تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٢

أبو الحسين محمّد بن أحمد الدلال الزعفراني قال نبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبّار العطاردي الكوفيّ إملاء.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أحمد بن عبد الجبّار قال نبأنا يونس بن بكير ـ زاد الزعفراني ـ الشّيباني. ثم اتفقا عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (١)».

. سألت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد المؤدّب المعروف بالزعفراني عن موت أبيه فقال مات في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وثلاثمائة.

قال المؤلف : قال التّنوخيّ : كان أبو الحسن الزعفراني ثقة ، وكان يختلف إلى أبي بكر الرّازي ويأخذ عنه الفقه.

٩٩ ـ محمّد بن على بن أحمد بن إبراهيم الموصلي (٢) :

سكن بغداد وسمع الحديث من يحيى بن عبد الحميد الحماني ونظرائه ، وكان من أهل الفهم والمعرفة ، حكى عنه موسى بن هارون الحافظ.

كتب إليّ أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد الموصليّ يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمّد الطوسي حدّثهم قال نبأنا أبو زكريّا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ قال نبأنا موسى بن هارون الحمال قال نبأنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم الموصليّ قال رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم. فقلت : يا رسول الله ؛ إن يحيى الحماني حدّثنا عن عبد الرّحمن بن يزيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر عنك صلّى الله عليك أنك قلت : ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رءوسهم. ويقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن. فقال : «صدق ابن الحماني».

١٠٠ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن داود بن أبان ، أبو جعفر السّرّاج (٣) :

نيسابوري الأصل سمع على بن الجعد ، ويحيى بن معين ، ومحمّد بن جعفر

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٨ ، ٢ / ١٠٢ ، ٤ / ٢٠٧ ، ٨ / ٥٤. وصحيح مسلم ، المقدمة ٣ ، ٤. وفتح الباري ١٠ / ٥٧٨.

(٢) ٩٩ ـ الموصلي : بالفتح والسكون وكسر المهملة ، نسبة إلى مدينة بالجزيرة (لب اللباب ص ٢٥٥).

(٣) ١٠٠ ـ السّرّاج : هذا منسوب إلى عمل السرج ، وهو الذي يوضع علي الفرس (الأنساب ٧ / ٦٥).

٢٨١

الوركاني ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وأبا إبراهيم الترجماني ، وعباد بن موسى الختلي. حدّث عنه : محمّد بن مخلد الدوري ، وأبو عمرو بن السّمّاك ، وعبد الصّمد ابن على الطّستي ، وأبو سهل بن زياد القطّان. وأحاديثه مستقيمة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو الحسين عبد الصّمد بن على بن محمّد الوكيل إملاء قال نبأنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن داود النّيسابوريّ السّرّاج قال نبأنا أبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم قال نبأنا محمّد بن مروان الكوفيّ عن سعد بن طريف عن زيد بن على عن أبيه عن على بن أبي طالب. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن في الجنة لشجرة تخرج من أعلاها الحلل ، ومن أسفلها خيل بلق من ذهب مسرجة ملجمة بالدر والياقوت لا تروث ولا تبول ذوات أجنحة ، فيجلس عليها أولياء الله فتطير بهم حيث شاءوا. فيقول الله تعالى : إنهم كانوا يصومون وكنتم تفطرون ، وكانوا يقومون الليل وكنتم تنامون ، وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون ، وكانوا يجاهدون العدو وكنتم تجبنون (١)».

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطان قال نبأنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن داود السّرّاج النّيسابوريّ قال نبأنا عبّاد بن موسى قال نبأنا أزهر السمان عن ابن عون عن عمران الخيّاط عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : الوتر على أهل القرآن سنة.

١٠١ ـ (٢) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن خالد بن يزيد ، أبو عيسى البصريّ ، يعرف بالشّلاثائيّ (٣) :

قدم بغداد في سنة تسع عشرة وثلاثمائة ، وسكن بدرب الآجر ، وحدّث عن نصر ابن على ، وبندار بن بشّار ، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي ، وعمرو بن على الصّيرفيّ ، ومحمّد بن الوليد البسري ، وزياد بن يحيى الحسّاني ، والحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني. روى عنه : أبو بكر بن شاذان ، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن على الواسطيّ ، وأبو القاسم الأزهري ، وعلي ابن أبي على المعدّل ، وأبو طاهر محمّد بن الحسين بن سعدون البزّاز. قالوا : نا

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات لابن الجوزي ٣ / ٢٥٥. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٢٤١. وإتحاف السادة المتقين ١٠ / ٥٣٤.

(٢) ١٠١ ـ انظر الأنساب للسمعاني ٧ / ٤٢٩.

(٣) الشلاثائي : هذه النسبة إلى «شلاثا» وهي قرية من نواحي البصرة (الأنساب ٧ / ٤٢٩).

٢٨٢

أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال نبأنا أبو عيسى محمّد بن أحمد البصريّ الشلاثائي قال نبأنا بندار محمّد بن بشّار قال نبأنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر بن نافع عن ابن عمر. قال : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أن أمهات الأولاد لا يبعن ولا يوهبن ولا يورثن ، فإذا مات صاحبها فهي حرة.

قال الشيخ أبو بكر : لم أكتبه إلا بهذا الإسناد ، والمحفوظ عن ابن عمر قال : قضى عمر أن أمهات الأولاد.

