مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلّامة - ج ٥

السيّد محمّد جواد الحسيني العاملي

مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلّامة - ج ٥

المؤلف:

السيّد محمّد جواد الحسيني العاملي


المحقق: الشيخ محمّد باقر الخالصي
الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٨

.................................................................................................

______________________________________________________

وفي «الروض (١)» بعد أن ذكر نحو ذلك قال : والتحقيق أنّ هذه العلامات الثلاث صالحة لتحصيل الجهة العراقية في الجملة ، وأمّا الاستناد إليها على وجه التحقيق فغير سديد قطعاً ، لاختلاف عروضها وأطوالها المقتضي لاختلاف قبلتها ، لأنّ أواسط العراق كبغداد والكوفة تزيد على مكّة طولاً وعرضاً وذلك يوجب انحراف قبلتها عن نقطة الجنوب نحو المغرب والبصرة أشدّ انحرافاً كذلك بزيادة طولها عليها ، ويقرب منها تبريز وأردبيل وقزوين وهمدان وما والاها من بلاد خراسان وإن كان التحرير التامّ يقتضي لهم زيادة انحراف يسير نحو المغرب كانحراف البصرة بالنسبة إلى بغداد لكن لا يصل إلى حدّ منتصف القوس الّتي بين نقطة الجنوب والمغرب ، بل أطلق جماعة من الأصحاب كون قبلتهم قبلة العراق. وأمّا الموصل والجزيرة وسنجار فإنّ قبلتها تناسب نقطة الجنوب لمقاربة طولها طول مكّة ، وحينئذٍ فيجب حمل العلامة المقتضية لاحتمال نقطة الجنوب كالاولى إذا قيّدت بالاعتدال والثالثة على الطرف الغربي كالموصل ونحوها والوسطى الموجبة للانحراف عن نقطة الجنوب على أوساطها كبغداد والكوفة وبابل. وأمّا البصرة وما والاها فإنّها وإن ناسبت هذه العلامة أيضاً لكن ينبغي فيها زيادة انحراف نحو المغرب. ومن هنا يعلم أنّ ترك تقييد المشرق والمغرب بالاعتداليّين أدخل في علامة العراق من تقييدهما ، لإمكان الجمع بينها وبين الثانية بإرادة جانب المشرق المائل عن نقطة الاعتدال نحو الجنوب والمغرب المائل عن نقطة اعتداله نحو الشمال ، فتتساوى العلامتان كما جمع بين الخبرين ، وإنّما كان ذلك أولى من حملها على حالة الاعتدال لتوافق الثالثة لوجهين ، أحدهما : أنّ أكثر بلاد العراق منحرفة عن نقطة الجنوب نحو المغرب وإن اختلفت في الزيادة والنقصان ، وأمّا ما سامت منه نقطة الجنوب فهو نادر قليل لا يكاد يدخل في مسمّى العراق. الثاني : أنّ النصّ ورد بالعلامة الثانية وما عداها استخرجه الفقهاء ، فيكون حمل

__________________

(١) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٧ ١٩٨ س ٢٢.

٣٠١

.................................................................................................

______________________________________________________

ما ظاهره المخالفة على المنصوص عليه حيث يمكن أولى من حمله على غيره خصوصاً وقد تطابق النصّ والاعتبار الدقيق على تحقّق انحراف قبلة العراق إلّا ما شذّ. وما قرّرناه من تقسيم بلاد العراق ثلاثة أقسام قد حكي في «الذكرى» ما يوافقه ، ونقل عن بعض الأجلاء * ما يناسبه ويزيد ما ذكرناه عنهما تحقيقاً وارتباطاً بالقواعد. وأمّا توهّم اغتفار التفاوت الحاصل بينها وعدم تأثيره في الجهة ففاسد لما تقدّم في الجهة من اعتبار تعيين الكعبة أو ظنّها أو احتمالها ، وعلى هذا القدر من التفاوت لا يبقى معه شي‌ء منها ، انتهى كلامه رحمه‌الله تعالى.

وفي «كشف اللثام (١)» جعل فجر الاعتدال أو غيره خلف المنكب الأيسر والمغرب مغرب الاعتدال أو غيره قدّام المنكب الأيمن والعبرة بكون الجدي عند غاية ارتفاعه وانحطاطه بحذاء المنكب الأيمن أي خلفه ، فبذلك يتقدّر تأخّر الفجر وتقدّم المغرب ولا يتفاوت الحال في الصحّة أن يراد الاعتداليّان منهما والأعمّ ، انتهى.

قلت : هذا التنزيل تنبو عنه جملة من عباراتهم ففي «النهاية» جعل الفجر على يده اليسرى والمغرب على يده اليمنى (٢). وفي «المبسوط (٣)» عبّر بالموازنة. وفي «الوسيلة (٤)» عبّر هنا بالمحاذاة للمنكب وفي الجدي بخلف المنكب. وفي كثير من التعبير بالموازاة وفي «فوائد الشرائع (٥) وحاشية الإرشاد (٦)» ينبغي أن يراد بالمنكب الكتف بل في الأوّل يمتنع إرادة غيره انتهى. وقد علمت أنّ نصّ الأكثر على أنّ المراد بالمنكب مجمع العضد والكتف كما يأتي أيضاً.

__________________

(*) هو شاذان أبو الفضل ابن جبريل القمي نزيل المدينة المشرّفة صلوات الله على مشرفها (بخطه قدس‌سره).

__________________

(١) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٢.

(٢) النهاية : في القبلة ص ٦٣.

(٣) المبسوط : في القبلة ج ١ ص ٧٨.

(٤) الوسيلة : في القبلة ص ٨٥.

(٥) فوائد الشرائع : في القبلة ص ٢٩ س ١٢ ١٣ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).

(٦) حاشية الإرشاد : في القبلة ص ١٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٧٩).

٣٠٢

والجدي بحذاء المنكب الأيمن ،

______________________________________________________

هذا وفي «المقنعة (١) والمراسم (٢) والنافع (٣)» أنّ هذه العلامات لأهل المشرق. قلت : لعلّ هذا موافق لقولهم إنّها لأهل العراق. وفي «النهاية (٤) والسرائر (٥)» أنها للعراق وفارس وخراسان وخوزستان ومن والاهم. وعن «إزاحة العلّة (٦)» أنها للعراق. وكلّ من ذكر فيما مضى نقله أنه يتوجّه إلى المقام والباب وليس منه فارس ولا خوزستان.

قوله قدّس الله تعالى روحه : (والجدي بحذاء المنكب الأيمن) هذه العلامة ذكرها الفقهاء كما في «المقاصد العليّة (٧) وآيات الأردبيلي (٨) والمدارك (٩)» وهي مشهورة كما في «الذكرى (١٠) والروض (١١) والمفاتيح (١٢)» وهي أوثق العلامات كما صرّح بذلك جمع كثير (١٣).

وفي «التذكرة (١٤) ونهاية الإحكام (١٥) والذكرى (١٦) وحواشي الشهيد وجامع

__________________

(١) المقنعة : في القبلة ص ٩٦.

