البرهان في علوم القرآن - ج ٢

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ٢

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

الْحُسْنى) (الأعراف : ١٣٧) هو ما تم لهم في الوجود الأخروي بالفعل الظاهر دليله في الملك ، وهو الاختلاف وتمامها أنّ لها نهاية تظهر في الوجود بالفعل فمدت التاء.

* ومنها «السّنّة» مقبوضة ؛ إلاّ في خمسة مواضع (١) حيث تكون بمعنى الإهلاك والانتقام الذي في الوجود : أحدها في الأنفال : (فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) (الأنفال : ٣٨) ويدلّ على أنها في (٢) الانتقام قوله قبلها : (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) (الآية : ٣٨) ، وقوله بعدها : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) (الآية : ٣٩). وفي فاطر : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) (الآية : ٤٣) ، ويدلّك على أنها بمعنى الانتقام قوله تعالى قبلها : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) (الآية : ٤٣) ، وسياق ما بعدها.

وفي المؤمن : (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ) (غافر : ٨٥) أمّا إذا كانت السنة بمعنى الشريعة والطريقة فهي ملكوتية بمعنى الاسم تقبض تاؤها ، كما في الأحزاب (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) (٣) (الآيتان : ٣٨ و ٦٢) أي حكم الله وشرعه ، (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) (الإسراء : ٧٧).

* ومنه (٤) (بَقِيَّتُ اللهِ) (هود : ٨٦) فرد ، مدّت تاؤه ؛ لأنه بمعنى ما يبقى في أموالهم من الربح المحسوس ، لأنّ الخطاب إنما هو فيها من جهة الملك.

* ومنه : (فِطْرَتَ اللهِ) (الروم : ٣٠) فرد ، وصفها [الله] (٥) بأنها فطر الناس عليها ، فهي فصل خطاب في الوجود كما جاء : «كلّ مولود يولد على الفطرة ..» الحديث (٦).

* ومنه : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) (القصص : ٩) فرد ، مدّت تاؤه لأنه بمعنى الفعل إذا هو

__________________

(١) انظر المقنع للداني ص ٧٨ باب ذكر ما رسم في المصاحف من هاءات ...

(٢) في المطبوعة : (ويدل عليها أنها من الانتقام).

(٣) تصحفت الآية في المخطوطة إلى (سنة التي قد خلت من قبل).

(٤) انظر المقنع ص ٨٠ ـ ٨١.

(٥) لفظ الجلالة ليس في المطبوعة.

(٦) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٣ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ كتاب الجنائز (٢٣) ، باب ما قيل في أولاد المشركين (٩٢) ، الحديث (١٣٨٥) واللفظ له وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٤٧ ، ٢ كتاب القدر (٤٦) ، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة .. (٦) ، الحديث (٢٢ / ٢٦٥٨).

٤١

خبر عن موسى ، وهو موجود حاضر في الملك ، وهذا بخلاف : (قُرَّةَ أَعْيُنٍ) (الفرقان : ٧٤) ، فإنه هنا بمعنى الاسم ، وهو ملكوتيّ إذ هو غير حاضر.

* ومنه : (وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) (المجادلة : ٨ و ٩) مدت في موضعين في سورة المجادلة ، لأن معناها الفعل ، والتقدير : ولا تتناجوا بأن تعصوا الرسول ، ونفس هذا النجو الواقع منهم في الوجود هو فعل معصية لوقوع النهي عنه.

* ومنه «اللعنة» مدّت في موضعين : في آية المباهلة (١) ، وفي آية اللّعان (٢) وكونهما بمعنى الفعل ظاهر.

* ومنه : «الشجرة» في موضع : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) (الدخان : ٤٣) ، لأنها بمعنى الفعل اللازم وهو تزقّمها بالأكل ؛ بدليل قوله تعالى : (فِي الْبُطُونِ) (الدخان : ٤٥) ، فهذه صفة فعل كما في الواقعة : (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ) (الآية : ٥٢) ، وهذا بخلاف قوله : (أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (الصّافات : ٦٢) ، [٦٢ / ب] فإن هذه وصفها بأنها : (فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) (الصافات : ٦٣) ، (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) (الصافات : ٦٤) فهو حلية للاسم ؛ فلذلك قبضت تاؤها.

* ومنه «الجنة» مدّت في موضع واحد ، في الواقعة : وجنات نعيم (الواقعة : ٨٩) لكونها بمعنى فعل التنعّم بالنعيم ، بدليل اقترانها بالروح والريحان وتأخرها عنهما وهما من الجنة ، فهذه جنة خاصة بالمنعّم بها. وأما (مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) (الشعراء : ٨٥) و (أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) (المعارج : ٣٨) ؛ فإن هذا بمعنى الاسم الكلّي.

ولم تمد (تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) (الواقعة : ٩٤) لأنها اسم ما يفعل بالمكذّب في الآخرة ، أخبرنا الله بذلك ؛ فالمؤمن يعلمه تصديقا ، ولا يحذف لفعل أبدا ، والضابط لذلك : أنّ ما كان بمعنى الاسم لم تمد تاؤه مثل : (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) (طه : ١٣١) ، و (صِبْغَةَ اللهِ) (البقرة : ١٣٨) و (زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) (الحج : ١) ، و (تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) ، (التحريم : ٢) ، و (رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (قريش : ٢) ، و (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (المسد : ٤).

__________________

(١) وهي قوله تعالى : (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [آل عمران : ٦١]

(٢) وهي قوله تعالى : (وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) [النور : ٧]

٤٢

* ومنه (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ) (التحريم : ١٢) مدت التاء تنبيها على معنى الولادة والحدوث من النطفة المهينة ، ولم يضف في القرآن ولد إلى والد ووصف به اسم الولد إلا عيسى وأمه عليهما‌السلام ، لما اعتقد النصارى فيهما أنهما إلهان ، فنبّه سبحانه بإضافتهما الولادية على جهة حدوثهما [بعد عدمهما] (١) ، حتى أخبر تعالى في موطن بصفة الإضافة دون الموصوف وقال : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) (المؤمنون : ٥٠) لمّا غلوا في إلاهيته أكثر من أمّه ، كما نبّه تعالى على حاجتهما وتغيّر أحوالهما في الوجود ، يلحقهما ما يلحق البشر ، قال الله تعالى : (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) (المائدة : ٧٥).

* ومنه «امرأة» هي في [سبعة] (٢) مواضع وهي : خمس من النساء : (امْرَأَتُ عِمْرانَ) (آل عمران : ٣٥) و (امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) (القصص : ٩ والتحريم : ١١) ، و (امْرَأَتَ نُوحٍ) (التحريم : ١٠) ، و (امْرَأَتَ لُوطٍ) (التحريم : ١٠) ، و (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ) (يوسف : ٣٠ و ٥١). كلها ممدودة تنبيها على فعل التبعّل والصحبة وشدة المواصلة والمخالطة والائتلاف في الموجود والمحسوس ، وأربع منهنّ منفصلات في بواطن أمرهنّ عن بعولتهن بأعمالهن. وواحدة خاصة واصلت بعلها باطنا وظاهرا ، وهي امرأت عمران ، فجعل الله لها ذرّية طيبة ، وأكرمها بذلك وفضّلها على العالمين ، وواحدة من الأربع انفصلت بباطنها عن بعلها طاعة لله ، وتوكّلا عليه وخوفا منه ، فنجّاها وأكرمها ، وهي امرأت فرعون ، واثنتان [منهنّ] (٣) انفصلتا عن أزواجهما كفرا بالله فأهلكهما الله ودمرهما ، ولم ينتفعا بالوصلة الظاهرة ، مع أنها أقرب وصلة بأفضل أحباب الله. كما لم تضرّ امرأت فرعون وصلتها الظاهرة بأخبث عبيد الله ، وواحدة انفصلت عن بعلها بالباطن اتباعا للهوى وشهوة نفسها ، فلم تبلغ من ذلك مرادها ، مع تمكنها من الدنيا واستيلائها على من مالت إليه بحبها وهو في بيتها وقبضتها ، فلم يغن ذلك عنها شيئا ، وقوتها وعزتها إنما كانا لها من بعلها «العزيز» ولم ينفعها ذلك في الوصول إلى إرادتها مع عظيم كيدها ، كما لم يضرّ يوسف ما امتحن به منها ، ونجّاه الله من السجن ، ومكّن له في الأرض ، وذلك بطاعته لربّه ، ولا سعادة إلا بطاعة الله ، ولا شقاوة إلا بمعصيته ؛ فهذه كلّها عبر وقعت بالفعل في الوجود ، في شأن كل امرأة منهنّ ، فلذلك مدّت تاءاتهنّ.