١٠٢ ـ (١) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش بن حازم بن صبيح بن صباح ، أبو عبد الله الكاتب ، يعرف بالحكيميّ (٢) :

سمع زكريّا بن يحيى بن أسد المروزيّ ، ومحمّد بن عبد النور المقرئ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، والعبّاس بن محمّد الدوري ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، والحسن بن مكرّم ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وأبا قلابة الرقاشي ، ومحمّد بن الحسين الحبيني ، وغيرهم من هذه الطبقة. روى عنه : أبو الحسن الدارقطني ، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق ، وأبو عمر بن حيوية ، ومحمّد بن المرزبانيّ. وحدّثنا عنه : أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست البزّاز ، وأبو إسحاق إبراهيم بن مخلد ابن جعفر الباقرحي دو كان. بلخي الأصل ومنزله في درب الأعراب.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال نبأنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال أخبرني يحيى بن معين قال نبأنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل قال أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة. قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحكى موسى على المنبر قال : «وقع في نفس موسى هل ينام الله عزوجل؟ فبعث الله إليه ملكا فأرّقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين وأمره أن يحتفظ بهما ، فكان ينام وتكاد يداه تلتقيان ، ثم يستيقظ فينحي إحداهما عن الأخرى ، حتى نام نومة فاصطكت يداه فانكفأت القارورتان. قال الله له مثلا : إن الله لو كان ينام لم تستمسك السموات والأرض (٣)».

__________________

(١) ١٠٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٦٧. والأنساب للسمعاني ٤ / ١٨٦ ، ١٨٧.

(٢) الحكيمي : هذه النسبة إلى حكيم ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب (الأنساب ٤ / ١٨٦).

(٣) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١ / ٨٣. والعلل المتناهية ١ / ٢٦ ، ٢٧. والدر المنثور ٥ / ٢٥٥.وكنز العمال ٢٩٨٥٢. والبداية والنهاية ١ / ٢٩٢ ، ٢٩٣.

٢٨٣

قال الشيخ أبو بكر : هكذا رواه أمية بن شبل عن الحكم بن أبان موصولا مرفوعا ، وخالفه معمر بن راشد فرواه عن الحكم عن عكرمة قوله لم يذكر فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا أبا هريرة.

أخبرناه الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا عبد الله بن محمّد بن إسحاق المروزيّ قال نبأنا الحسن بن أبي الرّبيع قال أنبأنا عبد الرزاق قال قال معمر : أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عبّاس في قوله تعالى : (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) [البقرة ٢٥٥]. أن موسى سأل الملائكة هل ينام الله تعالى؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام ؛ ففعلوا. ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما. قال : فجعل ينعس وهما في يديه في كل يد واحدة ، قال فجعل ينعس وينتبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما. فقال معمر : إنما هو مثل ضربه الله تعالى. يقول : فكذلك السموات والأرض في يديه.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست قال نبأنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال نبأنا محمّد بن القاسم. قال سئل بعض المجان فقيل له : كيف أنت في دينك؟ فقال : أخرّقه بالمعاصي وارقعه بالاستغفار. سألت أبا بكر البرقانيّ عن الحكيمي فقال : ثقة إلا أنه لا يروى مناكير.

قال الشيخ أبو بكر : وقد اعتبرت أنا حديثه فقلّما رأيت فيه منكرا.

ذكر أبو عبيد الله المرزباني فيما قرأت بخطه : أن الحكيمي ولد في ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

أخبرنا على بن محمّد بن الحسين السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال نبأنا عبد الباقي بن قانع.

(ح) وأخبرنا الأزهري عن طلحة بن محمّد بن جعفر. قالا : مات الحكيمي في ذي الحجة. وقال طلحة : لأيام بقيت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

ثم قرأت بخط عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق ، وبخط أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات : توفي الحكيمي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، ودفن يوم الجمعة.

٢٨٤

١٠٣ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أبو سعيد الخوارزميّ (١) :

قدم بغداد وحدّث بها عن يوسف بن محمّد الطويلي ، ويوسف هذا شيخ من أهل خوارزم ثقة نبيل. يروى عن قتيبة بن سعيد ، ومحمّد الصباح الجرجرائي. حدّث عن أبي سعيد المعافى بن زكريّا الجريري.

١٠٤ ـ محمّد بن أحمد أبو عبد الله الرّازيّ (٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن أبي عامر عمرو بن تميم الطّبريّ. روى عنه المعافى بن زكريّا أيضا.

١٠٥ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أبو أحمد الفقيه الجرجانيّ (٣) :

قدم بغداد وحدّث بها عن أحمد بن العبّاس بن موسى العدويّ. وروى عنه أبو الحسن على بن عمر الحافظ الدّارقطنيّ.

١٠٦ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمّد بن سليمان بن عبد الله ، أبو أحمد العسّال الأصبهانيّ (٤) :

سمع محمّد بن أيّوب الرّازي ، وإبراهيم بن زهير الحلواني ، والحسن بن على السري. وبكر بن سهل الدمياطي ، ونحوهم. وقدم بغداد وحدّث بها.

أنبأنا أبو سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجانيّ قال سمعت محمّد بن أحمد بن إبراهيم أبا أحمد العسال الأصبهانيّ ببغداد يقول حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل فذكر عنه حديثا.

وقد حدّثنا عنه أبو نعيم يقول : ولي أبو أحمد العسال القضاء وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة (٥).

__________________

(١) ١٠٣ ـ الخوارزمي : هذه النسبة إلى بلدة خوارزم ، لها ذكر في الفتوح على حدة ، فتحها قتيبة بن مسلم (الأنساب ٥ / ١٩٣ ، ١٩٤).

(٢) ١٠٤ ـ الرّازي : هذه النسبة إلى الري ، وهي بلدة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفا ، لأن النسبة على الياء مما يشكل ويثقل اللسان والألف لفتحة الراء على أن الأنساب مما لا مجال للقياس فيها والمعتبر فيها النقل المجرد (الأنساب ٦ / ٤١).

(٣) ١٠٥ ـ الجرجاني : هذه النسبة إلى بلدة جرجان ، وهي بلدة حسنة فتحها يزيد بن المهلب أيام سليمان بن عبد الملك (٢٣ / ٢٢١).

(٤) ١٠٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٣٠. وتاريخ أصبهان لأبي نعيم ٢ / ٢٨٣.

(٥) انظر الخبر في تاريخ أصبهان ٢ / ٢٨٣.

