حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - ج ٢

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - ج ٢

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨١
الجزء ١ الجزء ٢

ذكر الفواكه

ما ورد في البطيخ

أخرج ابن عديّ في الكامل عن عائشة ، قالت : كان أحبّ الفاكهة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الرّطب والبطّيخ.

وأخرج الطبرانيّ والحاكم في المستدرك ، عن أنس ، أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأخذ الرّطب بيمينه ، والبطيخ بيساره ، فيأكل الرّطب بالبطّيخ ، وكان أحبّ الفاكهة إليه.

قال في مباهج الفكر : البطّيخ ثلاثة أصناف : هنديّ ويسمّى بمصر البطّيخ الأخضر ، وبالحجاز الحبحب ، وصينيّ ويسمّى بمصر الأصفر ، وفيه يقول الشاعر :

ثلاث هنّ في البطّيخ زين

وفي الإنسان منقصة وذلّه

خشونة لمسه والثّقل فيه

وصفرة لونه من غير علّه

وخراسانيّ ، ويسمّى بمصر العبدلي منسوب لعبد الله بن طاهر ، فإنّه الذي دخل به مصر ، قال أبو طالب المأمونيّ في البطّيخ الهنديّ :

ومبيضّة فيها طرائق خضرة

كما اخضرّ مجرى السّيل من صيّب المزن

كحقّة عاج ضبّبت بزبرجد

حوت قطع الياقوت في عصب القطن

آخر :

أخ لي صادق أهدى إلينا

ما يهدي الصّديق إلى الصديق

قلال (١) زبرجد فيهنّ شهد

وحشوّ الشّهد شيء كالعقيق

آخر :

رأيتها في كفّ كلّابها

وقد بدت في غاية الحسن

كسلّة خضراء مختومة

على الفصوص الحمر في القطن

أبو طالب المأموني في البطّيخ الأصفر :

وبطّيخة مسكيّة عسلية

لها ثوب ديباج وعرف مدام

محقّقة ملء الأكفّ كأنّها

من الجزع كسرى لم ترض بنظام

لها حلّة من جلّنار وسوسن

معمّدة بالآس غبّ غمام

__________________

(١) القلّة : الكوز الصغير أو الجرّة العظيمة.

٣٦١

تمازج فيها لون حبّ وعاشق

كساه الهوى والبين ثوب سقام

إذا فصّلت للأكل كانت أهلّة

وإن لم تفصّل فهي بدر تمام

وقال :

يقطّع بالسكين بطّيخة ضحى

على طبق في مجلس لان صاحبه

كبدر ببرق في سماء أهلّة

على هالة في الأفق شتّى كواكبه

آخر :

أتانا الغلام ببطّيخة

وسكّينة أشبعوها صقالا

فقطّع بالبرق شمس الضّحى

وناول كلّ هلال هلالا

آخر :

ألا فانظروا البطّيخ وهو مشقّق

وقد جاز في التّشقيق كلّ أنيق

صفاها كبلّور بدت في زمرّد

مركّبة فيها فصوص عقيق

ما ورد في الرّمان

أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن السنّي بسند رجاله ثقات ، عن عليّ ابن أبي طالب ، قال : كلوا الرّمان بشحمه ، فإنه دباغ للمعدة.

وأخرج الطّبرانيّ بسند صحيح ، عن ابن عبّاس أنّه كان يأخذ الحبّة من الرمان فيأكلها ، فقيل له : لم تفعل هذا؟ قال : بلغني أنّه ليس في الأرض رمّانة إلا تلقّح بحبّة من حبّ الجنّة ، فلعلّها هذه :

قال بعضهم :

رمّانة صبغ الزّمان أديمها

فتبسّمت في ناضر الأغصان

فكأنّها في حقّة من عسجد

قد أودعت خرزا من المرجان

آخر :

رمّانة مثل نهد الكاعب الرّيم

تزهى بشكل ولون غير مذموم

كأنّها حقّة من عسجد ملئت

من اليواقيت نثرا غير منظوم

آخر :

