البلدان

أحمد بن أبي يعقوب اسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح [ اليعقوبي ]

البلدان

المؤلف:

أحمد بن أبي يعقوب اسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح [ اليعقوبي ]


المحقق: محمّد أمين الضنّاوي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-3419-1
الصفحات: ٢٢٤

افتتحها أوس بن ثعلبة التيمي ، والأحنف بن قيس وهما من قبل عبد الله بن عامر في خلافة عثمان ، وأهلها أخلاط من العجم ، وبها عرب يسير.

بادغيس

ومن بوشنج إلى بادغيس (١) ثلاث مراحل ، افتتح بادغيس عبد الرحمن بن سمرة (٢) في أيام معاوية بن أبي سفيان.

سجستان

ومن بوشنج إلى سجستان (٣) خمس مراحل ويقال سبع مراحل في مجابة ، وهو بلد جليل ومدينتها العظمى بست (٤) نزلها معن بن زائدة الشيباني (٥) ، وكان فيها في

__________________

(١) بادغيس : وفي معجم البلدان باذغيس بالذال المعجمة ، ناحية تشتمل على قرى من أعمال هراة ، ومرو ، قصبتها بون وبامئين ، بلدتان متقاربتان ، وهي ذات خير ورخص يكثر فيها شجر الفستق ، وقيل : إنها كانت دار مملكة الهياطلة ، وقيل : أصلها بالفارسية باذخيز ، معناه قيام الريح ، أو هبوب الريح لكثرة الرياح بها. (معجم البلدان ج ١ / ص ٣٧٨).

(٢) عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي ، أبو سعيد ، صحابي ، من القادة الولاة ، أسلم يوم فتح مكة ، وشهد غزوة مؤتة ، وسكن البصرة ، وافتتح سجستان ، وكابل وغيرهما ، وولي سجستان وغزا خراسان ، ففتح بها فتوحا ، ثم عاد إلى البصرة فتوفي بها سنة ٥٠ ه‍ / ٦٧٠ م ، كان اسمه في الجاهلية «عبد كلال» ، وسماه النبي صلّى الله عليه وسلّم عبد الرحمن ، له ١٤ حديثا.

(٣) سجستان : ناحية كبيرة وولاية واسعة ، بينها وبين هراة عشرة أيام وهي جنوبي الهراة أو ثمانون فرسخا ، أرضها كلها رملة سبخة ، والرياح فيها لا تسكن أبدا ، ولا تزال شديدة تدير رحيّهم وطحنهم كله على تلك الرحى. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢١٤).

(٤) بست : بالضم فالسكون ، مدينة بين سجستان ، وغزنين ، وهراة ، وهي من البلاد الحارّة المزاج ، كبيرة ، كثيرة الأنهار والبساتين. (معجم البلدان ج ١ / ص ٤٩٢).

(٥) معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر الشيباني ، أبو الوليد ، من أشهر أجواد العرب ، وأحد الشجعان الفصحاء ، أدرك العصرين الأموي والعباسي ، وكان في الأول مكرما يتنقّل في الولايات ، فلما صار الأمر إلى بني العباس طلبه المنصور ، فاستتر وتغلغل في البادية ، حتى كان يوم الهاشمية ، وثار جماعة من أهل خراسان على المنصور وقاتلوه ، فتقدّم معن وقاتل بين يديه حتى أفرج الناس عنه ، فحفظها له المنصور وأكرمه وجعله في خواصه ، وولاه اليمن فسار إليها فلقي فيها صعوبات ، ثم ولي سجستان ، فأقام فيها مدّة ، وابتنى دارا فدخل عليه ـ

١٠١

خلافة أبي جعفر المنصور. وأهلها قوم من العجم وأكثرهم يقولون : إنهم ناقلة من اليمن (١) من حمير (٢).

ولها من الكور مثل ما بخراسان ، وأكثر غير أنها منقطعة متصلة ببلاد السند والهند ، وكانت تضاهي خراسان وتوازيها.

فمن كورها : كورة بست ، وكورة جوين (٣) ، وكورة رخّج (٤) ، وكورة خشك (٥) ، وكورة بلمر ، وكورة خواش (٦) ، وكورة زرنج (٧) العظمى ، وهي مدينة الملك [رتبيل](٨) ، وهي أربعة فراسخ حولها خندق ، ولها خمسة أبواب ، ولها نهر يشق في

__________________

ـ أناس في زي الفعلة أي العمّال فقتلوه غيلة ، أخباره كثيرة معجبة ، وللشعراء فيه أماديح ومراث في عيون الشعر.

(١) اليمن : إنما سميت اليمن لتيامنهم إليها ، تفرّقت العرب فمن تيامن منهم سميت اليمن ، ويقال : إن الناس كثروا بمكة ، وهي أيمن الأرض فسميت بذلك ، اليمن وما اشتمل على حدودها بين عمان إلى نجران ، ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشحر حتى يجتاز عمان. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٥١٠).

(٢) حمير : بكسر الحاء وسكون الميم ، قبيلة من بني سبأ من القحطانية ، وهم بنو حمير بن سبأ ، وسبأ يأتي نسبه عند ذكره في حرف السين المهملة ، قال الجوهري : اسم حمير العريخج ، قال أبو عبيد : وكان لحمير من الولد الهميسع ، ومن حمير كانت ملوك اليمن من التبابعة إلّا من تخلل في خلال ملكهم في قليل من الزمن.

(٣) جوين : اسم كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور ، تسميها أهل خراسان كويان فعرّيت فقيل : جوين ، حدودها متّصلة بحدود بيهق من جهة القبلة وبحدود جاجرم من جهة الشمال ، وهي كورة مستطيلة بين جبلين في فضاء رطب. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٢٢٣).

(٤) رخّج : تعريب رخّو كورة ومدينة من نواحي كابل ، وقيل : رخّج كورة من كور فارس ، وأصله بالفارسية رخذ ، فعرّب ، قال ابن عبد المنعم الحميري : رخّج كورة من أعمال سجستان.(معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٣ ، معجم ما استعجم ص ٦٤٦ ، تقويم البلدان ص ٥٩ ، الروض المعطار ص ٢٦٨).

(٥) خشك : اسم بلدة من نواحي كابل قرب طخارستان. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٢٧).

(٦) خواش : مدينة بسجستان ، وأهلها يقولون خاش ، على يسار الذاهب إلى بست ، بينها وبين سجستان مرحلة ، وبها نخل وأشجار وقنيّ ومياه. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٥٥).

(٧) زرنج : مدينة هي قصبة سجستان ، وسجستان اسم الكورة كلّها. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١٥٥).

(٨) وردت في الأصل «ربتيل» ، في حين تكررت أكثر من مرة في أكثر من موضع «رتبيل» ، ولعل الصحيح ما أثبتناه.

١٠٢

وسطها يقال له : الهندمند (١) وإليها صار تبّع اليماني (٢) فأقام بها ، وكورة زالق (٣) ، وكورة سناروذ (٤) ، ولها نهر يقال له : الهندمند يأتي من جبال شاهقة وليس يقطع إليها من بلد من البلدان إلا في مفازة ، وهي تتاخم مكران (٥) من بلاد السند ،

__________________

(١) الهندمند : وهو اسم لنهر مدينة سجستان يزعمون أنه ينصبّ إليه مياه ألف نهر وينشقّ منه ألف نهر فلا يظهر فيه نقص ، قال الإصطخري : وأما أنهار سجستان فإن أعظمها نهر هندمند مخرجه من ظهر الغور حتى ينصبّ على ظهر رخّج وبلد الداور حتى ينتهي إلى بست ، ويمتد منها إلى ناحية سجستان ، ثم يقع في بحيرة زره الفاضل منه ، وإذا انتهى هذا النهر إلى مرحلة من سجستان تشعّب منه مقاسم الماء ، فأول نهر ينشقّ منه نهر يأخذ على الرستاق حتى ينتهي إلى نيشك ويأخذ منه سناروذ ، وما يبقى من هذا النهر يجري في نهر يسمى كزك ، ثم يصيب في بحيرة زره ، وعلى نهر هندمند على باب بست جسر من سفن كما يكون في أنهار العراق.(معجم البلدان ج ٥ / ص ٤٧٩).

(٢) تبّع اليماني : تبّع بن حسّان بن تبان ، من ملوك حمير في اليمن ، قيل : اسمه مرثد ، وهو تبّع الأصغر ، آخر التبابعة ، ملك بعد عبد كلال ، وعقد الحلف بين اليمن وربيعة ، وسار إلى الشام فلقيه قوم من حمير ، من بني عمرو بن عامر ، فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود في يثرب وذكروا له سوء مجاورتهم لهم ونقضهم العهد الذي بينهم ، فسار إلى يثرب ونزل في سفح أحد ، وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة رجل ، وذلّلها لهم ، وكان ملكه ٧٨ سنة.

