حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - ج ٢

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - ج ٢

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨١
الجزء ١ الجزء ٢

ثم ولي تقي الدين الزّبيريّ في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين.

ثمّ أعيد المناوي في رجب سنة إحدى وثمانمائة.

ثم ولي ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الصالحيّ في شعبان سنة ثلاث.

ثمّ ولي جلال الدين البلقينيّ في جمادى الأولى سنة أربع في حياة والده.

ثمّ أعيد الصالحيّ في شوال سنة خمس ، ومات في المحرّم سنة ستّ.

فولي شمس الدين محمد بن الأخنائيّ.

ثمّ أعيد البلقينيّ في ربيع الأول من السنة.

ثمّ أعيد الأخنائيّ في شعبان من السنة.

ثمّ أعيد البلقيني في ذي الحجة من السنة.

ثمّ أعيد الأخنائيّ في جمادى الأولى سنة سبع.

ثمّ أعيد البلقينيّ في ذي القعدة من السنة.

ثمّ أعيد الأخنائيّ في صفر سنة ثمان.

ثمّ أعيد البلقيني في ربيع الأوّل من السنة ، فأقام إلى محرّم سنة خمس عشرة ، فعزله المستعين.

وولي شهاب الدين الباعونيّ ، فأقام شهرا ، وعزل.

ثم أعيد البلقينيّ في صفر سنة خمس عشرة ، فأقام إلى جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين.

وولي شمس الدين محمد بن عطاء الله الهرويّ ، وفي ولايته هذه وجد في مجلس السلطان ورقة فيها شعر ، وهو :

يأيّها الملك المؤيّد دعوة

من مخلص في حبّه لك ينصح

انظر لحال الشافعيّة نظرة

فالقاضيان كلاهما لا يصلح

هذا أقاربه عقارب وابنه

وأخ وصهر ، فعلهم مستقبح

غطّوا محاسنه بقبح صنيعهم

ومتى دعاهم للهدى لا يفلحوا

وأخو هراة بسيرة اللنك اقتدى

وله سهام في الجوانح تجرح

لا درسه يقرا ، ولا أحكامه

تدرى ، ولا حين الخطابة يفصح

فأرح هموم المسلمين بثالث

فعسى فساد منهم يستصلح

١٦١

وكان ذلك في أوّل شعبان ، فعرض السلطان الورقة على الجلساء من الفقهاء الذين يحضرون عنده ، فلم يعرفوا كاتبها ، وطالت الأبيات. فأمّا الهرويّ فلم ينزعج من ذلك ، وأمّا البلقينيّ فقام وقعد ، وأطال البحث والتنقيب عن ناظمها ، وتقسّمت الظنون ؛ فمنهم من اتّهم شعبان الأثاريّ ، ومنهم من اتّهم تقيّ الدين بن حجّة. قال العينيّ : وبعضهم نسبها لابن حجر ؛ قال : والظّاهر أنّه هو.

ثمّ أعيد البلقينيّ في ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ، فأقام إلى أن مات في شوّال سنة أربع وعشرين (١).

وولي الشيخ ولي الدين العراقي ، ثمّ عزل في ذي الحجة سنة خمس وعشرين.

وولي شيخنا شيخ الإسلام علم الدين صالح بن شيخ الإسلام سراج الدّين البلقينيّ (٢).

ثم تولّى الحافظ ابن حجر في المحرّم سنة سبع وعشرين.

ثمّ أعيد الهرويّ في ذي القعدة من السّنة.

ثمّ أعيد ابن حجر في رجب سنة ثمان وعشرين.

ثمّ أعيد شيخنا البلقينيّ في صفر سنة ثلاث وثلاثين.

ثمّ أعيد ابن حجر في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين.

ثمّ أعيد شيخنا البلقينيّ في شوال سنة أربعين.

ثمّ أعيد ابن حجر في شوّال سنة إحدى وأربعين.

ثمّ ولي شمس (٣) الدين القاياتيّ في المحرّم سنة تسع وأربعين ، فأقام إلى أن مات في المحرّم سنة خمسين.

وأعيد ابن حجر.

ثمّ أعيد شيخنا البلقينيّ في أوّل المحرم سنة إحدى وخمسين.

ثمّ ولي وليّ الدين السّقطي في نصف ربيع الأول من السنة ؛ ثمّ عزل.

وأعيد ابن حجر في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين ، ثمّ عزل نفسه في آخر جمادى الآخرة من السنة.

__________________

(١) شذرات الذهب : ٧ / ١٦٦.

(٢) شذرات الذهب : ٧ / ٣٠٧.

(٣) شذرات الذهب : ٧ / ٢٦٨ : القاياتي : نسبة إلى قايات بلد قرب الفيّوم.

١٦٢

وأعيد شيخنا البلقيني في صفر سنة سبع وخسمين ، فأقام إلى شوّال سنة خمس وستّين ، فعزل.

وأعيد المناويّ ثمّ أعيد البلقينيّ في شوّال سنة سبع وستين ، فأقام إلى أن مات في رجب سنة ثمان وستين.

وأعيد المناويّ ، ثم عزل في جمادى الآخرة سنة سبعين.

وولي صلاح الدين المكينيّ ربيب شيخنا البلقينيّ ، ثمّ عزل بعد ستة أشهر.

وولي بدر الدين أبو السعادات محمد بن تاج الدين بن قاضي القضاة جلال الدين البلقيني في أوّل سنة إحدى وسبعين ، ثم عزل بعد أربعة أشهر.

وولي وليّ الدين أحمد بن أحمد الأسيوطيّ في نصف جمادى الأولى من السنة فأقام خمس عشرة سنة ، ثم عزل في جمادى الآخرة سنة ستّ وثمانين.

وولي الشيخ زكريا محمد الأنصاري السبكيّ.