ولاح رمّاننا فأبهجنا

بين صحيح وبين مفتوت

من كلّ مصفرّة مزعفرة

تفوق في الحسن كلّ منعوت

٣٦٢

كأنّها حقّة فإن فتحت

فصرّة من فصوص ياقوت

آخر :

طعم الوصال يصونه طعم النّوى

شبحان خالق ذا وذا من عود

فكأنّها والخضر من أوراقها

خضر الثياب على نهود الغيد

آخر :

خذوا صفة الرّمّان عنّي فإنّ لي

لسانا عن الأوصاف غير قصير

حقاق كأمثال العقيق تضمّنت

فصوص بلخش (١) في غشاء حرير

في جلّنارة

أبو فراس الحمدانيّ :

وجلّنار مشرف

على أعالي شجره

كأنّه في أغصانه

أحمره وأصفره

قراضة من ذهب

في خرق معصفره

عبد الله بن المعتزّ :

وجلّنار كاحمرار الخدّ

أو مثل أعراف ديوك الهند

ابن وكيع :

وجلّنار بهيّ

ضرامه يتوقّد

بدا لنا في غصون

خضر من الرمي ميّد

يحكي فصوص عقيق

في قبّة من زبرجد

آخر :

كأنما الجلّنار لمّا

أظهره العرض للعيون

أنامل كلّها خضيب

تزهى احمرارا على الغصون

ما ورد في الموز

أخرج الخطيب فيما رواه مالك بن أنس ، قال : ليس في الدّنيا شيء يشبه ما في

__________________

(١) البلخش : نوع من الجواهر.

٣٦٣

الجنّة إلا الموز ، لأن الله تعالى يقول : (أُكُلُها دائِمٌ) [الرعد : ٣٥] ، وأنت ترى الموز في الشتاء والصيف.

دخل القاضي أبو بكر بن فريقة على عزّ الدولة بن بويه ، وبين يديه طبق فيه موز ، فلم يدعه إليه ، فقال : ما بال الأمير لا يدعوني إلى الفوز بأكل الموز؟! فقال له : صفه حتّى أطعمك منه ، فقال : ما أصف من جرب ديباجيّة ، فيها سبائك ذهبيّة ، كأنّما حشيت زبدا وعسلا ، أو خبيصا مرملا ، أطيب الثمر كأنّه مخّ الشجر ، سهل المقشر ، ليّن المكسر ، عذب المطعم بين الطعوم ، سلس في الحلقوم.

وقال النجم بن إسرائيل :

أنعته موزا شهيّ المنظر

مستحكم النضج لذيذ المخبر

كأنّ تحت جلده المزعفر

لفّات زبد عجنت بسكّر

ابن الروميّ :

للموز إحسان بلا ذنوب

ليس بمعدود ولا محسوب

يكاد من موقعه المحبوب

يسلمه البلع إلى القلوب

البهاء زهير (١) :

يا حبّذا الموز الّذي أرسلته

لقد أتانا طيّب من طيب

في لونه وطعمه وريحه

كالمسك أو كالتبر أو كالضّرب

وافت به أطباقه منضّدا

كأنّه مكاحل من ذهب

آخر :

يحكى إذا قشّرته

أنياب أفيال من صغار

ذو باطن مثل الأقا

ح ، وظاهر مثل البهار

ما ورد في النخل

أخرج الشيخان عن ابن عمر ؛ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إنّ في الشّجر شجرة ، مثلها مثل المسلم ، أخبروني ما هي؟» ، فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في قلبي أنّها النخلة ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هي النخلة».

__________________

(١) في شذرات الذهب : ٥ / ١٧٦ : هو زهير بن محمد بن علي بن يحيى الصاحب المنشئ ... له ديوان مشهور ، ولد سنة ٥٨١ ه‍ ، وكتب الإنشاء للملك الصالح نجم الدين. توفي سنة ٦٥٦.

٣٦٤

وأخرج أبو يعلى في مسنده وابن السّنّي عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكرموا عمّتكم النخلة ، فإنّها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم ، وليس من الشجر شيء يلقح غيرها».

قال في مباهج الفكر : ويقال إنّ ممّا أكرم الله به الإسلام النخل ، وأنه قدّر جميع نخل الدنيا لأهل الإسلام فغلبوا على كلّ موضع هو فيه.

