أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٤

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٤

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٣٦

كان يعرف بخزاعة ، وعليه قتلتهم بنو بكر ، وفيه خرج المستنصر منهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستنصره على بني بكر.

اضاءة النبط : بعرنة في الحرم (١) ، كان يعمل فيها نبط بعث بهم معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ يعملون الآجرّ لدوره بمكة ، فسميّت بهم. وفي عرنة يقول الحارث بن (٢) خالد المخزومي ، ويذكرها مع مواضع هناك :

عفت [عرفات] فالمصايف من هند

واقفر ما بين الجرير إلى المهدي

وغيّرها طول التقادم والبلا

فليست كما كانت تكون على عهدي

ومسكنها بالربع ربع عراعر

الى الهضبات القفر فالابلق الفرد

ثنية أم قردان (٣) : مشرفة على الصلا ، موضع بئر الأسود بن سفيان المخزومي.

يرمرم : أسفل من ذلك ، وفيها يقول الشاعر ـ رجل من أشجع ـ :

فإن يكن ظنّي صادقي لمحمد

تروا خيله بين الصلا ويرمرم

قرن ابن شهاب (٤) : وهو من بني ليث بن جندع ، وهو المشرف على

__________________

(١) أضاءة النبط : لا تعرف بهذا الإسم اليوم ، بل تقوم عليها قريه تعرف باسم (الهمدانية). وهي أرض مدرة طينية تقع إلى الغرب من طريق عرفات الدائري الخارجي ، وتكون على يسار النازل من عرفات على طريق المشاة. وانظر ملحق الصور.

(٢) هكذا نسبها الفاكهي للحارث المخزومي ، وقد وجدت البيتين الأولين في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص : ١١٦. وجاء الشطر الثاني من البيت الأول في الديوان (فأوحش ما بين الجريبين فالنهد).

(٣) ثنية أم قردان : تقدّم الكلام عنها ، وقلنا لعلها ما يعرف اليوم ب (ريع القرادي) إلّا أنه لا يعرف الصلا اليوم ، ولا تعرف آبار للأسود هناك. والله أعلم.

(٤) قرن ابن شهاب : هذا القرن لاصق بجل الغرابات المشرف على بركة ماجل من الشرق ، وهو عند موضع البركة القديمة ، والذي عمل بجانبها موقف متعدّد الأدوار للسيارات تابع لأمانة العاصمة ، وقد أزيل جزء من هذا القرن لتوسعة الشارع المار بجانبه الموصل بين شارع المسيال وأسفل مكة عن طريق ما يسمّى (قهوة الخنكار).

٢٠١

ماجل ابن طارق. وطارق : من بني الحارث بن عبد مناة ، كان الحائط له ، فابتاعه منه معاوية ـ رضي الله عنه ـ. وعلى قرن بن شهاب بيوت ابن أبي خرزة ، حائط كان بمكة ، وكانت قبله لمسلمة بن الحارث مولى بني عامر بن لؤيّ.

قائد (١) : بين قرن ابن شهاب ، وبين ثنية آل زريق الدنيا ، وهي مجتمع الماء ، إذا جاء المطر.

وقائد : هو ثنية خمّ ، الثنية التي تهبط على صخرة لقمان ، في مؤخر أجياد الكبير.

والدحضة (٢) : بين بيوت بني خالد وبين بيوت سلمة بن ساسان.

/ ذات اللجب (٣) : ردهة أسفل اللاحجة ، تمسك الماء.

ذات ارحاء (٤) : بين الغرابات وبين ذات اللجب ، وهنالك بئر حفرها رجل من بني خزيمة.

__________________

(١) الذي يبدو من كلام الفاكهي أن اسم (قائد) يطلق على موضعين :

الأول : المنطقة المنخفضة التي تكون بين بركة ماجل وبن ثنية كدي.

الثاني : يطلق على ثنية كدي نفسها ، إذ هي (ثنية خم) التي تكون في مؤخر أجياد الكبير ، وهي الهابطة من المسفلة على بئر خمّ.

(٢) الدحضة : هي الشعاب الواقعة على يسارك وأنت خارج من أجياد عند ملتقى شارع أنفاق الملك وشارع بخش ، وهناك شعب خم وبئر خمّ ، وهذه الشعاب متداخلة يحدّها غربا حجز السيارات الشرقي ، وجنوبا الخط الدائري الثالث ، وقد غمر العمران أجزاء منها.

(٣) تعرف اليوم ب (اللجبة) وهي خلف بطحاء قريش جنوبا ، والأصح خلف جبل الطلوب الذي عنده مصانع باقادر للمكيفات والثلج ، ولها مدخل من بطحاء قريش ، ومدخل آخر من العقيشيّة ، ويحدّها جبل الراقد من الجنوب ، وجبل الطلوب من الشمال.

(٤) ذات أرحاء : من المسفلة ، وهي المنطقة الواقعة غرب جبل السرد لأنه الفاصل بين الغرابات وبين ذات اللجب ، ومبدؤها بعد انتهاء قوز النكاسة عند صخرة الميثب ، وتمتد إلى الجنوب ، وفيها الآن سوق الخضار واللحوم الجديد لمكة المكرّمة.

٢٠٢

النسوة (١) : أحجار تطؤها في محجة مكة إلى عرفة ، يفرع عليها سيل القفيلة من ثور.

يقال : إنّ امرأة فجرت ، فحملت فلما دنا ولادها خرجت حتى جاءت ذلك الموضع ، فلما حضرتها الولادة قبّلتها امرأة ، فكانت خلف ظهرها امرأة أخرى ، فيقال ـ والله أعلم ـ إنهن مسخن جميعا في ذلك الموضع ، فهي تلك الحجارة.

القفيلة (٢) : قيعة تمسك الماء عند موضع النسوة ، وهي من حد ثور.

