رسالة في حديث الاقتداء بالشيخين

السيّد علي الحسيني الميلاني

رسالة في حديث الاقتداء بالشيخين

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦

« فهذا ملصق بمالك ، وقال أبو بكر النقاش : وهو واهٍ ... » (١).

نقد السند :

لقد علم من كلمات الذهبي وابن حجر وغيرهما : أن حديث عبدالله بن عمر هذا باطل بجميع طرقه ... وبذلك نكتفي عن إيراد نصوص كلمات سائر علماء الرجال في رجاله روماً للاختصار.

فالعجب من الحافظ ابن عساكر (٢) وأمثاله الذين ملأوا كتبهم وسوّدوا صحائفهم بهذه المناكير وأشباهها!!

حديث جدة عبدالله بن أبي الهذيل

رواه ابن حزم حيث قال :

« ... كما حدثنا أحمد عن محمد بن الجسور ثنا أحمد بن الفضل الدينوري ، ثنا محمد بن جرير ، ثنا عبدالرحمن بن الأسود الطفاوي ، ثنا محمد بن كثير الملاّئي ، ثنا المفضل الضبّي ، عن ضرار بن مرة ، عن عبدالله بن أبي الهذيل ، عن جدّته ، عن النبي صلى الله عليه [واله] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسكوا بعهد ابن اُم عبد ».

نقد السند :

ونقتصر ـ في الكلام على الحديث بهذا السند ـ على ما ذكره الحافظ ابن حزم نفسه قبل ذلك ، وهذا نصه :

« وأما الرواية : اقتدوا ... فحديث لا يصح ، لأنه مروي عن مولى لربعي مجهول ،

__________________

(١) ميزان الاعتدال ١ / ١٤٢ ، لسان الميزان ١ / ٢٧٣

(٢) تاريخ دمشق ٩ / ٦٤٥.

٢١

وعن المفضل الضبي وليس بحجّة ، كما حدثنا أحمد بن محمد بن الجسور .. »

* * *

٢٢

(٢)

كلمات الأئمة وكبار العلماء

حول سند حديث الاقتداء

قد عرفت سقوط أسانيد هذا الحديث فيما عرف بالصحيح من الكتب فضلاً عن غيره ... وفي هذا الفصل نذكر نصوص عبارات أئمتهم في الطّعن فيه إمّا على الإطلاق بكلمة : « موضوع » و « باطل » و « لم يصحّ » و « منكر » وإمّا على بعض الوجوه التي وقفنا على كلماتهم فيها ... فنقول :

(١)

أبو حاتم الرازي

لقد طعن الإمام أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي في هذا الحديث ... فقد ذكر العلاّمة المناوي بشرحه : « ... وأعلّه أبو حاتم ، وقال البزار كابن حزم : لا يصحّ ، لأن عبدالملك لم يسمعه من ربعي ، وربعي لم يسمعه من حذيفة ، لكن له شاهد .. » (١).

ترجمته :

وأبو حاتم الرازي ، المتوفى سنة ٢٧٧ هـ ، يعد من أكابر الأئمة الحفاظ المجمع على ثقتهم وجلالتهم ، بل جعلوه من أقران البخاري ومسلم ....

قال السمعاني : « إمام عصره والمرجوع إليه في مشكلات الحديث ... كان من مشاهير العلماء المذكورين الموصوفين بالفضل والحفظ والرحلة ... وكان أول من كتب الحديث ... » (٢).

__________________

(١) فيض الغدير ـ شرح الجامع الصغير ٢ / ٥٦.

(٢) الأنساب ـ الحنظلي.

٢٣

وقال ابن الأثير : « هو من أقران البخاري ومسلم » (١).

وقال الذهبي : « أبو حاتم الرازي الإمام الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي ، أحد الأعلام ... » (٢).

وقال أيضاً : « الإمام الحافظ الناقد ، شيخ المحدثين ... وهو من نظراء البخاري ... » (٣).

وله ترجمة في :

تاريخ بغداد ٢ / ٧٣ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣١ ، البداية والنهاية ١١ / ٥٩ ، الوافي بالوفيات ٢ / ١٨٣ ، طبقات الحفّاظ : ٢٥٥.

