تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٢

رمضان منها ، وكان سيّدا في قومه ، وبسط له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوبا ليجلس عليه وقت مبايعته له. وقال لأصحابه : «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه (١)» ووجّهه إلى الخلصة طاغية دوس فهدمها ودعا له حين بعثه إليها ، وشهد جرير مع المسلمين يوم المدائن وله فيها أخبار مأثورة ذكرها أهل السيرة. ولما مصّرت الكوفة نزلها فمكث بها إلى خلافة عثمان ، ثم بدت الفتنة فانتقل إلى قرقيسيا فسكنها إلى أن مات ودفن بها.

أخبرنا على بن أحمد الرّزّاز نبأنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن التّميميّ المؤدّب نبأنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نبأنا أحمد بن أبي خلف البغداديّ نبأنا حصين بن عمر عن إسماعيل عن قيس عن جرير. قال : لما بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتيته لأبايعه فبسط لي كساء له. وقال : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (٢)».

أخبرني أبو الحسين أحمد بن عمر بن على القاضي بدرزيجان أنبأنا أحمد بن أبي طالب الكاتب نبأنا محمّد بن جرير الطّبريّ نبأنا ابن حميد نبأنا يحيى بن الضّريس عن أبان بن عبد الله البجليّ عن إبراهيم بن جرير بن عبد الله عن على بن أبي طالب. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا تسبّوا جرير بن عبد الله إن جريرا منا أهل البيت (٣)».

أخبرنا ابن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدّنيا نبأنا محمّد بن سعد : في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : جرير بن عبد الله البجليّ ، ابتنى بها دارا في بجيلة وكان إسلامه في السنة التي توفي فيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. توفي ـ يعني جريرا : بالسراة في ولاية الضّحّاك بن قيس على الكوفة ، وكانت ولايته سنتين ونصفا بعد زياد.

أخبرنا ابن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر نا عمر بن أحمد نا خليفة. قال : ونزل جرير بن عبد الله قرقيسيا ومات بها سنة إحدى وخمسين.

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٢ / ٣٣٤. والكامل لابن عدي ٢ / ٨٠٤. وتخريج الإحياء ١ / ٢٣٠ ، ٣٥٨ ، ٢ / ٩. وإتحاف السادة المتقين ٤ / ١٨٢. وكنز العمال ٣٦٩٢٦.

(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢ / ٣٧. والسنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٦٨. المستدرك ٤ / ٢٩٢. والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ٣٧٠. والصغير ٢ / ١٢. وكشف الخفا ١ / ٧٧. والمطالب العالية ٥ / ٢٨. ودلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٢٤٧. ومجمع الزوائد ٤ / ٢٣٤ ، ٨ / ١٥ ، ١٦.

(٣) انظر الحديث في : كنز العمال ٨٥ / ٣٣.

٢٠١

أخبرنا الأزهري أنبأنا محمّد بن العبادي أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي نبأنا أبو موسى محمّد بن المثنى. قال : ومات جرير بن عبد الله سنة إحدى وخمسين.أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي نبأنا يحيى بن محمّد القصباني نبأنا محمّد بن موسى بن حمّاد المقرئ قال : قرئ على محمّد بن أبي السري قال : قرئ على أبي المنذر هشام بن محمّد الكلبي : قال : وفي سنة أربع وخمسين مات جرير بن عبد الله البجليّ.

٢٩ ـ وعديّ بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخرم بن أبي أخرم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمر بن الغوث بن طيّئ بن أدد ، يكنى : أبا طريف ، ويقال : أبا وهب (١) :

كان نصرانيا ، فلما بلغه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد بعث أصحابه نحو جبل طيئ ، حمل أهله إلى الجزيرة فأنزلهم بها ، وأدرك المسلمون أخته في حاضر طيئ فأخذوها وقدموا بها على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمكثت عنده ثم أسلمت ، وسألته أن يأذن لها في المسير إلى أخيها ففعل ، وأعطاها قطعة من تبر فيها عشرة مثاقيل ، فلما قدمت على عدي أخبرته أنها قد أسلمت وقصّت عليه قصتها ، فقدم عدي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزع وسادة كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها ، وسأله عن أشياء فأجابه عنها ، ثم أسلم وحسن إسلامه ، ورجع إلى بلاد قومه ، فلما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وارتدت العرب ثبت عدي وقومه على الإسلام ، وجاء بصدقاتهم إلى أبي بكر الصديق ، وحضر فتح المدائن ، وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان ، ومات بعد ذلك بالكوفة. ويقال : بقرقيسيا (٢).

__________________

(١) ٢٩ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٢٢. وتاريخ الدوري ٢ / ٣٩٨. وتاريخ خليفة ٩٣ ، ٩٨ ، ١٩٥ ، ٢٦٤. وطبقاته ٦٨ ، ١٣٣. وعلل ابن المديني ٦١. ومسند الإمام أحمد ٤ / ٢٥٥ ، ٣٧٧. وعلله ١ / ١٣٨ ، ٣٢٤. والتاريخ الكبير ٧ / ت ١٨٩. والصغير ١ / ١٤٨ ، ١٥٤. والكنى لمسلم ، ورقة ٥٧. وسؤالات الآجري ٣ / ت ١٤٨. والمعارف لابن قتيبة ٣١٣. والمعرفة ٢ / ٤٢٩ ، ٨١٣ ، ٣ / ٣١٣. والجرح ٧ / ت ١. ومعجم الطبراني الكبير ١٧ / ٦٨. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ١٤١. والاستيعاب ٣ / ١٠٥٧. والجمع لابن القيسراني ١ / ٣٩٨. ومعجم البلدان ٢ / ١٤٥ ، ٣ / ١٦٣ ، ٦١٣. وأسد الغابة ٣ / ٣٩٢. وتهذيب الأسماء ١ / ٣٢٧. وسير النبلاء ٣ / ١٦٢. والكاشف ٢ / ت ٣٨١١. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٤٠٢٩. وتاريخ الإسلام ٣ / ٤٦.والعبر ١ / ٤١ ، ٧٤. وتذهيب التهذيب ٣ / ورقة ٣٥. ونهاية السئول ، ورقة ٢٤٠ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ١٦٦ ، ١٦٧. والإصابة ٢ / ت ٥٤٧٥. والتقريب ٢ / ١٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٤٨١٠.وشذرات الذهب ١ / ٧٤. وتهذيب الكمال ٣٨٨٤ (١٩ / ٥٢٤ ـ ٥١٣). والمنتظم ٦ / ٧٥.

(٢) نقل المزي هذه الرواية عن الخطيب.