وقد نظم محمد بن دانيال الموصليّ أرجوزة فيمن ولي قضاء مصر من حين فتحت إلى عهد البدر بن جماعة ، فقال :

يقول راجي كرم الله العلي

محمّد بن دانيال الموصلي

من بعد حمد للعليّ الحاكم

غامرنا بالجود والمراحم

ثمّ الصلاة بعد ترتيل اسمه

على أحمد الهادي أمين حكمه

وآله وصحبه العدول

شهود حجّة أحمد الرّسول

فإنّني ضمّنت هذا الشّعرا

أنباء كلّ من تولّى مصرا

من سائر القضاة والحكّام

مذ ملكتها ملّة الإسلام

من لدن ابن العاص أعني عمرا

لفتحها إلى هلمّ جرّا

لكنّني اخترت الكلام الرّاجزا

في حصرهم إذ كان لفظا موجزا

أوّل من ولي القضاء للحكم

قيس فتى عديّ بن سهم

وآل بعده لكعب عبس

ثمّ لعثمان بغير لبس

ثم ولي سليم نجل عتر

وبعده السّائب نجل عمرو

ثمّ يليه عابس المرادي

وبعده ابن النّضر في البلاد

وآل بعده لعبد الرّحمن

ثمّ إل مالك نجل خولان

١٦٣

ويونس من بعده ولي القضا

ثمّ ولي أوس بعزم منتضى

ثمّ تولّى الحكم عبد الرّحمن

ثمّ وليه بعد ذاك عمران

وبعده صار لعبد الأعلى

وابن حديج ذي الفخار الأعلى

ثمّ لعبد الله ذاك القاضي

آل ومن بعد إلى عياض

وعاد للقضا بحكم ثاني

ابن حجيرة الفتى الخولاني

ثمّ إلى عياض آل ثانيه

ثمّ لعبد الله غيروانيه

والحضرميّ ثمّ للخيار

ثمّ يزيد جاء في الآثار

وآل بعد نوبة وخبر

إلى ابن سالم بكلّ خير

هذا وفي عصر بني العبّاس

صار نعيم ثابت الأساس

وعاد غوث بعد ذاك يحكم

ثم ولي يزيد بعد فاعلموا

وعاد غوث قبل إبراهيما

والحضرميّ بعده مأموما

ثمّ لإسماعيل نجل أليسع

ثمّ تلاه الغوث خير تبع

وبعد هذا حكم المفضّل

ثمّ أبو طاهر ذاك الأفضل

ثمّ المفضّل الأمين حكما

ثمّ ابن مسروق وما إن ظلما

ثمّ وليها بعده التّجيبي

والعمريّ أيّما نجيب

وبعده البكري وابن ألبكا

ثمّ ابن عيسى وهو أزكى نسكا

والأسلميّ حاكم الشريعه

ثمّ ابن عيسى واسمه لهيعه

ثمّ لإبراهيم نجل القاري

ثمّ لإبراهيم ذي الفخار

ثمّ لعيسى آلت الأحكام

وبعده زهريها الإمام

ثمّ ولي الأحكام نجل شدّاد

وبعده الحارث خير الأجواد

وبعد ما ولي دحيم الأمصار

صار لها قاضي القضاة بكّار

هذا ونجل عبدة تولّى

ثمّ أبو زرعة لما ولّى

ثمّ ابن عبدة تولّى الحكما

وكان فيه بالمحلّ الأسمى

ثم ابن حرب وأبو الذّكر حكم

قبل الكريزيّ زمانا في الأمم

والجوهريّ ، وهو نعم القاضي

ومن به قد وقع التّراضي

وبعده أحمد وابن أحمدا

وأحمد ثانية فيها اغتدى

وصرفوه بابن زبر فقضى

من قبل إسماعيل فيا قد مضى

ثمّ ابن مسلم ونجل حمّاد

والسّرخسي والصيرفي بإسناد

وبعد عبد الله نجل زبر

ولي أبو بكر جميع الأمر

ثمّ ابن زرعة ونجل بدر

من قبل عبد الله نجل زبر

١٦٤

ثمّ ابن بدر بعد عبد الله

أمسى عليها آمرا وناهي

ثمّ أبو ذكر تولّى والحسن

وبعده الكشيّ في ذاك الزّمن

وبعد ذاك أخت وليد لم يزل

حاكمها والعدل عنه ما عدل

وبعده ولي القضا ابن الحدّاد

وبعده ابن أخت وليد قد عاد

وبعد ذاك ولد الخطيب

ولي القضا وولد الخصيب

وبعده محمد قد حكما

ثمّ أبو الطاهر فيما علما

الدولة المصرية

وبعد هذا ولد النّعمان

ونجله في ذلك الزّمان

ثمّ ابنه وصنوه الحسين

ولم يشنه في القضاء شين

وبعد ذاك مالك تولّى

ثمّ أبو العباس فيما يتلى

وقاسم ثمّ أبو الفتح ولي

وهو بغير قاسم لم يعزل

ثمّ ابن وهب جاءها في الإثر

ونالها من قبل نجل ذكري

ثمّ أعيد أحمد للحكم

ثمّ ابن وهب فاستمع لنظمي

ثم ولي الحكم ابن عبد الحاكم

ثمّ أعيد بعده للقاسم

ثمّ لعبد الحاكم الإمام

وقاسم وجّه بالأحكام

وبعده ولي القضا نجل أسد

وبعده أحمد ذو الحكم الأسدّ

ثم أعيد ابن أبي كدينه

لمّا ارتضوا سيرته ودينه

ثمّ عليّ بعده الميسّر

ثمّ الرّصافي الجميل الذّكر

وبعده ولي القضا ابن وهب

وابن أبي كدينة ذو اللّب

وبعده المليجي في المدينه

ولي القضا وابن أبي كدينه

ثمّ وليه بعده البازور

وابن أبي كدنة بغير زور

وبعده العرقي والقضاعي

ولي القضا حقّا بلا نزاع

ثمّ جلال الدولة ابن القاسم

عاد فأضحى وهو خير حاكم

وبعده نجل نباتة ولي

وولد الكحال ذو التفضّل

وبعده المليجي والمكرم

ثمّ أبو الطاهر ذو التّكرّم

وبعده ولي القضا نجل ذكا

وبعده الحسين وهو ذو الذّكا

ثمّ ابن بدر وأبو الفضل قضى