(٢)

أبو عيسى الترمذي

وكذا طعن فيه أبو عيسى الترمذي صاحب « الجامع الصحيح » فإنه قال ما نصّه : « حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، ثني أبي ، عن أبيه سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار وتمسكوا بعهد ابن مسعود.

هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود ، لا نعرفه إلآ من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل. ويحيى بن سلمة يضعّف في الحديث. وأبو الزعراء اسمه عبد الله بن هاني ، وأبو الزعراء الذي روى عنه شعبة والثوري وابن عيينة اسمه عمرو بن عمرو ، وهو ابن أخي أبي الأحوص صاحب ابن مسعود » (٤).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ٦ / ٦٧.

(٢) تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٦٧.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤٧.

(٤) صحيح الترمذي ٥ / ٦٧٢.

٢٤

ترجمته :

والترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى ، المتوفى سنة ٢٧٩ هـ ، صاحب أحد الصحاح الستة ... غنّي عن الترجمة والتعريف ، إذ لا كلام بينهم في جلالته وعظمته واعتبار كتابه ، وهذه أسماء بعض مواضع ترجمته :

وفيات الأعيان ٤ / ٢٧٨ ، تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٢٣ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٧٠ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٨٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٦٦ ، الوافي بالوفيات ٤ / ٢٩٤ ، طبقات الحفّاظ : ٢٧٨.

(٣)

أبو بكر البزار

وأبطله الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن عبد الخالق البزار صاحب « المسند » المتوفى سنة ٢٩٢ هـ ، كما عرفت من كلام العلاّمة المناوي الآنف الذكر.

ترجمته :

قال الذهبي : « الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري ، صاحب المسند الكبير والمعلّل ... » (١).

ووصفه الذهبي أيضاً بـ « الشيخ الإمام الحافظ الكبير ... » (٢).

وهكذا وصف واُثني عليه في المصادر التاريخية والرجالية ... فراجع : تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٤ ، النجوم الزاهرة ٣ / ١٥٧ ، المنتظم ٦ / ٥٠ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٣ الوافي بالوفيات ٧ / ٢٦٨ ، طبقات الحفاظ : ٢٨٥ ، تاريخ أصفهان ١ / ١٠٤ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٠٩.

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٢ / ٢٢٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٥٤.

٢٥

(٤)

أبو جعفر العقيلي

وقال الحافظ الكبير أبو جعفر العقيلي ، المتوفى سنة ٣٢٢ هـ ، في كتابه في الضعفاء : « محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم العمري عن مالك. ولا يصحّ حديثه ولا يعرف بنقل الحديث حدثناه أحمد بن الخليل الخريبي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحلبي ، حدثني محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم بن عبدالله بن عبيدالله بن إبراهيم بن عمر بن الخطاب ، قال : أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم : اقتدوا بالأميرين من بعدي أبي بكر وعمر.

حديث منكر لا أصل له من حديث مالك » (١).

وقد أورد الحافظان الذهبي وابن حجر طعن العقيلي هذا واعتمدا عليه كما ستعرف.

وأيضاً : ترجم العقيلي « يحيى بن سلمة بن كهيل » في « الضعفاء » وأورد الحديث عنه عن ابن مسعود بنفس السند الذي في « صحيح الترمذي » وقد تقدّم نصّ عبارته في الفصل الأول.

ترجمته :

وقد أثنى على العقيلي كل من ترجم له ... قال الذهبي : « الحافظ الإمام أبو جعفر ... قال مسلمة بن القاسم : كان العقيلي جليل القدر ، عظيم الخطر ، ما رأيت مثله ... وقال الحافظ أبو الحسن ابن سهل القطّان : أبو جعفر ثقة جليل القدر ، عالم بالحديث ، مقدّم في الحفظ ، توفى سنة ٣٢٢ » (٢).

وانظر : سير أعلام النبلاء ١ / ٢٣٦ ، الوافي بالوفيات ٤ / ٢٩١ ، طبقات

__________________

(١) الضعفاء الكبير ٤ / ٩٥.

(٢) تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣٣.

٢٦

الحفّاظ : ٣٤٦ ، وغيرها.

