تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي

تحفة الأحباب وبغية الطّلاب

المؤلف:

نور الدين علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوي الحنفي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الكليّات الأزهريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٧١

وقد ادعى أن السيد الشريف زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب قبره فى طريق مصر وهذا قول لا أصل له.

وذكر ابن خلكان أن هذا القبر يعرف عند أهل مصر بيحيى الدرعى وهذا أيضا لا أصل له.

وقيل ان أبا بصرة الغفارى مدفون بالمشهد الذى يقال ان فيه أبا ذر الغفارى وهذا غير صحيح وإنما يقال أنه مع سيدى عقبة بن عامر الجهنى وسوف نذكره هناك ان شاء الله تعالى ومنه تأخذ مشرقا تجد قبر ريان فى أعلى الكوم وله خطة وكومه احد الأكوام السبعة وهناك قبور كثيرة مجهولة الأسما لا صحة لها.

وهناك قبر خد الورد بقرب درب ابن القسطلانى ومسجد مخلص بن الكنانى ثم تجىء إلى سوق الغنم من الجهة الغربية من مصر تجد مشهد عفان بن سليمان البغدادى المصدق عدله القاضى ابن رستم وكان رجلا تاجرا كثير المال قيل لم يخلف عفان قط عقارا لذريته وإنما جعلها صدقة لله سبحانه وتعالى وكان لا يبيت فى كل ليلة حتى بطعم أهل خمسمائة بيت وكان يلقى الحاج من العقبة بطعام من مصر واشترى له أحمد بن سهل ألف جمل من بر فبلغ ثمنها إلى ثلاثة أمثال فخرج وجلس على باب داره وقال لأحمد بن سهل اجمع لى من يشترى هذا البر فجمع له الناس فلما قدموا له ثمنها قال والله لقد ادخرتها عند الله سبحانه وتعالى ففرقها على الأرامل والفقراء وأراد بعض البحرية أن يقطع شبابيك تربته فسمع من يقول لا تفعل فلصاحب هذا القبر جاه عند الله وهذه التربة لها حدود اربع قبليها إلى الزقاق الضيق وبحريها إلى زقاق القناديل وشرقيها إلى سوق الوبر وغربيها إلى دار الانماط وهو مشهد مبارك والناس يدعون عنده.

١٢١

قصة صاحب المشهد المبارك :

وقيل سبب غناه أنه كان فى ابتداء أمره خياطا فرأى فى المنام هاتفا يقول امض إلى بغداد تستغن ، ثلاث ليال متوالية فمضى إلى بغداد ودخل بها وجلس على دكان أقام بها شهرا يخيط به فزاد به الوجد من المنام الذى رآه بمصر وتغير حاله على معلمه فقال له المعلم أخبرنى ما بك قال له سافرت لأجل منام ولم أجده ، فقال له وما هو؟ فقص عليه المنام فقال له المعلم هذه أضغاث أحلام أنا لى سنين كثيره يقول لى هاتف امض إلى مصر تستغن فقال كيف صورة ما قال لك؟ فقال قال لى : امض إلى الدار العلانية فإذا هى دار عفان فترك المعلم وعاد إلى مصر فحفر الموضع الذى سماه له المعلم فبان فيه مال عظيم فعمل منه الخير العظيم والصدقات.

امام المسجد وقصته مع عفان :

قيل إنه كان له امام يصلى به وكان هذا الامام من الصالحين لا يخرج من مسجده ليلا ولا نهارا فجاءه فى بعض الأيام رجل وأودع عنده صندوقا فيه عشرة آلاف دينار وكان له بنات فزوجهن جميعهن فلما كان فى بعض الأيام رأى زوجته تشترى شوارا بجملة من المال فقال لها من أين هذا الذى تشترى به هذا الشوار؟ فقالت له من عند الله تعالى ، فسكت وتركها ومضى فلما قضى صاحب الوديعة حجه جاء إليه وسلم عليه وطلب صندوقه فدخل للصندوق فلم يجد فيه شيئا فقال لزوجته أين الذى كان فى الصندوق فقالت له شورت به بناتك فقال شورت بوديعة الرجل!! ثم لطم رأسه وخرج إلى الرجل فقال له أمهل على غد واعتذر بعذر ومضى من ساعته ، ودق الباب على عفان فخرج له غلام عفان ثم عاد إلى سيده وأخبره أن امام المسجد قد وقف بالباب فتعجب عفان من ذلك وقال هذا شىء لم يكن

