أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٣٦

الأزهر قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ راح إلى الجمار في ساعة لو ألقيت قطعة من لحم في الشمس لرأيت أنّها تشوى.

٢٦٧٢ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ذهبت أرمي الجمار مع أبي فرأينا رجلا يطيل القيام يدعو عند الجمار. فقال لي : سل من هذا؟ فسألت عنه ، فقيل لي : عامر بن عبد الله بن الزبير. قال : ورأيت عليه عمامة قد أرخاها بين كتفيه.

٢٦٧٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا مروان ، عن هارون بن [ابراهيم](١) قال : رأيت عطاء بن أبي رباح على حمار واقفا عند الجمرة الوسطى قدر ما كان إنسان قارئا سورة البقرة.

٢٦٧٤ ـ حدّثنا أبو عمّار ـ الحسين بن حريث ـ ، وابراهيم بن أبي يوسف جميعا ، قالا : ثنا يحيى بن سليم ، قال : حدّثني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، قال : حدّثني محمد بن الأسود بن خلف الخزاعي ، قال : أدركت الناس يتزوّدون الماء في الإداوا إذا ذهبوا يرمون الجمار من طول القيام عند الجمرتين.

٢٦٧٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن

__________________

٢٦٧٢ ـ إسناده صحيح.

٢٦٧٣ ـ إسناده صحيح.

مروان ، هو : ابن معاوية.

٢٦٧٤ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٣ أوالأزرقي ٢ / ١٧٩ كلاهما من طريق : ابن خثيم ، به.

٢٦٧٥ ـ إسناده حسن.

(١) في الأصل (أبي ابراهيم) وهو خطأ.

٣٠١

سفيان ، عن سليمان التيمي عن أبي مجلز قال : رميت مع ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : فحزرت قيامه ، فكان قدر (سورة يوسف) ، ورمى حين كان الظلّ ثلاثة أشبار. قال : وشبرته فكان الظلّ ثلاثة أشبار.

٢٦٧٦ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : رأينا ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يقوم عند الجمرتين قدر ما كنت قارئا سورة البقرة.

قال ابن جريج : قلت لعطاء : استقبل البيت في الدعاء عند الجمرتين؟ فقال لي : ما قال في استقبال البيت في الموقف بعرفة آخر ما ذكرته في هذا الباب (١).

قال ابن جريج : وأخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم رمى بمثل حصى الخذف.

قال ابن جريج : وأخبرني هارون بن أبي عائشة ، عن عدي بن عدي ، عن سلمان بن ربيعة الباهلي ، قال : نظرنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يوم النفر الأول ، فخرج علينا تقطر لحيتة ماء ، في يده حصيات ، وفي حجزته حصيات ماشيا يكبّر في طريقهم حتى رمى الجمرة الأولى ، ثم مضى حتى انقطع من فضض الحصى ، وحيث لا يناله حصى من رمى ، فدعا ساعة ، ثم مضى إلى الجمرة الوسطى ، ثم الأخرى (٢).

__________________

٢٦٧٦ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧٩ ، وابن أبي شيبة ١ / ١٨٣ كلاهما من طريق : ابن جريج به.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١٧٩ بإسناده إلى ابن جريج.

(٢) هارون بن أبي عائشة سكت عنه البخاري ٨ / ٢٢٠ ، وابن أبي حاتم ٩ / ٩٣ ، وذكره ابن حبان في الثقات. والخبر رواه الأزرقي ٢ / ١٧٨ ، وذكره الهندي في كنز العمال ٥ / ٢١٧ ـ ٢١٨ وعزاه لمسدّد.

٣٠٢

قال ابن جريج : قال عطاء : إذا رميت قمت عند الجمرتين السفلاوين قلت : حيث يقوم الناس الآن؟ قال : نعم ، فدعوت بما بدا لك ولم أسمع / بدعاء معلوم في ذلك. قال : قلت : ألا يقام عند العقبة؟ قال : لا ، ولا يقام عند رمي الجمار يوم النفر.

قال : قلت : أبلغك ذلك عن ثبت؟ قال : نعم. قال : وحق أو سنة ، على الراجل والراكب ، والراجل والمرأة ، والناس أجمعين القيام عند مدعى الجمرتين القصواوين (١).

قال ابن جريج : وأخبرني أبو الزبير ، أنّه سمع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : إذا رميت الجمرة فتقدم إلى بطن المسيل.