٢٠٢

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم نبأنا محمّد بن عيسى بن حبّان المدائني نبأنا عثمان بن عمر نبأنا سعد الطائي نبأنا المحلى بن خليفة نبأنا عدي بن حاتم. قال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاءه رجل فشكى الفاقة ثم جاء آخر فشكى قطع السبيل. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عدي بن حاتم هل رأيت الحيرة؟ قلت : لا وقد أنبئت عنها. قال : «لئن طالت [بك (١)] الحياة لترين الظعينة يرتحلون من الحيرة حتى يطوفوا بالكعبة آمنين لا يخافون إلا الله ، ولئن طالت بك حياة لتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز (٢)». وساق الحديث بطوله. قال عدي : فقد رأيت الظعينة يرتحلون من الحيرة حتى يطوفوا بالكعبة آمنين لا يخافون إلا الله ، وقد كنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، وذكر بقية الحديث.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي أنبأنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي نا على بن محمّد بن عبد الملك نا سهل بن بكار نا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي عن عدي بن حاتم : أنه أتى عمر الخطّاب في أناس من طيئ. أو قال : من قومه ، فجعل يفرض للرجال من طيئ في ألفين ألفين ، فاستقبلته فأعرض عني. فقلت : يا أمير المؤمنين ، أما تعرفني؟ قال : نعم إني والله لأعرفك أسلمت إذ كفروا ، وأقبلت إذ أدبروا ، ووفيت إذ غدروا. وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ووجوه أصحابه صدقة طيئ ، فجئت بها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا ابن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا ابن أبي الدّنيا نا محمّد بن سعد ، قال : عدي بن حاتم أحد بني ثعل ، مات في زمن المختار سنة ثمان وستين.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدّثني أبي أنبأنا يحيى بن محمّد ـ يعني القصباني ـ أنبأنا محمّد بن موسى عن ابن أبي السري عن هشام بن الكلبي قال : وفي سنة تسع وستين ، مات عدي بن حاتم وهو ابن عشرين ومائة سنة.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر نا عمر بن أحمد نا خليفة بن خياط. قال : عدي بن حاتم شهد الجمل بالبصرة وصفين ناحية الشام ومات بالكوفة زمن المختار وهو ابن عشرين ومائة سنة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ٢٣٩ ، ٥ / ٢٤. والسنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٢٢٥.والمعجم الكبير للطبراني ١٧ / ٩٤. ودلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣٤٣ ، ٦ / ٣٢٣.

٢٠٣

أخبرنا على بن أحمد الرّزّاز أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ نا محمّد ابن أحمد البراء نبأنا على بن المديني نا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة ، قال : خرج عدي بن حاتم ، وجرير بن عبد الله البجليّ ، وحنظلة الكاتب ، من الكوفة فنزلوا قرقيسيا. وقالوا : لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.

قال الشيخ أبو بكر [الخطيب (١)] قال لي محمّد بن على الصوري أنا رأيت قبورهم بقرقيسيا.

٣٠ ـ والمغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي ـ وهو ثقيف ـ ابن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور ـ وقد ذكرنا ما فوق هذا من أسماء في نسب جابر بن سمرة فغنينا عن إعادته هاهنا ـ يكنى المغيرة أبا عبد الله ، ويقال : أبا عيسى (٢) :

وأمه : امرأة من بني نصر بن معاوية ، شهد الحديبية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذلك أول مشاهده ، وأصيبت عينه يوم الطائف ، وحضر مع المسلمين قتال الفرس بالعراق ، وورد المدائن ، وولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب البصرة نحوا من سنتين ، وله بها فتوح ، وولى الكوفة وبها كانت وفاته. وقد ذكر أنه توفي بالمدائن في حديث أخبرنيه أبو عبد الله أحمد بن محمّد الكاتب ، أنبأنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله ابن مهران حدّثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن شعيب بن عبد الغفار في قرية من قرى دمشق يقال لها بجّ حوران نبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر القرشيّ

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ٣٠ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٤ / ٢٨٤ ، ٦ / ٢٠. وتاريخ الدوري ٢ / ٥٧٩. وطبقات خليفة ٥٣ ، ١٣١ ، ١٨٣. وعلل ابن المديني ٥٠ ، ٦٧. ومسند أحمد ٤ / ٢٤٤. والتاريخ الكبير ٧ / ت ١٣٤٧.والصغير ١ / ٥٤ ، ٥٦ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١١١ ، ١١٣. والكنى لمسلم ، ورقة ٥٨ ، ٧٦. وثقات العجلي ، ورقة ٥٢. والمعارف لابن قتيبة ٢٩٤ ، ٢٩٥. والكنى للدولابي ١ / ١٧٧. والجرح ٨ / ت ١٠٠٥. وثقات ابن حبان ٣ / ٣٧٢. ومعجم الطبراني الكبير ٢٠ / ٣٦٦. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ١٦٧. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧٢٨. والاستيعاب ٤ / ١٤٤٥.والجمع لابن القيسراني ٢ / ٤٩٩. وتلقيح الأثر ، ورقة ١٥١. وأنساب القرشيين ٧٥ ، ١٤١ ، ٣٦١. ، وأسد الغابة ٤ / ٤٠٦. وسير النبلاء ٣ / ٢١. والكاشف ٣ / ت ٥٦٨٧. والعبر ١ / ٢٦ ، ٥٦. وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ت ١٠٢٧. وتذهيب التهذيب ٤ / ورقة ٦٠. ونهاية السئول ، ورقة ٣٨٢. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٦٢ ، ٢٦٣. والإصابة ٣ / ت ٨١٧٩. والتقريب ٢ / ٢٦٩. والخلاصة للخزرجي ٣ / ت ٧١٥٥. وشذرات الذهب ١ / ٣٢. وتهذيب الكمال ٦١٣٢ (٢٨ / ٣٦٩ ـ ٣٧٦) والمنتظم ٥ / ٢٣٧.

٢٠٤

نبأنا سليمان بن عبد الرّحمن نبأنا على بن عبد الله التّميميّ. قال : المغيرة بن شعبة يكنى أبا عبد الله ، مات بالمدائن سنة ست وثلاثين ، وجاءه نعي عثمان. وهذا القول قد دخل الوهم فيه على ناقله ولم يتقن حفظه عن قائله ، وفي موضعين منه خطأ فاحش أحدهما [في (١)] التاريخ ، والآخر ذكر المدائن. لأن المغيرة مات سنة خمسين أجمع العلماء على ذلك ، ولم يختلفوا أن وفاته كانت بالكوفة لا بالمدائن. وقد روى أبو نشيط محمّد بن هارون وكان أحد الحفاظ عن سليمان بن عبد الرّحمن عن على ابن عبد الله التّميميّ : ذكر وفاة المغيرة على الصواب بخلاف الرواية التي تقدمت عن البسري عن سليمان. وتبين لنا أيضا من رواية أبي نشيط وجه الفساد في تلك الرواية [التي تقدمت (٢)] وعرفت علة الخطأ فيها.

فأخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق البزّار نبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان نبأنا أبو بكر جنيد بن حكيم إملاء نبأنا أبو نشيط محمّد ابن هارون نبأنا سليمان بن عبد الرّحمن نبأنا على بن عبد الله التّميميّ. قال : المغيرة ابن شعبة يكنى أبا عبد الله ، مات سنة خمسين ، وذكر بعد ذلك وفاة أبي موسى الأشعريّ. ثم قال : وحذيفة بن اليمان يكنى أبا عبد الله مات بالمدائن سنة ست وثلاثين ، وجاءه نعي عثمان ، فبان بما ذكرناه أن أحد النقلة للقول الأول أخطأ في حال نقله ، وخرج من ذكر المغيرة ما يزيد هذا القول وضوحا وإن كان واضحا لا شبهة فيه.

أخبرنا ابن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا ابن بكير عن الليث بن سعد ، قال : حج سنة أربعين بالناس المغيرة بن شعبة وذلك أن المغيرة كان معتزلا بالطائف ، فافتعل كتابا عام الجماعة بإمارة الموسم ، فقدّم الحج يوما خشية أن يجيء أمير. فتخلف عنه ابن عمر ، وصار عظم الناس مع ابن عمر. قال نافع : فلقد رأيتنا ونحن غادون من منى واستقبلونا مفيضين من جمع ، وأقمنا بعدهم ليلة بمنى.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق نا محمّد بن أحمد بن الحطاب الرّزّاز نا محمّد ابن يوسف بن بشر الهرويّ نا أحمد بن سلم البغداديّ بالرملة نا الهيثم بن عدي نا ابن عياش. قال : وحج بالناس في هذه السنة ـ أعني سنة أربعين ـ المغيرة بن شعبة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٥

قال الشيخ أبو بكر الخطيب : وفي سنة أربعين كان مقتل أمير المؤمنين على بن أبي طالب. والمغيرة إنما ولى إمارة الكوفة بعد قتله ، ولاه ذلك معاوية.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ قال : أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس قال : نبأنا أبو بشر الدولابي قال : نبأنا عبيد الله معاوية بن صالح ، قال : مات المغيرة ابن شعبة وهو [أول (١)] وال لمعاوية على الكوفة.