من بعده الصقليّ وأبو الفضل الرضى

وبعده ابن ظافر تولّى

وابن الحسين ذو المقام الأعلى

ثمّ أبو الفتح ويوسف ولي

وكان كلّ ذا محلّ أفضل

ثمّ وليه ولد الميسّر

أعني سناء الملك ربّ المفخر

١٦٥

ثم أبو الفخر ونجل جعفرا

ثمّ محمّد ولي بلا مرا

وبعد هذا ولي الرّعيني

ثمّ سنا الملك بغير مين

وبعده نجل عقيل لم يزل

وابن حسين صار حاكم العمل

وابن سلامة ونجل المقدسي

وكان فيها ذا محلّ أنفس

وابن مكرّم ونجل عالي

ثمّ ضياء الدين ذو الإفضال

ثمّ الأعزّ وأبو الفتح ولي

وبعده أعيد نجل كامل

وبعد ذاك في زمان الغزّ

ذوي الفخار والعلا والعزّ

وليه عبد الملك بن عيسى

قبل علي ـ أعني الفتى الرئيسا

ثمّ ابن عصرون تولّى الحكما

وعاد صدر الدين وهو الأسمى

والسكّري وأبو محمّد

قبل ابن عين الدّولة الممجّد

ثمّ تولى يوسف السّنجاري

وجاء عزّ الدين في الآثار

وبعده موهوب ـ أعني الجزريّ

والخونجي ثم العماد الحمويّ

ثمّ أعيد يوسف السّنجاري

ثمّ تلاه التّاج ذو الفخار

وولي البرهان أعني الخضرا

وعاد تاج الدّين فيما غبرا

ثمّ ولي الأحكام محيي الدّين

وابن رزين ذو الحجى الرّزين

وبعد عزله تولّاه عمر

أعني العلاميّ وبالعدل أمر

ثمّ أعيد ابن رزين فحكم

ومن بعد صدر الدّين عدلا في الأمم

ثمّ الوجيه البهنسيّ للقضا

عيّن بعد ذا التّقيّ إذ قضى

وعندما استعفى لبعد القاهره

عن مصره خصّ بها أوامره

ثمّ الشهاب رفعوا محلّه

وأشخصوه من ربى المحلّه

ولم يزل حتّى توفّاه الرّدى

وولي الشام الفتى ابن أحمدا

ثم ولي القاضي التقيّ ابن خلف

بعد الوجيه والشهاب المنصرف

وعزلوه عن قضاء القاهره

ثمّ وليه سيّد السّناجره

ثم ولي التّقي عبد الرحمن

وبان بدر الدّين لمّا أن بان

وعاد بدر الدّين للشآم

ثمّ ولي الحكم الفتى العلامي

ولم يزل حتّى توفّاه القضا

ثمّ ولي التّقي أبو الفتح القضا

وإذ أتاه نازل الحمام

عاد إليها البدر في التمام

بدر منير كامل الأوصاف

والمنهل العذب المنير الصافي

لا برحت نافذة أحكامه

وخلّدت زاهرة أيّامه

قلت : وقد ذيّلت عليه بمن جاء بعد ذلك ، فقلت :

١٦٦

وبعد ذلك قد وليه الزّرعي

ثمّ أعيد البدر لمّا أن دعي

ثمّ وليه بعده القزويني

وبعده ابن البدر عزّ الدّين

وبعده نجل عقيل قد ولي

ثمّ أعيد العزّ ذا تبجّل

وبعده ولي أبو البقاء

وبعده البرهان ذو ارتقاء

وبعده البدر هو السّبكيّ

ثمّ أتى برهاننا الزكيّ

ثمّ أعيد البدر ذو التحقّق

ثمّ وليه النّاصر ابن الميلق

ثمّ وليه صدرنا المناوي

ثمّ أعيد البدر ذو الفتاوي

ثمّ تولّاه العماد الكركي

ثمّ أعيد الصّدر ذو التمسّك

ثمّ أعيد البدر ثمّ الصّدر

ثمّ الزّبيريّ وعاد الصّدر

ثمّ وليه بعد ذاك الصالحي

ولم يكن في علمه بالراجح

ثمّ وليه ولد البلقيني

عالم عصره جلال الدّين

ثم أعيد الصالحيّ النائي

ثمّ ولي محمد الإخنائي

وبعده عاد الجلال للقضا

ثمة الإخنائيّ وهو من مضى

ثمّ الجلال بعده الباعوني

ثمّ الجلال باذل الماعون

ثمّ ولي الهرويّ فالجلالي

ثمّ العراقيّ وهو ذو الكمال

ثمّ وليه العلم البلقيني

فحافظ العصر شهاب الدّين

ثم أعيد الهروي ثم استقرّ

من بعد عزله شهاب ابن حجر

ثم أعيد شيخنا فابن حجر

ثم أعيد شيخنا فابن حجر

ثمّ وليه بعده القاياتي

ثمّ أعيد حافظ السّنات

ثم أعيد شيخنا البلقيني

ثمّ أتى السّفطي وليّ الدّين

ثم أعيد بعد ذاك ابن حجر

ثم أعيد شيخنا ثمّ استقرّ

من بعد ذاك الشرف المناوي

وشيخنا من بعد ذو الفتاوي

ثمّ أعيد بعد ذاك الشرف

ثمّ أعيد شيخنا فالشّرف

ثمّ الصلاح وهو المكيني

ثمّ ولي البدر هو البلقيني

ثمّ السّيوطي وليّ الدين ثمّ

للشيخ أعني زكريّا الحكم عمّ

ذكر قضاة الحنفية

أوّل من ولي منهم زمن الظاهر بيبرس في سنة ثلاث وستّين وستّمائة صدر الدين سليمان بن أبي العزّ.

١٦٧

وولي بعده معزّ الدين النعمان بن الحسن ، إلى أن مات في شعبان سنة اثنتين وتسعين [وستمائة](١).

وولي شمس الدين محمد السّروجيّ (٢) ، ثمّ عزل أيّام المنصور لاجين.

وولي حسام الدين الحسن بن أحمد الرازيّ ، ثمّ عزل سنة ثمان وتسعين.

وأعيد السّروجي ، ثمّ عزل في ربيع الآخر سنة عشر وسبعمائة.

وولي شمس الدين محمد بن عثمان الحريريّ ، إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين.