٢٨٥

حدّثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن على السّوذرجاني بأصبهان ـ وكان دينا ثقة صالحا ـ قال سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول : كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. قال لي أبو نعيم الحافظ : توفي أبو أحمد العسال في شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

١٠٧ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال ، أبو الحسن يعرف بالمتوثيّ (١) :

حدّث عن بشر بن موسى الأسديّ. حدّثنا عنه هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار.

أخبرنا هلال الحفّار قال نبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن بلال المتوثي قال نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا روح بن عبادة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن. قال : ثمن الجنة لا إله إلا الله. لم يرو بشر بن موسى عن روح بن عبادة غير هذا الحديث.

١٠٨ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أبو عبد الله الأصبهانيّ (٢) :

سكن بغداد وحدّث بها عن محمّد بن على بن مخلد الفرقدي ، والحسن بن محمّد الداركي ، وزنجويه بن محمّد اللباد النّيسابوريّ ، وعبد الله بن إسحاق الخرجاني. حدّثنا عنه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمر الصابوني وأبو الحسن على بن أحمد الرّزّاز.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن عمر الصابوني قال أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ابن إبراهيم الأصبهانيّ قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن يوسف الخرجاني قال نبأنا أبي قال نبأنا طارق بن عبد العزيز عن محمّد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه ، طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين (٣)».

قال الشيخ أبو بكر : هذا هو الخرجاني بالخاء المعجمة وليس بالجيم. وخرجان محلة بأصبهان.

سألت أبا نعيم الحافظ عن هذا الشيخ : فقال سمعت منه ببغداد وهو ثقة. حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال : توفي أبو عبد الله محمّد بن أحمد الأصبهانيّ في ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة. وكان ثقة جميل الأمر ذا هيئة.

__________________

(١) ١٠٧ ـ المتوثي : بالفتح وضم التاء المشددة ، آخره مثلثة نسبة إلى متوث ، بلد بين قرقوب والأهواز (لب اللباب ص ٢٣٦).

(٢) ١٠٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ، ١٤ / ٢٠٦.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساقاة ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٤٠. وصحيح البخاري ٤ / ١٣٠.

٢٨٦

١٠٩ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أبو الحسن الشّافعيّ (١) :

سمع محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، والحسن بن المطيب الشّجاعي. روى عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر.

قرأت بخط أبي القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الثلاج الشّاهد : توفي أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الشّافعيّ البزّاز يوم الخميس سلخ جمادى الأولى سنة ثمان وستين [وثلاثمائة (٢)].

١١٠ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم. أبو الفرج المقرئ ، يعرف بغلام الشّنبوذيّ(٣):

روى عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن شنبوذ وغيره. كتب في القراءات وتكلم الناس في رواياته.

فحدّثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن على المقري الواسطيّ قال : كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه قرأ عليه القرآن بحرف ابن كثير. وزعم أنه قرأ بذلك الحرف على أبي بكر بن مجاهد ؛ فسألت أبا الحسن الدّارقطنيّ عنه فأساء القول فيه والثناء عليه.

سمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن على الصّيرفيّ يذكر أبا الفرج الشنبوذي فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات وحفظه للتفسير.

وقال سمعته يقول : أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات.

قال لي أبو بكر أحمد بن سليمان بن على المقري : مولد الشنبوذي في سنة ثلاثمائة.

حدّثني القاضي أبو العلاء محمّد بن على بن يعقوب : أن أبا الفرج الشنبوذي مات في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

وحدّثني القاضي أبو القاسم على بن المحسن قال : مات أبو الفرج الشنبوذي يوم الاثنين الثالث عشر من صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

__________________

(١) ١٠٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٦٦.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ١١٠ ـ انظر المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١١. وميزان الاعتدال ٣ / ٤٦١ ـ ٤٦٢.

٢٨٧

١١١ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو بكر البلخيّ (١) :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي. حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء محمّد بن على الواسطيّ.

أخبرنا محمّد بن على بن يعقوب قال نبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله البلخيّ ببغداد قال أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي قال نبأنا محمّد ابن إسماعيل وعليّ بن عبد العزيز. قالا : نا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال نبأنا عبد السّلام بن حرب.

وأخبرنا أبو الحسن على بن القاسم بن الحسن الشّاهد بالبصرة قال نبأنا عبد السّلام بن حرب عن عبد الله بن بشر عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب عن عثمان ابن عفان. قال : لما قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسوس ناس من أصحابه وكنت فيمن وسوس ، فمر على عمر فسلّم على فلم أرد عليه ، فأتى أبا بكر فشكاني إليه. فقال : سلّم عليك أخوك فلم تسلم عليه؟ فقلت : ما علمت بتسليمه وإني عن ذلك لفي شغل. فقال أبو بكر : ولم؟ فقلت : قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم أسأله عن نجاة هذا الأمر. فقال : قد سألته عن ذلك. فقمت إليه فاعتنقته. فقلت : بأبي أنت وأمي أنت أحق بذلك. فقال : «من قبل الكلمة التي عرضتها على عمي فهي له نجاة (٢)» لفظ حديث البلخيّ والآخر بنحوه.

قال الشيخ أبو بكر هكذا روى هذا الحديث عبد الله بن بشر الرقي عن الزّهريّ. وقيل عن مالك بن أنس وعن أبي ذئب جميعا عن الزّهريّ مثله. ورواه ابن أخي الزّهريّ ـ واسمه محمّد بن عبد الله بن مسلم ـ وعمر بن سعيد بن سرحة التّنوخيّ ، وعيسى بن المطلب المديني ، ثلاثتهم عن الزّهريّ مثله. ورواه ابن أخي الزّهريّ ـ واسمه محمّد بن عبد الله بن مسلم ـ وعمر بن سعيد بن سرحة التّنوخيّ ، وعيسى بن المطّلب المديني ، ثلاثتهم عن الزّهريّ عن ابن المسيّب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عثمان. وكلا القولين وهم ، والصواب عن الزّهريّ. قال : حدّثني رجال من الأنصار لم يسمعهم أن عثمان دخل على أبي بكر. رواه كذلك عن الزّهريّ الحفّاظ من أصحابه. منهم يونس بن يزيد ، وعقيل بن خالد ، وغيرهما.