١٢٢

قط فخرج إليه مسرعا وقال له ما الخبر؟ فقص عليه قصته فقال له لا تخف وأتني بالصندوق فجاءه بالصندوق فملأ فيه الأكياس كما كانت وربطها وأغلق الصندوق كما كان وأخذه ومضى به إلى بيته ، فما كان الصبح إلا وصاحب الوديعة أتى إليه وسلم عليه فسلم له الصندوق ففتحه فاختلف عليه رباطه وعلامته فقال ما هذه علامتى فتحت صندوقى؟ فقال له يا أخى ما تعرف وزنه وعدده؟ قال نعم أخبرنى ما جرى فى الصندوق ، قال يا شيخ زن المال واستعده فان نقص شيئا دفعته إليك قال ما آخذ المال إلا بعينه فقال سألتك بالله لا تفضح شيبتى وخذ عوض مالك فحلف له يمينا مؤكدة ما آخذ إلا مالى بعينه أو تخبرنى ما جرى على هذا لملال ، فحدثه بما جرى على الصندوق فقام صاحب الصندوق وقبل رأسه وقال له جزاك الله تعالى عنى خيرا صاحب هذا المال أخرجه لأهل القرآن أو لمن يشور به ضعيفا أو امرأة أرملة أو يكسو به عريانا وما أشبه ذلك وتركه ومضى فقام الامام إلى عفان وقص عليه القصة وأحضر له الصندوق وقال خذ مالك جزاك الله تعالى خيرا فقال له عفان يا أخى أنا أخرجته لله تعالى فلا يرجع إلى فأخذه الامام ومضى إلى بيته ، وكان عفان يخرج إلى الجامع وقت صلاة الصبح وفى كمه صرر من العشرة دفانير إلى الخمسين دينارا ويفرقها على الفقراء وغيرهم فلما كان فى بعض الايام رأى رجلا صلى واستند إلى حائط القبلة وكان الرجل مهمو ما قد انكسر عليه لعفان مائة دينار قد ألح عليه وكيله فى الطلب ونيته السفر فأسقط عفان فى حجره صرة فيها خمسون دينار فانتبه الرجل فوجد فى حجره صرة فيها خمسون دينارا فأخذها وفتح دكانه فجاء إليه الوكيل فدفعها إليه بجملتها فأخذها الوكيل وجاء بها إلى عفان مع جملة الصرر فأخذها فعرفها فقال للوكيل أتعرف صاحب هذه الصرة؟ فقال نعم

١٢٣

فقال ائتنى به فمضى إليه وجاء به فقال له عفان من أين لك هذه الصرة؟ فقال له يا سيدى انكسر لوكيلك على مائة دينار فصليت الصبح ثم دعوت الله سبحانه وتعالى وأسندت ظهرى إلى حائط المحراب فلم أشعر حتى وجدت هذه الصرة فى حجرى ففرج عنى بها ، فقال لوكيله لا تطالب بالمائة وامحها عنه ودفع له الصرة وقال له خذ هذه رقع بها حالك.

خليفة مصر وزيارته لقبر عفان :

وقيل إن الحافظ لدين الله العبيدى خليفة مصر رأى فى المنام قائلا يقول له يا عبد المجيد لم لا تزور قبر عفان بن سليمان فركب وزار قبره ودعا عنده فى الشباك (وكان) قاضى مصر يخلو به ويحدثه ويسأله عن الناس فيقول له لا تسألنى الا نفسى وتقصيرها وعجزها عن فرائض الله عليها.

مآثر الشيخ عفان :

واتفق أن رجلا فقيرا كان يعمل فى صنعته كل يوم بدرهم وربع درهم وله أولاد صغار فاشتهوا عليه شيئا من الحلوى فاشترى لهم بما عمل به فى ذلك اليوم نيدة فلما جاز على طريق دار عفان عثر فى الأعدال فوقعت النيدة من يده وتبددت وعفان ينظر اليه وهو واقف باهت فاستحضره عفان واستخبره عن قصته فأخبره بها ، فقال له عفان : ارجع الى الاعدال فما كانت عليه نيدتك فخذه فوجد النيدة قد وقعت على عدل واحد فأخذه ومضى.

أسباب ثراء عفان وزهده :

وقيل إن سبب غنى عفان هذا أنه كان يعمل الخياطة فاشترى عبدا زنجيا شابا ليخدمه فلما كان فى بعض الأيام أمره عفان أن يوقد التنور ليخبز فيه فسجر التنور وأوقده فشهقت النار فى التنور ففرح العبد وطرب

١٢٤

لشهيق النار فمضى إلى ثياب عفان التى كان يتجمل بها فألقاها فى النار وعمامته وكل ما كان لعفان فلما رأى عفان ما صنعه العبد رزقه الله تعالى الحلم والصبر فأعتق العبد وزوده وأخرجه ورجع عفان إلى بيته فسمح الناس ما فعل العبد مع عفان وما فعل عفان معه فى العتق فوقع لعفان فى قلوب الناس المحبة فجاء رجل من كبار تجار مصر إلى عفان وقال له عندى بضاعة تصلح للهند وقد اخترت أن تذهب لى بها ومهما ربحت فلك كذا واتفقا على ذلك فجهزه التاجر فخرج عفان ومعه البضاعة إلى البحر المالح فسافر فيه إلى عدن وأقام بها ما شاء الله ثم ركب البحر ودخل إلى بحر الهند وباع ما كان معه من البضائع وربح ثم رجع فعصفت عليهم الريح فألقت الريح بالسفينة إلى بلاد الزنوج فخافت التجار على أنفسهم وأموالهم ودخلوا إلى البر استقبلهم الزنوج وجعلوا يأخذون رجلا رجلا يحملونه ويردونه إلى السفينة ليعرضوه على ملكهم والملك لم يتكلم مع أحد منهم فلما أخذوا عفان أدخلوه على الملك فلما رآه قام اليه وقبل يديه ورجليه ووقف بين يديه ففزع عفان من ذلك فقال له الملك ألست عفان الخياط بمصر : الذى اشتريت غلاما زنجيا وأحرق ثيابك ولم تؤذه وقد أساء اليك وأعتقته وزودته؟ فقال عفان نعم أيها الملك فقال الملك يا عفان أنا هو ذلك العبد الذى اعتقنى وقد أعطانى الله تعالى هذه النعمة ببركة إحسانك إلى وجميع هذه المملكة لك وأنا ملك على هؤلاء وأنت ملك على فحمد الله تعالى عفان على ذلك وقال له أيها الملك أنت لى كالولد وبلادك لا تصلح لى ولا لمثلى فأمر له بسفينة وحمل فيها من الأموال مالا نهاية له ووهبه السفينة وجميع ما فيها وبعث معه من عبيده من وصله إلى بلاد اليمن ثم إن عفان رجع من بلاد اليمن إلى مصر ومعه مال لا يحصى فكان رحمه الله تعالى لا يرد سائلا وعمل الدور والحانات

