البلدان

أحمد بن أبي يعقوب اسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح [ اليعقوبي ]

البلدان

المؤلف:

أحمد بن أبي يعقوب اسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح [ اليعقوبي ]


المحقق: محمّد أمين الضنّاوي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-3419-1
الصفحات: ٢٢٤

إلحاقات

هذه الإلحاقات قد رواها الأعلام

في مؤلّفاتهم عن اليعقوبي ذكرت

في آخر كتاب البلدان المطبوع في

ليدن سنة ١٨٦١ م.

٢٠١
٢٠٢

مساجد البصرة

حكى أحمد بن أبي يعقوب صاحب كتاب المسالك والممالك أنه كان بالبصرة سبعة آلاف مسجد.

نهر الأهواز

«قال الشيخ جمال الدين محمد بن إبراهيم الوطواط (الكتبي) الوراق المتوفى سنة ٧١٨ في كتابه (مناهج الفكر ومباهج العبر) ذكر ابن أبي يعقوب أن ماءه. (نهر الأهواز (١)) يأتي من واديين أحدهما منبعث (ينبعث) من أصبهان ويجري إلى أن يمر بشاذروان تستر وعسكر مكرم وجنديسابور ، ولها عليه جسر طوله خمسمائة وثلاث وستون خطوة وتسمى (ويسمى) المسرقان (بضم الميم وبالسين المهملة والقاف) والآخر ينبعث من همذان ويجري إلى السوس يسمى الهندوان.

ثم يجريان إلى مناذر الكبرى وعندها يصب أحدهما في الآخر ويصيران نهرا واحدا يسمى دجيل الأهواز.

ثم يجري إلى الأهواز ثم يمر حتى يصب في بحر فارس عند حصن مهدي ، وهو ينقطع في الصيف ويصير موضع جريته طريقا تسلكه القوافل (ولأهل هذا السقع لسان خاص بهم يشبه الرطانة إلا أن الغالب عليهم اللغة الفارسية).

شيراز (٢)

مدينة فارس العظمى وهي مدينة جليلة عظيمة ينزلها الولاة ، ولها سعة حتى أنه

__________________

(١) الأهواز : كورة في بلاد فارس والنهر مسمّى باسمها. (معجم البلدان ج ١ / ص ٣٣٨).

(٢) شيراز : بلد مشهور عظيم معروف ، وهو قصبة بلاد فارس ، قيل : سميت بشيراز بن طهمورث ، وهي مما استجدّ عمارتها واختطاطها في الإسلام. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٣١).

٢٠٣

ليس لها منزل إلا وفيه لصاحبه بستان ، فيه جميع الثمار والرياحين والبقول وكل ما يكون في البساتين ، وشرب أهلها من عيون تجري في أنهار تأتي من جبال يسقط عليها الثلج.

نصيبين (١)

قال اليعقوبي : هي مدينة عظيمة كثيرة الأنهار والجنات والبساتين ولها نهر عظيم يقال له الهرماس عليه قناطر حجارة قديمة رومية وأهلها قوم من ربيعة من بني تغلب.

افتتحها غنم بن عياض الغنمي (عياض بن غنم الفهري) في خلافة عمر (رضي الله عنه) سنة ثماني عشرة.

وقال ابن واضح اليعقوبي : وقنسرين (٢) الثانية هي حيار بني القعقاع وعد ابن واضح في كورة حلب (٣) : مرتحوان (٤) وكورة مصرين.

المصيصة

قال ابن يعقوب : ومدينة المصيصة (٥) بناها أبو جعفر المنصور في خلافته

__________________

(١) نصيبين : هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان ، بينها وبين سنجار تسعة فراسخ. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٣٣).

(٢) قنسرّين : كان فتحها على يد أبو عبيد بن الجرّاح سنة ١٧ ه‍ ، قال أبو المنذر : سميت قنسّرين لأن ميسرة بن مسروق العبسي مرّ عليها فلما نظر إليها قال : ما هذه؟ فسمّيت له بالرومية ، فقال : والله لكأنها قنّ نسر ، فسميت قنّسرين ، وهي كورة بالشام ومنها حلب ، وكانت قنسّرين مدينة بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٥٧).

(٣) حلب : مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء صحيحة الأديم والماء ، وهي قصبة جند قنسّرين. قال الزجاجي : سمّيت حلب لأن إبراهيم ، عليه السّلام ، كان يحلب فيها غنمه في الجمعات ، ويتصدّق به فيقول الفقراء : حلب حلب ، فسمّي به. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٣٢٤).

(٤) مرتحوان : من نواحي حلب. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١١٧).

(٥) المصيصة : هي مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٦٩).

٢٠٤

وكانت قبل ذلك مسلحة (١) ، وبنى المأمون كفربيا (٢) ، فصارت نهر جيحان (٣) بينهما ، وعلى النهر جسر قديم عظيم معقود بالحجارة من ثلاث طاقات على شرف من الأرض.