٢٦٧٧ ـ حدّثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا عبد الرحمن بن ابراهيم اللخمي ، قال : ثنا أبو علي الحرماري ، قال : زعم النهشلي قال : خرج فتيان من قريش معهم عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة يختلون النساء عند الجمار ، فجعل أولئك ينظرون إلى الشارة والهيئة ، وهو ينظر إلى المحاسن إلى أن مرّت به امرأة باذة الهيئة ، مستقرّة في الخمار ، فأنشأ يقول وهو يومئ إليها :

[و] ما كان بالحيّين هذا ولا هذا

ولا راح يرمي هذه الجمرات

شبيه بها إنّي عليم بمثلها

قديم التصابي عارم النظرات

__________________

٢٦٧٧ ـ في إسناده من لم أعرفه.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١٧٨.

٣٠٣

ذكر

ما قيل في الجمار من الشعر

وقد قالت الشعراء في الجمار أشياء سأذكر بعضها.

قال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة (١) ، ويقال بل القائل ذلك الحارث ابن خالد :

ولم أر كالتجمير أحسن منظرا

ولا كليالي الحج أفتن ذا هوى

ومن [مالى](٢) عينيه من شيء غيره

إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّما

يسحّبن أذيال المروط بأسوق

خلال إذا ولّين أعجازها روا

وقال عمر بن أبي ربيعة أيضا في الجمار :

كان يوم الجمار مما قضى الله

علينا وخطّ بالأقلام

قد تمنيت أنني لك درع

وازار وحلية في نظام

وقال العرجي يذكرها أيضا :

وللرمي قد تبدي الحسان أكفّها

ويفترّ بالتكبير عن شعب غرّ

فيا ربّ مشغوف بنا لا ينالنا

غداة تساق المشعرات إلى النحر

غداة يوافي أهل جمع مع الحصى

كذا الجمرة القصوى ذوو لمم غبر

فيا ربّ باد شجوه ومعوّل

إذا ما رأى الأطناب تنزع للنفر

__________________

(١) ديوانه ص : ١٨.

(٢) في الأصل (قال).

٣٠٤

وقال مجنون بنى (١) عامر :

ولم أر ليلى بعد موقف ساعة

ببطن منى ترمي جمار المحصّب

ويبدي الحصى منها إذا قذفت به

من الدرع أطراف البنان المخضّب

فلما رأت أن التفرق غلته

وأنّا متى ما نفترق نتشعّب

أشارت بموسوم كأن بنانه

عليه المثاني من دمقس مذهّب

إلّا إنما غادرت يا أمّ مالك

مرا أينما تذهب به الريح يذهب

/ وقال شاعر أيضا في الجمار :

إنّي امرؤ يعتادني ذكر

منها ثلاث منى لذا صبري

ومواقف بالمشعرين لها

ومناظر الجمرات والنحر

وقال شاعر من العرب أيضا يذكرها :

ألا واها لهذا الحجيج والتجهر والنحر

لأن حجّ لأن حجّ لأن حجّ أبو بكر

أخ له وابن أخت كل بما يفعل عن أمري

فإن أيسرا يسرت وعشر الرمي عشر (٢)

وقال شاعر أيضا :

تقول التي ترمي الجمار عشية

وتبدي لنا منها بنانا مخضّبا

غدا ينفر الحجاج من بطن مكة

وتفترق الأحياء شرقا ومغربا

فابلست واسترجعت إذ نطقت به

وقلت لها : العينان بالدمع تسكبا

وقال بعضهم :

أتعهد الحيّ ليل السامر العرد

بجانب الجمرة القصوى إلى السبد

هل للزمان إياب في تصرفه

بليلة سلفت منكنّ لم تعد

__________________

(١) بعض هذه الأبيات في الأغاني ٢ / ٢٠ ، ٣٤.

(٢) كذا في الأصل ، وفيه اضطراب.

٣٠٥

ذكر

مقبرة منى واسمها

٢٦٧٨ ـ حدّثني أبو ابراهيم اسماعيل المكي ، قال : قال أخي : اسم مقبرة منى : (ثياد) ، وأنشد لبعض الشعراء :

شهد الحجيج منى واقام بثياد

ومضوا لظباتهم وأقام (١)

ذكر

أول من نصب الأصنام بمنى

٢٦٧٩ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، عن عثمان بن ساج ، قال : أخبرني محمد بن اسحق : أن عمرو بن لحى نصب بمنى سبعة أصنام ، ونصب صنما على (القرين) الذي بين مسجد منى والجمرة الأولى على بعض الطريق ، ونصب على الجمرة الأولى صنما وعلى (المدعى) صنما ، وعلى الجمرة الوسطى صنما ، ونصب على شفير الوادي فوق الجمرة العظيمة صنما ، وعلى الجمرة العظمى صنما ، وقسّم عليهن حصى الجمرات إحدى وعشرين حصاة يرمي كل وثن بثلاث حصيات ، ويقال للوثن حين يرمي أنت أكبر من فلان. ـ الصنم الذي يرمي قبله ـ.

