وفى قبلى تربة الزقاق ساحة بها قبر الفقيه الإمام أبى زكريا يحيى ابن عبد الله المغربى إمام قبة الإمام الشافعى توفى سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.

ويقال إن أصحاب الحانوت هنا والصحيح أنهم عند حائط القاضى عبد الوهاب البغدادى.

وتحت حائط تربة الزقاق قبور مشايخ الزيارة الشيخ أبى بكر والشيخ ناصر ولدا الشيخ محمد عرفا بأولاد الزريعة كانا يزوران ليلا ونهارا.

وفى غربى قبة الإمام الشافعى قبر فى وسط الطريق به السيدة فاطمة بنت عبد الله الواسطى وقبليه مسطبة بها قبر أحمد الصفدى.

وقال قوم إنه قبر شرحبيل بن حسنة وليس بصحيح والصحيح أنه قبر جعفر بن شرحبيل بن حسنة الكندى المصرى (رأى) من الصحابة عبد الله بن جزء الزبيدى وروى عن أبى الخير مرثد بن عبد الله بن أبى سلمة وعراك بن مالك والأعرج وجماعة وثقه النسائى وروى له الإمام البخارى وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه وتوفى فى سنة أربع وثلاثين ومائة (وشرقى) هذه التربة تربة بها قبر الشيخ الصالح الفقيه العالم زكى الدين ابن عبد المنعم بن عبد الواحد بن عبد الملك المتصدر بالجامع الأزهر توفى فى الرابع والعشرين من صفر سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة.

وشرقى هذه التربة قبر صفة مسطبة وعليه لوح رخام قديم قيل إنه قبر الشيخ عمر بن حفص وليس كذلك وإنما هو قبر الإمام الفقيه المحدث جمال الدين عبد الله بن أبى جعفر الليثى المصرى كان أبوه من سبى طراباس

١٨٥

الغرب رأى سيدى عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدى (وسمع) الأعرج وأبا سلمة بن عبد الرحمن وهطاء وحمزة بن عبد الله بن عمر والشعبى ونافعا ومحمد بن جعفر بن الربيع وبكير بن الأشج وكان عالما زاهدا ولد فى سنة ستين من الهجرة وتوفى فى سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

الامام بدر الدين البلاسى وأعماله :

وشرقى هذا القبر تربة على حائط الخندق بشرعة الطريق هناك قبر تحت حائط الإمام حسام الدين به الشيخ الإمام العالم العامل المتقن مرشد الطلاب والمريد بن بدر الدين حسن بن حمزة بن محمد الفارسى الشيرازى الصوفى البلاسى له مصنفات فى التصوف منها كتاب سماه روضة السالسكين وغيضة الناسكين.

وقال سبط الحافظ بن الجوزى فى مرآة الزمان : إن الشيخ الصالح العارف بدر الدين حسين بن أحمد بن عبد الله الأصفهانى المعروف بالبلاسى كان شيخا صالحا كريما خادما للفقراء متصديا لخدمتهم عمر قريبا من ثمانين سنة ودفن بقرب قبة الإمام الشافعى وكانت وفاته سنة اثنتين وستمائة فى ثانى عشر من المحرم بها.

وله كتاب سماه مفتاح الفتوح فى مصباح الروح وله كتاب سماه تحفة الأبرار وهذا الكتاب هو عمدة الصوفية.

وذكر أنه يروى عن الشيخ العارف سعد الدين الفرغانى وغيره ويقال إن إلى جانبه فى القبر ولده وزوجته وبحرى هذا القبر ساحة على الطريق تجاه تربة خراب بها قبر الفقيه الفاضل الرئيس شمس الدين أبى عبد الله

١٨٦

محمد بن عبيد الله بن حزقيل كان صدرا كبيرا فاضلا توفى بالقاهرة فى سنة ثلاث وتسعين وستمائة قاله سبط بن الجوزى فى مرآة الزمان.

وإلى جانبه الشيخ الصالح أبو المحاسن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن الخطاط يقال إنه كان له عصب قوى فى الكتابة وفى بحرى هذه الساحة حيث كانت الخزانة الجديدة تربة فى حائطها طراز مكتوب فيه هذه تربة السادة الحنفية.