عين زربة

قال ابن أبي يعقوب ومن الثغور الشامية غير هذه الثلاث مدن (أنطاكية (٤) والمصيصة وطرسوس) مدينة عين زربة (٥) وهي من نواحي المصيصة.

ملطية

قال ابن أبي يعقوب : كانت مدينة ملطية (٦) قديمة من بناء الإسكندر وهي من بلاد الروم مشهورة تتاخم الشام.

قال اليعقوبي : ملطية هي المدينة العظمى وكانت قديمة فأخربها الروم فبناها المنصور سنة تسع وثلاثين ومائة وجعل عليها سورا واحدا ونقل إليها عدة قبائل من العرب.

__________________

(١) مسلّحة : بلدة قريبة من حلب ، وثيتل إلى جنب مسلّحة. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٥١).

(٢) كفربيا : هي مدينة بإزاء المصيصة على شاطىء جيحان وهي في بلاد ابن ليون ، وكانت مدينة كبيرة ذات أسواق كثيرة ، خربت قديما وجدّد الرشيد بناءها. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٣٢).

(٣) جيحان : نهر بالمصيصة مخرجه من بلاد الروم ويمرّ حتى يصب بمدينة تعرف بكفربيا ، وعليه عند المصيصة قنطرة من حجارة رومية عجيبة قديمة عريضة. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٢٢٧).

(٤) أنطاكية : إن أول من بني أنطاكية أنطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمّها فأتمّها بعده سلوقس ، وهو الذي بنى اللاذقية ، وحلب ، والرها ، وأفامية ، وهي من أعيان البلاد وأمهاتها ، موصوفة بالنزاهة ، والحسن ، وطيب الهواء ، وعذوبة الماء ، وكثرة الفواكه ، وسعة الخير. (معجم البلدان ج ١ / ص ٣١٦).

(٥) عين زربة : ضبطها صاحب معجم البلدان «عين زربى» بالألف المقصورة ، وهو بلد بالثغر من نواحي المصيصة. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٢٠١).

(٦) ملطية : بلدة من بلاد الروم ، مشهورة مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٢٣).

٢٠٥

وقال : وهي في مستوى من الأرض يحيط بها جبال الروم وماؤها من عيون وأودية من الفرات ، وخففها المتنبي ضرورة.

رعبان ودلوك

قال ابن أبي يعقوب : ورعبان (١) ودلوك (٢) كورتان متقاربتان ، فأما دلوك فهي مدينة قديمة لها ذكر.

وكانت عامرة ولها قلعة من بناء الروم عالية مبنية بالحجارة وكانت لها قناة قد ركبت على قناطر يصعد الماء عليها إلى القلعة وحولها أبنية حسنة منقوشة في الحجر وحولها مياه كثيرة وبساتين كثيرة الفواكه.

ويقال : إن مقام داود ، عليه السّلام كان بها ، وأنه منها جهز الجيش إلى قورس (٣) ، فقتل بها أوريا بن حنان وقد خربت المدينة والقلعة وبقيت الآن قرية بها فلاحون.

كيسوم (٤)

قال ابن شداد (٥) ذكرها ابن أبي يعقوب وعدها في كتاب البلدان من العواصم.

__________________

(١) رعبان : مدينة بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة في العواصم. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٥٩).

(٢) دلوك : بليدة من نواحي حلب ، كانت فيها وقعة لأبي فراس بن حمدان مع الروم. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٢٥).

(٣) قورس : مدينة بها آثار قديمة وكورة من نواحي حلب ، وبها أوريا بن حنّان. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٦٧).

(٤) كيسوم : هي قرية مستطيلة من أعمال سميساط ، ولها عرض صالح ، وفيها سوق ، ودكاكين وافرة ، وفيها حصن كبير. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٦٥).

(٥) ابن شدّاد : هو عبد الله بن شدّاد المؤرّخ ، الرحّالة الذي طاف بلاد الشام ، وجزيرة العرب ، وصنّف رحلة أسماها «الأعلاق الخطيرة» توفي سنة ٦٨٤ م ، ويحتمل أن يكون ابن شدّاد هو يوسف بن رافع بن تميم الأسدي بهاء الدين أبا المحاسن ابن راشد المؤرّخ الذي ولّاه صلاح الدين قضاء حلب فاستمر عليه إلى أن مات سنة ٦٣٢ م ، وهو شيخ المؤرّخ ابن خلّكان ، وصاحب «النوادر السلطانية» في سيرة صلاح الدين وصاحب «تاريخ حلب».

٢٠٦

منبج

وقال ابن أبي يعقوب : منبج (١) مدينة قديمة افتتحت صلحا صالح عليها عمرو بن العاص من قبل أبي عبيدة بن الجراح وهي على الفرات الأعظم.