__________________

(١) ١١١ ـ البلخي : هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان يقال لها : بلخ ، فتحها الأحنف بن قيس التميمي من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه (الأنساب ٢ / ٢٨٣).

(٢) انظر الحديث في : الكامل لابن عدي ٤ / ١٥٥٨. وكنز العمال ١٤١٠. ومسند أبي بكر ١٤٧. ومشكاة المصابيح ٤١.

٢٨٨

١١٢ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن بو زيد ، أبو عبد الله الفارسيّ :

حدّث عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ.

حدّثنا عنه القاضي أبو القاسم التّنوخيّ حدّثنا على بن المحسن من حفظه قال نبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن بو زيد قرابة أبي على الفارسيّ النّحويّ ـ وكان ينزل في درب الديزج. قال نبأنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشميّ سنة أربع وعشرين وثلاثمائة في دار نصر القشوري قال نبأنا أحمد بن أبي بكر الزّهريّ قال سمعت مالكا قال ثنا ابن شهاب عن أنس. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر. فقيل له : هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة. فقال : «اقتلوه (١)».

[قال المؤلف (٢)] : قال لنا على بن المحسن لم يكن عند هذا الشيخ غير هذا الحديث ، وذكر أن كتبه أحرقت.

١١٣ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد ، أبو بكر الكاتب (٣) :

حدّث عن محمّد بن يحيى الصولي. حدّثنا عنه أبو طاهر محمّد بن على السّمّاك ، وذكر لنا : أنه سمع منه في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

١١٤ ـ (٤) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر ، أبو إسحاق العطّار ، يعرف بالقديسيّ (٥) :

سمع محمّد بن مخلد الدوري. أدركته ولم أسمع منه شيئا لكن حدّثني عنه أبو بكر البرقانيّ ، وسألت عنه أبا القاسم الأزهري. فقال : ثقة.

١١٥ ـ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي ، أبو الحسن الهمدانيّ (٦) :

قدم علينا حاجّا وحدّث ببغداد عن الفضل الكندي. كتبت عنه عند رجوعه من الحج ، وذلك في سنة تسع وأربعمائة وكان ثقة.

__________________

(١) ١١٢ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢١ ، ٤ / ٨٢ ، ١٥٦ وصحيح مسلم ، كتاب الحج ، ٤٥٠ وفتح الباري ٤ / ٥٩ ، ١٢ / ٩٩.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ١١٣ ـ الكاتب : اشتهر بها جماعة الكتابة المعروفة (الأنساب ١٠ / ٣٠٣).

(٤) ١١٤ ـ انظر : الأنساب للسمعاني ١٠ / ٧٧.

(٥) القديسي : هذه النسبة إلى قديس ، أو قديسة ، وظني أنها من أعمال بغداد (الأنساب ١٠ / ٧٧).

(٦) ١١٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥٨ / ١٨٠.

٢٨٩

أخبرنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي في مسجد عبد الله بن المبارك بقطيعة الرّبيع قال نبأنا أبو العبّاس الفضل بن الفضل بن العبّاس الكندي بهمذان قال أنبأنا أبو يعلى الموصليّ قال نبأنا عبد الرّحمن بن سلّام قال نبأنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد قال : إن الله تعالى ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.

١١٦ ـ محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل ، أبو الحسين الواعظ ، المعروف بابن سمعون (١) :

كان واحد دهره ، وفريد عصره ، في الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان الوعظ. دوّن الناس حكمته وجمعوا كلامه. وحدّث عن عبد الله بن أبي داود السجستاني ، وأحمد بن محمّد بن سلم المخرّميّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري ومحمّد ابن جعفر المطيري. ومحمّد بن محمّد بن أبي حذيفة ، وأحمد بن سليمان بن زيان الدمشقيين ، وعمر بن الحسن الشّيباني. حدّثنا عنه : حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق والقاضي أبو على بن موسى الهاشميّ ، والحسن بن محمّد الخلّال ، وأبو بكر الطّاهري ، وعبد العزيز بن على الأزجي ، وغيرهم. وكان بعض شيوخنا إذا حدّث عنه قال : حدّثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون.

أخبرني عبد العزيز بن على قال نبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون الواعظ إملاء قال نبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث سنة أربع عشرة وثلاثمائة قال نبأنا محمود بن خالد وعمرو بن عثمان. قالا : نبأنا الوليد قال نبأنا ابن جابر قال سمعت أبا عبد رب. يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنه لم يبق من الدّنيا إلا بلاء وفتنة (٢)».

قال لي عبد العزيز : ذكر لنا ابن سمعون أن جده إسماعيل كسر اسمه فقيل سمعون.

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال سمعت أبا الحسين بن سمعون يقول : ولدت في سنة ثلاثمائة.

حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقانيّ قال قلت لأبي الحسين بن

__________________

(١) ١١٦ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٥ / ٣ ، وصفة الصفوة ٢ / ٢٦٦. وطبقات الحنابلة ٢ / ١٥٥ ـ ١٦٢. ووفيات الأعيان ١ / ٤٩٢. وتبيين كذب المفتري ٢٠٠ ـ ٢٠٦. والأعلام ٥ / ٣١٢.

(٢) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٥ / ١٦٢. وإتحاف السادة المتقين ٨ / ١١١. وتاريخ ابن عساكر ٦ / ٤١٢ (التهذيب). وكنز العمال ٣٠٩٩٩.