أخبرنا ابن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان أنبأنا ابن أبي الدّنيا نبأنا محمّد بن سعد ، قال في تسمية من نزل بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : المغيرة بن شعبة الثقفي ابتنى بها دارا في ثقيف. وتوفي بها سنة خمسين ، وكان واليا عليها ، قال الواقدي : أخبرني بموته محمّد بن موسى الثقفي عن أبيه.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر نبأنا عمر بن أحمد نبأنا خليفة بن خياط ، قال : المغيرة بن شعبة ولي البصرة نحوا من سنتين ، وولى الكوفة ومات بها وله بها دار ، مات سنة خمسين.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : نبأنا أحمد بن يونس الضّبّيّ حدّثني أبو حسّان الزيادي ، قال : سنة خمسين فيها مات المغيرة بن شعبة في شعبان ، ودفن بالكوفة بموضع قال له الثوية.

أخبرني الأزهري أنبأنا محمّد بن المظفر نبأنا أحمد بن على بن شعيب نبأنا أبو بكر بن البرقي ، قال : المغيرة بن شعبة ولى البصرة وولى الكوفة ، ومات بها سنة خمسين ، وله بالكوفة دار.

أخبرنا على بن أحمد الرّزّاز أنبأنا أبو على الصّوّاف نبأنا بشر بن موسى نبأنا عمرو بن على.

وأخبرنا الأزهري أنبأنا محمّد بن العبّاس أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي قال : نبأنا أبو موسى. قالا : ومات المغيرة بن شعبة سنة خمسين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الرافعي سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : وتوفي المغيرة بن شعبة في شعبان سنة خمسين وهو ابن سبعين سنة (٢).

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل

(٢) انظر : تهذيب الكمال ، للمزي ٢٨ / ٣٧٤.

٢٠٦

٣١ ـ وعروة بن الجعد. ويقال : ابن أبي الجعد البارقيّ (١) :

حدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عدة أحاديث ، روى عنه العيزار بن حريث ، وعامر الشعبي وشبيب بن غرقدة. وكان قد نزل الكوفة وولى القضاء بها وأتى المدائن ، ثم انتقل إلى براز الروز على مرحلة من النهروان فأقام بها مرابطا.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمّد بن العبّاس نبأنا أحمد بن معروف الخشّاب نبأنا الحسين بن فهم نبأنا محمّد بن سعد قال أنبأنا الفضل بن دكين نبأنا الحسن بن صالح عن الأشعث عن الشعبي ، قال : كان على قضاء الكوفة قبل شريح ، عروة بن أبي الجعد البارقي ، وسلمان بن ربيعة.

قال محمّد بن سعد ، في غير هذا الحديث : وكان عروة مرابطا ببراز الروز ، وكان له فيها فرس أخذه بعشرين ألف درهم.

٣٢ ـ وعمر بن أبي سلمة ، أبو حفص المخزوميّ ، ربيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسم أبيه : أبو سلمة : عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب (٢) :

وأمه : أم سلمة بنت أمية بن المغيرة المخزوميّ زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أخو سلمة بن أبي سلمة ، ذكر أنه كان ابن تسع سنين حين توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد

__________________

(١) ٣١ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٣٤. وطبقات خليفة ١١٢ ، ١٣٧. ومسند أحمد ٤ / ٣٧٥. وعلل أحمد ١ / ١٧٣. والتاريخ الكير للبخاري ٧ / ت ١٣٧. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٧٠٧. وتاريخ واسط ٥٤.والقضاة لوكيع ٢ / ١٦٨. والجرح ٦ / ت ٢٢٠٣. والمعجم الكبير للطبراني ١٧ / ١٤٤. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ١٤٠. والاستيعاب ٣ / ١٠٦٥. والجمع لابن القيسراني ١ / ٣٩٣. وأسد الغابة ٣ / ٤٠٣. وتهذيب الأسماء ١ / ٣٣١. والكاشف ٢ / ت ٣٨٢٤.وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٤٠٦٨. وتذهيب التهذيب ٣ / ورقة ٣٧. وتاريخ الإسلام ٣ / ٤٨.ونهاية السئول ، ورقة ٢٤١. وتهذيب التهذيب ٧ / ١٧٨. والإصابة ٢ / ت ٥٥١٨. والتقريب ٢ / ١٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٤٨٢٣. وتهذيب الكمال ٣٩٠٢ (٢٠ / ٥ ـ ٦). والمنتظم ٤ / ١٠٨ ، ٥ / ٤٠.

(٢) ٣٢ ـ انظر تاريخ الدوري ٢ / ٤٣٠. وتاريخ خليفة ٢٠٠ ، ٢٩٢ ، ٣٠٠ ، ٤١٠. وطبقاته ٢٠ ، ١٨٩.ومسند أحمد ٤ / ٢٦. والتاريخ الكير ٢ / ت ١٤٨٠ ، ٦ / ت ١٩٥٣. والصغير ١ / ١٦٢.وثقات العجلي ، ورقة ٤١ .. والمعرفة ١ / ٢٧١. وتاريخ أبي زرعة ٥٢٥. والجرح ٦ / ت ٦٣٢.ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ١١٩. وجمهرة الأنساب ٨٨٥. والاستيعاب ٣ / ١١٥٩. والجمع لابن القيسراني ١ / ٣٣٩. وأنساب القرشيين ٣٤٢. والكامل لابن الأثير ٣ / ١٩٤ ، ٢٨٦. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٤٢٩٧. والكاشف ٢ / ت ٤١٢٥. وتذهيب التهذيب ٣ / ورقة ٨٥. والعقد الثمين ٦ / ٣٠٧. ونهاية السئول ، ورقة ٢٦٤. وتهذيب التهذيب ـ

٢٠٧

حفظ عنه وكان يسكن المدينة ، وورد المدائن في صحبة على بن أبي طالب لما سار إلى صفين. ذكر ذلك أبو البختري القاضي عن جعفر بن محمّد وغيره من رجاله الذين ساق عنهم خبر صفين.

وأخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه بالإسناد الذي قدمناه عنه. أخبرنا ابن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال : نبأنا ابن أبي الدّنيا قال : نبأنا محمّد بن سعد. قال : وعمر بن أبي سلمة ، يكنى أبا حفص توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن تسع سنين ، وقد حفظ القرآن عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان بالمدينة.

٣٣ ـ وبشير بن الخصاصية السّدوسيّ ، وكان اسمه : زحم فسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشيرا ، وهو : بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبارى بن سدوس بن ذهل بن ثعلبة بن صعب بن على بن بكير بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (١) :

والخصاصيّة امرأة نسب إليها ، وهي أم ضبارى بن سدوس ، واسمها : كبشة ، ويقال : ماوية بنت عمرو بن الحارث من الغطاريف من الأزد. وشهد فتح المدائن وحمل الخمس إلى حضرة أمير المؤمنين عمر.

أخبرنا بذلك الأزهري قال : نبأنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا جعفر بن أحمد المروزيّ قال : نبأنا السري بن يحيى قال : نبأنا شعيب بن إبراهيم قال : نبأنا سيف بن عمر عن محمّد ، والمهلّب ، وطلحة ، وعمر ، وسعيد ، قالوا : وكان الذي ذهب بالأخماس أخماس المدائن ـ يعنى حملها ـ إلى عمر بن الخطّاب ، بشير بن الخصاصية وقد روى بشير عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث منها.

