تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٢

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة

التعريف بالتخطيب البغدادي

اسمه ونسبه ومولده

نشأته

رحلاته في طلب العلم

رحلته إلى المدن القريبة من بغداد

رحلته إلى الكوفة والبصرة

رحلته الأولى إلى المشرق

رحلته الثانية إلى المشرق

استقرار الخطيب البغدادي ببغداد فترة طويلة

رحلته إلى الشام

رحلته إلى الحجاز

عودته إلى بغداد

صفات الخطيب البغدادي

مكانته العلمية وثقافة

توثيقة

مصنفاته

كتاب تاريخ بغداد: أهميّته ومنهجه وترتيبه ومخّصراته وذيوله

منهج التحقيق

الخطوطات

٣

بسم الله الرّحمن الرّحيم

 الحمد لله رب العالمين على جزيل نعمائه ، والصلاة والسلام على سيد رسله وأنبيائه ، سيدنا محمد النبي الأمي أشرف ذى نسب ، وأكرم ذى حسب ، وعلى آله وأصحابه البدور الكواكب ، وعلى أتباعه وأنصاره النجوم الثواقب إلى يوم الدين.

وبعد ، فهذا كتاب «تاريخ بغداد» للحافظ الخطيب البغدادي والذي يعتبر من أهم وأكبر مؤلفاته حيث يضم ٧٨٣١ ترجمة للمحدثين وأرباب العلوم الأخرى ورجالات المجتمع والدولة الذين عاشوا ببغداد أو زاروها منذ إنشائها حتى عصره.

فهو كتاب يعكس مدى نشاط المحدثين ببغداد بحيث تتضاءل جهود أرباب العلوم والأدب الأخرى أمامهم ، وقد ارتفع شأن المحدثين ببغداد بعد تأسيسها بفترة وجيزة ، واستمرت تنجب أعلام المحدثين على مرّ القرون ، فكان منها : أحمد بن حنبل ، ويحيى ابن معين في القرن الثالث ، والدارقطنيّ في القرن الرابع ، وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهرى ثم الخطيب البغدادي في القرن الخامس. لذلك قصدها طلاب الحديث من أقاصى المشرق والمغرب فكان الاتصال بين بغداد والمدن الأخرى ، وازدهرت الحركة الفكرية ببغداد ، وساعد على ازدهارها وجود المكتبات العامة والمدارس الخاصة بالفقه أو علوم القرآن أو الحديث.

ونحن إذ نقدم ل «تاريخ بغداد» فلا بد أن نتعرض لمؤلفه الخطيب البغدادي ، ثم نتناول كتابه بالدراسة والتحليل في الصفحات التالية :

التعريف بالخطيب البغدادي

اسمه ونسبه ومولده :

هو أبو بكر أحمد بن على بن ثابت بن أحمد بن مهدي ، ذكر ابن النجار ـ فيما نقله ابن قاضى شهبة ـ أنه ولد في غزية من أعمال الحجاز ، وذكر الصفدي أنه ولد في قرية من أعمال نهر الملك بهنيقة (١).

__________________

(١) الوافي بالوفيات ٧ / ١٩١. ويوسف العش ص ١٧.

٤

ولد يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ ه‍ ، ونشأ في درزيجان ، وهي قرية كبيرة جنوب غربي بغداد. (١)

نشأته :

كان أبوه يتولى الخطابة في جامع القرية لمدة عشرين عاما ، فأولى ولده اهتماما وتوجيها حيث عهد به إلى هلال بن عبد الله الطيبي (ت ٤٢٢ ه‍) فأدبه وأقرأه القرآن ، كما استفاد أيضا من منصور الحبّال في القراءات.

وسمع الحديث في حلقة أبى الحسن بن رزقويه بجامع بغداد في المحرم سنة ٤٠٣ ه‍ ثم انقطع ، وأخذ يتردد على مجلس أبى حامد الأسفراييني الفقيه الشافعي في مسجده. (٢)

 وبعد وفاة الحبال أفاد الخطيب من ابن الصيدلاني الذي كان يعلّم القراءات في جامع الدارقطنيّ. ثم عاد الخطيب إلى حلقة ابن رزقويه مرة أخرى في بداية سنة ٤٠٦ ه‍ وواظب على ذلك حتى سنة ٤١٢ ه‍ ، وقد استفاد الخطيب من شيخه ابن رزقويه فتحمل عنه سماعا وإجازة روايات من مصنفات عديدة مشهورة ألفها معظمها يتعلق بالحديث والرجال. (٣)

 هذا وقد أفاد الخطيب من محدّث بارز آخر هو أبو بكر البرقاني الذي كان الخطيب يجله ، فكان له أثر كبير في توجيهه نحو الحديث ، وقد تحمل عن البرقاني مصنفات عديدة سماعا وإجازة.

ولم يمنع الخطيب شغفه بالحديث من متابعة تحصيل الفقه ، فقد درسه على الفقيهين الشافعيين المشهورين : أبى الطيب الطبري ، وأحمد بن محمد المحاملي. (٤)

 وقد أفاد الخطيب عن عدد كبير من العلماء البغداديين ، وكذلك من العلماء الواردين على بغداد ممن استقوا العلم منها وتأثروا بثقافة علمائها وسمعوا عليهم مصنفاتهم أو مصنفات المؤلفين القدامى التي ملكوا حق روايتها سماعا أو إجازة.