وقال الدينوريّ في المجالسة : حدّثنا محمد بن عبد العزيز ، حدّثنا أبي ، عن محمد بن يزيد بن مطير ، قال : قال محمد بن إسحاق ، كلّ نخلة على وجه الأرض فمنقولة من الحجاز ، نقلها النّماردة إلى المشرق ، ونقلها الكنعانيون إلى الشام ، ونقلها الفراعنة إلى باب أليون (١) وأعمالها ، وحملها التّبابعة في مسيرهم إلى اليمن وعمان والشّحر وغيرها.

الحداد :

روض كمخضرّ العذار وجدول

نقشت عليه يد النسيم مواردا

والنّخل كالهيف الحسان تزيّنت

فلبسن من أثمارهنّ قلائدا

في الطّلع

كأنّما الطّلع يحكي

لناظري حين أقبل

سلاسلا من لجين

يضمّها حقّ صندل

في الجمّار

أهدى لنا جمّارة

من لست أخشى من عذابه

فكأنّما هي جسمه

لمّا تجرّد من ثيابه

في البلخ الأخضر

أما ترى النخل نثّرت بلحا

جاء بشيرا بدولة الرّطب

كأنّه والعيون تنظره

مقمّعات الرءوس بالذهب

مكاحل من زبرجد خرطت

مقمّعات الرءوس بالذهب

__________________

(١) في معجم البلدان : باب أليون : بابليون : هو اسم لموضع الفسطاط خاصة. وكانت مقر ولاية الشرقية بمصر. [النجوم الزاهرة : ١ / ١٢].

٣٦٥

في الأصفر

أما ترى البسر الّذي

قد جاءنا بالعجب

كيف غدا في لونه

كعاشق مكتئب

مكاحلا من فضّة

قد طليت بالذهب

في الأحمر

انظر إلى البسر (١) إذ تبدّى

ولونه قد حكى الشقيقا

كأنّما خوصه عليه

زبرجد مثمر عقيقا

ما ورد في الأترج

أخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعري ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة طعمها طيّب وريحها طيّب».

وأخرج ابن السنّي عن أبي كبشة ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعجبه النّظر إلى الأترجّ والحمام الأحمر.

بعضهم :

كان أترجّنا النّضير وقد

زان تحياتنا مصبعه

أيد من التبر أبصرت بدرا

من جوهر فانثنت تجمعه

آخر :

يا حبّذا أترجّة

تحدث للنفس الطّرب

كأنّها كافورة

لها غشاء من ذهب

الأسعد بن ممّاتي :

لله بل للحسن أترجّة

تذكّر النّاس بأمر النّعيم

كأنّها قد جمّعت نفسها

من هيبة الفاضل عبد الرحيم

ابن المعتزّ :

أترجّة قد أتتك لطفا

لا تقبلنها وإن سررت

__________________

(١) البسر : التمر إذا لوّن ولم ينضج.

٣٦٦

لا تهد أترجّة فإنّي

رأيت مقلوبها «هجرت»

ما ورد في القصب

أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق الربيع بن سليمان ، قال : سمعت لشافعيّ يقول : ثلاثة أشياء دواء للداء الذي لا دواء له ، الذي أعيا الأطباء أن يداووه : العنب ولبن اللقاح ، وقصب السكّر ؛ ولو لا قصب السكر ما أقمت بمصر.

بعضهم :

تحكيه سمر القنا ولكن

تراه في جسمه طلاوه

وكلّما زدته عذابا

زادك من ريقه حلاوه

في الكمّثرى

بعضهم :

هيّا بكمثراية لونها

لون محبّ زائد الصّفره

تشبه نهد البنت إن قعدت

وهي لها إن قلبت سرّه

في الخوخ

بعضهم :

كأنّما الخوخ في دوحه

وقد بدا أحمره العندمي (١)

بنادق من ذهب أصفر

قد خضّبت أنصافها بالدم

ما ورد في التين

أخرج ابن السنّي والديلميّ في مسند الفردوس ، عن أبي ذرّ ، قال : أهدي إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم طبق من تين ، فقال لأصحابه : «كلوا ، فلو قلت إنّ فاكهة نزلت من الجنّة بلا عجم لقلت هي التين ، وإنّه يذهب بالبواسير ، وينفع من النّقرس».