(٢) المراسم : في معرفة القبلة ص ٦٠.

(٣) المختصر النافع : في القبلة ص ٢٣.

(٤) النهاية : في معرفة القبلة ص ٦٣.

(٥) السرائر : في القبلة ج ١ ص ٢٠٨.

(٦) نقل هذه الرسالة المجلسي في بحار الأنوار : في القبلة ج ٨٤ ص ٧٧.

(٧) المقاصد العليّة : في القبلة ص ٩١ س ١٩ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧) وفيه «اعلم أنّ هذه العلامات الثلاث موجودة في كتب الأصحاب للعراقي».

(٨) زبدة البيان : في القبلة ص ٦٤.

(٩) مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٨ والمذكور فيه عين ما في المقاصد.

(١٠) ذكرى الشيعة : القبلة ج ٣ ص ١٦١.

(١١) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٧ س ٢.

(١٢) مفاتيح الشرائع : في معرفة القبلة ج ١ ص ١١٢.

(١٣) كما في منتهى المطلب : في القبلة ج ٤ ص ١٧٠ ، وذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٦٣.

(١٤ و ١٥ و ١٦) الموجود في التذكرة ونهاية الإحكام والذكرى الاكتفاء بالتصريح بالأوثقية والأوكدية للنجوم وليس فيها من قيد عدم الانخفاض والارتفاع ذكر ، فراجع التذكرة : ج ٣ ص ١٢ ، ونهاية الإحكام : ج ١ ص ٣٩٥ والذكرى : القبلة ج ٣ ص ١٦٣.

٣٠٣

.................................................................................................

______________________________________________________

المقاصد (١) وفوائد الشرائع (٢) وحاشية الإرشاد (٣) والجعفرية (٤) والتنقيح (٥) وإرشاد الجعفرية (٦) والعزّية والروض (٧) والروضة (٨) والمسالك (٩) وكشف اللثام (١٠)» وغيرها (١١) تقييد ذلك بما إذا كان في غاية الارتفاع والانخفاض. وفي «مجمع البرهان (١٢) والمدارك (١٣)» أنّ ذلك هو المشهور. وإنّما اشترط ذلك لكونه في تلك الحال على دائرة نصف النهار وهي مارّة بالقطبين وبنقطة الجنوب والشمال ، فإذا كان القطب مسامتاً لعضو من المصلّي كان الجدي مسامتاً له لكونهما على دائرة واحدة بخلاف ما لو كان منحرفاً نحو المشرق والمغرب. وفي أكثر هذه الكتب المذكورة (١٤) و «المعتبر (١٥)» أنّ أقرب الكواكب إلى قطب العالم الشمالي نجم

__________________

(١) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٥.

(٢) فوائد الشرائع : في القبلة ص ٢٩ س ١٤ (مخطوط مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).

(٣) حاشية الإرشاد : في القبلة ص ١٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٧٩).

(٤) الرسالة الجعفرية (رسائل المحقّق الكركي) : في القبلة ج ١ ص ١٠٤.

(٥) التنقيح الرائع : في القبلة ج ١ ص ١٧٤.

(٦) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٧٩ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(٧) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٦ س ٢٠.

(٨) الروضة البهية : في القبلة ج ١ ص ٥٠٥.

(٩) مسالك الأفهام : في القبلة ج ١ ص ١٥٥.

(١٠) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٢.

(١١) كالمقاصد العليّة : في القبلة ص ٩١ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).

(١٢) مجمع الفائدة والبرهان : في الاستقبال ج ٢ ص ٧٢.

(١٣) مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٨.

(١٤) تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ١٢ ١٣ ، نهاية الإحكام : في القبلة ج ١ ص ٣٩٥ ، ذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٦٣ ، جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٤ ٥٥ ، فوائد الشرائع : في القبلة ص ٢٩ س ١١ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤) ، الرسالة الجعفرية (رسائل المحقق الكركي) : في القبلة ج ١ ص ١٠٣ ١٠٤ ، التنقيح الرائع : في القبلة ج ١ ص ١٧٤ ، روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٦ س ١٧ ٢٢ ، مسالك الأفهام : في القبلة ج ١ ص ١٥٥ ، كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٢.

(١٥) المعتبر : في القبلة ج ٢ ص ٦٩.

٣٠٤

.................................................................................................

______________________________________________________

خفي لا يكاد يدركه إلّا حديد البصر يدور حوله كلّ يوم وليلة دورة لطيفة لا تكاد تدرك. ويطلق على هذا النجم القطب مجازاً لمجاورته القطب الحقيقي. وهو علامة لقبلة العراقي إذا جعله خلف منكبه الأيمن ويخلفه الجدي في العلامة عند ارتفاعه وعند انخفاضه. وفي «كشف اللثام» أنه لخفائه لم يجعل في الاخبار والفتاوى علامة (١).

وفي «مجمع البرهان (٢)» عن خاله الّذي قال فيه : إنّه ما سمح الزمان بمثله بعد المحقّق الطوسي : أنّ هذا الشرط غير جيّد ، لأنّ الجدي في جميع أحواله أقرب إلى القطب الحقيقي من ذلك النجم الخفي ، ولهذا كان أقلّ حركة منه كما يظهر بالامتحان وهذه الحركة الظاهرة إنّما هي للفرقدين لا للجدي فإنّ حركته يسيرة جدّاً. وفي «المدارك (٣)» أنّا اعتبرنا ذلك فوجدناه كما أفاد. وفي «آيات المولى الأردبيلي (٤)» بعد أن نقل ذلك عن خاله قال : وأيضاً شاهدت ذلك كما قال فنظرت وعلمت علامة ورأيت هذا النجم الصغير يتحرّك كثيراً ويقطع دائرة كبيرة وحركة الجدي كانت قليلة جداً ودائرته أقلّ من دائرة ذلك النجم بكثير إذ رأيته كأنه ما يتحرّك من أوّل الليل إلى نصفه تخميناً ، ثمّ تبين لي أنّ حركته قليلة وأيضاً كلام أكثر الأصحاب خالٍ عن تسميته قطباً وما رأيته إلّا في شرح الإرشاد للشيخ زين الدين رحمه‌الله تعالى ، انتهى.

قلت : هذه التسمية رأيناها في «المعتبر (٥) ونهاية الإحكام (٦) والتذكرة (٧) والذكرى (٨)

__________________

(١) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٤.

(٢) لا يخفى أنّ العبارة المذكورة منقولة عن المدارك : ج ٣ ص ١٢٩ فراجع. وأمّا عبارة المجمع فتفترق عمّا حكاه عنه الشارح بكثير ، فراجع مجمع الفائدة والبرهان : في الاستقبال ج ٢ ص ٧١ ٧٢.

(٣) مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٩.

(٤) زبدة البيان : في القبلة ص ٦٧.

(٥) المعتبر : في القبلة ج ٢ ص ٦٩.

(٦) نهاية الإحكام : في القبلة ج ١ ص ٣٩٥.