__________________

(١) سير النبلاء ١١ / ٤١٣. والأنساب ٥ / ١٦٦. ومعجم الأدباء ١ / ٢٤٦. الخطيب البغدادي ليوسف العش ١٦ ـ ١٧. وتذكرة الحفاظ ١١٣٥.

(٢) تذكرة الحفاظ ١١٣٧. ويوسف العش ١٨. وموارد الخطيب ٣٠.

(٣) موارد الخطيب ٣٠.

(٤) يوسف العش ص ٢١ ـ ٢٢. تذكرة الحفاظ ١١٣٧. وسير النبلاء ١١ / ٤١٤. وموارد الخطيب ٣٠ ، ٣١.

٥

فمن هؤلاء العلماء البغداديين الذين أخذ عنهم الخطيب العلم وروى عنهم في «تاريخ بغداد» :

أبو القاسم عبيد بن أحمد الأزهرى (١٣٤٥ نصا).

وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال البغدادي (٥٨٤ نصا).

وأبو الحسن أحمد بن على بن الحسين المحتسب المعروف بابن التوزى (٢٥١ نصا).

وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقى (١٠٥٣ نصا).

وأبو القاسم على بن المحسن التنوخي (٨٧٢ نصا).

وأبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز (٦٦٢ نصا).

وأبو عبد الله الحسين بن على الصيمري القاضي (٤٤٧ نصا).

وعلى بن محمد السمسار (٥٥٠ نصا).

وأبو الفرج الحسين بن على الطناجيرى (٢٢٨ نصا).

وأبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي المعدل (٣٠٧ نصا).

وأبو محمد الحسن بن على الجوهري (٤٢١ نصا).

وأبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق (١٩٧ نصا).

وعبد الله بن يحيى السكرى (٢٠٠ نصا).

وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان الأزرق (١١٠٩ نصا).

وأبو العلاء محمد بن على الواسطي (٥٧٣ نصا).

وأبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى البزاز (٣٧٩ نصا).

وأبو عبد الله بن عبد الواحد بن محمد البزاز (٥٤٥ نصا).

وأبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن على البزار (٩٥ نصا).

وعبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين (٢٨٧ نصا). (١)

وإذا علمنا أن هؤلاء العلماء البغداديين هم الذين أكثر الخطيب الرواية عنهم في

__________________

(١) موارد الخطيب ص ٣١ ـ ٣٢.

٦

«تاريخ بغداد» ، ومنهم تحمل المصنفات المهمة الكثيرة التي اقتبس منها في «تاريخ بغداد» سواء سمعها منهم أو أجازوا بها ؛ تبين أن مواد «تاريخ بغداد» معظمها كانت متوافرة ببغداد بشكل مصنفات مروية أو نسخ وأصول عند علماء بغداد ، ويتبين أن أثر علماء المدن الأخرى كان أقل بكثير في بناء مادة «تاريخ بغداد» (١).

وكذلك أفاد الخطيب من أحمد بن محمد أبى سعد المالينى الهروي الصوفي ، وهو أحد الرحالين في طلب الحديث والمكثرين منه ، وقدم بغداد عدة مرات فسمع منه الخطيب ، وروى عنه في «تاريخ بغداد» (٢٢٤). (٢)

رحلاته في طلب العلم :

قال الخطيب : المقصود بالرحلة في الحديث أمران :

أحدهما : تحصيل علو الإسناد ، وقدم السماع ، والثاني : لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة عنهم ، فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة ، فالاقتصار على ما في البلد أولى. (٣)

قد رحل الخطيب البغدادي في طلب العلم ، ولم يكتف بالأخذ عن الشيوخ الكثيرين ببغداد فرحل إلى العديد من المدن والبلاد ولقى العديد من الشيوخ وروى عنهم المصنفات الكثيرة (٤).

رحلته إلى المدن القريبة من بغداد (٥) :

تجول الخطيب البغدادي في المدن والقرى القريبة من بغداد ، حيث يروى في «تاريخ بغداد» عن بعض الشيوخ الذين لقيهم فيها ، وهذه المدن والقرى هي :

جرجرايا : حيث سمع الخطيب فيها من بكران بن الطيب السقطي.

وعكبرا : حيث سمع فيها من الحسن بن شهاب العكبري ، وأبى حفص عمر بن أحمد ابن عثمان البزاز ، وأحمد بن على بن أيوب العكبري ، والحسين بن محمد بن العاقولي. وقد سحل الخطيب تاريخ سماعه عن ابن العاقولي في عكبرا وهو سنة ٤١٠ ه‍ ، ولا يعرف إن كان قد سمع من الآخرين في نفس هذه الزيارة أم أنه زار عكبرا مرارا.

__________________

(١) موارد الخطيب ص ٣٢ ـ ٣٣.

(٢) موارد الخطيب ص ٣٣.

(٣) الجامع لأخلاق الراوي ١٦٨ ، ١٦٩.

(٤) موارد الخطيب ص ٣٤.

(٥) نقلا عن موارد الخطيب ص ٣٥ إلى ٤٦.

