شرح المكودي

أبي زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي

شرح المكودي

المؤلف:

أبي زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي


المحقق: الدكتور عبد الحميد الهنداوي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٥

وإن تؤكّد جملة فمضمر

عاملها ولفظها يؤخّر

يعنى أن الحال تجىء مؤكدة للجملة ويجب أن يكون عاملها مضمرا وأن تكون واجبة التأخير مثال ذلك زيد أبوك عطوفا فالعامل فيها واجب الحذف تقديره إن كان المبتدأ غير أنا أحقه أو أعرفه وإن كان أنا حقنى أو أعرفنى ، وإنما لم يصح تقديره أعرف أو أحق مع كون المبتدأ أنا لما يؤدى إليه من تعدى فعل الفاعل المضمر المتصل إلى مضمره المتصل ، لأن التقدير أعرفنى فيكون الفاعل والمفعول شيئا واحدا مع كونهما ضميرين متصلين وإنما وجب تأخير الحال لأنها مؤكدة للجملة والمؤكد بعد المؤكد. ويشترط فى الجملة المؤكد بها أن تكون اسمية ، وأن يكون جزآها معرفتين ، وأن يكونا جامدين. وفهم كونها اسمية من قوله جملة بعد ذكر المؤكدة لعاملها والمؤكدة لعاملها فعلية وهذه قسيمتها فوجب أن تكون اسمية وفهم اشتراط كون جزأيها معرفتين من تسميتها مؤكدة لأنه لا يؤكد إلا ما قد عرف وفهم اشتراط كون جزأيها جامدين من قوله : (وإن تؤكد جملة) لأنه لو كان أحد جزأيها مشتقا لكانت مؤكدة لعاملها فتكون من القسم الأول. وإن تؤكد شرط وجوابه فمضمر عاملها ومضمر خبر مقدم وقوله ولفظها يؤخر جملة مستأنفة أفادت حكما غير الأول. ثم اعلم أن الحال على قسمين : مفردة وهو الأصل ، وقد تقدم ، وجملة. ولما فرغ من القسم الأول شرع فى القسم الثانى فقال :

وموضع الحال تجىء جمله

يعنى أن الجملة تقع فى موضع غير الحال فيحكم حينئذ عليها أنها فى موضع نصب وشمل قوله جملة الجملة الاسمية والجملة الفعلية.

ومثل بالجملة الاسمية فقال :

كجاء زيد وهو ناو رحله

وموضع ظرف مكان والعامل فيه تجىء أى تجىء الجملة فى موضع الحال. ثم قال :

وذات بدء بمضارع ثبت

حوت ضميرا ومن الواو خلت

يعنى أن الجملة الواقعة فى موضع الحال إذا كانت فعلية مبدوءة بفعل مضارع مثبت فإنها تحتوى على ضمير عائد على صاحب الحال وتخلو من الواو نحو جاء زيد يضحك وجاء زيد

١٤١

تقاد الجنائب بين يديه ، وإنما لم يقترن الفعل المضارع المذكور بالواو لأنه بمنزلة المفرد لشبه المضارع به فكما لا تدخل الواو على المفرد فتقول قام زيد ضاحكا فكذلك لا تدخل على ما أشبهه وهو المضارع. وذات مبتدأ وهو مؤنث ذو بمعنى صاحب وبمضارع متعلق ببدء وثبت فى موضع الصفة لمضارع وحوت ضميرا فى موضع الخبر لذات وخلت معطوف على حوت ومن الواو متعلق بخلت والجملتان خبران عن ذات. ثم قال :

وذات واو بعدها انو مبتدا

له المضارع اجعلنّ مسندا

يعنى أن الجملة المصدّرة بالفعل المضارع المثبت إذا وردت فى كلام العرب مقرونة بالواو فليست الجملة حينئذ فعلية بل ينوى بعد الواو مبتدأ ويجعل الفعل المضارع خبرا عن ذلك المبتدأ فتصير الجملة اسمية ومما ورد من ذلك قول العرب قمت وأصك عينيه ومعنى أصك أضرب قال الله تعالى : (فَصَكَّتْ وَجْهَها) [الذاريات : ٢٩] أى ضربته. وذات منصوب بفعل محذوف يفسره انو ويجوز رفعه على الابتداء وخبره انو وبعدها متعلق بانو والمضارع مفعول أول باجعلن ومسندا مفعول ثان وله متعلق بمسندا والهاء فى بعدها عائدة على الواو والضمير فى له عائد على المبتدأ والتقدير انو بعد الواو الداخلة على المضارع مبتدأ واجعل المضارع مسندا لذلك المبتدأ المنوى. ثم قال :

وجملة الحال سوى ما قدّما

بواو أو بمضمر أو بهما

عنى أن الجملة الواقعة حالا إذا كانت سوى ما تقدم يجوز أن تأتى فيها بالواو وحدها نحو جاء زيد والشمس طالعة أو بالضمير دون واو نحو جاء زيد يده على رأسه أو بالضمير والواو معا نحو جاء زيد ويده على رأسه إلا أن قوله : سوى ما قدّما شامل للجملة الاسمية منفية ومثبتة وللجملة الفعلية المصدرة بالماضى مثبتة ومنفية وللجملة الفعلية المبدوءة بالمضارع المنفى وليس على إطلاقه بل فيه تفصيل ذكره الشارح فانظره هنا والعذر له فى إطلاقه أن أكثر هذه الأقسام يجوز فيه الأوجه الثلاثة فاعتمد فى ذلك على الأكثر. وجملة الحال مبتدأ وخبره بواو وما بعده عطف عليه والعامل هنا فى المجرور الواقع خبرا ليس بكون مطلق بل تقديره مستعمل أو جاء وحذف للعلم به وأو للتخيير وسوى استثناء وما موصولة واقعة على الجملة المتعدية. ثم اعلم أن العامل فى الحال قد يكون محذوفا وحذفه على نوعين : جائز وواجب وإلى النوعين أشار بقوله :

١٤٢

والحال قد يحذف ما فيها عمل

وبعض ما يحذف ذكره حظل

فيحذف جوازا إذا دل عليه دليل لفظى أو حالى فاللفظى كما إذا تقدم ذكره كقولك راكبا لمن قال لك كيف جئت ، والحالىّ كقولك للقادم من سفر مبرورا مأجورا أى قدمت ، ولك فى هذين ونحوهما أن تذكر العامل فتقول جئت راكبا وقدمت مبرورا ، ويحذف وجوبا إذا جرت مثلا كقول العرب حظيين بنات صلفين كنات فحظيين وصلفين حالان والعامل فيهما عرفتهم والحظى اسم الفاعل من حظى المشتق من الحظوة وصلفين من الصلف وهو عدم الحظوة يقال صلفت المرأة صلفا إذا لم تحظ عند زوجها والبنات جمع بنت والكنات جمع كنة وهى زوجة الابن فبنات وكنات منصوبان على التمييز ، ومن حذف عامل الحال وجوبا إذا سدت مسد الخبر وتقدم فى الابتداء. والحال مبتدأ وقد يحذف خبره وما مفعول لم يسمّ فاعله وهو واقع على العامل فى الحال والضمير فى فيها عائد على الحال والضمير المستتر فى عمل عائد على ما وبعض مبتدأ وما واقعة على العامل ويحذف صلتها وذكره مبتدأ ثان وخبره حظل والجملة خبر عن بعض ، ومعنى حظل : منع.