وولي برهان الدين إبراهيم بن عبد الحق ، وقال بعض الشعراء في ذلك :

طوبى لمصر فقد حلّ السرور بها

من بعد ما رميت دهرا بأحزان

كنانة الله قد قام الدّليل على

تفضيلها من نبي حقّ ببرهان

ثمّ عزل في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين.

وولي حسام الدين الحسن بن محمد الغوري ، ثمّ عزل في سنة اثنتين وأربعين.

وولي زين الدين عمر البسطاميّ ، ثمّ عزل في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.

وولي علاء الدين التركمانيّ إلى أن مات في المحرّم سنة خمسين.

وولي ولده جمال الدين عبد الله إلى أن مات في شعبان سنة تسع وستين.

وولي سراج الدين عمر بن إسحاق الهنديّ إلى أن مات في رجب سنة ثلاث وسبعين.

وولي صدر الدين محمد بن جمال الدين التّركمانيّ ، إلى أن مات في ذي القعدة سنة ستّ وسبعين.

وولي نجم الدين أحمد بن العماد إسماعيل بن الكشك ، طلب من دمشق في المحرّم سنة سبع وسبعين ، ثمّ عزل.

وولي صدر الدّين عليّ بن أبي العزّ الأذرعيّ ، ثمّ استعفى فأعفي.

__________________

(١) النجوم الزاهرة : ٧ / ١١٦.

(٢) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١١٦ : أحمد.

١٦٨

وولي شرف الدّين أحمد بن منصور الدمشقيّ ، ثمّ عزل نفسه في سنة ثمان وسبعين (١)

وولي جلال الدين جار الله إلى أن مات في رجب سنة اثنتين وثمانين.

وولي صدر الدّين محمد بن عليّ بن منصور إلى أن مات في ربيع الأوّل سنة ستّ وثمانين.

وولي شمس الدّين محمد بن أحمد الطرابلسيّ ، ثمّ عزل نفسه (٢) سنة اثنتين وتسعين.

وولي مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم الكنانيّ ، ثمّ عزل في شعبان سنة اثنتين وتسعين.

وولي جمال الدين محمود القيصريّ إلى أن مات في ربيع الأوّل سنة تسع وتسعين.

وأعيد الطرابلسيّ إلى أن مات في آخر السنة.

وولي جمال الدين يوسف بن موسى الملطيّ ، طلب من حلب في ربيع الآخر سنة ثمانمائة ، فأقام إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ثلاث.

وولي أمين الدين عبد الوهاب بن قاضي القضاة شمس الدين الطّرابلسيّ ، ثمّ عزل في رجب سنة خمس.

وولي كمال الدّين عمر بن العديم (٣) إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة.

وولي ابنه ناصر الدين محمد ، ثمّ عزل في رجب من السنة.

وأعيد الأمين بن الطرابلسيّ ، ثمّ عزل في المحرّم سنة اثنتي عشرة.

وأعيد ناصر الدين بن العديم ، ثمّ عزل في سنة خمس عشرة.

وولي صدر الدين علي بن الأدميّ إلى أن مات في رمضان سنة ستّ عشرة.

وأعيد ابن العديم إلى أن مات في ربيع الآخر سنة تسع عشرة.

__________________

(١) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١١٧ : سبع.

(٢) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١١٧ : عزل عنها.

(٣) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١١٨ : ابن العديم الحلبي.

١٦٩

وولي شمس الدين الدّيريّ ، طلب من القدس ، ثمّ عزل (١) في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين.

وولي زين عبد الرحمن بن علي التّفهنيّ ، ثمّ عزل في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين.

وولي بدر الدين العينيّ ، ثمّ عزل في صفر سنة ثلاث وثلاثين.

وأعيد التّفهنيّ ، ثمّ عزل في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين.

وأعيد العينيّ ، ثمّ عزل في سنة اثنتين وأربعين.

وولي سعد الدين بن الديريّ ، فأقام إلى أن عزل قبل موته بيسير في شوّال سنة ست وستين (٢).

وولي محبّ الدين بن الشّحنة ، ثمّ عزل في رجب سنة سبع وستين.

وولي بدرّ الدين بن الصوّاف الحمويّ إلى أن مات آخر العام ، وأعيد ابن الشّحنة ، ثمّ عزل في جمادى الآخرة سنة سبعين.

ولي البرهان بن الدّيريّ ، ثمّ عزل.

وأعيد ابن الشّحنة في أول سنة إحدى وسبعين ، ثمّ عزل في سنة ستّ وسبعين.

وولي شمس الدين محمد بن الحسن الأمشاطيّ ، إلى أن مات في رمضان سنة خمس وثمانين.

وولي شرف الدين موسى بن عيد ، طلب من دمشق ، فأقام دون الشّهرين ، ومات من واقع وقع عليه من الزّلزلة بالمدرسة الصالحيّة في المحرّم سنة ستّ وثمانين.

وولي شمس الدين محمد بن المغربيّ ، ثمّ عزل في رمضان سنة إحدى وتسعين.

وولي القاضي ناصر الدين الإخميميّ.

__________________

(١) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١١٩ : برغبة منه.

(٢) إلى هنا ينتهي ذكر قضاة الحنفية في النجوم الزاهرة : ٧ / ١٢٠.

١٧٠

ذكر قضاة المالكية

أوّل من ولي منهم زمن الظّاهر شرف الدين عمر بن السّبكيّ ، إلى أن مات سنة سبع وستّين وستمائة (١).

وولي بعده نفيس الدين بن شكر إلى أن مات في ثمانين وستّمائة.

وولي تقيّ الدين بن شاس ، إلى أن مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين.

وولي زين الدين بن مخلوف النّويريّ إلى أن مات في خمس وسبعمائة.

وولي نور الدّين عليّ بن عبد النّصير السخاويّ ، إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ستّ وخمسين.

وولي تقيّ الدين محمد بن أحمد بن شاس ، إلى أن مات في شوّال سنة ستّين وسبعمائة.

وولي تاج الدّين محمد بن القاضي علم الدّين محمد بن أبي بكر بن الأخنائيّ إلى أن مات في أوّل سنة ثلاث وستّين.

