البحرين في صدر الإسلام

الدكتور عبد الرحمن عبد الكريم العاني

البحرين في صدر الإسلام

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن عبد الكريم العاني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٨

جواثا (١) ، في سنة ٧٢ ه‍ (٢) وذلك بعد حادث الاعتداء على حياته وخوفا من بني حنيفة الذين كانوا يؤيدون نجدة بن عامر الحنفي والذي قتله أبو فديك (٣).

وقد حاول مصعب بن الزبير وكان يلي العراق لأخيه عبد الله أن يضع حدا لنشاط الخوارج في البحرين ، مستفيدا من الخلاف الذي دب بين الخوارج وأدى إلى قتل نجدة ومجيء أبي فديك ، لذلك أرسل سنة ٧٢ ه‍ جيشا من أهل البصرة بقيادة محمد بن عبد الرحمن بن الاسكاف ضدهم (٤) ، ولكن أبا فديك هزمهم (٥) ، ثم هزم جيشا آخر من أهل البحرين والبصرة أرسله المصعب بقيادة زياد بن القرشي (٦).

ولما قتل المصعب واستعاد الأمويون سيطرتهم على العراق ، اهتموا بأمر الخوارج وعملوا على القضاء على حركاتهم ، ففي سنة ٧٣ ه‍ (٧) أرسل خالد بن عبد الله بن أسيد ، وكان واليا على البصرة لعبد الملك ، جيشا بقيادة أخيه أمية بن عبد الله عدته ١٢ ألف ضد

__________________

(١) خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٤. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٧ ب. الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٢٩. الكامل : ٤ / ٣٤٥. الذهبي : تاريخ الإسلام / ٣ / ١١١. ابن كثير : البداية والنهاية ٨ / ٣٢٤.

(٢) في رواية أخرى في سنة ٧١ ه‍. خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٤. ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة ١ / ١٨٦ ـ ١٨٧.

(٣) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٧ ب.

(٤) خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٤. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٧ ب. الذهبي : تاريخ الإسلام ٣ / ١٠٧. النجوم الزاهرة : ١ / ١٨٦ ـ ١٨٧.

(٥) خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٤. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٧ ب ـ ٣٨ أ.

(٦) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٨ أ.

(٧) في رواية أخرى أن الحملة كانت في سنة ٧٢ ه‍. الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٢٩. الكامل : ٤ / ٣٤٥. الذهبي : تاريخ الإسلام ٣ / ٣١١. البداية والنهاية : ٨ / ٣٤٨.

١٨١

أبي فديك الذي كان عدد أتباعه ٧٠٠ ، ولكن أمية وجيشه وقعوا في كمين أعده أبو فديك فتشتتوا (١).

ثم أرسل عبد الملك بن مروان حملة أخرى من أهل الشام يقودها عمر بن عبيد الله بن معمر ضد أبي فديك (٢) ، وضم إليه من أهل الكوفة حوالي ثمانية آلاف رجل (٣) ووضعهم تحت قيادة محمد بن موسى بن طلحة وأمرهم بالتوجه إلى البصرة ، ثم تبعهم إلى البصرة حيث جمع ثلاثة عشر (٤) ألف رجل تحت قيادة ابن أخيه عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر ، وقد جعل عمر أهل الكوفة على الميمنة ، وأهل البصرة في الميسرة ، وخيله في القلب ، وتقدم سالكا الطريق الصحراوي حتى وصل هجر ونزل في خندق في جواثا ، وكان أبو فديك في المشقر مع اثنى عشر ألف من أتباعه ، منهم عدد كبير من الأعراب الذين انضموا إليه بعد هزيمة أمية بن خالد ـ طمعا في الغنائم ـ وقد تفرقوا عنه ، فلم يبق معه إلا حوالي ألف رجل اشتبكوا مع جيش عمر بن عبيد الله في المشقر ، وفي معركة استمرت خمسة أيام كانت كفة أبي فديك هي الراجحة في البداية ، ولكن شجاعة

__________________

(١) البلاذري : أنساب الأشراف ٤ ق ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٣ ، ١٦٤ ، ج ٥ ، ورقة ١٠ أ، ج ٦ ، ورقة ٣٧ ب ـ ٣٨ أ. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٧ ـ ١٨. اليعقوبي : التاريخ ٢ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦. الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٢٩. الكامل : ٤ / ٣٤٥. تاريخ الإسلام : ٣ / ١١١. البداية والنهاية : ٨ / ٣٢٤. العقد الفريد : ١ / ١٤٢ ـ ١٤٣ ، ٤ / ٤٧. النويري : نهاية الارب ٣ / ٣٥١. ياقوت : ٤ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ «مادة مرداء».

(٢) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٨ أ. انظر أيضا الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٥٢. الكامل : ٤ / ٣٦٢. تاريخ الإسلام : ٣ / ١١٥ ـ ١١٦. ابن خلدون ٣ / ٣٢٢.