التمييز

هو الاسم النكرة المضمن معنى من لبيان ما قبله من الإبهام فى اسم مجمل الحقيقة أو إجمال فى نسبة العامل إلى فاعله أو مفعوله ويقال فيه فى الاصطلاح تمييز ومميز وتفسير ومفسر. قال :

اسم بمعنى من مبين نكره

ينصب تمييزا بما قد فسّره

قوله (اسم) جنس وبمعنى من يشمل التمييز واسم لا والمفعول الثانى من أستغفر الله ذنبا والمشبه بالمفعول به نحو الحسن الوجه ومبين مخرج لما سوى التمييز والمشبه بالمفعول به ونكرة مخرج للمشبه بالمفعول به وحكم التمييز النصب وهو المنبه عليه بقوله ينصب وفهم من قوله بما قد فسره أن الناصب له ما قبله من الاسم المجمل الحقيقة أو الجملة المجملة النسبة أما الاسم المجمل فلا إشكال فى أنه هو الناصب له وهو متفق عليه وأما الجملة ففيها خلاف فقيل الناصب له الفعل نحو طاب زيد نفسا وما أشبهه نحو زيد طيب نفسا ، وقيل

١٤٣

الناصب له الجملة وهو اختيار ابن عصفور ولا ينبغى أن يحمل كلام الناظم على ظاهره فإنه قد نص بعد على أن العامل فى هذا النوع الفعل أو ما أشبهه والعذر له أن التمييز فى هذا النوع لما كان رافعا لإبهام نسبة العامل إلى فاعله أو مفعوله فكأنه قد رفع الإبهام عنه. وقوله اسم خبر مبتدأ مضمر تقديره هو اسم أى المميز اسم وبمعنى من فى موضع الصفة لاسم ومن مضاف إليه ومبين نعت لاسم ونكرة نعت بعد نعت وينصب جملة مستأنفة وتمييزا منصوب على الحال ، وبما متعلق بينصب وما موصولة واقعة على العامل وهو المفسر وقد فسره فى موضع الصلة لما والضمير العائد على الموصول الهاء فى فسره وفى فسر ضمير مستتر عائد على التمييز ويجوز أن يكون اسم مبتدأ وينصب إلخ الجملة خبر له والأول أظهر ، ثم مثل فقال :

كشبر أرضا وقفيز برّا

ومنوين عسلا وتمرا

فأتى بثلاثة من المثل. الأول الممسوح وهو شبر أرضا. الثانى المكيل وهو قفيز برا.

والثالث الموزون وهو قوله : (ومنوين عسلا وتمرا) وبقى عليه من تمييز المفرد تمييز العدد وسنذكره فى بابه وقوله أرضا تمييز لشبر وبرا تمييز لقفيز وعسلا وتمرا تمييزان لمنوين والمنوان تثنية منا وهو الرطل. ثم قال :

وبعد ذى وشبهها اجرره إذا

أضفتها كمدّ حنطة غذا

الإشارة بذى إلى ما دل على مساحة أو كيل أو وزن فهم من ذلك أن التمييز بعد العدد لا يجىء بالوجهين وقوله : (إذا أضفتها) أى إذا أضفتها إلى التمييز المنصوب فتقول شبر أرض وقفيز بر ومنوا عسل وتمر وقوله : (كمد حنطة) مبتدأ ومضاف إليه وغذا خبره وهو على حذف القول تقديره كقولك مد حنطة غذا ، ثم قال :

والنّصب بعد ما أضيف وجبا

إن كان مثل ملء الأرض ذهبا

يعنى أن المميز إذا أضيف وجب نصب التمييز وفهم من قوله إن كان مثل ملء الأرض ذهبا أنه لا يجب نصبه إلا إذا كان كالمثال المذكور فى كونه لا يصح إغناؤه من المضاف إليه إذ لا يجوز مثل ملء ذهب فلو صح إغناؤه عنه لم يكن النصب واجبا نحو هو أحسن الناس رجلا إذ يجوز أن تقول هو أحسن رجل على أن هذا المثال الثانى ينصب فيه التمييز ما دام المميز مضافا لكنه صالح للجر بالإضافة عند حذف المضاف إليه بخلاف الأول. والنصب مبتدأ

١٤٤

وبعد متعلق به وما موصولة وصلتها أضيف ووجب خبر المبتدأ وإن كان شرط ومثل خبر كان وملء الأرض مبتدأ خبره محذوف تقديره لى أو نحوه والجملة محكية بقول محذوف تقديره إن كان مثل قولك لى ملء الأرض ذهبا. ثم قال :

والفاعل المعنى انصبن بأفعلا

مفضّلا كأنت أعلى منزلا

يعنى أن الاسم النكرة إذا وقع بعد أفعل التفضيل وكان فاعلا فى المعنى وجب نصبه على التمييز وعلامة كونه فاعلا فى المعنى أنك إذا صغت من أفعل التفضيل فعلا جعلت ذلك التمييز فاعلا به نحو أنت أعلى منزلا أى علا منزلك وفهم منه أن الواقع بعد أفعل التفضيل إذا لم يكن فاعلا فى المعنى لم ينتصب على التمييز نحو أنت أفضل رجل بل يجب خفضه بالإضافة إلا إذا أضيف أفعل إلى غيره فإنه ينتصب حينئذ نحو أنت أفضل الناس رجلا والفاعل مفعول مقدم بانصبن والمعنى منصوب على إسقاط الخافض أى فى المعنى ولا يصح أن يكون الفاعل مضافا إلى المعنى ومفضلا حال من الفاعل المستتر فى انصبن وأفعل غير منصرف للعلمية والوزن ، ثم قال :

وبعد كلّ ما اقتضى تعجّبا

ميّز كأكرم بأبى بكر أبا

يعنى أن التمييز ينصب بعد ما دل على تعجب ومثل ذلك بقوله أكرم بأبى بكر أبا قال فى شرح الكافية المراد بأبى بكر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورضى عن أبى بكر صاحبه وفهم من قوله : (وبعد كل ما اقتضى تعجبا) أن ذلك غير خاص بالصيغتين الموضوعتين للتعجب وهى ما أفعله وأفعل به فدخل فى ذلك ما أفهم التعجب من غير الصيغتين المذكورتين نحو ويله رجلا وويحه إنسانا ولله دره فارسا وحسبك به كافلا ونحو ذلك. ثم قال :

واجرر بمن إن شئت غير ذى العدد

والفاعل المعنى

قد تقدم أن التمييز على معنى من لكن منه ما يصلح لمباشرتها ومنه ما لا يصلح وكله صالح لمباشرتها إلا نوعين تمييز العدد وما هو فاعل فى المعنى وقد استثناهما فلا يقال فى نحو عندى عشرون درهما عشرون من درهم ولا فى طاب زيد نفسا طاب زيد من نفس. ثم أتى بمثال من الفاعل فى المعنى فقال :

