تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٢

[ومما ينبغي (١)] أن نذكره هاهنا :

٤٧ ـ عياض الأشعريّ ، وهو : عياض بن عمرو ، سكن الكوفة وورد الأنبار(٢):

أخبرنا على بن محمّد بن عبد الله المعدّل قال أنبأنا دعلج بن أحمد قال نبأنا أبو عبد الله البوشنجي قال نبأنا يوسف بن عدي قال نبأنا شريك عن مغيرة عن الشعبي قال : شهد ـ أو شهدت ـ عيدا بالأنبار ، فقال : يعني عياضا الأشعريّ ـ ما لي لا أراكم تقلسون؟ وقد كانوا في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعلونه. قال يوسف بن عدي : التقليس ـ أن يقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك.

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا الحسين بن عمر الضراب قال نبأنا حامد بن محمّد بن شعيب البلخيّ قال نبأنا سريج بن يونس قال نبأنا هشيم عن مغيرة عن الشعبي ، قال مرّ عياض الأشعريّ بالأنبار فقال : مالي لا أراهم يقلسون؟ فإنه من السنة.

أخبرنا الحسن بن على الجوهريّ قال أنبأنا عيسى بن على قال نبأنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، قال عياض بن عمرو الأشعريّ سكن الكوفة ويشك في صحبته.

قال الشيخ أبو بكر : وقد ذكره غير واحد من العلماء في جملة الصحابة ، وأخرج حديثه في المسند.

٤٨ ـ ومعاوية بن أبي سفيان : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، يكنى أبا عبد الرّحمن (٣) :

وأمه : هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ،

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ٤٧ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ١٥٢. والتاريخ الكبير ٧ / ت ٨٧. والجرح ٦ / ت ٢٢٧٦.والمراسيل ١٥١. وثقات ابن حبان ٥ / ٢٦٤. ومعجم الطبراني الكبير ١٧ / ٣١٥. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ورقة ١٤٠. والاستيعاب ٣ / ١٢٣٣. والجمع ١ / ٤٠٢ .. وأسد الغابة ٤ / ١٦٤. وسير النبلاء ٤ / ١٣٨ ـ ١٣٩. والكاشف ٢ / ت ٤٤٢٥. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٤٦٦٦. وتذهيب التهذيب ٣ / ورقة ١٢٧. ومعرفة التابعين ، ورقة ٣٤. وجامع التحصيل ، ت ٦٠٥. ونهاية السئول ، ورقة ٢٨٨. وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٠٢. والإصابة ٢ / ت ٦١٣٩. والتقريب ٢ / ٩٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٥٥٥١. وتهذيب الكمال ٤٦١٠ (١ / ٥٧١ ـ ٥٧٢). والمنتظم ٤ / ١٢٠.

(٣) ٤٨ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٦. وتاريخ الدارمي ، ترجمة ٧١٢. وطبقات خليفة ١٣٩ ، ٢٩٧.وعلل ابن المديني ٥٠ ، ٧٤. وفضائل الصحابة لأحمد ٢ / ٩١٣. ومسند أحمد ٤ / ٩١. وعلله ١ / ٦٦ ، ـ

٢٢١

وكان يقول : أسلمت عام القضية ، ولقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعت عنده إسلامي ، واستكتبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وولاه عمر بن الخطاب الشام بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان ، فلم يزل عليها مدة خلافة عمر ، وأقره عثمان بن عفان على عمله ، ولما قتل على بن أبي طالب عليه‌السلام سار معاوية من الشام إلى العراق فنزل بمسكن ناحية حربي ، إلى أن وجه إليه الحسن بن على فصالحه ، وقدم معاوية الكوفة فبايع له الحسن بالخلافة وسمى عام الجماعة.

أخبرنا الحسين بن عمر بن بزهان الغزّال قال أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قال نبأنا عبّاس بن عبد الله الترقفي قال نبأنا أبو مسهر قال نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني ، قال سعيد : وكان من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال في معاوية : «اللهم اجعله هاديا واهده واهد به (١)».

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال قال نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا أبو أحمد الجريري قال نبأنا أحمد بن الحارث الخزّاز قال نبأنا أبو الحسن المدائني : في قصة الحسن بن على لما بايع له الناس بعد قتل عليّ ، قال : وأقبل معاوية إلى العراق في ستين ألفا. واستخلف على الشام الضّحاك بن قيس الفهري ، والحسن مقيم بالكوفة لم يشخصني حتى بلغه أن معاوية قد عبر جسر منبج ، فعقد لقيس بن سعد بن عبادة على اثنى عشر ألفا وودعهم وأوصاهم ، فأخذوا على الفرات وقرى الفلوجة وسار قيس إلى مسكن ، ثم أتى الأخنونية وهي حربي فنزلها ، وأقبل معاوية من جسر منبج إلى الأخنونية فسار عشرة أيام معه القصّاص يقصون في كل يوم ، يحضون أهل الشام عند وقت كل صلاة ، فقال بعض شعرائهم :

من جسر منبج أضحى غب عاشرة

في نخل مسكن تتلى حوله السور

__________________

 ـ ٩٠ ، ٢٦٠ ، ٢ / ٣٢١. والتاريخ الكبير ٧ / ت ١٤٠٥. والكنى لمسلم ، ورقة ٦٦. وسؤالات الآجري ، لأبي داود ٤ / ورقة ٨ ، والجرح ٨ / ت ١٧٢٣. وثقات ابن حبان ٣ / ٣٧٣. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، ورقة ١٦٨. وجمهرة الأنساب ١١٢ ، ١١٣. والاستيعاب ٣ / ١٤١٦.ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧١٤. والجمع ٢ / ٤٨٩. وتلقيح الأثر ١٥٦. وأسد الغابة ٤ / ٣٨٥. وسير النبلاء ٣ / ١١٩. والكاشف ٣ / ت ٥٦١٧. وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ت ٩٢٧. وتذهيب التهذيب ٤ / ورقة ٥٠. والعقد الثمين ٢ / ت ٢٤٧٧. ونهاية السئول ، ورقة ٣٧٧. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٧. والإصابة ٣ / ت ٨٠٦٨ ، والتقريب ٢ / ٢٥٩. والخلاصة للخزرجي ٣ / ت ٧٠٧٨. وتهذيب الكمال ٦٠٥٤ (٢٨ / ١٧٦ ـ ١٧٩). والمنتظم ٥ / ٣٣٢.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٨٤٢. ومسند أحمد ٤ / ٢١٦ ، ٣٦٥. وكشف الخفا ١ / ٢٦٠.والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ٣٩٩. ومشكاة المصابيح ٦٢٣٥. والعلل المتناهية ١ / ٢٧٤.