__________________

٢٦٧٨ ـ أخو شيخ المصنّف لم أعرفه.

٢٦٧٩ ـ إسناده حسن إلى أبي إسحاق.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧٦ من طريق : سعيد بن سالم ، به.

(١) البيت كذا في الأصل ، وفيه اضطراب.

٣٠٦

ذكر

ذرع ما بين الجمار وذرع منى (١)

من جمرة العقبة إلى الجمرة الوسطى أربعمائة ذراع وسبعة وثمانون ذراعا وإحدى عشرة اصبعا.

ومن الجمرة الوسطى إلى الجمرة الثانية ـ وهي تلي مسجد منى ـ ثلثمائة ذراع وخمسة أذرع.

ومن الجمرة التي تلي مسجد منى إلى أوسط أبواب مسجد منى ألف ذراع وثلثمائة ذراع وواحد وعشرون ذراعا.

/ وذرع منى من جمرة العقبة إلى وادي محسّر ، وهو آخر منى ، سبعة آلاف ذراع ومائتا ذراع.

وذرع منى من مؤخر المسجد الذي يلي الجبل إلى الجبل الذي بحذائه ألف ذراع وثلاثمائة ذراع.

وذرع شعب علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وهو على يسار جمرة العقبة ، إذا نزلت من العقبة ست وثلاثون ذراعا.

وعرض الطريق الأعظم حيال الجمرة الوسطى ، وهي الطريق التي سلكها النبي صلّى الله عليه وسلم يوم النحر حين غدا من قزح إلى جمرة العقبة بمنى ، وكانت الأئمة تسلكها ، حتى تركت منذ سنة المائتين ، وجاء أمراء بعد ذلك فسلكوا الطريق اللاصقة بالمسجد وليست تلك بطريق النبي صلّى الله عليه وسلم فيما يقولون ، ومن حد مؤخر مسجد منى إلى مسجد المزدلفة ثمانية آلاف ذراع وذراع فيما يقال والله أعلم.

__________________

(١) أنظر هذا المبحث في الأزرقي ٢ / ١٨٥ ـ ١٨٦.

٣٠٧

ذكر

ذرع مسجد منى وطوله وعرضه

وذرع مسجد الخيف من وجهه في طوله من حدّته التي تلي دار الإمارة إلى حدّته التي تلي عرفة مائتا ذراع وثلاثة وتسعون ذراعا واثنتا عشرة أصبعا.

ومن حدّته التي تلي الطريق السفلى في عرضه إلى حدّته التي تلي الجبل مائة ذراع وأربعة أذرع واثنتا عشرة أصبعا.

وطوله مما يلي الجبل في حدّته السفلى إلى حدّته التي تلي دار الإمارة مائتا ذراع وأربعة وستون ذراعا وثماني عشرة أصبعا.

وعرضه مما يلي الإمارة مائتا ذراع.

وفي قبلة المسجد مما يلي دار الإمارة ست ظلال كان زوّقها الصائغ اسحاق ابن سلمة وعملها.

وفيه من الأساطين مائة وثمان وستون أسطوانة منها في القبلة ثمان وسبعون ، مما يلي بطن المسجد أربع وعشرون ، وفي شقه الأيمن أربع وثلاثون ، وفي أسفله الذي يلي عرفات خمس وعشرون ، وفي شقه الأيسر الذي يلي الجبل إحدى وثلاثون.

منها واحدة في الظلة.

وعلى مسجد الخيف عشرون بابا متفرقة في جوانبه.

ثم قدم اسحاق بن سلمة فعمل ضفيرة لمسجد منى ليرد سيل الجبل عن المسجد ودار الإمارة ، فعمل هنالك ضفيرة عريضة مرتفعة السمك وأحكمها بالحجارة والنورة والرماد ، فصار ما ينحدر من السيل يتسرب في أصل الضفيرة من خارجها ، ثم يخرج إلى الشارع الأعظم بمنى ، ولا يدخل المسجد ولا دار

٣٠٨

الإمارة منه شيء ، وصار ما بين الضفيرة والمسجد وهو عن يساره رفقا للمسجد وزيادة في سعته.

وعمّر ما كان يحتاج إلى العمارة في المسجد ، ثم تهدّم ذلك وخرب لقلة تعاهده اليوم.

وعندنا جميع ذرع باطن المسجد ، وجميع ما فيه ، ولكنا اختصرنا ذلك مخافة التطويل.