١٤٥

كطب نفسا تفد

فنفسا تمييز وهو فاعل فى المعنى لأن التقدير لتطب نفسك وغير مفعول باجرر وبمن متعلق باجرر والفاعل مجرور عطفا على ذى والموصوف بذى محذوف وكذلك بالفاعل والمعنى منصوب على إسقاط فى وإن شئت شرط محذوف الجواب لدلالة ما تقدم عليه والتقدير إن شئت فاجرر بمن غير التمييز صاحب العدد وغير التمييز الفاعل فى المعنى. ثم قال :

وعامل التّمييز قدّم مطلقا

والفعل ذو التّصريف نزرا سبقا

يعنى أن العامل فى التمييز يجب تقديمه عليه فيلزم وجوب تأخير التمييز وقوله مطلقا أى سواء كان اسما أو فعلا أما إذا كان اسما فلا يتقدم عليه بالإجماع نحو عندى عشرون درهما فالعامل فى درهما عشرون فلا يجوز عندى درهما عشرون وأما إذا كان فعلا فإن كان الفعل غير متصرف فلا يجوز أيضا تقديمه عليه نحو ما أكرمك أبا ونعم رجلا زيد وإن كان متصرفا ففى تقديم التمييز عليه خلاف والمشهور منع تقديمه وهو مذهب سيبويه وأجاز قوم تقديمه منهم المازنى والمبرد وتبعهم الناظم فى غير هذا النظم ، وظاهر قوله نزرا سبقا أن له مذهبا ثالثا وهو جواز تقديمه بقلة ولم يقل به أحد ومن شواهد تقديمه قوله :

٨٥ ـ ولست إذا ذرعا أضيق بضارع

ولا يائس عند التعسّر من يسر

وأبيات أخر منها :

٨٦ ـ أنفسا تطيب بنيل المنى

وداعى المنون ينادى جهارا

وعامل التمييز مفعول مقدم ومطلقا حال من فاعل التمييز والفعل مبتدأ وذو التصريف نعت له والخبر فى سبق ونزرا حال من الضمير المستتر فى سبق.

__________________

(٨٥) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى المقاصد النحوية ٣ / ٢٣٣.

والشاهد فيه تقديم التمييز ، وهو قوله : «ذرعا» على عامله وهو قوله : «أضيق» وهذا التقديم قليل.

(٨٦) البيت من المتقارب ، وهو لرجل من طيّئ فى شرح التصريح ١ / ٤٠٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٧ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ٣٧٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢٩٦ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٦٢ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٦٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٤١.

والشاهد فيه قوله : «أنفسا تطيب» حيث قدم التمييز على عامله ، وهذا نادر عند سيبويه والجمهور ، وقياسىّ عند الكسائى والمبرد.

١٤٦

حروف الجر

هاك حروف الجر وهى من إلى

حتّى خلا حاشا عدا فى عن على

مذ منذ ربّ اللام كى واو وتا

والكاف والبا ولعلّ ومتى

ذكر فى هذين البيتين عشرين حرفا وهى كلها متساوية فى جر الاسم ، وقد ذكر بعد معنى كل واحد منها وما يختص بها إلا خلا وحاشا وعدا ، فإنه قد تقدم الكلام فيها فى باب الاستثناء ، وأما كى ولعل ومتى فإنه لم يذكرها البتة لغرابة الجر بها أما كى فتجر ما الاستفهامية قالوا كيمه بمعنى لمه وما المصدرية مع صلتها نحو قوله :

٨٧ ـ إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنما

يراد الفتى كيما يضر وينفع

وأن المصدرية فى قوله :

٨٨ ـ فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا

وهى فى هذه المواضع كلها بمعنى اللام ويطرد جرها لأن المصدرية ولذلك أجازوا فى

__________________

(٨٧) ويروى البيت :

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما

يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفعا

والبيت من الطويل ، وهو للنابغة الجعدى فى ملحق ديوانه ص ٢٤٦ ، وله أو للنابغة الذبيانى فى شرح شواهد المغنى ١ / ٥٠٧ ، وللنابغة الجعدى أو للنابغة الذبيانى أو لقيس بن الخطيم فى خزانة الأدب ٨ / ٤٩٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٥ ، ولقيس بن الخطيم فى ملحق ديوانه ص ٢٣٥ ، وكتاب الصناعتين ص ٣١٥ ، وللنابغة الذبيانى فى شرح التصريح ٢ / ٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٧٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١٠ ، وتذكرة النحاة ص ٦٠٩ ، والجنى الدانى ص ٢٦٢ ، والحيوان ٣ / ٧٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٠٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٣ ، وشرح عمدة الحافظ ٢٦٦ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٨٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٥ ، ٣١.

والشاهد فيه قوله : «كيما يضر وينفع» دخلت «ما» المصدرية على «كى» دون أن تكفها عن العمل لأنها غير كافة حينا.

(٨٨) البيت من الطويل ، وهو لجميل بثينة فى ديوانه ص ١٠٨ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٨١ ، ٤٨٢ ، ٤٨٣ ، ٤٨٨ ، والدرر ٤ / ٦٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٣ ، ٢٣١ ، وشرح المفصل ٩ / ١٤ ، ١٦ ، وله أو لحسان بن ثابت فى شرح شواهد المغنى ١ / ٥٠٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١١ ، وخزانة الأدب ص ١٢٥ ، وجواهر الأدب ص ١٢٥ ، والجنى الدانى ص ٢٦٢ ، ورصف المبانى ص ٢١٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٠ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٧٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٧ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٨٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥.

والشاهد فيه ظهور «أن» المصدرية بعد «كى» وذلك دليل على أمرين : الأول أنّ «كى» دالة على التعليل ، وليست حرفا مصدريا ، والثانى أنّ «كى» التعليلية تقدر بعدها «أن» إذا لم تكن موجودة.

١٤٧

نحو جئتك كى تكرمنى أن تكون كى حرف جر وأن مقدرة بعدها وأن تكون مصدرية واللام مقدرة قبلها ، وأما لعل فإن الجر بها وارد فى كلام العرب خلافا لمن أنكره كقوله :

٨٩ ـ لعلّ الله فضّلكم علينا

بشيء إن أمّكم شريم

وأما متى فهى فى لغة هذيل بمعنى من ومنه قولهم أخرجها متى كمه أى من كمه. وهاك اسم فعل بمعنى خذ ولم يذكر الجوهرى ولا الزبيدى فى ها إلا التنبيه وزاد الجوهرى الزجر فهى عندهما حرف فقط وقد ذكرها ابن مالك فى التسهيل من أسماء الأفعال بمعنى خذ وحروف الجر مفعول به وهى مبتدأ وخبره من إلى إلى آخر البيتين وكل ما بعد من معطوف عليه على إسقاط العاطف. ثم إن من حروف الجر ما يختص بالظاهر وهى سبعة أحرف وقد أشار إليها بقوله :

بالظّاهر اخصص منذ مذ وحتّى

والكاف والواو وربّ والتّا

يعنى أن هذه الحروف السبعة لا تدخل على الضمير بل على الظاهر فقط نحو مذ يومين وحتى مطلع الفجر وزيد كعمرو وحياتك ورب رجل وتالله وفهم منه أن ما عدا هذه السبعة من حروف الجر يدخل على الظاهر والمضمر. ومنذ مفعول باخصص وما بعده معطوف عليه وبالظاهر متعلق باخصص ثم إن هذه الأحرف السبعة منها ما يختص اختصاصا آخر زائدا على الاختصاص بالظاهر وهى أربعة وقد أشار إليها بقوله :

واخصص بمذ ومنذ وقتا وبربّ

منكّرا والتاء لله وربّ

يعنى أن مذ ومنذ لا يكون الظاهر الذى يدخلان عليه إلا وقتا يعنى اسم زمان نحو مذ يومنا ومنذ يوم الجمعة وأن رب لا يكون الظاهر الذى تدخل عليه إلا نكرة نحو رب رجل وأن التاء لا يكون الظاهر الذى تدخل عليه إلا لفظ الله ولفظ رب نحو تالله وحكى تربّ الكعبة إلا أن دخولها على لفظ الله أكثر من دخولها على رب وفهم منه أن ما بقى من الأحرف السبعة

__________________

(٨٩) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٧ ، والجنى الدانى ص ٥٨٤ ، وجواهر الأدب ص ٤٠٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، ٤٣٠ ، ورصف المبانى ص ٣٧٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٥١ ، وشرح قطر الندى ص ٢٤٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٤٧ ، والمقرب ١ / ١٩٣.