(٥)

أبو بكر النقّاش

وطعن فيه الحافظ الكبير أبو بكر النقّاش ـ المتوفى سنة ٣٥٤ هـ ـ فقد قال الحافظ الذهبي بعد أن رواه بترجمة أحمد بن محمد بن غالب الباهلي : « وقال أبو بكر النقاش : وهو واهٍ » (١).

ترجمته :

ترجم له الحافظ الذهبي في « سير أعلام النبلاء » ووصف بـ « العلامة المفسّر شيخ القرّاء »(٢). وهكذا ترجم له ووصفه بجلائل الأوصاف غيره من الأعلام ... فراجع :

تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٠٨ ، تاريخ بغداد ٢ / ٢٠١ ، المنتظم ٧ / ١٤ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٩٨ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٣٤٥ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٤٧ ، طبقات الحفاظ : ٣٧١.

(٦)

ابن عديّ

وأورد الحافظ أبو أحمد ابن عدي ، المتوفى سنة ٣٦٥ هـ ، عن أنس بن مالك بترجمة حماد بن دليل في « الضعفاء » وعنه السيوطي في الجامع الصغير ، ونصّ هناك على أن « هذا الحديث قد روى له حمّاد بن دليل إسنادين ، ولا يروي هذين الإسنادين غير حمّاد بن دليل ».

وقد تقدّم ذكر عبارته كاملة ، حيث عرفت ما في الإسنادين المذكورين عند ابن

__________________

(١) ميزان الاعتدال ١ / ١٤٢.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٧٣.

٢٧

عديّ وغيره من الأئمة في الفصل الأول.

ترجمه :

والحافظ ابن عديّ من أعاظم أئمّة الجرح والتعديل لدى القوم ...

قال السمعاني بترجمته : « كان حافظ عصره ، رحل إلى الاسكندرية وسمرقند ، ودخل البلاد وأدرك الشيوخ. كان حافظاً متقناً لم يكن في زمانه مثله.

قال حمزة بن يوسف السهمي : سألت الدارقطني أن يصنّف كتاباً في ضعفاء المحدّثين ، قال : أليس عندك كتاب ابن عديّ؟ فقلت : نعم ، فقال : فيه كفاية لا يزاد عليه » (١).

وانظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١٦١ ، شذرات الذهب ٣ / ٥١ ، مرآة الجنات ٢ / ٣٨١ ، وغيرها.

(٧)

أبو الحسن الدارقطنى

وقال الحافظ الشهير أبو الحسن الدار قطني ـ المتوفى سنة ٣٨٥ هـ ـ بعد أن أخرج الحديث بسنده عن العمري : « لا يثبت ، والعمري هذا ضعيف » (٢).

ترجمته :

وكتب الرجال والتاريخ مشحونة بالثناء على الدارقطني ...

قال الذهبي : « الدارقطني ـ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي الحافظ المشهور ، صاحب التصانيف .... ذكره الحاكم فقال : صار أوحد عصره في الحفظ

__________________

(١) الأ نساب ـ الجرجاني.

(٢) اُنظر : لسان الميزان ٥ / ٢٣٧.

٢٨

والفهم والورع ، وإماماً في القرّاء والنحاة ، صادفته فوق ما وصف لي ، وله مصنفات يطول ذكرها. وقال الخطيب : كان فريد عصره ، وفزيع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته .... وقال القاضي أبو الطيب الطبري : الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث!! » (١).

وقال ابن كثير : « .... الحافظ الكبير ، اُستاذ هذه الصناعة وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا ...كان فريد عصره ونسيج وحده وإمام دهره .... وله كتابه المشهور .... وقال ابن الجوزي : قد اجتمع له معرفة الحديث والعلم بالقراءات والنحو والفقه والشعر ، مع الإمامة والعدالة وصحّة العقيدة » (٢).

وراجع : وفيات الأعيان ٢ / ٤٥٩ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٢ ، طبقات الشافعية ٣ / ٤٦٢ ، طبقات القراء ١ / ٥٥٨ ، وغيرها.

(٨)

ابن حزم الأندلسي

وقد نصّ الحافظ ابن حزم الأندلسي ، المتوفى سنة ٤٧٥ هـ ، على بطلان هذا الحديث وعدم جواز الاحتجاج به ... فإنه قال في رأي الشيخين ما نصّه : « أمّا الرواية : اقتدوا باللذين من بعدي. فحديث لا يصح. لأنّه مروي عن مولى لربعيّ مجهول ، وعن المفضّل الضبّي وليس بحجّة.