(٣) في الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٥٢ عشرة آلاف. وفي الكامل : ٤ / ٣٦٢. ابن خلدون : ٣ / ٣٢٢ عشرة آلاف من البصرة والكوفة.

(٤) في الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٥٢ وتاريخ الإسلام : ٣ / ١١٥ ـ ١١٦ عشرة آلاف.

١٨٢

وخبرة عمر غيرت الموقف وقتل أبو فديك وأخذ رأسه إلى الخليفة ، وقد طورد أتباعه وحصروا في المشقر ، فقتل الموالي بينما أطلق العرب (١) ، وذلك في سنة ٧٤ ه‍ (٢) ، وهكذا انتهت سيطرت النجدات في البحرين.

ولما انتقلت حركة الخوارج إلى البحرين انضم إليها بنو عبد القيس ، وساهموا مساهمة فعالة في الحركات المتأخرة ، فجميع الثورات في تلك الفترة قام بها رجال من عبد القيس ، وقد حملت ثورات الخوارج المتكررة من عبد القيس في البحرين الحجاج على أخذ جماعة من زعمائهم حيث عاقبهم بشدة أما بقطع أعضائهم أو بسجنهم (٣) ، ففي سنة ٧٨ ه‍ ثار في البحرين بنو محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس ، وقد طلب محمد بن صعصعة الكلابي والي البحرين المساعدة من الحجاج الذي كانت قواته من مقاتلة البصرة والكوفة مشغولة في محاربة الأزارقة بقيادة المهلب ، لذلك سأل الخليفة أن يأمر إبراهيم بن عربي والي اليمامة لمحاربة الخوارج ، فتقدم إبراهيم وهزم الثوار ورجع إلى اليمامة (٤).

وفي السنة التالية «٧٩ ه‍» ثار الريان النكري (٥) ..........

__________________

(١) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٨ ب ـ ٣٩ أ. اليعقوبي : ٢ / ٣٢٦. الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٥٢ ـ ٨٥٣. الكامل : ٤ / ٣٦٢. تاريخ الإسلام : ٣ / ١١٥ ـ ١١٦. ابن خلدون : ٣ / ٣٢٢. الفرق بين الفرق : ٩٠. التبصير في الدين : ٣١. الملل والنحل : ١ / ٩٢.

(٢) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٩ أ.

(٣) ن. م. ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ.

(٤) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ. والمصادر لا تصرح باسم قائد الثورة.

(٥) نسبة إلى نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. انظر الفصل الثاني.

١٨٣

بقرية طاب (١) من الخط بالبحرين ، ثم انضم إليه ميمون (٢) الذي جاء في أصحابه من عمان فنزلوا دارين ، ثم تقدم إلى الزارة والريان أمامه ، لذلك استدعي محمد بن صعصعة والي الحجاج على البحرين أهل البحرين لحرب الريان وجماعته ، ولكن عبد القيس أيدت الخوارج في هذه الفترة ورفضت طلب الوالي ، فأرسل محمد ضد الخوارج جيشا من الأزد بقيادة عبد الله بن عبد الملك العوذي من الأزد ، ولكنه هزم وقتل ، ولذلك ترك محمد البحرين ، ولكن خلافا ظهر بين الريان وميمون أدى إلى ترك الأخير البحرين بعد أربعين يوما فقط من خروج محمد منها وذهب إلى عمان ، وأقام الريان بالزارة ، ولكن محمد مع ذلك لم يحاول الاستفادة من هذا الموقف ، فلم يرجع إلى البحرين ويستغل الخلاف بين أعداءه ، ثم أرسل الحجاج يزيد بن أبي كبشة مع اثنى عشر ألفا من مقاتلة الشام وقد التقى بالريان الذي كان معه ١٥٠٠ في ميدان الزارة ، فقتل الريان مع عدد كبير من أتباعه سنة ٨٠ ه‍ (٣). ثم ثار داود بن محرز (٤) أحد عبد القيس واتخذ القطيف مركزا له ، وقد أعانه أهل البحرين على إنزال جثة الريان وأتباعه المصلوبين ودفنوهم ، ونجح في إلحاق الهزيمة بجيش أرسل ضده بقيادة أبي البهاء صاحب شرطة القطيف ، كما ألحق الهزيمة بعبد الرحمن بن النعمان العوذي من الأزد وكان لهذه الهزيمة أثر كبير في اتفاق الأزد مع سكان القطيف ضد داود وعبد القيس ، وبهذه المحالفة هزم داود وأتباعه وقتلوا.

__________________

(١) في أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ. «على فراسخ من معوق الخط».

(٢) لا تذكر المصادر من هو ميمون ومن هم أتباعه.

(٣) خليفة بن خياط / التاريخ / ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٨ ، ٣٠٠. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ. الذهبي / تاريخ الإسلام / ٣ / ١٢٦ ـ ١٢٨. النجوم الزاهرة : ١ / ١٩٩.