كشاجم :

أهلا بتين جاءنا

منضّدا على طبق

__________________

(١) العندم : خشب نبات يصبغ به ، ويقال له أيضا دم الأخوين أو البقّم.

٣٦٧

يحكي الصّباح بعضه

وبعضه يحكي الغسق (١)

كسفرة مضمومة

قد جمعت بلا حلق

ابن المعتزّ :

أنعم بتين طاب طعما واكتسى

حسنا ، وقارب منظرا من مخبر

في برد ثلج ، في قفا تبر ، وفي

ريح العبير وطيب طعم السكّر

يحكي إذا ما صبّ في أطباقه

خيما ضربن من الحرير الأخضر

في اللوز الأخضر

ابن المعتزّ :

ثلاثة أثواب على جسد رطب

مخالفة الأشكال من صنعة الربّ

تقيه الرّدى في ليله ونهاره

وإن كان كالمسجون فيها بلا ذنب

آخر :

أما ترى اللّوز حين ترجله

من الأفانين كفّ مقتطف؟

وقشره قد جلا القلوب لنا

كأنه الدّرّ داخل الصّدف

ظافر الحداد :

جاء بلوز أخضر

أصفره ملء اليد

كأنّما زئبره (٢)

نبت عذار (٣) الأمرد

كأنّما قلوبه

من توأم ومفرد

جواهر لكنّما الأص

داف من زبرجد

البدر الذهبي :

ما نظرت مقلتي عجيبا

كاللّوز لمّا بدا نوّاره

اشتعل الرأس منه شيبا

واخضرّ من بعد ذا عذاره

__________________

(١) الغسق ظلمة أول الليل.

(٢) الزئبر : الزغب الناعم الصغير.

(٣) العذار : جانب اللحية ، أي الشعر الذي يحاذي الأذن ، وتأتي بمعنى الخدّ ـ ولعلّها الأصوب ـ.

٣٦٨

ما قيل في المشمش

محيي الدين بن عبد الظاهر :

حبّذا مشمش على الدوح أضحى

ذا شعاع يستوقف الأبصارا

شجر أخضر لنا جعل الل

ه تعالى منه كما قال نارا

وقال :

وكأنّ ضوء الشّمس من أوراقها

في نقش أسوقة الغصون خلاخل

وكأنّ مشمشها بصوت هزارها

إذ حرّكته به النّسيم جلاجل

آخر :

ومشمش جاءنا من أعجب العجب

أشهى إليّ من اللّذات والطرب

كأنّه وهبوب الريح تنثره

بنادق خرطت من خالص الذهب

ما قيل في النّبق (١)

ابن الجيليّ :

انظر إلى النبق في الأغصان منتظما

والشّمس قد أخذت تجلوه في القضب

كأنّ صفرته للناظرين غدت

تحكي جلاجل قد صيغت من الذهب

آخر :

وسدرة كلّ يوم

من حسنها في فنون

كأنّما النبق فيها

وقد بدا للعيون

جلاجل من نضار

قد علّقت في الغصون

ذكر الحبوب والخضروات والبقول

في سنابل البرّ (٢) والشعير

القاضي عياض :

__________________

(١) النبق : حمل شجر السدر.

(٢) البرّ : بضم الباء ، القمح.

٣٦٩

انظر إلي الزّرع وخاماته

تحكي وقد ماست أمام الرّياح

كتيبة تجفل مهزومة

شقائق النعمان فيها جراح

آخر :

يا حبّذا سنبلة

تبدو لعين المبصر

كأنّها سلسلة

مضفورة من عنبر

ظافر الحداد :

كأنّ سنابل حبّ الحصيد

وقد شارفت وقت إبّانها (١)

كنائس مضفورة ربّعت

وأرخي فاضل خيطانها

ابن رافع القيروانيّ :

انظر إلى سنبل الزّروع وقد

مرّت عليه الجنوب والشّمل (٢)