كما حدّثنا أحمد بن محمد بن الجسور ، نا محمد بن كثير الملاّئي ، نا المفضل الضبّي ، عن ضرار بن مرة ، عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي ، عن جدته ، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم ، قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسكوا بعهد ابن اُم عبد.

وكما حّدثناه أحمد بن قاسم ، قال : نا أبي قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ ، قال : حدّثني قاسم بن أصبغ ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا محمد بن

__________________

(١) العبر ٣ / ٢٨.

(٢) البداية والنهاية ١١ / ٣١٧.

٢٩

كثير ، أنا سفيان الثوري ، عن عبد الملك بن عمير ، عن مولى لربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ....

وأخذناه أيضاً عن بعض أصحابنا ، عن القاضي أبي الوليد ابن الفرضي ، عن ابن الدخيل ، عن العقيلي ، نا محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن فضيل ، نا وكيع ، نا سالم المرادي ، عن عمرو بن هرم ، عن ربعي بن حراش وأبي عبدالله ـ رجل من أصحاب حذيفة ـ عن حذيفة.

قال أبو محمد : سالم ضعيف. وقد سمى بعضهم المولى فقال : هلال مولى ربعيّ ، وهو مجهول لا يعرف من هو أصلاً. ولو صحّ لكان عليهم لا لهم ، لأنهم ـ نعني أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي ـ أترك الناس لأبي بكر وعمر. وقد بيّنا أن أصحاب مالك خالفوا أبا بكر مّما رووا في الموطّأ خاصة في خمسة مواضع ، وخالفوا عمر في نحو ثلاثين قضية مّما رووا في الموطّأ خاصة. وقد ذكرنا أيضاً أن عمر وأبا بكر اختلفا ، وأن اتّباعهم فيما اختلفا فيه متعذّر ممتنع لا يعذر عليه أحد ». وقال في الفصل :

« قال أبو محمد : ولو أننا نستجيز التدليس والأمر الذي لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحاً أو أبلسوا أسفاً ـ لاحتججنا بما روي : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

قال أبو محمد : ولكنه لم يصحّ ، ويعيدنا الله من الاحتجاج بما لا يصحّ ) (١).

ترجمته :

وأبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي ، حافظ ، فقيه ، ثقة ، له تراجم حسنة في كتبهم ، وإن كانوا ينتقدون عليه صراحته وشدته في عباراته ....

قال الحافظ ابن حجر : « الفقيه الحافظ الظاهري ، صاحب التصانيف ، كان واسع الحفظ جداً ، إلاّ أنه لثقة حافظته كان يهجم ، كالقول في التعديل والتجريح

__________________

(١) الإحكام في أصول الأحكام : المجلّد ٢ الجزء ٦ ص ٢٤٢ ـ ٢٤٣ ٠ الفصل ٤ / ٨٨

٣٠

وتبيين أسماء الرواة ، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة.

قال صاعد بن أحمد الربعي : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس كلهم لعلوم الإسلام وأشبعهم معرفة ، وله مع ذلك توسّع في علم البيان ، وحظ من البلاغة ، ومعرفة بالسير والأنساب.

قال الحميدي : كان حافظاً للحديث ، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة ، متفننا في علوم جمة ، عاملاً بعلمه ، ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ والتدّين وكرم النفس ، وكان له في الأثر باع واسع.

قال مؤرخ الأندلس أبو مروان ابن حبّان : كان ابن حزم حامل فنون من حديث وفقه ونسب وأدب ، مع المشاركة في أنواع التعاليم القديمة ، وكان لا يخلو في فنونه من غلط ، لجرأته في السؤال على كل فن » (١).

وراجع : وفيات الأعيان ٣ / ١٣ ، نفح الطيب ١ / ٣٦٤ ، العبر في خبر من غبر ٣ / ٢٣٩.