٢٩٠

سمعون : أيها الشيخ وأنت تدعو الناس إلى الزهد في الدّنيا والترك لها ، وتلبس أحسن الثياب ، وتأكل أطيب الطعام فكيف هذا؟ فقال : كل ما يصلحك لله فافعله إذا صلح حالك مع الله بلبس لين الثياب ، وأكل طيب الطعام ، فلا يضرك.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال قال : قال لي أبو الحسين سمعون : ما اسمك؟ فقلت : حسن. فقال : قد أعطاك الله الاسم فاسأله أن يعطيك المعنى.

حدّثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن المظفر الملاح. قال سمعت ابن سمعون يقول : رأيت المعاصي نذالة ، فتركتها مروءة ، فاستحالت ديانة.

حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمّد الطّاهري. قال سمعت أبا الحسين بن سمعون يذكر أنه خرج من مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاصدا بيت المقدس ، وحمل في صحبته تمرا صيحانيا ، فلما وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره من الطعام في الموضع الذي يأوى إليه ، ثم طالبته نفسه بأكل الرطب فأقبل عليها باللائمة. وقال : من أين لنا في هذا الموضع رطب؟ فلما كان وقت الإفطار عمد إلى التمر ليأكل منه فوجد رطبا صيحانيا : فلم يأكل منه شيئا ، ثم عاد إليه في العشية فوجده تمرا على حالته الأولى ، فأكل منه أو كما قال.

سمعت أبا الحسين أحمد بن على بن الحسين بن البادا يقول سمعت أبا الفتح القوّاس يقول : لحقتني إضاقة وقتا من الزمان ، فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي وخفين كنت ألبسهما ، فأصبحت وقد عزمت على بيعهما ؛ وكان يوم مجلس أبي الحسين بن سمعون. فقلت في نفسي : أحضر المجلس ثم أنصرف فأبيع الخفين والقوس قال : وكان القواس قلّ ما يتخلف عن حضور مجلس ابن سمعون.

قال أبو الفتح : فحضرت المجلس فلما أردت الانصراف ، ناداني أبو الحسين : يا أبا الفتح ، لا تبع الخفين ولا تبع القوس فإن الله سيأتيك برزق من عنده. أو كما قال.

حدّثني رئيس الرؤساء شرف الوزراء أبو القاسم على بن الحسن قال حدّثني أبو طاهر محمّد بن على بن العلّاف. قال : حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم ، وكان أبو الفتح القوّاس جالسا إلى جنب الكرسي فغشيه النعاس فنام ، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه. فقال له أبو الحسين : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نومك؟ قال : نعم : فقال أبو الحسين : لذلك أمسكت عن الكلام خوفا من أن تنزعج وتنقطع

٢٩١

عما كنت فيه. أو كما قال : وحدّثني رئيس الرؤساء أيضا. قال حكى لي أبو على بن موسى الهاشميّ قال حكى لي دجي مولى الطائع لله. قال : أمرني الطائع لله بأن أوجه إلى ابن سمعون فأحضره دار الخلافة ، ورأيت الطائع على صفة من الغضب. وكان يتّقى في تلك الحال ، لأنه كان ذا حدّة فبعثت إلى ابن سمعون وأنا مشغول القلب لأجله ، فلما حضر أعلمت الطائع حضوره ، فجلس مجلسه فأذن له فدخل وسلم عليه بالخلافة ، ثم أخذ في وعظه فأول ما ابتدأ به أن قال : روى عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وذكر [عنه (١)] خبرا وأحاديث بعده ثم قال : روى عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرّم الله وجهه وذكر عنه خبرا. ولم يزل يجري في ميدان الوعظ حتى بكى الطائع وسمع شهيقه ، وابتل منديل بين يديه بدموعه ، فأمسك ابن سمعون حينئذ. ودفع إليّ الطائع درجا فيه طيب وغيره فدفعته إليه وانصرف. وعدت إلى حضرة الطائع فقلت : يا مولاي رأيتك على صفة من شدة الغضب على ابن سمعون ، ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره. فما السبب؟ فقال : رفع إلى أنه ينتقص على بن أبي طالب فأحببت أن أتيقن ذاك لأقابله عليه إن صح ذلك منه ، فلما حضر بين يديّ افتتح كلامه بذكر على بن أبي طالب والصلاة عليه ، وأعاد وبدأ في ذلك وقد كان له مندوحة في الرواية عن غيره وترك الابتداء به ، فعلمت أنه وفّق لما تزول به عنه الظنّة ، وتبرأ ساحته عندي ، ولعله كوشف بذلك. أو كما قال.

أخبرني الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ قال سمعت أبا الفضل التّميميّ يقول سمعت أبا بكر الأصبهانيّ ـ وكان خادم الشبلي. قال : كنت بين يدي الشبلي في الجامع يوم الجمعة ، فدخل أبو الحسين بن سمعون وهو صبي ، وعلى رأسه قلنسوة بشفاشك مطلّس بفوطة ، فجاز علينا وما سلّم ، فنظر الشبلي إلى ظهره. وقال : يا أبا بكر تدري أيش لله في هذا الفتي من الذخائر؟.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : توفي أبو الحسين بن سمعون في ذي القعدة أو ذي الحجة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، الشك من أبي نعيم.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي. قال : سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، فيها توفي أبو الحسين بن سمعون الواعظ يوم النصف من ذي القعدة ، وكان ثقة مأمونا.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٩٢

[قال المؤلف (١)] : ذكر لي غير العتيقي أنه توفي يوم الخميس الرابع عشر من ذي القعدة ، ودفن في داره في شارع العتّابيين (٢) ، فلم يزل هناك حتى نقل يوم الخميس الحادي عشر من رجب سنة ست وعشرين وأربع مائة ، فدفن بباب حرب. وقيل لي إن أكفانه لم تكن بليت بعد.

١١٧ ـ محمّد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد ، أبو عمرو النّيسابوريّ :

ذكر أبو القاسم بن الثلاج : أنه قدم بغداد حاجّا في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.

وحدّثهم في سوق يحيى عن أبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرّح الحراني.