(٤) يذكر خليفة بن خياط أنه داود بن عامر بن الحارث. التاريخ : ١ / ٣٧٨.

١٨٤

وفي سنة ٨٦ ه‍ (١) ثار بالبحرين مسعود بن أبي زينب المحاربي من عبد القيس (٢) فهرب عاملها الأشعث بن عبد الله بن الجارود من البحرين وسيطر مسعود قرابة ١٩ سنة ، وقام بقتل كل من عبد الرحمن بن النعمان العوذي ومنصور بن أبي رجاء العوذي الأزديين (٣) ، وقام بغزو اليمامة فخرج واليها سفيان بن عمرو العقيلي مع بني حنيفة لقتال مسعود فالتقوا بالخضرمة (٤) فقتل مسعود (٥) ، فتولى قيادتهم هلال بن مدلج فقتل الكثير من الخوارج وتفرقوا وبقي مع نفر يسير فدخلوا في قصر فتحصنوا فيه ، فصعد إليهم بنو حنيفة فقتل هلال واستأمن الباقون (٦).

وبعد مقتل مسعود ثار في هجر أخوه سعيد ، ولكن خالفه عون بن بشير أحد بني الحارث بن عامر بن حنيفة واحد أتباعه المشهورين وأكفره ، فافترق أتباعه فرقتين : فرقة مع سعيد بقيت في هجر ، والأخرى مع عون جعلت القطيف مركزا لها ، وقد انحاز إلى عون عدد كبير من الخوارج ، ولكن سعيد دبر اغتياله وتخلص منه ، أما سعيد فبقي في هجر ولم يعتقل (٧). أما جماعة عون فلم تتوفر لدينا

__________________

(١) في رواية أخرى في سنة ٩٦ ه‍. خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٣٢٤.

(٢) في ديوان الفرزدق : ١ / ٢٢٦. «مولى لعبد القيس».

(٣) خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٣١٨ ، ٣٢٤. أنساب الأشراف : ج ٧ ، ورقة ٢٥ أ. الكامل : ٥ / ١١٩. ياقوت : ١ / ٥٧٠ ـ ٥٧١.

(٤) الخضرمة : بلد بأرض اليمامة. ياقوت : ٢ / ٤٥١.

(٥) يقول ياقوت في برقان «موضع قتل فيه مسعود» : ١ / ٥٧٠ ـ ٥٧١ ، وبرقان اليوم في جنوب الكويت وهو من حقول الزيت المهمة. مختصر تاريخ الكويت : ٢٨. تحفة المستفيد : ١ / ٩.

(٦) ديوان الفرزدق : ١ / ١١٩ ، ٢٢٦ ، ٢ / ٥٠. تاريخ خليفة بن خياط : ١ / ٣٤٤. أنساب الأشراف : ج ٧ ، ورقة ٢٥ أ. الكامل : ٥ / ١١٨ ـ ١١٩. ياقوت : ١ / ٥٧٠ ـ ٥٧١.

(٧) أنساب الأشراف : ج ٧ ، ورقة ٢٥ أ.

١٨٥

معلومات عما حلّ بهم بعد مقتله ، ولا بد أن تكون العصبية القبلية سببا في الخلاف الذي نشب بينه وبين سعيد ، الذي يبدو أن موقفه كان ضعيفا ولم يؤيده الخوارج.

وقد امتد نشاط خوارج البحرين في عهد عبد الملك إلى البصرة أيضا ، ولا بد أن يكون هذا دليلا على شعورهم بأن أوضاع البصرة تلائمهم ، وبأن لهم من يسندهم ويعطف عليهم ، ولعل للشعور القبلي أثر في ذلك ، إذ أن البعض من عبد القيس كانوا يقطنون البصرة ، هذا فضلا عن قربها من البحرين ، فقد قام عدد منهم بإشعال ثورات خارجية فيها ، ومنها الثورة التي قام بها سنة ٧٨ ه‍ خارجي من عبد القيس يدعى أبو معبد الشني (١) ، وقد جاء من البحرين واتخذ مركزه في موقوع قرب البصرة ، غير أن الحكم بن أيوب وكان على الشرط في البصرة قضى عليه وشتت أصحابه (٢).

وفي سنة ٨٦ ه‍ (٣) ثار في البصرة داود بن النعمان أحد بني أنمار بن وديعة بن عبد القيس ، وقد قدم إليها من البحرين وجعل موقوع أيضا مركزا لثورته ، ثم ذهب إلى البصرة مع أربعين رجلا فانضم إليه عدد من خوارجها ، إلا أن الحكم بن أيوب استطاع التغلب عليه وقتله مع عدد من أتباعه بعد مقاومة عنيفة (٤).

__________________

(١) في ياقوت : ٤ / ٦٨٨ أبو سعيد المثنى الخارجي العبدي.

(٢) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤١ ب ـ ٤٢ أ. اليعقوبي : ٢ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩. ياقوت : ٤ / ٦٨٨. وفي رواية أخرى أنه ثار في عهد الوليد بن عبد الملك. انظر أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ.