٧

وبعقوبا : حيث سمع فيها من محمد بن الحسن بن حمدون القاضي.

والأنبار : حيث سمع فيها من محمد بن أحمد اللخمي ، وأبى طاهر محمد بن أحمد ابن أبى الصقر الخطيب.

والنهروان : حيث سمع فيها من أحمد بن عمر النهرواني ، وقد تحمل الخطيب عنه أحد مصنفات المعافى بن زكريا الجريري النهرواني.

ودرزيجان : حيث سمع فيها من أبى الحسين أحمد بن عمر بن على القاضي.

رحلته إلى الكوفة والبصرة :

وقد انحدر وهو في العشرين من عمره إلى البصرة مارا بالكوفة ، وذلك في جمادى الأولى من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، وقد روى في «تاريخ بغداد» عن الشيوخ الذين لقيهم بالبصرة وهم : أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشاهد ، وأبو الحسين على ابن حمزة بن أحمد المؤذن ، وأبو الحسن على بن أحمد بن إبراهيم البزار ، وأبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، وعلى بن أحمد بن محمد بكران الفسوي ، وأبو محمد الحسن بن على بن أحمد بن بشار السابوري. ومن المحتمل أنه أخذ عنهم جميعا في رحلته الأولى إلى البصرة ، لأن المصادر لا تشير إلى دخوله البصرة ثانية ، ولم تطل إقامته بالبصرة ، فقد عاد إلى بغداد في نفس السنة حيث بدأ اسمه بالظهور وعلمه بالاشتهار وحتى سمع منه أحد كبار شيوخه ، وهو أبو القاسم الأزهرى.

رحلته الأولى إلى المشرق :

وبعد مضى ثلاث سنوات على رحلته الأولى تجدد عزمه على الرحلة ، وكان مختارا بين الرحلة إلى نيسابور أو مصر ، وقد أعانه شيخه أبو بكر البرقاني على تحديد وجهته ؛ مبينا له أن في نيسابور جماعة كثيرة من المحدثين من تلاميذ الحافظ أبى العباس محمد بن يعقوب الأصم ، وليس في مصر إلا عبد الرحمن بن النحاس ، فإن فاته ضاعت رحلته.

وهكذا يمم الخطيب سنة ٤١٥ ه‍ شطر نيسابور ، ولا شك أن الرحلة إلى نيسابور تعنى زيارة مراكز الثقافة الأخرى المهمة آنذاك في المشرق ، فبعضها يقع على الطريق إلى نيسابور ، وقد مر بها الخطيب في طريق ذهابه وإيابه ، وأخذ عن عدد من الشيوخ

٨

الذين لقيهم فيها ، لكنه لم يمكث طويلا في هذه المدن ، فقد كان هدفه نيسابور. وقد وصلها في نفس العام وكان فيها في شهر رمضان.

إن المراكز التي مر بها الخطيب ، وروى عن بعض الشيوخ الذين لقيهم فيها في «تاريخ بغداد» هي : حلوان ، وأسدآباذ ، وهمذان ، وساوة ، والري ، ثم استقر في نيسابور ، ولا يعرف تاريخ عودته إلى بغداد ، لكنه كان فيها في سنة ٤١٩ ه‍.

وأول المراكز التي مر بها في طريقه إلى نيسابور هي مدينة حلوان ، حيث يروى في «تاريخ بغداد» عن أحد شيوخها وهو : أبو طالب يحيى بن على بن الطيب الدسكري الذي حدث الخطيب بأحاديث أبى بكر محمد بن إبراهيم بن زاذان المقرئ الأصبهانى.

ثم دخل الخطيب أسدآباذ ، وكانت قد خرجت جماعة من مشاهير العلماء والمحدثين ، حيث يروى عن أحد شيوخها وهو أبو أحمد الحسين بن على بن محمد بن نصر الأسدآباذي.

ثم مضى الخطيب من أسدآباذ إلى همذان حيث حدث في «تاريخ بغداد» عن عدد من الشيوخ الذين لقيهم فيها ، وهم : عبد الله بن علي بن حمويه بن أبزك الهمذاني ، وأبو محمد جعفر بن محمد الأبهرى ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الأصبهانى ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد الريحاني ، وأبو منصور محمد بن عيسى ابن عبد العزيز البزاز ، الذي تحمل عنه الخطيب مصنفا لصالح بن أحمد التميمي ، وأبو الحسن على بن محمد بن يوسف بن عمر الهمذاني.

ومن همذان مضى الخطيب إلى ساوة حيث روى في «تاريخ بغداد» عن شيخ لقيه فيها وهو أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي.

ثم دخل الخطيب مدينة الري في نفس السنة ٤١٥ ه‍ ، وقد روى في «تاريخ بغداد» عن شيخين لقيهما فيها وهما : أبو على عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري ، وأبو الحسين على بن محمد بن جعفر الأصبهانى.

ثم انتهى الخطيب إلى نيسابور حيث كان فيها في رجب سنة ٤١٥ ه‍ نفسها ، وقد سجل وجوده فيها في شهرى شعبان ورمضان أيضا.