٢٢٢

قال : ونزل معاوية بإزاء عسكر قيس بن سعد ، وقدم بسر بن أرطأة إليهم ، فكانت بينهم مناوشة ولم تكن قتلى ولا جرحى ، ثم تحاجزوا ، وساق بقية الحديث.

أخبرنا القاضي أبو بكر بن الحسن الحرشي قال نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال نبأنا محمّد بن خالد بن خليّ الحمصي قال نبأنا بشر بن شعيب بن حمزة عن أبيه عن الزّهريّ قال أخبرني عروة بن الزبير : أن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ، ثم دعاه فأخلاه فقال : يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة؟ فقال المسور : دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال معاوية : والله لتكلمن بذات نفسك ، والذي تعيب على. قال المسور : فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له. قال معاوية : لا برئ من الذنب ، فهل تعد يا مسور مالي من الإصلاح في أمر العامة ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، أم تعد الذنوب وتترك الحسنات. قال المسور : لا والله ما نذكر إلا ما تري من هذه الذنوب. قال معاوية : فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله؟ قال مسور : نعم ، قال معاوية : فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة مني؟ فو الله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولكن والله لا أخير بين أمرين ، بين الله وبين غيره إلا اخترت الله تعالى على ما سواه ، وأنا على دين يقبل الله فيه العمل ، ويجزي فيه بالحسنات ، ويجزي فيه بالذنوب ، إلا أن يعفو عمن يشاء ، فأنا أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها ، وأوازي أمورا عظاما لا أحصيها ولا تحصيها ، من عمل الله في إقامة صلوات المسلمين ، والجهاد في سبيل الله عزوجل ، والحكم بما أنزل الله تعالى ، والأمور التي لست تحصيها وإن عددتها لك ، فتفكر في ذلك. قال المسور : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر. قال عروة : فلم يسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا استغفر له.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق البزّار قال نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى النّيسابوريّ قال نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري قراءة عليه [بمكة (١)] قال نبأنا عثمان بن سعيد قال سمعت الرّبيع بن نافع يقول : معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما وراءه.

وأخبرنا ابن رزق قال نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدميّ البزّار قال :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٢٣

نبأنا محمّد بن أحمد بن أبي العوام قال نا رباح بن الجرّاح الموصليّ قال سمعت رجلا يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود أين عمر بن عبد العزيز من معاوية ابن أبي سفيان؟ فغضب من ذلك غضبا شديدا ، وقال : لا يقاس بأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد ، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله عزوجل ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دعوا لي أصحابي وأصهاري فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (١)».

أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نا ابن بكير عن الليث بن سعد قال : بويع معاوية بإيليا في رمضان بيعة الجماعة ، ودخل الكوفة سنة أربعين.

قال الشيخ أبو بكر : هذه البيعة كانت بيعة أهل الشام لمعاوية عند مقتل على عليه‌السلام ، وذلك في سنة أربعين ، وأما دخوله الكوفة واتفاقه مع الحسن بن على عليهما‌السلام فإنما كان ذلك في سنة إحدى وأربعين.

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ قال : أنبأنا على بن أحمد بن أبي قيس الرفاء قال نا أبو بكر بن أبي الدّنيا قال نبأنا سعيد بن يحيى عن عبد الله بن سعيد عن زياد ابن عبد الله عن ابن إسحاق ، قال : بويع معاوية بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين.

أخبرنا ابن الفضل قال أنبأنا عبد الله بن جعفر قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث ، قال : توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه سنة ستين ، فكانت مدة (٢) خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال نا محمّد بن على بن إبراهيم بن خمّي قال نبأنا محمّد بن شاذان الجوهريّ قال نا عمرو بن حكام قال نا شعبة عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن جرير البجليّ أنه سمع معاوية يخطب ، فقال توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثلاث وستين ، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وعمر وهو ابن ثلاث وستين ، وأنا ابن ثلاث وستين. ولكنه عمّر بعدها حتى بلغ الثمانين.

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٢٤٧٠. والبداية والنهاية ٨ / ١٣٩.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٢٤

٤٩ ـ وبسر بن أرطأة. ويقال : بشر بن أرطأة ، أبو عبد الرّحمن العامريّ (١) :

نزل دمشق وورد العراق في صحبة معاوية بن أبي سفيان ، وقد ذكرنا ذلك. ولبسر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواية غير أنها يسيرة.

أخبرنا أبو القاسم على بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ إمام الجامع بدمشق قال أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي قال أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف قال سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول : وبسر بن أرطأة من بني عامر بن لؤي. يكنى : أبا عبد الرّحمن ، واسم أبي أرطأة عمير بن عويمر بن عمران. قال أبو الحسن : فحدّثني عن أبيه بنسب جده بسر بن عمير بن أرطأة بن عويمر بن عمران. قال : وبسر يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهانيّ قال : أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : نا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال : نا خليفة بن خياط. قال : وبسر بن أرطأة ، ويقال : ابن أبي أرطأة بن أبي عويمر بن عمران بن الحليس بن سيّار بن نزار بن معيص ابن عامر بن لؤي ، أتى الشام واليمن ، ومات بالمدينة ، وقد خرف وله بالبصرة دار ، مات في ولاية عبد الملك بن مروان.