أذنة

قال أحمد الكاتب اليعقوبي : وأذنة بناها الرشيد وهو أيضا الذي بنى طرسوس.

باب إسكندرونة

قال أحمد الكاتب اليعقوبي : وباب إسكندرونة (٢) مدينة على ساحل البحر بالقرب من أنطاكية بناها أحمد بن أبي داود (دؤاد) الأيادي في خلافة الواثق.

تفليس

تفليس (٣) مدينة بأرمينية بينها وبين قاليقلا (٤) ثلاثون فرسخا ، ومن قاليقلا ابتداء الأنهار العظام أولها الفرات وقد تقدم ، يأخذ من قاليقلا على فرسخين ، ثم يشق مغربا إلى دبيل ، ثم إلى ورثان ، ثم يصب إلى بحر الخزر.

والثاني الكبير (الكر) يخرج من ميدنة قاليقلا ثم يشق مدينة تفليس مشرقا إلى مدينة بردعة وأرضها ثم يقرب من بحر الخزر فيلتقي مع الرس ويصيران نهرا واحدا.

__________________

(١) منبج : بلد قديم ، ذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لمّا غلب على الشام ، وسمّاها من به أي أنا أجود ، فعرّبت فقيل له : منبج ، وهي مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة ، وأرزاق واسعة في فضاء الأرض. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٣٨).

(٢) إسكندرونة : هي مدينة في شرقي أنطاكية على ساحل بحر الشام بينها وبين بغراس أربعة فراسخ ، وبينها وبين أنطاكية ثمانية فراسخ. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢١٦).

(٣) تفليس : وهو بلد بأرمينية ، وهي مدينة قديمة. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٢).

(٤) قاليقلا : مدينة بأرمينية العظمى من نواحي خلاط. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٣٩).

٢٠٧

ويقال : إن خلف الرس ثلاثمائة مدينة خراب وهي التي ذكرها الله تعالى : «وأصحاب الرس» بعث إليهم حنظلة بن صفوان فقتلوه فأهلكوا ، وقيل في أصحاب الرس غير ذلك. وأرمينية مقسومة على ثلاثة أقسام. فالقسم الأول : مدينة دبيل ، ومدينة قاليقلا ، ومدينة خلاط ، ومدينة شمشاط ، ومدينة السواد.

والجزء الثاني : مدينة بردعة ، ومدينة البيلقان ، ومدينة قيلة (قبلة) ومدينة الباب والأبواب.

والثالث : مدينة خرزان (جرزان) ومدينة تفليس ، والمدينة التي تعرف بمسجد ذي القرنين.

وافتتحت أرمينية في خلافة عثمان افتتحها سليمان (سلمان) بن ربيعة الباهلي في سنة أربع وعشرين.

أرمينية

قال أحمد بن أبي يعقوب : وأرمينية (١) على ثلاثة أقسام ، القسم الأول : يشتمل على قاليقلا ، وخلاط ، وشمشاط وما بين ذلك.

والقسم الثاني : يشتمل على خزان (جرزان) وتفليس ، ومدينة باب اللان وما بين ذلك.

والقسم الثالث : يشتمل على بردعة وهي مدينة الران وعلى البيلقان وباب الأبواب. وذكر أحمد بن واضح اليعقوبي الأصبهاني : أنه أطال المقام ببلاد أرمينية ، الخ ...

المسك

قال محمد بن أحمد بن الخليل بن سعيد التميمي المقدسي في كتابه المترجم بجيب العروس وريحان النفوس : المسك (٢) أصناف كثيرة وأجناس مختلفة وأفضلها

__________________

(١) أرمينية : صقع عظيم في الشمال ، قال أهل السير : سمّيت أرمينية بأرمينية بن لنطا بن أومر بن يافث بن نوح ، عليه السّلام ، وكان أول من نزلها وسكنها. (معجم البلدان ج ١ / ص ١٩١).

(٢) المسك : سرّة دابة كالظبي ، أجوده بسبب معدنه التبتي ، وقيل بل الصيني ، ثم الجرجيري ، ثم ـ

٢٠٨

وأرفعها التبتي ويؤتى به من موضع يقال له ذو سمت بينه وبين التبت مسيرة شهرين فيصار به إلى التبت ، ثم يحمل إلى خراسان ...

قال : وقال أحمد بن أبي يعقوب مولى بني العباس : ذكر لي جماعة من العلماء بمعدن المسك أن معادنه بأرض التبت وغيرها معروفة قد ابتني الجلابون فيها بناء يشبه المنار في طول عظم الذراع فتأتي هذه البهيمة التي من سررها يتكون المسك فتحك سررها بتلك المنار فتسقط السرر هنالك فيأتي إليه الجلابون في وقت من السنة قد عرفوه فيلتقطون ذلك مباحا لهم فإذا وردوا به إلى التبت عشر عليهم ...

قال : وأفضل المسك ما كان يرعى غزلانه حشيشا يقال له (الكدهمس) ينبت بالتبت وقشمير (١) أو بأحدهما.