(٩)

برهان الدين العبري الفرغاني

وقد نصّ العلاّمة عبيدالله بن محمد العبري الفرغاني الحنفي ـ المتوفى سنة ٧٤٣ هـ ـ على أنه حديث موضوع لا يجوز الاستدلال به والاستناد إليه ، وهذا نص كلامه : « وقيل : إجماع الشيخين حجّة لقوله صلى الله عليه [وآله] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. فالرسول أمرنا بالاقتداء بهما ، والأمر للوجوب وحينئذ يكون مخالفتهما حراماً. ولا نعني بحجّيّة إجماعهما سوى ذلك.

الجواب : إن الحديث موضوع لما بينا في شرح الطوالع » (٢).

__________________

(١) لسان الميزان ٤ / ١٩٨.

(٢) شرح المنهاج ـ مخطوط.

٣١

ترجمته :

والعبري من كبار أئمة القوم في علم الكلام والمعقول ، وشرحه على « المنهاج » وعلى « الطوالع » للقاضي البيضاوي من أشهر كتبهم في الكلام والاصول .... وقد ترجموا له وأثنوا عليه واعترفوا بفضله.

قال الحافظ ابن حجر : « كان عارفاً بالأصلين ، وشرح مصنفات ناصر الدين البيضاوي ... ذكره الذهبي في المشتبه ـ في العبري ـ فقال : عالم كبير في وقتنا وتصانيفه سائرة. ومات في شهر رجب سنة ٧٤٣. قلت : رأيت بخطّ بعض فضلاء العجم أنه مات في غرّة ذي الحجة منها وهو أثبت ، ووصفه فقال : هو الشريف المرتضى قاضي القضاة ، كان مطاعاً عند السلاطين ، مشهوراً في الآفاق ، مشاراً إليه في جميع الفنون ، ملاذ الضعفاء ، كثير التواضع والإنصاف » (١).

وقال الأسنوي : « كان أحد الأعلام في علم الكلام والمعقولات ، ذا حظّ وافر من باقي العلوم ، وله التصانيف المشهورة » (٢).

وقال اليافعي : « الإمام العلاّمة ، قاضي القضاة ، عبيدالله بن محمد العبري الفرغاني الحنفي ، البارع العلاّمة المناظر ، يضرب بذكائه ومناظرته المثل ، كان إماماً بارعاً ، متفنناً ، تخرج به الاصحاب ، يعرف المذهبين الحنفي والشافعي. وأقرأهما وصنف فيهما. وأمّا الاصول والمعقول فتفرّد فيها بالإمامة ، وله تصانيف ... وكان استاذ الاستاذين في وقته » (٣).

* * *

__________________

(١) الدرر الكامنه في أعيان الثامنة ٢ / ٤٣٣.

(٢) طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٦.

(٣) مرآة الجنان ٤ / ٣٠٦.

٣٢

(١٠)

شمس الدين الذهبي

وأبطل الحافظ الكبير الذهبي ـ المتوفى سنة ٧٤٨ هـ ـ هذا الحديث مرّة بعد اُخرى ، واستشهد بكلمات جهابذة فنّ الحديث والرجال ... وإليك ذلك :

قال : « أحمد بن صليح ، عن ذي النون المصري ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر بحديث : اقتدوا باللذين من بعدي.

وهذا غلط ، وأحمد لا يعتمد عليه » (١).

وقال : « أحمد بن محمد بن غالب الباهلي غلام خليل ، عن إسماعيل بن أبي اُويس وشيبان وقرّة بن حبيب. وعنه : ابن كامل وابن السماك وطائفة.

وكان من كبار الزهاد ببغداد. قال ابن عديّ : سمعت أبا عبدالله النهاوندي يقول : قلت لغلام خليل : ما هذه الرقائق التي تحدّث بها؟ قال : وضعناها لنرفّق بها قلوب العامة.

وقال أبو داود : أخشى أن يكون دجّال بغداد.

وقال الدارقطني : متروك

ومن مصائبه : قال : حدّثنا محمد بن عبد الله العمري ، حدثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

فهذا ملصق بمالك. وقال أبو بكر النقاش « وهو واهٍ .... » (٢).

وقال : « محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم بن عبدالله بن عبيدالله بن عاصم ابن عمر بن الخطاب العدوي ، العمري.