وقال الشيخ أبو بكر : وكنّا لما شرحنا خبر ورود عبد الرّحمن بن سمرة المدائن ، تضمن القول بأن عبد الله بن الحارث : كان رسول الحسن بن على عليهما‌السلام من المدائن إلى معاوية. وعبد الله هذا ، ولد على عهد رسول الله. صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تفل في فيه ودعا له ، وهو :

٥٠ ـ عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، ويكنى : أبا محمّد ، ويلقب ببّة (٢) :

وأمه : هند بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

__________________

(١) ٤٩ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٩. وتاريخ ابن معين برواية الدوري ٢ / ٨. وتاريخ خليفة ١٤٢ ، ١٩٥ ، ١٩٨ ، ٢٠٠ ، ٢٠٦ ، ٢١٨ ، ٢٩٢. وطبقاته ٢٧ ، ١٤٠ ، ٣٠٠. والتاريخ الكبير ٢ / ١ / ١٢٣. والصغير ٤٨ ، ٦١. والكنى لمسلم ، ورقة ٦٦. وتاريخ أبي زرعة ٢٢٦ ، ٣٧٦ ، ٦٩٠.والجرح ١ / ١ / ٤٢٢ ـ ٤٢٣. وطبقات علماء إفريقية ٦٨ ، ٧٦. وثقات ابن حبان ٣ / ٣٦. والاستيعاب ١ / ١٥٧ ـ ١٦٦. وتهذيب ابن عساكر ٣ / ٢٢٣ ـ ٢٢٨. وأسد الغابة ١ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، وتذهيب التهذيب ١ / ورقة ٨١ ، ٨٢. والكاشف ١ / ١٥٢. والميزان ١ / ٣٠٩. وتاريخ الإسلام ٣ / ١٤٠. وسير النبلاء ٣ / ٤٠٩. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ٩.وتهذيب ابن حجر ١ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ، وتهذيب الكمال ٦٦٥ (٤ / ٥٩ ـ ٦٩). والمنتظم ٥ / ١٦٢ ، ٢٠١ ، ٢٠٩ ، ٢٤١.

(٢) ٥٠ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٥ / ٢٤ ، ٧ / ١٠٠. وتاريخ الدوري ٢ / ٣٠٠. وتاريخ خليفة ٢٥٨ ، ـ

٢٢٥

وقد صحب عبد الله بن الحارث عمر بن الخطّاب ، وروى عنه وعن عثمان بن عفان أيضا ، وكان من أفاضل المسلمين ، تحوّل إلى البصرة فسكنها وبنى بها دارا ، ولما كان أيام مسعود بن عمرو وخرج عبيد الله بن زياد عن البصرة واختلف الناس بينهم ، أجمعوا أمرهم فولوا عبد الله بن الحارث صلاتهم وفيئهم ، وكتبوا بذلك إلى عبد الله بن الزبير. وقالوا : إنا قد رضينا به ، فأقره ابن الزبير على البصرة ، فلم يزل عاملا عليها سنة ثم عزله ، وخرج عبد الله بن الحارث إلى عمان فمات بها.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان قال : أنبأنا عبد الله بن جعفر قال : نا يعقوب بن سفيان قال : حدّثني خلاد بن أسلم قال : نا النّضر بن شميل قال : نبأنا الرّبيع بن مسلم قال : نبأنا عمرو بن دينار ، قال : قدم عبد الله بن الحارث حاجّا ، فأتى ابن عمر فسلم والقوم جلوس فلم يره بشّ به كما كان يفعل ، فقال : يا أبا عبد الرّحمن أما تعرفني؟ قال : بلى ألست ببه؟ قال : فشق ذلك عليه وضحك القوم ، ففطن عبد الله بن عمر ، فقال : إن الذي قلت لا بأس به ، ليس يعيب الرجل. إنما كان غلاما خادرا ، وكانت أمه تنزيه أو تنبزه تقول :

لأنكحنّ ببّه

جارية خدبّة

مكرمة محبّه

تحب أهل الكعبة (١)

قال يعقوب : وهذا عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشميّ ، كان بقي أهل البصرة بعد موت يزيد بن معاوية بلا أمير ، فاصطلح عليه

__________________

٢٥٩. وطبقاته ١٩١ ، ٢٠٢ ، ٢٣١ ، ٢٣٩. وعلل ابن المديني ٧٠. وعلل أحمد ١ / ٥٠ ، ٧٩ ، ٨٠ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، ٣٣٥ ، ٣٤٩. والتاريخ الكبير ٥ / ت ١٥٥. وثقات العجلي ، ورقة ٢٨. والمعرفة ليعقوب ١ / ٢٩٥ ، ٣٦٢ ، ٤٣٦ ، ٤٩٧ ، ٤٩٩ ، ٥٧٩ ، ٣ / ٢٥٣. وتاريخ أبي زرعة ٦٢٩. وتاريخ القضاة لوكيع ١ / ١١٣. والجرح ٥ / ١٣٦. والمراسيل ١١١. وثقات ابن حبان ٥ / ٩. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ٨٩. وجمهرة الأنساب ٢٠ ، ٧٠. والاستيعاب ٣ / ٨٨٥. والجمع ١ / ٢٤٨. وأسد الغابة ٣ / ١٣٧. وسير النبلاء ١ / ٢٠٠ ، ٣ / ٥٢٩. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٢١٣. والكاشف ٢ / ت ٢٦٩٩. والعبر ١ / ٩٨ ، ١٢١. ومعرفة التابعين ، ورقة ٢٣. وتذهيب التهذيب ٢ / ورقة ١٣٧. وإكمال مغطاي ٢ / ورقة ٢٥٦. ومراسيل العلائي ، ترجمة ٣٤٤. ونهاية السئول ، ورقة ١٦٥. وتهذيب التهذيب ٥ / ١٧٩. والإصابة ٢ / ت ٧ / ٣٤٩. وتهذيب الكمال ٣٢١٦ (١٤ / ٣٩٦ ـ ٤٠٠).