٩

وقد روى في «تاريخ بغداد» عن عدد كبير من الشيوخ الذين صرح بلقائه معهم فيها ، وهم : أبو الحسن على بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي ، وأبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ ، وقد أخذ عنه كتاب «الكنى والأسماء» لمسلم ابن الحجاج وبعض مرويات يحيى بن عبد الله بن بكير. وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج ، وصاعد بن محمد الاستوائى ، وأحمد بن على بن محمد الأصبهانى ، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي ، وأبو سهل أحمد بن محمد بن العباس بن حسنويه الدلال.

ويلاحظ أن معظم الشيوخ الذين لقيهم في نيسابور هم من تلاميذ أبى العباس محمد بن يعقوب الأصم ، وقد أخذ عنهم الخطيب حديث الأصم بصورة خاصة ، وكان اشتهار عالم واحد في مدينة ما يكفى لأن تجتذب إليها الأنظار ، ويسعى إليها طلاب العلم من كل مكان.

ولا يعرف كم مكث الخطيب في نيسابور ، ولكن لا بد أن تكون فترة مكوثه فيها أطول من الوقت الذي أمضاه في بقية المدن التي مر بها في طريق ذهابه وإيابه ، ولا يعرف كم استغرقت رحلته الأولى إلى المشرق والتي بدأها سنة ٤١٥ ه‍ ، ولكن من المعلوم أنه كان ببغداد سنة ٤١٩ ه‍ ، ولعله رجع إليها قبل هذه السنة.

رحلته الثانية إلى المشرق :

وكانت وجهته في الرحلة الثانية إلى المشرق : مدينة أصبهان ، وقد سجل وجوده فيها في ذى القعدة من سنة ٤٢١ ه‍ ، وكذلك في ربيع الأول من سنة ٤٢٢ ه‍. وكان الخطيب يحمل معه وصية (١) من شيخه أبى بكر البرقاني إلى أبي نعيم محدّث أصبهان.

وقد استفاد الخطيب من أبى نعيم كثيرا ، فروى عنه في «تاريخ بغداد» ٥٨٩ رواية بأسانيد مختلفة ، وتحمل عنه مصنفا لعبد الله بن محمد أبى الشيخ الأنصارىّ ، وآخر لمحمد بن إسحاق السراج ، وثالثا لأبى القاسم سليمان الطبرانيّ.

وقد روى الخطيب في «تاريخ بغداد» عن عدد من الشيوخ الذين لقيهم فيها وهم : أبو الفتح على بن محمد بن عبد الصمد الدليل ، وأبو الحسين على بن محمد بن جعفر العطار ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار ، وأبو سعيد الحسين بن محمد بن

__________________

(١) انظر هذه الرسالة في سير أعلام النبلاء ١١ / ٤١٦.

١٠

عبد الله بن حسنويه الكاتب ، وأبو الحسن على بن يحيى بن جعفر الإمام ، وأبو الحسين أحمد بن الحسين الأصبهانى ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر اليزدي ، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن شاذة الأصبهانى ، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب ، وأبو القاسم عمر بن عبد الله بن عمر التميمي المؤدب ، وأبو على أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن أبى عمر بن قيصر الضبي ، وغيرهم.

ولا يعرف متى زار الخطيب الدينور ، وهل زارها في إحدى رحلتيه إلى المشرق أم رحل إليها خاصة ، فقد روى في «تاريخ بغداد» عن اثنين من الشيوخ لقيهما فيها وهما : أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب ، وأبو نصر أحمد بن الحسين القاضي.

استقرار الخطيب ببغداد فترة طويلة :

استقر الخطيب ببغداد ما بين سنتي ٤٢٣ ه‍ ـ ٤٤٠ ه‍ ، وهي فترة غامضة من حياته ، حيث لا تذكر المصادر سوى إفادته من إسماعيل بن أحمد الحيرى النيسابوري الذي مر ببغداد في طريقه إلى الحج سنة ٤٢٣ ه‍ ، فانتهز الخطيب الفرصة وقرأ عليه صحيح البخاري كله في ثلاثة مجالس ، ولا شك أن هذه ليست القراءة الأولى له لصحيح البخاري ، لكن الحيرى يرويه بسند عال ، وطلب الإسناد العالي مما يحرص عليه كل محدث آنذاك.

وتذكر المصادر أيضا أن الخطيب أمّ الناس في الصلاة على جنازة أبى على الهاشمي أحد فقهاء الحنابلة ، الذي كان قاضيا ببغداد سنة ٤٢٨ ه‍ مما يعكس مكانته الاجتماعية وهو بعد في الثلاثين من عمره.

ويبدو أن الخطيب كان عاكفا في هذه الفترة على تصنيف كتابه «تاريخ بغداد» فاحتاج إلى الانزواء عن الحياة العامة ليتفرغ لمؤلفه الكبير ، الذي أنجزه بشكل جعله يتمنى على الله في موسم الحج سنة ٤٤٤ ه‍ أن تتاح له الفرصة ليحدث به في بغداد.

رحلته إلى الشام :

زار الخطيب دمشق مرارا ، وقد سجل وجوده فيها سنة ٤٤٠ ه‍ ، ومر بها عند سفره إلى الحج سنة ٤٤٤ ه‍ ، حيث ذكر وجوده في برية السماوة قاصدا دمشق في طريقه إلى الحج في شهر رمضان سنة ٤٤٥ ه‍ ، وبعد الحج سلك في العودة طريق

١١

الشام أيضا ، فرجع إلى دمشق حيث ذكر وجوده فيها في الثاني من جمادى الأولى سنة ست وأربعين وأربعمائة.