قبر الفقيه رشيد الدين الدمشقى :

منهم الشيخ الفقيه العالم الزاهد رشيد الدين أبو الفدا اسماعيل ابن فخر الدين عثمان بن محمد بن عبد الكريم بن تمام القرشى الدمشقى عرف بابن المعلم الحنفى مولده فى رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة وقرأ القرآن المجيد بالسبع على الإمام أبى الحسن على السخاوى برواية أبى عمر وتفقه على مذهب الإمام أبى حنيفة وقرأ النحو على الإمام محمد بن مالك وروى الحديث عن الحسين الزبيدى وعن شيخه السخاوى وغيره وانفرد بالرواية عن الحسين الزبيدى بالديار المصرية وسمع منه جماعة من أعيان الفضلاء فى علوم شتى كالحافظ الذهبى وغيره.

وكان رحمه الله تعالى منقطعا عن الناس زاهدا وكان مجيئه إلى مصر من دمشق فى عام مجىء التتر الى دمشق وهى سنة تسع وتسعين وستمائة هو وولده الفاضل الأجل تقى الدين أبو المحاسن يوسف ونزل فى بيت بالقاهرة بالقرب من الجامع الأزهر وأقبل عليه أهل مصر والقاهرة.

١٨٧

وكان قاضى القضاة تقى الدين أبو الفتح بن دقيق العيد يعظمه ويثنى عليه وعلى علمه وخصله وفضيلته وديانته.

كانت وفاته بالقاهرة يوم الأربعاء خامس شهر رجب سنة أربع عشرة وسبعمائة عن إحدى وتسعين سنة وصلى عليه بدمشق صلاة الغيبة.

وتوفى ولده تقى الدين فى خامس عشرى جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وسبعمائة.

قبور الصالحين والدمشقيين :

وفى التربة قبر الإمام العالم قاضى القضاة بدمشق محيى الدين أبى الفضل يحيى بن محمد بن على بن محمد بن عبد المنعم بن القاسم بن الوليد بن عبد الرحمن ابن أبان بن ابراهيم القرشى الأموى العثمانى الدمشقى الشافعى ولد بدمشق فى ليلة الخامس والعشرين من شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة حدث بدمشق وحضر عن ابن طبرزد وحنبل وزيد الكندى وعبد الصمد الخرشانى وتوفى بمصر فى رابع عشرى رجب سنة ثمان وستين وستمائة.

وبهذه التربة قبر الإمام الفقيه أبى الحسن يحيى بن عبد المعطى ابن عبد النور المنعوت بابن بالزواوى الحنفى النحوى كان له يد فى العربية وألف الألفية المشهورة وزواوة قبيلة بالغرب بظاهر بجاية رحل من البلاد وأقام بدمشق مدة ثم دخل إلى القاهرة وتصدر بها فى أماكن وانتفع الناس به كثيرا إلى أن توفى فى سلخ ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وستمائة ومولده فى سنة أربع وستين وخمسمائة.

١٨٨

قبر الشيخ الأرزنى :

وفى قبلى تربة البلاسى قبور من جهة النفعة منها قبر الشيخ عمر الهندى وقبليها على الطريق تربة الشيخ العارف الصالح المعتقد أبى محمد عبد الله ابن مسعود بن مطر الرومى الأرزنى الصوفى قال الحافظ المنذرى سمعت الشيخ عبد الله الرومى يقول كان الشيخ أبو النجيب السهروردى يوصى المريدين بالعلم وتلاوة القرآن وكان سيدى عبد الله الرومى يقول كان اسمى الذى سمانى به أبى أتوى رسلان شاه فسمانى الشيخ أبو النجيب عبد الله فى سنة ستين وخمسمائة وسألته عن مولده فقال فى ليلة الاثنين فى العشر الأوسط من ذى القعدة سنة أربعين وخمسمائة وتوفى بالمشاهد الحاكمية بين مصر والقاهرة قبلى جامع أحمد بن طولون فى الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة.