والشاهد فيه قوله : «لعلّ الله» حيث جاءت «لعلّ» حرف جر على لغة عقيل.

١٤٨

المختصة بالظاهر تدخل على الظاهر مطلقا. ووقتا مفعول باخصص وبمذ متعلق باخصص ومنكرا معطوف على وقت وبرب معطوف على بمذ والتاء مبتدأ وخبره لله ورب معطوف على لله وقوله :

وما رووا من نحو ربّه فتى

نزر كذا كها ، ونحوه أتى

لقد تقدم أن رب والكاف من الأحرف المختصة بالظاهر وأشار فى هذا البيت إلى أنهما قد يدخلان على المضمر قليلا ومنه قول العرب ربه رجلا وقول الشاعر :

٩٠ ـ خلى الذنابات شمالا كثبا

وأم أو عال كها أو أقربا

وفهم من المثال أن المضمر الذى يدخلان عليه لا يكون إلا ضمير غائب وقوله ونحوه أى ونحو كها ويحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد ونحوه من ضمير الغائب كهو وهن وكقوله :

٩١ ـ فلا ترى بعلا ولا حلائلا

كه ولا كهنّ إلا حاظلا

فيكون الضمير على هذا عائدا على ها والآخر أن يكون المراد نحو ذلك أى من دخول الأحرف المختصة بالظاهر على الضمير كقوله :

٩٢ ـ فلا والله ما يلفى أناس

فتى حتّاك يا ابن أبى زياد

فأدخل حتى على الضمير وهى من الأحرف المختصة بالظاهر. وما مبتدأ وهى موصولة ورووا صلتها والضمير فى رووا عائد على النحويين والضمير العائد من الصلة إلى الموصول

__________________

(٩٠) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ٢ / ٢٦٩ ، وأوضح المسالك ٣ / ١٦ ، وجمهرة اللغة ص ٦١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٩٥ ، ١٩٦ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٩٥ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٤٥ ، والكتاب ٢ / ٣٨٤ ، ومعجم ما استعجم ص ٢١٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٥٣ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٢٨٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٥٦ ، وشرح المفصل ٨ / ١٦ ، ٤٢ ، ٤٤.

والشاهد فيه قوله : «كها» حيث دخلت الكاف على الضمير ضرورة ، تشبيها لها بلفظ «مثل» لأنها فى معناها.

(٩١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٢٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٩٥ ، ١٩٦ ، والدرر ٥ / ٢٦٨ ، ٤ / ١٥٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٤ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٥٦ ، وللعجاج فى الكتاب ٢ / ٣٨٤ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١٨ ، وجواهر الأدب ص ١٢٤ ، ورصف المبانى ص ٢٠٤ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٥٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٠.

والشاهد فيه قوله : «كه» و «كهن» حيث جر الضمير فى الموضعين ، بالكاف للضرورة الشعرية.

(٩٢) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٥٤٤ ، وجواهر الأدب ص ٤٠٨ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٧٤ ، ٤٧٥ ، والدرر ٤ / ١١١ ، ورصف المبانى ص ١٨٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٥٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٦٥ ، والمقرب ١ / ١٩٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٣.

والشاهد فيه قوله : «حتاك» حيث جرت «حتى» الضمير وهذا لا يكون إلا فى الضرورة الشعرية.

١٤٩

محذوف تقديره رووه ونزر خبر المبتدأ وكها مبتدأ خبره كذا ونحوه أتى مبتدأ وخبر. ثم شرع فى معانى حروف الجر وبدأ بمن فقال :

بعّض وبيّن وابتدئ فى الأمكنه

بمن وقد تأتى لبدء الأزمنه

وزيد فى نفى وشبهه فجرّ* نكرة

فذكر لمن خمسة معان : الأول التبعيض كقوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) [البقرة : ٢٥٣] الثانى التبيين كقوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠] وعلامته أن يصح تقدير الذى فى موضعها أى فاجتنبوا الرجس الذى هو الأوثان. الثالث ابتداء الغاية فى المكان نحو خرجت من المسجد. الرابع ابتداء الغاية فى الزمان كقوله : من أول يوم أحق أن تقوم فيه ، وفهم من قوله وقد تأتى أن إتيانها لابتداء الغاية فى الزمان قليل وهو مختلف فيه ومذهب الأخفش والكوفيين أنها تكون لابتداء الغاية مطلقا وهو اختيار الناظم قال فى شرح الكافية وهو الصحيح لصحة السماع بذلك. الخامس الزيادة ويشترط فى زيادتها أن تكون بعد نفى أو شبهه وهو المنبه عليه بقوله : (وزيد فى نفى وشبهه) ، وشبه النفى الاستفهام نحو هل من خالق غير الله والنهى نحو لا يقم من أحد وأن يكون مجرورها نكرة وهو المنبه عليه بقوله فجر نكرة.

ثم أتى بمثال زيادتها بعد النفى فقال :

كما لباغ من مفرّ

فما نفى ومن زائدة فى المبتدأ ولباغ خبره وقوله بمن متعلق بابتدئ وهو مطلوب له ولبعض وبين فهو من باب التنازع وفى الأمكنة متعلق بابتدئ وقد تأتى جملة مستأنفة ولبدء متعلق بتأتى.

ثم قال :

للانتها حتّى ولام وإلى

يعنى أن هذه الأحرف الثلاثة مستوية فى الدلالة على الانتهاء إلا أن دلالة إلى على الانتهاء أكثر ثم حتى ثم اللام فمثال إلى كلّ يجرى إلى أجل مسمى ومثال حتى (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) [الصافات : ١٧٤] ومثال اللام (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد : ٢].