١٢٥

والدكاكين والحمامات وأوقف الكل لله عز وجل على الفقراء والمساكين جعل داره تربته وكان يصلى فيها.

وفاته :

وكانت وفاته فى سنة ست وعشرين وثلثمائة ولعفان هذا تراجم واسعة وخيرات كثيرة من اصطناع المعروف والبر للخاص والعام اختصرنا ذلك خوفا من الاطالة رحمة الله تعالى عليه وإلى جانب قبر عفان قبر القاضى ابن رستم وكان صالحا جليلا متواضعا ذكره ابن الضراب فى طبقات القضاة وذكر له ترجمة. وفى الجهة البحرية من قبر عفان قبر أحمد ابن جعفر الريانى مات بعد الأربعمائة وله أخبار حسنة مع الفاطميين.

قبر محمد بن أبى بكر :

وبظاهر مصر قبر أبى القاسم (١) محمد بن الإمام أبى بكر الصديق بن أبى قحافة مات مقتولا بأمر معاوية بن خديج لأربع عشرة خلت من صفر سنة ثمان وثلاثين وكان مولده سنة حجة الوداع وقيل إنه أحرق بالنار فى جيفة حمار ودفن فى ذلك الموضع فلما كان بعد سنة أتى زمام مولى محمد بن أبى بكر إلى الموضع فحفر عليه فلم يجد سوى الرأس فأخذه ومضى به إلى المسجد المعروف بمسجد زمام فدفنه فيه وبنى عليه المسجد ويقال إن الرأس فى القبلة وبه سمى مسجد زمام.

__________________

(١) قبر أبى القاسم : وهو معروف الآن بشارع باب الوداع ومعروف بسيدى محمد الصغير كما كان يوجد له ضريح آخر بشارع حيضان الموصلى تجاه جامع سودون القصروى ، والمعروف بجامع الدعاء كما أن هناك قبرا لأخيه موجود فى درب البرابرة من شارع الخليج البحرى معروف بعبد الرحمن بن أبى بكر الصديق المعروف بابن المغربل.

١٢٦

العثور على رأسه وبناء مسجده :

وقيل لما شق بعض أساس الدار التى كانت لمحمد بن أبى بكر وجد رمة رأس قد ذهب فكه الأسفل فشاع فى الناس إنه رأس محمد بن أبى بكر رضى الله تعالى عنهما وتبادر الناس ونزلوا الجدار وموضعه قبلة المسجد القديم وأمر بحفر محراب مسجد زمام وطلب الرأس منه فلم يوجد وحفرت أيضا الزاوية الشرقية من هذا المسجد والمحراب القديم المجاور له والزاوية الغربية من المسجد فلم يجدوا شيئا ومكان هذا الرأس معروف مشهور بين كيمان مصر.

تجديد المسجد :

ولما كان فى أوائل دولة السلطان الملك الأشرف برسباى جدد هذا المكان المقر التاجى تاج الدين الشوبكى الشامى والى القاهرة المعروف بالتاج ، وعمل فيه الأوقات والسماعات وهو مكان مشهور باجابة الدعاء عند أهل مصر وقد اختلف فى كونه صحابيا أو لا فمنهم من عده فى الصحابة لأنه ولد فى حجة الوداع ومنهم من لم يعده فى الصحابة.

أبو القاسم أحد الصحابة :

وقال أبو زرعة الرازى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه (وكان) محمد بن أبى بكر كثير العبادة ناسكا كنيته أبو القاسم والقاسم ولده والقاسم هذا هو عالم المدينة وهو أحد الفقهاء السبعة رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.

مسحر النبى عليه الصلاة والسلام وتصحيح المقولة :

ثم تقصد دار الإنماط عند الدخول من درب الديباج تجد مشهدا حسنا

١٢٧

مكتوبا عليه هذا مشهد مسحر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا صحة له لأن مؤذنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن أبى رباح وابن أم مكتوم واسمه عبد الله وأبو محذورة سمرة بن مغيرة الجمحى بمكة وسعد القرظى بقباء فأما بلال فإنه مات بدمشق أو بغيرها وأما ابن أم مكتوم فمات بالمدينة وأما أبو محذورة فإنه مات بمكة وأما سعد المذكور فإنه مات بالمدينة وقيل بغيرها ولم يمت أحد مؤذنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر وهذا القبر يزار للتبرك.