ثور (٣) : جبل بأسفل مكة ، وهو الغار الذي كان فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ مختبئين.

شعب [البانة](٤) : شعب في ثور ، وهو الذي يقول فيه الهذلي :

أفي الآيات والدمن المنول

بمفضى سيل بانة فالغليل

الرمضة (٥) : موضع بأسفل مكة هنالك ، كثيب عليه بيوت لناس من بني مخزوم ، وبني جمح ، وفي ظهر الكثيب شعب لعمرو بن عبد الله بن صفوان الجمحي.

__________________

(١) جبل النسوة : يعرف اليوم ب (المسخوطة) ولا زالت الأحجار التي ذكرها الفاكهي قائمة على رأس الجبل إلى اليوم ، وهي على طريق اللاحجة (طريق كديّ الجنوبي) من سلكه يريد عرفة تكون على يمينه بعد محطة البنزين ، وقبل مستشفى النور ، وتقابل فوهة أنفاق المصافي من جهة ثور.

(٢) هذه القيعة لا زالت على حالها ، وقد أخذ جزءا منها طريق اللاحجة وهي عند ملتقى سيل الفدفدة (طريق أنفاق المصافي) بجبل النسوة ، إلّا أنه في أيام كتابة هذه التعليقات ردم بعضها بأتربة تأتي بها شاحنات لتخطيطها منطقة سكنية.

(٣) جبل مشهور جدا.

(٤) في الأصل (الباز) والتصويب من الأزرقي ، وكلاهما لم يحدّده.

والشعاب النازلة من ثور أكثر من واحد ، وقد عرفنا منها : (ذات الرماض) الذي يتجه غربا ، والشعاب التي تتجه شمالا هناك شعب على يمينك وأنت متجه إلى مزدلفة من كدي عالق شمالا في جبل ثور فيه مدخل ثان لجبل ثور صعدت منه مرة إلى جبل ثور سنة ١٣٩٦ ه‍ ، يقع بين محطة البنزين المسماة محطة السرور وجبل النسوة المعروف بالمسخوطة قبل مستشفى النور.

(٥) الرمضة : هي ما يسمّى اليوم (قوز النكاسة) وقد سبق وصفه.

٢٠٣

الضحاضح (١) : ثنية كرز من وراء السلفين ، تصب في النبعة ، بعضها في الحل ، وبعضها في الحرم.

الحبشي (٢) : جبل بأسفل مكة ، خلف الطلوب ، كان الناس يأتونه في الزمن الأول ، وفيه مات عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق ـ رضي الله عنهما ـ.

٢٥١٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن منصور الحجبي ، عن أمه ، قالت : ذهبت إلى عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنها ـ أعزيها بأخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ـ رضي الله عنهم ـ ومات بالحبشي جبل بأسفل مكة ، فنقل إلى مكة فقالت ـ رضي الله عنها ـ : يرحم الله أخي ، ما من أمره شىء آسى عليه إلّا أنه لم يدفن حيث مات.

٢٥١٣ ـ وحدّثنا محمد بن عبد الله المقريء ، وسعيد بن عبد الرحمن ، يزيد أحدهما على صاحبه ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي

__________________

٢٥١٢ ـ إسناده صحيح.

منصور ، هو : ابن عبد الرحمن بن طلحة الحجبي ، وأمه : صفية بنت شيبة.

رواه عبد الرزاق ٣ / ٥١٧ عن ابن جريج ، عن منصور ، به.

٢٥١٣ ـ إسناده صحيح. تقدّم برقم (٢٣٧١).

(١) الضحاضح : هي (ثنية ابن كرز) هكذا قال الأزرقي. ولم يتبيّن لي وجه الصواب هل هي ثنية (ابن كرز) أم (ثنية كرز) إذ لم أعرف لمن منهما تنسب هذه الثنية. ويطلق اليوم على هذه الثنية (ريع مهجرة) أو (ريع مبعّر) وهي ثنية تنحصر بين جبل الخاصرة وبين جبل المظالف. وهي إحدى منافذ أهل اليمن إلى مكة ، وكانت طريقا مشهورا ، وقد وجدت عليها أنصاب الحرم. وقول الفاكهي (بعضها في الحل وبعضها في الحرم) يريد هذه الثنية ، لا شعب نبعة ، لأن شعب نبعة الذي يقال له اليوم (فجّ مهجرة) كله في الحل. وما سال من هذه الثنية شرقا على الحسينية فهو حرم ، وما سال منها غربا على فجّ مهجرة فهو حل. وانظر ملحق الصور ، وكتابنا عن حدود الحرم الشريف.

(٢) سبق التعريف به ، وهو الذي يسمّى اليوم (الراقد).

٢٠٤

مليكة ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، أنها كانت إذا قدمت مكة جاءت إلى قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ فسلمت عليه.

وزاد غيرهما في هذا الحديث ثم تقول :

وكنا كندماني جذيمة حقبة

من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا

فلمّا تفرّقنا كأني ومالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا (١)

ثم تقول : يرحمك الله يا أخي ، أما والله لو شهدتك ما زرتك ، ولو حضرتك لدفنتك حيث مت.

الغراب (٢) : جبل بأسفل مكة بعضه في الحل ، وبعضه في الحرم. وقد زعم بعض أهل مكة أن النبعة تصب في أصل غراب.

__________________

(١) قائل هذا الشعر هو : متمم بن نويرة اليربوعي التميمي ، وهو صحابي من أشراف قومه ، وكان شاعرا فحلا ، توفي في حدود سنة (٣٠). وهذا الشعر في قصيدة من أشهر مراثي العرب ، قالها في أخيه مالك بن نويرة الذي قتله خالد بن الوليد في حروب الردة. أنظر معجم الشعراء ص : ٤٣٢ ، والأغاني ١٥ / ٣٠٨ ، والإصابة ٣ / ٣٤٠.