ذكر ابن أبي يعقوب : أن اسم هذه الحشيشة الكندهسة ، وقال أحمد بن أبي يعقوب : أفضل المسك التبتي ثم بعد المسك السغدي وبعد السغدي المسك الصيني وأفضل الصيني ما يؤتى به من خانقوا وهي المدينة العظمى التي هي مرقاة الصين التي ترسى بها مراكب تجار المسلمين ثم يحمل في البحر إلى الزقاق ، فإذا قرب من بلد الأبلة ارتفعت رائحته فلا يمكن التجار أن يستروه من العشارين ، فإذا خرج من المركب جادت رائحته وذهبت عنه رائحة البحر.

ثم المسك الهندي وهو ما يقع إلى الديبلي (الديبل) ثم يجهز في البحر وهو دون الأول ، وبعد الهندي من المسك القنباري وهو مسك جيد إلا أنه دون التبتي في القيمة والجوهر واللون والرائحة يؤتى به من بلد يقال له قنبار من الصين وتنبت (بين الصين والتبت) وربما غالطوا به فنسبوه إلى التبتي.

قال : ويتلوه في الجودة المسك الطغرغري (الطغزغزي) وهو مسك رزين يضرب إلى السواد يؤتى به من أرض الترك الطغرغر (الطغزغز) وتجلبه التجار فيغالطون به إلا أنه ليس له جوهر ولا لون وهو بطيء السحق لا يسلم من الخشونة ويتلوه في الجودة

__________________

ـ الهندي البحري ، ومن جهة الرعي ، وأجوده من جهة لونه ورائحته الفقّاحي الأصفر ، حار يابس في الثانية ، لطيف مسقوّ ، يبخّر إذا وقع في الطبيخ. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

(١) قشمير : مدينة متوسّطة لبلاد الهند. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٠٠).

٢٠٩

المسك القصاري يؤتى به من بلدة يقال لها قصار بين الهند والصين. قال : وقد يلحق الصيني إلا أنه دونه في القيمة والجوهر والرائحة. قال : والسمك الجرجيري وهو مسك يشاكل التبتي ويشبهه وهو أصفر زعراء الرائحة ، وبعده المسك العصماري وهو أضعف أنواع المسك كلها وأدناها قيمة يخرج من النافجة التي زنتها أوقية زنة درهم من المسك ، ثم المسك الجبلي وهو ما يؤتى به من أرض السند من أرض الموليان (المولتان) وهو كثير (كبير) النوافج حسن اللون إلا أنه ضعيف الرائحة.

وقال : (الخ) ما اشتراه تجار خراسان السغدي من التبت وحملوه على الظهر إلى خراسان ثم يحمل من خراسان إلى الآفاق.

العنبر

قال محمد بن أحمد التميمي (١) حدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي يعقوب أنه قال العنبر (٢) أنواع كثيرة وأصناف مختلفة ومعادنه متباينة وهو يتفاضل بمعادنه وبجوهره فأجود أنواعه وأرفعه وأفضله وأحسنه لونا وأصفاه جوهرا وأغلاه قيمة العنبر الشحري وهو ما قذفه بحر الهند إلى ساحل الشحر من أرض اليمن ، وزعموا أنه يخرج من البحر في خلقة العنبر أو الصخرة الكبيرة. قال التميمي الخ ...

قال وحدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي يعقوب قال : تقطعه الريح وشدة الموج فترمي به إلى السواحل وهو يفور لا يدنو منه شيء لشدة حره وفورانه فإذا أقام أياما وضربه الهواء جمد فتجمعه الناس من السواحل المتصلة بمعادنه.

قال : وربما أتت السمكة العظيمة التي يقال لها أكبال (البال) فابتلعت من ذلك العنبر الطافي وهو يفور فلا يستقر في جوفها حتى تموت وتطفو ويطرحها البحر إلى الساحل فيشق جوفها ويستخرج ما فيه من العنبر وهو العنبر السمكي ويسمى أيضا المبلوع.

__________________

(١) محمد بن أحمد بن خليل بن سعيد التميمي المقدسي طبيب عالم بالنبات والأعشاب.

(٢) العنبر : عندما يموج البحر في الساحل يوجد هذا العنبر ، أجوده الأشهب القوطي السلاهطي ، ثم الأزرق ، ثم الأصفر ، حار يابس ينفع المشايخ بلطف تسخينه. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

٢١٠

قال : وربما طرح البحر القطعة العنبر فيبصرها طائر أسود شبيه بالخطاف فيأتي إليها ويرفرف بجناحيه فإذا دنا منها وسقط عليها تعلقت بمخاليبه ومنقاره فيها فيموت ويبلى ويبقى منقاره ومخاليبه في العنبر ، وهو العنبر المناقيري.