ثم قال :

١٥٠

ومن وباء يفهمان بدلا

يعنى أن من والباء مستويان فى الدلالة على البدل فمثال من قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) [الزخرف : ٦٠] ومثال الباء قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى عائشة رضى الله عنها «لا يسرنى بها حمر النعم» أى بدلها ومن مبتدأ وباء معطوفة عليها ويفهمان بدلا فى موضع الخبر. ثم قال :

واللّام للملك وشبهه وفى

تعدية أيضا وتعليل قفى وزيد

قد تقدم هناك أن اللام تكون للانتهاء وقد ذكر لها هنا خمسة معان : الأول الملك نحو المال لزيد الثانى شبه الملك نحو السرج للفرس الثالث التعدية نحو (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) [مريم : ٥] الرابع التعليل نحو جئت لإكرامك الخامس الزيادة وزيادتها لتقوية العامل لضعفه بالتأخير نحو (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف : ٤٣] أو لكونه فرعا كقوله تعالى : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [هود : ١٠٧] وقد تزاد لغير ذلك كقوله تعالى : (رَدِفَ لَكُمْ) [النمل : ٧٢]. وقوله واللام للملك مبتدأ وخبر وشبهه معطوف على الملك وفى تعدية متعلق بقفى أى تبع وتعليل معطوف على تعدية وزيد فعل ماض مبنى للمفعول وفيه ضمير مستتر عائد على اللام. ثم قال :

والظّرفيّة استبن ببا

وفى وقد يبيّنان السّببا

يعنى أن الباء وفى يشتركان فى الدلالة على الظرفية والسببية فمثال دلالة الباء على الظرفية قوله تعالى : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ) [الصافات : ١٣٧ ، ١٣٨] ومثال دلالتها على السببية قوله تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ) [النساء : ١٦٠] ومثال دلالة فى على الظرفية زيد فى المسجد ومثال دلالة فى على السببية قوله تعالى (لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النور : ١٤] والظرفية فى فى أكثر والسببية فى الباء أكثر وفهم من قوله وقد يبينان السببا أن دلالتهما على السببية قليل. والظرفية مفعول مقدم باستبن وببا متعلق باستبن وفى معطوف على ببا وقد يبينان جملة مستأنفة. ثم قال :

بالبا استعن وعدّ عوّض ألصق

ومثل مع ومن وعن بها انطق

١٥١

قد تقدم أن الباء تكون للظرفية والسببية والبدل وذكر لها فى هذا البيت أيضا سبعة معان الأول الاستعانة نحو كتبت بالقلم الثانى التعدية وهى المعاقبة لهمزة التعدية نحو ذهبت بزيد أى أذهبته ومثله قوله عزوجل : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) [البقرة : ٢٠] أى لأذهب سمعهم الثالث العوض وهى الداخلة على الأثمان نحو اشتريت الفرس بألف الرابع الإلصاق نحو (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) [المائدة : ٦] الخامس معنى مع نحو (قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِ) [النساء : ١٧٠] أى مع الحق السادس معنى من يعنى التى للتبعيض كقوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) [الإنسان : ٦] السابع معنى عن كقوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان : ٢٥]. وبالبا متعلق باستعن ويطلبه عدّ وعوّض فهو من باب التنازع ومثل حال من الضمير فى بها وهو مضاف لمع ، ومن وعن معطوفان عليه والتقدير انطق بالباء فى حال كونها مماثلة فى المعنى لمع ومن وعن.

ثم قال :

على للاستعلا ومعنى فى وعن

ذكر لعلى ثلاثة معان : الأول الاستعلاء وهو أصلها ويكون حسيا كقولك ركبت على الفرس ومعنويا كقوله :

٩٣ ـ قد استوى بشر على العراق

الثانى معنى فى كقوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) [البقرة : ١٠٢] الثالث معنى عن كقوله :

٩٤ ـ إذا رضيت علىّ بنو قشير

لعمر الله أعجبنى رضاها

__________________

(٩٣) الرجز بلا نسبة فى رصف المبانى ص ٥٠٧ ، ولسان العرب ١٤ / ٤١٤ (سوا).

والشاهد فيه قوله : «قد استوى بشر على العراق» حيث أفادت «على» العلو مجازا ، والمعنى : استولى وقهر.

(٩٤) البيت من الوافر ، وهو للقحيف العقيلى فى أدب الكاتب ص ٥٠٧ ، والأزهية ص ٢٧٧ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٣٢ ، ١٣٣ ، والدرر ٤ / ١٣٥ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤١٦ ، ولسان العرب ١٤ / ٣٢٣ (رضى) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٢ ، ونوادر أبى زيد ص ١٧٦ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ١١٨ ، والإنصاف ٢ / ٦٣٠ ، وأوضح المسالك ٣ / ٤١ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٤ ، والجنى الدانى ص ٤٧٧ ، والخصائص ٢ / ٣١١ ، ٣٨٩ ، ورصف المبانى ص ٣٧٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٤. وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٥٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٥ ، وشرح المفصل ١ / ١٢٠ ، ولسان العرب ١٥ / ٤٤٤ (يا) ، والمحتسب ١ / ٥٢ ، ٣٤٨ ، ومغنى اللبيب ٢ / ١٤٣ ، والمقتضب ٢ / ٣٢٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٨.

والشاهد فيه قوله : «رضيت علىّ» حيث جاءت «على» بمعنى «عن».

١٥٢

وعلى مبتدأ خبره للاستعلاء ومعنى معطوف على للاستعلاء وهو مضاف إلى فى وعن.

ثم قال :

بعن تجاوزا عنى من قد فطن

وقد تجى موضع بعد وعلى

ذكر لعن ثلاثة معان الأول التجاوز وهو أصلها كقولك رميت عن القوس وأخذت عن زيد وفهم ذلك من قوله : عنى من قد فطن. الثانى معنى بعد كقوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) [الانشقاق : ١٩] أى بعد طبق. الثالث معنى على كقول الشاعر :

٩٥ ـ لاه ابن عمك لا أفضلت فى حسب

عنى ولا أنت ديّانى فتخزونى

وفهم من قوله وقد تجى أن إتيانها بمعنى بعد وعلى قليل وقوله :

كما على موضع عن قد جعلا

تتميم للبيت فإنه قد سبق فى البيت الذى قبله أن على تجىء بمعنى عن إلا أن فيه إشارة للحمل والمعادلة وتجاوزا مفعول مقدم بعنى وبعن متعلق بعنى وموضع منصوب على الظرفية وهو متعلق بتجى وبعد مضاف إليه. ثم قال :

شبّه بكاف وبها التّعليل قد

يعنى وزائدا لتوكيد ورد

ذكر للكاف ثلاثة معان الأول التشبيه وهو أصلها وأكثر معانيها نحو زيد كعمرو الثانى التعليل وهو المشار إليه بقوله : (وبها التعليل قد يعنى) كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) [البقرة : ١٩٨] أى لأجل هدايته لكم وفهم من قوله قد يعنى أن إتيانها للتعليل قليل. الثالث

__________________

(٩٥) البيت من البسيط ، وهو لذى الإصبع العدوانى فى أدب الكاتب ص ٥١٣ ، والأزهية ص ٢٧٩ ، وإصلاح المنطق ص ٣٧٣ ، والأغانى ٣ / ١٠٨ ، وأمالى المرتضى ١ / ٢٥٢ ، وجمهرة اللغة ص ٥٩٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٧٣ ، ١٧٧ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، والدرر ٤ / ١٤٣ ، وسمط اللآلى ص ٢٨٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٣٠ ، ولسان العرب ١١ / ٥٢٥ (فضل) ١٣ / ١٦٧ ، ١٧٠ (دين) ، ٢٩٥ ، ٢٩٦ (عنن) ، ٥٣٩ (لوه) ، ١٤ / ٢٢٦ (خزا) ، والمؤتلف والمختلف ص ١١٨ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٤٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٦ ، ولكعب الغنوى فى الأزهية ص ٩٧ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٢٦٣ ، ٢ / ١٢١ ، ٣٠٣ ، والإنصاف ١ / ٣٩٤ ، وأوضح المسالك ٣ / ٤٣ ، والجنى الدانى ص ٢٤٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٢٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٢٤ ، ٣٤٤ ، والخصائص ٢ / ٢٨٨ ، ورصف المبانى ص ٢٥٤ ، ٣٦٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢١٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٩.