__________________

(١) ساقط من المخطوطة.

(٢) عبارة المخطوطة فيها سقط (ومنه «امرأة» هي في خمس مواضع من النساء) والصواب ما أثبتناه ، وانظر المقنع للداني ص ٧٨ باب ذكر ما رسم في المصاحف من هاءات التأنيث بالتاء ... ، ذكر المرأة.

(٣) ساقطة من المخطوطة.

٤٣

فصل

في الفصل والوصل

اعلم أن الموصول في الوجود توصل [كلماته] (١) في الخط ؛ كما توصل حروف الكلمة الواجدة والمفصول معنى في الوجود يفصل في الخط ، كما تفصل كلمة عن كلمة.

* فمنه «إنما» (٢) بالكسر ، كلّه موصول إلا واحدا (إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ) (الأنعام : ١٣٤) ، لأن حرف «ما» هنا وقع على مفصّل ، فمنه خير موعود به لأهل الخير ؛ ومنه شرّ موعود به لأهل الشر ؛ فمعنى «ما» مفصول في الوجود والعلم.

* ومنه «أنما» (٣) بالفتح كلّه موصول إلا حرفان : (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ) (الحج : ٦٢) ، (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ) (لقمان : ٣٠) ، وقع الفصل عن حرف التوكيد ؛ إذ (٤) [ليس لدعوى غير الله وصل في الوجود ؛ إنما وصلها في العدم والنفي ؛ بدليل قوله تعالى عن المؤمن : (أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ]) (٤) لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ (غافر : ٤٣) ، فوصل «أنما» في النفي ، وفصل في الإثبات ، لانفصاله عن دعوة الحق.

* ومنه : «كلّما» (٥) موصول كله إلا ثلاثة : في النساء : كلّ ما ردّوا إلى الفتنة أركسوا فيها (الآية : ٩١) ، فما ردّوا إليه ليس شيئا واحدا في الوجود ، بل أنواع مختلفة في الوجود ، وصفة مردّهم ليست واحدة بل متنوعة ، فانفصل «ما» لأنه لعموم [٦٣ / أ] شيء مفصّل في الوجود. وفي سورة إبراهيم : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) (الآية : ٣٤) ، فحرف «ما» وقع على أنواع مفصلة في الوجود. وفي قد أفلح : (كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ) (المؤمنون : ٤٤) ، والأمم مختلفة في الوجود ، فحرف «ما» وقع على تفاصيل موجودة لتفصّل.

وهذا بخلاف قوله : (كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) (المائدة : ٧٠) فإن هؤلاء هم بنو إسرائيل أمة واحدة ؛ بدليل قوله : (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ

__________________

(١) ساقط من المخطوطة.

(٢) انظر المقنع للداني ص ٧٣ باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ، ذكر إن ما.

(٣) انظر المقنع ص ٧٣ ـ ٧٤ ذكر أن ما

(٤) ساقط من المخطوطة.

(٥) انظر المقنع ص ٧٤ ذكر كل ما.

٤٤

اللهُ) (البقرة : ٩١) ، والمخاطبون على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يقتلوا الأنبياء ، إنما باشره آباؤهم ؛ لكن مذهبهم في ذلك واحد ، فحرف «ما» إنما يشمل تفاصيل الزمان ، وهو تفصيل لا مفصّل له في الوجود إلا بالفرض والتوهم ، لا بالحسّ ، فوصلت «كل» لاتصال الأزمنة في الوجود ، وتلازم أفرادها المتوهّمة. وكذلك : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً) (البقرة : ٢٥) ، هذا موصول لأنّ حرف «ما» جاء لتعميم الأزمنة ، فلا تفصيل فيها في الوجود ، وما رزقوا هو غير مختلف ، لقوله تعالى : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) (البقرة : ٢٥).

* ومنه «أينما» (١) موصول إذا كانت «ما» غير مختلفة الأقسام في الفعل الذي بعدها ؛ مثل : (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ) (٢) (النحل : ٧٦) ، (فَأَيْنَما تُوَلُّوا) (البقرة : ١١٥) ، (أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا) (الأحزاب : ٦١) ، (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) (النساء : ٧٨) ؛ فهذه كلها لم تخرج عن «الأين» الملكيّ ، وهو متصل حسّا ، ولم يختلف فيه الفعل الذي مع «ما».

وتفصل «أين» حيث تكون «ما» مختلفة الأقسام في الوصف الذي بعدها ، مثل : (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) (الشعراء : ٩٢). (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) (الحديد : ٤) (أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) (آل عمران : ١١٢).

* ومنه «بئسما» (٣) مفصول (٤) ، إلا ثلاثة أحرف : اثنان في البقرة : (بِئْسَمَا) (٥) اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (البقرة : ٩٠). (بِئْسَما) (٥) يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ (البقرة : ٩٣) ، وفي الأعراف : (بِئْسَما) (٥) خَلَفْتُمُونِي (الأعراف : ١٥٠). فحرف «ما» ليس فيه تفصيل ، لأنه بمعنى واحد في الوجود من جهة كونه باطلا مذموما ، على خلاف حال «ما» في المائدة : (تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (المائدة : ٦٢) ، فحرف

__________________

(١) انظر المقنع للداني ص ٧٢ باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ، ذكر أينما.

(٢) في المخطوطة : (أينما تولوا) مكرر بدل (يوجهه).

(٣) انظر المقنع للداني ص ٧٤ ذكر بئس ما.

(٤) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى (موصول) مما عكس معنى العبارة ، والصواب ما أثبتناه ، كما في المقنع ص ٧٤ ، وانظر فنون الأفنان لابن الجوزي ص ٢٣١ باب في كتابة المصحف وهجائه ، فصل ذكر .. بئس ما.

(٥) حرّف رسم كلمة (بئسما) في المطبوعة والمخطوط فكتبت بالفصل (بئس ما) في المواضع الثلاثة والصواب وصلها كما في المصحف العثماني ، وانظر المقنع ص ٧٤ ، وفنون الأفنان ص ٢٣١.

٤٥

«ما» يشتمل على الأقسام التي ذكرت قبل. وكذلك : (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ) (المائدة : ٨٠). حرف «ما» مفصول ؛ لأنه يشمل ما بعده من الأقسام.

* ومنه (١) (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (الذاريات : ١٣). (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) (غافر : ١٦) ، حرفان فصل الضمير منهما لأنه مبتدأ ، وأضيف «اليوم» إلى الجملة المنفصلة عنه. و (يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) (الطور : ٤٥) و (يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) (الزخرف : ٨٣) ، وصل الضمير لأنه مفرد ؛ فهو جزء الكلمة المركبة من «اليوم» المضاف والضمير المضاف إليه.