(٣) يذكر خليفة بن خياط أن داود بن النعمان ثار في سنة ٧٥ ه‍. التاريخ : ١ / ٢٦٩.

(٤) خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أـ ٤٢ ب. وفي رواية أخرى أن الحكم بن أيوب وجه إليه عباد بن الحصين فقتله. خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠. ويذكر البلاذري أن داود قتل في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة ٨٧ ه‍. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ ب.

١٨٦

يتبين مما مرّ أن عبد القيس انضمت إلى حركة الخوارج عندما انتقلت إلى البحرين ، وأنهم ساهموا مساهمة فعالة في حركات الخوارج المتأخرة وقاتلوا في صفوفهم. أما دوافع انضمام عبد القيس إلى الخوارج في هذه المرحلة فهي :

١ ـ الروح المحلية (العصبية الاقليمية) : إذ أن البحرين أخذت بعد الفتح الإسلامي تفقد مركزها التجاري المهم ، ولم تعد سلع الهند والشرق الأوسط تفرغ في موانئها ، كما أنها لم تعد قاعدة لفتوح فارس وجنوب إيران ، حيث أن البصرة احتلت تلك المكانة (١) ، وقد أدى ذلك إلى تردي الأوضاع الاقتصادية في البحرين.

٢ ـ الروح القبلية (العصبية القبلية) : نظرا لما للبحرين من حضارة ، وشعور عبد القيس بالمخاطر التي تهددهم من جراء كساد تجارتهم ، وعدم حصولهم على العطاء حيث إن الأموال كانت ترسل إلى البصرة التي توزع العطاء على مقاتلتها ، هذه الأمور مجتمعة جعلت عبد القيس تتماسك وتنضم إلى الخوارج للثورة على الحكم الأموي ، ولا بد أن بعضهم كانوا نصارى أو أعراب لم يمس الإسلام إلا ظاهرهم.

٣ ـ الشعور الديني : اصطبغت جميع الفرق الإسلامية السياسية بصبغة دينية ، وعندما أظهر الخوارج تمسكهم بالعقيدة الدينية انضم إليهم عدد كبير من عبد القيس الساخطين على الحكم الأموي لتقويض دعائمه وإقامة الحكم العادل.

٤ ـ الاستياء من الحكم المركزي : إذ أن حركة الخوارج تعطيهم

__________________

(١) انظر الفصل الرابع والسادس.

١٨٧

حرية التصرف في بلادهم بحيث لا يخضعون لسلطان يفرض عليهم.

٥ ـ ولا ريب أن عددا آخر من عبد القيس انضموا إلى الخوارج طمعا في الحصول على الغنائم.

أما الأزد فقد وقفوا ضد الخوارج في الحركات المتأخرة وقاوموا في كثير من الأحيان تلك الثورات ، كما حدث في ثورة الريان النكري ، وثورة داود بن محرز ، ولا بد أن ذلك راجع إلى العصبية القبلية ، التي كانت تدفعهم لاتخاذ مواقف مناقضة لمواقف عبد القيس.

وقد انضم إلى الخوارج عدد من الموالي ، واشتركوا في الثورات التي قامت ضد الحكم الأموي ووصل بعضهم إلى مركز الرئاسة ومنهم أبو طالوت سالم بن مطر مولى بني زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذي قاد الحركة في مراحلها الأولى في اليمامة ، وثابت التمار الذي اختاره الخوارج رئيسا لهم بعد عزل نجدة بن عامر ولكنه خلع بسرعة ، كما قاتلوا مع أبي فديك عبد الله بن ثور في المشقر وقتلوا هناك.

إن القدر اليسير المتوفر لدى من أسماء الموالي لا يمكنني من إعطاء صورة دقيقة عن توزيعهم بين العشائر ، خاصة وأن أصل ولائهم متنوع ، ولعل العشائر التي اشتركت في الفتوحات الأولى والتي كان لها نصيب أوفر من أسرى الحرب ، أصبح لها عدد أكبر من الموالي ، وبذلك يمكن القول إن الموالي لم يكونوا موزعين بين العشائر بالتساوي أو وفق خطة معينة ، بل كان لبعض العشائر موالي أكثر من غيرها (١).

__________________

(١) العلي : التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري : ٨١ ، ط ٢.

١٨٨

ويمكن تقسيم الموالي إلى قسمين :

موالي العتاقة : وكانوا في الأصل من العبيد إلا أنهم تحرروا من العبودية لأسباب اقتصادية أو دينية ، غير أنهم ظلوا بعد العتق مرتبطين بالولاء لعشيرة سيدهم ، وبقيت حريتهم مقيدة في بعض الأمور ، وقد اشتغل هؤلاء بعد اعتاقهم بمختلف المهن والأعمال.