(١) البيت الثاني سقط من الأصل.

٢٢٦

أهل البصرة ، وكان ظاهر الصلاح ، وله رضا في العامة ، وأراده أهل البصرة على التعسف لصلاح البلد فعزل نفسه وقعد في منزله.

أخبرنا على بن أحمد الرّزّاز قال : أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف قال : نا بشر بن موسى قال نا أبو حفص عمرو بن على ، قال : ومات عبد الله بن الحارث ابن نوفل بن عبد المطّلب سنة أربع وثمانين.

***

منهج المصنف في الكتاب

قال الشيخ أبو بكر : لم تخل بلد المدائن فيما مضى من أهل الفضل ، وقد كان به جماعة ممن يذكر بالعلم فبدأنا بذكر الصحابة مفردا عمن سواهم ، وأما التابعون ومن بعدهم ، فإنا سنورد أسماءهم في جملة البغداديّين عند وصولنا إلى ذكر كل واحد منهم إن شاء الله تعالى.

وهذه تسمية الخلفاء والأشراف والكبراء والقضاة والفقهاء والمحدثين والقراء والزهاد والصلحاء والمتأدبين والشعراء من أهل مدينة السّلام ، الذين ولدوا بها أو بسواها من البلدان ونزلوها ، وذكر من انتقل منهم عنها ومات ببلدة غيرها ، ومن كان بالنواحي القريبة منها ، ومن قدمها من غير أهلها ، وما انتهى إليّ من معرفة كناهم وأنسابهم ، ومشهور مآثرهم وأحسابهم ، ومستحسن أخبارهم ، ومبلغ أعمارهم ، وتاريخ وفاتهم ، وبيان حالاتهم ، وما حفظ فيهم من الألفاظ ، عن أسلاف أئمتنا الحفاظ ، من ثناء ومدح ، وذم وقدح ، وقبول وطرح ، وتعديل وجرح.

جمعت ذلك كله وألّفته أبوابا مرتبة على نسق حروف المعجم من أوائل أسمائهم ، وبدأت منهم بذكر من اسمه محمّد تبركا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أتبعته بذكر من ابتدأ اسمه بحرف الألف ، ، وثنيت بحرف الباء ثم ما بعدها من الحروف على ترتيبها إلى آخرها ، ليسهل إدراك ذلك على طالبه ، وتقرب معرفته من مبتغيه ، فإني رأيت الكتاب الكثير الإفادة ، المحكم الإجادة ، ربما أريد منه الشيء فيعمد من يريده إلى إخراجه فيغمض عنه موضعه ، ويذهب بطلبه زمانه ، فيتركه وبه حاجة إليه ، وافتقار إلى وجوده.

٢٢٧

ولم أذكر من محدثي الغرباء الذين قدموا مدينة السّلام ولم يستوطنوها ، سوى من صحّ عندي أنه روى العلم بها. فأما من وردها ولم يحدث بها فإني أطرحت ذكره وأهملت أمره ، لكثرة أسمائهم ، وتعذر إحصائهم ، غير نفر يسير عددهم ، عظيم عند أهل العلم محلهم ، ثبت عندي ورودهم مدينتنا ولم أتحقق تحديثهم بها. فرأيت ألّا أخلي كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم ، وعلو أقدارهم.

وكل من تقدمت وفاته بدأت بذكره دون غيره ممن مات بعده ، وإن كان المتأخر أكبر سنا وأعلى إسنادا ؛ إلا أن تتسع ترجمة في بعض الأبواب فأرتب أصحابها على توالي حروف المعجم من أوائل تسمية الآباء ، ومن شذّ عني معرفة تاريخ وفاته ذكرته في أثناء أهل طبقته ممن عاصروه.

ونسأل الله أن يعصمنا من الخطأ والزلل ، ويوفقنا لصالح القول والعمل ، إنه لطيف خبير ، وهو على كل شيء قدير.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد العزيز البزّار بهمذان قال : سمعت أبا الفضل صالح بن محمّد التّميميّ الحافظ يقول : ينبغي لطالب الحديث ومن عني به أن يبدأ يكتب حديث بلده ومعرفة أهله ، وتفهمه وضبطه حتى يعلم صحيحه وسقيمه ، ويعرف أهل التحديث به وأحوالهم معرفة تامة إذا كان في بلده علم وعلماء قديما وحديثا ، ثم يشتغل بعد بحديث البلدان والرحلة فيه.

٢٢٨

باب محمد

٢٢٩

ذكر من اسمه محمّد وابتداء اسم أبيه حرف الألف

٥١ ـ (١) محمّد بن إسحاق بن يسار بن خيار ، وقيل : ابن يسار بن كوتان (٢) المديني ، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف :

قال الشيخ أبو بكر : لم أر في جملة المحمّدين الذين كانوا في مدينة السّلام من أهلها الواردين إليها أكبر سنا أو أعلى إسنادا وأقدم موتا منه ، ولهذه الأسباب المجتمعة فيه افتتحت كتابي بتسميته ، وأتبعته بمن لحق به من أهل ترجمته ، ولو لا ذلك لكان أولى الأشياء تقديم ترجمة محمّد بن أحمد على ما عداها من الأسماء ، اقتداء بما رسمه أئمة شيوخنا ، والله ولي عصمتنا وتوفيقنا.