* ومنه (٢) «في ما» مفصول أحد عشر حرفا : في البقرة (فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) (الآية : ٢٤٠) ، وذلك لأنّ «ما» يقع على فرد واحد من أنواع ينفصل بها المعروف في الوجود [و] (٣) على البدلية أو الجمع ؛ يدلّ على ذلك تنكيره «المعروف» ودخول حرف التبعيض عليه ، فهو حسّيّ يقسّم ، وحرف «ما» وقع على كلّ واحد منهما على البدلية أو الجمع ؛ وأما قوله : (فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ، (البقرة : ٢٣٤) فهذا موصول لأن «ما» واقعة على شيء [واحد] (٣) غير مفصل ، يدلّك عليه وصفه بالمعروف. وكذلك : (فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) (الأنبياء : ١٠٢) ، وهو مفصول ؛ لأن شهوات الأنفس مختلفة أو مفصلة في الوجود كذلك ، فتدبّره في سائرها.

* ومنه (٤) : (لكيلا) موصول في ثلاثة مواضع ؛ وباقيها منفصل ؛ وإنما يوصل حيث يكون حرف النفي دخل على معنى كلّي فيوصل ؛ لأن نفي الكليّ نفي لجميع جزئياته ، فعلّة نفيه هي علّة نفي أجزائه ؛ وليس للكلي المنفي أفراد في الوجود ، وإنما ذلك فيه بالتوهم ، ويفصل حيث يكون حرف النفي دخل على جزئي ؛ فإن نفي الجزئيّ لا يلزم منه نفي الكليّ ؛ فلا تكون علته علة نفي الجمع. (لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) [في الحج] (٥) (الآية : ٥) ، وفي الأحزاب : (لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ) (الآية : ٥٠) ، وفي الحديد : (لِكَيْلا تَأْسَوْا [عَلى ما فاتَكُمْ]) (٥) (الآية : ٢٣).

__________________

(١) انظر المقنع للداني ص ٧٥ باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ، ذكر يوم هم.

(٢) انظر المقنع ص ٧١ ـ ٧٢ ذكر (في ما).

(٣) ساقط من المخطوطة.

(٤) انظر المقنع للداني ص ٧٥ ذكر لكي لا.

(٥) ساقط من المخطوطة.

٤٦

فهذه هي الموصولة [٦٣ / ب] وهي بخلاف : (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) (١) (الآية : ٧٠) في النحل ؛ لأن الظرف في هذا خاص الاعتبار ؛ وهو في الأول عام الاعتبار لدخول «من» عليه ؛ وهذا كقوله تعالى عن أهل الجنّة : (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) (الطور : ٢٦) ، اختص المظروف ب «قبل» في الدنيا ، ففيها كانوا مشفقين خاصة. وقال تعالى : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور : ٢٨) ، فهذا الظرف عام لدعائهم بذلك في الدنيا والآخرة فلم يختص المظروف ب «قبل» بالدنيا. وكذلك : (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً) (الأحزاب : ٣٧) فهذا المنفي هو حرج مقيد بظرفين.

وكذلك : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) (الحشر : ٧) ، فهذا النفي هو كون : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) (الحشر : ٧) دولة بين الأغنياء من المؤمنين ، وهذه قيود كثيرة.

* ومن ذلك «هم» ونحوه من الضمائر تدلّ على جملة المسمّى من غير تفصيل ، والإضمار حال لا صفة وجود ، فلا يلزمها التقسيم الوجوديّ إلا الوهمي الشعريّ والخطأ بما يرسم على العلم الحق.

* ومن ذلك (٢) «مال» (٣) أربعة أحرف مفصولة ؛ وذلك أن اللام وصلة إضافية ، فقطعت حيث تقطع الإضافة في الوجود.

فأولها في سورة النساء : (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ) (النساء : ٧٨) ، هذه الإشارة للفريق الذين نافقوا من القوم الذين قيل لهم : (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) (النساء : ٧٧) فقطعوا وصل السيئة بالحسنة في الإضافة إلى الله ففرقوا بينهما ، كما أخبر سبحانه [والله] (٤) قد وصل ذلك وأمر به في قوله : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (النساء : ٧٨) فقطعوا في الوجود ما أمر الله به أن يوصل ؛ فقطع لام وصلهم في الخطّ علامة لذلك. وفيه تنبيه على أنّ الله يقطع وصلهم

__________________

(١) الآية في المخطوطة (من بعد علم) بزيادة (من) والصواب ما أثبتناه.

(٢) في المخطوطة (وكذلك «مال»).

(٣) انظر المقنع للداني ص ٧٥ باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ، ذكر فمال.

(٤) لفظ الجلالة ليس في المخطوطة.

٤٧

بالمؤمنين ؛ وذلك في [يوم الفصل] (١) : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) (الحديد : ١٣).

والثاني في سورة الكهف : (وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً) (الآية : ٤٩) ؛ وهؤلاء قطعوا بزعمهم [وصل] (١) جعل الموعد لهم بوصل إحصاء الكتاب ، وعدم مغادرته لشيء من أعمالهم في إضافتها إلى الله ، فلذلك ينكرون على الكتاب في الآخرة ، ودليل ذلك ظاهر من سياق خبرهم في تلك الآيات من الكهف.

والثالث في سورة الفرقان : (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ) (الآية : ٧) ، فقطعوا وصل الرسالة لأكل الطعام فأنكروا ، فقطعوا قولهم هذا ليزول عن اعتقادهم أنه رسول ، فقطع اللاّم علامة لذلك.

والرابع في المعارج : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) (الآية : ٣٦) ، هؤلاء الكفار تفرقوا جماعات مختلفات ، كما يدل عليه (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) (المعارج : ٣٧) ، قطعوا وصلهم في قلوبهم بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقطع الله طمعهم في دخول الجنّة ؛ ولذلك قطعت اللام علامة عليه.

* ومن ذلك (٢) : (ابْنَ أُمَ) في الأعراف (الآية : ١٥٠) مفصول ، على الأصل ، وفي طه ابنؤم (الآية : ٩٤) موصول لسرّ لطيف ؛ وهو أنه لما أخذ موسى برأس أخيه اعتذر إليه فناداه من قرب على الأصل الظاهر في الوجود ، ولما تمادى ناداه بحرف النداء ، ينبّهه لبعده عنه في الحال ، لا في المكان ، مؤكدا لوصلة الرّحم بينهما بالربط ؛ فلذلك وصل في الخط ، ويدل عليه نصب «الميم» ليجمعهما الاسم بالتعميم.

* ومن ذلك ستة أحرف لا توصل بما بعدها ، وهي : الألف ، والواو ، والدال ، والذال ، والراء ، والزاي ؛ لأنها علامات لانفصالات ونهايات ، وسائر الحروف توصل في الكلمة الواحدة.

__________________

(١) ساقط من المخطوطة.

(٢) انظر المقنع ص ٧٦ باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ، ذكر ابن أم

٤٨

فصل

في بعض حروف الإدغام

* فمنه : ([عَنْ]) (١) ما نُهُوا عَنْهُ (الأعراف : ١٦٦) ، فرد ظهر فيه النون وقطع عن الوصل ؛ لأن معنى «ما» عموم كلّيّ تحته أنواع مفصّلة في الوجود غير متساوية في حكم النّهي عنها ، ومعنى «عن» المجاوزة ، والمجاوزة للكليّ مجاوزة لكل واحد من جزئياته ، ففصل علامة لذلك.