فكانت أبواب مسجد الخيف على ذلك حتى قدم بشر الخادم مولى أمير المؤمنين على عمارة المسجد ، فغيّرها ، فسدّ الباب الذي يلي الجبل مخافة من السيل ، وذلك في سنة ست وخمسين ومائتين.

ذكر

ذرع أسفل منى وما بين مأزمي منى والعقبة

/ ومن حد مسجد منى الذي يلي عرفات إلى وسط حياض الياقوتة ثلاثة آلاف وسبعمائة ذراع ، وثلاثة وخمسون ذراعا.

ومن وسط حياض الياقوتة إلى حد محسّر ألفا ذراع.

ومن حد مأزمي منى من الجبل إلى الجبل خمسون ذراعا (١).

٢٦٨٠ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا معلى بن عبد الرحمن قال : ثنا شريك عن ليث عن طاوس ، عن عبد الله بن عباس

__________________

٢٦٨٠ ـ إسناده ضعيف.

ليث ، هو : ابن أبي سليم.

(١) أنظر تفاصيل هذا المبحث في الأزرقي ٢ / ١٨١ ـ ١٨٥.

٣٠٩

ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : لا يبيتن أحد من دون المأزمين ـ وهما جبلان من دون العقبة إلى مكة ـ يقول أيام منى.

٢٦٨١ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان.

وحدّثنا ابن ادريس ، قال : ثنا الحميدي قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا يزيد أبو خالد ، عن علي الأزدي قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وهو بين مأزمي منى وسمع الناس يقولون : لا إله إلّا الله ، فقال : هي هي.

فقال : يا أبا عبد الرحمن : ما هي هي؟ قال : (وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها)(١).

قال الحميدي في حديثه : ما بين مأزمي منى.

وقال بعض الشعراء في المأزمين يذكرهما :

ألم يكن بجنوب المأزمين إلى

خيفي منى فمناخ المنحر الجسد

ليل يقرب من نفس شقيقتها

ويلصق الكبد الحرّى إلى الكبد

٢٦٨٢ ـ حدّثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، قال : ثنا علي بن عاصم ، قال : ثنا أبو الأزهر ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يلبي بمكة حتى إن كاد ليسمع ما بين الجبلين ـ يعني المأزمين ـ من منى إن شاء الله ـ.

__________________

٢٦٨١ ـ إسناده حسن.

يزيد أبو خالد : لا بأس به. أنظر الأثر (١٦٥٦).

رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨ ، والطبري ٢٦ / ١٠٥ كلاهما من طريق : سفيان ، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٨٠ وعزاه لعبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردوية ، والبيهقي.

٢٦٨٢ ـ إسناده حسن.

أبو الأزهر ، هو : صالح بن درهم الباهلي.

(١) سورة الفتح (٢٦).

٣١٠

وذرع طريق العقبة من العلم الذي على الجدار إلى العلم الآخر الذي يحدّه تسعة وستون ذراعا. والطريق مفروشة بحجارة يمر عليها سيل منى.

وذرع الطريق الأعظم طريق العقبة الخارجة ستة وثلاثون ذراعا (١).

ذكر

المزدلفة وحدودها وذكر فضلها وما جاء فيها

٢٦٨٣ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا عبد الجبار بن سعيد ، عن أبي بكر بن عبد الله ، عن عمر بن عطاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : جمع من مفضى المأزمين إلى القرن الذي خلف وادي محسّر.

٢٦٨٤ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد ، عن رباح عن الزنجي بن خالد عن ابن جريج عن عطاء ، بنحوه.

٢٦٨٥ ـ وحدّثنا الزبير ، قال : حدّثني يحيى بن محمد ، عن سليم ، عن ابن

__________________

٢٦٨٣ ـ إسناده متروك.

أبو بكر بن عبد الله ، هو : ابن أبي سبرة : ضعيف رموه بالوضع. التقريب ٢ / ٣٩٧.

وعمر بن عطاء ، هو : ابن أبي الخوّار المكي. ذكره السيوطي في الدر ١ / ٢٢٤ وعزاه لعبد ابن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر.

٢٦٨٤ ـ يحيى بن محمد بن ثوبان : لم أقف عليه. ورباح ، هو : ابن محمد السهمي : لم أقف عليه كذلك.

٢٦٨٥ ـ يحيى بن محمد لم أقف عليه وبقية رجاله موثقون.

(١) الأزرقي ٢ / ١٨٥.

٣١١

جريج عن عطاء بنحوه ، إلّا أنّه قال : حتى يبلغ القرن الأحمر دون (محسّر) على يمين من خرج من مكة.