وقد ظهر بجانب موالي العتاقة نوع آخر من الموالي من الأعاجم الأحرار الذين قدموا إلى الأمصار لأسباب مختلفة كالتجارة والصناعة ، وارتبطوا بالعشائر بمحض اختيارهم ، وكانت حالة هؤلاء أفضل من موالي العتاقة ، كما أن نظرة المجتمع العربي إليهم أفضل من موالي العتاقة.

لقد ضمن الدين الإسلامي المساواة للأعاجم بعد إسلامهم بالعرب المسلمين سواء في الحقوق أو الواجبات ، ولكن المجتمع العربي والدولة الأموية لم يعيروا هذه المساواة أهمية ، فكان العرب ينظرون إليهم بازدراء ، ولم يقبل العربي أن يتزوج المولى امرأة عربية ، ولا يمكن للمولى أن يشغل بعض المناصب الهامة كالقضاء وقيادة الجيش ، يضاف إلى ذلك أن معظم الموالي لم يكونوا يأخذون العطاء ، وإذا كان فيهم من يأخذ العطاء كما كانت الحالة في الأزمنة القديمة فإن عطاءهم لم يكن مساويا للعرب (١).

والخلاصة فإن معاملة الدولة الأموية والمجتمع العربي للموالي كانت سيئة ، ولم تكن لهم أية حقوق سياسية ، كما أن حالتهم

__________________

(١) انظر التفصيلات في كتاب : التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري للدكتور صالح أحمد العلي : ٧٧ ـ ١٠٢ (فصل الأعاجم) ، ط ٢.

١٨٩

الاجتماعية والاقتصادية كانت رديئة.

ولا ريب أن الموالي أرادوا أن يبدلوا أوضاعهم السيئة ، وقد وجدوا في الدين الإسلامي سندا لدعواهم في المساواة الكاملة مع العرب ، فانضم عدد غير قليل منهم إلى الخوارج الذين أعطوهم بعض الأمل بما كانوا ينادونه من مساواة بين المسلمين ، وكانوا يعطونهم العطاء (١).

إن انتهاء سيطرة النجدات في البحرين لم يؤثر على قوة الخوارج فيها ، إذ أن حركاتهم المتأخرة كانت قوية جدا ، وامتازت حروبهم بعنف لا نجده عند غيرهم ، ويرجع ذلك إلى قوة الإيمان التي امتازوا بها ، وإلى شباب القائمين بالأمر ، فكثيرا ما كان قوادهم من الشباب ، ومما يدل على قوة الخوارج في البحرين ، وتأييد عبد القيس الكامل للحركة هو فشل جميع محاولات الولاة في القضاء عليهم ، وأن الجيوش التي تولت القضاء على ثوراتهم كانت تأتي من خارج البحرين.

إن معظم ثورات وحركات الخوارج المتأخرة في البحرين لم تنجح وقضي عليها بشدة ، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها قوة الدولة الأموية ، كما أن تلك الحركات كان ينقصها التخطيط والتنسيق والتروي.

__________________

(١) يقول المبرد «وذلك الرجل من مجوس كانوا أسلموا ولحقوا بالخوارج ففرض لكل واحد منهم خمسمائة». الكامل في اللغة : ٣ / ١١٠٨.

١٩٠

الملاحق

١٩١
١٩٢

الملحق الأول

رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البحرين

يروي الواقدي بسند عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أنه قال : «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي بالبحرين وكتب إليه كتابا فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك إلى الإسلام ، فأسلم تسلم ، أسلم يجعل الله لك ما تحت يديك ، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر» (١). وقد أجاب المنذر بن ساوى الرسول بإسلامه وتصديقه «وإني قرأت كتابك على أهل هجر فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ، ومنهم من كرهه ، وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إليّ في ذلك أمرك» (٢).

__________________

(١) الزيلعي : نصب الراية لأحاديث الهداية / ٤ / ٤١٩ ـ ٤٢٠.

(٢) ابن سعد : ١ ق ٢ / ١٩. وهناك روايات أخرى بنفس المعنى مصح اختلاف بالنص والتفصيل ، انظر ابن سيد الناس / عيون الأثر / ٢ / ٢٦٧ ، زاد المعاد / ٣ / ٦١ ، الزيلعي / نصب الراية / ٤ / ٤٢٠ ، تاريخ الخميس / ٢ / ١١٦ ، الحلبي / السيرة الحلبية / ٣ / ٢٨٤ ، دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٩٨.

١٩٣

ثم كتب الرسول إلى المنذر بن ساوى كتابا آخر هذا نصه :

«بسم الله الرحمن الرحيم :

من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى.

سلام الله عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إلا إلا هو ، أما بعد فمن استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ما لنا.

وعليه ما علينا ، ومن لم يفعل فعليه دينار من قيمة المعافري (١) ، والسلام ورحمة الله ، يغفر الله لك» (٢).

وبعث الرسول بكتاب آخر إلى المنذر بن ساوى هذا نصه (٣).

«بسم الله الرحمن الرحيم :

من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى.

سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله (٤) ، الذي لا إله إلا هو ،

__________________

(١) المعافرية : نوع من البرود اليمانية ، يقول الأزهري «برد معافري منسوب إلى معافر اليمن ثم صار اسما لها بغير نسبة» تهذيب اللغة / ٢ / ٣٥٣ ، انظر أيضا ياقوت / ٤ / ٥٧٠ ، لسان العرب / ٤ / ٥٩٠ «مادة عفر».

(٢) أبو يوسف / الخراج / ١٣١ ، «وتوجد روايات أخرى بنفس المعنى مع اختلاف في النص والتفصيل». انظر ... أبو يوسف / الخراج ١٣١ ، أبو عبيد / الأموال / ٢٠ ، ابن سعد / ١ ق ٢ / ١٩ ، فتوح / ٨٠ ـ ٨١ الطبري / ١ ق ٣ / ١٦٠٠ ، أسد الغابة / ٤ / ٤١٧ ، صبح الأعشى / ٦ / ٣٧٦ ، الزرقاني / شرح الزرقاني على المواهب اللدنية / ٣ / ٣٥٢.

(٣) عيون الأثر / ٢ / ٢٦٧ ، انظر / ابن سعد / ١ ق ٢ / ١٩ يذكره مختصرا ابن قيم الجوزية / زاد المعاد / ٣ / ٦١ ـ ٦٢ ، السيرة الحلبية / ٣ / ٢٨٣ ، دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٩٨ ، نصب الراية / ٤ / ٤٢٠ ، نقلا عن السهيلي ، تاريخ الخميس / ٢ / ١١٦ ، الزرقاني / ٣ / ٣٥١ ـ ٣٥٢.

(٤) في الحلبي : السيرة الحلبية / ٣ / ٣٨٤ ... فإني أحمد الله إليك.

١٩٤

وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله (١) ، أما بعد فإني أذكرك (٢) الله ، عز وجل (٣) ، فإنه من ينصح فإنما (٤) ينصح لنفسه ، وأنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ، ومن نصح لهم فقد نصح لي ، وأن رسلي قد أثنوا عليك خيرا ، وأني قد (٥) شفعتك في قومك ، فأترك للمسلمين ما أسلموا عليه ، وعفوت عن أهل الذنوب ، فأقبل منهم (٦) ، وأنك (٧) مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك (٨) ، ومن أقام على يهوديته أو مجوسيته (٩) ، فعليه الجزية» (١٠).

__________________

(١) في الزرقاني / ٣٠ / ٣٥١ ، دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٩٨ ... وإن محمدا رسول الله.

(٢) في الزيلعي : نصب الراية / ٤ / ٤٢٠ ... فإني أذكر الله.

(٣) في دحلان : السيرة النبوية / ٢ / ١٩٨. فإني أذكرك الله فإنه.

(٤) في أن قيم الجوزية : زاد العاد / ٣ / ٦١ فإنه من ينصح إنما.

(٥) في الزيلعي : نصب الراية / ٤ / ٤٢٠ وإني شفعتك.

(٦) في دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٩٨ وعفوت عن أهل الذنوب وأنك مهما تصلح.

(٧) في ابن سعد : الطبقات / ١ ق ٢ / ١٩ ، النويري / ١٨ / ١٦٧ ... أنك.

(٨) في القلقشندي / ٦ / ٣٦٨ ... فلن نعزلك ومن أقام ...

(٩) في ابن سعد : ١ ق ٢ / ١٩ ، النويري / ١٨ / ١٦٧ ، ابن قيم الجوزية / زاد المعاد / ٣ / ٦٢ ، والزيلعي / نصب الراية / ٤ / ٤٢٠ ، ومن أقام على يهودية أو مجوسية ، وفي القلقشندي : ٦ / ٣٦٨ ومن أقام على مجوسيته ، وفي تاريخ الخميس : ٢ / ١١٦ أن من ثبت على المجوسية.

(١٠) في النويري : ١٨ / ١٦٧ فعليه الجزية وبألا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم ، وفي تاريخ الخميس / ٢ / ١١٦ خذ منه الجزية ولا يناكحهم المسلمون ولا يأكلون ذبائحهم ، وفي دحلان : السيرة النبوية : ٢ / ١٩٨ في رواية كتب إليه أن «أعرض عليهم الإسلام فإن أبوا أخذت منهم الجزية على أن لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم».