__________________

(١) ٥١ ـ طبقات ابن سعد : ٧ / ٣٢١. و ٩ / الورقة ٢٤٠ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٠٣ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ١٥ ، وابن محرز ، الترجمة ٥٨٧ ، وتاريخ خليفة : ١١٨ ، ٤٢٦ ، وطبقاته ٢٧٠ ، ٢٢٦ ، وعلل ابن المديني : ٣٧ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ ، ٩٧. وعلل أحمد : ١ / ٧٥ ، ١٣٠. ٢٦٧ ، ٣٠٥ ، ٣٥٩ ، ٣٩٨ ، ٤٠٣ ، و ٢ / ٢١١ ، ٢١٣ ، ٢٦٩ ، ٢٩٤ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٦١ ، وترتيب علل الترمذي الكبير ، الورقة ٥١ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ١١ ، وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٢٣٠ ، ٣٤٢. والكنى لمسلم ، الورقة ١٠ ، وأبو زرعة الرازي : ٥٨٨ ـ ٥٩٢ ، والترمذي (١٦٧٧) وضعفاء النسائي ، الترجمة ٥١٣ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٨٦ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٠٨٧ ، وتقدمته : ١٩ ، ٢٠ ، ٣٧ ، ١٥٢ ، وعلل الحديث ، (١٣٠٠) ، والمراسيل : ١٩٥ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٣٨٠ ـ ٣٨٥ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٢٥ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٢٠٠ ، وسنن الدار قطني : ١ / ٣١٩ ، وعلله : ٣ / الورقة ١٣٦ ، وسؤالات البرقاني له ، الترجمة ٤٢٢ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥١ ، وتاريخ الخطيب : ١ / ٢١٤ ، والسابق واللاحق : ٣١٥ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٦٥ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٣٤ ، ومعجم الأدباء : ٦ / ٣٩٩ ، والكامل في التاريخ ، انظر الفهرست ، وسير أعلام النبلاء : ٧ / ٣٣ ، والعبر : ١ / ٢١٦ ، ٣٤١ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٤٧٨٥ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٥٨٩ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٢٧٥ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٨٣ ، وتاريخ الإسلام : ٦ / ٢٧٥. وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧١٩٧ ، ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ٢٧ ، وجامع التحصيل ، الترجمة ٦٦٦ ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ١٠٢ ، ١٣١ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣١٥ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٨ ـ ٤٦ ، والتقريب : ٢ / ١٤٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٠٤٩ ، وشذرات الذهب : ١ / ٢٣٠ ، وتهذيب الكمال ٥٠٥٧ (٢٤ / ٢٠٠ ـ ٤٢٩) والمنتظم ٨ / ١٥٧ ـ ١٥٩. وسؤالات ابن أبي شيبة ، ت ٨٣.

(٢) في تهذيب الكمال : «بن كوثان».

٢٣٠

ومحمّد بن إسحاق ، يكنى : أبا بكر. وقيل : أبا عبد الله ، وله أخوان هما : أبو بكر وعمر ابنا إسحاق.

رأى محمّد : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيّب ، وسمع القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق ، وأبان بن عثمان بن عفان ، ومحمّد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب ، وأبا سلمة بن عبد الرّحمن ، بن عوف ، وعبد الرّحمن بن هرمز الأعرج ، ونافعا مولى عبد الله بن عمر ، ومحمّد بن مسلم بن شهاب الأزهري ، وغيرهم. وكان عالما بالسير والمغازي وأيام الناس ، وأخبار المبتدأ ، وقصص الأنبياء ، وحدّث عنه أئمة العلماء منهم : يحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وسفيان بن سعيد الثوري ، وابن جريج ، وشعبة بن الحجّاج. وجرير بن حازم ، والحمّادان ابن سلمة وابن زيد ، وإبراهيم بن سعد الزّهريّ ، وشريك بن عبد الله النّخعيّ ، وسفيان بن عيينة ، ومن بعدهم. وكان ابن إسحاق قدم بغداد فنزلها حتى مات بها ، ودفن بمقبرة الخيزران في الجانب الشرقي منها. وقد احتج بروايته في الأحكام قوم من أهل العلم ، وصدف عنها آخرون. وأنا ذاكر ما حفظت من قول العلماء في عدالته ، واختلافهم في الاحتجاج بروايته ، والمشهور من تاريخ وفاته بعون الله ومشيئته.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصّيرفيّ بنيسابور قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين ، يقول : محمّد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن على البزّاز قال : نا عمر بن محمّد بن سيف الكاتب قال : نا محمّد بن العبّاس اليزيدي قال : حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمّد الزّيدي عميّ قال : أنبأنا مؤرج بن عمرو أبو فيد السّدوسيّ ، قال : ومحمّد بن إسحاق صاحب السيرة مولى لبني قيس بن مخرمة بن المطّلب.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان قال : أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النّحويّ قال : نا يعقوب بن سفيان ، قال : محمّد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة مولى فارسي.

حدّثني أبو القاسم الأزهري قال : نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : نا بدر بن الهيثم القاضي إملاء ، قال : محمّد بن إسحاق ، قالوا : هو محمد بن إسحاق بن يسار بن كوثان. وله أخ يقال له : عمر بن إسحاق ، وموسى بن يسار الذي يروي عن أبي هريرة عمهما.

٢٣١

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسيّ قال : أنبأنا أبو الحسن الدّارقطنيّ ، قال : وابن إسحاق صاحب المغازي هو محمّد بن يسار بن خيار ، وكان خيار لقيس بن مخرمة ابن المطّلب بن عبد مناف ، قال ذلك الهيثم بن عدي وأبو الحسن المدائني.

أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن على الصيمري قال : نبأنا على بن الحسين الورّاق الرّازيّ قال : نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال : نبأنا أحمد بن زهير قال نبأنا مصعب بن عبد الله ، قال : يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطّلب ، جد محمّد بن إسحاق صاحب المغازي من سبي عين النّمر ، وهو أول سبي دخل المدينة من العراق (١).

الاختلاف في كنية ابن إسحاق :

أخبرنا أبو الحسين على بن بشران المعدّل قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قرئ على أبي الحسن محمّد بن أحمد بن البراء وأنا حاضر ح وأخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزّهريّ الخطيب بالدينور قال : أنبأنا على بن أحمد بن على بن راشد قال : أنبأنا أحمد بن يحيى بن الجارود قالا : قال على بن المديني : محمّد بن إسحاق ابن يسار يكنى أبا بكر(٢).