قال : وبعد العنبر الشحري العنبر الزنجي وهو الذي يؤتى به من بلاد الزنج إلى عدن وهو عنبر أبيض ، وبعده العنبر السلاهطي وهو يتفاضل ، وأجود السلاهطي الأزرق الدسم الكثير الدهن وهو الذي يستعمل في الغوالي ، وبعد السلاهطي العنبر القاقلي وهو أشهب جيد للريح (الريح) حسن المنظر خفيف وفيه يبس يسير وهو دون السلاهطي لا يصلح للغوالي ولا للتعلية (للتغلية) والتطهير إلا عن ضرورة وهو صالح للذرائر والمكلسات ويؤتى بهذا العنبر من بحر قاقلة إلى عدن ، وبعد القاقلي العنبر الهندي يؤتى به سواحل الهند الداخلة فيحمل الى البصرة وغيرها ، وبعده الزنجي يؤتى به من سواحل الزنج وهو شبيه بالهندي ويقاربه (هكذا ذكر التميمي) في ـ جيب العروس ـ فإنه يجعل الزنجي بعد الشحري وذكر الزنجي أيضا بعد الهندي.

قال : وعنبر يؤتى به من الهند يسمى الكرك بالوس وينسب إلى قوم من الهند يجلبونه يعرفون بالكرك بالوس يأتون به إلى قرب عمان يشتريه منهم أصحاب المراكب. قال : وأما العنبر فإنه دون هذه الأنواع كلها يؤتى به من بحر الأندلس فتحمله التجار إلى مصر وهو شبيه في لونه بالعنبر الشحري وقد يغالط به فيه ...

وقال أحمد بن أبي يعقوب : قال لي جماعة من أهل العلم بالعنبر إنه بجبال نابتة في قرار البحر مختلفة الألوان تقتلعه الرياح وشدة اضطراب البحر في الأشتية الشديدة فلذلك لا يكاد يخرج في الصيف.

العود (١)

قال أحمد بن أبي يعقوب : وله (للعود القماري) سن نضيج الماء. قال ابن أبي

__________________

(١) العود : هو خشب وأصول خشب يؤتى به من بلاد الصين ، ومن بلاد الهند ، وبلاد العرب ، طيّب الرائحة ، قابض فيه مرارة يسيرة ، وله قشر كأنه جلد. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

٢١١

يعقوب : وبعد العود القاقلي العود الصنفي ويجلب من بلد يقال له الصنف بناحية الصين وبينه وبين الصين جبل لا يسلك وهو أجل الأعواد وأبقاها في الثياب ، ومنهم من يفضله على القاقلي ويرى أنه أطيب وأعبق وآمن من القتار ، ومنهم أيضا من قدمه على القماري.

قال أحمد بن أبي يعقوب : ومن العود أيضا صنف يسمى القشور رطب أزرق وهو أعذب رائحة من القطعي ودونه في القيمة (وأفضل الصيني نوع منه يسمى القطعي).

قال : ومن الصيني أيضا أصناف أخر هي دون هذه الأصناف منها المنطاوي وهو المانطاي قطعه كبار ملس سود لا عقد فيها ليست روائحها محمودة تصلح للأدوية والسفوقات والجوارشنات ومنه صنف يعرف بالجلاي ، وصنف يعرف باللوافي (اللواقي) وهو اللوقيني (اللوقيني) وهي أعواد متقاربة في القيمة.

قال التميمي : ومن الناس من رتب العود الصيني عن غير ترتيب أحمد بن أبي يعقوب فقالوا الخ.

السنبل الهندي

فأما السنبل الهندي فقد قال أحمد بن أبي يعقوب : السنبل (١) أصناف وأجوده العصافير الحمر الألوان المسلل.

والمسلل هو الذي قد نقي من زغبه ومسح منه وفي عصافير مجردة ، وإذا أمسكه الإنسان بكفه ساعة ثم اشتمه كانت رائحته كرائحة التفاح أو نحوها ثم الذي يليه.

وهو نوع من العصافير أحمر كثير البياض والشمط أطيب الرائحة قريب من الأول ثم أدناه وهو دقاق من السنبل وجلال ليس مما يدخل في جيد العطر وأما أصله فهو حشيشة تنبت بأرض الهند وببلد التبت أيضا.

وقيل إنها تنبت في أودية بالهند كما ينبت الزرع ثم تجف فيأتي قوم يحصدونه

__________________

(١) السنبل الهندي : سنبل الطيّب ، وسنبل العصافير والناردين وهو السنبل الهندي. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

٢١٢

ويجمعونه. وقيل إن الأودية التي ينبت فيها هذا السنبل كثيرة الأفاعي وليس يأتيها أحد إلا وفي رجليه خف طويل غليظ منعل بالخشب أو بالحديد.

قالوا : وتلك الأفاعي ذوات قرون فيها السم القاتل الذي يقال له البيش ، ويقال إنه من قرون الأفاعي.