١١٨ ـ محمّد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مزين ، أبو على السّرخسيّ(٣):

قدم بغداد حاجّا في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، وحدّث بها عن أبيه ، وعن محمّد ابن عبد الرّحمن الشامي ، ومحمّد بن عبد الله بن مخلد ، ومحمّد بن المنذر الهرويّين وعن الحسن بن سفيان النّسائيّ. حدّثنا عنه محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو على محمّد بن أحمد بن إسحاق السرخسي ـ قدم حاجّا ـ قال نبأنا أبي قال ثنا عصام بن الوضاح عن سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام يوما تطوعا لم يطلع عليه أحد ، لم يرض الله له بثواب دون الجنة (٤)».

وقال عصام بن الوضاح حدّثنا سليمان ـ يعني ابن عمرو ـ عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير البرقي عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمثله.

١١٩ ـ محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان ، أبو طالب التّنوخيّ (٥) :

أصله من الأنبار ، سمع أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ، وبشر بن موسى

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في المطبوعة والأصل : «الغتابيين» تصحيف. والعتابيين : نسبة إلى محلة يقال لها «العتابيين» بالجانب الغربي لبغداد. (الأنساب ٨ / ٣٧).

(٣) ١١٨ ـ السرخسي : هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها : سرخس (الأنساب ٧ / ٩).

(٤) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٣٦٠١.

(٥) ١١٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ، ١٤٠ / ١٢١.

٢٩٣

الأسديّ ، وعمه بهلول بن إسحاق ، ومحمد. وابن العبّاس المؤدّب ، وأحمد بن محمّد ابن مسروق ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

حدّثنا عنه : محمّد بن أحمد بن رزق وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن النقيب الخفاف ، وكان ثقة.

أخبرنا ابن رزق قال نبأنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي قال نبأنا بشر بن موسى قال نبأنا سعيد بن منصور قال نبأنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله تعالى : (وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) [النساء ٧٩]. قال : فبذنبك ، وأنا قدرتها عليك.

أخبرنا على بن المحسن التّنوخيّ قال أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر الشّاهد. قال : ولم يزل أحمد بن إسحاق بن البهلول على قضاء المدينة ـ يعني مدينة المنصور ـ من سنة ست وتسعين ومائتين إلى شهر ربيع الآخر من سنة ست عشرة وثلاثمائة. وكان ربما اعتل ؛ فيخلفه ابنه أبو طالب محمّد بن أحمد ، وهو رجل جميل الأمر ، حسن المذهب ، شديد التصون ، وممن كتب العلم وحدّث بعد أبيه بسنين.

حدّثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا على بن عمرو الجريري. قال توفي أبو طالب ابن البهلول ، في يوم الأحد ضحوة لست عشرة خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

١٢٠ ـ محمّد بن أمير المؤمنين القادر بالله : أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله ، يكنى أبا الفضل (١) :

كان أبوه رشحه للخلافة وجعله ولي عهده ولقبه الغالب بالله ، ونقش على السكة اسمه ، ودعي له في الخطبة بولاية العهد بعده. ثم أدركه أجله فتوفى في شهر رمضان من سنة تسع وأربعمائة ، وكان مولده في ليلة الاثنين لسبع بقين من شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ، ودفن بالرصافة في تربة القادر بالله وأهله.

__________________

(١) ١٢٠ ـ انظر الأعلام للزركلي ٥ / ٣١٣.

٢٩٤

١٢١ ـ (١) محمّد بن أحمد بن أسد ، أبو بكر الحافظ ، يعرف بابن البستنبان(٢):

وهو هروي الأصل. سمع الزبير بن بكار ، وإبراهيم بن زياد المؤدّب ، وعيسى بن أبي حرب الصّفّار ، وعبد الله بن شبيب الرّبعي ، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي. روى عنه القاضي أبو الحسن الجرّاحي ، وعليّ بن عمر الدّارقطنيّ ، والمعافي بن زكريّا الجريري ، وكان ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال أنبأنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : محمّد بن أحمد بن أسد المعروف بابن البستنبان شيخنا ، كان يلقب كزاز.

بلغني عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال حدّثني أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النّحويّ قال : ولد أبو بكر بن البستنبان الحافظ ، سنة إحدى وأربعين ومائتين هو أخبرني بذلك.

حدّثني أبو القاسم الأزهريّ قال نبأنا أبو بكر بن شاذان. قال توفي ابن أبي الثلج الكاتب في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، وفي هذه السنة توفي ابن البستنبان الحافظ.

وكذلك ذكر طلحة بن محمّد بن جعفر وفاة ابن البستنبان فيما حدّثت عنه.

وقرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج : توفي ابن البستنبان في رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

وأخبرنا على بن محمّد السّمسار قال أنبأنا عبد الله بن عثمان قال نبأنا ابن قانع : أن ابن البستنبان مات في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. والقول الأول أشبه بالصواب ، غير أن ابن شاذان أخطأ في وفاة ابن أبي الثلج. والله أعلم.

١٢٢ ـ (٣) محمّد بن أحمد بن أيّوب بن الصّلت ، أبو الحسن المقرئ ، المعروف بابن شنبوذ (٤) :

حدّث عن أبي مسلم الكجّي ، وبشر بن موسى ، وعن محمّد بن الحسين الحبيني ،

__________________

(١) ١٢١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٥٤. والأنساب للسمعاني ٢ / ٢٠٦.

(٢) البستنبان : هذه الكلمة إنما يقال : بوستان بان ، يعني : الذي يحفظ البستان والكرم (الأنساب ٢ / ٢٠٦).

(٣) ١٢٢ ـ انظر : المنتظم ١٣ / ٣٩٢. والأنساب للسمعاني ٧ / ٣٩٥.

(٤) هكذا في الأصل : «شنبوذ» وفي الأنساب : الشنبوذي : بفتح الشين المعجمة والنون وضم الباء الموحدة وفي آخرها الدال المهملة ، هذه النسبة إلى «شهبوذ» وهو اسم جد لبعض القراء (الأنساب ٧ / ٣٩٤). انظر : وفيات الأعيان ٤ / ٣٠١. والأعلام ٦ / ١٩٩. وتاج العروس ٢ / ٥٦٨.