ونقل ابن عبد الحكم فى تاريخه أن عبد الله بن عمرو بن العاص مات ودفن فى داره بدار البركة وهو من أكابر الصحابة والمشار إليه فى الحديث والورع ، قال ابن الهيعة لما مات عمرو بن العاص ترك مائة أردب من الذهب فقال ولده عبد الله والله لا آخذ منها شيئا فإن أبى كان أميرا فتركها ولم يأخذ منها شيئا وقيل إنما مات عبد الله بن عمرو بالشام وقيل بمكة وقيل بمصر وقيل بالطائف.

قال حافظ العصر أبو الفضل بن حجر هو الصحيح.

مذبح الجمل :

قال بعضهم : وبمصر الموضع المعروف بمذبح الجمل فيه قبر الرجل الصالح (مسلمة بن مخلد) بن صامت بن ماجد الأنصارى الزرقى ولد بعد الهجرة وقيل قبل الهجرة وقال ابن عبد البر جمعت له ولاية المغرب ومصر وقال الكندى : هو أول من رفع المنار على المساجد وأم بالجامع وكان لا يسمح أحد قراءته إلا بكى لحسن صوته وقيل إنه فى أيام ولايته على مصر هدم ما بناه عمرو بن العاص بالجامع بمصر وبناه غير بنائه وزاد عليه.

١٢٨

أصل بناء العتيق :

وكان أصل بناء هذا الجامع العمرى المعروف بالجامع العتيق أن أمير مصر عمرو بن العاص لما فتح الله عليه أرض مصر بنى هذا الجامع سنة إحدى وعشرين من الهجرة فكان خمسين ذراعا فى ثلاثين ذراعا ولهذا الجامع ترجمة واسعة لم نذكرها خوف الاطالة.

قال ابن عبد البر إن مسلمة مات بمصر وقيل بالمدينة وقال ابن يونس مات بالاسكندرية وقال الحافظ عبد الغنى مات بمصر وتوفى رحمه الله تعالى لخمس بقين من رجب سنة اثنتين وستين من الهجرة.

قال حافظ العصر أبو الفضل بن حجر الشافعى رحمه الله تعالى : مسلمة ابن مخلد بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام الأنصارى مات بمصر وقبره معروف والله سبحانه وتعالى أعلم.

وقد ذكر شهاب الدين أحمد بن معين بن على المصرى المعروف بالأدمى أن بطريق مصر قبورا كثيرة بأسماء الصحابة منها ما هو معروف ومنها ما هو مجهول ، وإذا وصلت هذا الطريق فابدأ بالزيارة من الخط المنسوب إلى أبى ذر المقدم ذكره ومنه إلى خوخة جوسق تجد مسجدا أرضيا فيه قبر الشيخ الصالح العارف صالح الدرعى المجاهد فى الله (ثم تقصد آخر الرقوتين) من آخر القنطرة تجد على يسارك مسجدا أرضيا فيه قبر الشيخ الصالح أحمد ابن عبد الله المعروف بنذر النبى صلى الله عليه وسلم (وبدرب البقالين قبر السيد محمد بن عقبة وسيدى موسى أخيه) ابنا عقبة بن عامر الجهنى ، وأبو القاسم الدرعى وأبو بصرة الغفارى آخر حارة درب البقالين وفيه أيضا قبر السيد محمد عرف بأبى رغانة الدرعى فهذه أسماء مجهولة ولم يعرف لعقبة ولد ولا أخ لكن له أخت معروفة مشهورة سوف نذكرها عند ذكره إن شاء الله تعالى وكذا نذكر أبا بصيرة عند ذكر عقبة بن عامر.

١٢٩

قبر سعد القرظ :

وقد ادعى قوم أن به قبر سعد بن عابد المعروف (بسعد القرظ) وإنما قيل له سعد القرظ لأنه كان يتجر فيه ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وبارك عليه وجعله مؤذن مسجد قباء وخليفة بلال فى الأذان إذا غاب ولما سار إلى الشام ، فلم يزل الأذان فى عقبه وعاش إلى أيام الحجاج وقد تقدم ذكره.

مقابر بعض الصالحين :

ويقابل هذا القبر قبر عند المدابغ به السيد أبو خرزة (وبدرب القسطلانى قبر سيدى يونس الثقفى) توفى سنة عشر ومائة (وإلى جانب مدرسة الافرم) قبر سيدى يحيى الدرعى (وبقرب مسجد السدرة) قبر السيد الشريف عبد الله بن عبد القادر بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب (ومنه) إلى قبر السيد محمد ابن ربيعة الأنصارى (ومنة) إلى الموضع المعروف ببحر الوز تجد قير السيد يحيى الشهير بالأعمش وقبر سيدى عبد الله الدرعى (ومنه إلى رأس عقبة العداسين قبر سيدى محمد ياسين المحدث) توفى سنة اثنتين ومائتين (وفى زقاق المجانين مسجد النخلة) ويعرف بمسجد القبة به قبر سيدى عبد الرحمن الدرعى المجاب الدعوة (ومنه إلى قبر السيد محمد بن زيد بن عبد الله بن زيد الحسنى (وقبره عند الخشابين من الجهة البحرية) وهناك قبر السيد محمد ابن أحمد وأبى بكر بن محمد الدرعى المعروف بابن الاهوارى (ثم تقصد درب الرصاصى تجد سقيفة) ادخل إليها تجد مسجد عائشة بنت أحمد ابن طولون ثم تجد قبر رجل من ذرية القاسم يعرف بالشيخ الشريف وبالزقاق (بالبراذعيين) قبر سيدى أحمد بن جعفر (وبخط مصاطب