وقال قوم من أهل العلم : إنه نبات ينبت بتلك الأودية وهو ضربان ضرب خلنجي يضرب في لونه إلى الصفرة وهو أفضله ، وضرب آخر يضرب إلى السواد وهم يعرفون فيتوقونه ، وربما جهله بعضهم فمات من مسه سيما إن كانت يده قد عرقت أو هي رطبة.

وقد كان بعض الخلفاء يأمر بأن يوكل بالمراكب التي تأتي من بلد الهند إلى الأبلة وغيرها من الفرض من يكشف السنبل ويختبره فيخرج منه البيش فيؤخذ بكلبتين من حديد وليس يمسه أحد إلا مات لوقته فكان يجمع ذلك في وعاء وقد يلقى في البحر.

القرنفل

قال أحمد بن أبي يعقوب : القرنفل (١) كله جنس واحد وأفضله وأجوده الزهر اليابس الجاف الذكي الحريف الطعم الحلو الرائحة ومنه الزهر ومنه الثمر ، والزهر منه هو ما صغر وكان مشاكلا لعيدان فروع الخريق الأسود في المنظر ، والثمر منه ما غلظ وشاكل نوى التمر أو عجم الزيتون. وقيل هو ثمر شجر عظام تشبه شجر السدر ، وقال آخرون (إلخ).

قال : ويجلب من بلاد سفالة الهند وأقاصيها ، وله بالمواضع التي هو بها روائح ذكية ساطعة الطيب جدا حتى أنهم يسمون أماكن القرنفل ريح الجنة لذكاء رائحته (الخ).

الغوالي

وذكر محمد بن أحمد التميمي في كتابه المترجم (بجيب العروس) في باب

__________________

(١) القرنفل : نبات في حدّ الصين ، والقرنفل تمرة ذلك النبات ، وهو يشبه الياسمين ، لكنه أسود ، أجوده الشبيه بالنوى الجاف العذب الزكي الرائحة ، طيّب النكهة ، يحدّ البصر ، وينفع الغشاوة أكلا وكحلا. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

٢١٣

الغوالي كثيرا منها نذكر من ذلك ما كان يعمل للخلفاء والملوك والأكابر ، فمن ذلك غالية من غوالي الخلفاء (عن أحمد أبي يعقوب) يؤخذ من المسك التبتي النادر مائة مثقال يسحق الخ ... وهذه الغاية المتساوى فيها العنبر والمسك كانت تعمل لحميد الطوسي وكانت تعجب المأمون جدا وكانت هذه الغالية تعمل لأم جعفر ...

وكانوا يصنعون هذه الغالية لمحمد بن سليمان ... وكانوا أيضا يصنعون لأم جعفر غالية العنبر الخ.

صفة رامك وسك آخر

ذكر التميمي عن أحمد بن أبي يعقوب أنه عمله وأنه أجود ما يكون من السك (١).

قال ابن أبي يعقوب : صفة عمل الرامك (٢) أن يؤخذ من العفص البالغ الجيد إلخ.

البان (٣)

وأما كيفيته (دهن البان) بالأفاوية حتى يصير بانا مرتفعا فمنه كوفي ومنه مديني.

__________________

(١) السك : الأصلي هو الصيني المتّخذ من الأملج ، والآن لمّا عزّ ذلك ، فقد يتّخذونه من العفص والبلح على نحو عمل الرامك. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

(٢) الرامك : بارد يابس ، قابض لطيف عاقل يمنع انصباب المواد ، ويسكّن الحرارة ، يقوّي المعدة إذا سقي مع ماء الآس ، يعقل البطن. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

(٣) البان : حبّه أكبر من الحمّص إلى البياض ما هو ، وله لبّ ليّن دهني ، حار يابس في الثانية ، منقّ خصوصا لبّه يقطع المواد الغليظة ويفتح مع الخل والماء سدد الأحشاء ، حبّه ينفع من البرش ، والنمش ، والكلف ، والبهق ، وآثار القروح ، وكذلك دهنه ، ينفع الأورام الصلبة كلّها إذا وقع في المراهيم والثآليل ، ينفع بالخل من الجرب المتقشّر ، والجرب المتقرّح منه ، والبثور اللبنيّة ، يسخّن العصب ، ويليّن التشنّج. (الشفاء بالنباتات والأعشاب والطب الطبيعي ، من القانون في الطب ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن علي ، ابن سينا ، ضبطه ووضع حواشيه محمد أمين الضناوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠١ م.

٢١٤

أما الكوفي فقال أحمد بن أبي يعقوب مولى ولد العباس : فيه يؤخذ الدهن الخ ...

وأما البان المديني : فإن أهل المدينة يطبخونه بالأفاويه الطيبة الخ ... إلا أن هذا الدهن لا يصلح للغوالي لأنه يغلب على روائح العنبر والمسك بروائح الأفاوية وحدتها فلا تستعمله الملوك إلا أن تدهن به أيديها في الشتاء وتستعمله النساء في أطيابهن وخمرهن.