وولي أخوه برهان الدين إبراهيم (٢) ، إلى أن مات في رجب سنة سبع وسبعين.

وولي ابن أخيه بدر الدين عبد الوهاب بن الكمال أحمد ، ثم صرف في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين.

وولي علم الدّين سليمان بن خالد البساطيّ ، ثمّ عزل في صفر سنة تسع وسبعين.

وأعيد البدر الإخنائيّ ، ثمّ صرف في رجب من السنة.

وأعيد البساطيّ في سنة ثلاث وثمانين.

وولي جمال الدين عبد الرحمن (٣) بن محمد بن خير السكندريّ ، وقال بعضهم في ذلك

قالوا تولىّ ابن خير

فقيه ثغر الرّباط

فقلت : ذا فيض خير

من بعد خير البساط

ثمّ عزل في جمادى الآخرة سنة ستّ وثمانين.

__________________

(١) لم يذكر ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة سوى هذا القاضي. ٧ / ١٢١.

(٢) شذرات الذهب : ٦ / ٢٥٠.

(٣) شذرات الذهب : ٦ / ٣١٧.

١٧١

وولي عبد الرحمن بن خلدون ، ثمّ عزل في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين.

وأعيد ابن خير إلى أن مات سنة إحدى وتسعين.

وولي تاج الدين محمد بن يوسف الكركيّ (١) ، إلى أن مات في شوال سنة ثلاث تسعين.

وولي شهب الدين النّحريريّ ، ثمّ عزل في ذي الحجّة من السنة.

وولي ناصر الدين (٢) أحمد بن محمد التّنسي ، إلى أن مات في رمضان سنة إحدى وثمانمائة.

وولي وليّ الدين بن خلدون ، ثمّ عزل في المحرّم سنة ثلاث.

وولي نور الدّين علي بن الخلّال (٣) إلى أن مات من عامه.

وولي جمال الدّين عبد الله الأقفهسيّ ، ثمّ عزل بعد شهر.

وأعيد ابن خلدون ، ثمّ عزل في شعبان سنة أربع.

وولي جمال الدين يوسف البساطيّ ، ثمّ صرف في ذي الحجّة من السنة.

وأعيد ابن خلدون ، ثمّ صرف في ربيع الأول سنة ستّ.

وأعيد البساطيّ ، ثمّ صرف في رجب سنة سبع.

وأعيد ابن خلدون ، ثمّ صرف في ذي القعدة من عامه.

وأعيد الجمال الأقفهسيّ.

ثمّ ولي جمال الدين عبد الله بن القاضي ناصر الدين التّنسيّ في مستهلّ ربيع الأول سنة ثمان ، ثم عزل بعد يومين.

وأعيد البساطيّ ، ثم صرف في رمضان من عامه.

وأعيد ابن خلدون ، ثم لم يلبث أن مات (٤).

وأعيد جمال الدين التنسيّ ، ثمّ صرف في سادس عشر شوال.

وأعيد البساطيّ ، ثمّ صرف في شوّال سنة اثنتي عشرة.

__________________

(١) في شذرات الذهب : ٦ / ٣٣١ : الركراكي.

(٢) في شذرات الذهب : ٧ / ٥ : ناصر الدين أحمد بن محمد بن محمد بن رشيد الدين محمد بن عوض الاسكندراني المالكي.

(٣) في شذرات الذهب : ٧ / ٣٢ : ابن الجلال.

(٤) شذرات الذهب : ٧ / ٧٦.

١٧٢

وولي شمس الدين محمد بن علي المدنيّ ، ثمّ صرف في ربيع الآخر سنة ستّ عشرة.

وولي شهاب الدين الأمويّ ، ثم أعيد الجمال الأقفهسيّ (١) إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين.

وولي العلامة شمس الدين البساطيّ (٢) ، فأقام إلى أن مات في رمضان سنة اثنتين وأربعين.

وولي بدر الدين بن القاضي ناصر الدين التّنسيّ إلى أن مات في صفر سنة ثلاث وخمسين.

وولي وليّ الدين السنباطيّ ، إلى أن مات في رجب سنة إحدى وستّين.

وولي حسام الدين بن جرير إلى أن مات سنة ثلاث وسبعين.

وولي أخوه سراج الدّين ثمّ عزل ، وولي البرهان اللّقانيّ ، ثمّ عزل في جمادى سنة ستّ ثمانين.

وولي صاحبنا محيي الدين بن تقيّ.

ذكر قضاة الحنابلة

أوّل من ولي منهم زمن الظاهر شمس الدين محمد بن العماد الجمّاعيليّ ، ثمّ عزل سنة سبعين وستمائة ، ولم يل الوظيفة بعد عزله أحد (٣) حتّى توفّي سنة ست وسبعين.

وولي عزّ الدين عمر بن عبد الله بن عوض في جمادى الآخرة (٤) سنة ثمان وسبعين ، إلى أن مات في سنة ستّ وتسعين.

وولي شرف الدين عبد الغنيّ بن يحيى الحرّاني ، إلى أن مات في ربيع الأول سنة تسع وسبعمائة.

وولي الحافظ سعد الدين الحارثيّ ، ثمّ عزل في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة.

__________________

(١) شذرات الذهب : ٧ / ١٦٠.

(٢) شذرات الذهب : ٧ / ٢٤٥.

(٣) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١٢١ : أحد من الحنابلة.

(٤) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١٢١ : جمادى الأولى.

١٧٣

وولي تقيّ الدين بن قاضي القضاة عزّ الدين عمر ، ثمّ عزل.

وولي موفّق الدين عبد الله بن محمد المقدسيّ في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين ، إلى أن مات في المحرّم سنة تسع وستّين.

وولي ناصر الدين نصر الله بن أحمد العسقلانيّ ، إلى أن مات في شعبان سنة خمس وتسعين.

وولي ابنه برهان الدين إبراهيم ، إلى أن مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة.

وولي أخوه موفّق الدين أحمد بن نصر الله ، ثمّ صرف.

وولي نور الدين علي الحكريّ ، ثمّ صرف.

وأعيد موفّق الدين إلى أن مات في رمضان سنة ثلاث وثمانمائة.