(٧) تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ١٢.

(٨) ذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٦٣.

٣٠٥

.................................................................................................

______________________________________________________

والتنقيح (١) وجامع المقاصد (٢) وإرشاد الجعفرية (٣) والعزيّة والمقاصد العليّة (٤) والمسالك (٥) وكشف اللثام (٦) وشرح الشيخ نجيب الدين» وغيرها (٧) بل في «الروض (٨)» أنه اشتهر إطلاقه على الكوكب المذكور حتّى لا يكاد يعرف غيره.

هذا وفي «المقنعة (٩) والنهاية (١٠) والمبسوط (١١) والمراسم (١٢) والوسيلة (١٣) والسرائر (١٤) والنافع (١٥) والشرائع (١٦) والمنتهى (١٧) والتحرير (١٨) والدروس (١٩) والبيان (٢٠) واللمعة (٢١) والمفاتيح (٢٢) والكفاية (٢٣)» ترك التقييد بالارتفاع والانخفاض كالكتاب وهو المنقول عن كتاب «إزاحة العلّة (٢٤)» وإليه يميل شارح رسالة صاحب المعالم.

وأكثر علمائنا عبّر بخلف المنكب (٢٥) وبعض عبّر بالحذاء (٢٦). والمراد بالمنكب

__________________

(١) التنقيح الرائع : في القبلة ج ١ ص ١٧٤.

(٢) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٥.

(٣) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٧٩ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(٤) المقاصد العليّة : في القبلة ص ٩١ س ٣ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).

(٥) مسالك الأفهام : في القبلة ج ١ ص ١٥٤.

(٦) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٤.

(٧) الحدائق الناضرة : في القبلة ج ٦ ص ٣٨٩.

(٨) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٦ س ٢٨.

(٩) المقنعة : في القبلة ص ٩٦. (١٠) النهاية : في معرفة القبلة ص ٦٣.

(١١) المبسوط : في القبلة ج ١ ص ٧٨.

(١٢) المراسم : في معرفة القبلة ص ٦١.

(١٣) الوسيلة : في القبلة ص ٨٥.

(١٤) السرائر : في القبلة ج ١ ص ٢٠٨.

(١٥) المختصر النافع : في القبلة ص ٢٣.

(١٦) شرائع الإسلام : في القبلة ج ١ ص ٦٦.

(١٧) منتهى المطلب : في القبلة ج ٤ ص ١٧٠.

(١٨) تحرير الأحكام : في القبلة ج ١ ص ٢٨ س ٢٧.

(١٩) الدروس الشرعية : في القبلة درس ٣٤ ج ١ ص ١٥٩.

(٢٠) البيان : في القبلة ص ٥٣.

(٢١) اللمعة الدمشقية : في القبلة ص ١٠.

(٢٢) مفاتيح الشرائع : في القبلة ج ١ ص ١١٣.

(٢٣) كفاية الأحكام : في القبلة ص ١٥ س ٣٥.

(٢٤) نقله عنه المجلسي في البحار : في القبلة ج ٨٤ ص ٧٧.

(٢٥) منهم : العلّامة في منتهى المطلب : في القبلة ج ٤ ص ١٧٠ ، والسبزواري في كفاية الأحكام : في القبلة ص ١٥ س ٣٥ ، والشهيد الأول في اللمعة الدمشقية : في القبلة ص ١٠ ، والمحقّق الحلّي في المختصر النافع : في القبلة ص ٢٣.

٣٠٦

.................................................................................................

______________________________________________________

كما في «الصحاح (١) والقاموس (٢) وحاشية النافع (٣) والروض (٤) والمقاصد العليّة (٥) وآيات الأردبيلي (٦) ومجمعه (٧) والمدارك (٨) وشرح رسالة صاحب المعالم» أنه مجمع عظم العضد والكتف ، بل في الآيات (٩) المذكور كونه الكتف لا دليل عليه من اللغة والشرع. وفي «نهاية ابن الأثير» أنه ما بين الكتف والعنق (١٠).

وهو الظاهر من «نهاية الإحكام (١١) والتنقيح (١٢) وجامع المقاصد (١٣) وإرشاد الجعفرية (١٤)».

وأكثر الأصحاب (١٥) أنّ الجدي مكبّر وأنّ أهل الهيئة يصغّرونه فرقاً بينه وبين البرج. وفي «فوائد الشرائع (١٦)» نسبة تكبيره إلى أهل اللغة. وأنكر

__________________

(٢٦) منهم : العلّامة في تحرير الأحكام : في القبلة ص ٢٨ س ٢٧ ، والشهيد الأول في البيان : في القبلة ص ٥٣ ، والعاملي في مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٨ ، والبحراني في الحدائق الناضرة : في القبلة ج ٦ ص ٣٨٩.

(١) الصحاح : ج ١ ص ٢٢٨ مادة «نكب».

(٢) القاموس المحيط : ج ١ ص ١٣٤ مادة «نكب».

(٣) لم نعثر عليه فيه.

(٤) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٦ س ١٦.

(٥) المقاصد العليّة : في القبلة ص ٩١ س ٢٠ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).

(٦) زبدة البيان : في القبلة ص ٦٤.

(٧) مجمع الفائدة والبرهان : في الاستقبال ج ٢ ص ٧٤.

(٨) مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٨.

(٩) زبدة البيان : في القبلة ص ٦٤.

(١٠) نهاية ابن الأثير : ج ٥ ص ١١٣ مادة «نكب».

(١١) نهاية الإحكام : في القبلة ج ١ ص ٣٩٥.

(١٢) التنقيح الرائع : في القبلة ج ١ ص ١٧٤.

(١٣) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٤.

(١٤) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٧٩ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(١٥) منهم : المحقّق الكركي في جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٤ ، والعاملي في مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٨ ، والبحراني في الحدائق الناضرة : في القبلة ج ٦ ص ٣٨٩.

(١٦) فوائد الشرائع : في القبلة ص ٢٩ س ١٠ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).

٣٠٧

وعين الشمس عند الزوال على طرف الحاجب الأيمن ممّا يلي الأنف ،

______________________________________________________

العجلي (١) في «السرائر» تصغيره كلّ الإنكار ، واستدلّ على ذلك بوروده في النظم كذلك وأنه سأل إمام اللغة ببغداد فقال له : لا يصغّر.

بيان : قد وردت بهذه العلامة دون غيرها أخبار منها خبر محمّد (٢) عن أحدهما عليهما‌السلام «ضع الجدي في قفاك وصلّ» ومنها ما رواه الصدوق مرسلاً عن مولانا الصادق عليه‌السلام «أتعرف الكوكب الّذي يقال له جدي؟ فقال : نعم ، قال : اجعله على يمينك وإذا كنت في طريق الحجّ فاجعله بين كتفيك (٣)» ومنها ما رواه العيّاشي في تفسيره عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «أنّ النجم في قوله تعالى : (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) الجدي لأنه نجم لا يزول وعليه بناء القبلة وبه يهتدي أهل البرّ والبحر (٤)».