ماء التفاح

وأما ماء التفاح ونضوحه الذي يصنع منه قال التميمي عن أحمد بن أبي يعقوب في صنعة ماء التفاح المطيب تأخذ من التفاح الشامي الخ.

حب لإزالة البخر

صفة حب آخر ملوكي (لإزالة البخر) ذكره التميمي في كتابه (جيب العروس وريحان النفوس) وقال : إنه أخذه عن أحمد بن أبي يعقوب وهو الخ.

تسمية نصارى الحيرة بالعباد

وقال أحمد بن أبي يعقوب : إنما سمي نصارى الحيرة العباد لأنه وفد على كسرى خمسة منهم فقال لأحدهم : ما اسمك؟ قال عبد المسيح. وقال للثاني : ما اسمك؟ قال عبد ياليل. وقال للثالث : ما اسمك؟ قال عبد ياسوع. وقال للرابع : ما اسمك؟ قال عبد الله. وقال للخامس : ما اسمك؟ قال عبد عمرو. فقال كسرى أنتم عباد كلكم فسموا العباد.

ما أنفقه الخلفاء والملوك

قال أحمد بن أبي يعقوب من ولد جعفر بن وهب قال : وفرق الواثق في أيامه من الأموال في الصدقة والصلة ووجوه البر ببغداد وبسر من رأى وبالكوفة وبالبصرة والمدينة ومكة خمسة آلاف ألف دينار وقدم الوليد بن حمد بن أبي داود (دؤاد) من قبله

٢١٥

إلى بغداد بعد الحريق الذي وقع بالأسواق ببغداد ومعه خمس مائة ألف دينار ففرقها على التجار الذين ذهبت أموالهم في الحريق فحسنت أحوالهم وبنوا أسواقهم بالجص والآجر وجعلوا أبواب حوانيتهم أبواب حديد.

قال أحمد الكاتب : أنفق عليه (أحمد بن طولون على الجامع) مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار ، وقال له الصناع على أي مثال تعمل المنارة وما كان يعبث قط في مجلس فأخذ درجا من الكاغذ وجعل يعبث به فخرج بعضه وبقي بعضه في يده فعجب الحاضرون فقال اصنعوا المنارة على هذا المثال فصنعوها.

ولما تم بناء الجامع رأى أحمد بن طولون في منامه كأن الله تعالى قد تجلى للمقصورة التي حول الجامع ولم يتجل للجامع فسأل المعبّرين فقالوا يخرب ما حوله ويبقى قائما وحده فقال : من أين لكم هذا؟ قالوا من قوله تعالى : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ ، لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا) [الأعراف : ١٣٤].

وقوله صلّى الله عليه وسلّم : «إذا تجلى الله لشيء خضع له» (١) ، وكان كما قالوا.

***

__________________

(١) أخرجه النّسائي في السنن (الكسوف ١٦) ، ابن ماجه في السنن (إقامة ١٥٢).

٢١٦

رثاء ابن طولون

وحدث محمد (أحمد) بن أبي يعقوب الكاتب قال : لما كانت ليلة عيد الفطر من سنة ٢٩٢ (١) تذكرت ما كان فيه آل ابن طولون (٢) في مثل هذه الليلة من الزي الحسن بالسلاح وملونات البنود والأعلام وشهرة (وشهر) (وشهير) الثياب وكثرة الكراع وأصوات الأبواق والطبول فاعترتني (فاعتراني) لذلك فكرة (عبرة لذلك وفكرة) ونمت في ليلتي فسمعت هاتفا يقول :

ذهب الملك والتملك والز

ينة لما مضى بنو طولون

وقال أحمد بن أبي يعقوب :

إن كنت تسأل عن جلالة ملكهم

فارتع وعج بمراتع الميدان

وانظر إلى تلك القصور وما حوت

وامرح بزهرة ذلك البستان

وإن اعتبرت ففيه أيضا عبرة

تنبيك كيف تصرف العصران

__________________

(١) هذا التاريخ ذكره صاحب الكتاب نفسه لذا فاليعقوبي توفي بعد عام ٢٩٢ ه‍ ، وليس كما ذكر في معجم الأدباء عن أبي عمر بن يوسف بن يعقوب المصري من أنه توفي عام ٢٨٤ ه‍ ، ولا ما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام من أن وفاته كانت سنة ٢٧٨ ه‍.