__________________

 ـ ٧ / ٤٥٥ ـ ٤٥٦. والإصابة ٢ / ت ٥٧٤٠. والتقريب ٢ / ٥٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٥١٧٢. والتقريب ٢ / ٥٦. وتهذيب الكمال ٤٢٤٦ (٢١ / ٣٧٢ ـ ٣٧٥). والمنتظم ٧ / ٣١.

(١) ٣٣ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٥٠ ، ٧ / ٥٥. وتاريخ الدوري ٢ / ٦٠. وطبقات خليفة ٦٣ ، ١٨٦. والتاريخ الكبير ٢ / ١ / ٩٧ ، ٩٨. والمعرفة ليعقوب ٣ / ٣٨٢. وتاريخ أبي زرعة ٦٣٥.والجرح ١ / ١ / ٣٧٣ ، ٣٧٨. وثقات ابن حبان ٣ / ٣٣. ومشاهير الأمصار ٤٠. والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ٣٠. والاستيعاب ١ / ١٧٣ ، ١٧٤. وإكمال ابن ماكولا ١ / ٢٨١.وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ١٧٠ ، ٢٧١ ، ٢٧٢. وأسد الغابة ١ / ١٩٣ ، ١٩٤. ر تذهيب التهذيب ١ / ورقة ٨٦ ، ٨٧. والكاشف ١ / ١٥٩. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ٢٠. وتهذيب التهذيب ١ / ٤٦٧ ـ ٤٦٨. والإصابة ١ / ١٥٩. وتهذيب الكمال ٧٢٦ (٤ / ١٧٥ ـ ١٧٦).والمنتظم ٤ / ١٢٤.

٢٠٨

ما أخبرنيه أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أبان التغلبي الهيتي قال : نا أبو القاسم الحسن بن على بن الحسن بن عمر بن الدقم بالرقة قال : نا محمّد بن عبد الله بن سليمان قال : نبأنا جبارة بن مغلس قال : نا قيس بن الرّبيع قال : حدّثني جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة عن بشير بن الخصاصية ، قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبايعه ، فقلت : علام تبايعني يا رسول الله؟ فمد يده ثم قال : «تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمّدا عبده ورسوله ، وتصلي الصلوات الخمس المكتوبة لوقتها ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، وتجاهد في سبيل الله».فقلت : يا رسول الله كلّا أطيق إلا اثنتين : أما الزكاة فمالي إلّا حمولة أهلي وما يقومون به ، وأما الجهاد فإني رجل جبان فأخاف أن تجشع نفسي فأبوء بغضب من الله ، فقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده ، ثم قال : «يا بشير لا جهاد ولا صدقة ، فبم تدخل الجنة إذا؟ (١)». قلت : يا رسول الله ، ابسط يدك أبايعك ، فبايعته عليهن.

وروى عن بشير امرأته ليلى ، وأبو المثنى العبدي ، وبشر بن نهيك. وهو معدود فيمن نزل بالبصرة من الصحابة.

٣٤ ـ وهاشم بن عتبة بن أبي وقّاص ، المعروف بالمرقال ، وهو أخو نافع بن عتبة وابن أخي سعد بن أبي وقّاص (٢) :

أسلم يوم فتح مكة ، وحضر مع عمه سعد حرب الفرس بالقادسيّة ، فلما هزم الله العدو ورجعوا إلى المدائن أتبعهم سعد والمسلمون فدل علج من أهل المدائن سعدا على مخاضة بقطربّل فخاضها المسلمون ، ثم ساروا حتى انتهوا إلى ساباط فخشوا أن يكون هناك كمين للفرس ، ثم نظروا فلم يروا أحدا ؛ فساروا حتى أتوا المدائن فحاصروها حتى فتحها الله. وكان هاشم بن عتبة في جماعة المسلمين ، وخبره مذكور في كتاب الفتوح.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري والحسن بن على الجوهريّ ، قالا : نبأنا محمّد بن العباس الخزاز قال : أنبأنا أحمد بن معروف قال نبأنا الحسين بن فهم قال : نبأنا محمد ابن سعد ، قال : هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، أمه ابنة خالد بن عبيد بن سويد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : تاريخ ابن عساكر ٣ / ٢٧٢ ، ١٠ / ١٧٠. وكنز العمال ١٠٧٥٤ ، ٣٦٨٦٥.

(٢) ٣٤ ـ انظر : المنتظم ٥ / ١١٦.

٢٠٩

جابر بن تيم بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، أسلم يوم فتح مكة. وهو المرقال ، وقتل بصفين مع على بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

٣٥ ـ والأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عديّ بن ربيعة ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور ، وهو : كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وأمه : كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو ، وكنية الأشعث : أبو محمّد (١) :

قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وفد كندة ، ويعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة. وله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواية. وقد شهد مع سعد بن أبي وقّاص قتال الفرس بالعراق وكان على راية كندة يوم صفين مع على بن أبي طالب ، وحضر قتال الخوارج بالنهروان وورد المدائن ، ثم عاد إلى الكوفة فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه الحسن بن على معاوية بن أبي سفيان وصلى عليه الحسن (٢).

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال نا أبو أحمد محمّد بن أحمد الجريري قال نا أحمد بن الحارث الخزّاز قال أنبأنا أبو الحسن المدائني عن شيوخه الذين روى عنهم خبر النهروان ، قال : وأمر على بالرحيل ـ يعني بعد فراغه من قتاله الحرورية ـ وقال لأصحابه : قد أعزكم الله وأذهب ما كنتم تخافون فامضوا من وجهكم هذا إلى الشام ، فقال الأشعث : يا أمير المؤمنين نفدت نبالنا ، وكلت سيوفنا ، ونصلت أسنة رماحنا ، فلو أتينا مصرنا حتى نستعد ، ثم نسير إلى عدونا ، فركن الناس إلى ذلك فسار على يريد الكوفة فأخذ على المدائن حتى انتهى إلى النخيلة فنزلها ، وساق بقية الحديث.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال : أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : نا عمر ابن أحمد بن إسحاق الأهوازي قال : نا خليفة بن خياط. قال الأشعث بن قيس يكنى أبا محمّد ، مات في آخر سنة أربعين بعد قتل على.

__________________

(١) ٣٥ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٢٢. والمعارف ١٦٨ ، ١٨٩ ، ٣٣٣ ، ٥٥١ ، ٥٥٥ ، ٥٨٦. وثقات ابن حبان ٣ / ١٣ ـ ١٤. ومشاهير الأمصار ٤٥. والاستيعاب ١ / ١٣٣ ـ ١٣٥. وتهذيب ابن عساكر ٣ / ٦٧ ـ ٧٨. وأسد الغابة ١ / ١١٨. وسير النبلاء ٢ / ٣٧ ـ ٤٣. وتهذيب الكمال ٥٣٢ (٣ / ٢٨٦ ـ ٢٩٥).

(٢) انظر : تهذيب الكمال ٣ / ٢٨٧. وطبقات ابن سعد ٦ / ١٣ ـ ١٤.

٢١٠

أخبرنا محمّد بن رزق قال نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي النّيسابوريّ قال نا محمّد بن إسحاق الثقفي السّرّاج ، قال : رأيت في كتاب أبي حسّان الزيادي : الأشعث بن قيس كان يكنى أبا محمّد : مات بعد قتل على بن أبي طالب بأربعين ليلة فيما أخبر عن ولده ؛ وتوفي وهو ابن ثلاث وستين.

٣٦ ـ ووائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النّعمان بن زيد بن مالك بن زيد بن الحضرميّ الكنديّ (١) :

كان ملك قومه ، وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسلما ، فقربه وأدناه وبسط رداءه فأجلسه عليه ، ونزل بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكوفة وأعقب بها ، وورد المدائن في صحبة عليّ بن أبي طالب حين خرج إلى صفين ، وكان على راية حضرموت يومئذ.