قوله قدّس الله تعالى روحه : (وعين الشمس عند الزوال على طرف الحاجب الأيمن ممّا يلي الأنف) كما في «النافع (٥) والمعتبر (٦) وكتب المصنّف (٧) والدروس (٨) والبيان (٩)». وفي «المقنعة (١٠) والنهاية (١١) والمبسوط (١٢) والمراسم (١٣) والوسيلة (١٤) والشرائع (١٥) والتنقيح (١٦)

__________________

(١) السرائر : في القبلة ج ١ ص ٢٠٤.

(٢) وسائل الشيعة : ب ٥ من أبواب القبلة ح ١ ج ٣ ص ٢٢٢ وفيه «وصلّه» بدل «وصلّ».

(٣) من لا يحضره الفقيه : باب القبلة ح ٨٦٠ ج ١ ص ٢٨٠.

(٤) تفسير العيّاشي : تفسير سورة ح ١٢ ج ٢ ص ٢٥٦ النحل الآية ١٦.

(٥) المختصر النافع : في القبلة ص ٢٣.

(٦) المعتبر : في القبلة ج ٢ ص ٦٩.

(٧) منتهى المطلب : في القبلة ج ٤ ص ١٧٠ ، تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ١٢ ، تبصرة المتعلّمين : في القبلة ص ٢٢ ، نهاية الإحكام : في القبلة ج ١ ص ٣٩٤ ، تحرير الأحكام : في القبلة ج ١ ص ٢٨ س ٢٧.

(٨) الدروس الشرعية : في القبلة درس ٣٤ ج ١ ص ١٥٩.

(٩) البيان : في القبلة ص ٥٣.

(١٠) المقنعة : في القبلة ص ٩٦.

(١١) النهاية : في القبلة ص ٦٣.

(١٢) المبسوط : في القبلة ج ١ ص ٧٨.

(١٣) المراسم : في معرفة القبلة ص ٦١.

(١٤) الوسيلة : في القبلة ص ٨٥.

(١٥) شرائع الإسلام : في القبلة ج ١ ص ٦٦.

(١٦) التنقيح الرائع : في القبلة ج ١ ص ١٧٥.

٣٠٨

.................................................................................................

______________________________________________________

والمدارك (١) والكفاية (٢)» على الحاجب الأيمن بترك الطرف وترك ذكر ما يلي الأنف. وفي «السرائر (٣)» على طرف الحاجب الأيمن ممّا يلي الجبهة لكن في «المقنعة والنهاية والسرائر» التنصيص على أنّ ذلك أوّل الزوال. ولعلّ الحكم يختلف باختلاف هذه القيود كما يأتي ، لكنّ المتأخّرين (٤) ربما يظهر منهم أنّ مآل العبارات واحد.

هذا وفي «جامع المقاصد (٥) وروض الجنان (٦)» أنّ هذا إنّما يكون علامة إذا استخرج الوقت بغير استقبال قبلة العراق. قلت : ولعلّه أشار إلى ذلك في «المعتبر» بقوله : ومن حقّق الوقت من أهل العراق جعل الشمس عند الزوال على طرف حاجبه الأيمن ممّا يلي الأنف (٧) انتهى. ويمكن إرادة ذلك من عبارة «المقنعة والنهاية والسرائر» قال في «النهاية (٨)» : ومن علامتها أنه إذا راعى زوال الشمس ثمّ استقبل عين الشمس بلا تأخير ، فإذا رآها على حاجبه الأيمن في حال الزوال علم أنه مستقبل القبلة. ومثلها عبارة «السرائر (٩)» وكذا «المقنعة (١٠)» بملاحظة ما ذكره هنا وفي بحث الزوال. وفي هذه الثلاثة النصّ على أنّ ذلك أوّل الزوال كما مرّ.

وفي «فوائد الشرائع (١١)» أنّ هذه العلامة تقريبية. وفي «الذكرى (١٢)» ومنها الشمس وهي تكون متوسّطة شتاءً في قبلة المصلّي تقريباً وصيفاً مسامتة لرأسه.

__________________

(١) مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٩.

(٢) كفاية الأحكام : في القبلة ص ١٥ س ٣٥ ٣٦.

(٣) السرائر : في القبلة ج ١ ص ٢٠٨.

(٤) منهم : الفاضل الهندي في كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٤.

(٥) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٥.

(٦) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٧ س ٢.

(٧) المعتبر : في القبلة ج ٢ ص ٦٩.

(٨) راجع ص ٣٠٦ هامش ١٠.

(٩) راجع ص ٣٠٦ هامش ١٤.

(١٠) راجع ص ٣٠٦ هامش ٩.

(١١) فوائد الشرائع : في القبلة ص ٢٩ س ١٧ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).

(١٢) ذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٦٤.

٣٠٩

.................................................................................................

______________________________________________________

واعترض المحقّق الثاني (١) وجمهور (٢) من تأخّر عنه بأنّ مقتضى هذه العلامة استقبال نقطة الجنوب ، لأنّ الشمس عند الزوال تكون على دائرة نصف النهار المتّصلة بنقطتي الجنوب والشمال ، فتكون حينئذٍ لمستقبل نقطة الجنوب بين العينين ، فإذا زالت مالت إلى طرف الحاجب الأيمن ، ثمّ حملوها على أطراف العراق الغربية كسنجار والموصل وما والاها.

وفي «كشف اللثام (٣)» إن اريد من هذه العلامة أنّ الشمس تكون عند الزوال على الحاجب الأيمن كما نصّ عليه جماعة واريد بقولهم عند الزوال أوّل الزوال ورد عليهم أنّ الشمس أوّل الزوال إنّما تزول عن محاذاة القطب الجنوبي وحينئذٍ إنّما تكون على الحاجب الأيمن لمن تكون قبلته نقطة الجنوب وهؤلاء ليسوا كذلك وإلّا لجعلوا الجدي بين الكتفين ، وإنّما تصير الشمس على حاجبهم بعد الزوال بمدّة ، فليحمل عليه كلام من لم ينصّ على أوّل الزوال ويوجّه كلام من نصّ عليه بأنه علامة لبعض أهل العراق كالموصل والجدي لبعض آخر. وأمّا عبارة الكتاب والنافع وشرحه وسائر كتب المصنّف فيجوز أن يراد بها الطرف الأيمن من الحاجب الأيسر فيوافق الجدي ، انتهى. وقد تقدّم في مبحث الوقت (٤) ما له نفع في المقام.

وممّن يتوجّه إلى هذا الركن أيضاً أهل البصرة والبحرين واليمامة والأهواز وخوزستان وفارس وسجستان إلى الصين ويتوجّهون إلى ما بين المغرب والجنوب أيضاً ولكنّهم إلى المغرب أميل منهم إلى الجنوب كما في «إزاحة العلّة» قال : وعلامتهم جعل النسر الطائر إذا طلع بين الكتفين والجدي إذا طلع على الخدّ

__________________

(١) لم نعثر على قوله في كتبه الموجودة.