كأنه البحر في تموّجه

يعلو مرارا ، ومرّة يسفل

والماء للسقي في جوانبه

المسك للناظرين أو صندل

في الباقلّا

قال بعض الشعراء وهو ابن لنكك البصريّ :

فصوص زبرجد في غلف درّ

بأقماع حكت تقليم ظفر

وقد حاك الربيع لها ثيابا

لها لونان من بيض وخضر

آخر :

لي نحو ورد الباقلا

إدمان لهو ولهج (٣)

كأنّما مبيضّه

يلوح في ذاك الدّعج (٤)

خواتم من فضّة

فيها فصوص من سبج (٥)

ابن وكيع :

ولاح ورد الباقلاء ناظرا

عن مقلة تفتح جفنا عن حور (٦)

__________________

(١) إبّان الشيء : حينه.

(٢) الشمل : رياح الشمال.

(٣) اللهج بالشيء : الإغراء به والمثابرة عليه والولع به.

(٤) الدعج : سواد الشيء مع سعته.

(٥) السبج : الخرز الأسود.

(٦) الحور : اشتداد لون البياض إلى جانب السواد.

٣٧٠

كمثل ألحاظ اليعافير إذا

روّعها من قانص فرط الحدر (١)

كأنّها مداهن من فضّة

مجلوّة فيها من المسك أثر

كأنّها سوالف من خرّد

قد زيّنت سوادها سود الطّرر (٢)

في القثّاء

عبد الرحيم بن رافع القيروانيّ :

أحبب بقثّاء أتا

نا من فوق أطباق منضّد

كمضارب قد حدّرت

أجرامهنّ من الزّبرجد

نعم الدواء إذا الهوا

ء من الهواجر قد توقّد

ابن المعتزّ :

انظر إليه أنابيبا منضّدة

من الزّبرجد خضرا ما لها ورق

إذا قلبت اسمه بانت حلاوته

وكان معكوسه إنّي بكم أثق

في الخيار

لبعضهم :

خيار حين تنسبه لبيت

كريحان السّرور به اخضرار

كأنّ نسيمه أنفاس حبّ

فليس لمغرم عنه اصطبار

في الفقّوس (٣)

بعضهم :

شبّهت حين بدا الفقّوس مبتهجا

على الرّياض بحبّ فيه مأسور

مخازن من لجين لفّ ظاهرها

بسندس حشوه حبّات كافور

في القرع

لعبد الرحيم بن نافع :

__________________

(١) اليعفور : الغزال. الحدر : الهبوط.

(٢) الخرود والخريد : البكر التي لم تمس قطّ. الطرّة : الناصية.

(٣) الفقوس : ضرب من البطيخ.

٣٧١

وقرع تبدّى للعيون كأنّه

خراطيم أفيال لطخن بزنجار (١)

مررنا فعاينّاه بين مزارع

فأعجب منها حسنه كلّ نظّار

في الباذنجان

لبعضهم :

أهدت لنا الأرض من عجائبها

ما سوف يزهو بمثله وقتي

إذا أجاد الّذي يشبه

وأحكم الوصف منه في النّعت

قال كرات الأديم قد حشيت

بسمسم قمّعت بكيمخت (٢)

آخر :

ومستحسن عند الطعام مدحرج

غذاه نمير الماء في كلّ بستان

تطلع من أقماعه فكأنّه

قلوب نعاج في مخاليب عقبان

آخر :

وكأنّما الأبذنج سود حمائم

أوكارها روض الرّبيع المسكر

لقطت مناقرها الزبرجد سمسما

فاستودعته حواصلا من عنبر

آخر :

وباذنجانة حشيت حشاها

صغار الدّرّ باللّبن الحليب

وغشّيت البنفسج واستقلّت

من الآس الرطيب على قضيب

في السّلجم (٣)

لابن رافع القيروانيّ :

كأنّما السّلجم لمّا بدا

في حسنه الرائق من غير مين (٤)

قطائع الكافور ملمومة

لمبصريها أو كرات اللّجين

__________________

(١) الزنجار : صدأ النحاس.

(٢) الكيمخت : نوع من الجلود المدبوغة.

(٣) السلجم : نوع من اللفت من فصيلة الصليبيات ، يزرع لإنتاج زيت كان يستعمل قديما للإنارة.