(٣) زالق : من نواحي سجستان وهو رستاق كبير في قصور وحصون ، أرسل عبد الله بن عامر بن كريز الربيع بن زياد الحارثي إلى زالق في سنة ٣٠ فافتتحها عنوة وسبى منها عشرة آلاف رأس ، وأصاب مملوكا لدهقان زرنج وقد جمع ثلاثمائة ألف درهم ليحملها إلى مولاه ، فقال له : ما هذه الأموال؟ فقال : من غلّة قرى مولاي ، فقال له الربيع : أله مثل هذا في كل عام؟ قال : نعم ، قال فمن أين اجتمع هذا المال؟ فقال : يجمعه بالفؤوس والمناجل. قال المدائني : وكان من حديث فتح زالق أن الربيع أغار عليهم يوم المهرجان فأخذ دهقان زالق ، فقال له : أنا أفدي نفسي وأهلي وولدي ، فقال : بكم تفديهم؟ فقال : اركز عنزة وأطمّها لك بالذهب والفضّة ، فأدّاه وأعطاه ما ضمن له ، ويقال : سبى منهم ثلاثين ألفا. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١٤٣).

(٤) سناروذ : روذ بالفارسية اسم نهر ، وهو اسم نهر سجستان يأخذ من نهر هندمند ، فيجري على فرسخ من سجستان ، وهو النهر الذي تجري فيه السفن من بست إلى سجستان إذا مدّ الماء ، وجميع أنهار سجستان من هذا النهر المسمّى سناروذ ، على رساتيق كثيرة ويتشعّب منه أنهر كثيرة تسقي الرساتيق وما يبقى منه يجري في نهر يسمّى كزك ، عنده سكر يمنع الماء أن يجري إلى بحيرة زره. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٩٥).

(٥) مكران : هي اختصار ماه كرمان ، ومكران : اسم لسيف البحر ، قال أهل السير : سميت مكران بمركان بن فارك بن سام بن نوح عليه السّلام ، أخي كرمان لأنه نزلها واستوطنها لما تبلبلت الألسن في بابل ، وهي ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى ، وهذه الولاية بين كرمان من ـ

١٠٣

والقندهار (١) ، وأول من افتتحها الربيع بن زياد الحارثي (٢) قطع المفازة وهي خمسة وسبعون فرسخا وبلغ إلى زرنج ، وهي المدينة العظمى التي كانت الملوك بها ، وذلك في خلافة عثمان ولم يجز الموضع الذي يقال له : القرنين (٣) ، ثم صار إليها عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس ، ثم انغلقت سجستان إلى خلافة معاوية ، ثم ولي عبد الرحمن بن سمرة فافتتح البلاد وصار إلى كرمان فافتتحها.

ثم رجع إلى سجستان ، فصالح أهلها ، ثم انغلقت حتى صار إليها الربيع بن زياد الحارثي ، ثم انغلقت حتى وليها عبيد الله بن أبي بكرة.

ولاة سجستان

الربيع بن زياد الحارثي لعبد الله بن عامر بن كريز في خلافة عثمان ، وربعي بن كاس العنبري الكوفي من قبل عبد الله بن عباس في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٤) صلوات الله عليه ، وعبد الرحمن بن سمرة أيضا في أيام معاوية ومات بها ،

__________________

ـ غربيّها وسجستان شماليها والبحر جنوبيها والهند في شرقيها ، قال الإصطخري : مكران ناحية واسعة عريضة والغالب عليها المفاوز ، والضرّ ، والقحط ، والمتغلّب عليها في حدود سنة ٣٤٠ ه‍ ، رجل يعرف بعيسى بن معدان ويسمّى بلسانهم مهرا ، ومقامه بمدينة كيز ، وبها نخل ثكير. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٠٨).

(١) القندهار : هي من بلاد السند أو الهند مشهورة في الفتوح ، قيل : غزا عبّاد بن زياد ثغر السند وسجستان فأتى سناروذ ، ثم أخذ على جوى كهن إلى الروباذ من أرض سجستان إلى الهندمند ونزل كسّ وقطع المفازة حتى أتى قندهار ، فقاتل أهلها فهزمهم وقتلهم وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين ، فرأى قلانس أهلها طوالا فعمل عليها ، فسمّيت العبّاديّة.(معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٥٧).

(٢) الربيع بن زياد بن أنس الحارثي من بني الديان ، أمير فتح ، أدرك عصر النبوّة ، وولي البحرين ، وقدم المدينة بأيام عمر ، وولاه عبد الله بن عامر سجستان سنة ٢٩ ه‍ ، ففتحت على يديه ، كان شجاعا تقيا ، قال عمر لأصحابه يوما : دلّوني على رجل إذا كان في القوم أميرا ، فكأنه ليس بأمير ، وإذا لم يكن بأمير ، فكأنه أمير ، فقالوا : ما نعرفه إلا الربيع بن زياد ، فقال : صدقتم ، توفي في إمارته سنة ٥٣ ه‍ / ٦٧٣ م.

(٣) القرنين : قرية من رستاق نيشك من نواحي سجستان ، قال أحمد بن سهل البلخي : هي مدينة صغيرة لها قرى ورساتيق وهي على مرحلة من سجستان عن يسار الذاهب إلى بست. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٧٩).

(٤) علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي ، القرشي ، أبو الحسن ، أمير المؤمنين ، رابع ـ

١٠٤

والربيع بن زياد الحارثي أيضا من قبل زياد في أيام معاوية ، وعبيد الله بن أبي بكرة (١) من قبل زياد في أيام معاوية ، وعبّاد بن زياد (٢) بعد موت زياد ولي سجستان لمعاوية ، ويزيد بن زياد من قبل يزيد بن معاوية ، وطلحة بن عبد الله بن خلف

__________________

ـ الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين ، وابن عم النبي صلّى الله عليه وسلّم وصهره ، وأحد الشجعان الأبطال ، ومن أكابر الخطباء ، والعلماء بالقضاء ، وأول الناس إسلاما بعد خديجة ، ولد بمكة سنة ٢٣ ق. ه / ٦٠٠ م ، وربي في حجر النبي صلّى الله عليه وسلّم ، ولم يفارقه ، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ، ولما آخى النبي صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه قال له : «أنت أخي» ، ولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفّان سنة ٣٥ ه‍ ، فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم ، وتوقّى علي الفتنة ، فتريّث فغضبت عائشة رضي الله عنها وقام معها جمع كبير ، وفي مقدمتهم طلحة والزبير ، وقاتلوا عليا ، فكانت وقعة الجمل سنة ٣٦ ه‍ ، وظفر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن بلغت قتلى الفريقين عشرة آلاف ، ثم كانت وقعة صفّين سنة ٣٧ ه‍ ، وخلاصة خبرها أن عليا عزل معاوية بن أبي سفيان من ولاية الشام ، يوم ولي الخلافة ، فعصاه معاوية ، فاقتتلا مائة وعشرة أيام ، قتل فيها من الفريقين سبعون ألفا ، وانتهت بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص ، فاتفقا سرا على خلع معاوية وعلي ، وأعلن أبو موسى ذلك ، وخالفه عمرو وأقرّ معاوية ، فافترق المسلمون ثلاثة أقسام : الأول بايع معاوية وهم أهل الشام ، والثاني حافظ على بيعته لعلي وهم أهل الكوفة ، والثالث اعتزلهما ونقم على رضاه بالتحكيم ، وكانت وقعة النهروان سنة ٣٨ ه‍ ، بين علي وأباة التحكيم ، وكانوا قد كفّروا عليا ودعوه إلى التوبة واجتمعوا جمهرة ، فقاتلهم فقتلوا كلهم وكانوا ألفا وثمانمائة ، فيهم جماعة من خيار الصحابة ، وأقام علي بالكوفة وجعلها دار الخلافة إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة في مؤامرة ١٧ رمضان المشهورة ، واختلف في مكان قبره. روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ٥٨٦ حديثا ، وكان نقش خاتمه «الله الملك» ، وجمعت خطبه وأقواله ورسائله في كتاب سمّي «نهج البلاغة». توفي الإمام علي رضي الله عنه سنة ٤٠ ه‍ / ٦٦١ م.

(١) عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي ، أبو حاتم ، ولد سنة ١٤ ه‍ / ٦٣٥ م أول من قرأ القرآن بالألحان ، تابعيّ ثقة ، من أهل البصرة ، كان أمير سجستان ، وليها سنة ٥٠ ـ ٥٣ ه‍ ، وعزل عنها ، ثم وليها في إمرة الحجّاج ، وولي قضاء البصرة ، كان أسود اللون ، وهو ابن الصحابي أبي بكرة ، نفيع بن الحارث ، وكانت لعبيد الله ثروة واسعة ، فاشتهر بأخبار من الجود تشبه الخيال. نقل الذهبي أنه كان ينفق على أربعين دارا عن يمينه ، وأربعين عن يساره ، وأربعين أمامه ، وأربعين وراءه ، سائر نفقاتهم ، ويبعث إليهم بالتحف والكسوة ، ويزوّج من أراد منهم الزواج ، ويعتق في كل عيد مائة عبد.