أخبرنا ابن الفضل القطّان قال نا على بن إبراهيم المستملي قال : نا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس الدلال قال : نا محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، قال محمّد ابن إسحاق مديني كنيته أبو بكر.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال : سمعت محمّد ابن عبد الله الجوزقي يقول : أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج ، يقول : محمّد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.

أخبرنا الحسين بن على الجوهريّ قال : أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن المنادي ، قال : محمّد بن إسحاق بن يسار أبو بكر.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال : أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال : نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ ثم أخبرنا محمّد بن أبي على الأصبهانيّ ببغداد قال : أنبأنا محمّد بن أحمد

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ١٥٧.

(٢) انظر الخبر في : العلل ، لابن المديني ص ٤٠.

٢٣٢

ابن إسحاق الشاهد بالأهواز قال : نا عمر بن أحمد قال : نا خليفة بن خياط ، قال : محمّد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.

أخبرنا ابن بشران قال : أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعيّ قال : نا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا قال : نا محمّد بن سعد ، قال : محمّد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال : نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال : نا محمّد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : نا جدي ، قال : محمّد بن إسحاق بن يسار يكنى أبا عبد الله.

تسمية قدماء شيوخ ابن إسحاق الذين أدركهم وبعض حكاياته عنهم :

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ البزّاز إجازة قال : أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثم أخبرني الأزهري قراءة قال نا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال قال : نا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال نا جدي قال حدّثني إسحاق بن إبراهيم ختن سلمة : قال نا سلمة ، قال : حدّثني محمّد بن إسحاق قال : رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء ، والصبيان يشتدون ويقولون : هذا رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يموت حتى يلقى الدجال (١).

أخبرنا على بن محمّد بن الحسين الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : نا أحمد بن زهير قال : نا أبو داود المباركي قال نا أبو شهاب ، قال : قيل لمحمّد بن إسحاق : أدركت سعيد بن المسيّب؟ قال : أدركته وأنا غلام.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن رزق البزّار قال : أنبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد وأخبرني أبو محمّد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السكري قال : أنبأنا محمّد ابن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، قالا : حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال : نا ابن الغلابي قال : سألت يحيى بن معين عن محمّد بن إسحاق فقال : كان ثقة ، وكان حسن الحديث. فقلت : إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيّب. فقال : إنه لقديم (٢).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١١.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١١.

٢٣٣

أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول : قد سمع محمّد ابن إسحاق من أبان بن عثمان ، وسمع من عطاء ، وسمع من أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، وسمع أيضا من القاسم بن محمّد.

قال [الشيخ الحافظ أبو بكر قال (١)] لنا أبو سعيد في موضع آخر : سمعت الأصم يقول : سمعت العبّاس يقول : سمعت يحيى يقول : قد سمع محمّد بن إسحاق من القاسم بن محمّد ، وسمع من مكحول ، وسمع من عبد الرّحمن بن الأسود (٢).

أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال : أنبأنا أبو بكر الشّافعيّ قال : نا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال : نا ابن الغلّابي قال نا يحيى بن معين قال : نبأنا سلمة بن الفضل الأبرش ، قال : حدّثني محمّد بن إسحاق قال : رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يلبس الصوف ، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.

أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ قال : نا محمّد بن يعقوب الأصم قال : نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : نا أبي قال نا إسحاق بن إبراهيم الرّازيّ قال : نبأنا سلمة بن الفضل ، قال : حدّثني محمّد بن إسحاق قال رأيت أبا سلمة بن عبد الرّحمن يأخذ بيد الصبي من الكتاب ، فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث يكتب له.

مناقب ابن إسحاق ومعرفة حاله :

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن شاذة الأصبهانيّ بها قال نا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال : حدّثني حمويه بن أبي شدّاد قال سمعت إبراهيم بن الحسين قال : سمعت على بن المديني يقول.

وأخبرنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن علان الشروطي قال : نبأنا أبو الفتح محمّد ابن الحسين الأزديّ الحافظ قال حدّثني هارون بن عيسى قال نبأنا أبو قلابة عبد الملك ابن محمّد قال سمعت على بن المديني ، يقول : مدار حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ستة ، فذكرهم. ثم قال : فصار علم الستة عند اثنى عشر أحدهم ابن إسحاق (٣) ، هذا لفظ حديث الأصبهانيّ وحديث الشروطي بمعناه غير أنه قال : ثلاثة عشر أحدهم ابن إسحاق.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٢.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٢.

٢٣٤

أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا أبو الحسن على بن محمّد بن أحمد المصري قال : نبأنا عبد الله بن أبي مريم قال نبأنا نعيم بن حمّاد قال : أنبأنا سفيان بن عيينة. قال : رأيت الزّهريّ أتاه محمّد بن إسحاق فاستبطأه ، قال له (١) : أين كنت؟ فقال له محمّد بن إسحاق : وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قال فدعا حاجبه ، فقال له : لا تحجبه إذا جاء (٢).

قال ابن عيينة قال أبو بكر الهذلي سمعت الزّهريّ يقول : لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق (٣).

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب الخوارزميّ البرقانيّ قال : قرأت : على أبي العبّاس بن حمدان حدّثكم تميم بن محمّد قال : نا أبو كريب قال نا ابن إدريس عن سفيان بن عيينة قال : قال الأزهري لا يزال بالمدينة علم ما بقي ـ وذكر ابن إسحاق.

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ قال : أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ أن معاذ بن المثنى حدّثهم قال : نبأنا على بن المديني قال سمعت سفيان يقول : قال ابن شهاب ـ وسئل عن مغازيه ـ فقال : هذا أعلم الناس بها ـ يعني ابن إسحاق.