أما زيارته الرابعة لدمشق فكانت عقب ذلك بخمس سنوات ، حيث اضطر إلى الخروج من بغداد على أثر حركة أبى الحارث البساسيرى فيها سنة ٤٠١ ه‍ ، وتعرض بعض الحنابلة له بالأذى ، وكان الخطيب وثيق الصلة بالوزير ابن المسلمة مما قوى مركزه ببغداد ومنع خصومه عنه ، فلما قتل ابن المسلمة في حركة ابن البساسيرى فقد الخطيب سنده وحاميه ، فخرج إلى دمشق حاملا معه عددا من الكتب التي كانت تحتويها مكتبته ، وقد ذكر الخطيب أنه خرج من بغداد يوم النصف من صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، وأنه كان بدمشق في يوم عيد الأضحى من نفس السنة.

وقد مكث الخطيب في دمشق فترة طويلة لم يمكثها في مدينة أخرى سوى بغداد ، وكان يعقد مجلسه في الجامع الأموى بدمشق حيث حدث بمصنفاته ومصنفات غيره من مسموعاته.

ولا شك أن الخطيب أفاد علماء دمشق أكثر مما استفاد منهم ، فقد استقر بينهم بعد أن نضج علمه وتكاملت ثقافته.

وقد استمر الخطيب يحدث بدمشق رغم سيطرة الفاطميين عليها وعدم ارتياحهم من نشاطه العلمي ، خاصة بعد أن بلغهم أنه يحدث بكتاب «فضائل الصحابة الأربعة» لأحمد بن حنبل ، «وفضائل العباس» لأبى الحسن بن رزقويه ، فقامت السعاية ضده ، وكادوا أن يقتلوه لو لا أن أجاره الشريف أبو القاسم بن أبى الجن العلوي ، واحتال في خلاصه ثم سهل له الخروج إلى صور في صفر سنة ٤٥٩ ه‍.

وكان الخطيب قد زار صور عند عودته من الحج سنة ٤٤٦ ه‍ ، ثم قدمها بعد إخراجه من دمشق ، فمكث فيها من سنة ٤٥٩ ه‍ إلى سنة ٤٦٢ ه‍.

كذلك زار الخطيب حلب وطرابلس بعد خروجه من صور سنة ٤٦٢ ه‍ ، ولا يعرف متى زار الخطيب صيدا ، وكذلك لا يعرف متى زار المصيصة.

أما بيت المقدس فقد زارها إثر رجوعه من الحج ، وسجل وجوده فيها في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، كما كان يتردد عليها خلال إقامته في صور.

١٢

رحلته إلى الحجاز :

دخل الخطيب مكة حاجا ، وسجل وجوده فيها في ٨ ذى الحجة سنة ٤٤٥ ه‍ ، وقد التقى فيها ببعض الشيوخ الذين روى عنهم في «تاريخ بغداد».

عودته إلى بغداد :

عاد الخطيب إلى بغداد بعد غياب طويل امتد أحد عشر عاما ، فوصلها في ذى الحجة من سنة ٤٦٢ ه‍ واستقر في حجرة بباب المراتب في درب السلسلة بجوار المدرسة النظامية.

صفات الخطيب البغدادي (١) :

كان الخطيب مهيبا وقورا نبيلا خطيرا ، حسن الخط ، كثير الشكل والضبط ، فصيح القراءة ، جهوري الصوت ، منصرفا إلى العلم لا يحفل بالدنيا ، ولا يحرص على التقرب من أهل السلطان والمال ، لكن ذلك لم يمنعه من أن يكون حسن اللباس والهيئة ، يجمع من المال ما يغنيه عن الحاجة إلى الناس ، كما وصف الخطيب بالمروءة والكرم وعزة النفس والتواضع ، لكنه لم يسلم من اتهام خصومه له وتشنيعهم عليه ، وهذا مبعث تلك الروايات التي تحاول تشويه سمعته ، فترميه مرة بالسكر ، وأخرى بالتغزل بالغلمان بل وحبه لهم ، وتنسب إليه أشعار قالها في ذلك ، ومعظمها لا ينسجم مع طبيعة شخصيته وثقافته ، كما أن رواة بعضها لا يوثق بهم.

مكانته العلمية وثقافته :

اهتم الخطيب بالحديث وعلومه ، والفقه وأصوله ، والأدب والتاريخ والأخبار ، لكن أكثر اهتمامه كان في نطاق الحديث وعلومه (٢).

وكان الخطيب على مذهب الأشعريّ في الأصول ، وللأشعرى قولان في الصفات : أشهرهما التأويل ، وثانيهما ـ وهو المتأخر ـ عدم التأويل والتعطيل ، وهو مذهب السلف ومذهب الإمام أحمد وأهل الحديث.

وقد صرح الخطيب بأنه على مذهب أهل الحديث في الصفات ، وهو القول الأخير للأشعرى أيضا.

__________________

(١) موارد الخطيب ، ص ٥٠.

(٢) موارد الخطيب ، ص ٤٧ ، ٤٨.