(٢) عبّاد بن زياد بن أبيه ، أبو حرب ، أمير ، كانت إقامته بالبصرة ، ولاه معاوية سجستان سنة ٥٣ ه‍ ، فغزا بلاد الهند ، وكان في الشام أيام عبد الملك بن مروان ، توفي سنة ١٠٠ ه‍ / ٧١٨ م.

١٠٥

الخزاعي (١) من قبل سلم بن زياد ومات طلحة بن عبد الله بسجستان.

وعبد العزيز بن عبد الله بن عامر من قبل القباع (٢) وهو الحارث بن عبد الله المخزومي عامل ابن الزبير (٣) على البصرة وقدم مصعب بن الزبير العراق عاملا من قبل أخيه فأقر عبد العزيز على سجستان وكان شجاعا فارسا.

وعبد الله بن عدي بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزيز بن عبد شمس من قبل عبد الملك بن مروان.

وأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية (٤) من قبل عبد الملك بن مروان ، ثم عبد الله بن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد من قبل أبيه ، وعبيد الله بن أبي بكرة من قبل الحجاج (٥) في أيام عبد الملك بن مروان.

__________________

(١) طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي ، المعروف بطلحة الطلحات ، أحد الأجواد المقدّمين ، كان أجود أهل البصرة في زمانه ، ذهبت عينه بسمرقند ، وكان يميل إلى بني أمية ، فيكرمونه ، وولّاه زياد بن مسلمة على سجستان ، فتوفي فيها واليا سنة ٦٥ ه‍ / ٦٨٥ م.

(٢) الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وال من التابعين من أهل مكة ، وهو أخو عمر بن أبي ربيعة الشاعر ، قال الجاحظ : كان خطيبا ، من وجوه قريش ورجالهم ، ولي البصرة أيام الزبير سنة واحدة ، وكان أهلها يلقّبونه بالقباع ، وهو الواسع الرأس القصير ، وكان اسم أبيه في الجاهلية ، بحيرا ، فسماه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عبد الله ، وكان جدّه أبو ربيعة يلقّب بذي الرمحين.

(٣) ابن الزبير : هو عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، أبو بكر ، فارس قريش في زمنه ، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة سنة ١ ه‍ / ٦٢٢ م ، شهد فتح أفريقيا زمن عثمان بن عفان ، وبويع له بالخلافة سنة ٦٤ ه‍ ، عقيب موت يزيد بن معاوية ، فحكم مصر ، والحجاز ، واليمن ، وخراسان ، والعراق ، وأكثر الشام ، وجعل قاعدة ملكه المدينة ، وكانت له مع الأمويين وقائع هائلة ، حتى سيّروا إليه الحجّاج الثقفي ، في أيام عبد الملك بن مروان ، فانتقل إلى مكة ، وعسكر الحجّاج في الطائف ، ونشبت بينهما حروب أتى المؤرخون على تفصيلها انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة ، بعد أن خذله عامة أصحابه ، وقاتل قتال الأبطال ، وهو في عشر الثمانين ، وكان من خطباء قريش المعدودين ، يشبّه في ذلك بأبي بكر ، مدة خلافته تسع سنين ، وكان نقش الدراهم في أيامه بأحد الوجهين : «محمد رسول الله».

وبالآخر «أمر الله بالوفاء والعدل» ، وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة ، له في كتب الحديث ٣٣ حديثا.

(٤) أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي القرشي ، وال من أشراف عصره ، ولي خراسان لعبد الملك بن مروان.

(٥) الحجّاج بن يوسف بن الحكم الثقفي ، أبو محمد ، قائد ، داهية ، سفّاك ، خطيب ، ولد سنة ـ

١٠٦

ومات عبيد الله بن أبي بكرة بسجستان ولما حضرت عبيد الله بن أبي بكرة الوفاة استخلف ابنه أبا برذعة ، ثم كتب الحجاج إلى المهلب بن أبي صفرة (١) بولاية سجستان مع خراسان ، فولى المهلب سجستان وكيع بن بكر بن وائل الأزدي ، ثم ولى الحجاج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي ، وأشار الناس عليه أن لا يفعل فلم يقبل فعصى وخالف على الحجاج وسار إليه فحاربه ، ثم رجع إلى سجستان منهزما ، وكتب الحجاج إلى رتبيل ملك في أخذ عبد الرحمن وحمله إليه فأخذه وأوثقه وحمله مع رسل الحجاج فطرح عبد الرحمن نفسه من سطح كان عليه فاندقّت عنقه ومات برخّج.

__________________

ـ ٤٠ ه‍ / ٦٦٠ م ونشأ في الطائف بالحجاز ، وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان ، فكان في عديد شرطته ، ثم ما زال يظهر حتى قلّده عبد الملك أمر عسكره ، وأمره بقتال عبد الله بن الزبير ، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرّق جموعه ، فولاه عبد الملك مكة ، والمدينة ، والطائف ، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه ، فانصرف إلى بغداد في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب ، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة ، وبنى مدينة واسط بين الكوفة والبصرة ، وكان سفاكا باتفاق معظم المؤرّخين ، قال عبد بن سوذب : ما رؤي مثل الحجاج لمن أطاعه ولا مثله لمن عصاه ، وقال أبو عمرو بن العلاء : ما رأيت أحدا أفصح من الحسن البصري والحجّاج ، وقال ياقوت في معجم البلدان : ذكر الحجّاج عند عبد الوهاب الثقفي بسوء ، فغضب وقال : إنما تذكرون المساوئ! أو ما تعلمون أنه أول من ضرب درهما عليه «لا إله إلّا الله محمد رسول الله» ، وأول من بنى مدينة بعد الصحابة في الإسلام ، وأوّل من اتّخذ المحامل ، وأن امرأة من المسلمين سبيت في الهند فنادت يا حجاجاه ، فاتصل به ذلك فجعل يقول : لبيك لبيك! وأنفق سبعة آلاف ألف درهم حتى أنقذ المرأة ، واتخذ المناظر بينه وبين قزوين فكان إذا دخن أهل قزوين دخّنت المناظر إن كان نهارا ، وإن كان ليلا أشعلوا نيرانا فتجرّد الخيل إليهم ، فكانت المناظر متصلة بين قزوين وواسط ، وأصبحت قزوين ثغرا حينئذ ، وأخبار الحجّاج كثيرة ، مات بواسط سنة ٩٥ ه‍ / ٧١٤ م ، وأجري على قبره الماء ، فاندرس.

(١) المهلّب بن أبي صفرة ظالم بن سراق الأزدي العتكي ، أبو سعيد ، أمير ، بطاش ، جواد ، قال فيه عبد الله بن الزبير : هذا سيد أهل العراق ، ولد سنة ٧ ه‍ / ٦٢٨ م في دبا ، ونشأ بالبصرة ، وقدم المدينة مع أبيه في أيام عمر ، وولي إمارة البصرة لمصعب بن الزبير ، وفقئت عينه بسمرقند ، وانتدب لقتال الأزارقة ، وكانوا قد غلبوا على البلاد ، وشرط له أن كلّ بلد يجليهم عنه يكون له التصرّف في خراجه تلك السنة ، فأقام يحاربهم تسعة عشر عاما لقي فيها منهم الأهوال ، وأخيرا تمّ له الظفر بهم ، فقتل كثيرين وشرّد بقيّتهم في البلاد ، ثم ولّاه عبد الملك بن مروان ولاية خراسان ، فقدمها سنة ٧٩ ه‍ ، ومات فيها سنة ٨٣ ه‍ / ٧٠٢ م ، كان شعاره في الحرب : «حم لا ينصرون» ، وهو أول من اتّخذ الركب من الحديد ، وكانت قبل ذلك تعمل من الخشب.

١٠٧

ووقع الصلح بين الحجاج ورتبيل ملك سجستان وولى الحجاج عمارة بن تميم اللخمي فكرهه رتبيل فعزله الحجاج.

وولى الحجاج عبد الرحمن بن سليم الكناني ، ثم عزله الحجاج بعد سنة ، وولى مسمع بن ملك بن مسمع الشيباني وتوفي مسمع بسجستان واستخلف ابن أخيه محمد بن شيبان بن مالك فاستعمل الحجاج الأشهب بن بشر الكلبي من أهل خراسان.