مناقب الشيخ السهروردى :

حكى عنه صاحب كتاب محاسن الأبرار ومجالس الأخيار أنه قال مررت مرة مع الأستاذ أبى النجيب السهروردى بسوق السلطان ببغداد فنظر إلى شاة مسلوخة معلقة عند جزار فوقف وقال إن هذه الشاة تقول لى إنها ميتة فغشى على الجزار وتاب على يديه بعد أن اعترف بما جرى منه وهذا الشيخ أعنى أبا النجيب هو ضياء الدين عبد القاهر بن السهروردى هو سلك عبد الله الرومى الطريق وألبسه خرقة التصوف وأخبره أنه لبسها من عمه الشيخ الصالح وجيه الدين عمر بن محمد السهروردى وهو لبسها من يد والده العارف محمد بن عبد الله ومن الشيخ السائح أخى فرج الزنجانى

١٨٩

وأما والده فانه لبسها من العارف أحمد بن الأسود الدينورى وهو أخذ من سيد الطائفة أبى القاسم الجنيد رحمة الله تعالى عليهم.

وقال الشيخ مجد الدين أبو المعالى محمد بن عين الفضلاء فى كتابه مصباح الدياجى عن عبد الله الرومى أنه كان لقبه مجاهد الدين وأنة معروف بالخير والصلاح (وكان) الشيخ عبد الله الخامى يجمع الزوار فى ليالى الجمع ويبتدى بالزيارة من عنده ويختم الزيارة به تبركا بمن فى هذه التربة من الأولياء والآثار القديمة.

بعض قبور الصالحين بالمنطقة :

وبهذه التربة قبر الشيخ العارف المحدث الفقية المقرى ضياء الدين أبى المنصور واسمه عبد الله بن سعد الله بن محمد القرمى الشافعى أفتى ودرس وأفاد وانتفع الناس به ومات فى ذى الحجة سنة ثمانين وسبعمائة بالقاهرة ودفن بالغد وهذا أحد من اشتهر من القرميين الثلاثة والثانى مدفون بسرداب تحت الأرض فى أول شقة القرافة (والثالث) الإمام أبو عبد الله محمد بن شرف بن أحمد بن عثمان بن عمر القرمى مدفون ببيت المقدس.

امام القراء والنحويين نور الدين الشطنوفى :

وبهذه التربة قبر فى مقصورة خشب به الفقيه الإمام العالم شيخ المتصدرين إمام القراء والنحويين نور الدين أبو الحسن على بن يوسف بن جرير بن معضاد بن فضل اللخمى الشطنوفى المقرى القادرى أخذ الطريقة ولبس الخرقة من الشيخ العارف أبى إسحاق ابراهيم بن محمد بن محمد البغدادى المؤدب المحاسب عرف بالمفيد ومن الشيخ الصالح عماد الدين أبى صالح نصر بن الشيخ تاج الدين عبد الرزاق بن القطب العارف الشيخ عبد القادر الكيلانى

١٩٠

وهما لبسا الخرقة من التاج عبد الرزاق والد نصر وهو لبسها من أبيه السيد الشريف الحسيب النسيب مفتي الطريقين حجة الفريقين ذى الكرامات الظاهرة والمناقب الفاخرة قطب الدين محيي الدين أبى محمد عبد القادر الكيلانى قدس الله تعالى سره ونور ضريحه.

قال الذهبى إن أصل الشيخ نور الدين المذكور من قرية بالشام تسمى البلقاء وولد بمصر فى سنة أربع وأربعين وستمائة وكان ذا غرام بالشيخ عبد القادر الجيلى فجمع أخباره ومناقبه فى نحو ثلاثة مجلدات وكتب فيها عمن أقبل وأدبر فراج عليه حكايات كثيرة مكذوبة والله تعالى أعلم وقد أخذ عنه الشيخ العارف شرف الدين أبو الفتح محمد ويدعى صدقة العادلى.