والشاهد فيه قوله : «عنّى» حيث وردت «عن» بمعنى «على» دلّ على ذلك قوله : «أفضلت» الذى يتعدى ب «على».

١٥٣

زيادتها للتأكيد وهو المشار إليه بقوله : (وزائدا لتوكيد ورد) كقوله عزوجل : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى : ١١] أى ليس مثله شىء والتعليل مبتدأ وخبره قد يعنى وبها متعلق بيعنى وزائدا نصب على الحال من الضمير المستتر فى ورد ولتوكيد متعلق بزائدا.

واستعمل اسما وكذا عن وعلى

من أجل ذا عليهما من دخلا

واعلم أن من حروف الجر ما يخرج عن الحرفية ويستعمل اسما وذلك خمسة أحرف أشار إلى ثلاثة منها بقوله : (واستعمل اسما وكذا عن وعلى) يعنى أن كاف التشبيه يستعمل اسما فقيل فى الضرورة وهو مذهب سيبويه كقوله :

٩٦ ـ ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا

تصوّب فيه العين طورا وترتقى

وقيل فى الاختيار وهو مذهب الأخفش وإليه ذهب المصنف وذلك أطلق فى قوله واستعمل اسما وأن عن وعلى أيضا يستعملان اسمين وقد أشار إليهما بقوله وكذا عن وعلى أى وكذلك أيضا يستعمل عن وعلى اسمين كما استعمل كاف التشبيه اسما ثم علل استعمالهما اسمين بقوله : (من أجل ذا عليهما من دخلا) أى من أجل استعمالهما اسمين دخل عليهما من لأن حرف الجر لا يدخل على الحرف وإنما يدخل على الاسم ، فمن دخول من على عن قوله :

٩٧ ـ فقلت للرّكب لما أن علا بهم

من عن يمين الحبيّا نظرة قبل

ومن دخولها على على قوله :

٩٨ ـ غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها

تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل

__________________

(٩٦) البيت من الطويل ، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٧٦ ، وأدب الكاتب ص ٥٠٥ ، ولسان العرب ٩ / ٣١٢ كوف) ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ١٠ / ١٦٧ ، ١٧١ ، ورصف المبانى ص ١٩٦.

والشاهد فيه قوله : «بكابن» حيث جاءت الكاف اسما مجرورا بالباء.

(٩٧) البيت من البسيط وهو للقطامى فى ديوانه ص ٢٨ ، وأدب الكاتب ص ٥٠٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٤١ ، ولسان العرب ١٣ / ٢٩٥ (عنن) ، ١٤ / ١٦٣ (حبا) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٩٧ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٥٥ ، والجنى الدانى ص ٢٤٣ ، وجواهر الأدب ص ٣٢٢ ، ورصف المبانى ص ٣٦٧ ، والمقرب ١ / ١٩٥.

والشاهد فيه قوله : «من عن يمين الحبيّا» حيث جاءت «عن» اسما بمعنى : جانب.

(٩٨) البيت من الطويل ، وهو لمزاحم العقيلى فى أدب الكاتب ص ٥٠٤ ، والأزهية ص ١٩٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٧ ، ١٥٠ ، والدرر ٤ / ١٨٧ ، وشرح التصريح ٢ / ١٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٣٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٢٥ ، وشرح المفصل ٨ / ٣٨ ، ولسان العرب ١١ / ٣٨٣ (صلل) ، ١٥ / ٨٨ (علا) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٠١ ، ونوادر أبى زيد ص ١٦٣ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٠٣ ، والأشباه والنظائر ٣ / ١٢ ، وأوضح المسالك ٣ / ٥٨ ، وجمهرة اللغة ص ١٣١٤ ، والجنى الدانى ص ٤٧٠ ، وجواهر الأدب ص ٣٧٥ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥٣٥ ، ورصف المبانى ص ٣٧١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٧ ، ـ

١٥٤

ومعنى عن جانب وعلى فوق. واسما حال من الضمير المستتر فى استعمل العائد على كاف التشبيه وعن وعلى مبتدآن خبرهما كذا ومن مبتدأ ودخلا فى موضع خبره ومن أجل متعلق بدخل وكذا عليهما ثم أشار إلى الرابع والخامس مما يستعمل اسما بقوله :

ومذ ومنذ اسمان حيث رفعا

أو أوليا الفعل كجئت مذ دعا

يعنى أن مذ ومنذ يكونان اسمين فى موضعين الأول أن يرتفع ما بعدهما نحو مذ يوم الجمعة ومنذ يومان وفهم من قوله حيث رفعا أن مذ ومنذ عنده مبتدآن لإسناد الرفع إليهما لأن المبتدأ رافع للخبر وهو أحد المذاهب فيهما خلافا لمن قال إنهما خبران. الثانى أن يليهما فعل نحو أتيتك مذ قام زيد ومنذ دعا عمرو ، وفهم من قوله أو أوليا الفعل أنهما ظرفان مضافان إلى الجملة الفعلية خلافا لمن قال هما مبتدآن مقدر بعدهما زمان هو خبر لهما. ومذ ومنذ مبتدأ ومعطوف عليه واسمان خبر وحيث ظرف مضاف لرفع والعامل فى الظرف اسمان لأنه فى معنى محكوم باسميتهما وأوليا معطوف على رفعا والفعل ثان لأوليا. ثم قال :

وإن يجرّا فى مضىّ فكمن

هما وفى الحضور معنى فى استبن

بين فى هذا البيت معنى مذ ومنذ إذا كانا حرفين فقال معناهما معنى من إذا كان المجرور بهما ماضيا نحو ما رأيته مذ يوم الجمعة أى من يوم الجمعة ومعنى فى إذا كان المجرور بهما حاضرا نحو ما رأيته مذ يومنا أى فى يومنا. وإن يجرّا شرط وفى مضى متعلق بيجرّا والفاء جواب الشرط وهما مبتدآن وخبره كمن أى فهما كمن ومعنى مفعول مقدم باستبن مضاف إلى فى ، وفى الحضور متعلق باستبن ولا بد من تقدير بهما فيكون التقدير استبن بهما أى اطلب بهما أى بمذ ومنذ فى الحضور معنى فى. ثم اعلم أن من حروف الجر ما يزاد بعده ما ، وذلك خمسة أحرف أشار إلى ثلاثة منها بقوله :

وبعد من وعن وباء زيد ما

فلم تعق عن عمل قد علما

فزيادتها بعد من نحو قوله عزوجل : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) [نوح : ٢٥] وبعد عن عما قليل

__________________

ـ والكتاب ٤ / ٢٣١ ، ومجالس ثعلب ص ٣٠٤ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٤٦ ، ٢ / ٥٣٢ ، والمقتضب ٣ / ٥٣ ، والمقرب ١ / ١٩٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦.

والشاهد فيه قوله : «من عليه» حيث جاءت «على» اسما مجرورا ب «من».