وجذيمة هو : ابن مالك بن فهم التنوخي القضاعي الأبرش ، جاهلي أحد ملوك قضاعة بالحيرة ، قتلته الزبّاء ، بثأر أبيها ، أنظر نهاية الأرب ١٥ / ٣١٦. و (ندمانا جذيمة) هما مالك بن فارج التغلبي ، وأخوه عقيل. أنظر الأغاني ، وعيون الأخبار ١ / ٢٧٤.

(٢) جبل غراب : قال الأستاذ البلادي في معالم مكة التاريخية ص : ٢٠٢ : يعرف اليوم ب (سود حميّ) سلسلة سوداء جنوب غربي مكة ، ماؤها في وادي عرنة ، تسيل الوتائر منها إلى ما كان يعرف ب (أضاءة لبن) من حدود الحرم تبعد (١٦) كيلا من المسجد الحرام. اه وفي ذلك بعد عندي. لأن (غرابا) المقصود هنا هو ذلك الجبل الذي يشرف على طريق اليمن القديم ، ويراه من سلك هذا الطريق ، ثم إنه مذكور في حدود الحرم. و (سود حميّ) لا يقع على طريق اليمن ، ولا يراه سالك هذا الدرب ، وهو خارج حدود الحرم بالاتفاق ، بل إن الوتير الذي يسيل من سود حمي ليس في الحرم ، فكيف بسود حميّ؟ إذن المقصود بجبل غراب هنا جبل آخر ، كبير بحيث يقع نصفه الجنوبي في الحل ، ونصفه الشمالي في الحرم. وقد جبت تلك المنطقة التي يمكن أن يقع فيها جبل غراب أكثر من مرّة ، مستصحبا معي أهل الخبرة من هذيل (دعد) وخزاعة ، والجحادلة ، وسألت عنه الشريف محمد بن فوزان الحارثي ـ رحمه الله ـ والشريف شاكر بن هزّاع ، وقد اختلفت فيه أقوالهم ولم يجمعوا على جبل بعينه. وسبب هذا الاختلاف هو وجود عدّة جبال في تلك المنطقة سوداء ، ويطلق على كل منها اسم (غراب) بسبب ذلك السواد.

وليس لدي من دليل على غراب بعد ذلك سوى وجود أنصاب الحرم فوقه ، وعندما ارتقيت

٢٠٥

/ ذكر

حدود مسفلة مكة الشامية ، وما يعرف فيها من الأسماء

والمواضع والجبال ، فيما أحاط به الحرم

الحزورة (١) : وهي سوق مكة القديم. كان بفناء دار أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ التي عند الخيّاطين ، فدخلت في المسجد الحرام ، كانت في أصل المنارة هلم جرّا إلى الحثمة. والحزاور والجباجب : الأسواق.

وقال بعض المكيّين : بل كانت الحزورة : في موضع السقاية التي عملت الخيزران بفناء دار الأرقم. وقالوا : بل بحذاء الردم في الوادي. فأما الصحيح من ذلك المشهور عند أهل مكة : فإنها عند الخياطين. ولا أعلم أني سمعت ابن أبي عمر يقول ذلك. وزعم سفيان بن عيينة أن الحزورة دخلت في المسجد الحرام.

وفي الحزورة يقول الجرهميّ :

وبدّلها قوما اشحا أشدة

على ما هم يشرونه بالحزاور (٢)

٢٥١٤ ـ حدّثني حسين بن حسن ، قال : ثنا حجاج بن أبي منيع ، عن

__________________

٢٥١٤ ـ إسناده حسن.

جدّ حجاج ، هو : عبد الله بن أبي زياد الرصافي.

الجبل الأسود الذي يشكل الرأس الغربي لجبل الخاصرة ، والذي يقع بين مسيل فج مهجرة من الجنوب وبين وادي عرنة من الشمال ، وجدت أنصاب الحرم على هذا الجبل الأسود القاتم ، ويبعد هذا الجبل عن مسيل فج مهجرة (٣٠٠) م فقط ، ففج مهجرة يسيل أسفل منه ، وعليه ففج مهجرة هو نبعة ، وثنية ابن كرز التي تسيل على نبعة هي (ثنية مهجرة) والله أعلم.

(١) الحزورة : دخلت في المسجد الحرام على الصحيح ، وكانت في جهة باب (أم هانيء) وجهة (السوق الصغير).

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٩٥ ، وأوله : وبداها قوم أشحا ... الخ.

٢٠٦

جده ، عن الزهري ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال : إنّ عبد الله بن عدي بن الحمراء ـ رضي الله عنه ـ أخبره ، أنه رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم واقفا بالحزورة من مكة ، وهو يقول : «أما والله اني لأعلم أنك خير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولو لا أني أخرجت منك ما خرجت».

والحزورة : كانت سوق مكة القديم ، وكان فيه مجتمع الناس للبيع والشراء ، وعندها كانت دار أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ (١).

٢٥١٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن مسعر ، عن رجل ، عن يحيى بن جعدة ، عن أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ ، قالت : كنت أتسمع قراءة النبي صلّى الله عليه وسلم وأنا نائمة على عريش أهلي.

الحثمة (٢) : بأسفل مكة ، صخرات في ربع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وقال بعض أهل مكة : لا بل كانت عند دار رويس ، بأسفل مكة على باب دار يسار مولى بني أسد بن عبد العزى. والأول أشهر عند المكيين أنها في ربع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.