(٢) منهم : العاملي في مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٢٩ ، والبحراني في الحدائق الناضرة : في القبلة ج ٦ ص ٣٨٩ ، والشهيد الثاني في روض الجنان : في القبلة ص ١٩٧ ، والطباطبائي في رياض المسائل : كتاب الصلاة ج ٣ ص ١٢٤.

(٣) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٤ ١٤٥.

(٤) راجع هذا الجزء : ص ٥٠ ٥٨.

٣١٠

ويستحبّ لهم التياسر قليلاً إلى يسار المصلّي.

______________________________________________________

الأيمن والشولة إذا نزلت للمغيب بين عينيه والمشرق على أصل المنكب الأيمن والصبا على الاذن اليمنى والشمال على العين اليمنى والدبور على الخدّ الأيسر والجنوب بين العينين. وممّن يتوجّهون إليه من قبلته أقرب إلى المغرب من اولئك وهم أهل السند والهند وملتان وكابل وقندهار وجزيرة سيلان وما وراء ذلك وعلامتهم جعل بنات نعش إذا طلعت على الخدّ الأيمن وكذا الجدي إذا ارتفع والثريا إذا غابت على العين اليسرى وسهيل إذا طلع خلف الاذن اليسرى والمشرق على اليد اليمنى والصبا على صفحة الخدّ الأيمن والشمال مستقبل الوجه والدبور على المنكب الأيسر والجنوب بين الكتفين (١) انتهى.

وقال الفاضل الهندي : ولا أعرف من البلاد من قبلته المغرب ، قال : ومنهم من قبلته ما بين المغرب والشمال وهم أهل سومنان وسرنديب وما في جهتهما وهم يتوجّهون إلى جنبة هذا الركن الّتي إلى اليماني وعلامتهم كون الجدي وبنات نعش على الخدّ الأيمن (٢).

قوله قدّس الله تعالى روحه : (ويستحبّ لهم التياسر قليلاً إلى يسار المصلّي) هذا هو المشهور كما في «الذكرى (٣) والدروس (٤) والبيان (٥) وجامع المقاصد (٦) وإرشاد الجعفرية (٧) وحاشية الإرشاد (٨) وروض الجنان (٩)

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار عن الرسالة المذكورة ، بحث القبلة ج ٨٤ ص ٨١.

(٢) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٧ و ١٤٨.

(٣) ذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٨٤.

(٤) الدروس الشرعية : في القبلة درس ٣٤ ج ١ ص ١٥٩.

(٥) البيان : في القبلة ص ٥٤.

(٦) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٦.

(٧) المطالب المظفرية : في القبلة ص ٨١ س ٥ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(٨) حاشية الارشاد : في القبلة ص ١٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٧٩).

(٩) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٨ س ٢١.

٣١١

.................................................................................................

______________________________________________________

والمدارك (١) والمفاتيح (٢)» وهو خيرة «الشرائع (٣) والتحرير (٤) والمختلف (٥) والذكرى (٦)» وهو ظاهر «المصباح» حيث قال : وينبغي لأهل العراق أن يتياسروا قليلاً وليس على غيرهم ذلك (٧). ونقل ذلك عن «الجامع (٨)» ونسبه في «التنقيح (٩)» إلى الشيخين ، وتأتي عباراتهما. وفي «كشف الرموز (١٠) والتذكرة (١١)» إلى الشيخ ، ثمّ قال في «كشف الرموز» : إنّ الظاهر منه الوجوب ، انتهى. وفي «المبسوط (١٢)» يلزم أهل العراق .. إلى آخره. وفي «النهاية (١٣) والخلاف (١٤) والجُمل (١٥) والوسيلة (١٦)» على أهل العراق أن يتياسروا قليلاً. وظاهر هذه العبارات الوجوب ، وهو المنقول عن الشيخ أبي الفضل ابن شاذان بن جبريل (١٧) والشيخ أبي الفتوح الرازي (١٨).

وفي «الخلاف (١٩)» وظاهر «تفسير أبي الفتوح (٢٠)» الإجماع عليه ولم يعرف ذلك أحد من الفقهاء إلّا ما رواه أبو يوسف عن حمّاد بن زيد أنه كان يقول : ينبغي أن يتياسر عندنا بالبصرة. وقد منع جماعة (٢١) كثيرون إجماع الخلاف. وفي

__________________

(١) مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٣٠.

(٢) مفاتيح الشرائع : في القبلة ج ١ ص ١١٣.

(٣) شرائع الإسلام : في القبلة ج ١ ص ٦٦.

(٤) تحرير الأحكام : في القبلة ج ١ ص ٢٨ س ٣١.

(٥) مختلف الشيعة : في القبلة ج ٢ ص ٦٤.

(٦) ذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٨٤.

(٧) مصباح المتهجّد : في القبلة ص ٢٤.

(٨) الجامع للشرائع : في القبلة ص ٦٣.

(٩) التنقيح الرائع : في القبلة ج ١ ص ١٧٥.

(١٠) كشف الرموز : في القبلة ج ١ ص ١٣١.

(١١) تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ٩.

(١٢) المبسوط : في القبلة ج ١ ص ٧٨.

(١٣) النهاية : في القبلة ص ٦٣.

(١٤) الخلاف : في القبلة مسألة ٤٢ ج ١ ص ٢٩٧.

(١٥) الجُمل والعقود : في القبلة ص ٦٢.

(١٦) الوسيلة : في القبلة ص ٨٥.

(١٧) نقله عنه المجلسي في البحار : في القبلة ج ٨٤ ص ٧٧ عن رسالته «إزاحة العلّة» التي نقلها بتمامها في البحار. في الجزء المذكور من صفحة ٧٣ إلى صفحة ٨٩.

(١٨) تفسير روح الجنان : ج ١ ص ٢٢٤.

(١٩) الخلاف : في القبلة مسألة ٤٢ ج ١ ص ٢٩٧.

(٢٠) تفسير روح الجنان : ج ١ ص ٢٢٤.

(٢١) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٦.

٣١٢

.................................................................................................

______________________________________________________

«المقنعة (١)» أمر أهل العراق والجزيرة وفارس والجبال وخراسان أن يتياسروا في بلادهم عن سمتهم ليستظهروا بذلك. وفي «المراسم (٢)» رسم لأهل العراق .. إلى آخر ما في «المقنعة». ولم يرجّح شي‌ء في «نهاية الإحكام (٣) والدروس (٤) والبيان (٥)».

ويظهر من «النافع (٦) والمعتبر (٧) وكشف الرموز (٨) والتذكرة (٩) والمنتهى (١٠) والتنقيح (١١)» ردّ هذا الحكم من أصله وجوباً واستحباباً. وهو ظاهر أو صريح «السرائر (١٢) وجامع المقاصد (١٣) وفوائد الشرائع (١٤) وحاشية الميسي والروض (١٥) والمسالك (١٦) وفوائد القواعد (١٧) وإرشاد الجعفرية (١٨) والمدارك (١٩) والمفاتيح (٢٠)»

__________________

(١) المقنعة : في القبلة ص ٩٦.