ذكره العقيلي وقال : لأ يصح حديثه ، ولا يعرف بنقل الحديث ، حدّثنا أحمد بن

__________________

(١) ميزان الاعتدال فى نقد الرجال ١ / ١٠٥.

(٢) ميزان الاعتدال في نقد الرجال ١ / ١٤١.

٣٣

الخليل ، حدّثنا إبراهيم بن محمد الحلبي ، حدّتني محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم ، أنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً : اقتدوا باللذين من بعدي.

فهذا لا أصل له من حديث مالك ، بل هو معروف من حديث حذيفة بن اليمان.

وقال الدارقطني : العمري هذا يحدّت عن مالك بأباطيل.

وقال ابن منده : له مناكير » (١).

وقال : « عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود مرفوعاً : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسّكوا بعهد ابن مسعود.

قلت : سنده واهٍ جداً » (٢).

ترجمته :

والذهبي أعرف من أن يعرف ، فهو إمام المتأخرين في التواريخ والسير ، والحجّة عندهم في الجرح والتعديل .... وإليك بعض مصادر ترجمته : الدرر الكامنة ٣ / ٣٣٦ ، الوافي بالوفيات ٢ / ١٦٣ ، طبقات الشافعية ٥ / ٢١٦ ، فوات الوفيات ٢ / ٣٧٠ ، البدر الطالع ٢ / ١١٠ ، شذرات الذهب ٦ / ١٥٣ ، النجوم الزاهرة ١٠ / ١٨٣ ، طبقات القرّاء ٢ / ٧١.

(١١)

نور الدّين الهيثمي

ونص الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ المتوفى سنة ٨٠٧ هـ ـ على

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٦١٠.

(٢) تلخيص المستدرك ٣ / ٧٥.

٣٤

سقوط الحديث عن أبي الدرداء حيث قال : « وعن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلّم : إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. فإنهما حبل الله الممدود ، ومن تمسّك بهما ففد تمسّك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.

رواه الطبراني. وفيه « من لم أعرفهم » (١).

وكذا عن ابن مسعود. وقد تقدّمت عبارته.

ترجمته :

والحافظ الهيثمي من أكابر حفاظ القوم وأئمتهم.

قال الحافظ السخاوي بعد وصفه بالحفظ : « وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة والأوراد وخدمة الشيخ ...

قال شيخنا في معجمه : كان خيراً ساكناً ليّنا سليم الفطرة ، شديد ألإنكار للمنكر ، كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده ، محباً في الحديث وأهله ....

وقال البرهان الحلبي : إنه كان من محاسن القاهرة.

وقال التقي الفاسي : كان كثير الحفظ للمتون والآثار ، صالحاً خيراً.

وقال الأفقهسي : كان إماماً عالماً حافظاً زاهداً ...

والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جداً » (٢).

وراجع أيضاً : حسن المحاضرة ١ / ٣٦٢ ، طبقات الحفّاظ : ٥٤١ ، البدر الطالع ١ / ٤٤.

(١٢)

ابن حجر العسقلاني

واقتفى الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ المتوفى سنة ٨٥٢ هـ ـ أثر الحافظ

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ / ٥٣.

(٢) الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠.

٣٥

الذهبي ، فأبطل الحديث في غير موضع. فقال بترجمة أحمد بن صليح :

« أحمد بن صليح ، عن ذي النون المصري ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما بحديث : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. وهذا غلط. وأحمد لا يعتمدعليه » (١).

وقال بترجمة غلام خليل بعد كلام الذهبي : « وقال الحاكم : سمعت الشيخ أبا بكر ابن إسحاق يقول : أحمد بن محمد بن غالب مّمن لا أشك في كذبه.

وقال أبو أحمد الحاكم : أحاديثه كثيرة لا تحصى كثرة ، وهو بين الأمر في الضعف.

وقال ابو داود : قد عرض عليّ من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلّها. وروى عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة على ما ذكره لنا القاضي أحمد بن كامل ، مع زهده وورعه. ونعوذ بالله من ورع يقيم صاحبه ذلك المقام » (٢).

وأضاف إلى كلام الذهبي بترجمة محمد العمري : « وقال العقيلي بعد تخريجه : هذا حديث منكر لا أصل له. وأخرجه الدارقطني من رواية أحمد الخليلي البصري بسنده وساق بسند كذلك ثم قال : لا يثبت ، والعمري هذا ضعيف » (٣).