* وكذلك : (من (٢) ما) ثلاثة أحرف مفصولة لا غير ، [٦٤ / أ] في النساء : من ما ملكت أيمانكم (الآية : ٢٥) وفي الروم : (هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) (الآية : ٢٨) وفي المنافقين : (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) (الآية : ١٠) وحرف «ما» في هذه كلّها مقسّم في الوجود بأقسام منفصلة غير متساوية في الأحكام ، وهي بخلاف قوله : (مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ) (البقرة : ٧٩) ، فإنّها وإن كان تحتها أقسام كثيرة فهي غير مختلفة في وصفها بكتب أيديهم ، فهو نوع واحد يقال على معنى واحد من تلك الجهة هو في إفراده بالسويّة.

* وكذلك : «أم (٣) من» بالفصل ، أربعة أحرف لا غير ، في النساء : (أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) (الآية : ١٠٩). وفي التوبة : (أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ) (الآية : ١٠٩). وفي الصافّات : (أَمْ مَنْ خَلَقْنا) (الآية : ١١). وفي السجدة : (أَمْ مَنْ يَأْتِي) (فصلت : ٤٠). فهذه الأربعة الأحرف «من» فيها تقسّم في الوجود بأنواع مختلفة في الأحكام بخلاف غيرها ، مثل : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا [عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي]) (٤) (الملك : ٢٢) ، فهذا موصول ، لأنه من نوع واحد حيث يمشي على صراط مستقيم. وكذا : (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً) (النمل : ٦١) ؛ لا تفاصيل تحتها في الوجود.

* وكذلك : (عن (٥) من) مفصول : حرفان في النور : (عَنْ مَنْ يَشاءُ) (الآية : ٤٣) ، وفي النجم : (عَنْ مَنْ تَوَلَّى) (الآية : ٢٩) ، حرف «من» فيهما كلّي وحرف «عن» للمجاوزة ،

__________________

(١) انظر المقنع ص ٦٩ ذكر (عن ما) ، وما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٢) انظر المقنع ص ٦٨ ذكر (من ما).

(٣) انظر المقنع للداني ص ٧١ ذكر (أم من).

(٤) ساقط من المخطوطة.

(٥) انظر المقنع ص ٧١ ذكر (عن من).

٤٩

والمجاوزة عن الكليّ مجاوزة لجميع جزئياته دون العكس ؛ فلا وصلة بين الجزءين في الوجود فلا يوصلان في الخطّ.

* وكذلك «ممّن» (١) موصول كلّه ؛ لأن «من» بفتح الميم جزئيّ بالنسبة إلى «ما» ، فمعناه «أزيد» من جهة المفهوم ، ومعنى «ما» أزيد من جهة العموم ، والزائد من جهة المفهوم منفصل وجودا بالحصص ، والحصة منه لا تنفصل ، والزائد من جهة المفهوم لا ينفصل وجودا.

* وكذلك : (وَإِنْ) (٢) ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ في سورة الرعد (الآية : ٤٠) ، فردة مفصولة ، ظهر فيها حرف الشرط في الخط لوجهين : أحدهما أنّ الجواب المرتّب عليه بالفاء ظاهر في موطن الدنيا ، وهو (الْبَلاغُ) (٣) ؛ بخلاف قوله : (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ) (غافر : ٧٧) فإنه أخفى فيه حرف الشرط في الخط لأنّ الجواب المرتب عليه بالفاء خفيّ عنّا ، وهو الرجوع إلى الله ، والثاني أنّ القصة الأولى منفصلة من الشرط وجوابه ، وانقسم الجواب إلى جزءين : أحدهما الترتيب بالفاء وهو البلاغ ، (٤) [والثاني المعطوف عليه وهو الحساب. وأحدهما في الدنيا ، والآخر في الآخرة ، والأول ظاهر لنا] (٤) والثاني خفيّ عنا. وهذا الانقسام صحيح في الوجود ، فقد انقسمت هذه الشرطية إلى شرطين ، لانفصال جوابها إلى قسمين متغايرين ، ففصل حرف الشرط علامة لذلك ، وإذا انفصلت لزم كتبه على الوقف ، والشرطية الأخرى لا تنفصل ، بل هي واحدة لاتحاد جوابها ، فانفصال حرف الشرط علامة لذلك.

* وكذلك : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) فرد في القصص (الآية : ٥٠) ثابت النون ، وفي هود : (الآية : ١٤) (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) فرد بغير نون ؛ أظهر حرف الشرط في الأول لأن جوابه المترتّب عليه بالفاء هو (فَاعْلَمْ) (القصص : ٥٠) متعلق بشيء ملكوتي (٥) [ظاهر ، سفليّ ؛ وهو اتباعهم (أَهْواءَهُمْ) (٦) ، وأخفي في الثاني لأن جوابه المترتّب عليه بالفاء هو علم متعلّق بشيء ملكوتي] (٥) خفيّ ، علويّ وهو إنزال القرآن بالعلم والتوحيد (٧).

__________________

(١) انظر المقنع ص ٦٨ ـ ٦٩ عقب كلامه على : (من ما) ، ذكر (ممن).

(٢) انظر المقنع ص ٦٩ ذكر (وإن ما).

(٣) المراد به تتمة الآية من سورة الرعد (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ)

(٤) ساقط من المخطوطة.

(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٦) إشارة إلى بقية الآية من سورة القصص (فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ)

(٧) إشارة إلى بقية الآية من سورة هود (فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

٥٠

* ومن ذلك : «أن (١) لن» كلّه مفصول إلاّ حرفان : (أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) في الكهف (الآية : ٤٨) ، (أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) في القيامة (الآية : ٣) سقطت النون منهما في الخط تنبيها على أنّ ما زعموا وحسبوا هو باطل في الوجود وحكم ما ليس بمعلوم نسبوه إلى الحيّ القيوم ، فأدغم حرف توكيدهم [الكاذب] (٢) في حرف النفي السالب هو ، بخلاف قوله : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) (التغابن : ٧) ، فهؤلاء لم ينسبوا ذلك لفاعل ؛ إذ ركب الفعل لما لم يسمّ فاعله ، وأقيموا فيه مقام [الفاعل] (٢) ، فعدم بعثهم تصوّروه من أنفسهم ، وحكموا به عليها توهما ، فهو كاذب من حيث حكموا به على مستقبل الآخرة ، ولكونه حقّا بالنسبة إلى دار الدنيا الظاهرة ثبت التوكيد [ظاهرا] (٣) وأدغم في حرف النفي من حيث الفعل المستقبل الذي هو فيه كاذب.

* ومن ذلك كلّ ما في القرآن «أن (٤) لا» فهو موصول إلا عشرة مواضع فهي مفصولة ، تكتب النون فيها باتفاق ، وذلك حيث ظهر في الوجود صحة توكيد القضية ولزومها : أولها في الأعراف : (أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَ) (الآية : ١٠٥) ، و (أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَ) (الآية : ١٦٩) ، و (أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ) في التوبة (الآية : ١١٨) (وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ) (الآية : ١٤) ، و ([أَنْ لا تَعْبُدُوا] (٢) إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ) (الآية : ٢٦) في هود ، و (أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) في الحج (الآية : ٢٦). و (أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) في يس (الآية : ٦٠). (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) في الدخان (الآية : ١٩). و (أَنْ لا يُشْرِكْنَ [بِاللهِ شَيْئاً]) (٥) في الممتحنة (الآية : ١٢). و (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا) في القلم (الآية : ٢٤). وواحد فيه خلاف (أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ) في الأنبياء (الآية : ٨٧).