١٥٥

وبعد الباء فبما رحمة من الله. وقوله فلم تعق أى لم تمنع عملها كما فى المثل وما مفعول مقدم لم يسم فاعله بزيد وبعد متعلق بزيد وفى تعق ضمير مستتر عائد على ما وعن متعلق بتعق. ثم أشار إلى الرابع والخامس مما تلحقهما فقال :

وزيد بعد ربّ والكاف فكفّ

وقد تليهما وجرّ لم يكفّ

يعنى أن «ما» تزاد أيضا بعد رب والكاف ، فتارة تكفهما عن العمل كقوله عزوجل : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الحجر : ٢] وكقول الشاعر :

٩٩ ـ لعمرك إننى وأبا حميد

كما النشوان والرجل الحكيم

وتارة لا تكفهما كقوله :

١٠٠ ـ ربما ضربة بسيف صقيل

بين بصرى وطعنة نجلاء

وقوله :

١٠١ ـ وننصر مولانا ونعلم أنه

كما الناس مجروم عليه وجارم

وفهم من قوله : وقد تليهما أن عملهما قليل وقد صرح به فى الكافية. ثم قال :

وحذفت ربّ فجرّت بعد بل

والفا وبعد الواو شاع ذا العمل

يعنى أن رب تحذف ويبقى عملها وذلك بعد بل ومثاله :

__________________

(٩٩) البيت من الوافر ، وهو لزياد الأعجم فى ديوانه ص ٩٧ ، والجنى الدانى ص ٤٨١ ، وشرح شواهد المغنى ص ٥٠١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤٨ ، وبلا نسبة فى مغنى اللبيب ١ / ١٧٨.

والشاهد فيه قوله : «كما النشوان» حيث كفّت «ما» الكاف عن الجرّ.

ويروى :

وأعلم أننى وأبا حميد

كما النشوان والرجل الحليم

(١٠٠) البيت من الخفيف ، وهو لعدى بن الرعلاء فى الأزهية ص ٨٢ ، ٩٤ ، والاشتقاق ص ٤٨٦ ، والأصمعيات ص ١٥٢ ، والحماسة الشجرية ١ / ١٩٤ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٨٢ ، ٥٨٥ ، والدرر ٤ / ٢٠٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢١ ، وشرح شواهد المغنى ص ٧٢٥ ، ومعجم الشعراء ص ٢٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤٢ ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٤٩٢ ، وجواهر الأدب ص ٣٦٩ ، وأوضح المسالك ٣ / ٦٥ ، والجنى الدانى ص ٤٥٦ ، ورصف المبانى ص ١٩٤ ، ٣١٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، ومغنى اللبيب ص ١٣٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨.

(١٠١) البيت من الطويل ، وهو لعمرو بن براقة فى أمالى القالى ٢ / ١٢٢ ، والدرر ٤ / ٢١٠ ، وسمط اللآلى ص ٧٤٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٢١ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٠٢ ، ٥٠٠ ، ٢ / ٧٢٥ ، ٧٧٨ ، والمؤتلف والمختلف ص ٦٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٢ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٩٧ ، والجنى الدانى ص ١٦٦ ، ٤٨٢ ، وجواهر الأدب ص ١٣٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٠٧ ، والدرر ٦ / ٨١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧١ ، ومغنى اللبيب ١ / ٦٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨ ، ١٣٠.

والشاهد فيه قوله : «كما الناس» حيث زيدت «ما» بعد الكاف دون أن تكفها عن عمل الجر.

١٥٦

 ١٠٢ ـ بل بلد ملء الفجاج قتمه

وبعد الفاء كقوله :

١٠٣ ـ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

وبعد الواو كقوله :

١٠٤ ـ وليل كموج البحر أرخى سدوله

وفهم من قوله : (وبعد الواو شاع ذا العمل) أن ذلك بعد بل والفاء غير شائع وهو مفهوم صحيح وإعراب البيت واضح. ثم قال :

وقد يجرّ بسوى ربّ لدى

حذف وبعضه يرى مطّردا

يعنى أن حذف حرف الجر وإبقاء عمله فيما سوى رب من حروف الجر على قسمين:

غير مطرد وهو المشار إليه بقوله : (وقد يجرّ) ففهم منه التقليل ، وفهم من التعليل عدم الاطراد ، ومنه قوله :

__________________

(١٠٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٥٠ ، والدرر ١ / ١١٤ ، ٤ / ١٩٤ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٧٦ ، ٤٣١ ، ٤٤٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٤٧ ، ولسان العرب ١١ / ٦٥٤ (ندل) ، ١٢ / ١١١ (جهرم) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٥ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ص ٢٢٥ ، وجواهر الأدب ص ٥٢٩ ، ورصف المبانى ص ١٥٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٤١٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٧٣ ، وشرح المفصل ٨ / ١٠٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ١١٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦.

والشاهد فيه قوله : «بل بلد» حيث جرّ قوله : «بلد» ب «رب» المحذوفة بعد «بل».

(١٠٣) عجزه :

فألهيتها عن ذى تمائم مغيل

والبيت من الطويل ، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٢ ، والأزهية ص ٢٤٤ ، والجنى الدانى ص ٧٥ ، وجواهر الأدب ص ٦٣ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٣٤ ، والدرر ٤ / ١٩٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٥٠ ، وشرح شذور الذهب ص ٤١٦ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٠٢ ، ٤٦٣ ، والكتاب ٢ / ١٦٣ ، ولسان العرب ٨ / ١٢٦ ، ١٢٧ (رضع) ، ١١ / ٥١١ (غيل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٦ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٧٣ ، ورصف المبانى ص ٣٨٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٩٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٢ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٣٦ ، ١٦١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦.

والشاهد فيه قوله : «فمثلك حبلى» حيث جر «مثل» ب «ربّ» المقدرة بعد الفاء.

(١٠٤) عجزه :

على بأنواع الهموم ليبتلى

والبيت من الطويل ، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٨ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٢٦ ، ٣ / ٢٧١ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٥٧٤ ، ٧٨٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٧٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٠٠ ، وشرح شذور الذهب ص ٤١٥.

والشاهد فيه قوله : «وليل» ، حيث حذفت منه «ربّ» وبقى عملها بعد الواو.

١٥٧

١٠٥ ـ إذا قيل أىّ الناس شرّ قبيلة

أشارت كليب بالأكفّ الأصابع

ومطرد وهو المشار إليه بقوله : (وبعضه يرى مطردا) وذلك فى لفظ الله فى القسم نحو الله لأفعلن وبعد «كم» الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر نحو بكم درهم أى بكم من درهم وذكر المرادى فى هذا الفصل مواضع غير هذين لم تشتهر.

الإضافة

قال :

نونا تلى الإعراب أو تنوينا

ممّا تضيف احذف كطور سينا

يعنى أنك إذا أردت إضافة اسم إلى اسم حذفت ما فى المضاف من نون تلى علامة الإعراب أو تنوين وشمل النون نون المثنى والمجموع على حده وما ألحق بهما نحو غلاماك وابنا زيد وصاحبو زيد وعشروك وأهلو عمرو ، وشمل التنوين التنوين الظاهر نحو غلامك فى غلام ، والمقدر نحو دراهمك فى دراهم. وطور سينا اسم جبل بالشام ويقال له أيضا طور سينين وقد جاء بالوجهين وأصله قبل الإضافة طور فهو اسم جبل أيضا. ونونا مفعول مقدم باحذف وتنوينا معطوف عليه ومما متعلق باحذف.