ثم ضم الحجاج سجستان مع خراسان إلى قتيبة بن مسلم الباهلي (١) ، فبعث أخاه عمرا بن مسلم ، ثم كتب إليه الحجاج أن يسير إلى سجستان بنفسه فسار في سنة اثنتين وتسعين في أيام الوليد بن عبد الملك (٢) ، وانصرف قتيبة عن سجستان واستولى عليها

__________________

(١) قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين الباهلي ، أبو حفص ، أمير ، فاتح من مفاخر العرب ، كان أبوه كبير القدر عند يزيد بن معاوية ، ولد سنة ٤٩ ه‍ / ٦٦٩ م ، ونشأ في الدولة المروانية ، فولي الرّيّ في أيام عبد الملك بن مروان ، وخراسان أيام ابنه الوليد ، ووثب لغزو ما وراء النهر فتوغّل فيها ، وافتتح كثيرا من المدائن ، كخوارزم ، وسجستان ، وسمرقند ، وغزا أطراف الصين ، وضرب عليها الجزية ، وأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها ، واشتهرت فتوحاته ، فاستمرت ولايته ثلاث عشرة سنة ، وهو عظيم المكان مرهوب الجانب ، مات الوليد واستخلف سليمان بن عبد الملك ، وكان هذا يكره قتيبة ، فأراد قتيبة الاستقلال بما في يده ، وجاهر بنزع الطاعة ، واختلف عليه قادة جيشه ، فقتله وكيع بن حسان التميمي ، يفرغانة ، سنة ٩٦ ه‍ / ٧١٥ م وكان مع بطولته دمث الأخلاق ، داهية ، طويل الروية ، راوية للشعر ، عالما به ، قال أحد الأعاجم بعد مقتله : يا معشر العرب قتلتم قتيبة ، وو الله لو كان فينا لجعلناه في تابوت واستفتحنا به غزونا ، وقال المرزباني : وأهل البصرة يفخرون به وبولده.

(٢) الوليد بن عبد الملك بن مروان ، أبو العباس ، من ملوك الدولة الأموية في الشام ، ولد سنة ٤٨ ه‍ / ٦٦٨ م ولي بعد وفاة أبيه سنة ٨٦ ه‍ ، فوجه القواد لفتح البلاد ، وكان من رجاله موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد ، وامتدت في زمنه حدود الدولة العربية إلى بلاد الهند ، فتركستان ، فأطراف الصين ، شرقا ، فبلغت مسافتها مسيرة ستة أشهر بين الشرق ، والغرب ، والجنوب ، والشمال ، وكان ولوعا بالبناء والعمران ، فكتب إلى والي المدينة يأمره بتسهيل الثنايا ، وحفر الآبار ، وأن يعمل فوّارة ، فعملها وأجرى ماءها ، وكتب إلى البلدان جميعها بإصلاح الطرق ، وعمل الآبار ، ومنع المجذومين من مخالطة الناس ، وأجرى لهم الأرزاق ، وهو أول من أحدث المستشفيات في الإسلام ، وجعل لكل أعمى قائدا يتقاضى نفقاته من بيت المال ، وأقام لكل مقعد خادما ، ورتّب للقرّاء أموالا وأرزاقا ، وأقام بيوتا ومنازل يأوي إليها الغرباء ، وهدم مسجد المدينة والبيوت المحيطة به ، ثم بناه بناء جديدا ، وصفّح الكعبة ، والميزاب ، والأساطين في مكة ، وبنى المسجد الأقصى في القدس ، وبنى مسجد دمشق الكبير ، المعروف بالجامع الأموي ، فكانت نفقات هذا الجامع (٠٠٠ ، ٢٠٠ ، ١١) دينار ، أي ـ

١٠٨

عبد ربه بن عبد الله بن عمير الليثي ، فأقام فيها مدة ، ثم بلغه عنه ما أنكره فوجه مكانه منيع بن معاوية بن فروة المنقري وأمره أن يعذبه حتى يأخذ ما صار إليه فلم يفعل منيع ذلك فعزل قتيبة منيع بن فروة واستعمل النعمان بن عوف اليشكري فعذّب عبد ربه بن عبد الله حتى قتله.

وولى سليمان بن عبد الملك العراق يزيد بن المهلب بن أبي صفرة فاستعمل يزيد على سجستان أخاه مدرك بن المهلب (١) فلم يعطه رتبيل شيئا فعزل يزيد بن المهلب مدركا أخاه وولى ابنه معاوية بن يزيد المهلب.

ثم ولي عمر بن عبد العزيز (٢) فاستعمل على العراق عدي بن أرطاة الفزاري (٣) فولى عدي الجراح بن عبد الله الحكمي خراسان وضم إليه سجستان.

ثم عزله وولى عبد الرحمن بن نعيم الغامدي ، وكان على سجستان السري بن عبد الله بن عاصم بن مسمع وأقره عمر بن عبد العزيز.

__________________

ـ نحو ستة ملايين دينار ذهبي من نقود زمننا ، بدأ فيه سنة ٨٨ ه‍ ، وأتمّه أخوه سليمان ، وكانت وفاته بدير مران من غوطة دمشق سنة ٩٦ ه‍ / ٧١٥ م ، ودفن بدمشق ، ومدة خلافته تسع سنوات وثمانية أشهر ، وكان نقش خاتمه : «يا وليد إنك ميت».

(١) مدرك بن المهلب بن أبي صفرة ، الأزدي ، ولد سنة ٥٣ ه‍ / ٦٧٣ م ، قائد ، من الشجعان ، قال كعب بن معدان ، لا يستحيي الشجاع أن يفرّ من مدرك ، له أخبار في حروب أبيه مع الأزارقة.

(٢) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي ، أبو حفص ، الخليفة الصالح ، والملك العادل ، وربما قيل له خامس الخلفاء الراشدين تشبيها له بهم ، وهو من ملوك الدولة المروانية ، الأموية في بلاد الشام ، ولد سنة ٦١ ه‍ / ٦٨١ م في المدينة ونشأ بها ، وولي إمارتها للوليد ، ثم استوزره سليمان بن عبد الملك بالشام ، وولي الخلافة بعهد من سليمان سنة ٩٩ ه‍ ، فبويع في دمشق بالمسجد ، وسكن الناس في أيامه ، فمنع سبّ علي بن أبي طالب ، وكان من تقدمه من الأمويين يسبّونه على المنابر ، ولم تطل مدته ، قيل : دس له السم ، وهو بدير سمعان من أرض المعرّة ، فتوفي بها سنة ١٠١ ه‍ / ٧٢٠ م ، ومدة خلافته سنتان ونصف ، وأخباره في عدله وحسن سياسته كثيرة ، وكان يدعى أشجّ بني أميّة ، رمحته دابة وهو غلام فشجّته ، وقيل في صفته : كان نحيف الجسم ، غائر العينين ، بجبهته أثر الشجّة ، وخطه الشيب ، أبيض ، رقيق الوجه مليحا ، كانت طريقته في إدارة ولايته إطلاق الحرية للعامل ، لا يشاور الخليفة إلّا في أهم المهمّات مما يشكل عليه أمره.

(٣) عديّ بن أرطاة الفزاري ، أبو واثلة ، أمير ، من أهل دمشق ، كان من العقلاء الشجعان ، ولاه عمر بن عبد العزيز على البصرة سنة ٩٩ ه‍ ، فاستمر إلى أن قتله معاوية بن يزيد بن المهلّب ، بواسط ، في فتنة أبيه يزيد بالعراق.

١٠٩

ثم ولي يزيد بن عبد الملك بن مروان (١) فولى ابن هبيرة الفزاري العراق فاستعمل ابن هبيرة على سجستان القعقاع بن سويد بن عبد الرحمن بن أويس بن بجير بن أويس المنقري من أهل الكوفة.

ثم عزل ابن هبيرة القعقاع وولى السيّال بن المنذر بن النعمان الشيباني ، وفي كل هذه السنين رتبيل ممتنع عليهم.

وولى هشام بن عبد الملك بن مروان (٢) ، فولى العراق خالد بن عبد الله القسري (٣) ، فولى سجستان يزيد بن الغريف الهمداني من أهل الأردن ورتبيل ممتنع.

__________________

(١) عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ، القرشي ، أبو الوليد ، من أعاظم الخلفاء ودهاتهم ، ولد سنة ٢٦ ه‍ / ٦٤٦ م ، نشأ في المدينة ، فقيها واسع العلم ، متعبّدا ، واستعمله معاوية على المدينة وهو ابن ١٦ سنة ، انتقلت إليه الخلافة بموت أبيه سنة ٦٥ ه‍ ، فضبط أمورها وظهر بمظهر القوة ، فكان جبارا على معانديه ، قوي الهيبة ، اجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب وعبد الله ابني الزبير في حربهما مع الحجاج الثقفي ، ونقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العربية ، وضبطت الحروف بالنقط والحركات ، وهو أول من صك الدراهم ، وكان يقال : معاوية للحلم ، وعبد الملك للحزم ، ومن كلام الشعبي : ما ذاكرت أحدا إلا وجدت لي الفضل عليه ، إلا عبد الملك ، فما ذاكرته حديثا ولا شعرا إلا زادني فيه ، وكان أبيض طويلا ، أعين رقيق الوجه ، أفوه مفتوح الفم مشبّك الأسنان بالذهب ، مقرون الحاجبين ، مشرف الأنف ، ليس بالنحيل ولا البدين ، أبيض الرأس واللحية ، ونقش خاتمة «آمنت بالله مخلصا». توفي في دمشق سنة ٨٦ ه‍ / ٧٠٥ م.