ذكر ذلك أبو البختري القاضي عن رجاله الذين ساق عنهم خبر صفين ، وأخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه بالإسناد الذي قدمناه عنه.

وقد روى وائل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عدة أحاديث ، وحدّث عنه علقمة وابناه عبد الجبّار ، وكليب بن شهاب الجرمي.

٣٧ ـ (٢) وأبو الطّفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عامر ، وقيل : عمير بن

__________________

(١) ٣٦ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٢٦. وطبقات خليفة ٧٣ ، ١٣٣. ومسند أحمد ٤ / ٣١٥. ٦ / ٣٩٨.والعلل له ٢ / ١٠٤. والتاريخ الكبير ٨ / ت ٢٦٠٧. والصغير ١ / ١١٩. وتاريخ أبي زرعة ٧١.وتاريخ الطبري ٥ / ١٢٩ ، ٢١٦ ، ٢٦٩ ، ٢٧٢. والجرح ٩ / ت ١٧٩. وثقات ابن حبان ٣ / ٤٢٤. والمعجم الكبير ٢٢ / ٩. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ١٨٧. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٥٤٦. والأنساب للسمعاني ٤ / ١٥٩ ، ٤ / ١٥٦٢. والجمع ، لابن القيسراني ٢ / ٥٤٦. والأنساب للسمعاني ٤ / ١٥٩. وتاريخ ابن عساكر ٧ / ورقة ٣٦٣. ومعجم البلدان ٣ / ٦٨٧ ، ٤ / ٥٦٩. وأسد الغابة ٥ / ٨١. وسير النبلاء ٢ / ٥٧٢. والكاشف ٣ / ت ٦١٣٩. وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ت ١٤٤٢. وتذهيب التهذيب ٤ / ورقة ١٢٩. ونهاية السئول ، ورقة ٤١٦. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٠٨. والإصابة ٣ / ت ٩١٠٠. والتقريب ت ٧٣٩٣ (ط. عوامة). وتهذيب الكمال ٦٦٧٤ (٣٠ / ٤١٩ ، ٤٢٠).

(٢) ٣٧ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٧ ، ٦ / ٦٤. وتاريخ الدوري ٢ / ٢٨٩. وكلام ابن معين ، رواية ابن طهمان ، ت ٢١٢. وتاريخ خليفة ٢٦٢ ، ٣٢٥. وطبقاته ٣٠ ، ١٢٧ ، ٢٧٩. ومسند أحمد ٥ / ٤٥٣. وعلل أحمد ٣٨٦. والتاريخ الكبير ٦ / ت ٢٩٤٧. والصغير ١ / ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٥٢. والكنى ، لمسلم ورقة ١٥٧. وثقات العجلي ، ورقة ٢٨. والمعرفة ليعقوب ١ / ٢٣٣ ، ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٩٥ ، ٣٥٩ ، ٥٣٧ ، ٣ / ١٦٩ ، ٢٧٧ ، ٣١٥. وتاريخ أبي زرعة ٥٦٥ ، ٥٦٦. والجرح ٦ / ت ١٨٢٩. والمراسيل ١٥٩. وثقات ابن حبان ٣ / ٢٩١. والكامل لابن عدي ٢ / ٢١٨.وعلل الدار قطني ٢ / ورقة ٧٩. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ١٣٣. وجمهرة ـ

٢١١

جحش. وقيل خميس بن جزي (١) ، وقيل حديّ بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان :

ولد عام أحد : وأدرك ثمان سنين من حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر أنه رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يطوف بالبيت ، وروى عن عمر وعلي ، ونزل الكوفة وورد المدائن في حياة حذيفة بن اليمان ؛ وبعد ذلك في صحبة على بن أبي طالب ، وعاد إلى مكة وأقام بها حتى مات. وهو آخر من توفي من الصحابة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زيادة القطّان قال : نا أبو الحسين على بن إبراهيم بن عبد المجيد الواسطيّ قال : نا محمّد بن أبي نعيم الواسطيّ قال : نا ربعي بن عبد الله بن الجارود قال : نبأنا سيف بن وهب مولى لبني تيم ، قال : دخلت شعب ابن عامر على أبي الطفيل عامر بن واثلة فساق حديثا طويلا. قال أبو الطفيل فيه : فأتينا حذيفة وهو بالمدائن.

أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزّار وعثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف.قالا : أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ قال : نبأنا محمّد بن الفضل الفسطائي قال : نبأنا محمّد بن عبد الرّحمن العنبريّ قال : نا أمية بن خالد قال : نا أبو محصن عن عمرو بن مرة عن أبي الطفيل ، قال سمعت عليّا عليه‌السلام يقول بمسكن : لا أغسل رأسي بغسل حتى آتي البصرة فأحرقها ، ثم أسوق الناس بعصاي إلى مصر ؛ فأتيت أبا مسعود فأخبرته ، فقال : إن عليّا مورد الأمور مواردها ، ولا تحسنون أن تصدروها ، على لا يغسل رأسه بغسل ، ولا يأتي البصرة ولا يحرقها ولا يسوق الناس بعصاه إلى مصر. على رجل أصلع ، رأسه مثل الطست ، إنما حوله مثل الشعرات ، أو قال : زغيبات.

__________________

 ـ الأنساب ١٨٣. والسابق واللاحق ٧٨. والاستيعاب ٢ / ٧٩٨ ، ٤ / ١٦٩٦. والجمع لابن القيسراني ١ / ٣٧٨. وأنساب القرشيين ١٣٤. وتاريخ دمشق ١ / ٤٥٧ ـ ٤٨١. والكامل لابن الأثير ١ / ١١٠ ، ٣ / ٢٣١ ، ٣٧٨ ، ٤ / ٢٤٩ ، ٢٥٢ ، ٤٦٢. وسير النبلاء ٣ / ٤٦٧ ، ٤ / ٤٦٧.وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٣٠٥٦. والكاشف ٢ / ت ٢٥٧٠. والعبر ١ / ١١٨. وتذهيب التهذيب ٢ / ورقة ١١٨. وتاريخ الإسلام ٤ / ٧٨ ، ١٣٥. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ٢٢٧.وشرح علل الترمذي ، لابن رجب ٨٥. ومراسيل العلائي ، ت ٣٢٧. ونهاية السئول ، ورقة ١٥٧.وتهذيب التهذيب ٥ / ٨٢. والإصابة ٢ / ت ٤٤٣٦. وتقريب التهذيب ١ / ٣٨٩. وخلاصة الخزرجي ، ٢ / ت ٣٢٨٥. وشذرات ١ / ١١٨. وتهذيب الكمال ٣٠٦٤ (١٤ / ٧٩ ـ ٨٢).

(١) في تهذيب الكمال : «ميس بن جري» وفي الجمع : «جحش بن جري».

٢١٢

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال : نا عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : نا عمر ابن أحمد قال : نا خليفة بن خياط ، قال : وأبو الطفيل عامر بن واثلة ، مات بعد المائة.