٢٩٥

وإسحاق بن إبراهيم الدّبري ، وعبد الرّحمن بن جابر الكلاعي الحمصي ، وعن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر. روى عنه : أبو بكر بن شاذان ، ومحمّد بن إسحاق القطيعي ، وأبو حفص بن شاهين ، وغيرهم.

وكان قد تخيّر لنفسه حروفا من شواذّ القراءات تخالف الإجماع ، فقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباريّ وغيره كتبا في الرد عليه.

أخبرني إبراهيم بن مخلد فيما أذن لي أن أرويه عنه قال أنبأنا إسماعيل بن على الخطبي في كتاب التاريخ. قال : واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف ، مما يروي عن عبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان. ويتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش ، وأنكره الناس. فوجه السلطان فقبض عليه يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، وحمل إلى دار الوزير محمّد بن على ـ يعني ابن مقلة ـ وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره ـ يعني الوزير ـ بحضرتهم ، فأقام على ما ذكر عنه ونصره ، واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه ، أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه ، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس ، وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع. فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين (١) وضربه بالدرة على قفاه ، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر ، واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه ، وأعيدت عليه ثيابه واستتيب ، وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة.

حدّثني القاضي أبو العلاء محمّد بن على الواسطيّ قال قال لي أبو الفرج الشنبوذي وغيره : مات ابن شنبوذ في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

[قال المؤلف : قال (٢)] لي غير أبي العلاء : إنه توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من صفر.

١٢٣ ـ محمّد بن أحمد بن البراء بن المبارك ، أبو الحسن العبديّ القاضي (٣) :

سمع المعافى بن سليمان ، وخلف بن هشام البزّار ، ومحمّد بن حسّان السمتي ،

__________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي القاموس : الهنيزة ، الأذية.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ١٢٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٤٧. وتاريخ أصبهان ٢ / ٢٢٧. وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٨.

٢٩٦

وعليّ بن المديني ومحمّد بن الصباح ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، والفضل بن غانم ، وعبد المنعم بن إدريس ، وأمثالهم. روى عنه : الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، ومحمّد ابن مخلد الدوري ، وعثمان بن أحمد الدّقّاق ، وأبو جعفر بن برية الهاشميّ ، وعبد الباقي بن قانع ، في آخرين ، وكان ثقة.

وقال أبو الحسن الدّارقطنيّ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى ابن هارون بن الصلت الأهوازيّ قال نبأنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ إملاء قال نبأنا محمّد بن أحمد البراء قال نبأنا المعافى بن سليمان قال نبأنا موسى بن أعين عن ليث عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة. قال : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بركعتي الفجر.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ قال نبأنا محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفيّ قال أنبأنا الحسن بن إسماعيل الكندي قال حدّثني أبو جعفر بن البراء. قال : اتصل بعمي أبي الحسن عن القاضي إسماعيل بن إسحاق شيء ، فعزم إسماعيل على الركوب إليه ، فبادره عمي أبو الحسن بالركوب ، فلما دخل أنشأ يقول :

صفحت برغمي عنك صفح ضرورة

إليك وفي قلبي ندوب من العتب

فأجابه إسماعيل :

ولا زال بي شوق إليك مبرّح

يذلل مني كل ممتنع صعب

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد أبو عبد الله قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع. قال : توفي محمّد بن أحمد بن البراء سنة إحدى وتسعين [ومائتين (١)] وكذلك قرأت بخط محمّد بن مخلد الدوري ـ وزاد في شوال.

١٢٤ ـ محمّد بن أحمد بن بشر ، أبو عبد الله النّيسابوريّ ، يعرف بابن بشرويه :

ذكر ابن الثلاج : إنه قدم بغداد حاجّا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، وحدّثهم عن محمّد بن إسماعيل الإسماعيلي. وقال : سمعت منه في درب السّلوليّ.

١٢٥ ـ محمّد بن أحمد بن بالويه ، أبو على النّيسابوريّ المعدّل (٢) :

سمع عبد الله بن محمّد بن شيرويه ، ومحمّد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمّد بن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ١٢٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٠٧.

٢٩٧

إسحاق السّرّاج ، ومحمّد بن صالح الصّيمريّ ، وعليّ بن سعيد العسكريّ. حدّثنا عنه : أبو بكر البرقانيّ. وسألته عنه فقال : ثقة.

وأخبرنا أبو نعيم الأصبهانيّ قال نبأنا أبو على محمّد بن أحمد بن بالويه النّيسابوريّ ببغداد قال نبأنا على بن سعيد العسكريّ قال نبأنا إسحاق بن وهب قال نبأنا موسى بن مسعود بن مشكان الواسطيّ قال نبأنا إسماعيل بن مسلم السكوني قال نبأنا أبو عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكم في العنب أشياء ، تأكلونه عنبا ، وتشربونه عصيرا ما لم ينش ، وتتخذون منه زبيبا وربّا (١)».

حدثت عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوريّ : أن أبا على بن بالويه مات بنيسابور في يوم الخميس سلخ شوال من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وهو ابن أربع وتسعين سنة.

١٢٦ ـ محمّد بن أحمد بن تميم الأنماطيّ (٢) :

سمع محمّد بن حسّان الأزرق ، وحميد بن الرّبيع. روى عنه : أبو بكر بن شاذان ، وعمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نبأنا محمّد ابن أحمد بن تميم قال أنبأنا محمّد بن حسّان قال أنبأنا عمرو بن محمّد بن الحسن البصريّ عن مطرف بن طريف عن أبي إسحاق عن الحارث عن على عليه‌السلام أنه قال : من بنى لله مسجدا فليس له أن يبيعه ولا يبدله ، ولا يمنع أحدا أن يصلي فيه ، وله أن يمنع كل صاحب هوى أو بدعة أن يصلي فيه.