(٢) المراسم : في القبلة ص ٦١.

(٣) نهاية الإحكام : في القبلة ج ١ ص ٣٩٦.

(٤) الدروس الشرعية : في القبلة درس ٣٤ ج ١ ص ١٥٩.

(٥) البيان : في القبلة ص ٥٤.

(٦) المختصر النافع : في القبلة ص ٢٤.

(٧) المعتبر : في القبلة ج ٢ ص ٦٩.

(٨) الردّ الّذي أشار إليه الشارح عن كشف الرموز إنّما هو ردّ من حيث السند ، لأنّ سند الوجوب والاستحباب خبر مفضل بن عمر وهو ضعّفه وحكى عن النجاشي أنّه كان فاسد المذهب ، لا ردّه من حيث دلالته ، راجع كشف الرموز : في القبلة ج ١ ص ١٣١ ١٣٢.

(٩) تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ٩.

(١٠) منتهى المطلب : في القبلة ج ٤ ص ١٧١.

(١١) التنقيح الرائع : في القبلة ج ١ ص ١٧٦.

(١٢) السرائر : في القبلة ج ١ ص ١٧٦.

(١٣) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٧.

(١٤) فوائد الشرائع : في القبلة ص ٢٩ ٣٠ س ١٩ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).

(١٥) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٨ ١٩٩.

(١٦) مسالك الأفهام : في القبلة ج ١ ص ١٥٥.

(١٧) فوائد القواعد : في القبلة ص ٥٢ س ٥ ٩ (مخطوط في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي برقم ٨١٦).

(١٨) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٨١ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(١٩) مدارك الأحكام : في القبلة ج ٣ ص ١٣٠ ١٣١.

(٢٠) مفاتيح الشرائع : في القبلة ج ١ ص ١١٣.

٣١٣

.................................................................................................

______________________________________________________

بل في بعض هذه التصريح من المنع (١) بالوجوب والاستحباب كما نقل ذلك عن فخر المحقّقين (٢). وأعرض عن ذكر هذا الحكم بالكلّية الصدوقان وأبو الصلاح وأبو المكارم وغيرهم فقد ضعفت دعوى الشهرة في الاستحباب فضلاً عن الإجماع في الوجوب إلّا أن يدّعى شهرة ذلك عند الرواة ونقله الحديث كما تشعربه رواية المفضّل بن عمر (٣).

بيان : احتجّ الرادّون لهذا الحكم بوجهين ، أحدهما : أنه مبني على كون الحرم قبلة وإلّا لم يوجب التياسر اختلافه يميناً ويساراً ، وقد مرَّ ضعفه ، ومع التسليم إذا ردّت علامة القبلة إليه فأدنى انحراف يؤدّي إلى الخروج عنه كما يشهد به الحس. الثاني : أنّ غير المتياسر إن كان مستقبلاً كان التياسر عن القبلة وإلّا كان المعبّر عنه بالتياسر هو القبلة فلا معنى له. ويجاب عنهما بأنّ التياسر عن العلامة المنصوبة للقبلة أو عن المحاريب لكونها على وفق العلامة. فالمعنى أنّ العلامة تقريبية لا تحقيقية فإذا اريد التحقيق لزم التياسر أو استحبّ. وإنّما اطلقت في أخبارهم عليهم‌السلام لعلم السامع بالمراد بإشارة أو غيرها أو للتوسّع في القبلة وجواز اكتفاء أكثر الناس بالسمت ، وإنّما أوجبه اختلاف جهتي الحرم لما عرفت من أنّ الخارج لا يجوز له التوجّه إلى غيره للعلم بخروجه عن سمت الكعبة حيث لا تكون قبلته الحرم. وهذا الجواب جارٍ على القول بأنّ البعيد قبلته الحرم وعلى القول الآخر من دون تفاوت.

ويؤيّد هذا الجواب ما حكيناه عن بعض معاصري (٤) الفاضل الهندي من أنّ

__________________

(١) كذا في النسخة المصحّحة المطبوعة والصحيح : بالمنع من الوجوب والاستحباب.

(٢) لم نعثر على الناقل عن الفخر وأمّا المنقول عنه فلم نظفر عليه في إيضاحه ولا في الحاشية النيلية المحتملة نسبتها إليه ، وأمّا غيرهما من كتبه فليس بأيدينا منها شي‌ء.

(٣) وسائل الشيعة : ب ٤ من أبواب القبلة ح ٢ ج ٣ ص ٢٢١.

(٤) نقله عنه الشارح بتفضيله في ص ٢٩٦ نقلاً عن كشف اللثام : ج ٣ ص ١٤٠ ١٤٢ وأما قائله فلم نجده باسمه ورسمه.

٣١٤

.................................................................................................

______________________________________________________

قبلة الكوفة وبغداد الركن الشامي والعراقي ، بل قد يتحصّل منه جواب ثانٍ فليرجع إليه وليلحظ.

وقال المحقّق في الجواب عن الإيراد الثاني في رسالته الّتي ألّفها بإشارة أفضل المحقّقين نصير الملّة والدين وقد نقلها من أوّلها إلى آخرها أبو العباس في «المهذّب البارع (١)» ما حاصله : إنّ الحكم مبنيّ على القول بأنّ البعيد قبلته الحرم وإنّ التياسر عن تلك الجهة المحصّلة المقابلة لوجه المصلّي حال استعمال تلك العلامات المنصوبة لذلك استظهار في مقابلة الحرم لأنّ قدر الحرم عن يمين الكعبة يسير وعن يسارها متّسع كما دلّت عليه الرواية الّتي استند إليها الأصحاب في ذلك ، وهذا حاصل الرسالة من أوّلها إلى آخرها.

ونقل في «المهذّب (٢)» عن بعض الأصحاب بأنه أجاب بمنع الحصر قال : لأنّ حاصل السؤال أنّ التياسر إمّا إلى القبلة فيكون واجباً لا مستحبّاً وإمّا عنها فيكون حراماً ، والجواب منع الحصر بل التياسر فيها ، وجاز اختصاص بعض جهات القبلة بمزيد الفضيلة على بعض أو حصول الاستظهار بالتوسّط بسبب الانحراف ، انتهى.

وقال الاستاذ الشريف (٣) أدام الله تعالى حراسته : يجوز أن يكون الأمر بالتياسر لأهل العراق ، لأنّ قبلة مسجد الكوفة متيامنة والتقية منعت عن التصريح بذلك فوردت الأخبار منبّهة على ذلك بأحسن وجه ، انتهى فتأمّل فيه.

هذا والأخبار الواردة في ذلك خبر المفضّل بن عمر (٤) وخبر علي بن محمّد (٥) المرفوع وما روي عن الرضا عليه‌السلام (٦) والكلّ معلّلة بأنّ الحرم عن يمين الكعبة أربعة أميال وعن يسارها ثمانية أميال كما تقدّمت الإشارة إليه فيما مضى.