ترجمته :

وابن حجر العسقلاني حافظهم على الإطلاق ، وشيخ الإسلام عندهم في جميع الآفاق ، إليه المرجع في التاريخ والحديث والرجال ، وعلى كتبه المعوّل في جميع العلوم .... قال الحافظ السيوطي :

« الإمام الحافظ في زمانه ، قاضي القضاة ، انتهت إليه الرحلة والرياسة في

__________________

(١) لسان الميزان ١ / ١٨٨.

(٢) لسان الميزان ١ / ٢٧٢.

(٣) لسان الميزان ٥ / ٢٣٧.

٣٦

الحديث في الدنيا بأسرها ، لم يكن في عصره حافظ سواه. وألف كتباً كثيرة كشرح البخاري ، وتغليق التعليق ، وتهذيب التهذيب ، وتقريب التهذيب ، ولسان الميزان ، والإصابة في الصحابة ، ونكت ابن الصلاح ، ورجال الأربعة وشرحها ، والألقاب .... » (١).

وهكذا وُصف في كل كتاب توجد فيه ترجمة له .... فراجع : البدر الطالع ١ / ٨٧ ، الضوء اللامع ٢ / ٣٦ ، شذرات الذهب ٨ / ٢٧٠ ، ذيل رفع الإصر : ٨٩ ، ذيل تذكرة الحفّاظ : ٣٨٠.

(١٣)

شيخ الإسلام الهروي

وقال الشيخ أحمد بن يحيى الهروي الشافعي ـ المتوفى سنة ٩١٦ هـ ـ ما نصّه :

« من موضوعات أحمد الجرجاني :

من قال القرآن مخلوق فهو كافر. الإيمان يزيد وينقص. ليس الخبر كالمعاينة. الباذنجان شفاء من كل داء. دانق من حرام أفضل عندالله من سبعين حجة مبرورة. موضوع. اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. باطل.

إن الله يتجلّى للخلائق يوم القيامة ويتجلى لأبي بكر خاصّة. باطل » (٢).

ترجمته :

وهذا الشيخ من فقهاء الشافعية ، وكان شيخ الإسلام بمدينة هراة ، وهو حفيد السعد التفتازاني.

قال الزركلي : « أحمد بن يحيى بن محمد بن سعد الدين مسعود بن عمر

__________________

(١) حسن المحاضرة ١ / ٣٦٣.

(٢) الدّر النضيد : ٩٧.

٣٧

التفتازاني الهروي ، شيخ الإسلام ، من فقهاء الشافعية ، يكنى سيف الدين ويعرف بـ « حفيد السعد » التفتازاني. كان قاضي هراة مدة ثلاثين عاماً ، ولمّا دخل الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي كان الحفيد مّمن جلسوا لاستقباله في دار الإمارة ، ولكن الوشاة اتهموه عند الشاه بالتعصّب ، فامر بقتله مع جماعة من علماء هراة ، ولم يعرف له ذنب ، ونعت بالشهيد. له كتب منها : مجموعة سمّيت : الدّر النضيد من مجموعة الحفيد ط. في العلوم الشرعية والعربيّة ... » (١).

(١٤)

عبد الرؤوف المناوي

وطعن العلاّمة عبدالرؤوف بن تاج العارفين المناوي المصري ـ المتوفى سنة ١٠٢٩ هـ ـ في سند الحديث عن حذيفة ، وتعقبه عن ابن مسعود بكلمة الذهبي. وهذا نصّ عبارته :

« ( اقتدوا باللذين) بفتح الذال.أي الخليفتين اللذين يقومان (من بعدي : أبو بكر وعمر) أمره بمطاوعتهما يتضمن الثناء عليهما ، ليكونا أهلاً لأن يطاعا فيما يأمران به وينهيان عنه ، المؤذن بحسن سيرتهما وصدق سريرتهما ، وإيماء لكونهما الخليفتين بعده. وسبب الحث على الاقتداء بالسابقين الأولين ما فطروا عليه من الأخلاق المرضية والطبيعة القابلة للخيور السنية ، فكأنهم كانوا قبل الإسلام كأرض طيّبة في نفسها ، لكنها معطّلة عن الحرث بنحو عوسج وشجر عضاة. فلما اُزيل ذلك منها بظهور دولة الهدى أنبتت نباتاً حسناً ، فلذلك كانوا افضل الناس بعد الأنبياء ، وصار أفضل الخلق بعدهم من اتبعهم بإحسان إلى يوم الصراط والميزان.