(٢) هشام بن عبد الملك بن مروان من ملوك الدولة الأموية في الشام ، ولد في دمشق سنة ٧١ ه‍ / ٦٩٠ م ، وبويع فيها بعد وفاة أخيه يزيد سنة ١٠٥ ه‍ ، وخرج عليه زيد بن علي بن الحسين سنة ١٢٠ ه‍ ، بأربعة عشر ألفا من أهل الكوفة ، فوجّه إليه من قتله وقلّ جمعه ، ونشبت في أيامه حرب هائلة مع خاقان الترك في ما وراء النهر ، انتهت بمقتل خاقان واستيلاء العرب على بعض بلاده ، واجتمع في خزائنه من المال ما لم يجتمع في خزانة أحد من ملوك بني أمية في الشام ، وبنى الرصافة على أربعة فراسخ من الرقة غربا ، وهي غير رصافتي بغداد والبصرة ، وكان يسكنها في الصيف ، وتوفي فيها سنة ١٢٥ ه‍ / ٧٤٣ م ، وكان حسن السياسة ، يقظا في أمره ، يباشر الأعمال بنفسه ، من كلامه «ما بقي عليّ من لذات الدنيا إلا أخ أرفع مؤنة التحفظ بيني وبينه».

(٣) خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري ، من بجيلة ، أبو الهيثم ولد سنة ٦٦ ه‍ / ٦٨٦ م ، أمير العراقين ، وأحد خطباء العرب وأجوادهم ، يماني الأصل ، من أهل دمشق ، ولي مكة سنة ٨٩ ه‍ ، للوليد بن عبد الملك ، ثم ولاه هشام العراقين (الكوفة والبصرة) ، وطالت مدته إلى أن عزله هشام سنة ١٢٠ ه‍ ، وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي وأمره أن يحاسبه ، فسجنه يوسف وعذّبه بالحيرة ، ثم قتله في أيام الوليد بن يزيد ، وكان خالد يرمى بالزندقة ، وكان ذلك سنة ١٢٦ ه‍ / ٧٤٣ م.

١١٠

ثم عزل خالد بن عبد الله القسري يزيد بن الغريف وولى سجستان الأصفح بن عبد الله الكلبي فلم يزل بسجستان ، ثم عزله خالد ، وولى عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري فلم يزل واليا حتى عزل خالد بن عبد الله ، وولى يوسف بن عمر الثقفي (١).

ولما ولي يوسف بن عمر العراق لهشام بن عبد الملك ولي سجستان إبراهيم بن عاصم العقيلي ، فصار إلى سجستان وحمل عبد الله بن أبي بردة في وثاق إلى يوسف.

ثم ولي يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، فاستعمل على العراق منصور بن جمهور (٢) ، فاستعمل منصور على سجستان يزيد بن عزان الكلبي.

ثم ولي العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فولى سجستان حرب بن قطن بن المخارق الهلالي.

ثم وجه عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن سعيد بن عمر بن يحيى بن العاص الأعور فأخرجه أهل سجستان عن البلد ، وافتعل بجير بن السلهب من بكر بن وائل

__________________

(١) يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم ، أبو يعقوب الثقفي ، أمير من جبابرة الولاة في العهد الأموي ، كانت منازل أهله في البلقاء بشرقي الأردن ، وولي اليمن لهشام بن عبد الملك سنة ١٠٦ ه‍ ، ثم نقله هشام إلى ولاية العراق سنة ١٢١ ه‍ ، وأضاف إليه إمرة خراسان ، فاستخلف ابنه الصلت على اليمن ، ودخل العراق ، وعاصمته يومئذ الكوفة ، فأقام بها ، ثم قتل سلفه في الإمارة خالد بن عبد الله القسري تحت العذاب ، واستمر إلى أيام يزيد بن الوليد ، فعزله يزيد في أواخر سنة ١٢٦ ه‍ ، وقبض عليه ، وحبسه في دمشق ، إلى أن أرسل إليه يزيد بن خالد القسري من قتله في السجن ، بثأر أبيه ، وعمره نيّف وستون سنة ، وكان صغير الحجم ، قصير القامة ، عظيم اللحية ، فصيحا ، جوادا ، كان سماطه كلّ يوم خمسمائة مائدة ، يسلك سبيل الحجاج في الأخذ بالشدة والعنف ، وكان يضرب به المثل بالتيه والحمق ، يقال : أتيه من أحمق ثقيف ، قال الذهبي : كان مهيبا ، جبارا ، ظلوما.

(٢) منصور بن جمهور بن حصن بن عمرو الكلبي ، من بني كلب بن وبرة ، أمير من الفرسان في العصر الأموي ، كان من سكان المزّة من ضواحي دمشق ، وخرج مع يزيد بن الوليد على ابن عمه الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ ه‍ ، ثم سار إلى العراق ، فقيل إنه افتعل عهدا على لسان يزيد بإمرة العراق ، فحكم بها أربعين يوما ، وجعل على شرطته حجاج بن أرطاة ، قال الذهبي : ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند ، فغلب عليها مدة ، ولما استولى السفاح سنة ١٣٢ ه‍ ، وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه ، فانهزم منصور ومات بالمفازة بين السند وسجستان عطشا سنة ١٣٣ ه‍ / ٧٥٠ م.

١١١

عهدا على لسان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ووقع الشربين بكر (١) وتميم ، وولي يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري (٢) العراق فوجّه إلى سجستان بعامر بن ضبارة المري (٣) فلم يبلغها.

وجاءت دولة بني هاشم (٤) فوجّه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخزاعي (٥) إلى

__________________

(١) بكر : بطن من عذرة بن زيد اللات بن كلب من بني وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة ، قال في العبر : وفيهم العدد والشهرة. (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ١٦٩).

(٢) يزيد بن عمر بن هبيرة ، أبو خالد ، من بني فزارة ، أمير ، قائد ، من ولاة الدولة الأموية ، ولد سنة ٨٧ ه‍ / ٧٠٦ م أصله من الشام ، ولي قنسرين للوليد بن يزيد ، ثم جمعت له ولاية العراقين (البصرة والكوفة) سنة ١٢٨ ه‍ ، في أيام مروان بن محمد ، واستفحل أمر الدعوة العباسية في زمن إمارته ، فقاتل أشياعها مدة ، وتغلّبت جيوش خراسان على جيوشه ، فرحل إلى واسط وتحصّن بها ، فوجّه السفاح أخاه المنصور لحربه ، فمكث المنصور زمنا بواسط يقاتله ، حتى أعياه أمره ، فكتب إليه بالأمان والصلح ، وأمضى السفاح الكتاب ، وكان بنو أمية قد انقضى أمرهم ، فرضي ابن هبيرة وأطاع ، وأقام بواسط وعمل أبو مسلم الخراساني على الإيقاع به ، فنقض السفاح عهده له ، وبعث إليه من قتله بقصر واسط ، في خبر طويل فاجع ، وكان ذلك سنة ١٣٤ ه‍ / ٧٥٠ م ، وكان خطيبا مفوّها ، شجاعا ، ضخم الهامة ، طويلا جسيما.

(٣) عامر بن ضبارة الغطفاني ثم المري ، أبو الهيذام ، قائد ، من الفرسان الشجعان ، من أهل حوران بالشام ، كان مع ابن هبيرة في العراق ، انتدبه مروان بن محمد لقتال شيبان الخارجي ، وجهّز معه سبعة آلاف ، فزحف بهم ، فانهزم منه شيبان ، بعد وقائع ، ثم سار عامر لقتال عبد الله بن معاوية الطالبي ، الخارج بإصطخر فتوفق ، فوجهه ابن هبيرة بخمسين ألفا لقتال قحطبة بن شبيب ، فنزل بأصبهان ، فقاتله قحطبة بعشرين ألفا ، فتقهقر جيش عامر ، وثبت في عدد قليل حتى قتل ، سنة ١٣١ ه‍ / ٧٤٩ م.

(٤) بنو هاشم : بطن من قريش من العدنانية ، وهم بنو هاشم بن عبد مناف ، إليه ينسب بنو هاشم ، ومنهم النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم ، وكانت الرفادة والسقاية بمكة لهم ، ثم انتهت إليهم سيادة قريش. (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٣٨٦).