وولي مجد الدين سالم ثمّ صرف في سنة ثماني عشرة (١).

وولي علاء الدين علي بن مغلي ، إلى أن مات في صفر سنة ثمان وعشرين.

وولي محبّ الدين أحمد بن نصر الله البغداديّ ، ثمّ صرف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين.

وولي عزّ الدين عبد العزيز بن علي البغداديّ ، ثمّ صرف في سنة إحدى وثلاثين (٢).

وأعيد محبّ الدين إلى أن مات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين.

وولي بدر الدّين محمد بن عبد المنعم البغداديّ ، إلى أن مات في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين.

وولي شيخنا عزّ الدين أحمد بن قاضي القضاة برهان الدين بن قاضي القضاة نصر الله إلى أن مات في سنة ستّ وسبعين (٣).

وولي تلميذه البدر السعديّ.

__________________

(١) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١٢٢ : في حدود سنة ست عشرة وثمانمائة.

(٢) في النجوم الزاهرة : ٧ / ١٢٢ : سنة ثلاثين.

(٣) هنا توقف ابن تغري بردي عن ذكر بقية القضاة الحنابلة في كتابه النجوم الزاهرة.

١٧٤

ذكر وزراء مصر

اعلم أنّ الوزارة وظيفة قديمة كانت للملوك من قبل الإسلام ؛ بل من قبل الطوفان ، وكانت للأنبياء ؛ فما من نبيّ إلّا وله وزير ، قال تعالى حكاية عن موسى عليه‌السلام : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [طه : ٢٩ ـ ٣٢] ، وقال تعالى مخاطبا له : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) [القصص : ٣٥].

وكان للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعة وزراء ؛ روى البزّار والطّبرانيّ في الكبير عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله أيّدني بأربعة وزراء اثنين من أهل السماء : جبريل وميكائيل ، واثنين من أهل الأرض : أبي بكر وعمر».

وقد وردت الأحاديث في وزراء الملوك ، روى أبو داود عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق ؛ إن نسي ذكّره ، وإن ذكر أعانه ، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء ؛ إنّ نسي لم يذكّره ، وإن ذكر لم يعنه».

ولم تكن الوزارة في صدر الإسلام إلا للخلفاء دون أمراء البلاد ، فكان وزير أبي بكر الصديق عمر بن الخطاب ، ووزير عمر ووزير عثمان مروان بن الحكم ؛ ذكره ابن كثير في تاريخه.

ووزير عبد الملك روح بن زنباع ، ووزير سليمان بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز.

قال ابن كثير : وكان رجاء بن حيوة وزير صدق لخلفاء بني أميّة. ووزير هشام بن عبد الملك فمن بعده عبد الحميد بن يحيى ؛ غير أنّه لم يكن أحد في عهدهم يلقّب بالوزير ، ولا يخاطب بوصف الوزارة.

وأوّل من لقّب الوزير في الإسلام أبو سلمة حفص بن سليمان الخلّال وزير الخليفة السّفّاح ، أوّل خلفاء بني العباس (١).

وقال ابن فضل الله في المسالك : لم تكن للوزارة رتبة تعرف مدة بني أميّة وصدرا من دولة السّفّاح ، بل كان كلّ من أعان الخلفاء على أمرهم ، يقال له : فلان وزير فلان ؛

__________________

(١) الكامل لابن الأثير : ٤ / ٣٣٦ ، مروج الذهب ؛ ٣ / ٢٧٠.

١٧٥

بمعنى أنّه مؤازر له ، لا أنّه متولّي رتبة خاصّة يجري لها قوانين ، وتنتظم بها دواوين.

وأوّل من فخّم قواعد الملك في هذه الأمّة ، وعظّم عوائد السلطان عبد الملك بن مروان ؛ إذ لم يستتبّ الأمر لأحد بعد عثمان بن عفّان كما استتبّ له ، وكان منه إلى معاوية خبط عشواء ، وأمّا معاوية فعمرو بن العاص ، وإن كان له وزرا ورداء ، فإنّه أجلّ قدرا وأعظم أمرا من أنّه يجري معه مجرى الوزراء ، إذ كان لا يزال كالممتنّ عليه لانحيازه إلى جمعه مع ما يكنّه له في شرفه ... وسابقته في الإسلام.

وأوّل من دعي بالوزير في دولة السّفاح أبو سلمة حفص سليمان الخلّال ؛ وكان يقال له وزير آل محمد ؛ ثمّ إنّ أبا مسلم الخراسانيّ (١) بعث إليه من قتله ، وفيه قيل هذا البيت :

إنّ الوزير وزير آل محمّد

أودى فمن يشناك كان (٢) وزيرا

ووزر للسفاح بعده أبو الجهم بن عطيّة ، وخالد بن برمك ، وسليمان بن مخلد ، والربيع بن يونس.

ووزر للمنصور أبو أيّوب الموريانيّ وعبد الجبار بن عبد الرحمن والربيع بن يونس ، وخالد بن برمك ، وسليمان بن مخلد ، وعبد الحميد.

ووزر للمهديّ معاوية بن عبد الله الطبريّ ، ويعقوب بن داود بن طهمان ، والفيض بن صالح.

ووزر للهادي الرّبيع (٣) بن يونس ، والفضل بن الربيع ، وإبراهيم بن ذكوان.

فلمّا استخلف الرّشيد ولّى الوزارة يحيى (٤) بن خالد البرمكيّ ، وقال له : فوّضت إليك أمر الرعيّة ، وخلعت ذلك من عنقي ، وجعلته في عنقك ، فولّ من شئت ، واعزل من شئت ؛ وقال إبراهيم الموصلي في ذلك :

ألم تر أنّ الشمس كانت سقيمة

فلمّا ولي هارون أشرف نورها

تبسّمت الدّنيا جمالا بملكه (٥)

فهارون واليها ويحيى وزيرها

ومن هذا الوقت عظم أمر الوزارة ، ولم تكن قبل ذلك بهذه المثابة ؛ وهي عن الخلافة في معنى السلطنة عن الخلافة الآن ؛ وكانت البرامكة كلّهم في معنى الوزراء ،

__________________

(١) الكامل لابن الأثير : ٤ / ٣٣٦.