١٣

وأما في الفروع فكان الخطيب على مذهب الشافعي ، ويقال أنه كان شافعيا منذ باكورة طلبه للعلم ، ويقال أنه كان حنبليا ثم تحول إلى مذهب الشافعية. (١)

توثيقه :

وثقه من معاصريه : عبد العزيز الكتاني ، وابن الأكفانى ، وابن ماكولا.

وأشاد به وبعلمه كبار العلماء وجهابذة النقاد أمثال : السمعاني ، وابن النجار ، والسبكى ، وقد اعتبره الكثيرون دارقطني زمانه ، وجعلوه خاتمة المحدثين الحفاظ ، وبه ختم ديوان المحدثين ، كما عبر ابن عساكر وتابعه الذهبي في معناه.

وقد حاول خصومه الطعن في علمه ومن ذلك رميه بالتصحيف ، وبتحديثه عن الضعفاء وبكثرة أوهامه ، كما يرى بعض علماء الحنفية أنه يتعصب على رجال مذهبهم وخاصة في ترجمته للإمام أبى حنيفة رضى الله عنه.

ويتهمه ابن الجوزي بالتعصب ضد الحنابلة ، كما أخذ عليه احتجاجه بالأحاديث الموضوعة في مصنفاته ومدحه للمبتدعة وأصحاب الكلام. وقد رد دارسوه معظم هذه الاتهامات.

وكذلك فقد اتهم بالتدليس ، فقال الحافظ زين الدين العراقي : «وممن اشتهر بتدليس الشيوخ : أبو بكر الخطيب ، فقد كان لهجا به في تصانيفه»

وقد دافع عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال معقبا على كلام العراقي : «ينبغي أن يكون الخطيب قدوة في ذلك ، وأن يستدل بفعله على جوازه ، فإنه إنما يعمى على غير أهل الفن ، وأما أهله فلا يخفى ذلك عليهم لمعرفتهم بالتراجم ، ولم يكن الخطيب يفعل ذلك إيهاما للكثرة ، فإنه مكثر من الشيوخ والمرويات ، والناس بعده عيال عليه ، وإنما يفعل ذلك تفننا في العبارة».

وتدليس الخطيب للشيوخ من أصعب ما يواجه الباحث في مؤلفاته ؛ لذلك نبه العلماء على بعض ذلك ، فنبه الحافظ ابن حجر إلى أن الخطيب يذكر الحاكم النيسابوري باسم «محمد بن نعيم الضبي» ونبه الأكفانى إلى أنه يذكر «عبد العزيز بن محمد الكتاني» باسم «عبد العزيز بن أبى طاهر الصيرفي».

__________________

(١) موارد الخطيب ، ص ٥٠.

١٤

مصنفات الخطيب البغدادي :

ألف الخطيب البغدادي مصنفاته في المجالات التي أولاها اهتماما وهي : الحديث وعلومه ، والتاريخ ، والرجال ، والفقه وأصوله ، والرقائق ، والأدب.

وقد حاول خصومه اتهامه بانتحال هذه المصنفات زاعمين أنها لشيخه محمد بن على الصوري ، فقد نقل عن ابن الطيوري قوله : «أكثر كتب الخطيب سوى «تاريخ بغداد» مستفاد من كتب الصوري ، كان الصوري ابتدأ بها ، وكانت له أخت بصور ، مات الصوري وخلف عندها عدلا مخروما من الكتب ، فلما خرج الخطيب إلى الشام حصل من كتبه ما صنف منها كتبه» (١).

وما ذكره ابن الطيوري فرية لا تصح ؛ لأن معظم مصنفات الخطيب أتمها قبل خروجه إلى الشام ، وقد عقب الحافظ الذهبي على هذه الرواية بقوله : «ما الخطيب بمفتقر إلى الصوري ، وهو أحفظ وأوسع رحلة وحديثا ومعرفة». (٢).

ونذكر فيما يلي أسماء مؤلفات الخطيب البغدادي مرتبة حسب الموضوعات. (٣)

في علم الحديث :

١ ـ الأمالى. (٤)

٢ ـ كتاب فيه حديث «الإمام ضامن والمؤذن ضامن».

٣ ـ حديث عبد الرحمن بن سمرة وطرقه ـ في جزءين.

٤ ـ حديث النزول.

٥ ـ كتاب فيه حديث «نصر الله امرأ سمع منا حديثا».

٦ ـ طريق حديث قبض العلم ـ في ثلاثة أجزاء.

٧ ـ حديث : «طلب العلم فريضة على كل مسلم».

٨ ـ مجموع حديث أبى إسحاق الشيباني ـ في ثلاثة أجزاء.

__________________

(١) موارد الخطيب ، ص ٤٩.

(٢) انظر : موارد الخطيب ، ص ٥٥.

(٣) سير أعلام النبلاء ١١ / ٤١٩.

(٤) موارد الخطيب ، ص ٥٦ ـ ٨٤. يوسف العش ، ص ١٢٠ ـ ١٣٤.

١٥

٩ ـ مجموع حديث محمد بن جحادة ، وبيان بن بشر ، وصفوان بن سليمان ، ومطر الوراق ، ومسعر بن كدام.

١٠ ـ مجموع حديث (أو مسند) محمد بن سوقة ـ في ثلاثة أجزاء.