وإنّما سمّيت المزدلفة لمزدلف الناس عنها ، وأنّهم لا يقيمون بها يوما كاملا.

٢٦٨٦ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عمر بن علي ، عن أبي سعيد بن أبي المعزّ الأودي ، عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : أهبط الله ـ عزّ وجلّ ـ آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالهند ، وأهبط حواء بجدّة ، ولا يعلم واحد منهما بمكان صاحبه ، حتى اجتمعا بجمع ، فسمّيت جمعا لاجتماعهما بها.

__________________

قلت : والذي تحصل لي من أقوال العلماء في حدود مزدلفة ، وأقوال الشريف محمد ابن فوزان الحارثي ـ رحمه الله ـ هو ما يلي :

حدّها الشمالي : هو ثبير النصع (جبل المزدلفة) ويقال له (الأحدب) أيضا.

وحدّها الجنوبي : جبل ذات السليم ، وذو مراخ (المريخيّات) ثم قرن مزدلفة الذي يمر سيل محسّر بينه وبين دقم الوبر.

وحدّها الغربي : جبل المضيبيع ، ثم وادي محسّر ، ووادي محسر إذا وصل القرن الجنوبي الذي بأسفل الصائح (جبل منى اليماني) اتجه إلى مزدلفة ، لكنه لا يدخلها ، بل يمر بين دقم الوبر من الشرق وبين قرن مزدلفة من الغرب ، ثم يتجه جنوبا عدلا ، حتى يصل إلى آخر سلسلة ذي مراخ (المريخيّات).

وحدّها الشرقي : ريع المرار الذي يمر به الطريق (٨) و (٩) ، ثم ريع الغزالة الذي يمر به الطريق (٧) ثم منتهى المأزمين ، مأزمي عرفة المعروفة عند العامة ب (الأخشبين) اللذين يمر بينهما الطريقان (٥) و (٦) وطريق المشاة ، الذي هو : طريق المأزمين. أما طريق ضبّ فهو الذي فيه الطريقان (٣) و (٤). والله أعلم.

٢٦٨٦ ـ أبو سعيد بن أبي المعز لم أعرفه ، وبقية رجاله موثقون.

ذكره المحب الطبري في القرى ص : ٤٢٠ ، وابن حجر في الفتح ٣ / ٥٢٣.

٣١٢

٢٦٨٧ ـ حدّثنا أبو مروان ـ محمد بن عثمان ـ قال : ثنا ابراهيم بن سعد ، عن أبيه ، قال : رأيت القاسم بن محمد يضرب راحلته حتى هبط من محسّر.

فقلت : يا أبا محمد ما هذا؟ فقال : قد كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تأمر ببغلتها فتضرب حتى تهبط محسّر حتى تخرج منه.

قال سعد بن ابراهيم : وأخبرني طلق بن حبيب أنّه دفع مع / ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فلما هبط من جمع أوضع راحلته (١).

ـ هذا كلّه من حديث أبي مروان ـ.

٢٦٨٨ ـ وحدّثنا عبد الله بن منصور ، عن سليم بن مسلم ، عن محمد بن عبد الرحمن المخزومي ، عن أبيه قال : حججت مع أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فلمّا رأى أهل جمع قال : الله أجلّ وأكرم وأعظم من أن يخيب أحدا من هؤلاء حتى يرده بقضاء حاجته.

٢٦٨٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر [وعبد الجبار بن العلاء](٢) قالا : ثنا

__________________

٢٦٨٧ ـ إسناده حسن.

حديث عائشة رواه البيهقي ٥ / ٢٦ بإسناده إلى سليمان بن بلال بن علقمة ، عن أمه ، عن عائشة.

٢٦٨٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

سليم بن مسلم ، هو : الخشّاب : متروك الحديث.

وعبد الرحمن ، هو : ابن الحارث بن هشام المخزومي.

٢٦٨٩ ـ إسناده حسن.

والرجل الفهمي ، هو : محمد بن عبد الله بن أبي رافع الفهمي ، ويقال اسم أبيه : عبد الرحمن : مقبول التقريب ٢ / ١٧٦.

(١) رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٨٠ بإسناده إلى موسى بن عبيدة ـ وهو : الربذي ـ عن يزيد بن عبد الرحمن ، قال : فذكره بنحوه.

(٢) في الأصل (والعلاء بن عبد الجبار) وهو خطأ.