__________________

(١) المهذّب البارع : في القبلة ج ١ ص ٣١٢ ٣١٣.

(٢) المهذّب البارع : في القبلة ج ١ ص ٣١٧.

(٣) لم نعثر عليه.

(٤ و ٥) لقد مرَّ سابقاً في ص ٢٥٨ وص ٢٦٩ و ٢٧٦ و ٣٠٨.

(٦) فقه الرضا عليه‌السلام : ص ٩٨.

٣١٥

والشامي لأهل الشام ، وعلاماتهم جعل بنات النعش حال غيبوبتها خلف الاذن اليمنى ،

______________________________________________________

[قبلة أهل الشام]

قوله قدّس الله تعالى روحه : (والشامي لأهل الشام وعلاماتهم جعل بنات النعش حال غيبوبتها خلف الاذن اليمنى) كما في «إزاحة العلّة (١)» على ما نقل و «الوسيلة (٢) وكتب المصنّف (٣) والدروس (٤) والبيان (٥) والذكرى (٦) وحواشي الشهيد وجامع المقاصد (٧) وحاشية الإرشاد (٨) والجعفرية (٩) وإرشادها (١٠) وروض الجنان (١١) وفوائد القواعد (١٢) والمفاتيح (١٣)» وغيرها (١٤).

والمراد بغيبوبتها غاية انحطاطها إلى جهة المغرب كما في «جامع المقاصد (١٥) وحاشية الإرشاد (١٦) وإرشاد الجعفرية (١٧) وروض الجنان (١٨) والمقاصد

__________________

(١) نقل هذه الرسالة بتمامها المجلسي في البحار : باب القبلة وأحكامها ج ٨٤ ص ٧٩ ، فراجع.

(٢) الوسيلة : فصل في بيان القبلة ص ٨٦.

(٣) منتهى المطلب : في القبلة ج ٤ ص ١٧٠ ، تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ١٢ ، تحرير الأحكام : في أحكام القبلة والاستقبال ج ١ ص ٢٨ س ٢٨ ، إرشاد الأذهان : في الاستقبال ج ١ ص ٢٤٥.

(٤) الدروس الشرعية : في القبلة ج ١ ص ١٥٩.

(٥) البيان : في الاستقبال ص ٥٣.

(٦) ذكرى الشيعة : في القبلة ج ٣ ص ١٦٣.

(٧ و ١٥) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٧.

(٨) حاشية الإرشاد : في القبلة ص ١٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٧٩).

(٩) الجعفرية (رسائل المحقّق الكركي) : في القبلة ج ١ ص ١٠٤.

(١٠) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٨٠ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(١١) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٩ س ٩.

(١٢) فوائد القواعد : في القبلة ص ٤٧ س ٢١ (مخطوط مكتبة المرعشي الرقم ٤٢٤٢).

(١٣) المفاتيح : في القبلة ج ١ ص ١١٢.

(١٤) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٨.

(١٥) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٧.

(١٦) حاشية الإرشاد : في القبلة ص ١٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٧٩).

(١٧) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٨٠ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(١٨) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٩ س ١٠.

٣١٦

والجدي خلف الكتف اليسرى إذا طلع ،

______________________________________________________

العليّة (١)». وفي «حواشي الشهيد» حال مجاورتها البحر. وفي «فوائد القواعد (٢) والمقاصد العليّة (٣)» المراد بغيبوبتها ميلها عن دائرة نصف النهار لا الغيبوبة المتعارفة وهو نهاية انحطاطها وخفائها في الافق على تقديره ، لأنها حينئذٍ تميل عن قبلة الشامي وعن مسامتة الاذن كما لا يخفى ، انتهى. والّذي يراد بجعله خلف الاذن اليمنى إمّا الموضع الّذي تدنو فيه من الغروب أو وسطها تقريباً كما في «جامع المقاصد (٤)» وفي «روض الجنان (٥) والمقاصد العليّة (٦)» جعل كلّ واحدة منها حال غيابها خلف الاذن لاختلاف وقت مغيبها. وفي «كشف اللثام» جعل كلّ من بنات نعش حال غيبوبتها (٧) انتهى ، وهي سبعة كواكب أربعة نعش وثلاثة بنات.

قوله قدّس الله تعالى روحه : (والجدي خلف الكتف اليسرى إذا طلع) كما في الكتب المذكورة (٨) مع زيادة «اللمعة (٩) والروضة (١٠)» لكن في «البيان (١١) واللمعة والجعفرية (١٢) وإرشادها (١٣)» خلف المنكب. وفي «حاشية الإرشاد (١٤)» المراد بالكتف المنكب. وعلى هذا يكون انحراف الشامي عن نقطة

__________________

(١) المقاصد العلية : في القبلة ص ٩٣ س ١٨ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).

(٢) فوائد القواعد : في القبلة ص ٤٧ س ٢٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٤٢٤٢).

(٣) المقاصد العليّة : في القبلة ص ٩٣ س ١٨ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).

(٤) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٧.

(٥) روض الجنان : في الاستقبال ص ١٩٩ س ١٠.

(٦) المقاصد العليّة : في القبلة ص ٩٣ س ١٧ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).

(٧) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٨.

(٨) راجع المصادر المتقدّمة في ص ٣١٦ من هامش ١ إلى ١٥ خلا الذكرى.

(٩) اللمعة الدمشقية : في القبلة ص ١٠.

(١٠) الروضة البهية : في القبلة ج ١ ص ٥١٢.

(١١) البيان : في القبلة ص ٥٣.

(١٢) الجعفرية (رسائل المحقّق الكركي) : في القبلة ج ١ ص ١٠٤.

(١٣) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٨٠ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(١٤) حاشية الإرشاد : في القبلة ص ١٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٧٩).

٣١٧

ومغيب سهيل على العين اليمنى وطلوعه بين العينين ،

______________________________________________________

الجنوب مشرقاً بقدر انحراف العراقي مغرباً ، وعلى الأوّل أي جعله خلف الكتف يكون انحراف الشامي أقلّ من انحراف العراقي المتوسّط العراق. وهذا هو الحقّ الموافق للقواعد كما في «الروض (١) والروضة (٢) والمقاصد العليّة (٣)».

قلت : إيضاح ذلك أنّ بين نقطة الجنوب ونقطة الشرق تسعين جزءاً وبينها وبين نقطة المغرب تسعين جزءاً أيضاً. وانحراف الشامي نحو المشرق إحدى وثلاثون جزءاً من التسعين جزء وانحراف العراقي نحو المغرب ثلاثة وثلاثون فينقص الشامي عن العراقي جزئين ، لأنّ الكتف أقرب إلى ما بين الكتفين من المنكب فيتفاوت بهما الانحراف. وهذا بناءً على المعنى المشهور في المنكب وعلى المعنى الآخر تتّفق العبارات.

وليعلم أنه لا يحكم بهذه العلامات لأطراف الشام الشرقية المجاورة للعراق بل يحتاج في ذلك إلى فضل اجتهاد ونظر في تلك الحدود.