١٣٠

الطباخين) قبر سيدى سبأ بن مصبح المازنى (وبخط الاكراد) قبر محمد بن الأسود الدرعى (ثم تقصد شرقى سوق الغنم) إلى الزقاق المسلوك إلى قبور السادة المجاهدين فى سبيل الله المعروفين بالأربعين وبالقرب منهم سيدى وهبان بن عبد الله الدرعى (ثم تقصد إلى درب الصفا) تجد قبر السيد محمد ابن مسلمة بن مخلد الأنصارى الزرقى (١) (ثم تقصد) إلى درب الوداع تجد قبر سيدى محمد بن يعقوب الدرعى المعافرى توفى سنة اثنتين ومائتين ودفن معه درعه ومنه إلى قبر الشيخ على الدرعى (وفى قبور مصر قبر الشيخ مالك المصرى) وإلى جانبه قبر الشيخ فتوح الطالبى من الطالبية (وهناك خلق لا تحصى) درست قبورهم وتغيرت.

قبر الشريف بن حمزة سليل على بن أبى طالب :

قال الشيخ أحمد الأدمى ثم تقصد قريب البحر مقابل جزيرة الروضة تجد قبر السيد الشريف أبى عبد الله بن الحسن بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالب كرم الله تعالى وجهه توفى سنة ثلاثين وثلئمائة ولم يكن من انفرد من أولاد الشريف الميمون (٢) بن حمزة بالدفن

__________________

(١) ابن مخلد الأنصارى الزرقى : وهو موجود اليوم بطريق مصر القديمة وهو مزار يزار للآن.

(٢) الشريف الميمون : وهو معروف باسم ساعى البحر ولكن نجد فى عمدة الطالب وبحر أنساب الأزوقانى وغيرهما أن الصواب هو : محمد بن الحسين المدعو أبو الشفق بن حمزة بن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر بن على زين العابدين بن الامام الحسين الأكبر ابن الامام على بن أبى طالب. وهو مدفون بالقبر ومعه قبر شقيقه جعفر عرف بساعى البحر. أما قصة تسميته (أبو الشفق) فانها ترجع لأبيه ويرجع النسب الى أشراف مصر وهى طوائف تعرف ببنى ميمون وبنى حمزة وبنى حسان والتاريخ لا يذكر أحدا منهم.

١٣١

عنهم إلا هذا وأما أولاد الشريف بن حمزة ففى القرافة فى أماكن كثيرة متفرقة.

قصة مزار الشريف أبى الشفقة :

وقيل إن هذا الشريف يعرف يأبى الشفقة وهو أنه لما كان فى بعض السنين توقف النيل فشق عليه وعلى أهل مصر فصار يسعى على شاطىء النيل ويبكى ويدعو ثم إنه سأل أهل العلم ومن له معرفة بالتاريخ عن الكتاب الذى أرسله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تبارك وتعالى عنه مع حاطب بن أبى بلتعة بن أسد إلى المقوقس إلى أن دل عليه فأخذه وبيته إلى جانبه وهو فى أمر عظيم فرأى الإمام عمر فى المنام وهو يقول له يا أيا الشفقة قم وألق الكتاب فى النيل فقام وألقى الكتاب فى الماء فكانت أخصب سنة على أهل مصر فلما مات دفن قريبا من البحر فاشتهر عند أهل مصر بساعى البحر والله أعلم.

رحبة الملح وقبر الشيخ ابن الجصاص :

(ثم تقصد) إلى رحبة الملح ويقال لها غير ذلك تجد قبرا دائرا يقال إنه قبر الشيخ الصالح المحدث أبى الحسن على بن عبد الرحمن بن الحسن المصرى السكندرى الشهير بابن الجصاص كان لأهل مصر فيه اعتقاد زائد وكان له سند عال فى رواية الحديث وكانت وفاته فى سنة خمسين وخمسمائة وقبور مصر كثيرة جدا قد ذكرنا منها نبذة فإن هذا الأمر لا ينحصر.

قبور الجيزة المقابلة لمدينة الفسطاط :

وأما قبور الجيزة التى فى البر العربى من النيل مقابل مدينة فسطاط

١٣٢

مصر) فيقال إن بها قبر الشيد كعب (١) بن يسار بن ضنة العبسى قيل إنه ولى قضاء مصر أياما وقيل لم يرض بالولاية (وبها) أيضا قبر كعب بن عدى المنوفى الجيزى كان من العياد شهد فنح مصر وقيل أن بها قبر نبيط بن شريط قال المنذرى إنه مات بالجيزة.

وبها قبر كتب عليه العوام أبو هريرة وأبو هريرة مات على فراسخ من المدينة وحمل إليها ودفن بالبقيع وكان حضر قتال معاوية وعلى رضى الله تبارك وتعالى عنهم فكان إذا صلى صلى خلف على وإذا أكل معاوية حضر إلية وأكل معه وإذا كان وقت الحرب صعد إلى كوم فجلس عليه فقيل له ما هذا؟ قال الصلاة خلف على أقوم وطعام معاوية أدسم والقعود على هذا الكوم أسلم.