__________________

رواه أحمد ٤ / ٣٠٥ ، والترمذي ١٣ / ٢٨٠ ، وابن ماجه ٢ / ١٠٣٧ ، والحاكم ٣ / ١٧ كلهم من طريق الزهري ، به. ورواه عبد الرزاق ٥ / ٢٧ ، والأزرقي ٢ / ١٥٦ كلاهما عن أبي سلمة مرسلا. وانظر شفاء الغرام ١ / ٧٤ ـ ٧٥.

٢٥١٥ ـ في إسناده رجل مبهم.

رواه النسائي ٢ / ١٧٨ ـ ١٧٩ ، وابن ماجه ١ / ٤٢٩ بإسنادهما إلى وكيع ، عن مسعر ، عن أبي العلاء (وهو : هلال بن خباب) عن يحيى ، به.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٩٤.

(٢) الحثمة : لم يعد لها وجود اليوم ، فتلك الصخرات كانت في ربع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وربع عمر كان عند الجبل المسمّى اليوم (جبل عمر) ، وقد نحت منه الكثير لتوسعات شتى في الطرق والدور.

٢٠٧

٢٥١٦ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، ومحمد بن عبد الملك الواسطي ، قالا : ثنا يزيد بن هارون ، عن سفيان بن حسين ، عن يعلى بن مسلم ، عن مجاهد ، قال : قرأ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ على المنبر (جَنَّاتِ عَدْنٍ) فقال : أيها الناس أتدرون ما جنات عدن؟ قصر في الجنة ، له خمسة آلاف باب ، على كل باب خمس وعشرون ألفا من الحور العين ، لا يدخله إلّا نبي ، وهنيئا لصاحب القبر ، وأشار إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، أو صدّيق ، وهنيئا لأبي بكر ـ رضي الله عنه ، أو شهيد ، وأنّى لعمر الشهادة ، وإن الذي أخرجني من منزلي بالحثمة قادر على أن يسوقها إليّ. وزاد محمد بن عبد الملك في حديثه ، قال : يزيد بن هارون : قال سفيان بن حسين : الحثمة : منزله بمكة.

وفي الحثمة يقول المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة :

لنساء بين الحجون إلى الحث

مة في ليال مقمرات وشرق

/ ساكنات البطاح أشهى إلى القل

ب من الساكنات دور دمشق (١)

وفي الحثمة ولد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.

٢٥١٧ ـ حدّثني أبو زرعة الجرجاني ، قال : ثنا عبد الرحمن السكّري ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، قال : سمعت عمرا بن دينار ، أو سمعت في مجلس

__________________

٢٥١٦ ـ إسناده منقطع.

مجاهد لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ.

ذكره البكري في معجمه ٢ / ٤٢٥ ، والسيوطي في الدر المنثور ٤ / ٥٧ ، وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ، به.

٢٥١٧ ـ إسناده منقطع.

ذكره ابن حجر في الإصابة ٣ / ٣ وعزاه للبيهقي بسند منقطع.

(١) البيتان في الأزرقي ٢ / ٢٩٥ ، ومعجم البكري ٢ / ٤٢٥ ـ ٤٢٦ ، وياقوت ٢ / ٢١٨.

٢٠٨

عمرو بن دينار ، قال : قال عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ : بينا أنا بالحثمة إذ سمعت صارخا من دار الخطاب. قال : فقلت ما هذا؟ قالوا : [.....](١) للخطاب مولودا ـ يعني : عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.

٢٥١٨ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : كان الحارث بن خالد خطب في مقدمه دمشق عمرة بنت النعمان بن بشير بن سعد الأنصارية ، فقالت :

كهول دمشق وشبّانها

أحبّ إلي من الجاليه

لهم ذفر كصنان التيوس

أعيا على المسك والغاليه

فقال الحارث بن خالد يجيبها :

ساكنات العقيق أشهى إلى النف

س من الساكنات [دور دمشق [(٢)

يتضوّعن إن تطيبن بالمس

ك صنانا كأنّه ريح [مرق](٣)

٢٥١٩ ـ وحدّثنا الزبير أيضا قال : وهي ـ يعني : هذه الأبيات ـ للمهاجر ابن خالد. وقال : لنساء بين الحجون إلى الحثمة ....

والحثمة : صخرات مشرفات في ربع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الطويل المشرف عليه اسمه : العاقر وفيه يقول الشاعر :

هيهات منها ان الم خيالها

سلمى اذا نزلت بسفح العاقر(٤)

__________________

٢٥١٨ ـ ذكره الفاسي في العقد الثمين ٤ / ١٢ نقلا عن الزبير بن بكار ، وذكر ابن منظور في اللسان ١٠ / ٣٤٠ أبيات الحارث بن خالد فقط.

٢٥١٩ ـ نقله الفاسي في العقد الثمين ٤ / ١٢.

(١) في الأصل كلمة غير واضحة.

(٢) في الأصل (العقيق) ، والتصويب من العقد واللسان.

(٣) في الأصل (مشرق) وهو خطأ صوبته من المصدرين السابقين.

والمرق : الإهاب المنتن ، كما في اللسان.

(٤) البيت في الأزرقي ٢ / ٢٩٢.

٢٠٩

زقاق النار (١) : بأسفل مكة مما يلي دار بشر بن فاتك الخزاعي. وانما سمّي زقاق النار زعموا لما كان يكون به من الشرور.

بيت الأزلام : [لمقيس](٢) بن عبد قيس السهمي. ويقال : مقيس بن صبابة العامري.

وكان بالحثمة التي تلي دار رويس في مبطح السيل بأسفل مكة. صار اليوم لجعفر بن سليمان بن علي.

شعب الليل (٣) : الذي فيه المجزرة بأسفل مكة ، وبين يديه دار الورّاقين التي يقال لها : دار مصر.

جبل زرزر (٤) : الجبل المشرف على دار يزيد بن منصور الحميري ، خال المهدي بالسويقة ، على حق آل نبيه بن الحجّاج السهمي. وكان يسمّى في الجاهلية القائم.