(٤) المين : الكذب.

٣٧٢

في الفجل

لله فجل قد أتتنا به

جارية تخجل شمس النهار

كأنّه في يدها إذ أتت

به لنا غصنا بصوب العطار

سبائك من فضّة قد صفت

أو مثل أنياب الفيول الصّغار

آخر :

أحبب بفجل قد أتانا به

طبّاخنا من بعد تقشير

منضّدا في طبق خلته

من حسنه قضبان بلّور

آخر :

وبيضاء من حور الجنن ملكتها

ولمت عليها صاحبي ولي العذر

وما كسيت من سندس الخلد حلّة

ولا معجرا لكن ذوائبها خضر (١)

في الجزر

لابن رافع القيروانيّ :

انظر إلى الجزر البديع كأنّه

في حسنه قضب من المرجان

أوراقه كزبرجد في لونها

وقلوبه صيغت من العقيان

آخر :

انظر إلى الجزر الذي

يحكي لنا لهب الحريق

كمدية من سندس

فيها نصاب من عقيق

في الثّوم

لابن رافع القيروانيّ :

يا حبّذا ثومة في كفّ جارية

بديعة الحسن تسبي كلّ من نظرا

أبصرتها ، وهي من عجب تقلّبها

كصرّة من دبيقيّ حوت دررا (٢)

__________________

(١) المعجر : ثوب تشدّه المرأة على رأسها.

(٢) دبيقي : نسبة إلى دبيق بلدة في مصر مشهورة بصناعة القماش.

٣٧٣

آخر :

الثّوم مثل اللّوز إن قشّرته

لولا روائحه وطعم مذاقه

كالنّدل غرّك منظرا فإذا دعي

لفضيلة ينمى إلى أعراقه

في النّمام (١)

ابن رشيق :

لم كره النّمام أهل الهوى

أساء إخواني وما أحسنوا؟

إن كان نمّاما فتنكيسه

من غير تكذيب لهم مأمن

آخر :

لا بارك الله في النّمام إنّ له

اسما قبيحا من الأسماء مهجورا

لو لم ينمّ على العشّاق سرّهم

ما كان فيهم بهذا الاسم مشهورا

في النعناع

بعضهم :

وجاءت بنعناع كأنّ غصونه

وأوراقه مخلوقة من زبرجد

إذا مسّه نفح الحرور رأيته

كأصداغ زنج فلفلت من تجعّد

في النارنج

لبعضهم :

تأمّلها كرات من عقيق

يروقك في ذرا دوح وريق

صوالج من غصون ناعمات

غذتها درّة العيس الأنيق

آخر :

أنظر إلى منظر يلهيك منظره

بمثله في البرايا يضرب المثل

نار تلوح على الأغصان في شجر

لا النار تطفي ، ولا الأغصان تشتعل

__________________

(١) النّمام : نبت له بذر كالريحان عطريّ قوي الرائحة.

٣٧٤

أبو الحسن الصّقليّ :

ونارنجة بين الرّياض نظرتها

على غصن رطب كقامة أغيد

إذا ميّلتها الريح مالت كأكرة

بدت ذهبا في صولجان زبرجد

وقال :

تنعّم بنارنجك المجتنى

فقد حضر السعد لما حضر

فيا مرحبا بقدود الغصو

ن ، ويا مرحبا بخدود الشّجر

كأنّ السماء همّت بالنّضا

ر ، فصاغت لنا الأرض منها أكر

ابن المعتزّ :

كأنّما النّارنج لمّا بدت

صفرته في حمرة كاللهب

وجنة معشوق رأى عاشقا

فاصفرّ ثمّ احمرّ خوف الرّهب

آخر :

وشادن قلت له صف لنا

بستاننا هذا ونارنجنا (١)

فقال لي : بستانكم جنّة

ومن جنى النّارنج نارا جنى

في الليمون

قال ابن وحشيّة : الليمون والنارنج في الأصل شجر هنديّ.