(٥) أبو مسلم الخراساني : هو عبد الرحمن بن مسلم ، مؤسس الدولة العباسية ، وأحد كبار القادة ، ولد في ماه البصرة سنة ١٠٠ ه‍ / ٧٧١ م ، مما يلي أصبهان ، عند عيسى ومعقل ابني إدريس العجلي ، فربياه إلى أن شبّ ، فاتصل بإبراهيم بن الإمام محمد (من بني العباس) ، فأرسله إبراهيم إلى خراسان ، داعية ، فأقام فيها واستمال أهلها ، ووثب على ابن الكرماني والي نيسابور فقتله واستولى على نيسابوز ، وسلّم عليه بإمارتها ، فخطب باسم السفاح العباسي عبد الله بن محمد ، ثم سيّر جيشا لمقاتلة مروان بن محمد (آخر ملوك بني أمية). فقابله بالزاب بين الموصل وإربل ، وانهزمت جنود مروان إلى الشام ، وفرّ مروان إلى مصر ، فقتل في بصير ، وزالت الدولة الأموية الأولى سنة ١٣٤ ه‍ ، وصفا الجوّ للسفاح إلى أن مات ، وخلفه أخوه المنصور ، فرأى المنصور من أبي مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك ، وكانت بينهما ضغينة ، فقتله برومة المدائن سنة ـ

١١٢

سجستان ، فقال : يا أهل سجستان الحرب بيننا وبينكم حتى تدفعوا إلينا من قبلكم من أهل الشام ، فقالوا : نفتديهم ، ففدوهم بألف ألف ، وأخرجوا أهل الشام من سجستان ، ثم وجه أبو مسلم عمر بن العباس بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة على سجستان.

وكان كثيرا عند أبي مسلم فقتل أهل سجستان أخاه إبراهيم بن العباس (١) ، ووقعت الحرب بينهم وبينه ، فوجّه إليه أبو مسلم أبا النجم عمران بن إسماعيل بن عمران ، وقال له : الحق عمر بن العباس فإن كان قد قتل فأنت أمير البلد ، ثم ولى أبو جعفر المنصور إبراهيم بن حميد المروروذي ثم عزله ، وولى المنصور معن بن زائدة بن مطر بن شريك الشيباني فنزل بست وحارب الممتنعين وأساء معن الولاية ونال الناس منه كل بلاء فدسوا السيوف في أطنان القصب ثم وثبوا عليه فقتلوه ، والذي قتله رجل من أهل طاق (٢) رستاق من رساتيق زرنج وذلك في سنة ست وخمسين ومائة ، وأقام يزيد (٣) بن مزيد بن [زائدة](٤) يحارب القوم فوجّه أبو جعفر تميم بن عمرو من

__________________

ـ ١٣٧ ه‍ / ٧٧٥ م. عاش أبو مسلم سبعة وثلاثين سنة بلغ بها منزلة عظماء العالم ، حتى قال فيه المأمون : أجل ملوك الأرض ثلاثة ، وهم الذين قاموا بنقل الدول وتحويلها : الإسكندر ، وأزدشير ، وأبو مسلم الخراساني. وكان فصيحا بالعربية ، والفارسية ، مقداما ، داهية ، حازما ، رواية للشعر ، يقوله. قصير القامة ، أسمر اللون ، رقيق البشرة ، حلو المنظر ، طويل الظهر قصير الساق ، لم يرضاحكا ولا عبوسا ، تأتيه الفتوح فلا يعرف بشره في وجهه ، وينكب فلا يرى مكتئبا ، خافض الصوت في حديثه ، قاسي القلب : سوطه سيفه. وفي الروض المعطار : كان إذا خرج رفع أربعة آلاف أصواتهم بالتكبير ، وكان بين طرفي موكبه أكثر من فرسخ ، وكان يطعم كل يوم مائة شاة. وفي البدء والتاريخ : كان أقل الناس طمعا ، مات وليس له دار ، ولا عقار ، ولا عبد ، ولا أمة ، ولا دينار. وقال الذهبي : كان ذا شأن عجيب ، شاب دخل خراسان ابن تسع عشرة سنة ، على حمار بإكاف ، وحزمة وعرمة ، فما زال يتنقّل حتى خرج من مرو ، بعد عشر سنين ، يقود كتائب أمثال الجبال ، فقلب دولة وأقام دولة ، وذلّت له رقاب الأمم ، وراح تحت سيفه ستمائة ألف أو يزيدون.

(١) إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول ، أبو إسحاق ، كاتب العراق في عصره ، أصله من خراسان ، وكان جدّه محمد من رجال الدولة العباسية ودعاتها ، ونشأ إبراهيم في بغداد ، فتأدّب وقرّبه الخلفاء.

(٢) الطاق : حصن بطبرستان. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٦).

(٣) يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني ، أبو خالد ، أمير ، من القادة الشجعان ، كان واليا بأرمينية وأذربيجان ، وانتدبه هارون الرشيد لقتال الوليد بن طريف الشيباني عظيم الخوارج في عهده ، فقتل ابن طريف سنة ١٧٩ ه‍ ، وعاد إلى أرمينية ، وكان فيما وليه اليمن ، توفي ببردعة من بلاد أذربيجان سنة ١٨٥ ه‍ / ٨٠١ م.

(٤) وردت في الأصل : «زائد» ، ولعلّ الصحيح ما أثبتناه.

١١٣

تيم الله بن ثعلبة ليعيّن يزيد بن مزيد فصار إلى البلد وحمل قوما إلى أبي جعفر وقدم يزيد بن مزيد العراق.

ثم عزل أبو جعفر تميم بن عمرو وولى سجستان عبيد الله بن العلاء من بني بكر بن وائل ، فمات أبو جعفر وهو عليها.

ثم صارت مضمومة إلى [أعمال](١) خراسان يولونها رجالا من قبلهم ، وذلك أن الشراة (٢) غلبت عليها ، وكثرت عليها.

وخراج سجستان يبلغ عشرة آلاف ألف درهم ، يفرّق في جيوشها ، وشحنتها ، وثغورها.

كرمان

وكرمان (٣) يمنة سجستان توازي الجوزجان (٤) ، ومدينة كرمان العظمى السيرجان (٥) ، وهي منيعة جليلة شجاعها بطل ، ولها من المدن والقلاع بيمند (٦) ، وخنّاب (٧) ، وكوهستان ، وكرستان ، ومغون طمسكان ، وسروسقان وقلعة بم ، ومنوجان ، ونرماشير (٨).

__________________

(١) وردت في الأصل : «عمّال» ، ولعلّ الصحيح ما أثبتناه.

(٢) الشراة : داء يأخذ في الرجل ، أحمر كهيئة الدرهم. (القاموس المحيط ، مادة : شري).

(٣) كرمان : ولاية مشهورة ، وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى واسعة ، وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع ، تشبّه بالبصرة في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيرات. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥١٥).

(٤) الجوزجان : اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان ، وهي بين مرو الروذ وبلخ ، ويقال لقصبتها اليهودية ، ومن مدنها الأنبار ، وفارياب ، وكلّار. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٢١١).

(٥) السيرجان : مدينة بين كرمان وفارس ، وقال ابن الفقيه : السيرجان مدينة كرمان ، بينها وبين شيراز أربعة وعشرون فرسخا ، وكانت تسمّى القصرين. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٣٣٦).

(٦) بيمند : وهو ميمند ، بلد في كرمان ، وقيل : بفارس وذكر بالميم. (معجم البلدان ج ١ / ص ٦٣٤).

(٧) خنّاب : ناحية بكرمان لها رستاق وقرى. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٤٦).

(٨) نرماشير : ضبطها صاحب معجم البلدان ياقوت الحموي بالسين نرماسير وهي مدينة مشهورة من أعيان مدن كرمان ، بينها وبين بمّ مرحلة ، وإلى الفهرج على طريق المفازة مرحلة.(معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٢٤).

١١٤

والبلد واسع جليل ومياهها قليلة ، وبها نخل كثير بمدينة يقال لها جيربت (١) ، ومنها يسلك إلى الهند من جيربت إلى الرتق والدهقان (٢) ، ثم إلى البل والفهرج (٣) يسميها أهلها : فهره ، وهي آخر مدينة عمل كرمان.

وصاحب مكران يدّعي أنها من عمله ، ثم إلى الخروج ، وهي أول مدينة من عمل مكران ، ثم إلى مدينة فنزبور وهي مدينة مكران العظمى.

افتتح كرمان عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس وصالح ملكها على ألفي ألف درهم وألفي وصيف ، وذلك في خلافة عثمان. وأما البلدان التي من سرخس إلى بحر الهند :

الطالقان

من مدينة سرخس إلى الطالقان (٤) أربع مراحل ، والطالقان بين جبلين عظيمين وبها لسعتها مسجدا جماعة يجمع فيها يوم الجمعة ، وبها تعمل اللبود الطالقانية.