فتأمل كيف صحّ في الوجود هذا التوكيد الأخير ، فلم يدخلها عليهم مسكين [لكن] (٦) على غير ما قصدوا وتخيّلوا فيه.

__________________

(١) انظر المقنع للداني ص ٧٠ ذكر (أن لن).

(٢) ساقط من المخطوطة.

(٣) ساقط من المخطوطة وتصحّفت كلمة : (وأدغم) في المخطوطة إلى (وأبدل).

(٤) انظر المقنع للداني ص ٦٨ ذكر (أن لن).

(٥) ساقط من المخطوطة.

(٦) ساقط من المطبوعة.

٥١

* وكذلك لام التعريف (١) [٦٤ / ب] المدغمة في اللفظ في مثلها أو غيرها ، لما كانت للتعريف ـ وشأن المعرّف أن يكون أبين وأظهر ، لا أخفى وأستر ـ أظهرت في الخط ، ووصلت بالكلمة ، لأنّها صارت جزءا منها من حيث [هي] (٢) معرّفة [بها] (٢) ، هذا هو الأصل ، وقد حذف حيث يخفى معنى الكلمة [مثل] (٢) «الّيل» فإنه بمعنى مظلم لا يوضّح الأشياء بل يسترها ويخفيها ، وكونه واحدا إما للجزئيّ أو للجنس فأخفي حرف تعريفه في مثله ، فإن تعين للجزئيّ بالتأنيث رجع إلى الأصل. ومثل «الذي» و «التي» وتثنيتهما وجمعهما ؛ فإنه [مبهم] (٣) في المعنى والكمّ ، لأن أول حدّه للجزئي وللجنس (٤) للثلاث أو غيرها ؛ ففيه ظلمة الجهل كالليل. ومثل «الئي» (٥) في الإيجاب ، فإنّ لام التعريف دخلت على «لا» النافية وفيها ظلمة العدم كالليل ، ففي هذه الظلمات الثلاث يخفى حرف التعريف.

* وكذلك «الأيكة» (٦) نقلت حركة همزتها على لام التعريف وسقطت همزة الوصل لتحريك اللام ، وحذفت ألف عضد الهمزة ووصل اللام ، فاجتمعت الكلمتان ، فصارت «ليكة» علامة على اختصار وتلخيص وجمع في المعنى ؛ وذلك في حرفين : أحدهما في الشعراء (الآية : ١٧٦) جمع فيه قصّتهم مختصرة وموجزة في غاية البيان ، وجعلها جملة ؛ فهي آخر (٧) قصة في السورة بدليل قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) (الشعراء : ١٩٠) فأفردها ، والثاني في ص (الآية : ١٣) ، جمع الأمم فيها بألقابهم وجعلهم جهة واحدة ، هم آخر أمّة فيها ، ووصف الجملة ، قال تعالى : (أُولئِكَ الْأَحْزابُ) ، وليس الأحزاب وصفا لكل منهم ؛ بل هو وصف جميعهم.

وجاء بالانفصال على الأصل حرفان نظير هذين الحرفين : أحدهما في الحجر : (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) (الآية : ٧٨) أفردهم بالذكر والوصف. والثاني في ق : (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) (الآية : ١٤) ، جمعوا فيه مع غيرهم ، ثم حكم على كلّ منهم لا على

__________________

(١) انظر المقنع للداني ص ٦٧ باب ذكر ما حذفت منه إحدى اللامين في الرسم المعنى وما أثبت فيه على الأصل.

(٢) ساقط من المخطوطة.

(٣) ساقط من المخطوطة.

(٤) في المخطوطة زيادة لفظة : (وكثيرة للثلاث).

(٥) تصحّفت في المخطوطة إلى (إلا) والصواب ما أثبتناه كما في المقنع للداني ص ٦٧.

(٦) انظر المقنع ص ٢١ فصل ألف ليكة.

(٧) في المخطوطة (فهي أحسن).

٥٢

الجملة ، قال تعالى : (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ) (الآية : ١٤) ، فحيث يعتبر فيهم التفضيل فصل لام التعريف ، وحيث يعتبر فيهم التوصيل وصل للتخفيف.

* وكذلك : لتّخذت عليه أجرا (الكهف : ٧٧) ، حذفت الألف ووصلت [اللام] (١) ؛ لأن العمل في الجدار قد حصل في الوجود ، فلزم عليه الأجر ، واتصل به حكما ، بخلاف : (لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (الإسراء : ٧٣) ليس فيه وصلة اللزوم.

فصل

في حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى

مثل : (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) (البقرة : ٢٤٧) ، (وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً) (الأعراف : ٦٩) (٢) يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ (الرعد : ٢٦) ، (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) (البقرة : ٢٤٥) ، فبالسين السعة (٣) الجزئية كذلك علة التقييد ، وبالصاد السعة (٣) الكلية ؛ بدليل علوّ معنى الإطلاق ، وعلو الصاد مع الجهارة والإطباق. وكذلك : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ) (البقرة : ٢٣) ، (فِي أَيِّ صُورَةٍ) (الانفطار : ٨) ، (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) (الحديد : ١٣) ، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) (يس : ٥١) ، فبالسين ما يحصر الشيء خارجا عنه ، وبالصاد ما تضمنه منه. وكذلك : (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ) (هود : ٥) ، (وَكانُوا يُصِرُّونَ) (الواقعة : ٤٦) ، فبالسين من السر ، وبالصاد من التمادي. وكذلك : (يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ) (القمر : ٤٨) و (مِنَّا يُصْحَبُونَ) (الأنبياء : ٤٣) ، فبالسين من الجرّ ، وبالصاد من الصحبة.

وكذلك : (نَحْنُ قَسَمْنا [بَيْنَهُمْ]) (٤) (الزخرف : ٣٢) ، (وَكَمْ قَصَمْنا) (الأنبياء : ١١) ، بالسين تفريق الأرزاق والإنعام ، وبالصاد تفريق الإهلاك والإعدام. وكذلك : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (القيامة : ٢٢ و ٢٣) بالضاد منعّمة بما تشتهيه الأنفس ، وبالظاء منعّمة بما تلذ الأعين. وهذا الباب كثير ، يكفي فيه اليسير.

__________________

(١) ساقط من المطبوعة.

(٢) في المخطوطة زيادة لفظة (إنه يبسط) وليست من القرآن.

(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (السبعة).

(٤) ساقط من المخطوطة.

٥٣

فصل

كتبوا «الم» (البقرة ، آل عمران ، العنكبوت ، الروم ، لقمان ، السجدة) و «المر» (الرعد) و «الر» (يونس ، هود ، يوسف ، إبراهيم ، الحجر) [موصولا] (١).

إن قيل : لم وصلوه والهجاء مقطع لا ينبغي وصله ؛ لأنه لو قيل لك : ما هجاء «زيد»؟ قلت : زاي ، ياء ، دال ، وتكتبه مقطّعا ، لتفرق بين هجاء الحروف وقراءته؟

قيل : إنما وصلوه لأنه ليس هجاء لاسم معروف ؛ وإنما هي حروف اجتمعت ، يراد بكلّ حرف معنى.

فإن قيل : لم قطعوا «حم عسق» (الشورى) ولم يقطعوا «المص» (الأعراف) و «كهيعص» (مريم)؟

قيل : «حم» قد جرت في أوائل سبع سور ، (غافر ، فصّلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف) فصارت اسما للسور ، فقطعت مما قبلها.

وجوزوا في : (ق وَالْقُرْآنِ) (ق ١) و (ص وَالْقُرْآنِ) (ص : ١) وجهين : من جزمهما فهما حرفان ، ومن كسر آخرهما فعلى أنه أمر كتب على لفظهما.