قبر الشيخ ابن الزيات :

وبهذه التربة قبر الشيخ سراج الدين عمر بن حسين الأنصارى المحدث توفى ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان سنة سبع وأربعين وسبعمائة وبها قبر الشيخ الصالح العارف الربانى شمس الدين محمد بن ناصر الدين محمد بن جمال الدين عبد الله بن أبى حفص عمر الأنصارى الشافعى المعروف بابن الزيات العباسى المجذوب أحد أصحاب الشيخ الصالح العارف قطب زمانه أبى زكريا يحى بن على بن يحى المغربى الأصل المصرى المولد المعروف بابن الصنافيرى رحمة الله تعالى عليه وسيدى يحى هذا أخذ طريق التصوف عن والده سيدى على وهو أخذ عن والده يحى المغربى وهو أخذ عن الشيخ الإمام العارف بالله تعالى زين العابدين قامع المبتدعين شيخ القراء والمحدثين صاحب الكرامات الصادقة والاشارات الخارقة من أعرض عن الدنيا

١٩١

هاربا ، وأقبل على الآخرة راغبا ، الزاهد المعظم والولى المكرم أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر بن جزى الخزرجى الأنصارى الأندلسى البصير المعروف بابن الغزالة.

ولده صاحب الكواكب السيارة :

وقد توفى الشيخ محمد بن الزيات فى شهر الله المحرم سنة خمس وثمانمائة وهو والد شمس الدين محمد بن الزيات الصوفى الأزهرى صاحب كتاب الزيارات المعروف بالكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة وكان صوفيا بخانقاه سرياقوس وكان الفراغ من جمع الكواكب السيارة فى العشرين من رجب سنة أربع وثمانمائة ولم يزل يفيد الطالبين والواردين عليه إلى أن توفى ، وكانت وفاته فى يوم الأحد مستهل ذى القعدة سنة أربع عشرة وثمانمائة بخانقاه سرياقوس ودفن من يومه هناك.

وقد أخذ عن والده سيدى محمد بن الزيات جماعة من العلماء والصالحين منهم الشيخ المقرى المفسر الصوفى شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الله الأنصارى العباسى السعودى المعروف بالشاب التائب وكان يعظ الناس على كرسى بالزاوية التى أنشأها بخط البسطيين قبلى جامع الصالح خارج باب زويلة فإذا فرغ من التفسير والوعظ يقول هذا من بركة شيخى محمد الزيات ، ثم صار له ذكر شائع وأقبل الناس عليه ثم أنه توجه إلى الحج وأقام بمكة ووعظ بها ، ثم توجه إلى أرض اليمن ثم عاد إلى الشام وأقام بها وأنشأ بها زاوية بين النهرين فلم يزل يعظ الناس بها إلى أن توفى فى ثامن رجب سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تعالى وقد أخبر الشيخ محمد الزيات أنه كان فيمن حضر عند سيدى أبى العباس الكبير يحيى الصنافيرى فى زاوية سيدى

١٩٢

أبى العباس البصر إذ جاء إليه الشيخ الأستاذ القدوة السالك أبو المحاسن يوسف الكورانى العجمى زائرا وكان قد قرر مع نفسه أنه ليس له مكان يعرف وأنه قصد زيارة سيدى يحيى لطلب أو إشارة يفهمها فلما وقف على باب الزاوية ظهر له سيدى يحيى وقال له يا يوسف اكتب قال له نعم سيدى وما الذى أكتب قال له اكتب.

ألم تعلم بأنى صيرفى

أحك الأصدقاء على محكى

فمنهم بهرج لا خير فيه

ومنهم من أجوزه بشكى

وأنت الخالص الذهب المصفى

بتزكيتى ومثلى من يزكى

تربة الشيخ بدر الدين الميقاتى ومؤلفاته :

وتحت شباك المقصورة الذى داخل تربة سيدى عبد الله الرومى برق تحت حائط التربة به الشيخ بدر الدين حسين بن محمد بن أحمد الاسكندرى الأصل الميقاتى الشافعى السعودى أحد مشايخ الزوايا بالقرافتين المشهور بالكلابى الأزهرى ومولده بالقاهرة فى سنة احدى وخمسين وسبعمائة ، كان له فضيلة معروفة وصنف مصنفات منها كتاب (غرائب الاخبار فيما وقع للصالحين الأخيار) وجمع كتابا فيه قبور الصالحين بالقرافتين وأجاد فيه وأفاد وجمع كتابا فيه ذكر الخلفاء والملوك والأمم الماضية والقرون الخالية وغير ذلك وحدث عن جماعة من المحدثين وتوفى فى يوم السبت تاسع عشر جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وثمانمائة.