وزرزر كان بمكة فيما ذكروا [حائكا](٥) ، كان أول من بنى فيه ، فنسب

__________________

(١) ذكره الأزرقي ٢ / ٢٩٥ ، ولا يعرف اليوم. وهو خلاف زقاق النار الذي ورد ذكره عند ذكر جبل تفاحة ، لأن ذلك في شعق معلاة مكة الشامي. وهذا في شق مسفلة الشامي والذي يظهر من ترتيب الفاكهي أن هذا الزقاق هو المعروف اليوم بزقاق السقيفة الواقع بين شارع الهجلة وشارع المسيال.

(٢) في الأصل (قيس) وهو خطأ ، صوابه من المنمّق ص : ٥٤ وذكره الأزرقي ٢ / ٢٩٥ ، و (مبطح السيل) يعرف اليوم ب (المسيال). وهو الطريق الموصل إلى أسفل مكة من الحرم تحت جبل القلعة من جهة الغرب.

(٣) شعب الليل ، لم يحدده الفاكهي ، ولم أعرف موضعه. وقد ذكر الفاكهي ثلاثة مواضع يعمل فيها جزّار ومكة ، شعب الليل أحدهما ، وثانيها (شعب البين) في المسفلة اليمانية ، وقد تقدم ، وشعب (أبي دب) دحلة الجن في معلاة مكة : و (دار مصر) لم يتحدد لي موضعها إلّا أنها في الشبيكة في رباع بني جمح ، فقد يكون شعب الليل أحد الشعاب التي تسيل على الشبيكة من قعيقعان ، والله أعلم.

(٤) جبل زرزر : هو الجبل الذي يكون على يمينك إذا هبطت من الفلق تريد الحرم ، وقد نجرت حافته فأصبحت امتدادا للطريق الذي يصل بين الشبيكة والفلق. وأقيم على بعض حافته أيضا متاجر وفنادق ، أشهرها فندق مكة.

(٥) في الأصل (حائطا) والتصويب من الأزرقي.

٢١٠

الجبل إليه وهو مولى لبني سهم ، ويقال : مولى لآل جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ.

٢٥٢٠ ـ حدّثنا ابن [إدريس](١) قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا زرزر ـ مولى آل جبير بن مطعم.

وقد روى عنه سفيان حديثين.

٢٥٢١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار ، قالا : ثنا سفيان ، عن زرزر ، قال : سألت عطاء : أنسلّم على النساء؟ فقال : إن كن شوابّا فلا.

قال (٢) : وسألت عطاء : عن الرجل يقرأ القرآن فيخرج منه الريح ، قال : يمسك عن القراءة حتى يذهب.

جبل النار (٣) : الذي يلي جبل زرزر ، وإنما سمي جبل النار أنه كان أصاب أهله حريق متوال.

/ جبل أبي يزيد (٤) : الجبل الذي يصل جبل زرزر مشرفا على حق آل عمرو بن عثمان ، الذي عند زقاق مهر. ومهر : انسان معلم كتّاب فيما يزعمون.

وأبو يزيد : رجل من أهل سواد الكوفة ، زعم المكيون أنه كان أميرا على

__________________

٢٥٢٠ ـ زرزر بن صهيب ، من أهل شرجة ، مولى لآل جبير بن مطعم ، سمع عطاء بن أبي رباح ، روى عنه ابن عيينة ، وقال : كان رجلا صالحا. قال ابن معين : ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات ٦ / ٣٤٨. انظر التاريخ الكبير ٣ / ٤٥٠ ـ ٤٥١ والجرح والتعديل ٣ / ٦٢٣ ـ ٦٢٤ ، ومعجم البلدان ٣ / ٣٣٤.

٢٥٢١ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٨ / ٦٣٥ عن ابن عيينة ، به.

(١) في الأصل (ابن أبي ادريس) وهو خطأ.

(٢) رواه عبد الرزاق ١ / ٣٤١ عن ابن عيينة ، به.

(٣) جبل النار : هو الجبل اللاصق بجبل زرزر. مما يلي مدخل حارة الباب.

(٤) لم أعرفه ، لأن زقاق مهر لم يتبين لي موضعه.

٢١١

[الحاكة](١) بمكة. بل كان أول من بنى فيه فنسب إليه. وهو يتوالى آل هشام ابن المغيرة.

جبل عمر (٢) : المشرف على حق آل عمر ، وحق آل مطيع بن الأسود ، وحق آل كثير بن الصّلت الكندي ، وينسب اليوم إلى عمر. وكان هذا الجبل يدعى في الجاهلية : ذا أعاصير. وكان بعض أهل مكة يقول : كان يدعى : الفسطاط ، لأنه منبسط. وهو علامة للمكيين في قديم الدهر لصلاة السبحة (٣) ، إذا وقعت الشمس عليه صلوا السبحة.

٢٥٢٢ ـ فحدّثني عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني يوسف بن محمد ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبد الكريم بن أبي أمية ، قال : كان من تعرف ـ قال : أبو يحيى : ـ يعني : عطاء ومجاهدا ـ يقولون ، أو يصلون السبحة إذا وقعت الشمس على جبل عمر.

جبال الإذخر (٤) : التي تلي جبل عمر ، تشرف على وادي مكة بالمسفلة ، وكانت تسمى في الجاهلية : الهديات (٥) ، وكانت تسمى : الأعصار (٦).

الحزنة (٧) : الثنية التي تهبط من حق آل عمر ، ومطيع بن الأسود ، ودار

__________________

٢٥٢٢ ـ إسناده ضعيف.

(١) في الأصل (حالة) والتصويب من الأزرقي.