قال الشيخ أبو بكر : عمرو بن محمّد يعرف بالأعسم وكان ضعيفا.

١٢٧ ـ محمّد بن أحمد بن تميم ، أبو الحسين الخيّاط القنطري (٣) :

كان ينزل قنطرة البردان. وحدّث عن : أحمد بن عبيد الله النرسي ، وأبي قلابة الرقاشي ، ومحمّد بن سعد العوفيّ ، وأبي إسماعيل الترمذي ، ومحمّد بن يونس

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ١١٤ والدر المنثور ٤ / ١٢٢. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٣٥.

(٢) ١٢٦ ـ الأنماطي : هذه النسبة إلى بيع الأنماط ، وهي الفرش التي تبسط. (الأنساب للسمعاني ١ / ٣٧٦).

(٣) ١٢٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٢٢. والأنساب ١٠ / ٢٤٧.

٢٩٨

الكديمي ، والحسن بن على بن المتوكل. حدّثنا عنه : أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسن على بن أحمد بن عمر المقرئ ، وأبو الحسن على بن الحسين بن دوما النعالي.

أخبرنا على بن الحسين بن العبّاس بن دوما قال أخبرنا محمّد بن أحمد بن تميم الخيّاط قال نبأنا أبو قلابة الرقاشي قال نبأنا وهب بن جرير قال نبأنا شعبة عن سماك ابن حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه أن طارق بن سويد ـ أو سويد بن طارق ـ سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الخمر فنهاه عنها. فقال إنها دواء. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليست بدواء ولكنها داء».

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه قال لنا محمّد بن أحمد بن تميم الخيّاط : ولدت في صفر سنة تسع وخمسين ومائتين. قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم القنطري يوم الجمعة سلخ شعبان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، وذكر أنه كان فيه لين.

١٢٨ ـ محمّد بن أحمد بن تميم ، أبو نصر السّرخسيّ (١) :

قدم بغداد وحدّث عن : أبي لبيد محمّد بن إدريس السّامي ، وأحمد بن إسحاق ابن إبراهيم السرخسي. حدّثنا عنه : ابن رزقويه ، وأبو بكر أحمد بن على الأصبهانيّ نزيل نيسابور ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن تميم السرخسي ـ قدم علينا للحج ـ قال نبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق السرخسي قال نبأنا أبي قال نبأنا عصام بن الوضاح السرخسي (٢) عن المسيّب عن مطرف عن أبان عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن النبي. صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنان كلها فلم يغلق منها باب واحد في الشهر كله ، وغلقت أبواب النار فلا يفتح منها باب واحد الشهر كله ، وغلّت عتاة الجن ، ونادى مناد في السماء كل ليلة إلى انفجار الصبح : يا باغي الخير هلمّ ، ويا باغي الشر انته ، هل من مستغفر يغفر له؟ هل من تائب يتاب عليه؟ هل من سائل فيعطي؟ هل من داع فيستجاب له؟ ولله عند وقت كل ليلة فطر من رمضان عتقاء يعتقهم من النار (٣)».

__________________

(١) ١٢٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢١٥.

(٢) في الأصل : «الرببدي» بدون نقط. والتصحيح من الأنساب (٧ / ٦٩).

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٦٨٢. والمستدرك ١ / ٤٢١. وفتح الباري ٤ / ١١٤.

والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٣٠٣. وأمالي الشجري ١ / ٢٨٨ وكنز العمال ٢٣٧٠٣.

٢٩٩

بلغني أن أبا نصر السرخسي ، مات بعد سنة سبعين وثلاثمائة.

١٢٩ ـ محمّد بن أحمد بن ثابت الواسطيّ (١) :

حدّث ببغداد عن : شعيب بن أيّوب الصريفيني. روى عنه : أبو الحسين بن جميع الصّيداوي.

حدّثني محمّد بن على الصوري قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن ثابت الواسطيّ البزّاز ببغداد قال أنبأنا شعيب بن أيّوب.

١٣٠ ـ محمّد بن أحمد بن ثابت بن بيار ، أبو صالح العكبريّ (٢) :

حدّث عن : أبي الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي ، ومحمّد بن يونس الكديمي ، والحسن بن عليل العنزي. روى عنه : أبو عبد الله عبيد الله بن محمّد بن حمدان المعروف بابن بطة العكبري.

١٣١ ـ محمّد بن أحمد بن ثابت ، أبو الحسين التاجر :

قرأت في كتاب أبي سعد الماليني أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي بسمرقند. قال : محمّد بن أحمد بن ثابت أبو الحسين البغداديّ التاجر ، كان فصيحا متكلما كثير الاختلاف إلينا ؛ كتب ببغداد عن أبي عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب وغيره ولم يكن معه أصوله. كتبنا عنه من حفظه بسمرقند شيئا من الأشعار ، وكان خرج إلى فرغانة للتجارة فمات في منصرفه منها.

وقال الإدريسي أيضا : أنشدني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن ثابت البغداديّ بسمرقند قال أنشدني أبو عمر الزاهد غلام ثعلب ببغداد لنفسه ـ وقام لبعض من دخل عليه ـ فأنشأ يقول :

لا تراني أبدا أك

رم ذا مال لماله

لا ولا يزرى بمن

يعقل عندي سوء حاله

إنما أقضي على ذا

ك وهذا بفعاله

١٣٢ ـ محمّد بن أحمد بن أبي ثمامة ، أبو العبّاس القاضي من أهل الأنبار :

حدّث عن وجوده في كتاب جده وضاح بن حسّان الأنباريّ. روى عنه : محمّد

__________________

(١) ١٢٩ ـ انظر : معجم الشيوخ ، لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي ، ترجمة رقم ٦.

(٢) ١٣٠ ـ العكبري : بلدة علي الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (٩ / ٢٧ ، ٢٨).

٣٠٠