وإلى جانبه قبر الشيخ محمد بن عبد الله بن قدود السعودى الذاكر

١٩٣

وغربى تربة الشيخ عبد الله الرومى تربة قاضى القضاة بهاء الدين عبد الله ابن عبد الرحمن بن عقيل كان إماما فى النحو والقراءات السبع على التقى ابن الصائغ ولازم أبا حيان والشيخ علاء الدين القونوى وكان من الفقهاء وأوحد العلماء له من المصنفات شرح التنبيه والتسهيل وقطعة من التفسير ودرس بالقطبية وجامع القلعة ، وفى جامع طولون والزاوية بمصر وولى القضاء ولم تزل الناس تنتفع به إلى أن توفى فى ليلة الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول سنة تسع وستين وسبعمائة وله من العمر أحد وسبعون سنة وشهران وأربعة عشر يوما.

وتحت حائط هذه التربة عقد بناء به الشيخ أبو القاسم العسقلانى (وإلى جانبه) تربة الفقيه الإمام أبى جعفر البلقينى.

ثم تتوجه وأنت مستقبل القبلة إلى الخط المعروف بحارة الكتانيين تجد قبر الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله العسقلانى وقبره فى تربة لطيفة وعند رأسه عمود.

ثم تتوجه فى الطريق المسلوك طالبا الجهة الغربية تجد تربة فى حائطها مجدول حجر كدان بها شباك بها قبر أبى عبد الله محمد بن عبد الله الناسخ ثم تمشى فى الطريق المذكورة مغربا مجد تحت جدار الحائط قبرا مبيضا يقال إنه قبر الفران. وقيل هو قبر الشيخ عبد الله الدرعى.

قبر الامام شريح القضاعى وذكر بعض القبور :

(ثم تأتى إلى جهة هناك) تجد قبة خرابا بها قبر الإمام أبى شريح محمد

١٩٤

ابن زكريا بن يحيى بن صالح بن يعقوب القضاعى يروى الحديث عن محمد ابن يوسف الفريابى وغيره وكان رجلا صالحا توفى يوم الجمعة لاحدى وعشرين ليلة خلت من ذى الحجة سنة أربع وخمسين ومائتين (وله أخ) اسمه سعيد بن زكريا بن يحيى بن صالح بن يعقوب القضاعى يقال إنه عند أخيه وقد ادعى جماعة أنه القاضى شريخ بن الحرث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن راشد الذى هو من كبار التابعين وليس بصحيح فإن شريحا هذا كان قاضيا بالكوفة من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأقام على ذلك خمسا وستين سنة وكان أعلم الناس بالقضاء ولم ينقل عنه أنه دخل مصر وكانت وفاته فى سنة ثمان وسبعين من الهجرة وله من العمر مائة سنة وقيل مائة وعشرون سنة وقيل مائة وثمان سنين وقيل مات سنة ست وسبعين وقيل سنة سبع وثمانين من الهجرة وهو الراجح.

وأما شريح بن عامر السعدى الصحابى فإنه استشهد بالأهواز.

وأما شريح بن ميمون المهرى الجيزى الرجل الصالح فإن قبره فى جزيرة الحصن المعروفة الآن بالروضة كان أمينا على نيل مصر فى أيام سليمان بن عبد الملك ووفاته فى سنة عشر ومائة ، ولم يكن بالقرافة من اسمه شريح.

ومن وراء تربته حائط تربة بها قبر الشيخ الصالح فارس الدين نعيم ابن عبد الله الجيزى الصالحى الأصل وكان بالجيزة وكان للناس فيه اعنقاد وهو من كبار الصالحين.

ثم تأتى قبر الغاسولى وهو بالتربة المقابلة للمكان المقدم ذكره يفصل

١٩٥

بينهما الطريق المسلوك (وهناك) تربة بها شرحيل بن حسنة ثم تأتى إلى تربة بها رجل يقال له السهروردى.

وقال ابن الزيات فى كتاب الكواكب السيارة لا أدرى هل السهروردى صاحب التصانيف أم غيره؟ وهى تربة مشهورة (ومن ورائها) تربة قديمة بها قبر السيدة الشريفة المعروفة بصاحبة الدجاجة ولم يذكرها أحد من المصنفين سوى صاحب الكواكب السيارة.