٣٨ ـ (١) وأبو جحيفة السّوائىّ (٢) واسمه وهب بن عبد الله ، ويعرف بوهب الخير :

رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه. ويقال : إنه لم يكن بلغ الحلم وقت وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو ممن نزل الكوفة وابتنى بها دارا في بني سواء ، وشهد مع على يوم النهروان ، وورد المدائن في صحبته ، ومات في ولاية بشر بن مروان على الكوفة ، وروى عنه الحديث ابنه عون بن أبي جحيفة ، وعليّ بن الأقمر ، والحكم بن عتيبة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وغيرهم.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال : نا على بن عبد الرّحمن البكّائي بالكوفة قال : نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : نا يحيى ـ يعني عبد الحميد الحماني ـ قال : نا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن ميسرة. قال أبو جحيفة : قال على حين فرغنا من الحرورية : إن فيهم رجلا مخدجا ليس في عضده عظم أو عضده حلمة كحلمة الثدي ، عليها شعرات طوال عقف ، فالتمسوه فلم يوجد وأنا فيمن يلتمس ، قال : فما رأيت عليّا جزع جزعا قط أشد من جزعه يومئذ ، فقالوا : ما نجده يا أمير المؤمنين ، قال : ويلكم ما اسم هذا المكان؟ قالوا : النهروان. قال : كذبتم إنه لفيهم ، فثورنا القتلى فلم نجده ، فعدنا إليه فقلنا : يا أمير المؤمنين ، ما نجده ، قال : ويلكم ما اسم هذا المكان؟ قالوا : النهروان. قال : صدق الله ورسوله وكذبتم إنه لفيهم فالتمسوه ، فالتمسناه في ساقية فوجدناه فجئنا به فنظرت إلى عضده ليس فيها عظم ، وعليها حلمة كحلمة ثدي المرأة ، عليها شعرات طوال عقف (٣).

__________________

(١) ٣٨ ـ انظر ـ طبقات ابن سعد ٦ / ٦٣ ، ٣١٩. والمصنف لابن أبي شيبة ١٣ / ١٥٧٢٩ ، ١٥٧٣٤ ، ١٥٧٨٢. وتاريخ الدوري ٢ / ٦٣٦. وطبقات خليفة ٥٧ ، ١٣٢ ، وعلل ابن المديني ٥٠ ، ٦١.ومسند أحمد ٤ / ٣٠٧. وعلل أحمد ١ / ٥٩ ، ٧٣ ، ١٤٢. والتاريخ الكبير ٨ / ت ٢٥٥٨.والصغير ١ / ١٥٨. والكنى لمسلم ، الورقة ١٩. وتاريخ واسط ١٠٩. والمعجم الكبير للطبراني ٢٢ / ٩٩. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ١٨٦. والاستيعاب ٤ / ١٥٦١ ، ١٦١٩.والتعديل والتجريح للباجي ٣ / ١١٩٢. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٢ / ٥٤٠. وأسد الغابة ٥ / ٩٥. وسير النبلاء ٣ / ٢٠٢. والكاشف ٢ / ت ٦٢١٣. وتجريد أسماء الصحابة ٢ / ت ١٤٩٩. وتذهيب التهذيب ٤ / ورقة ١٤٣. وتاريخ الإسلام ٣ / ٢١٨. ونهاية السئول ، ورقة ٤٢١. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٦٤. والإصابة ٣ / ت ٩١٦٦. والتقريب ، ترجمة ٧٤٧٩ (ط.عوامة).

(٢) هذه الترجمة سقطت من المخطوطة.

(٣) انظر الخبر في : المنتظم ٥ / ١٣٦.

٢١٣

٣٩ ـ وخالد بن عرفطة العذريّ ، حليف بني زهرة ، وهو : خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان بن صفي ، وقيل : صيفيّ بن العيلة بن عبد الله بن غيلان ، وقيل : عيلان ـ بعين غير معجمة ـ ابن أسلم بن حراز بن كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد ابن ليث بن سوّد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان (١) :

صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه ، وشهد فتح المدائن وولاه سعد قتال الفرس يوم القادسيّة.

أخبرنا ابن الفضل قال : أنبأنا عبد الله بن جعفر قال : نبأنا يعقوب بن سفيان قال نبأنا أبو نعيم قال : نبأنا محمّد بن سليمان الأصبهانيّ قال : نبأنا يونس بن أبي النعمان عن أم حكيم بنت عمرو الجدلية قالت : لما قدم معاوية ـ يعني الكوفة ـ فنزل النخيلة دخل من باب الفيل ، وخالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد.

قال الشيخ أبو بكر : حدّث عن خالد بن عرفطة مسلم مولاه ، وعبد الله بن يسار ، وأبو عثمان النهدي.

٤٠ ـ وضرار بن الخطّاب الفهريّ الشّاعر (٢) :

حضر فتح المدائن ونزل بلاد الشام ، له عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواية.

أخبرنا ابن بشران قال : أنبأنا الحسين بن صفوان قال : نا ابن أبي الدّنيا : قال نا محمّد بن سعد ، قال : في تسمية من أسلم من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد فتح مكة ، ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن حبيب بن عمرو بن كبير بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر ، وكان فارس قريش وشاعرهم.

قال غير ابن سعد : هو ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب ابن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر.

__________________

(١) ٣٩ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٤ / ٣٥٥ ، ٦ / ٢١. وطبقات خليفة ١٢٢ ، ١٢٦ ، ١٣٩. وتاريخه ٢٠٣. ومسند أحمد ٥ / ٢٩٢. والتاريخ الكبير ٣ / ت ٤٦٣. والمعرفة ٢ / ٦٥٨. والجرح ٣ / ت ١٥٢٢. وثقات ابن حبان ٣ / ١٠٤. والمعجم الكبير للطبراني ٤ / ت ٣٧٣ ، والاستيعاب ٢ / ٤٣٤ ـ ٤٣٥. وأسد الغابة ٢ / ٨٧. وتذهيب التهذيب ١ / ورقة ١٩١. والكاشف ١ / ٢٧٢.وتجريد أسماء الصحابة ١ / ١٥٢. وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ٣١٧. وتهذيب التهذيب ٣ / ١٠٦. والإصابة ١ / ٤٠٩. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ١٧٨٢. وتهذيب الكمال ١٦٣٣ (٨ / ١٢٨ ـ ١٣٠).

(٢) ٤٠ ـ انظر : إمتاع الأسماع ١ / ٢٣٢. والإصابة ت ٤١٦٨. وتهذيب ابن عساكر ٧ / ٣١. وحسن الصحابة ٣١. والتاج ٣ / ٣٥٠. والأعلام ٣ / ٢١٥.

٢١٤

٤١ ـ وسليمان بن صرد بن الجون الخزاعيّ ، يكنى : أبا المطرّف (١) :

نزل الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة ، وورد المدائن وبغداد ، وحضر صفين مع على ، وقتل يوم عين الوردة بالجزيرة ، وكان يومئذ أمير التوابين الذين طلبوا بدم الحسين بن على فقتلهم أهل الشام.

أنبأنا على بن محمّد بن عيسى البزّار قال : نبأنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ قال حدّثني أحمد بن زياد بن عجلان قال : نبأنا الحسن بن جعفر بن مدرار قال نبأنا عمي طاهر قال : نبأنا سيف بن عميرة عن سلم بن عبد الرّحمن عن زاذان ، قال وقفت مع سليمان بن صرد ونحن نسير على موضع ، فقال لي : يا زاذان أما تراه؟ قلت : بلى ، قال : الحمد لله الذي مكّن خيل المسلمين منه. قال سلم : قلت لزاذان : وأين الموضع؟ قال : صراتكم هذه التي بين قطربّل والمدائن.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال : حدثني أبي قال : نبأنا محمد بن إبراهيم قال نبأنا محمد بن جرير عن رجاله ، قال : وسليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون ، وهو : عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد ، ويكنى : أبا مطرّف. أسلم وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان اسمه يسارا ، فلما أسلم سمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سليمان ، وكانت له سن عالية وشرف في قومه ، ونزل الكوفة حين نزلها المسلمون ، وشهد مع على صفين ، وكان فيمن كتب إلى الحسين بن على عليهما‌السلام يسأله قدوم