ومن الطالقان إلى الفارياب (٥) أربع مراحل فالفارياب المدينة القديمة ، والمدينة الثانية يقال لها : يهودان ، ينزلها عامل الفارياب.

__________________

(١) جيربت : ضبطها صاحب معجم البلدان ياقوت الحموي بالفاء جيرفت : مدينة بكرمان هي مدينة كبيرة جليلة من أعيان مدن كرمان وأنزهها وأوسعها ، بها خيرات ونخل كثير وفواكه ولهم نهر يتخلل البلد إلّا أن حرّها شديد ، ولهم سنّة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطته الريح ، بل هو للصعاليك ، وربما كثرت الرياح فيصير إلى الفقراء من التمور في التقاطهم إيّاها أكثر وربما بلغ بها وبجرومها كل مائة منّ بدرهم ، وفتحت جيرفت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٢٣٠).

(٢) الدهقان : وهو بالفارسية التاجر صاحب الضياع ، وهو اسم موضع ذكره الأعشى في بعض أشعاره :

فظل يعلو لوى الدّهقان معترضا

في الرمل أظلافه صفر من الزهر

(٣) الفهرج : بلدة بين فارس وأصبهان ، معدودة من أعمال فارس ، ثم من أعمال كورة إصطخر ، ولها منبر. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣١٨).

(٤) الطالقان : بلدة بخراسان بين مرو الروذ وبلخ ، قال الإصطخري : أكبر مدينة بطخارستان طالقان ، وهي مدينة في مستوى الأرض ولها نهر كبير وبساتين. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٧).

(٥) فارياب : بكسر الراء ، مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون.(معجم البلدان ج ٤ / ص ٢٦٠).

١١٥

الجوزجان

ومن الفارياب إلى الجوزجان خمس مراحل ولها أربع مدن ، فمدينة الجوزجان يقال لها أنبار ، بها ينزل الولاة.

والثانية يقال لها أسان وصمعا. والثالثة التي كان يسكنها ملك الجوزجان يقال لها كندرم (١) وقرزمان.

والرابعة يقال لها : شبورقان (٢) ، وكانت لها في الأيام المتقدمة مملكة ، والجوزجان توازي كرمان على أرض الهند.

بلخ

ومن الجوزجان إلى بلخ لمن أخذ مشرقا أربع مراحل ، وبلخ لها كور ومدائن فتحها عبد الرحمن بن سمرة في أيام معاوية بن أبي سفيان ، ومدينة بلخ مدينة خراسان العظمى وفيها كان الملك طرخان ملك خراسان ينزل بها وهي عظيمة القدر عليها سوران سور خلف سور ، وقد كان عليها في متقدم الأيام ثلاثة ولها اثنا عشر بابا.

ويقال : إن مدينة بلخ وسط خراسن ، فمنها إلى فرغانة ثلاثون مرحلة مشرقا ، ومنها إلى الرّيّ ثلاثون مرحلة مغربا.

ومنها إلى سجستان ثلاثون مرحلة مما يلي القبلة ، ومنها إلى كابل ، وقندهار ثلاثون مرحلة.

ومنها إلى كرمان ثلاثون مرحلة ، ومنها إلى قشمير (٣) ثلاثون مرحلة ، ومنها إلى خوارزم ثلاثون مرحلة.

__________________

(١) كندرم : لعلها قرية من نواحي نيسابور. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٤٨).

(٢) شبورقان : وتخففها العامة فتقول : شبرقان ، وهي مدينة طيبة من الجوزجان قرب بلخ.(معجم البلدان ج ٣ / ص ٣٦٦).

(٣) قشمير : مدينة متوسّطة لبلاد الهند ، مجاورة لقوم من الترك فاختلط نسلهم بهم فهم أحسن خلق الله خلقة يضرب بنسائهم المثل لهنّ قامات تامّة وصورة سوية وشعور على غاية السباطة ، والطول ، والغلظ. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٠٠).

١١٦

ومنها إلى الملتان (١) ثلاثون مرحلة ، وكان يحيط بقرى بلخ وضياعها ومزارعها سور عظيم.

فمن باب من أبواب السور الذي يحيط بالمزارع والقرى إلى الباب الذي بإزائه اثنا عشر فرسخا ، وليس خارج السور عمارة ولا ضيعة ولا قرية وإنما خارجها الرمال ، ولهذا السور الأعظم الذي يحيط بأرض بلخ اثنا عشر بابا ، وللسور الثاني الذي يحيط بربض المدينة أربعة أبواب من السور الأعظم إلى السور الثاني خمسة فراسخ سور على المدينة بين سور الربض وسور المدينة فرسخ.

وفي الربض النوبهار (٢) وهي منازل البرامكة ، ومن باب سور المدينة إلى الباب الذي بإزائه فرسخ ، فكانت مساحة المدينة ثلاثة أميال في ثلاثة أميال.

ولبلخ سبعة وأربعون منبرا في مدن ليست بالعظام : مدينة يقال لها خلم (٣) ، ومدينة يقال لها سمنجان (٤) ، ومدينة يقال لها : بغلان (٥) ، ومدينة يقال لها :

__________________

(١) الملتان : وأكثر ما يكتب بالواو «مولتان» وهي مدينة في نواحي الهند قرب غزنة أهلها مسلمون منذ القدم ، وبها صنم تعظّمه أهل الهند ، وتحجّ إليه من أقصى بلدانها ، ويتقرّب إلى الصنم في كلّ عام بمال كثير ينفق على بيت الصنم والعاملين فيه. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٦٣).

(٢) النوبهار : قال عمر بن الأزرق الكرماني : كانت البرامكة أهل شرف على وجه الدهر ببلخ قبل ملوك الطوائف ، وكان دينهم عبادة الأوثان فوصفت لهم مكة وحال الكعبة بها ، وما كانت قريش ومن والاها من العرب يأتون إليها ويعظّمونها ، فاتّخذوا بيت النوبهار مضاهاة لبيت الله الحرام ، ونصبوا حوله الأصنام وزيّنوه بالديباج والحرير ، وعلّقوا عليه الجواهر النفيسة ، وتفسير النوبهار : البهار الجديد لأن نو جديد ، وكانت سنّتهم إذا بنوا بناء حسنا أو عقدوا بابا جديدا ، أو طاقا شريفا كلّلوه بالريحان ، وتوّخوا لذلك أول ريحان يطلع في ذلك الوقت ، فلما بنوا ذلك البيت جعلوا عليه أول ما يظهر من الريحان ، وكان البهار ، فسمي نوبهار لذلك ، وكانت الفرس تعظّمه وتحجّ إليه ، وتهدي له وتلبسه أنواع الثياب وتنصب على قتبه الأعلام. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٥٥).

(٣) خلم : بلدة بنواحي بلخ ، وهي بلاد العرب ، نزلها الأسد وبنو تميم ، وقيس أيام الفتوح ، وهي مدينة صغيرة ذات قرى وبساتين ، ورساتيق وشعاب ، وزروعها كثيرة ، لا تكاد الريح تسكن بها ليلا ولا نهارا في الصيف. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٤٠).

(٤) سمنجان : بلدة من طخارستان وراء بلخ وبغلان ، وبها شعاب كثيرة ، وبها طائفة من عرب تميم ، ومن بلخ إلى خلم يومان ، ومن خلم إلى سمنجان خمسة أيام. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٨٦).

(٥) بغلان : بلدة بنواحي بلخ فيها أنها كثيرة وأشجار ملتفّة ، وبين بغلان وبلخ ستة أيام. (معجم البلدان ج ١ / ص ٥٥٤).

١١٧

سكلكند (١) ، ومدينة يقال لها : ولوالج (٢) ، ومدينة يقال لها : هوظة ، ومدينة يقال لها : آرهن (٣) ، ومدينة يقال لها : راون (٤) ، ومدينة يقال لها : طاركان ، ومدينة يقال لها: نورين ، ومدينة يقال لها : بذخشان (٥) ، ومدينة يقال لها : جرم (٦) ، وهي آخر المدن الشرقية مما يلي بلخ إلى ناحية بلد التبت.

فأما المدن التي عن يمين المشرق فأولها : مدينة يقال لها : خست (٧) ، ومدينة يقال لها : بنجهار (٨) ، ومدينة يقال لها : بروان ، ومدينة يقال لها غوروند ، افتتحها الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك (٩) في أيام الرشيد ، وكانت ممتنعة وهي من مدن

__________________

(١) سكلكند : كورة بطخارستان كثيرة الخيرات ، عامرة الرساتيق ، نسب إليها قوم من أهل العلم.(معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٦١).

(٢) ولوالج : بلد من أعمال بذخشان خلف بلخ وطخارستان. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٤٤١).

(٣) آرهن : من قرى طخارستان من أعمال بلخ. (معجم البلدان ج ١ / ص ٧١).