٣١٣

سفيان ، قال : ثنا مسعر ، أنّه سمع رجلا من فهم يقول : كنا مع عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ بالمزدلفة ، فأمر بجزور فنحرت ، ثم أطعمنا ، وعبد الله بن جعفر ـ رضي الله عنهما ـ مع القوم ، فقال عبد الله بن جعفر ـ رضي الله عنهما ـ : كنّا عند النبي صلّى الله عليه وسلم ، فكان يلقي اللحم ، وسمعته يقول : «إنّ أطيب لحم لحم الظهر». زاد عبد الجبار في حديثه : قال سفيان : فقلت لمسعر : جاء ما جاء به الفهمي ، قال : بالمزدلفة.

٢٦٩٠ ـ وحدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم وقف بالمزدلفة فقال : «قد وقفت ها هنا والمزدلفة كلّها موقف».

٢٦٩١ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا صفوان بن عيسى ، قال : ثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، عن مجاهد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : حدّثني الفضل بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : أردفني رسول الله صلّى الله عليه وسلم غداة جمع ، قال : ودفع معنا رجل من الأعراب له إبنة ، فالتفت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فرآني أنظر إليها نظرا شديدا ، فأمال النبي صلّى الله عليه وسلم رأسي

__________________

رواه أحمد ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، وابن ماجه ٢ / ١٠٩٩ ـ ١١٠٠ ، والترمذي في الشمائل ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٤ / ٣٠٤) كلهم من طريق : مسعر ، به.

وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ١١٧ وعزاه لأحمد وابن ماجه والطبراني والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة.

٢٦٩٠ ـ إسناده حسن.

رواه النسائي ٥ / ٢٦٥ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٧١ كلاهما من طريق : يحيى بن سعيد ، به.

٢٦٩١ ـ إسناده حسن.

رواه أحمد ١ / ٢١٤ ، وابن ماجه ٢ / ١٠١٠ ـ ١٠١١ ، والنسائي ٥ / ٢٧٦ بأسانيدهم إلى خصيف ، عن مجاهد ، به.

٣١٤

حتى أمال وجهي عنها ، فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة.

٢٦٩٢ ـ وحدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمى ، عن أبيه عن أبي وائل عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «ما حضر أحد هذا الجمع يؤمن بالله مخلصا يدعوه إلّا استجاب الله ـ عزّ وجلّ ـ له».

٢٦٩٣ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا عبد الله بن رجاء عن عبيد الله ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : لم يكن يحرّك فيّ شيء من تلك المشاهد إلّا في بطن محسّر.

٢٦٩٤ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، قال : سمعت عبد العزيز بن أبي رواد في مسجد منى يحدّث عن أبي سلمة الحمصي ـ يرفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلم ـ أنّه أمر بلالا ـ رضي الله عنه ـ في موقف جمع قبل الدفعة ، أن أسمع الناس ، فنادى في الناس : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ قد تطول عليكم ، ووهب مسيئكم لمحسنكم ، وأعطى محسنكم ما سأل ، فادفعوا بسم الله.

__________________

٢٦٩٢ ـ إسناده متروك.

عبد الرحيم بن زيد العمّي : ضعيف ، وكذّبه ابن معين. التقريب ١ / ٥٠٤.

٢٦٩٣ ـ إسناده صحيح.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٣٣٢ عن نافع به ، ورواه البيهقي ٥ / ١٢٦ من طريق مالك.

وذكره المحب الطبري ص : ٤٣١ وعزاه لسعيد بن منصور.

٢٦٩٤ ـ إسناده ضعيف.

أبو سلمة الحمصي : مجهول. التقريب ٢ / ٤٣٠.

رواه ابن ماجه ٢ / ١٠٠٦ من طريق : وكيع ، عن ابن أبي روّاد ، به. وذكره المحب في القرى ص : ٤٢٦ وعزاه لابن ماجه ، وتمّام في فوائده.

٣١٥

٢٦٩٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا مسعر ، وسفيان الثوري ، وغيرهما ، عن سلمة بن كهيل

عن الحسن العرني ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «أنا أغيلمة بن عبد المطلب»ـ وهو يلطح أفخاذنا ـ «أي بنيّ لا ترموا الحجارة حتى تطلع الشمس»وكان قدّمهم من المزدلفة إلى منى في ضعفة أهله من المزدلفة.

٢٦٩٦ ـ وحدّثنا أبو أمامة ـ محمد بن أبي معاوية ـ قال : ثنا النهشلي ، قال : حجّ سليمان بن عبد الملك فنظر إليه عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة وقد شاب فقال :

/ رأيت أبا الوليد غداة جمع

به شيب وقد عدم الشبابا

ولكن تحت ذاك الشيب لبّ

إذا ما ظن أمرض أو أصابا

يعني بقوله : أمرض : أي وقع قربه.