أخبرني الأزهري قال : نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : أنبأنا إبراهيم بن محمّد ابن أحمد الفشني ـ قدم علينا ـ قال : نبأنا أبو الفضل العبّاس بن عزير القطّان المروزيّ قال : حدّثنا حرملة بن يحيى التجيبي قال : سمعت محمّد بن إدريس الشّافعيّ ، يقول : من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال على محمّد بن إسحاق.

أخبرنا الصّيمريّ قال : نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال : نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال : نبأنا أحمد بن زهير قال : سألت يحيى بن معين عن محمّد بن إسحاق؟ فقال : قال عاصم بن عمر بن قتادة : لا يزال في الناس علم ما عاش محمّد ابن إسحاق (٤).

وقال أحمد بن زهير حدّثنا هارون بن معروف قال : سمعت أبا معاوية يقول : كان ابن إسحاق من أحفظ الناس ، وكان إذا كان عند الرجل خمسة

__________________

(١) «له» ساقطة من الأصل والمطبوعة.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٢.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٣.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٣.

٢٣٥

أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمّد بن إسحاق ، وقال : احفظها على فإن نسيتها كنت قد حفظتها على (١).

أخبرنا الحسن بن الجوهريّ قال أنبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد الزّهريّ قال : نبأنا أحمد بن سعد الزّهريّ.

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ قال أنبأنا عبد الرّحمن ابن عمر قال : أنبأنا أحمد بن محمّد بن أبي سعيد قال : نبأنا أحمد بن سعد قال : نبأنا ابن نفيل قال : نبأنا عبد الله بن فائد قال : كنا إذا جلسنا إلى محمّد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم ، قضى مجلسه في ذلك الفن (٢).

أخبرنا أبو محمّد عبيد الله بن الحسين بن نصر العطّار قال : نبأنا على بن عمر الحافظ قال : نبأنا يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب قال : نبأنا عبد الله بن شبيب قال : حدّثني إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن هاني الشجري عن أبيه ، قال : لما أراد محمّد ابن إسحاق الخروج إلى العراق قال له رجل من أصحابه : إني أحسب السفر غدا خسيسة يا أبا عبد الله. وكان ابن إسحاق قد رق فقال ابن إسحاق : والله ما أخلاقنا بخسيسة ولربما قصر الدهر باع الكريم.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : أنبأنا أبو أحمد الحسين بن على التّميميّ قال : أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال : نبأنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أبو الحسن الميموني قال : نبأنا أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ بحديث استحسنه عن محمّد بن إسحاق ، فقلت له : يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق؟ فتبسم إليّ متعجّبا (٣).

أخبرنا الأزهري قال : نبأنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال : سمعت حامدا أبا على الهرويّ يقول : سمعت الحسن بن محمّد المؤدّب قال : سمعت عمّارا يقول : دخل محمّد بن إسحاق على المهديّ وبين يديه ابنه فقال له : أتعرف هذا يا ابن إسحاق؟ قال : نعم هذا ابن أمير المؤمنين ، قال : اذهب فصنف له كتابا منذ خلق الله تعالى آدم عليه‌السلام إلى يومك هذا. قال : فذهب فصنف له هذا الكتاب. فقال

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٣.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٣.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٤.

٢٣٦

له : لقد طولته يا ابن إسحاق اذهب فاختصره. قال : فذهب فاختصره فهو هذا الكتاب المختصر ، وألقى الكتاب الكبير في خزانة أمير المؤمنين (١) قال الحسن وسمعت أبا الهيثم يقول : صنف محمّد بن إسحاق هذا الكتاب في القراطيس ثم صير القراطيس لسلمة ـ يعني ابن الفضل ـ فكانت تفضل رواية سلمة على رواية غيره لحال تلك القراطيس.

قال الشيخ أبو بكر : هكذا قال هذا الراوي دخل ابن إسحاق على المهديّ وبين يديه ابنه وفي ذلك عندي نظر ، ولعله أراد أن يقول : دخل على المنصور وبين يديه المهديّ ابنه لأنه ذلك أشبه بالصواب والله أعلم.

أخبرنا البرقانيّ قال : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الحسن السّرّاجي السروي قال : أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : نبأنا صالح بن أحمد قال : نبأنا على قال : سمعت سفيان ـ وسئل عن محمّد بن إسحاق ـ قيل له : لم يرو أهل المدينة عنه. قال سفيان : جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا. قلت لسفيان : كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال : أخبرني ابن إسحاق أنها حدّثته وأنه دخل عليها (٢).

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال : نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال نبأنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بدمشق قال : نبأنا أحمد بن خالد الوهبي قال : نبأنا محمّد بن إسحاق عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت : سمعت امرأة وهي تسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إن لي ضرة وإني أستشبع من زوجي بما لم يعطينيه لأغيظها بذلك. قال : «المستشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» (٣).

قال المؤلف (٤) : فاطمة بنت المنذر هي زوجة هشام بن عروة بن الزبير ؛ وكان هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها. ويقول : لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله عزوجل.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٤.

(٣) ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ، النكاح ٥٢١٩ ، وصحيح مسلم ، اللباس والزينة ٢١٢٩ ، ٢١٣٠ ، ومسند أحمد ٢٣٤٥٢ ، ٢٤١٧٥ ، ٢٥٦٨٤ ، ٢٥٦٩٢. كلهم بلفظ : المتشبع.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٣٧

أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان قال : نا أبو على محمّد بن أحمد بن الحسن قال : نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : نا على بن المديني قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : سألت هشام بن عروة عن محمّد ابن إسحاق فقلت : كان يدخل على فاطمة بنت المنذر؟ فقال : وهو كان يصل إليها؟

أخبرنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السواق قال : أنبأنا عيسى بن حامد الرخجي قال : نبأنا هيثم بن خلف الدوري قال : نبأنا أحمد بن إبراهيم قال : نبأنا أبو داود صاحب الطيالسة قال : حدّثني من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق يحدث بكذا وكذا عن فاطمة. فقال : كذب الخبيث.