والمراد بطلوع الجدي في العبارة ارتفاعه مجازاً لمكان القرينة ، لأنه لا يغرب. ووجه الجواز في هذا المجاز أنه إنّما يكون علامة عند استقامته فكأنه وقت وجوده.

قوله قدّس الله تعالى روحه : (ومغيب سهيل على العين اليمنى ، وطلوعه بين العينين) كما في الكتب المذكورة (٤) لكنّه في «اللمعة (٥)» أطلق جعل سهيل بين العينين من دون تعرّض لذكر طلوعه ولا مغيبه.

والمراد بطلوعه أوّل ما يبدو كما صرّح به ثاني المحقّقين (٦) والشهيدين (٧)

__________________

(١) روض الجنان : في القبلة ص ١٩٩ س ١٢.

(٢) الروضة البهية : في القبلة ج ١ ص ٥١٢.

(٣) المقاصد العلية : في القبلة ص ٩٤ س ٥.

(٤) راجع المصادر المتقدّمة من هامش ١ ١٥ ، خلا الذكرى المذكور في هامش ٦ ، وراجع أيضاً فوائد القواعد : في القبلة ص ٤٨ س ١ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٤٢٤٢).

(٥) اللمعة الدمشقية : في القبلة ص ١٠.

(٦) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٧.

(٧) روض الجنان : في القبلة ص ١٩٩ س ١٤.

٣١٨

والصبا على الخدّ الأيسر ، والشمال على الكتف الأيمن.

______________________________________________________

وغيرهما (١). وفي «الحواشي المنسوبة إلى الشهيد» أنّ المراد به الانتهاء في الصعود. وفي «جامع المقاصد (٢) وروض الجنان (٣)» أنه غلط فاحش من جهة اللفظ والمعنى. أمّا الأوّل فلأنه لا قرينة على التجوز. وأمّا الثاني فلأنّه إذا طلع يكون منحرفاً عن نقطة الجنوب إلى جانب المشرق وكلّما أخذ في الارتفاع مال إلى المغرب فيكون مغرباً عن قبلة الشامي.

وأمّا مغيب سهيل ففي «فوائد القواعد» أنه إن اعتبر بالمعنى المعتبر في غيبوبة بنات نعش خالف غيره من العلامات لأنه جعله حينئذٍ على العين اليمنى يوجب استقبال نقطة الجنوب وهو لا يطابق قبلة الشامي أيضاً ، لأنها مائلة عنها نحو المشرق وإن اعتبرت غيبوبته المقابلة لطلوعه وهو نهاية انحطاطه نحو المغرب وخفائه أو قربه خرج عن مسامتة العين خصوصاً مع مراعاة طلوعه بين العينين ، فإنّ المراد به أوّل بروزه عن الافق في الأرض المعتدلة في بلاد الشام ليطابق سمت قبلتها (٤) انتهى. وقد يقال (٥) إنّ المراد بمغيبه إذا بلغ نصف النهار ، لأنّ وقت غيبوبته إذا بلغ نصف النهار فيكون بين كتفي اليمني وعلى العين اليمنى للشامي.

قوله قدّس الله تعالى روحه : (والصبا على الخدّ الأيسر ، والشمال على الكتف الأيمن) كما في «إزاحة العلّة (٦)» على ما نقل و «الوسيلة (٧)

__________________

(١) ذخيرة المعاد : في القبلة وعلامتها ص ٢٢١ س ٣.

(٢) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٧.

(٣) روض الجنان : في القبلة ص ١٩٩ س ١٥.

(٤) فوائد القواعد : في القبلة ص ٤٨ س ٢ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٤٢٤٢).

(٥) كشف اللثام : القبلة ج ٣ ص ١٥٠.

(٦) نقل هذه الرسالة المجلسي في البحار : في القبلة ج ٨٤ ص ٧٩.

(٧) الوسيلة : في القبلة ص ٨٦.

٣١٩

.................................................................................................

______________________________________________________

والتحرير (١) والمنتهى (٢) والتذكرة (٣) والإرشاد (٤) ونهاية الإحكام (٥) والذكرى (٦) وجامع المقاصد (٧) وإرشاد الجعفرية (٨) والروض (٩)» وهذه علامة ضعيفة كما نصّ عليه الشهيدان (١٠) والمحقّق الثاني (١١).

لا يقال : إذا علم مهبّ الرياح علمت بذلك جهة القبلة فلا يعتدّ بالرياح حينئذٍ وإلّا لم تفد شيئاً ، لأنه يجاب بأنه قد تعلم الرياح بعلامات اخر وقرائن تنضمّ إليها مثل نعومتها وشدّة بردها وأثارتها للسحاب والمطر وأضداد ذلك إلّا أنّ اتّفاق ما يميّزها بحيث يوثق به قليل فمن ثمّ كانت علامة ضعيفة.

والصبا مهبّها ما بين مطلع الشمس إلى الجدي كما نصّ عليه جماعة (١٢). وفي «كشف اللثام» أنه ما بين المشرق إلى الجدي. ويقال : إنّ مبدأه من المشرق وأنّ مهبّ ا لشمال من الجدي إلى مغرب الاعتدال (١٣). وقال في «الذكرى» : إنّ الصبا قد تقع على ظهر المصلّي بالعراق والشام وقد يقال : إنّ مبدأ هبوبها من مطلع الشمس يجعله الشامي على الخدّ الأيسر قال : والشمال من الجدي إلى مغرب الشمس في الاعتدال وتمرّ إلى مهب الجنوب كما أنّ الجنوب تمرّ إلى مهب الشمال ويجعلها الشامي على الكتف اليمنى والدبور من مغرب الشمس إلى سهيل وهي مقابلة

__________________

(١) تحرير الأحكام : في القبلة ج ١ ص ٢٩.

(٢) منتهى المطلب : في القبلة ج ٤ ص ١٧٠.

(٣) تذكرة الفقهاء : في القبلة ج ٣ ص ١٢.

(٤) إرشاد الأذهان : في الاستقبال ج ١ ص ٢٤٥.

(٥) نهاية الإحكام : في القبلة ج ١ ص ٣٩٤.

(٦) ذكرى الشيعة : القبلة ج ٣ ص ١٦٢.

(٧) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٨.

(٨) المطالب المظفّرية : في القبلة ص ٨٠ س ١٨ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦).

(٩) روض الجنان : في القبلة ص ١٩٩ س ١٩.

(١٠) ذكرى الشيعة : القبلة ج ٣ ص ١٦٢ ، روض الجنان : في القبلة ص ١٩٩ س ٢٠.

(١١) جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٨.

(١٢) منهم : الشهيد الأوّل في الذكرى : القبلة ج ٣ ص ١٦٢ ، والمحقّق الثاني في جامع المقاصد : في القبلة ج ٢ ص ٥٨ ، والشهيد الثاني في الروض : في القبلة ص ١٩٩ س ١٩.

(١٣) كشف اللثام : في القبلة ج ٣ ص ١٤٨.

٣٢٠