__________________

(١) ٤١ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٤ / ٢٩٢ ، ٦ / ٢٥. وطبقات خليفة ١٠٧ ، ١٣٦. وتاريخه ١٩٤ ، ٢٦٢. ومسند الإمام أحمد ٥ / ١٢٤ ، ٦ / ٣٩٤. والمحبر ٢٩١. والتاريخ الكبير ٤ / ت ١٧٥٢.والصغير ١ / ١٤٦. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٦٢٢. وتاريخ الطبري ٥ / ١٧٩ ، ٣٥٢ ، ٥٥٢ ـ ٥٥٥ ، ٥٥٧ ـ ٥٦١ ، ٥٦٣ ، ٥٧٩ ، ٥٨٠ ، ٥٨٢ ، ٥٨٤ ، ٥٩٣ ، ٥٩٥ ، ٥٩٩ ، ٦٠٥ ، ٦٠٩ ، ٦ / ٦٧. والكنى للدولابي ٢ / ١١٧. والجرح ٤ / ت ٥٣٩. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٧٤ ، ومشاهير الأمصار ترجمة ٣٠٥. والمعجم الكبير للطبراني ٧ / ت ٦٤٥. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، ورقة ٦٣. وجمهرة الأنساب ٢٣٨. والاستيعاب ٢ / ٦٤٩. والجمع ١ / ١٧٦.وأسد الغابة ٢ / ٣٥١. وتهذيب الأسماء ١ / ٢٣٢. وتاريخ الإسلام ٣ / ١٧. وسير النبلاء ٣ / ٣٩٤. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٢٤٨٨. والكاشف ١ / ت ٢١٢٣. والعبر ١ / ٧٢ ، وتذهيب التهذيب ٢ / ورقة ٥١. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ١٣٠. والوافي بالوفيات ١٥ / ٣٩٢.والعقد الثمين ٤ / ٦٠٧. ونهاية السئول ، ورقة ١٢٨. وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٠٠. والإصابة ٢ / ت ٣٤٥٧. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٧٠٧. وشذرات الذهب ١ / ٧٣. وتهذيب الكمال ٢٥٣١ (١١ / ٤٥٤ ـ ٤٥٧). والمنتظم ٦ / ٤٦.

٢١٥

الكوفة ، فلما قدمها ترك القتال معه ، فلما قتل الحسين ندم هو والمسيّب بن نجية الفزاري وجميع من خذله فلم يقاتل معه. ثم قالوا : ما لنا توبة مما فعلنا إلّا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه ، فعسكروا بالنخيلة مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين ، وولوا أمرهم سليمان بن صرد وخرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين فسموا التوّابين ، وكانوا أربعة آلاف ، فقتل سليمان بن صرد في هذه الوقعة رماه يزيد ابن الحصين بن نمير بسهم فقتله ، وحمل رأسه ورأس المسيّب بن نجبة إلى مروان بن الحكم ، وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة(١).

٤٢ ـ وحبيب بن ربيعة والد أبي عبد الرّحمن السّلميّ ، ورد المدائن في حياة حذيفة بن اليمان (٢) :

أخبرنا محمّد بن الحسين الأزرق قال : أنبأنا أحمد بن كامل القاضي ، قال : نا أحمد بن سعيد الجمال قال : نا قبيصة قال : نا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرّحمن ، قال : جمعت مع حذيفة بالمدائن فسمعته يقول إن الله تعالى يقول : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر ١]. ألا وإن القمر انشق على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإن الساعة اقتربت ، ألا إنّ [المضمار (١)] اليوم والسبق غدا ، قال : فقلت لأبي : غدا تجري الخيل؟ قال : إنك لغافل ، حتى سمعته يقول : السابق من سبق إلى الجنة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أنبأنا أبو سليمان محمّد بن الحسين بن على الحراني قال : نا محمّد بن سعيد بن هلال الرّسعني قال : نا المعافى قال : نا زهير وأخبرنا أبو القاسم الأزهري ـ واللفظ له ـ قال : أنبأنا على بن عمر الحافظ قال نا محمّد بن مخلد قال نا أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم الأزهري قال نا عمرو بن خالد قال نا زهير قال : نبأ أبو إسحاق عن عبد الله بن حبيب أبي عبد الرّحمن. قال : والدي علمني القرآن ، وكان من أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهد معه.

أخبرنا على بن أبي على المعدّل قال نبأنا محمّد بن عدي بن زحر البصريّ في كتابه قال : نا عبد الله بن محمّد بن الأشعر قال نا محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، قال : واسم أبي عبد الرّحمن : عبد الله بن حبيب السلمي كوفي ولأبيه صحبة.

__________________

(١) انظر : تهذيب الكمال ١١ / ٤٥٦. والاستيعاب ٢ / ٦٥٠.

(٢) ٤٢ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢١٦

٤٣ ـ والسّائب بن الأقرع الثقفي (١) :

ولّاه عمر قبض الأخماس من غنائم الفرس. وورد المدائن واليا عليها.

أنا أبو عبد الله الحسن بن شجاع الصّوفيّ أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف نا محمّد بن عبدوس السّرّاج ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قالا : ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا حفص بن غياث عن الشّيباني عن محمّد بن عبد الله أن عمر استعمل السائب بن الأقرع على المدائن فبينا في مخلفته [.............. (٢)].

[............ (٣)] وأنا على بن محمّد بن عبد الله المعدّل ـ واللفظ له ـ أنا عثمان ابن أحمد الدّقّاق ثنا محمّد بن البراء ثنا القاسم بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن الشّيباني عن أبي عون محمّد بن عبد الله الثقفي عن السائب بن الأقرع أنه كان جالسا في إيوان كسرى قال : فنظرت إلى إنسان يشير بإصبعه إلى موضع فوقع في روعي أنه يشير [إلى (٤)] كنز ، فاحتفرت ذلك الموضع فاستجمعت كنزا عظيما ، وكتبت إلى عمر أخبره أن هذا شيء أفاء الله علىّ دون المسلمين. فكتب إليّ عمر : إنك أمير من أمراء المسلمين فاقسمه بين المسلمين.

أنا محمّد بن الحسن القطّان أنا على بن إبراهيم المدياتي ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، قال : السائب بن الأقرع الثقفي أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ومسح رأسه بيده [نسبه (٥)] أبو إسحاق الهمداني.

٤٤ ـ ويزيد بن نويرة (٦) :

ورد المدائن ، وقتل مع علىّ بن أبي طالب يوم النهروان.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال أنبأنا الحسين بن هارون الضّبّي قال أنبأنا أحمد بن محمّد بن سعيد أن جعفر بن محمّد بن عمرو الخشّاب أخبرهم قراءة قال حدّثني أبي قال نا زيدان بن عمر بن البختري قال حدّثني غياث بن إبراهيم عن الأجلح بن عبد الله الكندي. قال سمعت زيد بن على ، وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمّد ، ومحمّد بن عبد الله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع على بن أبي طالب ،

__________________

(١) ٤٣ ـ هذه الترجمة ساقطة من الأصل.

(٢) هكذا في الأصل ، والنص به سقط.

(٣) هكذا في الأصل ، والنص به سقط.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) ٤٤ ـ انظر : المنتظم ٥ / ١٣٥.