(٢) جبل عمر : لا يزال يعرف بهذا الإسم إلى اليوم. على يسارك وأنت خارج من الحرم متجها إلى جدّة من ريع الحفائر ، لاصق بريع الحفائر.

(٣) أي : صلاة الضحى.

(٤) في الأزرقي (جبل الأذاخر) ويفهم من كلام الفاكهي أنه الجبل اللاصق بجبل عمر يمتد نحو المسفلة ، وهو الجبل المشرف على أول الهجلة ، ويعرف الآن بجبل عمر لأنه امتداد له.

(٥) في الأزرقي (المذهبات).

(٦) في الأزرقي (الأعصاد) بالدال.

(٧) الحزنة : هو ريع الحفاير الذي يهبط على حي الطندباوي (التنضب) والممادر هي : الحفاير.

٢١٢

كثير بن الصلت الكندي إلى الممادر [وبئر](١) بكّار. وهي ثنية قد ضرب فيها ، وفلق الجبل ، فصار فلقا في الجبل يسلك فيه إلى الممادر. ويقال : إنّ يحيى بن خالد بن برمك هو الذي ضرب فيها ، يختصر منها إلى عين كان أجراها في المغش من فخّ وعمل هناك بستانا.

شعب أرني (٢) : بالثنية في حق آل الأسود ، ويقال : إنّ ارني مولى لحفصة بنت عمر أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ. وقالوا : بل كان فيها فواجر في الجاهلية ، فكان إذا دخل عليهن انسان قلن : ارني ، أرني ـ يقلن : اعطني ـ فسمّي : شعب ارني. والقول الأول أعجب إلى أهل مكة ، أن يكون لارني مولى حفصة بنت عمر ـ رضي الله عنهما ـ.

وفي شعب ارني يقول الشاعر :

إنّي أعوذ بربّ البيت مجتهدا

وربّ مكة ذي الآلاء والنعم

يا أهل مكة من ظبي كلفت به

بشعب يرني لا يأوي لمن يهم

٢٥٢٣ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي.

٢٥٢٤ ـ وحدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال : كن نساء بمكة يقال لهن : القالقيات فنهوا عنهن.

__________________

٢٥٢٣ ـ إسناده حسن.

٢٥٢٤ ـ إسناده صحيح إلى سلمة.

(١) في الأصل (ثبير) وهو خطأ صوبته من الأزرقي ، وانظر مباحث الآبار فيما تقدم.

(٢) لعله الشعب اللاصق بمقبرة الشبيكة من الشمال ، والذي فيه المدرسة الصولتيّة اليوم ، فهو بالثنية ، وهذه من رباع بني عدي بن كعب ، ويقال لهذا الشعب اليوم (الخندريسة).

٢١٣

ثنية كدى (١) : التي يهبط منها إلى ذي طوى ، وهي التي دخل منها قيس ابن سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه ـ يوم الفتح ، وخرج منها رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة.

٢٥٢٥ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا ابراهيم بن عمرو بن [أبي](٢) صالح ، قال : أخبرني القاسم بن عبد الله ، عن [عبد الله](٣) بن دينار ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يدخل من ثنية كداء ، ويخرج من ثنية كدى ـ قلت : أين كداء؟ قال / ثنية المدنيّين. وثنيّة كدى هذه الأخرى. وعلى كدى بيوت يوسف بن يعقوب الشافعي ، ودار أبي طرفة الهذليين التي يقال لها : دار الأراكة فيها اراكة خارجة من الدار في الطريق. وهو الجبل الذي على طريق التنعيم ، وهو بذي طوى.

٢٥٢٦ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا أبو زهير ، عن محمد بن اسحق ، عن نافع ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان إذا قدم

__________________

٢٥٢٥ ـ إسناده متروك.

القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب متروك ، ورماه أحمد بالكذب. التقريب ٢ / ١١٨.

٢٥٢٦ ـ إسناده حسن.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٢٢٦ عن نافع ، عن ابن عمر ، ورواه ابن أبي شيبة ٤ / ٧٥ من طريق : يحيى بن سعيد ، عن نافع ، به. وذو طوى : يسمّى اليوم (جرول) فيه بئر قديمة لا زالت تجود بالماء العذب ، وهذه البئر يقال لها (بئر طوى).

(١) تعرف اليوم ب (ريع الرسّام) ، سمّيت بذلك لأن الذي يأخذ الرسم الضريبة على القادم من جدّة يقعد هناك ، فسمّي الريع به.

(٢) سقطت من الأصل.

(٣) في الأصل (عبيد الله) وهو خطأ.

٢١٤

مكة نزل بذي طوى ، فإذا أصبح اغتسل هو وأصحابه يأمرهم بذلك ، ثم يدخل مكة فيستلم الحجر ثم يطوف بالبيت.

وفي ذي طوى يقول الشاعر :

إذا جئت أقصى ذي طوى وشعبه

فقل لهما : جاد الربيع عليكما

وقل لهما : ليت الركاب التي مضت

إلى أهل سلع قد رجعن إليكما

وقال شاعر يذكرهم أيضا :

سقا واسطا فالمنحنى من أراكة

مصيفا بأعلى ذي طوى ومربّعا

الأبيض (١) : الجبل المشرف على كدى على شعب أرني على يسار الخارج من مكة.

قرن أبي الأشعث (٢) : وهو الجبل المشرف على كدى يمين الخارج من مكة ، وهو من جبل الأحمر.

وأبو الأشعث رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له : كثير بن عبد الله بن بشر.

بطن ذي طوى (٣) : ما بين مهبط ثنية المقبرة التي بالمعلاة إلى الثنية القصوى التي يقال لها : الخضراء ، تهبط على قبور المهاجرين دون فخّ.

بطن مكة (٤) : مما يلي ذي طوى ، ما بين الثنية البيضاء التي تسلك إلى التنعيم إلى ثنية الحصحاص التي بين ذي طوى وبين الحصحاص.