٢٦٩٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : أين المزدلفة؟ قال : المزدلفة

__________________

٢٦٩٥ ـ إسناده منقطع.

الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس. تهذيب الكمال ١ / ٢٦٥.

رواه أحمد ١ / ٢٣٤ ، وأبو داود ٢ / ٢٦٣ ، والنسائي ٥ / ٢٧٠ ـ ٢٧٢ ، وابن ماجه ٢ / ١٠٠٧ ، والطبراني ١٢ / ١٣٩ ، والبيهقي ٥ / ١٣١ ـ ١٣٢ كلهم من طريق : سفيان ومسعر ، به.

وقال أبو داود : (اللّطح) : الضرب اللين.

٢٦٩٦ ـ البيتان لم أجدهما في ديوان عمر بن أبي ربيعة.

٢٦٩٧ ـ إسناده حسن.

ذكره جميعه الأزرقي ٢ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، والحربي في «المناسك»ص (٥٠٧).

٣١٦

إذا أفضيت من مأزمي عرفة ، فذلك إلى محسّر. قال : ليس المأزمان مأزما عرفة من المزدلفة ولكن مفضاهما. قال : وتقف بأيّهما شئت؟ قال : وأحبّ إليّ أن تقف دون قزح ، وهلمّ إلى منى. قال عطاء : فإذا أفضيت من مأزمي عرفة ، فانزل في كل ذلك عن يمين وشمال ، وأين شئت. قال : قلت : فانزل في الجرف إلى الجبل الذي يأتي يميني حين أفضي إذا أقبلت من المأزمين؟ قال : نعم إن شئت. قال : وأحبّ إليّ أن تنزل دون قزح هلمّ إلينا ، وحذوه.

قال : قلت : فأحبّ إليك أن أنزل على قارعة الطريق؟ قال : سواء إذا خفضت عن قزح هلمّ إلينا. ـ وهو يكره أن ينزل الإنسان على الطريق ـ.

قال : تضيّق على الناس. قال : وإن نزلت فوق قزح إلى مفضى مأزمي عرفة فلا بأس إن شاء الله.

قال : وقلت له : أرأيت قولك أن أنزل أسفل من قزح أحبّ إليك من أجل أيّ شيء تقول ذلك؟ قال : من أجل طريق الناس ، إنّما ينزل الناس فوق قزح فتضيّق على الناس طريقهم ، فيؤذي ذلك المسلمين. قال : قلت : هل بك إلى ذلك؟ قال : فأبى إلّا ذلك.

قال : قلت : أفرأيت إن اعتزلت منازل الناس وذهبت في الجرف الذي عن يمين المقبل من عرفة لست أقرب أحدا؟ قال : لا أكره ذلك.

قلت : وذلك أحبّ إليك أم أنزل أسفل من قزح في الناس؟ قال : سواء ذلك كلّه إذا اعتزلت ما يؤذي الناس من التضييق عليهم في طريقهم.

قال : قلت : إنّما ظننت أنك تقول نزل النبي صلّى الله عليه وسلم أسفل قزح فأحببت أن ينزل الناس أسفل من قزح؟ قال : لا والله ، ما في ذلك ، ما لشيء منها عندي آثره على شيء.

قال : قلت : أين تنزل أنت؟ قال : أقول عند بيوت ابن الزبير الأولى عند حائط المزدلفة ، في بطحاء هناك.

٣١٧

قال ابن جريج : وأخبرني عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه كان يقول : ارفعوا عن محسّر ، وارفعوا عن عرفات.

قال : قلت له : رفع ما ذا؟ قال : أما قوله : ارفعوا عن محسّر ، ففي المنزل بجمع ، أي لا تنزلوا محسّرا لا تبلغوه.

قال : قلت : فأين محسّر؟ أين يبلغ من جمع؟ وأين يبلغ الناس منازلهم من محسّر؟ قال : لم أر الناس يخلّفون بمنازلهم القرن الذي يلي حائط محسّر الذي هو أقرب قرن في الأرض من محسّر عن يمين الذاهب من مكة ، عن يمين الطريق (١). قال : ومحسّر إلى ذلك القرن ، يبلغه محسّر ، وينقطع إليه. قال : فأحسب أنها كدية محسّر ، حتى ذلك القرن. قال : فلا أحبّ أن ينزل أحد أسفل من ذلك القرن تلك الليلة.

ويقال : إنّها سمّيت المزدلفة ، لازدلاف الناس عليها ، وأنّهم لا يقيمون بها يوما واحدا ، ولا ليلة تامة (٢).