وأما أبو هريرة الذى بالجيزة فكان معروفا بالصلاح والدين والخير ، وبها على النيل مدرسة السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ جددها سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة فى شهر رمضان وكان الذى أنشأها أولا القاضى زين الدين الخروبى كبير التجار بمصر.

(ومنها إلى سوق الدواب) نجد زاوية بها قبر الشيخ محمد الكومى (وغربى هذه الزاوية) جوسق الشيخ محمد الخروبى المغربى ويقال إن عنده قبور جماعة من الصالحين.

وبها قبر الشيخ على البغدادى خادم الشيخ محمد الكومى إلى جانبه (ثم تقصد) حارة الشاميين تجد أولها مسجد الفقيه عبد الله العطار به آثار

__________________

(١) قبر كعب بن يسار وهو معروف الآن بكعب الأحبار بالجيزة ويوجد قبر أبو هريرة بن النقاش أحد الوعاظ بجامع طولون.

١٣٣

صالحة (وقبلى) المسجد قبر الشيخ صفى الطاهر (وغربى) المسجد زاوية بها قبر سيدى قداح بن عبد الله الأنصارى توفى سنة أربعين ومائة وعنده قبور جماعة من خدامه (ثم تقصد) إلى زاوية بها قبر الشيخ محمد وعرف هناك بشحيمة (وغربيه) قبر الشيخ يوسف الزهرى (وقبليه) قبر الشيخ محمد القدورى (وقبلى) زاوية الشيخ شحيمة قبر الشيخ الصالح أبو الورد يحيى ابن عبد الله الأنصارى (وقبلى) زاوية أبى الورد زاوية جديدة مكتوب عليها هذا قبر المقداد بن الأسود الكندى وليس بصحيح.

وبها قبر على بن عبد الله الشهير بعرفات خادم سيدى محمد القدورى إلى جانب شيخه (ثم (١) تقصد) إلى غيط هناك يعرف بغيط الخطيب به كوم عال

__________________

(١) فى هذا الموضع قد فات السخاوى بعض المزارات الموجودة بهذه المنطقة (مدينة مصر القديمة) وما يتصل بها من مزارات البر الشرقى حيث الجيزة وما فاته بهذه الجهة زاوية الكازرونى وقد ذكرها المقريزى فى الربط من خططه وترجع هذه الى الشيخ السالك بهاء الدين الكازرونى.

كما أن السيوطى فى كوكب الروضة قد ذكر ما سبق وكانت هذه الزاوية غربى سراية الخديو اسماعيل وبنتها والدة الخديو وأقام بها الشيخ على القشلان أحد رجال الطريقة القادرية. والكازرونى هذا هو محمد بن عبد الله الكازرونى.

ثم نجد فى شمال قرية كفر قايد بيه جامع السلطان الملك الأشرف قايتباى ملك مصر وهو يسمى بجامع الفخر نسبة للأمير فخر الدين محمد ابن فضل الله وزير الحربية فى القرن الثامن.

كما يوجد بالمنطقة مزارات مثل ضريح ينسب للمقداد بن الأسود وآخر لأبى هريرة وقبر شريح بن ميمون المهرى وجامع عقبة بن عامر الصحابى.

ثم فى جنوب الجيزة قبر الامام محمد بن الربيع الجيزى صاحب الشافعى ـ ثم ضريح الشيخ الجيلالى بن المختار السباعى.

ثم نجد شرقى جامع عمرو ضريح الشيخ تاج الدين النخال وهو أخو تاج الدين بن عطاء الله السكندرى العالم الصوفى المشهور وبجامع عمرو ـ

١٣٤

به زاوية بها قبر الشيخ على النقلى (وإلى جانبه) قبر الشيخ السخاوى (وإلى جانبه) قبر الشيخ الصالح خليل الصياح (وبها مكان يعرف بساقية مكى) بها قبور جماعة من الصالحين.

منها قبر السيد الشريف أبى الحسن على بن عبد الله النجار.

وهناك قبر الشيخ مهنا الرفاعى وقبر الشيخ خضير الجزيرى (وغربى) زاوية النقلى قرية خراب تعرف بالصالحية بها قبر الشيخ قريش الجيزى وهناك قبور سماسرة الخير وقبور السادة عرفاء المكتب.

وهناك قبر الشيخ جابر الشهيد وولديه الشيخ عبد الرحمن ومحمد الذبيحين الشهيدين.

وبحرى قبر الشيخ جابر قبر الشيخ خالد بن عبد العزيز الجيزى وإلى جانبه قبر الشيخ عبد الله الخادمى وبحريهما قبر الشيخ غانم الصالحى وإلى جانبه قبر الشيخ سلامة الجيزى وهناك قبر الشيخ الأجل عبد الله بن بنت أبى هريرة الجيزى (وبحرى هذه الجهة زاوية) بها الشيخ الصالح الأجل عبد الله ابن بنت أبى هريرة الجيزى (وبحرى هذه الجهة زاوية) بها الشيخ ناصر الدين عبد الله السطوحى ومنه إلى قبر الشيخ يحيى الحردفوشى وإلى جانبه قبر الشيخ مخلوف الطويل الشاطر وإلى جانبه قبور السيدات البنات الأبكار ثم إلى قبر الشيخ الصالح أبى العباس الطنجى المغربى وله ابنة من

__________________

ـ قبر عبد الله بن عمرو بن العاص ومنها جامع المقياس من انشاء بدر الجمالى وزير المستنصر الفاطمى ثم عمره قانصوه الغورى وجدده حسن باشا المناسترلى ، وبهذا المسجد مقام يعزى لعبد الرحمن بن عوف الصحابى الجليل أحد المبشرين بالجنة.