(٢) في الكامل لابن الأثير : ٤ / ٣٣٦ : صار.

(٣) مروج الذهب : ٣ / ٣٢٦.

(٤) مروج الذهب : ٣ / ٣٣٧.

(٥) في مروج الذهب : ٣ / ٣٣٧ : بيمن أمين الله هارون ذو الندى ....

١٧٦

للرشيد خالد بن برمك وأولاده يحيى والفضل وجعفر ؛ حتّى قال سلم الخاسر :

إذا ما البرمكي غدا ابن عشر

فهمته أمير أو وزير

ثمّ لما قتل (١) الرشيد البرامكة ، استوزر الفضل بن الربيع بن يونس ، وفي ذلك يقول أبو نواس :

ما رعى الدّهر آل برمك لمّا

أن رمى ملكهم بأمر فظيع

إنّ دهرا لم يرع عهدا ليحيى

غير راع ذمام آل الربيع

ووزر للأمين الفضل أيضا.

ووزر للمأمون الفضل (٢) بن سهل ذو الرئاستين ، وأخوه الحسن بن سهل ، وأحمد ابن أبي خالد (٣) ، وعمرو بن مسعدة.

ووزر للمعتصم الفضل بن مروان ، وأحمد بن عمّار ، ومحمد (٤) بن عبد الملك الزيات.

ووزر للواثق محمّد بن عبد الملك الزيات.

ووزر للمتوكل محمد بن عبد الملك أيضا ، والفتح بن خاقان (٥) ، ومحمد بن الفضل الخراساني (٦) ، وعبيد الله (٧) بن يحيى بن خاقان.

ووزر للمنتصر أحمد (٨) بن الخصيب.

ووزر للمستعين (٩) ابن الخصيب ، وسعيد بن حميد.

ووزر للمعتزّ جعفر الإسكاف وعيسى بن فرّوخ شاه وأحمد بن إسرائيل.

ووزر للمهتدي [عيسى بن فرخانشاه](١٠).

ووزر للمعتد عبيد الله بن يحيى بن خاقان والحسن بن مخلد وسليمان بن وهب وابنه عبيد الله بن سليمان وإسماعيل بن بلبل (١١).

__________________

(١) انظر مروج الذهب : ٣ / ٣٨٤ ، ٣٦٨.

(٢) مروج الذهب : ٣ / ٤١٧.

(٣) في مروج الذهب : ٣ / ٤١٧ : أحمد بن خالد الأحول.

(٤) مروج الذهب : ٣ / ٤٥٩.

(٥) مروج الذهب : ٤ / ٤.

(٦) في مروج الذهب : ٤ / ٦ : الجرجرائي.

(٧) مروج الذهب : ٤ / ٦.

(٨) مروج الذهب : ٤ / ٤٨.

(٩) في مروج الذهب : ٤ / ٦٠ : أبو موسى أوتاقش وأحمد بن صالح بن شيرزاد.

(١٠) مروج الذهب : ٤ / ٩٦.

(١١) في مروج الذهب : ٤ / ١١١ : وصاعد بن مخلد.

١٧٧

قال محمّد بن عبد الملك الهمدانيّ في كتاب عنوان السّير : وزر للمعتضد أبو القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب ، ثمّ ابنه أبو الحسين القاسم ، وهو أوّل وزير لقّب في الدولة ، فإنّ المعتضد لقّبه وليّ الدولة ، توفّي في زمن المكتفي ، فوزر له أبو أحمد العباس بن الحسن بن أحمد بن أيوب ، وهو أول وزير منع أصحاب الدواوين من الوصول إلى الخليفة.

ووزر للمقتدر أبو الحسن عليّ بن محمد بن الفرات ثلاث مرات ، وأبو عليّ محمد بن الوزير أبي الحسن عبيد الله بن خاقان ، وأبو الحسن عليّ بن عيسى بن داود ابن الجراح (١) مرّتين. قال الصوليّ : ولا أعلم أنّه وزر لبني العباس وزير يشبهه في زهده وعفّته وتعبّده ، كان يصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وكان يسمّى الوزير الصالح.

وقال الذهبيّ في العبر : كان في الوزراء كعمر بن عبد العزيز في الخلفاء ، وأبو محمد حامد بن العباس ، وكان له أربعمائة مملوك يحملون السلاح ، ولكلّ منهم عدّة مماليك ، وكان يخدمه على بابه ألف وسبعمائة راجل وعشرون حاجبا ، يجري مجرى الأمراء.

وأبو العباس أحمد بن عبيد الله بن الوزير أبي العباس بن الخصيب ، وأبو علي محمد بن أبي العباس بن مقلة صاحب الخطّ المنسوب ، ولمّ خلع عليه بالوزارة قال نفطويه النحويّ :

إذا أبصرت في خلع وزيرا

فقل أبشر بقاصمة الظّهور

بأيا طوال في بلاء

وأيّام قصار في سرور

وأبو عليّ الحسين بن الوزير أبي الحسين القاسم بن الوزير عبيد الله ، ولقّب عميد الدولة ، وأبو القاسم سليمان بن الوزير ، وأبو محمد الحسن بن مخلد بن الجرّاح وأبو الفتح الفضل (٢) بن جعفر بن محمد بن الفرات المعروف بابن حنزابة ، هؤلاء وزراء المقتدر.

ووزر للقاهر أبو عليّ بن مقلة ، وأبو العباس بن الخصيب ، وأبو جعفر محمد بن الوزير القاسم بن الوزير عبيد الله (٣).

__________________

(١) في مروج الذهب : ٤ / ٢٠٧ : وحامد بن العباس.

(٢) في مروج الذهب : ٤ / ٢١٣ : علي بن محمد ابن موسى بن الفرات ومحمد بن علي بن مقلة ، وعبيد الله بن محمد الكلواذي.

(٣) مروج الذهب : ٤ / ٢٢١.