١٩٥

كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اسيبخت بن عبد الله مرزبان هجر :

يروي البلاذري أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب إلى أسيبخت مرزبان هجر حين كتب إلى المنذر بن ساوى يدعوه إلى الإسلام أو الجزية (١) ، أما نص الكتاب فلم نعثر عليه في المصادر ، ويروي ابن سعد كتابا للرسول صلى الله عليه وسلم إلى أسيبخت يظهر من فحواه أنه ليس الكتاب الأول وهذا نصه «إلى أسيبخت بن عبد الله صاحب هجر : أنه قد جاءني الأقرع بكتابك وشفاعتك لقومك ، وأني قد شفعتك وصدقت رسولك الأقرع في قومك ، فأبشر فيما سألتني وطلبتني بالذي تحب ، ولكني نظرت أن أعلمه وتلقاني ، فإن تجئنا أكرمك ، وأن تقعد أكرمك ، أما بعد فأني لا أستهدي أحدا وأن تهد إليّ أقبل هديتك ، وقد حمد عما لي مكانك ، وأوصيك بأحسن الذي أنت عليه من الصلاة والزكاة وقراية المؤمنين ، وأني قد سميت قومك بني عبد الله فمرهم بالصلاة وبأحسن العمل وأبشر ، والسلام عليك وعلى قومك المؤمنين» (٢).

كتاب صلى الله عليه وسلم إلى الهلال صاحب البحرين : ـ

يروي ابن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى الهلال صاحب البحرين كتابا هذا نصه «سلم أنت ، فأني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو لا شريك له ، وأدعوك إلى الله وحده ، تؤمن بالله وتطيع ، وتدخل في الجماعة ، فإنه خير لك ، والسلام على من اتبع الهدى» (٣).

__________________

(١) البلاذري : فتوح / ٧٨ ، انظر أيضا ياقوت / ١ / ٥٠٨ ، ابن حجر / الإصابة / ٢ / ١١٥.

(٢) ابن سعد : الطبقات / ١ ق ٢ / ٢٧.

(٣) ابن سعد : ١ ق ٢ / ٢٧.

١٩٦

كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل البحرين : ـ

يروى البلاذري عن عباس بن هشام عن أبيه عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل البحرين «أما بعد ، فإنكم إذا أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ونصحتم الله ورسوله وآتيتم عشر النخل ونصف عشر الحب ولم تمجسوا أولادكم ، فلكم ما أسلمتم عليه ، غير أن بيت النار لله ورسوله ، وأن أبيتم فعليكم الجزية» (١).

كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل هجر : ـ

يروى ابن سلام عن عثمان بن صالح عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل هجر :

«بسم الله الرحمن الرحيم :

هذا كتاب (٢) من محمد النبي رسول الله (٣) إلى أهل هجر.

سلم أنتم ، فأني أحمد إليكم الله (٤) ، الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فأني أوصيكم بالله وبأنفسكم (٥) ، أن لا تضلوا بعد إذ هديتم (٦) وأن لا (٧)

__________________

(١) البلاذري : فتوح / ٧٩.

(٢) في ابن سعد : ١ ق ٢ / ٢٧ ... أما بعد ، فتوح / ٧٩ ، اليعقوبي : ٢ / ٨٩ ـ ٩٠ من محمد ...

(٣) في الفتوح / ٧٩ محمد النبي إلى ... اليعقوبي : ٢ / ٨٩ ـ ٩٠ محمد رسول الله إلى ...

(٤) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ أحمد الله إليكم.

(٥) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ وأنفسكم.

(٦) في ابن سعد : ١ ق ٢ / ٧ إن هديتم ، وفي الفتوح : ٧٩ إذا اهتديتم.

(٧) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ ولا.

١٩٧

تغووا بعد إذ رشدتم (١) ، أما بعد (٢) ، فأني (٣) قد جاءني (٤) وفدكم فلم آت إليهم (٥) إلا ما سرهم وأني لو (٦) جهدت حقي فيكم كله (٧) ، أخرجتكم من هجر ، فشفعت غائبكم ، وأفضلت على شاهدكم (٨) ، فأدركوا (٩) نعمة الله عليكم.

أما بعد : فاني (١٠) قد أتاني الذي صنعتم (١١) ، وأنه من يحسن (١٢) منكم فلا يحمل (١٣) عليه ذنب السيء ، فإذا جاءكم أمرائي (١٤) فأطيعوهم وأنصروهم على أمر الله وفي سبيله ، فأنه (١٥) من يعمل منكم عملا صالحا (١٦) ، ..........................

__________________

(١) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ إن رشدتم ، وفي الفتوح : ٧٩ إذا رشدتم.

(٢) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ أما بعد ذلكم.

(٣) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ ، فتوح : ٧٩ ، اليعقوبي : ٢ / ٩٠ فإنه.

(٤) في الفتوح : ٧٩ ـ ٨٠ أما بعد فقد أتاني ... الخ مقدم ، وأما بعد فقد جاءني ... الخ مؤخر.

(٥) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ آت فيهم.

(٦) في الطبقات / ١ ق ٢ / ٢٧ ولو أني ...

(٧) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ اجتهدت فيكم جهدي كله ، وفي اليعقوبي : ٢ / ٩٠ كله فيكم.

(٨) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ فشفعت شاهدكم ومننت على غائبكم ...

(٩) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ ، الفتوح / ٨٠ فاذكروا ، وفي اليعقوبي : ٢ / ٩٠ اذكروا.

(١٠) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ ، الفتوح / ٧٩ ، اليعقوبي : ٢ / ٩٠ فإنه ...