__________________

(١) لا يعرف اليوم بهذا الاسم ، وهو الجبل المشرف على الخندريسة ، وهو الجزء الشمالي من جبل الكعبة.

(٢) هو الجبل الذي يكون على يمينك وأنت خارج من ريع الرسام في حارة الباب ، وهذا الجبل يفصل بين حارة الباب والقرارة.

(٣) يسمّى اليوم العتيبيّة. والثنية الخضراء هي (ريع الكحل) وقبور المهاجرين على يمينك إذا هبطت من ريع الكحل.

(٤) الثنية البيضاء : هي الثنية التي تؤدي بك إلى التنعيم ، بينها وبين مسجد عائشة ما يقارب الكيلو الواحد. وثنية الحصحاص هو الريع الذي على يمينك وأنت متوجه إلى الشهداء بعد أن تجعل ريع

٢١٥

المقلع (١) : الجبل الذي بأسفل الحصحاص عن يمين الخارج إلى المدينة. وعليه بيت لعبد الله بن يزيد مولى السري بن علي ، وهو يطل على الحصحاص بين يديه حجارة كثيرة كبار ، يقال : إنه بكى على النبي صلّى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة ، والله أعلم.

فخّ (٢) : الوادي الذي بأصل ثنية البيضاء إلى بلدح ، وهو الوادي تطؤه [في طريق جدّة على يسار ذي طوى](٣).

٢٥٢٧ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة قال : ثنا ابراهيم بن عمرو ، قال : أخبرني القاسم بن عبد الله ، عن عبيد الله بن عمر (٤) قال : خرجت مع أبي ، وسالم ابن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ حتى إذا كنا بفخّ ، دخلنا فاغتسلنا.

٢٥٢٨ ـ وحدّثني ميمون بن أبي محمد ، قال : ثنا محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا رجل من أهل البادية ، قال : إنّي لفي واد من الأودية ونحن ننتظر

__________________

٢٥٢٧ ـ إسناده متروك.

تقدم برقم (٢٤٥٤).

٢٥٢٨ ـ ذكره ياقوت ١ / ٤٨١ ، ولفظه :

ألا يا لقوم للسواد المصبّح

ومقتل أولاد النبيّ ببلدح

الكحل في ظهرك ، وهذا الريع يهبط بك إلى اللصوص قادما من الشهداء. ويقع هذا الريع في جبل الحصحاص ، بل ان جبل الحصحاص ينحصر بين ريع الكحل ، وريع الحصحاص هذا. فهذه الفسحة العريضة وما تضم من حي الزاهر والشهداء كلها هي : بطن مكة.

(١) يعرف اليوم ب (البكّاء) وهو على يمينك إذا دخلت منطقة أبي لهب تريد الشهداء.

(٢) فخ : تقدم أن صدره هو (شعب بني عبد الله) وشعب بني عبد الله ينتهي بالمحدث (أسواق الدّواس) اليوم ، وعند ملتقى أذاخر الشامي بشعب بني عبد الله يسمّى الوادي فخا إلى أن يصل إلى الثنية البيضاء ، فيطلق عليه بعد الثنية البيضاء (بلدح) ويقال له اليوم (الزاهر) فإذا تجاوز الزاهر أطلق عليه (أم الدود) وعلى ذلك : ففخّ تطأه وأنت ذاهب إلى المدينة ، وبلدح تطأه وأنت ذاهب إلى جدة.

(٣) سقطت من الأصل وألحقتها من الأزرقي.

(٤) في الأصل (رضي الله عنهما).

٢١٦

السائق في غدنا ، ونقدّر له الدخول إذ سمعنا صوتا بالليلة وهو يقول :

وإنّا لحيّان وإنّا لجيرة

ومصرع أولاد الرسول ببلدح

فقلنا : حدث والله بمكة حدث. فلمّا أصبحنا لم ننشب أن طلع سائقنا ، فقلنا : ويحك أيّ شيء تحدّثنا؟ قال : الشرّ ، قتل الناس بفخّ ، وأخبر الخبر.

٢٥٢٩ ـ وحدّثني أبو سعيد عبد الله بن شبيب الربعي / قال : حدّثني هارون ابن صالح الطلحي ، قال : ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم اغتسل ـ أظنّه قال : بفخّ لدخوله مكة.

قال ابن نمير الثقفي يذكر نسوة رآهنّ بفخّ رائحات :

مررن بفخّ رائحات عشيّة

يلبيّن للرحمن معتمرات

وقال شاعر يذكر [فخّا] أيضا وجوار رآهنّ فيما هنالك :

ماذا بفخّ من الإشراق والطيب

ومن جوار تقيّات رعابيب

٢٥٣٠ ـ حدّثني أبو العباس الكديمي ، قال : حدّثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : ثنا وهيب بن الورد ، قال : كان ابراهيم خليل الرحمن ـ عليه الصلاة والسلام ـ إذا ذكر الموت تسمع خفقان فؤاده من ذي طوى.

الممدرة (١) : بذى طوى عند بئر بكّار ينقل منها الطين الذي يبتني به أهل

__________________

٢٥٢٩ ـ إسناده ضعيف.

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ضعيف. التقريب ١ / ٤٨٠.

رواه الدارقطني في سننه ٢ / ٢٢١ من طريق : أبي اسماعيل الترمذي ، عن هارون بن صالح ، به.

٢٥٣٠ ـ إسناده حسن إلى وهيب.

(١) الممدرة : هي التي تعرف اليوم ب (حي الطندباوي) ويعرفها العامة ب (الحفاير).

٢١٧

مكة ، وإذا جاء المطر استنقع فيها الماء.

المغش (١) : من طرف اللّيط إلى خيف الشيرق بعرنة.