__________________

(١) ساقط من المخطوطة.

٥٤

النوع السادس والعشرون

معرفة فضائله (١)

وقد صنف فيه أبو بكر ابن أبي شيبة (٢) ، وأبو عبيد القاسم بن .........

__________________

(١) للتوسع في هذا النوع انظر : الموطأ للامام مالك ١ / ١٩٩ ـ ٢٢١ ، كتاب القرآن (١٥). والمصنف لعبد الرزاق ٣ / ٣٣٥ ـ ٣٨٤ ، كتاب فضائل القرآن ، والمصنف لابن أبي شيبة ١٠ / ٤٥٦ ـ ٥٦٥ ، كتاب فضائل القرآن ، وسنن الدارمي ٢ / ٤٢٩ ـ ٤٧٤ ، كتاب فضائل القرآن ، وصحيح البخاري (مع فتح الباري) ٩ / ٤ ـ ١٠٣ ، كتاب فضائل القرآن (٦٦) ، وصحيح مسلم (بتحقيق عبد الباقي) ١ / ٥٤٣ ـ ٥٧٦ ضمن كتاب صلاة المسافرين ، جامع أبواب فضائل القرآن ، وسنن الترمذي (بتحقيق شاكر) ٥ / ١٥٥ ـ ١٨٤ ، كتاب فضائل (ثواب) القرآن (٤٦) ، وعلل الحديث لابن أبي حاتم ٢ / ٥٤ ـ ١٠٠ ، علل أحاديث رويت في القرآن وتفسيره والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٢ / ٥٧ ـ ٨٦ ، كتاب الرقائق ، باب قراءة القرآن ، وعمل اليوم والليلة لابن السني ص ١٦٣ و ٢٥٠ والفهرست لابن النديم : ٣٩ الفن الثالث من المقالة الأولى ، الكتب المؤلفة في فضائل القرآن ، والمستدرك للحاكم ١ / ٥٥٠ ـ ٥٧٥ كتاب فضائل القرآن والسنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٣٩٥ ، كتاب الصلاة ، باب المعاهدة على قراءة القرآن ومصابيح السنة للبغوي ٢ / ١٠٧ ـ ١٣٥ ، كتاب فضائل القرآن (٨) ، وشرح السنة له أيضا ٤ / ٤٢٥ ـ ٥٢٩ ، كتاب فضائل القرآن ، ومقدمة تفسير ابن عطية ١ / ٣٣ باب ما ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعن الصحابة ونبهاء العلماء في فضل القرآن ، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص ١٤٢ ، باب ذكر نبذة من فضائل القرآن ، وجامع الأصول لابن الأثير ٢ / ٤٤٧ ، ضمن حرف التاء الكتاب الثاني في تلاوة القرآن وقراءته والترغيب والترهيب للمنذري ٢ / ٣٤٢ ـ ٣٩٣ (طبعة عمارة) كتاب قراءة القرآن ، ومقدمة تفسير القرطبي ١ / ٤ باب ذكر جملة من فضائل القرآن. ورياض الصالحين للنووي ص ١٨٠ ـ ١٨٤ (طبعة شعيب الأرناءوط) كتاب فضائل باب فضل قراءة القرآن ، والأذكار له أيضا (طبعة الفكر دمشق) ص ١٧٤ ، كتاب تلاوة القرآن ، ومجمع الزوائد للهيثمي ٢ / ٢٦٧ ـ ٢٧٠ ، كتاب الصلاة ، باب التغني بالقرآن وما بعده والمطالب العالية لابن حجر ٣ / ٢٨٢ ـ ٣٠٠ ، كتاب فضائل القرآن ، والإتقان للسيوطي ٤ / ١٠٢ ، النوع ٧٢ ، ومفتاح السعادة لطاش كبري ٢ / ٥١٢ ، علم معرفة فضائل القرآن ، وكشف الظنون لحاجي خليفة ١ / ٥٢٦ و ٢ / ١٢٧٧ علم فضائل القرآن وترتيب العلوم للمرعشي ص ١٢٨ و ٢٢٠ ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٣٩٩ ، علم فضائل القرآن ، وإيضاح المكنون للبغدادي ١ / ٣٤٨ و ٢ / ١٩٧ ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص ٤٠٧ ، ومعجم مصنفات القرآن الكريم لعلي شواخ ٣ / ٣٠٩ ، ومقدمة التحقيق لكتاب فضائل القرآن للنسائي كتبها سمير الخولي.

(٢) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة تقدم ذكره في ١ / ٢٧٦ ، وله كتاب : «ثواب القرآن» ذكره السيوطي في

٥٥

سلاّم (١) ، والنّسائيّ (٢) وغيرهم (٣). وقد صحّ فيه أحاديث باعتبار الجملة ، وفي بعض السور بالتعيين. وأما حديث أبيّ بن كعب [رضي‌الله‌عنه] في فضيلة [سوره] (٤) [٦٥ / أ] سورة سورة ،

__________________

الإتقان ٤ / ١٠٢ ، وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٥٢٦ ، وذكره الشواخ في معجم مصنفات القرآن الكريم ٣ / ٣١٣.

(١) تقدم التعريف به في ١ / ١١٩ ، وكتابه : فضائل القرآن مخطوط بألمانيا / جامعة توبنجن برقم ٩٥ ، ونشر قسم منه في مجلة إسلاميكا بتحقيق إيزن وبرتزل ، انظر بروكلمان (مترجم) ٢ / ١٥٨.

(٢) هو الإمام أحمد بن شعيب صاحب «السنن» وله فضائل القرآن طبع بدار الثقافة بالمغرب بتحقيق فاروق حمادة سنة ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م (نشرة أخبار التراث ٩ / ٢٨) ، وأعيد صفّه في بيروت بتصحيح سمير الخولي بمؤسسة الكتب الثقافية سنة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م.