السريّ الرفاء (٢) :

ظلّلته شجرات

عطّرها أطيب عطر

فلك أنجمه اللّي

مون من بيض وصفر

أكر من فضّة قد

شابها تلويح تبر

آخر :

يا ربّ ليمونة حيّا بها قمر

حلو المقبّل ألمى بارد الشّنب

__________________

(١) الشادن : ولد الظّبية.

(٢) في شذرات الذهب : ٣ / ٧٣ : هو الشاعر أبو الحسن السري بن أحمد الكندي الموصلي صاحب الديوان المشهور ، مدح سيف الدولة وغيره. له كتاب : المحب والمحبوب ، والمشموم والمشروب ـ توفي سنة ٣٧٠ ه‍.

٣٧٥

كأنّها أكرة من فضّة خرطت

فاستودعوها غلافا صيغ من ذهب

آخر :

أما ترى الليمون لمّا بدا

يأخذ في إشراقه بالعيان؟!

كأنّه بيض دجاج وقد

لطّخها العابث بالزعفران

تم كتاب حسن المحاضرة

ولله الحمد

٣٧٦

الفهرس

ذكر أمراء مصر من حين فتحت إلى أن ملكها بنو عبيد............................ ٣

ذكر أمراء مصر من بني عبيد.................................................. ٢٠

ذكر أمراء مصر من حين ملكها بنو أيوب إلى أن اتخذها الخلفاء العباسيون دار الخلافة...     ٣٠

كتاب تقليد الخليفة لصلاح الدين............................................. ٣٣

صفات صلاح الدين ووفاته................................................... ٤٣

[مصر بين العزيز والمنصور والأفضل والعادل].................................... ٤٥

[الفرنج في دمياط].......................................................... ٤٦

[شعر]..................................................................... ٥٣

[الملك العادل سيف الدين أبو بكر ، ثمّ الملك الصالح نجم الدين أيوب]............ ٥٥

[هجوم الفرنج ووفاة الملك الصالح]............................................. ٥٦

[شجرة الدر]............................................................... ٥٧

[الملك المعزّ عز الدين أيبك الجاشنكير التركماني]................................ ٥٨

[الملك المظفر سيف الدين قطز]............................................... ٥٩

[أرجوزة الجزّار في الأمراء المصرية].............................................. ٦٠

[ذكر من قام بمصر من الخلفاء العباسيين]...................................... ٦٤

ذكر سلاطين مصر الذين فوض إليهم خلفاء مصر العبّاسيون فاستبدوا بالأمر دونهم ١٠٢

ذكر الفرق بين الخلافة والملك والسلطنة من حيث الشرع........................ ١٢٦

ذكر من يطلق عليه السلطنة من حيث المصطلح............................... ١٢٦

ذكر ما يلقب به ملك مصر................................................. ١٢٧

ذكر جلوس السلطان في دار العدل للمظالم................................... ١٢٧

٣٧٧

ذكر عساكر مملكة مصر................................................... ١٢٨

ذكر أرباب الوظائف في هذه المملكة......................................... ١٢٩

ذكر قضاة مصر........................................................... ١٣٣

الدولة المصرية............................................................. ١٦٥

ذكر قضاة الحنفية.......................................................... ١٦٧

ذكر قضاة المالكية......................................................... ١٧١

ذكر قضاة الحنابلة......................................................... ١٧٣

ذكر وزراء مصر........................................................... ١٧٥

ذكر كتاب السر........................................................... ٢٠٥

ذكر جوامع مصر.......................................................... ٢١٢

جامع عمرو............................................................... ٢١٣

جامع أحمد بن طولون...................................................... ٢١٨

الجامع الأزهر.............................................................. ٢٢١

جامع الحاكم.............................................................. ٢٢٢

ذكر أمّهات المدارس والخانقاه العظيمة بالديار المصرية........................... ٢٢٣

ذكر المدرسة الصلاحية..................................................... ٢٢٤

خانقاه سعيد السعداء...................................................... ٢٢٦

المدرسة الكاملية........................................................... ٢٢٧

المدرسة الصالحية........................................................... ٢٢٨

المدرسة الظاهرية القديمة..................................................... ٢٢٨

المدرسة المنصورية........................................................... ٢٢٩

المدرسة الناصرية........................................................... ٢٢٩

الخانقاه البيبرسية........................................................... ٢٢٩