وبالتربة المذكورة جماعة من الإشراف لا تعرف أسماؤهم (وكان) بالتربة المذكورة رخامة فى الحائط مكتوب فيها بالقلم الكوفى موسى بن عيسى بن منصور.

ثم ترجع إلى تربة بها قبر النجدى وهى أول المشاهد وسيأتى الكلام عليها أن شاء الله تعالى :

فأما من بها من الأشراف فهو السيد الشريف القسطنطينى (وبها) الشيخ أحمد النجدى وجماعة من الصلحاء (وعند) باب هذه التربة قبر الفقيه الزبير (وتحت) جدار الحائط تربة بها قبر الشيخ أحمد الاسكندرى.

وبحرى هذه التربة قبر الشيخ أبى عبد الله محمد المقدسى وهو قبر عند رأسه قطعة من الكدان مكتوب فيها اسمه ووفاته.

ثم تخرج من الدرب المستجد البناء تجد تربة محمد بن نافع الهاشمى مذكور فى كتب التاريخ معروف موضع قبره بإجابة الدعاء.

قبر عمرو بن العاص صاحب الرسول عليه الصلاة والسلام :

ثم تأتى إلى تربة عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد

١٩٦

السهمى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والى إمارة مصر حين افتتحها بأمر عمر ابن الخطاب رضى الله تعالى عنه ثم عزله عنها عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه ثم وليها ثانيا لمعاوية بن أبى سفيان ثم توفى بمصر ودفن بالقرافة.

واختلف فى قبره قال بعضهم إنه دفن فى تربة عقبة بن عامر الجهني وقيل هما فى قبر واحد (وقال) بعضهم إنه على طريق الحاج وطريق الحاج كانت من الفج ، وقيل انه القبر الكبير غربى قبر الإمام الشافعى وهو يعرف بمقابر قريش وهو الآن مجاور لقبر محمد بن نافع الهاشمى المقدم ذكره.

وقيل إنه شرقى مشهد السيدة آمنة بنت موسى الكاظم وقيل إنه القبر المعروف بقبر القاضى قيس السهمى وهذا المكان مبارك.

حكى إن رجلا جاء إلى هذا المكان للزيارة فوجد إنسانا جالسا هناك فسأله عن قبر عمرو بن العاص فأشار برجله فلم يخرج من المكان حتى أصيب وكانت وفاة عمرو بن العاص ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين من الهجرة وترك عمرو بن العاص لولده عبد الله بن عمرو بن العاص مائة أردب ذهب وسبع قناطير فضة فتورع عنها عبد الله بن عمرو ولم يلتمس منها شيئا (وكان) عبد الله بن عمرو المشار إليه إماما عالما زاهدا ورعا وهو أحد العبادلة الذين يدور عليهم العلم ، ومناقبه غير محصورة وهذا انتهاء الجانب الأول من شقة المشاهد.

(وأما الشقة الثانية) فابتداؤها من التربة المقدم ذكرها وانتهاؤها مشهد القاسم الطيب وهو قبر مولى عمرو بن العاص فإذا خرجت من هذه التربة مستقبل القبلة وأخذت يسارا خطوات يسيرة وجدت حوشا لطيفا به قبر الشيخ موسى بن رعانة وهو الدفن القديم (ثم تمشى)

١٩٧

مستقبل القبلة قاصدا مشهد السيدة زينب تجد عمودا فى حوش تحت قبة الشافعى مكتوب عليه هذا قبر الشيخ أبى العباس البصير ، وفاته معروفة قيل لم يكن فى القرافة من اسمه أبو العباس غير اثنين مشهورين أبو العباس البصير وأبو العباس الذى فى شقة الجبل.

ذكر مشهد السيدة زينب :

ذكر المشهد المعروف بالسيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنورى (١) ابن زيد الأبلج بن حسن السبط بن على بن أبى طالب ذكرت فى طبقات الأشراف (والاشراف) على أنواع فمنهم حسنى ومنهم حسيني ومنهم جعفرى ومنهم زينبى فأما الإشراف الحسنيون فهم المنسوبون إلى إلى الإمام الحسن بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم.