١١ ـ كتاب السنن. (١)

١٢ ـ مسند أبى بكر الصديق رضى الله عنه ـ في جزء.

١٣ ـ مسند صفوان بن عسال.

١٤ ـ مسند نعيم بن همار الغطفاني ـ في جزء.

١٥ ـ حديث جعفر بن حيان. (٢).

١٦ ـ حديث الستة من التابعين وذكر طرقه ، وهو حديث «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة بثلث القرآن». (٣)

١٧ ـ المسلسلات ـ في ثلاثة أجزاء.

١٨ ـ الرباعيات ـ في ثلاثة أجزاء.

في الأحاديث المخرجة :

١٩ ـ كتاب أطراف الموطأ.

٢٠ ـ جزء فيه أحاديث مالك بن أنس عوالي تخريج أبى بكر الخطيب. (٤)

٢١ ـ أمالى الجوهري ، تخريج أبى بكر الخطيب ، رواية محمد بن البزاز. (٥)

٢٢ ـ فوائد أبى القاسم النرسي ، تخريج الخطيب ـ في ٢٠ جزءا.

٢٣ ـ فوائد عبد الله بن على بن عياض الصوري ـ في ٤ أجزاء.

٢٤ ـ الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب. انتقاء الخطيب من حديث الشريف أبى القاسم على بن إبراهيم بن العباس بن أبى الجن الحسيني ـ في ٢٠ جزءا. (٦)

__________________

(١) يوسف العش ، ص ١٢١. وفهرس مخطوطات الظاهرية ص ٢٦٦. وبروكلمان ١ / ٥٦٤.

(٢) منه نسخة مختصرة في دار الكتب المصرية برقم ٤٨٥ حديث ، اختصرها الحافظ المنذرى.

(٣) منه نسخة في الظاهرية حديث ٣٩٠ (يوسف العش / ص ١٢٢).

(٤) الظاهرية ، مجموع ١١٥ (ق ١٠ ـ ١٨). فهرس الظاهرية ، ص ٢٦٧.

(٥) منه نسخة في الظاهرية (مجموع ١٠١)

(٦) منه مجلسان في الظاهرية (مجموع ١٠٥)

(٧) منه قطعة في الظاهرية من الجزء الثامن مجموع (٤) (٤٦) ٢ ، والجزء الثالث عشر مجموع ١٤٠ (١٣٩) والجزء الرابع عشر مجموع ٤٠ (١٧٨) وجزء آخر مجموع ٤٠ (١٧٢).

١٦

٢٥ ـ الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب ، تخريج الخطيب لأبى القاسم المهروانى. (١) ٢٦ ـ الفوائد المنتخبة الصحاح العوالي ، تخريج الخطيب ، لجعفر بن أحمد بن الحسين السراج القارئ. (٢)

٢٧ ـ مجلس من إملاء أبى جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة ، تخريج الخطيب. (٣) ٢٨ ـ منتخب من حديث أبى بكر الشيرازي وغيره. (٤)

في مصطلح الحديث :

٢٩ ـ الكفاية في علم الرواية. (٥)

٣٠ ـ الفصل للوصل المدرج في النقل ـ في تسعة أجزاء.

٣١ ـ الإجازة للمعدوم والمجهول. (٦)

٣٢ ـ بيان حكم المزيد في متصل الأسانيد.

في آداب المحدث :

٣٣ ـ اقتضاء العلم العمل. (٧)

٣٤ ـ شرف أصحاب الحديث. (٨)

٣٥ ـ نصيحة أهل الحديث. (٩)

٣٦ ـ الرحلة في طلب الحديث. (١٠)

٣٧ ـ تقييد العلم. (١١)

٣٨ ـ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.

__________________

(١) منه نسخة في الظاهرية ، حديث ٣٥٣ ومجموع ٤٧ (٤).

(٢) منه أجزاء في الظاهرية ، انظر : فهرس الظاهرية للألبانى ٢٦٨.

(٣) منه نسخة في الظاهرية ، مجموع ١١٧ (٢١)

(٤) منه نسخة في الظاهرية ، حديث ٣٣٠ (ق ٢٧ ـ ٣٥)

(٥) طبع أكثر من مرة.

(٦) منه نسخة في مكتبة السلطان أحمد الثالث تحت رقم ٦١٢ / ٢٤٣ / ١٢

(٧) طبع بتحقيق صبحى السامرائى

(٨) طبع بتحقيق الألبانى.

(٩) طبع بتحقيق محمد سعيد خطيب أوغلى.

(١٠) طبع بتحقيق صبحى السامرائى

(١١) طبع بتحقيق صبحى السامرائى.

(١٢) طبع بتحقيق يوسف العش.

١٧

في علم رجال الحديث :

٣٩ ـ الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ـ في جزء. (١)

٤٠ ـ الأسماء المتواطئة والأنساب المتكافئة.

٤١ ـ تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم. في ستة عشر جزءا (٢).

٤٢ ـ تالى التلخيص ، في أربعة أجزاء. مستدرك على التلخيص.

٤٣ ـ التبيين لأسماء المدلسين. في جزءين.

٤٤ ـ التفصيل لمبهم المراسيل (٣) ـ في جزء.