خانقاه قوصون بالقرافة..................................................... ٢٣٠

خانقاه شيخو............................................................. ٢٣٠

مدرسة صرغتمش.......................................................... ٢٣١

مدرسة السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون............................. ٢٣٢

المدرسة الظاهرية........................................................... ٢٣٣

٣٧٨

المدرسة المؤيّدية............................................................ ٢٣٤

رباط الآثار............................................................... ٢٣٥

ذكر الحوادث الغريبة الكائنة بمصر في ملّة الإسلام من غلاء ووباء وزلازل وآيات وغير ذلك    ٢٣٥

ذكر الطريق المسلوك من مصر إلى مكّة شرّفها الله تعالى......................... ٢٦٦

ذكر قدوم المبشّر سابقا يخبر بسلامة الحاج.................................... ٢٦٧

ذكر حمائم الرسائل......................................................... ٢٦٨

ذكر عادة المملكة في الخلع والزيّ............................................ ٢٧٣

ذكر عادة السلطان في الكتابة على التقاليد................................... ٢٧٤

ذكر معاملة مصر.......................................................... ٢٧٤

ذكر كوكب الذنب........................................................ ٢٧٥

ذكر بقية لطائف مصر..................................................... ٢٧٥

السبب في كون أهل مصر أذلاء يحملون الضيم................................ ٢٨٦

ذكر النيل................................................................ ٢٨٩

أثر متصل الإسناد في أمر النيل.............................................. ٢٩٠

ذكر مزايا النيل............................................................ ٣٠١

ذكر ما قيل في النيل من الأشعار............................................. ٣٠٣

ذكر البشارة بوفاء النيل..................................................... ٣١٠

ذكر المقياس............................................................... ٣١٦

ذكر جزيرة مصر وهي المسمّاة الآن بالروضة................................... ٣١٨

ذكر خليج مصر........................................................... ٣٢٦

ذكر الخليج الناصريّ....................................................... ٣٢٨

ذكر بركة الحبش........................................................... ٣٢٨

ذكر ما قيل في الأنهار والأشجار زمن الشتاء والربيع من الأشعار.................. ٣٢٩

ذكر الرياحين والأزهار الموجودة في البلاد المصرية وما ورد فيها من الآثار النبوية والأشعار الأدبية والإشارات الصوفية        ٣٣٨

ما ورد في الفاغية.......................................................... ٣٣٨

ما ورد في الورد............................................................ ٣٣٨

٣٧٩

ما ورد في النرجس.......................................................... ٣٤٤

ما ورد في البنفسج......................................................... ٣٤٦

ما قيل في النّيلوفر.......................................................... ٣٤٨

البشنين.................................................................. ٣٥٠

ما ورد في الآس............................................................ ٣٥١

ما ورد في الريحان ، وهو الحبق............................................... ٣٥٢

ما قيل في المنثور ، وهو الخيريّ............................................... ٣٥٤

ما قيل في الياسمين......................................................... ٣٥٤

ما قيل في النّسرين......................................................... ٣٥٦

ما قيل في الأقحوان........................................................ ٣٥٧

ما قيل في البان............................................................ ٣٥٨

ما قيل في الشقيق.......................................................... ٣٥٨

في زهر النارنج............................................................. ٣٥٩

في الخشخاش.............................................................. ٣٦٠

في نور الكتان............................................................. ٣٦٠

ذكر الفواكه.............................................................. ٣٦١

ما ورد في البطيخ........................................................... ٣٦١

ما ورد في الرّمان........................................................... ٣٦٢

في جلّنارة................................................................. ٣٦٣

ما ورد في الموز............................................................. ٣٦٣

ما ورد في النخل........................................................... ٣٦٤

ما ورد في الأترج........................................................... ٣٦٦

ما ورد في القصب......................................................... ٣٦٧

في الكمّثرى............................................................... ٣٦٧

في الخوخ.................................................................. ٣٦٧

ما ورد في التين............................................................ ٣٦٧

في اللوز الأخضر.......................................................... ٣٦٨

ما قيل في المشمش......................................................... ٣٦٩

٣٨٠