وأما الحسينيون فهم المنسوبون إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم.

وأما الجعفريون فإنه نسبة إلى الإمام جعفر الطيار بن أبى طالب.

وأما الزينبى (٢) فإنه منسوب إلى السيدة زينب بنت يحيى المتوج.

__________________

(١) وهذا المشهد معروف الآن بالسيدة فاطمة العيناء وقد استولى عليه عميد أسرة المناسترلى وجدده واستعمله مدفنا له ولذريته وجدد مشهد السيدة فاطمة والسيدة زينب.

(٢) نقول تصحيحا أن الأشراف الزيانبة لا ينسبون الى زينب هذه فانها من المعروف أنها ماتت عاقرا وليس لها ذرية. وانما ينسبون الى السيدة زينب بنت الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه صاحبة المشهد المعمور المعروف المزار والأشراف الزبانية هم والجعافرة شىء واحد لأن عبد الله بن جعفر الطيار كان زوجا للسيدة زينب .. ويوجد جعافرة آخرون من غير السيدة من أولاد جعفر الآخرين الا أن هؤلاء أعرق فى النسب.

١٩٨

نبذة عن المشهد :

ومشهد السيدة زينب المقدم ذكرها معروف بإجابة الدعاء ، إذا دخل الزائر إلى المشهد المذكور وجد أنسا عظيما كان أهل مصر يأتون إلى زيارتها وكان الظافز الفاطمى يأتى إلى زيارتها ماشيا وهو المشهد المجاور لقبر عمرو بن العاص وليس فيه خلاف وبه جماعة وتاريخ وفاتها مكتوب بالرخامة التى عند رأسها (وقيل) أن النيل توقف فى بعض السنين فجاء أهل مصر إلى هذا المشهد يستسقون فجرى النيل بإذن الله تعالى :

وكانت وفاتها سنة أربعين ومائتين.

وأما من بهذا المشهد من الاشراف فالسيدة فاطمة العيناء ابنة القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمد الباقرين على زين العابدين ابن الإمام الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم.

قيل إنما سميت بالعيناء لحسن عينيها والدعاء فى محرابها مجاب (وقيل) كانت تعرف بالعربية وكان فيها شبه بفاطمة الزهراء وكانت شبيهة بالحور العين.

مآثرها :

حكى بعض من خدمها أنه كان يقرأ فى سورة الكهف فغلط فردت عليه من داخل القبر وكان المصريون يعظمون هذا المشهد لما رأوا من عظيم بركته.

ولما بنى مشهد الإمام الشافعى رحمه الله تعالى نقلوا من حوله

١٩٩

أمواتا إلى هذا المشهد وهى القبور التى مع الحائط فقيل إنهم يعرفون بينى زهرة.

وقال بعض مشايخ الزوار : بهذا المشهد السيد الشريف محمد بن إسماعيل ابن عبد الله الحسينى وزيد بن أحمد بن يحيى بن محمد بن على بن إسماعيل بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم (وبه أيضا) يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم الحسينى وزيد ابن محمد بن يحيى بن محمد بن على بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم أجمعين (وبه) أيضا أبو القاسم بن محمد بن على المسن بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم.

وبه أيضا قبر أبى طالب والحسن بن جعفر وقبر محمد بن حمزة بن محمد وقال بعض النسابين إنهم كلهم بمشهد السيدة أم كلثوم وبالمشهد المذكور أيضا تربة لطيفة بها قبر الشيخ أحمد السردوسى خادم سيدى أحمد البدوى وبالمشهد أيضا جماعة من ذرية السيدة أم كلثوم ولهم عقب يعرفون بالكلثوميين ويعرفون أيضا بالطيارة ، قيل الكلثمة عبارة عن تحسن فى الخدود والوجه والله سبحانه وتعالى أعلم.

ثم تخرج من المشهد المذكور قاصدا جهة الغرب نجد تحت حائط المشهد قبر الشيخ داود خادم السيدة فاطمة العيناء.

ثم تمشى فى الطريق المسلوك تجد قبرا بين الجدر هو قبر السيدة هند

٢٠٠