١٧٨

ووزر للرّاضي أبو عليّ بن مقلة وابنه عليّ أبو الحسين شريكا مع أبيه ؛ فكانت الكتب يكتب عليها : «من أبي عليّ وعليّ بن أبي عليّ». ولم يل الوزارة أصغر سنّا من عليّ هذا ، فإنه ولي وسنّه ثماني عشرة سنة. وأبو الفتح الفضل بن الفرات ، وأبو عليّ عبد الرحمن بن عليّ بن عيسى بن داود بن الجراح ، وأبو القاسم سليمان بن الجراح ، وأبو جعفر محمد بن القاسم الكرخيّ وأبو عبد الله (١) محمد بن أحمد بن يعقوب البريديّ. وفي أيّام الراضي تغلّب محمد بن رائق ، وولي إمارة الأمراء ، وصارت الكتب تؤرّخ عن ابن رائق ، وتقدّم على الوزير ، فسقط حكم الوزارة من ذلك الوقت.

ووزر للمقتفي (٢) عليّ بن مقلة ، وأبو القاسم سليمان بن الجرّاح ، وأبو جعفر الكرخيّ وأبو عبد الله البريديّ ، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن ميمون الأفطس ، وأبو إسحاق محمد بن أحمد القراريطيّ الإسكافيّ وأبو العباس أحمد بن عبد الله الأصفهانيّ.

ووزر للمستكفي أبو الفرج محمد بن علي السريريّ. قال الهمدانيّ : وصادره توزون على ثلاثين ألف دينار. وانتقلت الوزارة من كتّاب الخلفاء إلى كتّاب الديلم ، فلم يخاطب بوزير غيرهم ، وكتب أبو أحمد الفضل بن عبد الرحمن الشيرازيّ للمستكفي ، وكتب أبو نصر إبراهيم بن الوزير أبي الحسن عليّ بن علي بن عيسى للمطيع ، وكتب أبو الحسن عليّ بن جعفر الأصبهاني للطّائع ، وبعده أبو القاسم عيسى بن الوزير أبي الحسن عليّ بن عيسى ، وبعده أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان ، وخوطب برئيس الرؤساء.

وكتب أيضا للقادر ، وبعده ابنه أبو الفضل ، وبعده أبو طالب محمد بن أيّوب ولقّب عميد الرؤساء.

وكتب أيضا للقائم وبعده رئيس الرؤساء أبو القاسم عليّ بن أبي الفرج الحسن بن مسلمة ، وخوطب وزير أمير المؤمنين ؛ وهو الذي استدعى الغزّاليّ إلى بغداد ، وأزال دولة بني بويه.

ووزر بعده للقائم أبو الفتح منصور بن أحمد بن ذاوست الشيرازيّ ، وهو أوّل من خوطب بالوزير لدار الخلافة في الدولة السّلجوقية ، ووزر بعده فخر الدولة (٣) أبو نصر محمد بن محمد بن جهير الموصليّ.

__________________

(١) في مروج الذهب : ٤ / ٢٣١ : أبو عبد الرحمن بن محمد البريدي.

(٢) المتقي لله. مروج الذهب : ٤ / ٢٤٧.

(٣) شذرات الذهب : ٣ / ٣٦٩.

١٧٩

ووزر أيضا للمقتدي ، وبعده ولده عميد الدولة شرف الدين أبو منصور محمد ، وعزل بالوزير أبي شجاع ظهير الدين محمد بن الحسين ، ثمّ عزل وأعيد عميد الدولة. وقال شجاع حين عزل :

تولّاها وليس له عدوّ

وفارقها وليس له صديق

ووزر للمستظهر عميد الدولة ، وسديد الملك أبو المعالي الفضل بن عبد الرزاق الأصبهانيّ ، وأخو عميد الدولة زعيم الرؤساء أبو القاسم عليّ بن محمد بن جهير ، وأبو المعالي هبة الله بن محمد بن عليّ بن المطّلب ، ونظام الدين أبو منصور الحسين بن أبي شجاع.

ووزر للمسترشد ابنه عضد الدولة أبو شجاع ، وسنّه تسع عشرة سنة وستة أشهر ، ولم يل الوزارة أصغر منه ، وأبو نصر أحمد بن نظام الملك ، وعميد الدولة جلال الدين أبو عليّ الحسن بن صدقة ، وشرف الدين صدر الإسلام أنو شروان بن خالد القلسانيّ ؛ وهو الذي كلّف الحريري تصنيف المقامات ، وشرف الدين يمين الدلة أبو القاسم عليّ ابن طراد الزينبيّ (١) العباسي ؛ قال الهمدانيّ : ولم يل الوزارة عباسيّ سواه ، ولقّب معزّ الإسلام عضد الإمام صدر الشرق والغرب وكذا قال ابن كثير : لا يعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره.

وأمّا الراشد فلم يرتّب له وزير مراقبة للعسكريّ ، وكان المتولّي لأمره ناصح الدولة بهاء الدين أبو عبد الله الحسين بن جهير أستاذ الدار إذا ذاك ، وجلس للمظالم في بيت التوبة جلوس الوزراء ، ووزر له بالمعسكر جلال الدين بن أنوشروان ، وما تمّت وزارته ، ووزر له جلال الدين أبو الراضي بن صدقة.

ووزر للمقتفي شرف الدين الزينبيّ ، ونظام الدين أبو نصر المظفّر (٢) بن الزعيم عليّ بن جهير ، وعون الدين أبو المظفر يحيى (٣) بن هبيرة ، وهو مصنّف كتاب الإفصاح ، وكان من خيار الوزراء وعلمائهم ، وكان يبالغ في إقامة الدولة العباسيّة وحسم مادة الملوك السلجوقية عنهم بكلّ ممكن ، حتّى استقرّت الخلافة بالعراق كلّه ، ليس للملوك معهم حكم بالكليّة ، ولله الحمد.

ووزر للمستنجد ابن هبيرة المذكور إلى أن مات سنة ستّين وخمسمائة ، فوزر بعده شرف الدّين أبو جعفر ابن البلديّ ، ولقّب جلال الدين معزّ الدولة.

__________________

(١) شذرات الذهب : ٤ / ١١٧.

(٢) شذرات الذهب : ٤ / ١٥٤.

(٣) شذرات الذهب : ٤ / ١٩١.

١٨٠