٢١٧

من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك أهله. وسمعته أيضا من غيرهم فسمى جماعة ثم قال ويزيد بن نويرة قتل يوم النهروان ، وكانت له سابقة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت العكبري قال أنبأنا جدي قال نبأنا أبو يعقوب إسحاق بن حاتم بن إسماعيل المدني ، قال : وأول قتيل قتل من أصحاب على يوم النهروان رجل من الأنصار ، يقال له : يزيد ابن نويرة شهد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنة مرتين ، شهد له يوم أحد. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من جاز التل فله الجنة» ، فقال يزيد بن نويرة : يا رسول الله ، إنما بيني وبين الجنة هذا التل. [قال : «نعم (١)»] فأخذ يزيد سيفه فضارب حتى جاز التل. فقال ابن عم له (٢) : يا رسول الله أتجعل لي ما جعلت لابن عمي يزيد؟ قال : «نعم» ، فقاتل حتى جاز التل ثم أقبلا يختلفان في قتيل قتلاه. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لهما : «كلاكما قد وجبت له الجنة (٣) ، ولك يا يزيد على صاحبك درجة». قال فشهد يزيد مع على فكان أول قتيل من أصحاب على يوم النهروان.

٤٥ ـ وعبد الله ، ومحمّد : ابنا بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى ابن ربيعة بن جزي ، وقيل : حزن بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقاء بن عامر ماء السماء (٤) :

وقد ذكرنا ما وراء ذلك من الأسماء في نسب سليمان بن صرد.

قال الشيخ أبو بكر : ورد عبد الله ومحمّد ابنا بديل المدائن في عسكر على حيث سارا إلى صفين وذكر أنهما قتلا بصفين.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنبأنا الحسين بن هارون الضّبّيّ بالإسناد الذي ذكرناه

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : المنتظم ٥ / ١٣٥.

(٤) ٤٥ ـ انظر عبد الله بن بديل في : المنتظم (٥ / ١١٤). تاريخ خليفة ١٦١ ، ١٩٤. والتاريخ الكبير ٥ / ت ١٢٦. وثقات ابن حبان ٥ / ١٢. والاستيعاب ٣ / ٨٧٢. والكامل في التاريخ ٣ / ٤٤ ، ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، ٣٠١ ، ٣٠٢ ، ٣١٤ ، ٤٠٩. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٣١٦٥. وتذهيب التهذيب ٢ / ورقة ١٣٢. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٤٢٢١. ونهاية السئول ، ورقة ١٦٣. وتهذيب التهذيب ٥ / ١٥٥. والإصابة ٢ / ت ٤٥٥٩. والتقريب ١ / ٤٠٣. والخلاصة للخزرجي ٢ / ت ٣٣٩٩.

٢١٨

في خبر يزيد بن نويرة عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن رجاله الذين ذكر أنهم سموا له من شهد مع على بن أبي طالب من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر أسماء جماعة منهم ، ثم قال وعبد الله بن بديل بن ورقاء ، ومحمّد بن بديل بن ورقاء الخزاعيّان ، قتلا بصفين ، وهما رسولا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهل اليمن ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتب إلى أبيهما بديل بن ورقاء.

٤٦ ـ وعبد الله بن خبّاب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد ، من بني زيد مناة ، ويقال : إنه مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعيّة (١) :

وذكر أن عبد الله بن خباب ولد في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان موصوفا بالخير والصلاح والفضل ، وورد المدائن وقتله الخوارج بالنهروان.

أخبرنا على بن طلحة المقرئ قال أنبأنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي قال أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي قال نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عبد الله بن خباب بن الأرت قد أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا محمّد بن سعيد بن على بن الفتح قال أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نا أحمد بن محمّد بن سعيد قال نبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال نا جعفر ابن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن خباب بن الأرت قال نبأنا أبي ، قال سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده محمّد بن عبد الله بن خباب عن عبد الله بن خباب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سماه : عبد الله ، وقال لخباب أبو عبد الله.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال قال نبأنا عبد العزيز بن أبي صابر الدلال قال نبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال نبأنا أبو خيثمة على بن عمرو بن خالد الحراني بمصر قال حدّثني أبي قال نبأنا الحكم بن عبدة الشّيباني البصريّ وهو جد الجروي لأمه ـ عن أيّوب عن حميد بن هلال عن أبي الأحوص ، قال كنا مع على يوم النهروان

__________________

(١) ٤٦ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٥ / ٢٤٥. وطبقات خليفة ١٤٢. وتاريخه ١٩٧. والتاريخ الكبير ٥ / ت ٢١٢. والصغير ١ / ٨٧ ، ٨٩. وثقات العجلي. ورقة ٢٨. والمعرفة ليعقوب ١ / ٣٦٢. والجرح ٥ / ت ١٩٨. وثقات ابن حبان ٥ / ١١. والاستيعاب ٣ / ٨٩٤. والكامل لابن الأثير ٣ / ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٥ / ٤٧. وأسد الغابة ٣ / ١٥٠. والكاشف ٢ / ت ٢٧٢٣. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٣٢٥٠. وتذهيب التهذيب ٢ / ورقة ١٤١. ونهاية السئول ، ورقة ١٩٧. وتهذيب التهذيب ٥ / ١٩٦. والإصابة ٢ / ت ٤٦٤٧. والتقريب ١ / ٤١١. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٣٤٦٧.وشذرات الذهب ١ / ٤٧ ـ ٥١. وتهذيب الكمال ٣٢٤١ (١٤ / ٤٤٦ ـ ٤٤٩). والمنتظم ٥ / ١٤٣.

٢١٩

فجاءت الحرورية فكانت من وراء النهر ، قال : والله لا يقتل اليوم رجل من وراء النهر ، ثم نزلوا فقالوا لعلي : قد نزلوا. قال والله لا يقتل اليوم رجل من وراء النهر ، فأعادوا هذه المقالة عليه ثلاثا كل ذلك يقول لهم على مثل قوله الأول. قال فقالت الحرورية بعضهم لبعض : يرى على أنا نخافه ، فأجازوا ، فقال على لأصحابه : لا تحركوهم حتى يحدثوا حدثا ، فذهبوا إلى منزل عبد الله بن خباب وكان نزله على شط النهر فأخرجوه من منزله ، فقالوا : حدّثنا بحديث حدّثكه أبوك سمعه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : حدّثني أبي أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الساعي». فقدموه إلى الماء فذبحوه كما تذبح الشاة فسال دمه في الماء مثل الشراك ما امذقرّ قال الحكم : فسألت أيّوب : ما امذقرّ؟ قال : ما اختلط ، قال وأخرجوا أم ولده فشقوا عما في بطنها ، فأخبر على بما صنعوا. فقال : الله أكبر ، نادوهم أخرجوا لنا قاتل عبد الله بن خباب. قالوا : كلنا قتله ، فناداهم ثلاثا كل ذلك يقول هذا القول. فقال على لأصحابه : دونكم القوم. قال فما لبثوا أن قتلوهم [جميعا (١)] ، فقال على : اطلبوا في القوم رجلا يده كثدي المرأة. فطلبوا ثم رجعوا فقالوا : ما وجدنا. فقال : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنه لفي القوم. ثلاث مرات يجيئونه فيقول لهم هذا القول ؛ ثم قام هو بنفسه فجعل لا يمر بقتلى جميعا إلا بحثهم فلا يجده فيهم ، حتى انتهى إلى حفرة من الأرض فيها قتلى كثير فأمر بهم فبحثوا فوجد فيهم. فقال لأصحابه : لو لا أن تنتظروا لأخبرتكم بما أعد الله تعالى لمن قتل هؤلاء(٢).

***

قال الشيخ أبو بكر : هذا آخر ما انتهى إليه حفظنا وجميع ما أحاط به علمنا من تسمية مشهوري أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذين وردوا المدائن. ولكل واحد منهم عندنا من الأخبار ما لو ذكرناه لطال به الكتاب ، واتسع فيه الخطاب ، لكنا سلكنا فيما رسمناه سبيل الاختصار ، إشفاقا على الناظر فيه من الإضجار ، ونسأل الله التوفيق لما يقرب منه بمنه وفضله.

***

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٤ / ٤٤٧. وثقات العجلي ، ورقة ٢٨.

٢٢٠