١٣٥

الصالحات بالقرافة وقبره بالزاوية التى بها كعب بن يسار وكعب بن عدى ونبيط بن شريط وغيرهم المقدم ذكرهم.

وهناك قبر الشيخ موسى الكردى وقبر الشيخ عيسى الحصاد.

وبحرى هذه التربة قبور منها قبر الشيخ كعب بن يسار وإلى جانبه ، قبر الشيخ اسماعيل الشهير بابن الميت ، وهناك قبر الشيخ أبى عبد الله محمد البدوى وقبر الشيخ محمد الشامى وقبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الله المعروف بالاوهانى وقبر الشيخ عباس العدوى ، وشرقى هذا المكان الشيخ الصالح ابراهيم المكشوف وتحت حائط هذه الزاوية الشيخ خليل الشاعر المدور المجذوب.

وهناك قبر الشيخ الصالح العارف صالح المغربى نزيل الجيزة وأحد أصحاب الشيخ العارف ذى النون المصرى وقبره داخل تربة كعب بن يسار.

وفى قبلى تربة كعب بن يسار قبر الشيخ يونس الصياد (ثم تقصد حارة الصعايدة) تجد زاوية بها قبر الشيخ أبى القاسم العابد.

ثم تقصد إلى قبر الشيخ أبى الحسن على الخميسى وإلى جانبه قبر الشيخ عبد الله بن قديد.

وهناك زاوية بها قبر الشيخ على الخواص ثم تقصد بركه المجاهدين تجد على الطريق قبة إلى جانب المعصرة بها قبر الشيخ راشد البرهانى.

وهناك زاوية الشيخ العارف بالله أبى الفيض ذى النون المصرى كان مقيما بها فى حياته ولما توفى حمل إلى القرافة فدفن بها فى تربة معروفة به و (هناك) قبر الشيخ العارف داود بن عبد الله أحد أصحاب الشيخ القدوة إبراهيم بن أبى المجد الدسوقى.

١٣٦

وعنده بالزاوية قبر خادمه الشيخ بلال البرهانى وتقصد إلى حارة تعرف بالمغانى قديما بها قبر الشيخ الصالح الفقيه التالى لكتاب الله سبحانه وتعالى أبى القمر محمد الصوفى (وقبليه) زاوية بها قبر الشيخ عبد الله المعروف بأبى دبوس ثم تقصد منه إلى القبلة تجد زاوية بها قبر الشيخ عبد الرحمن المعروف بالقبلة ثم تقصد إلى زاوية بمنار عال بها قبر الشيخ مرشد النوبى.

ومنه إلى جامع الخولى تجد هناك قبر الشيخ عبد الله البهنسى وتقصد إلى المنيل هناك قبور كثير من الصالحين والأشراف (وجامع) الشيخ سعد الدين (وبها) بركة الدم وبها آثار قديمة وقبور لا تعرف الآن (وبها) مدينة منف وبها الأهرام وعجائبه ومنية عقنة وقصتها وبولاق التكرور وأخبارها.

ذكر القرافة :

(قال) بعضهم أن الزوار كانوا فى القديم لما يريدون الإتيان إلى باب القرافة الذى هو الآن موجود يبدؤون بزيارة السيدة نفيسة ثم يأتون إلى درب الخولى فيظهرون منه إلى باب القرافة فلما كان يوم الأربعاه تاسع عشرى ذى القعدة سنة خمس وأربعين وثمانمائة نزل السلطان الملك الظاهر أبو سعيد جقمق من قلعة الجبل إلى القرافة ثم دار وجاء من باب الزغلة إلى باب الخولى المذكور فنظر إلى المقابر وامتهانها بكب التراب عليها حتى صار كوما ، ودوس المارين فأمر بغلق هذا الباب دائما وقاية لتلك المقابر ثم زار القرافتين وعاد إلى القلعة فصار هذا الباب لا يفتح إلا فى يوم دورة المحبل فى رجب وبلغ طوائف الزوار لما كان هذا الباب

١٣٧

مفتوحا إحدى عشرة طائفة من كثرة الزوار فمن حين أغلق هذا الدرب نقص الزوار والطوائف وآلت إلى البطلان والأمر إلى الله سبحانه وتعالى (وإلى جانب هذا الباب) زاوية الخولى منشىء هذا الدرب وبها قبره وقبر غيره من الفقراء وفى الطريق قبور كثيرة إلا أنها مجهولة.

واشتهر هناك قبر قبل البيوت به الشيخ المعروف بالجيار توفى فى شعبان سنة ست وأربعين وخمسمائة وفى شرقى الخط على الطريق زاوية الشيخ الصالح نور الدين أبى الحسن الجيزى (١) البرهانى.