وقال بعض الشعراء في المزدلفة يذكرها :

/ أقبل شيخان من المزدلفه

كلاهما لحيته مختلفه

وقال أبو طالب بن عبد المطلب في جمع (٣) :

وليلة جمع والمنازل من منى ،

وما فوقها من حرمة ومنازل

وجمع إذا ما المقربات أجزنه

سراعا كما يخرجن من وقع وابل

__________________

(١) هذا القرن يكون على يمين المقبل من منى يريد المزدلفة قبل وصوله إلى نهاية دقم الوبر بقليل ، وكان هذا القرن يقابل وادي محسر من الجنوب ، بل يضرب فيه سيله تماما ، وقد أزيل هذا القرن بسبب التوسعات المستمرة في تلك المنطقة وغيرها ، وهذا القرن كان حدّا من حدود مزدلفة لأنه يقابل محسرا تماما.

(٢) أنظر فتح الباري ٣ / ٥٢٣.

(٣) البيتان في سيرة ابن هشام ١ / ٢٩٣ ضمن قصيدة أبي طالب اللامية.

٣١٨

قال ابن ربيعة يذكر محسّرا أيضا (١) :

ومقالها بالنعف نعف محسّر

لفتاتها : هل تعرفين المعرضا

هذا الذي أعطى مواثق عهده

حتى رضيت ، وقلت لي : لن ينقضا

بالله ربّك إن ظفرت بمثلها

منه ليعترفنّ ما قد أقرضا

ذكر

قزح (٢) والمشعر الحرام والجبل وما بينهما ،

وذكر الوقود بالنار على قزح

٢٦٩٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمّار [بن](٣) معاوية الدهني ، عن [أبي](٤) إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : سألت عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ عن المشعر الحرام؟ فقال : إن اتّبعتنا أخبرتك أين هو. قال : فاتّبعته ، فلمّا دفع من عرفة

__________________

٢٦٩٨ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٩١ من طريق : سفيان ، به. وابن جرير ٢ / ٢٨٨ ، والبيهقي ٥ / ٢٣ بإسناديهما إلى أبي اسحاق به.

وذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢٢٤ وعزاه لوكيع ، وسفيان ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والأزرقي ، والبيهقي في «السنن».

(١) ديوانه ص : ٢٢٣.

(٢) قزح : بضم القاف وفتح الزاي المعجمة ـ جبيل صغير يقع في الطرف الجنوبي الشرقي من مزدلفة ، أقيم عليه اليوم قصر ملكي ، وهو يشرف على مسجد المشعر الحرام من الجنوب ، وبينه وبين ذات السليم (مكسر) الطريقان (٣) و (٤) المؤديان إلى طريق ضب. والجبل الذي كان يعرف (بالميقدة) لأنهم كانوا يوقدون عليه النار. ولا زال قزح على حاله لم يؤخذ منه إلّا اليسير.

(٣) في الأصل (أبي) وهو خطأ.

(٤) في الأصل (ابن) وهو خطأ أيضا ، فهو : أبو اسحاق السبيعي.

٣١٩

ووضعت الركاب أيديها في الحرم ، قال : أين السائل عن المشعر؟ قلت : هو ذا. قال : قد دخلت فيه. قلت : إلى أين؟ قال إلى أن تخرج منه.

٢٦٩٩ ـ وحدّثنا محمد بن اسحق بن شبّويه ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : المشعر الحرام : المزدلفة كلّها.

٢٧٠٠ ـ حدّثنا إسماعيل بن سالم ـ أبو محمد ـ قال : ثنا هشيم بن بشير ، قال : أنا حجّاج ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنّه سئل عن قوله تعالى (فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) قال : هو الجبل وما حوله.

٢٧٠١ ـ حدّثنا إسماعيل بن سالم ، قال : أنا هشيم ، عن مغيرة ، عن ابراهيم ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ رأى زحام الناس على الجبل ، فقال : يا أيّها الناس إنّ ما ها هنا مشعر.

__________________

٢٦٩٩ ـ إسناده حسن.

رواه ابن جرير ٢ / ٢٨٨ من طريق : عبد الرزاق ، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢٢٤ وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم والحاكم.

٢٧٠٠ ـ إسناده حسن.

رواه ابن جرير ٢ / ٢٢٨ ، والبيهقي ٥ / ١٢٣ كلاهما من طريق : هشيم ، به. وذكره السيوطي في الدر ١ / ٢٢٤ وعزاه لسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في سننه.

٢٧٠١ ـ إسناده حسن.

رواه ابن جرير ٢ / ٢٨٧ من طريق : اسرائيل ، عن مغيرة ، به. وذكره السيوطي في الدر ١ / ٢٢٤ وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير.

٣٢٠