(٣) ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع ـ سوى ما ذكره الزركشي ـ * «فضائل القرآن» لأبيّ بن كعب الأنصاري ت ٢١ ه‍ (ذكره ابن النديم في الفهرست : ٣٩) * «منافع سور القرآن» لجعفر الصادق ، ابو عبد الله بن محمد الباقر (ت ١٤٨ ه‍) مخطوط في مكتبة جوتا بألمانيا برقم ٣٠ و ١٢٥٦ ونسخة بالفاتيكان برقم ٤ و ٤٠١٤ (بروكلمان ١ / ٢٦٠) * «فضائل القرآن» لعمرو بن هيثم ت ١٩٨ ه‍ (الفهرست : ٣٩) ، * «ثواب القرآن» لإسماعيل بن مهران بن محمد السكوني ت ٢٠٣ ه‍ (ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء : ٨) * «منافع القرآن» لمحمد بن إدريس الشافعي ت ٢٠٤ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٨٣٥) * «فضائل القرآن» للحسن بن علي بن أبي حمزة كان حيا قبل ٢٢٤ ه‍ (ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء : ٣٥) * «فضائل القرآن» لخلف بن هشام البزاز ت ٢٢٩ ه‍ (الفهرست : ٣٩) * «فضائل القرآن» لأحمد بن المعذّل ت ٢٤٠ ه‍ (الفهرست : ٣٩) * «فضائل القرآن» لهشام بن عمارت ٢٤٥ ه‍ (الفهرست : ٣٩) * «فضائل القرآن» لأبي عمر الدوري ت ٢٤٦ ه‍ (الفهرست : ٣٩) * «فضائل القرآن» من اختيار محمد بن مكرم ت ١٨١ ه‍ للرياشي أبي الفضل ت ٢٥٧ ه‍ (سيزكين ، تاريخ التراث ١ / ٣٥) * «فضائل القرآن» ليحيى بن زكريا بن إبراهيم بن مزين ت ٢٥٧ ه‍ (الفهرست ص : ٧٠) ، * «ثواب القرآن» لأحمد بن محمد بن خالد ت ٢٧٤ ه‍ (معجم الأدباء ٤ / ١٣٤) * «فضائل القرآن» لعلي بن حسن بن فضال ت ٢٩٠ ه‍ (الفهرست : ٣٩) * «فضائل القرآن» لمحمد بن الحسن بن فروخ الصفار ت ٢٩٠ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ١٩٩) * «فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما نزل بالمدينة» لابن الضريس ، محمد بن أيوب (ت ٢٩٤ ه‍) طبع بتحقيق غزوة بدير ، بدار الفكر بدمشق عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٧ م في ١٨٤ ص* «فضائل القرآن» لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة ت ٢٩٧ ه‍ (الفهرست ص : ٣٩) * «فضائل القرآن» لعلي بن إبراهيم بن هاشم القميّ من القرن الثالث للهجرة (الداوديّ ، طبقات المفسرين ١ / ٣٨٥) * «فضائل القرآن» لجعفر بن محمد الفريابي (ت ٣٠١ ه‍) مخطوط في الظاهرية : ٣٨٦٨ ، ويقوم بتحقيقه عاطف صالح كرسالة ماجستير مسجلة في المعهد العالي للدراسات الإسلامية ببيروت عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م* «فضائل القرآن» لابن أبي داود ، عبد الله بن سليمان بن الأشعث ت ٣١٠ ه‍ (الفهرست : ٢٨٨) * «فضائل القرآن» للعياشي محمد بن مسعود الشيعي ت ٣٢٠ ه‍ (الفهرست : ٤٠ و ٢٤٥) * «فضائل القرآن» لابن هارون الأودني داود بن موسى ت ٣٢٠ ه

(٤) زيادة في الأصول يقتضيها المعنى.

٥٦

__________________

(كشف الظنون ٢ / ١٢٧٧) * «فضائل القرآن» لعلي بن إبراهيم بن هاشم كان حيا ٣٢٩ ه‍ (الفهرست : ٤٠) * «فضائل القرآن» للكليني محمد بن يعقوب ت ٣٢٩ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ١٩٧) * «فضائل القرآن» لمحمد بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو بكر الكناني المعروف بابن الحداد ت ٣٤٤ ه‍ (الفهرست : ٣٩) * «فضائل القرآن» لأبي علي أحمد بن محمد بن عمار الكوفي الشيعي ت ٣٤٦ ه‍ (إيضاح المكنون ٢ / ١٩٩) * «ثواب القرآن» لأبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني كان حيا سنة ٣٤٦ ه‍ (إيضاح المكنون ٣ / ٣٤٨) * «ثواب القرآن» لأحمد بن محمد بن سيّار البصري ت ٣٦٠ ه‍ (إيضاح المكنون ٣ / ٣٤٨) * «ثواب القرآن العظيم» لعبد السلام بن أحمد بن سهيل البصري ت ٣٧٠ ه‍ مخطوط منه نسخة كتبت سنة ٥٥٤ ه‍ مخطوطة في مكتبة الأوقاف العراقية ببغداد رقم ٨ / ٢٨٨٦ (بروكلمان ١ / ٧٦) * «كتاب الفضائل وجامع الدعوات والأذكار» لمحمد بن الخفيف أبي عبد الله الشيرازي ت ٣٧١ ه‍ رتبه على اثنين وستين ومائتي باب ذكر فيها فضائل القرآن (كشف الظنون ٢ / ١٤٤٧) * «فضائل القرآن» لأبي شبيل (الفهرست ص : ٣٩) * «منافع القرآن» لمحمد بن أحمد بن سعيد التميمي ت ٣٨٠ ه‍ (كشف الظنون ص : ١٥٧٤) * «فضائل القرآن» لعباس بن أصبغ الهمذاني ت ٣٨٦ ه‍ (ذكره ابن خير في الفهرست : ٧١) * «التنبيه على فضل علوم القرآن» للنيسابوري ، الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب أبي القاسم ت ٤٠٦ ه‍ (كشف الظنون ١ / ٤٨٩) * «فضائل القرآن» لجعفر بن المعتز أبي العباس المستغفري النسفي ت ٤٣٢ ه‍ (الداوديّ طبقات المفسرين ١ / ١٢٥) * «فضائل القرآن» للهروي ، أبي ذر عبد بن أحمد ت ٤٣٤ ه‍ (ذكره ابن خير في فهرسته : ٧) * «فضائل القرآن» لأبي الحسن بن صخر الأزدي ت ٤٤٣ ه‍ (كشف الظنون : ٢ / ١٢٧٧) * فضائل القرآن لعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أبي الفضل الرازي ت ٤٥٤ ه‍ (ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ٢ / ١٢٧٧) * «فضائل القرآن» لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي ت ٤٦٨ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٢٧٧) * «رسالة في فوائد القرآن» للراغب الأصفهاني ت ٥٠٢ ه‍ (كشف الظنون ١ / ٨٨١) * «رسالة في فضل القرآن وتلاوته» للغزالي ، أبي حامد محمد بن محمد بن محمد ت ٥٠٥ ه‍ (مؤلفات الغزالي : ٣٣٧) * «الدر النظيم في فضائل القرآن العظيم» لابن الخشاب محمد بن أحمد ، ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٧٣٦ أن وفاته كانت سنة ٥٦٧ ، خطأ ، وهو متوفى نحو سنة ٦٢٠ ه‍ ، وقد جاء الكتاب بهذا الاسم بدار الكتب الوطنية بتونس : ٣٧٢٩ ، واسمه في سائر النسخ الخطية : «الدر النظيم في خواص القرآن العظيم» كذا في الأوقاف ببغداد : ٦٧٧٥ ، ٢٤٥٦ ، والأزهر : ٣٣٠ بخيت ، ٤٥٩٦١ ، وقد أخبر المؤلف في مقدمته أنه جمع فيه بين كتاب «البرق اللامع» (في فضائل القرآن) للوادياشي ، وبين كتاب الغزالي في خواص فواتح السور وآيات من القرآن* «فضائل القرآن» ويسمى «لمحات الأنوار ونفحات الأزهار في فضائل القرآن» للغافقي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الواحد (ت ٦١٩ ه‍) مخطوط في مكتبة بلدية الاسكندرية رقم ١١٥٨ ب وفي الظاهرية رقم ١٣٧٢ ، وبالمكتبة الملكية بالرباط رقم ٦٤٣٣ ، ويقوم بتحقيقه محمد بن عبد العزيز الحمادي كرسالة ماجستير بجامعة أم القرى (أخبار التراث العربي ٥ / ٢٢) * «فضائل القرآن» لأحمد بن محمد بن المظفر الحنفي ، ت ٦٣١ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ١٩٧) * «فضائل القرآن» للضياء المقدسي محمد بن عبد الواحد ت ٦٤٣ ه‍ (سير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٢٦) * «التذكار في أفضل الأذكار» لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر القرطبي (ت ٦٧١ ه‍) طبع بمطبعة محمد أمين الخانجي عام ١٣٥٦ ه‍ / ١٩٣٦ م بتحقيق أحمد بن