والثّانى اجرر وانو من أو فى إذا

لم يصلح الّا ذاك واللّام خذا

لما سوى ذينك

وهذا الذى ذكر فى هذا البيت حكم الاسم الأول من المضافين وأما الثانى فحكمه الجر وعلى ذلك نبه بقوله : (والثانى اجرر) يعنى أن حكم المضاف إليه الجر ثم إن الإضافة تتقدر عنده بثلاثة أحرف وإلى ذلك أشار بقوله : (وانو من أو فى إذا* لم يصلح الّا ذاك واللام خذا* لما سوى ذينك) مثال الإضافة المقدرة بمن خاتم فضة وباب ساج ونحو ذلك وضابطه أن يكون المضاف إليه اسما للجنس الذى منه المضاف ومثال المقدرة بفى بل مكر الليل وضابطه

__________________

(١٠٥) البيت من الطويل ، وهو للفرزدق فى ديوانه ١ / ٤٢٠ ، وتخليص الشواهد ص ٥٠٤ ، وخزانة الأدب ٩ / ١١٣ ، ١١٥ ، والدرر ٤ / ١٩١ ، وشرح التصريح ١ / ٣١٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٤٢ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ١٧٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤١ ، والدرر ٥ / ١٨٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٩٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٤ ، ومغنى اللبيب ١ / ٦١ ، ٢ / ٦٤٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦ ، ٨١.

والشاهد فيه قوله : «أشارت كليب» يريد : أشارت إلى كليب ، فحذف حرف الجر لضرورة الوزن.

١٥٨

أن يكون المضاف إليه اسم زمان وقع فيه المضاف وإلى هذين القسمين أشار بقوله : (وانو من أو فى) فقوله : (إذا لم يصلح إلا ذاك) يعنى إن لم يصلح فى التأويل إلا تقديرهما ، وقوله : (واللام خذا لما سوى ذينك) أى قدر اللام فيما سوى ذينك القسمين وهو أكثر أقسام المضاف وشمل قوله التى للملك نحو دار زيد والتى للاستحقاق نحو باب الدار وسرج الدابة. ومن مفعول بانو وفى معطوف على من وأو للتقسيم وذاك فاعل بيصلح وهو إشارة لنية من أو فى واللام مفعول بخذا والألف فى خذا بدل من نون التوكيد الخفيفة ولما متعلق بخذا وما موصولة صلتها سوى ذينك وتجوّز فى قوله خذا لأنه أراد به قدر. ثم اعلم أن الإضافة على قسمين : محضة ، وغير محضة وقد أشار إلى القسم الأول فقال :

واخصص أوّلا

أو أعطه التّعريف بالّذى تلا

يعنى أن الإضافة المحضة تفيد تخصيص الأول إن أضيف إلى نكرة نحو غلام رجل أو تعريفه إن أضيف إلى معرفة نحو غلام زيد وفهم كون القسم الأول هو المضاف إلى نكرة من ذكر المعرفة فى قسميه. وأولا مفعول باخصص وأو أعطه معطوف على اخصص وأو للتقسيم والتعريف مفعول ثان لأعطه وبالذى متعلق بأعطه وهو مطلوب أيضا لاخصص لأن الاختصاص إنما يتحصل للأول بالثانى وتلا صلة للذى والذى واقع على المضاف إليه والضمير العائد على الموصول الفاعل المستتر فى تلا. ثمّ أشار إلى القسم الثانى من الإضافة وهى الإضافة غير المحضة فقال :

وإن يشابه المضاف يفعل

وصفا فعن تنكيره لا يعدل

يعنى أن المضاف إذا كان شبيها بالفعل المضارع لكونه اسم فاعل أو اسم مفعول بمعنى الحال أو الاستقبال أو ما حمل عليه من أمثلة المبالغة أو الصفة المشبهة كانت إضافته غير محضة لا تفيد تخصيصا ولا تعريفا وإنما هى لمجرد التخفيف وذلك نحو ضارب زيد وضاربا عمرا وأصله ضارب زيدا وضاربان عمرا. والمضاف مفعول بيشابه ويفعل فاعل به ويجوز العكس وهو أظهر ووصفا حال من المضاف والفاء جواب الشرط وعن تنكيره متعلق بيعدل. ثم أتى بمثالين من الإضافة غير المحضة فقال :

كربّ راجينا عظيم الأمل

مروّع القلب قليل الحيل

١٥٩

فرب راجينا اسم فاعل مضاف إلى الضمير ولم تفد الإضافة تخصيصا ولا تعريفا بل هو نكرة ولذلك أدخل عليه رب لاختصاصها بالنكرة وعظيم صفة مشبهة باسم الفاعل وإضافته إلى الأمل غير محضة وهو نعت لراجينا ونعت النكرة نكرة ومروّع اسم مفعول وإضافته إلى القلب غير محضة وقيل صفة مشبهة وإضافتها إلى الحيل غير محضة وهذه الصفات نعوت لراجينا ونعت النكرة نكرة. ثم قال :

وذى الإضافة اسمها لفظيّه

وتلك محضة ومعنويّه

الإشارة بذى لأقرب القسمين وهى الإضافة غير المحضة يعنى أنها تسمى لفظية لأن فائدتها راجعة إلى اللفظ فقط وهى تسمى أيضا مجازية وغير محضة والإشارة بتلك إلى أول القسمين يعنى أنها تجىء محضة أى خالصة لإفادتها التخصيص أو التعريف وتسمى أيضا معنوية لإفادتها معنى التخصيص أو التعريف. وذى مبتدأ والإضافة نعت له واسمها مبتدأ ثان ولفظية خبر المبتدأ الثانى والجملة خبر المبتدأ الأول وتلك محضة ومعنوية مبتدأ وخبر. ثم قال :

ووصل أل بذا المضاف مغتفر

إن وصلت بالثّان كالجعد الشّعر

أو بالذى له أضيف الثّاني

كزيد الضّارب رأس الجانى

الإشارة بذا إلى أقرب مذكور وهو ما إضافته غير محضة يعنى أنه يغتفر دخول أل على المضاف ، لكن بشرط أن تدخل على الثانى نحو الضارب الرجل والجعد الشعر أو يكون الثانى مضافا إلى ما فيه أل نحو الحسن وجه الأب والضارب رأس الجانى فلو لم تتصل أل بالثانى ولا بما أضيف إليه الثانى لم يجز دخول أل على المضاف فلا يجوز الضارب زيد ولا الضارب صاحب زيد. ووصل أل مبتدأ ومضاف إليه ومغتفر خبره وبذا متعلق بوصل والمضاف نعت لذا وإن وصلت شرط جوابه محذوف لدلالة ما تقدم عليه والجعد من باب الصفة المشبهة باسم الفاعل وفعله جعد جعادة وأو بالذى معطوف على قوله بالثانى وزيد مبتدأ والضارب إلى آخر البيت خبره والجملة على حذف القول والتقدير كقولك. ثم قال :

وكونها فى الوصف كاف إن وقع

مثنّى او جمعا سبيله اتّبع

١٦٠