أخبرنا على بن طلحة بن محمّد المقرئ قال : أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي قال : أنبأنا محمّد بن داود الكرجي قال نبأنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : وروى يحيى عن سعيد القطّان قال : سمعت هشام بن عروة وذكر محمّد ابن إسحاق ، فقال : ألعدو الله الكذّاب يروي عن امرأتي من أين رآها؟

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أنبأنا أبو بكر بن خلاد قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت هشام بن عروة ، يقول : يحدّث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر ، والله إن رآها قطّ. قال عبد الله بن أحمد : فحدّثت أبي بحديث ابن إسحاق فقال : وما ينكر هشام ، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له. أحسبه قال : ولم يعلم (١).

وكان مالك بن أنس يسيء القول في ابن إسحاق :

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال نبأنا الميموني قال : سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك يقول : كان مالك بن أنس يسيء الرأي في ابن إسحاق.

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان قال : أنبأنا دعلج بن أحمد قال : أنبأنا أحمد بن على الأبّار قال : نبأنا إبراهيم بن زياد سبلان قال : نبأنا حسين بن عروة ، قال : سمعت مالك بن أنس يقول : محمّد بن إسحاق كذاب.

أخبرنا البرقانيّ قال نبأنا محمّد بن الحسن السروي قال نبأنا عبد الرّحمن بن أبي

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٤.

٢٣٨

حاتم قال نبأنا أبو سعيد الأشج قال نبأنا ابن إدريس قال : قلت لمالك بن أنس ـ وذكر المغازي ـ فقلت : قال ابن إسحاق أنا بيطارها. فقال : قال لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه عن المدينة.

وأخبرنا البرقانيّ قال : أنبأنا الحسين بن على التّميميّ قال : نبأنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق عن أبي بكر الأثرم. قال : سألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن محمّد بن إسحاق كيف هو؟ فقال : هو حسن الحديث. ولقد قال مالك حين ذكره : دجّال من الدّجاجلة.

قال الشيخ أبو بكر الخطيب : قد ذكر بعض العلماء : أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه ، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصّلاح والدّيانة والثّقة والأمانة.

واحتج بما أخبرني البرقانيّ قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدميّ قال : نبأنا محمّد بن على الإياديّ قال : نبأنا زكريّا الساجي قال حدّثني أحمد ابن محمّد البغدادي قال : نبأنا إبراهيم بن المنذر قال : نبأنا محمّد بن فليح قال : قال لي مالك بن أنس : هشام بن عروة كذاب.

قال [أحمد بن محمّد (١)] : فسألت يحيى بن معين قال : عسى أراد في الكلام ، فأما الحديث فهو ثقة ، وهو من الرواة عنه. وقال إبراهيم : حدّثني عبد الله بن نافع قال : كان ابن أبي ذئب ، وعبد العزيز الماجشون ، وابن أبي حازم ، ومحمّد بن إسحاق. يتكلمون في مالك بن أنس وكان أشدّهم فيه كلاما محمّد بن إسحاق. كان يقول : ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه (٢).

قال المؤالف (٣) : أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور غير خاف على أحد من أهل العلم بالحديث ، وأما حكاية ابن فليح عنه في هشم بن عروة فليست بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه ، وراويها عن إبراهيم بن المنذر غير معروف عندنا ، فالله أعلم.

وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها أنه كان يتشيع ، وينسب إلى القدر ، ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع عنه (٤).

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل والمطبوعة ، وأوردناه من تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٥.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤١٥.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ـ انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ١٥٨.

٢٣٩

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم الدمشقي في كتابه إلينا قال : أنبأنا أبو الميمون البجلي. ثم أخبرنا البرقاني قراءة ، قال : أنبأنا محمد بن عثمان القاضي ، قال : أنبأنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله البجليّ بدمشق قال : قال أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري : ومحمّد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ منه. منهم سفيان ، وشعبة ، وابن عيينة ، وحمّاد بن يزيد ، وحمّاد بن سلمة ، وابن المبارك ، وإبراهيم بن سعد. وروى عنه من الأكابر : يزيد بن أبي حبيب ، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا ، مع مدحة ابن شهاب له ، وقد ذاكرت دحيما قول مالك : فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتّهمه بالقدر (١).

حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن محمّد بن على الكتاني لفظا بدمشق قال نبأنا عبد الوهّاب بن جعفر المدياني قال : نبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي قال نبأنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصّار قال : نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، قال : محمّد بن إسحاق الناس يشتهون حديثه وكان يرمى بغير نوع من البدع (٢).

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال أنبأنا أبو محمّد القاسم بن غانم بن حمويه الصيدلاني المهلّبي قال : أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي قال : نبأنا ابن بكير قال : نبأنا هارون بن عبد الله القاضي عن ابن أبي حازم. قال : كنا قعودا في المسجد معنا محمّد بن إسحاق ، إذ نعس ثم فتح عينه. فقال : رأيت الساعة كأن حمارا أخرج من دار مروان في عنقه حبل ، فأدخل المسجد حتى أخرج من الباب الآخر ، قال : وكان قدم وال. قال : فجاءه عون من قبل الوالي فقال : من هذا الجالس معكم؟ قلنا : محمّد بن إسحاق. قال : فأخذه ، فرأيناه قد مرّ علينا في عنقه حبل من دار مروان حتى أدخل المسجد وأخرج من الباب الآخر.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ فيما أجاز لنا ، وحدّثناه ثقة سمعه منه قال : أنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : نبأنا جدي قال سمعت سعيد بن داود الزنبري قال حدّثني والله عبد العزيز بن محمّد الدّراورديّ ، قال : كنا في مجلس محمّد بن إسحاق نتعلم ، فأغفى إغفاءة ثم انتبه (٣) ،

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ١٥٨. وتاريخ أبي زرعة ٥٣٧ ، ٥٣٨.

(٢) ـ انظر الخبر في : أحوال الرجال ، ترجمة ٢٣٠.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٤٠