(١١) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ ما صنعتم ...

(١٢) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ وأنه من يجلم منكم.

(١٣) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ لا أحمل عليه ، وفي الفتوح / ٧٩ ، اليعقوبي : ٢ / ٨٩ ـ ٩٠ لا يحمل عليه.

(١٤) في اليعقوبي : ٢ / ٩٠ أمراؤكم.

(١٥) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ وأنه.

(١٦) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ صالحة.

١٩٨

فلن يضل له (١) عند الله ولا (٢) عندي» (٣).

كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عبد القيس : ـ

يروى ابن سعد عن علي بن محمد عن يزيد بن عياض عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى عبد القيس «من محمد رسول الله إلى الأكبر بن عبد القيس : أنهم آمنون بأمان الله ، وأمان رسوله ، على ما أحدثوا في الجاهلية من القحم ، وعليهم الوفاء بما عاهدوا ، ولهم أن لا يحبسوا عن طريق الميرة ، ولا يمنعوا صوب القطر ، ولا يحرفوا حريم (٤) الثمار عند بلوغه ، والعلاء بن الحضرمي آمين رسول الله على برها وبحرها وحاضرها وسراياها ، وما خرج منها ، وأهل البحرين خفراؤه من الضيم ، وأعوانه على الظالم ، وأنصاره في الملاحم ، عليهم بذلك عهد الله وميثاقه ، لا يبدلوا قولا ، ولا يريدوا فرقة ، ولهم على جند المسلمين الشركة في الفيء ، والعدل في الحكم ، والقصد في السيرة ، حكم لا تبديل له في الفريقين كليهما والله ورسوله يشهد عليهم» (٥). وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بكتاب آخر إلى عبد القيس هذا نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم :

هذا كتاب من محمد رسول الله لعبد القيس وحاشيتها (٦) من

__________________

(١) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ فلن تضل.

(٢) في الفتوح : ٨٠ عند الله وعندي.

(٣) ابن سلام : الأموال : ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، انظر ابن سعد / الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ ، البلاذري : فتوح / ٧٩ ـ ٨٠ ، اليعقوبي : ٢ / ٨٩ ـ ٩٠ ويضيف «أما بعد يا منذر بن سادي فقد حمدك لي رسولي وأنا إن شاء الله منيبك على عملك».

(٤) لعل الصواب جريم الثمار ، والجرم : القطع أو الصرم. لسان العرب : ١٢ / ٩٠.

(٥) ابن سعد : الطبقات / ١ ق ٢ / ٣٢ ـ ٣٣.

(٦) حاشية كل شيء جانبه وطرفه ، وتحشى في بني فلان إذا اضطموا عليه وآووه ـ ـ وهؤلاء حاشيته أي فين احيته وظله. لسان العرب : ١٤ / ١٨٠ ـ ١٨١ والمراد هنا بحاشية عبد القيس الجماعات التي دخلت فيها من قبائل متعددة.

١٩٩

البحرين وما حولها ، أنكم أتيتموني مسلمين ، مؤمنين بالله ورسوله ، وعاهدتم على دينه ، فقبلت على أن تطيعوا الله ورسوله فيما أحببتم وكرهتم ، وتقيموا الصلاة ، وتؤدوا الزكاة ، وتحجوا البيت ، وتصوموا رمضان ، وكونوا قائمين لله بالقسط ولو على أنفسكم ، وعلى أن تؤخذ من حواشي أموال أغنيائكم فترد على فقرائكم ، على فريضة الله ورسوله في أموال المسلمين (١).

كتاب الرسول إلى مجوس هجر : ـ

يروى أبو عبيد عن الأشجعي وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد أنه قال : «كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يدعوهم إلى الإسلام فمن أسلم قبل منه ، ومن لا ضربت عليه الجزية في أن لا تؤكل له ذبيحة ولا تنكح له امرأة» (٢). أما نص كتابة صلى الله عليه وسلم فيرويه الزيلعي بسنده عن هاشم بن القاسم عن المرجاني رجاء عن سليمان بن حفص عن أبي أياس معاوية بن قرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى مجوس هجر «أما بعد من شهد منكم أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا فله مثل ما لنا ، وعليه مثل ما علينا ، ومن أبى فعليه الجزية ، على كل رأس دينار على الذكر والأنثى ، ومن أبى فليأذن بحرب من الله ورسوله» (٣).

__________________

(١) حميد الله الحيدر آبادي / الوثائق السياسية / ٩٥.

(٢) أبو عبيد : الأموال / ٣١ ، انظر / ابن سعد / الطبقات / ١ ق ٢ / ١٩ ، البلاذري : فتوح / ٨٠ ، البيهقي / السنن : ٩ / ١٩٢ ، الزرقاني : شرح الزرقاني على المواهب : ٣ / ٣٥٢.

(٣) الزيلعي : نصب الراية / ٣ / ٤٤٧.

٢٠٠