٢٥٣١ ـ حدّثنا محمد بن صالح ـ غير مرّة ـ قال : حدّثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : ثنا نافع بن عمر ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان يذهب لحاجته نحو المغش.

وقال ابن صالح مرة أخرى : نحو المغشى أو المغش.

٢٥٣٢ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة ، وابن أبي بزّة المكيان ، قالا : ثنا العلاء ابن عبد الجبار ، قال : ثنا نافع بن عمر ، عن عمرو بن دينار ، قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يتبرّز. قال ابن أبي بزّة : إذا أراد أن يقضي الحاجة ، ذهب إلى المغش.

قال أحدهما : وهو على ميل من مكة.

٢٥٣٣ ـ وحدّثني ابن أبي بزّة ، قال : حدّثني علي بن القاسم بن عبد الله ابن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : ما وجد لرسول الله صلّى الله عليه وسلم رجيع من الخلاء قط.

خزرورع (٢) : طرف اللّيط مما يلي المغش.

__________________

٢٥٣١ ـ إسناده صحيح.

٢٥٣٢ ـ إسناده مرسل.

٢٥٣٣ ـ إسناده ضعيف.

(١) المغش : لم يتبين لي موضعه إذ إن خيف الشرق لم أعرفه ، وأظن أن لفظة (عرنة) محرّفة ، إذ سيأتي بعد قليل أن المغش يبعد عن مكة ميل واحد ، وعرنة أبعد من ذلك بكثير.

(٢) خزرورع : لم أعرفه.

٢١٨

الستار (١) : الجبل المشرف على فخّ مما يلي طريق المحدث ، أرض لآل يوسف بن الحكم الثقفي.

مقبرة النصارى (٢) : دبر المقلع على طريق بئر ابن عنبسة بذي طوى.

٢٥٣٤ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا ابراهيم بن عمرو بن [أبي](٣) صالح ، قال : ثنا عمر بن قيس ، عن نافع بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، أنه كان إذا دخل مكة اغتسل عند بئر أبي عنبسة. قال : ويخبرنا أنّه رأى النبي صلّى الله عليه وسلم عندها.

جبل البرود (٤) : هو الجبل الذي قتل عنده حسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ بفخّ.

الثنية البيضاء (٥) : الثنية التي فوق البرود ، التي قتل حسين وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ بينها وبين البرود.

__________________

٢٥٣٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس ، هو (سندل) مترك. التقريب ٢ / ٦٢.

(١) الستار : هو الجبل الذي يشرف على أسواق الدوّاس وعلى الأرض التي في جنوبها من الغرب ، ويكون سد اللصوص بينه وبين الجبل الذي يحد أذاخر الشامي من الجنوب الغربي ، والأرض التي يشرف عليها جبل الستار هذا من الشمال لا زالت فيها آثار مجرى عين ، ولا زالت دبولها ظاهرة ، وبعض عيونها لا زالت قائمة يزرع عليها بعض أهل مكة ، وهذه الأرض تكون على يمينك إذا هبطت من ريع اللصوص تريد فخّا. وهو غير الستار الذي هو عند الصفاح.

(٢) لا تعرف اليوم مقبرة في مكة بهذا الاسم. والمقلع معروف ، الجبل المطلّ على أبي لهب ، ودبره منطقة لعتيبيّة ، وهي : صدر وادي ذي طوى ، ولا أعرف في هذه المنطقة مقبرة بهذا الإسم.

(٣) سقطت من الأصل.

(٤) جبل البرود : يعرف اليوم بجبل الشهيد ، وهو على يسارك إذا توجهت إلى الثنية البيضاء ، وبأصله مقبرة الشهداء.

(٥) تقدم التعريف بها.

٢١٩

/ الحصحاص (١) : الجبل المشرف على ظهر ذي طوى إلى بطن مكة مما يلي بيوت أبي أحمد المخزومي ، عند موضع يقال له : [البرود](٢).

[المدوّر : متن](٣) من الأرض ، فيما بين الحصحاص وسقاية أهيب بن ميمون.

٢٥٣٥ ـ حدّثنا هارون بن موسى بن طريف ، قال : ثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، قال : إنّ بكيرا حدّثه ، أنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ لم يكن يدخل مكة إلّا غدوة ، وكان يعرّس بذي طوى ، والناس والخلفاء يعرّسون بذلك المكان.

٢٥٣٦ ـ وحدّثني أبو جعفر محمد بن إسماعيل ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا الدراوردي ، عن يزيد بن الهاد ، عن بشر بن سعيد ، قال : لما أسري بالنبي صلّى الله عليه وسلم أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ إلى ذي طوى ، فلما أراد أن يفارقه قال صلّى الله عليه وسلم : يا جبريل لا آمن قومي. قال : ثمّ أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ وهو يصدّقك.

المربع (٤) : فيما بين البرود وبين دار أبي صالح بن العباس ، له فلج قائم إلى اليوم ، وكان بستانا عمله مبارك الطبري ، ثم دثر ، وعينه قائمة دائرة.

__________________

٢٥٣٥ ـ شيخ المصنف لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

٢٥٣٦ ـ إسناده مرسل.

بشر بن سعيد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين ٤ / ٧٠.

(١) جبل الحصحاص : هو الجبل الذي يكون على يمينك إذا توسطت ريع الكحل ، يشرف على حي الزاهر من الشرق ، وبأصله مقبرة المهاجرين.

(٢) سقطت من الأصل.

(٣) في الأصل (المدوّرتين) والتصويب من الأزرقي ، وسقاية أهيب بن ميمون لم أعرف موضعا.

(٤) المربع : لم أعرف موضعه ، لأن دار أبي صالح بن العباس لم يعيّن الفاكهي موضعها. والبساتين في

٢٢٠