(٤) راون : بليدة من نواحي طخارستان شرقي بلخ ليست بالكبيرة. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٢).

(٥) بذخشان : وهو الموضع الذي فيه معدن البلخس المقاوم للياقوت ، وهو عروق في جبلهم يكثر ، لكن الجيد منه قليل ، وفي جباله أيضا معدن اللازورد الذي يزوّق ويعمل منه فصوص الخواتم ، ومن هذا الموضع يدخل التجار أرض التبت. وبذخشان بلدة في أعلى طخارستان متاخمة لبلاد الترك ، بينها وبين بلخ ثلاثة عشر فسرخا ، وفيها أيضا حجر البجادي وهو كالياقوت غير البلخش والبلور الخالص. (معجم البلدان ج ١ / ص ٤٢٩).

(٦) جرم : مدينة بنواحي بذخشان وراء ولوالج. (معجم البلدان ج ٢ / ص ١٥١).

(٧) خست : ناحية من بلاد فارس قريبة من البحر. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٢٣).

(٨) بنجهار : ضبطها صاحب معجم البلدان بنجهير ، مدينة بنواحي بلخ ، فيها جبل الفضة ، وأهلها أخلاط ، وبينهم عصبية وشرّ وقتل ، والدراهم بها واسعة كثيرة لا يكاد أحدهم يشتري شيئا ، ولو جرزة بقل بأقل من درهم صحيح ، والفضة في أعلى جبل مشرف على البلدة ، والسوق والجبل كالغربال من كثرة الحفر ، وإنما يتبعون عروقها يجدونها تدلّهم على أنها تفضي إلى الجواهر ، وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة ، فيتّفق أن للرجل منهم في الحفر ثلاثمائة ألف درهم أو يزيد أو ينقص ، فربما صادف ما يستغني به هو وعقبه ، وربما حصل له مقدار نفقته وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك ، وربما يتبع رجل عرقا ويتبع آخر شعبة أخرى منه بعينه فيأخذان جميعا في الحفر ، والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحقّ ذلك العرق وما يفضي إليه ، فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا تعمله الشياطين ، فإذا سبق أحد الرجلين ذهبت نفقة الآخر هدرا وإن استويا اشتركا.(معجم البلدان ج ١ / ص ٥٩١).

(٩) الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي ، وزير الرشيد العباسيّ ، وأخوه في الرضاع ولد سنة ـ

١١٨

كابل شاه فهذه المدن بين مدينة بلخ العظمى وبين الباميان.

ثم مدينة الباميان (١) ، وهي مدينة على جبل ، وكان بها رجل دهقان يسمى أسدا ، وهو بالفارسية : الشير ، فأسلم على يد مزاحم بن بسطام في أيام المنصور وزوج مزاحم بن بسطام ابنته محمد بن مزاحم ويكنى أبا حرب ، فلما قدم الفضل بن يحيى خراسان وجه بابن له يقال له الحسن إلى غوروند فافتتحها مع جماعة من القواد فملكه على الباميان وسماه باسم جده شيرباميان ، وهي من مدن طخارستان الأولى.

وتخرج من جبل الباميان عيون ماء فيمر منها واد إلى القندهار مسافة شهر ، ويمر من شعب آخر إلى سجستان مسافة شهر ويمر نهر آخر إلى مرو مسيرة ثلاثين يوما ، ويخرج نهر آخر إلى بلخ مسيرة اثني عشر يوما ، ونهر آخر إلى خوارزم مسيرة أربعين يوما.

كل هذه الأنهار تخرج من جبل الباميان لارتفاعه وفيه معادن نحاس ورصاص وزيبق.

وعن يسار المشرق من المدن : مدينة يقال لها : الترمذ (٢) ، ومدينة يقال لها : سرمنكان ، ومدينة يقال لها : دارزنكا (٣) ، ومدينة يقال لها : الصغانيان (٤) ، وهي أكبر

__________________

ـ ١٤٧ ه‍ / ٧٦٥ م. كان من أجود الناس ، استوزره الرشيد مدّة قصيرة ، ثم ولّاه خراسان سنة ١٧٨ ه‍ ، فحسنت فيها سيرته ، وأقام إلى أن فتك الرشيد بالبرامكة سنة ١٨٧ ه‍ ، وكان الفضل عنده ببغداد ، فقبض عليه وعلى أبيه يحيى ، وأخذهما معه إلى الرقّة فسجنهما ، وأجرى عليهما الرزق ، واستصفى أموالهما ، وأموال البرامكة كافة ، وتوفي الفضل في سجنه في الرقّة سنة ١٩٣ ه‍ / ٨٠٨ م.

(١) الباميان : بلدة وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة ، بها قلعة حصينة ، والقصبة صغيرة ، والمملكة واسعة ، وبها بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفوعة ، منقوش فيه كل طير خلقه الله تعالى على وجه الأرض ينتابه الذّعار ، وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه ، يسمّى أحدهما سرخبد والآخر خنكبد ، وقيل : ليس لهما في الدنيا نظير. (معجم البلدان ج ١ / ص ٣٩٣).

(٢) التّرمذ : مدينة مشهورة من أمّهات المدن ، راكبة على نهر جيحون من جانبه الشرقي ، متّصلة العمل بالصغانيان ، ولها ربض ، يحيط بها سور ، وأسواقها مفروشة بالآجر ، ولهم شرب يجري من الصغانيان لأن جيحون يستقلّ عن شرب قراهم. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٣١).

(٣) دارزنكا : ضبطها صاحب معجم البلدان دارزنج من قرى الصغانيان. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٨٠).

(٤) الصغانيان : ولاية عظيمة بما وراء النهر متّصلة الأعمال بترمذ ، وهي ناحية شديدة العمارة ، ـ

١١٩

المدن التي عن يسار المشرق من مدينة بلخ ، ومدينة خرون (١) ، ومدينة يقال لها : ماسند ، ومدينة بارسان ، ومدينة يقال لها : كبر سراع ، ومدينة يقال لها : قباذيان (٢) ، ومدينة يقال لها : يوز (٣) ، وهي بلد حاتم بن داود ، ومدينة يقال لها : وخش (٤) ، ومدينة يقال لها : هلاورد ، ومدينة يقال لها : كاربنك ، ومدينة إيديشاراع ، ومدينة يقال لها : روستابيك ، وهي مملكة الحارث بن أسد بن بيك صاحب الدواب البيكية ، ومدينة يقال لها : هلبك ، ومدينة يقال لها : منك ، وهي الحد إلى بلاد الترك إلى الموضع الذي يقال له : راشت ، وكماد ، وبامر.

ومما يلي الشمال من مدن بلخ : مدينة يقال لها دريا هنين تفسيره : باب الحديد ، ومدينة يقال لها : كشّ ، (٥) ومدينة يقال لها : نخشب (٦) ، ومدينة يقال لها : صغد ومنها إلى مملكة سمرقند.

فأما البلدان التي في تيمن نهر بلخ ونحو القبلة ، فمن بلخ نحو القبلة إلى تخارستان وإلى أندراب (٧) ، وإلى الباميان ، وهي أول ممالك طخارستان الدنيا الغربية ، وهي في جبل عظيم وقلعة منيعة ، ثم إلى بذخشتان ، وإلى مدينة كابل شاه مدينة منيعة

__________________

ـ كثيرة الخيرات ، مشاربهم من أنهار تمدّ إلى جيحون غير أن موادّها تنقطع عنه في بعض السنة. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٦٤).

(١) خرون : ناحية من خراسان وبها حصلت وقعة للخوارج ـ. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤١٥).

(٢) قباذيان : من نواحي بلخ. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٤٤).

(٣) يوز : سكة ببلخ. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٥١٧).

(٤) وخش : هي كلمة عجمية مأخذها من العربية ، وهو أن الوخش رذالة الشيء لا يثنّى ولا يجمع ، ووخش : بلدة من نواحي بلخ من ختّلان ، وهي كورة متصل بختّل حتى تجعلان كورة واحدة ، وهي على نهر جيحون ، وهي كورة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء وبها منازل الملوك ، ونعم واسعة. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٤١٩).

(٥) كشّ : قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل ، ينسب إليها أبو زرعة محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجرجاني. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٢٥).

(٦) نخشب : من مدن ما وراء النهر بين جيحون وسمرقند ، وليست على طريق بخارى ، فإن القاصد من بخارى إلى سمرقند يجعلها عن يساره وهي نسف نفسها. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٣١٩).

(٧) أندراب : بلدة بين غزنين وبلخ وبها تذاب الفضة المستخرجة من معدن بنجهير ، ومنها تدخل القوافل إلى كابل ، ويقال لها : أندرابة وهي مدينة حسنة نسب إليها جماعة من أهل العلم.(معجم البلدان ج ١ / ص ٣٠٩).

١٢٠