٤٥ ـ تمييز المزيد في متصل الأسانيد ـ ثمانية أجزاء.

٤٦ ـ رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب.

٤٧ ـ الرواة عن شعبة. في ثمانية أجزاء.

٤٨ ـ الرواة عن مالك بن أنس ، وذكر حديث لكل منهم في تسعة أجزاء.

٤٩ ـ روايات الصحابة عن التابعين ، جزء.

٥٠ ـ رواية الآباء عن الأبناء ، في جزء.

٥١ ـ غنية الملتمس في إيضاح الملتبس ، (٤) في مجلد.

٥٢ ـ كتاب فوائد النسب.

٥٣ ـ كتاب المتفق والمفترق (٥) ، في ستة عشر جزءا.

٥٤ ـ من حدث ونسى ، في جزء.

٥٥ ـ من وافقت كنيته اسم أبيه مما لا يؤمن وقوع الخطأ فيه ، في ثلاثة أجزاء.

٥٦ ـ المؤتنف في تكملة المختلف والمؤتلف ، في أربعة وعشرين جزءا. (٦)

__________________

(١٣) طبع أكثر من مرة.

(١) منه نسخة في الظاهرية مجموع ١٠١ (١٩) ونسخ أخرى (موارد الخطيب ٦٩ ، ٧٠).

(٢) منه قطعة كبيرة بجامع الزيتونة ، وفي الظاهرية ، ودار الكتب المصرية

(٣) منه نسخة في السكوريال رقم ١٥٩٧.

(٤) منه نسخة في برلين ١٠٥٩ ، وفي آصفية ٣ / ٣٢٨ ، ١٩١.

(٥) طبع أخيرا ، ونسخه الخطبة كثيرة ذكرت في مقدمته.

(٦) في الظاهرية نسخة باسم «المؤتلف والمختلف» برقم حديث ٢٨٥ (١٤٠).

١٨

٥٧ ـ المكمل في بيان المهمل ، في ثمانية أجزاء. (١)

٥٨ ـ كتاب الوفيات.

٥٩ ـ السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد. في ٩ أجزاء. (٢)

٦٠ ـ كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق. (٣)

في التاريخ :

٦١ ـ تاريخ بغداد. وسنتكلم عنه فيما بعد.

٦٢ ـ مناقب الشافعي.

٦٣ ـ مناقب أحمد بن حنبل.

في العقائد :

٦٤ ـ مسألة الكلام في الصفات. (٤)

 ٦٥ ـ القول في علم النجوم ـ في جزء. (٥)

في أصول الفقه :

٦٦ ـ الفقيه والمتفقه. (٦)

٦٧ ـ الدلائل والشواهد على صحة العمل بخبر الواحد.

في الفقه :

٦٨ ـ نهج (أو منهج) الصواب في أن التسمية آية من فاتحة الكتاب ـ في جزءين.

٦٩ ـ إبطال النكاح بغير ولى ـ في جزء.

٧٠ ـ إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.

__________________

(١) انظر فهرس مخطوطات الظاهرية ص ٢٦٨.

(٢) منه نسخة في شيستربتى رقم ٣٥٠٨. دار الكتب المصرية (٣٨١ مصطلح حديث).

(٣) طبع بالهند في جزءين.

(٤) منه نسخة في الظاهرية ، مجموع ١٦ (ق ٤٣ ـ ٤٤).

(٥) منه نسخة في عاشر أفندى بإستنبول ١ / ١٩٠.

(٦) طبع بالرياض بعناية إسماعيل الأنصارىّ.

١٩

٧١ ـ الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة. في جزءين. (١)

٧٢ ـ الحيل. في أربعة أجزاء.

٧٣ ـ ذكر صلاة التسبيح والأحاديث التي رويت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها ، اختلاف ألفاظ الناقلين. (٢)

٧٤ ـ الغسل للجمعة ، في جزءين.

٧٥ ـ القضاء باليمين مع الشاهد. في جزءين.

٧٦ ـ القنوت والآثار المروية فيه على اختلافها وترتيبها على مذهب الشافعي ، في ثلاثة أجزاء.

٧٧ ـ النهى عن صوم يوم الشك. في جزء.

٧٨ ـ الوضوء من مس الذكر.

٧٩ ـ مسألة الاحتجاج للشافعي فيما أسند إليه والرد على الطاعنين بعظم جهلهم عليه. في جزء. (٣)

في الزهد والرقائق :

٨٠ ـ بيان أهل الدرجات العلى.

٨١ ـ كتاب فيه خطبة عائشة في الثناء على أبيها.

٨٢ ـ المنتخب من الزهد والرقائق. (٤)

في الأدب :

٨٣ ـ التنبيه والتوقيف على فضائل الخريف.

٨٤ ـ البخلاء. (٥)

٨٥ ـ التطفيل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم. (٦)

٨٦ ـ كشف الأسرار.

__________________

(١)) فهرس الظاهرية ، ص ٢٦٨.

(٢) منه نسخة بالظاهرية (حديث ٢٧٩) ١٩٤.

(٣) فهرس الظاهرية ، ص ٢٦٩.

(٤) فهرس الظاهرية ، ص ٢٦٩.

(٥) طبع أكثر من مرة.

(٦) طبع أكثر من مرة.

٢٠