(٢) ابن طولون : هو أحمد بن طولون ، أبو العباس ، الأمير ، صاحب الديار المصرية ، والشامية ، والثغور ، تركي مستعرب ، كان شجاعا جوادا حسن السيرة ، يباشر الأمور بنفسه ، موصوفا بالشدّة على خصومه ، وكثرة الإثخان والفتك في من عصاه ، بنى الجامع المنسوب إليه في القاهرة ، ومن آثاره قلعة يافا بفلسطين ، كان أبوه مولى لنوح بن أسد الساماني عامل بخارى وخراسان ، وأهداه نوح في جملة من المماليك إلى المأمون ، فرقّاه المأمون ، وولد له أحمد سنة ٢٢٠ ه‍ / ٨٣٥ م في سامرّاء فتفقّه وتأدّب وتقدّم عند الخليفة المتوكّل إلى أن ولي إمرة الثغور ، وإمرة دمشق ، ثم مصر سنة ٢٥٤ ه‍ ، وانتظم له أمرها مع ما ضمّ إليها ، ووقعت له مع الموفّق العباسي أمور ، فرحل بجيش إلى أنطاكية فمرض فيها ، فركب البحر إلى مصر ، فتوفي بها سنة ٢٧٠ ه‍ / ٨٨٤ م. يؤخذ عليه أنه كان حادّ الخلق ، سفك كثيرا من الدماء في مصر والشام.

٢١٧

يا قتل هارون اجتثثت أصولهم

وأشبت رأس أميرهم شيبان

لم يغن عنهم بأس قيس إذ غدا

في جحفل لجب ولا غسان

وعدية البطل الكمي وخزرج

لم ينصرا بأخيهما عدنان

زفت إلى آل النبوة والهدى

وتمزقت عن شيعة الشيطان

ومثل هذا ما حكاه اليعقوبي قال : ... توجهت إلى باب حمدونة ابنة الرشيد فخرجت دقاق مولاتها وفي يدها مروحة مكتوب عليها في الوجه الأول : الحر أحوج إلى أيرين من الأير إلى حرين.

وفي الجانب الثاني من المروحة مكتوب : كما أن الرحى (١) أحوج إلى بغلين من البغل إلى رحيين.

صفة سمرقند

وقال ابن الواضح اليعقوبي في صفة سمرقند :

علت سمرقند أن يقال لها

زين خراسان جنة الكور

أليس أبراجها معلقة

بحيث لا تستبين للنظر

ودون أبراجها خنادقها

هميقة ما ترام من ثغر

كأنها وهي في وسط حائطها

محفوفة بالظلال والشجر

بدر وأنهارها المجرة وال

آطام مثل الكواكب الزهر

تم ولله الحمد والمنة

__________________

(١) الرحى : حجر الطاحون. (القاموس المحيط ، مادة : رحى).

٢١٨

فهرس ألفبائي

ـ أ ـ

آذربيجان...................................................................... ٧٨

أذنة........................................................................ ٢٠٧

أرمينية....................................................................... ٢٠٨

إشتاخنج.................................................................... ١٢٥

أصبهان....................................................................... ٨٥

أطرابلس..................................................................... ١٨٤

ـ ب ـ

باب إسكندرونة.............................................................. ٢٠٧

بادغيس..................................................................... ١٠١

بخارا........................................................................ ١٢٣

برقة......................................................................... ١٨١

البصرة...................................................................... ١٥٩

بغداد......................................................................... ١١

بلخ......................................................................... ١١٦

بلاد النوبة................................................................... ١٧٤

بلاد البجة................................................................... ١٧٤

بوشنج...................................................................... ١٠٠

ـ ت ـ

تفليس...................................................................... ٢٠٧

ـ ج ـ

جرجان....................................................................... ٩٢

جزائر اليمن.................................................................. ١٥٥

جزيرة الأندلس ومدنها......................................................... ١٩٢

جند الأردن.................................................................. ١٦٥

جند حمص.................................................................. ١٦٠

جند دمشق.................................................................. ١٦٢

جند فلسطين................................................................ ١٦٦

الجوزجان.................................................................... ١١٦

٢١٩

ـ ح ـ

حلوان........................................................................ ٧٥

ـ خ ـ

ختّل........................................................................ ١٢٢

ـ د ـ

الدينور........................................................................ ٧٦

ـ ر ـ

الرّيّ.......................................................................... ٨٩

ـ ز ـ

زنجان......................................................................... ٧٧

زويلة........................................................................ ١٨٣

ـ س ـ

سجستان.................................................................... ١٠١

سرت....................................................................... ١٨٢

سر من رأى................................................................... ٥٢

سمرقند....................................................................... ١٢٤

السوس الأقصى.............................................................. ١٩٨

ـ ش ـ

الشاش...................................................................... ١٢٦

شيراز....................................................................... ٢٠٣

ـ ص ـ

الصيمرة....................................................................... ٧٢

الصغد...................................................................... ١٢٣

ط ـ

الطالقان..................................................................... ١١٥

طبرستان...................................................................... ٩١

طريق مكة من مصر........................................................... ١٧٨

طوس......................................................................... ٩٣

ـ ع ـ

عين زربة.................................................................... ٢٠٥

ـ ف ـ

فرغانة....................................................................... ١٢٥

٢٢٠