قبر عائشة بنت جعفر الصادق :

ومجاور مدرسة لا جين استادار الأمير قرقماس تربة قديمة على بابها لوح رخام مكتوب فيه هذا قبر السيدة الشريفة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله تعالى وجهه ، توفيت سنة خمس وأربعين ومائتين من الهجرة ومعها فى تربتها وحولها كثير من الصالحين وأشهرهم الشيخ ابراهيم الفران.

وبالقرب منهم زاوية على الطريق بها قبور الرجلين الصالحين الشيخ محمد المجذوب عرف بالشنى توفى يوم الأربعاء ثامن ربيع الأول سنة خمس

__________________

(١) هذه الزاوية تعرف الآن بسيدى على الجيزى ومدرسة لاشين ولكنها دثرت ولم يتبق سوى بقايا فى مقابلة مشهد السيدة عائشة رضى الله عنها.

ثم نجد ضريح الشيخ يوسف الفرغل وبوسطه المدرسة التنكيزية نسبة الى الأمير سيف الدين تنكز محافظ الاسكندرية وتعرف الآن بجامع بدر الدين نسبة الى بدر الدين محمد الونائى أحد علماء الأزهر فى القرن التاسع الهجرى.

١٣٨

وثمانمائة والشيخ عمر المجدوب الكردى (وبحرى هذه الزاوية تربة قديمة البناء بخط الخان القديم).

قصة تربة الطواشى :

وهذه التربة (١) تعرف الآن بالطواشى مقبل الحبشى كان مقدم المماليك.

__________________

(١) وهى معروفة الآن بجامع البردينى بميدان السيدة عائشة وبها ضريح البردينى وآخر للشيخ خليل المرصفى وبهذا الجامع دفن به جماعة من طائفة السلكين وأجل خواص المقربين.

ثم نجد بالقرب من الشارع الذى يلى مسجد السيدة عائشة من جهة السمين درب الحبالة بأوله زاوية الحاج على المسلوب ثم درب مليحة ثم عطفة البيارة بداخلها ضريح الشيخ محمد الجوينى وزاوية الشيخ عنان وعلى مقربة منها مدرسة قايتباى الجركسى وبها رفات ملك مصر الظاهر جقمق.

وقد فات السخاوى ذكر بعض المزارات مثل زاوية المالكية وقد وجدناها مذكورة فى الكواكب. وهذه الزاوية بصحراء قرافة السيدة نفيسة جنوبى القاهرة على يمين السالك من شارع السيدة نفيسة الى الامام الشافعى زاوية صغيرة تعرف بزاوية المالكية.

وكذلك أوردها على مبارك باشا فى الخطط (ج ٦ ص ٢٩) ويوجد بها قبر الامام عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقى المنسوب لى العتقاء الذين أمر النبى عليه الصلاة والسلام بعتقهم. ثم قبر الامام أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع جده نافع المذكور من عتقاء عبد العزيز ابن مروان بن الحكم.

ثم قبر عبد الصمد وموسى ابنى الامام عبد الرحمن بن القاسم. ثم قبر الامام أشهب بن عبد العزيز شيخ مالكية مصر وقبر محمد بن أحمد ابن محمد بن مرزوق الخطيب التلمسانى الشهير بالجد. ثم قبر شيخ الاسلام يحيى بن عبد الله بن محمد الشاوى الجزائرى.

ثم قبر أبى الحسن على بن محمد. ثم قبر الشيخ سليم البشرى شيخ الجامع الأزهر وشيخ المالكية.

١٣٩

واختلف فيمن كان فى هذه التربة من الصالحين فقيل هو شمعون الصفا أحد الحواريين وهذا ليس له صحة وقيل هو قبر شمعون بن حمزة وقيل المحب الطبرى وهذا أيضا لا صحة له وقال قوم هو قبر يزيد بن معاوية وليس بصحيح وقيل بل هو معاوية وهذا أفحش فى الكذب وقيل إنهم وجدوا رخامة مكتوبا عليها هذا قبر عبد الله بن يزيد بن معاوية وليس بصحيح وهذا باطل لكن الناس يزورونه للتبرك به ثم تقصد من هذا الخط إلى باب القرافة فإذا ظهرت منه فاقصد الجهة اليمنى تجد ساباطا مسقفا وعنده تربة الشيخ الدرويش (ثم) تسير من الجهة القبلية إلى قبر الإمام أبى الحسن بن باب شاذ النحوى (وهناك) قبر أبى نصر سراج المعافرى الزاهد تجاه المحراب وهو كالمسطبة توفى سنة أربع عشرة وثلثمائة.

وكان مقابله قبر على اليسار مكتوب عليه الشاب التائب.

وهناك الدعاء مستجاب بالمحراب.

مقابر بنى المعافر وبعض الصالحين :

وتربة الوزير أبى القاسم بن المغربى هى أول مقابر بنى المعافر وآخر ذلك تربة الأدفوى بها جماعة من الصحابة والتابعين (منهم) صلة بن الحرث المعافرى (وبها) قبر حمزة بن عمرو الأسلمى (وبها) قبر جرهد الأسلمى (وبها) قبر عقبة بن مسلم (وبها) قبر إسمعيل بن يحيى المعافرى (وعبد الرحمن) بن أبى شريح المعافرى وأبى عمرو المعافرى وهؤلاء كلهم من التابعين رواة الحديث.

وبها قبر السيد الإمام العارف العابد الزاهد أبى إبراهيم أسد بن موسى

١٤٠