فإن قلت : حيث أمر باتباعهما فكيف تخلف علي رضي الله عنه عن البيعة؟

قلت : كان لعذر ثم بايع. وقد ثبت عنه الانقياد لأوامرهما ونواهيهما وإقامة

__________________

(١) الأعلام ١ / ٢٧٠.

٣٨

الجمع والأعياد معهما والثناء عليهما حيّين وميّتين.

فإن قلت : هذا الحديث يعارض ما عليه أهل الاصول من أنه لم ينصّ على خلافة أحد.

قلت : مرادهم لم ينصّ نصاً صريحاً. وهذا كما يحتمل الخلافة يحتمل الاقتداء بهم في الرأي والمشورة والصلاة وغير ذلك.

(حم ت) في المناقب وحسنه (١) من حديث عبدالملك بن عمير عن ربعي (عن حذيفة) بن اليمان.

قال ابن حجر : اختلف فيه على عبد الملك. وأعلّه أبو حاتم. وقال البزار كابن حزم : لا يصح. لأن عبدالملك لم يسمعه من ربعي ، وربعي لم يسمعه من حذيفة. لكن له شاهد. وقد أحسن المصنف حيث عقبه بذكر شاهده فقال :

(اقتدوا باللذين) بفتح الذال (من بعدي من أصحاب أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار) بن ياسر ، أي سيروا بسيرته واسترشدوا بإرشاده فإنه ما عرض عليه أمران إلأ اختار أرشدهما ، كما يأتي في حديث (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) عبدالله ، أي ما يوصيكم به.

قال التوربشتي : أشبه الأشياء بما يراد من عهده أمر الخلافة ، فإنه أول من شهد بصحتها وأشارإلى استقامتها قائلاً : ألا نرضى لدنيانا من رضيه لديننا بيننا ، كما يومىء إليه المناسبة بين مطلع الخبر وتمامه.

(ت) وحسنه (عن ابن مسعود. الروياني عن حذيفة) قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم إذ قال : لا أدري ما قدر بقائي فيكم ، ثم ذكره. (عد عن أنس).

ورواه الحاكم عن ابن مسعود باللفظ المذكور قال الذهبي : وسنده واهٍ » (١).

__________________

(١) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ٢ / ٥٦.

٣٩

ترجمته :

والمناويّ علاّمة محقق كبير ، وكتابه « فيض القدير » من الكتب المفيدة وقد ترجم له وأثنى عليه العلاّمة المحبّي ووصفه بـ « الإمام الكبير الحجّة » وهذه عبارته :

« عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين ، الملقب بزين الدين ، الحدادي ثم المناوي ، القاهري ، الشافعي.

الإمام الكبير الحجّة ، الثبت القدوة ، صاحب التصانيف السائرة ، وأجل أهل عصره من غير ارتياب.

وكان إماماً فاضلاً ، زاهداً ، عابداً ، قانتاً لله خاشعاً له ، كثير النفع ، وكان متقرّباً بحسن العمل ، مثابراً على التسبيح والأذكار صابراً صادقاً ، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام.

وقد جمع من العلوم والمعارف ـ على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ـ ما لم يجتمع في أحد مّمن عاصره ..... » (١).

(١٥)

ابن درويش الحوت

وقال العلاّمة ابن درويش الحوت ـ المتوفى سنة ١٠٩٧ هـ ـ :« خبر (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر).

رواه أحمد والترمذي وحسنه. وأعلّه أبو حاتم ، وقال البزار كابن حزم : لا يصحّ. وفي رواية للترمذي وحسنّها : واهتدوا بهدي عمّار ، وتمسكوا بعهد ابن مسعود. وقال الهيثمي : سندها واهٍ » (٢).

__________________

(١) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٢ / ٤١٢ ـ ٤١٦.

(٢) أسنى المطالب : ٤٨.

٤٠