٥٧

__________________

محمد بن الصديق الغماري ، وطبع بالمطبعة السلفية عام ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م وطبع بتحقيق ثروت محمد نافع في القاهرة دار التوحيد عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م ، وطبع «باسم التذكار في أفضال القرآن» بتحقيق عبد القادر الأرناءوط بدمشق وصور بالأوفست عن طبعة الخانجي عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م بدار الكتب العلمية في بيروت ، وطبع بتحقيق فواز زمر لي بدار الكتاب العربي في بيروت عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م* «فتح المنان في تفسير القرآن» تحدث فيه عن فضائل القرآن للشيرازي بن مسعود بن مصلح ، ت ٧١٠ ه‍ مخطوط في دار الكتب ١٨١ تفسير ، وعنه نسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية رقم ١٥٨ (معجم الدراسات القرآنية : ٤١٨) * «الدر النظيم في فضائل القرآن مع الأرجوزة المنظومة» لمحمد بن الوحيدي (ت ٧١١ ه‍) مخطوط في آيا صوفيا رقم ٣٨٣ (معجم الدراسات القرآنية : ٤١٧) * «مختصر الدر النظيم في فضائل القرآن العظيم» لليافعي عبد الله بن أسعد (ت ٧٦٨ ه‍) وهو مختصر من كتاب ابن الخشاب كما يقول حاجي خليفة طبع في مصر عام ١٢٨٢ ه‍ / ١٨٦٥ م في ٢٤ ص ، وعام ١٣١٥ ه‍ / ١٨٩٧ م ، وعام ١٣٢١ ه‍ / ١٩٠٣ م ، وعام ١٣٢٢ ه‍ / ١٩٠٤ م ، وفي مط ، مصطفى البابي الحلبي عام ١٣٤٩ ه‍ / ١٩٣٠ م في ١١٢ ص وأعيد طبعه فيها عام ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م. وفي المط. السعيدية بالقاهرة في ١٢٨ ص* «فضائل القرآن» لابن كثير ، إسماعيل (ت ٧٧٤ ه‍) طبع مع التفسير في القاهرة بمطبعة المنار عام ١٣٢٧ ه‍ / ١٩٠٩ م ، وفي بيروت دار الأندلس عام ١٤٠٠ ه‍ ١٩٧٩ م ، بدار المعرفة عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م وطبع باسم «رسالة في فضائل القرآن» (مع تفسير ابن كثير) في القاهرة مط المنار* «منافع القرآن العظيم» لعبد الرحمن بن أحمد بن علي القرشي ، ت ٧٨١ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ٥٥٩) * «فضائل القرآن» لابن الجزري محمد بن محمد (ت ٨٣٣ ه‍) مخطوط في دار الكتب رقم ٥٨٥ تفسير ، ومنه صورة في معهد المخطوطات رقم ١٦٣ (معجم الدراسات القرآنية : ٤١٩) ، * «رسالة في فضل تلاوة القرآن» لابن حجر (ت ٨٥٢ ه‍) مخطوط في الأوقاف العراقية ٢ / ١٢٣٢٨ مجاميع (معجم الدراسات القرآنية : ٤١٧) * «الإتقان في فضائل القرآن» (ولعله الكتاب السابق) لأبي الفضل ابن حجر العسقلاني ت ٨٥٢ ه‍ (كشف الظنون ١ / ٨) * «اللوامع والأسرار في منافع القرآن والأخبار» لسلمة بن عيسى (كان حيا سنة ٨٦٠ ه‍) مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس : ٣٨٨٨ (معجم مصنفات القرآن الكريم ٣ / ٣٢١) * «هداية الإنسان إلى الاستغناء بالقرآن» ليوسف بن حسن بن أحمد (ت ٩٠٩ ه‍) مخطوط في الظاهرية : ١٣٤٥ (معجم الدراسات القرآنية : ص ٤٢٢) * «الدر النظيم في فضائل القرآن العظيم» لجلال الدين السيوطي (ت ٩١١ ه‍) مخطوط في مكتبة الأوقاف العراقية رقم ٢٤٥٦ ، ٢٦ ، (معجم الدراسات القرآنية ص : ٤١٧) * «الإرشاد والتعزيز في فضل ذكر الله وتلاوة كتابه العزيز» لليافعي ، أبي السعادات عبد الله بن أسعد اليمني ، ت ٩٧١ ه‍ (كشف الظنون ١ / ٦٨) * «الوسيلة النافعة في فضائل القرآن» لفيض الله بن مصطفى الرومي الحنفي الواعظ ، ت ١٢٢٩ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ٧٨). * «فضل القرآن يوم الحشر» لعبد الحميد كشك طبع في القاهرة ونشره المكتب المصري الحديث (معجم مصنفات القرآن ٣ / ٣٢٠) * «فضائل القرآن» لرضوان محمد رضوان ، طبع في القاهرة بمطبعة مصر عام ١٣٦١ ه‍ / ١٩٤١ م* المجاهيل «فضائل القرآن» لعبد الرحمن الغرناطي (؟) مخطوط في الخزانة العامة بالرباط رقم ٢٩٢٣ ك ، * «البرق اللامع والغيث الهامع في فضائل القرآن العظيم» للوادياشي أبو بكر محمد بن أحمد الغساني (؟) وهو الذي نقل منه ابن الخشاب (ت نحو ٦٥٠ ه‍) (كشف الظنون ١ / ٢٣٩ و ٧٣٦) * «منافع القرآن» لعبد

٥٨

فحديث موضوع (١).

قال ابن الصلاح : «ولقد أخطأ الواحديّ [المفسّر] (٢) ومن ذكره من المفسرين في ايداعه تفاسيرهم» (٣).

قلت : وكذلك الثعلبي (٤) ، لكنّهم ذكروه بإسناد ، فاللوم عليهم يقلّ بخلاف من ذكره بلا إسناد وجزم به كالزمخشريّ (٥) فإن خطأه أشدّ.

وعن نوح بن أبي مريم (٦) أنه قيل له : «من أين لك : عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل

__________________

الرحيم بن علي بن إسحاق البوني؟ (كشف الظنون ٢ / ١٨٣٥) * «منافع القرآن» للتميمي الحكيم (؟) (كشف الظنون ٢ / ١٨٣٥) * «فضائل القرآن» لأبي عطاء المليحي؟ (كشف الظنون ٢ / ١٢٧٧) ، * «ثواب القرآن» لمحمد بن حسان الرازي؟ (إيضاح المكنون ١ / ٣٤٨) * «فضل حملة القرآن» للمربي المغربي ، شمس الدين محمد بن أحمد (؟) مخطوط في الظاهرية : ٣٧٤٨ مجاميع (معجم الدراسات القرآنية : ٤٢١* «أحاديث في فضل القرآن العظيم» مخطوط في دار الكتب التونسية رقم ٣٨٩٣ ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية : ٤١٣) * «فضائل القرآن ومعجزاته» لمجهول مخطوط في مكتبة جامع الخاتون بالموصل رقم ١٦ (معجم الدراسات القرآنية ص : ٤٢١) * «جواهر القيان في فضائل القرآن» لمجهول مخطوط في الأوقاف العراقية ببغداد رقم ١٣٥٧١ (معجم الدراسات القرآنية ص : ٤١٥) * «حديث أربعين في فضائل القرآن» بالفارسية من كتب محمد جودت بمكتبة بلدية استانبول رقم ٤٦٤ .. (معجم مصنفات القرآن ٣ / ٣١٤).

(١) حديث أبي ذكر طرفه العقيلي في الضعفاء الكبير ١ / ١٥٦ ضمن ترجمة بزيع بن حسان فقال : بسنده : (عن أبيّ بن كعب قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبيّ من قرأ بفاتحة الكتاب أعطي من الأجر ... فذكر فضائل السور سورة سورة إلى آخر القرآن ... ، قال ابن المبارك : أظن الزنادقة وضعته) ؛ وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ١ / ٢٣٩ ـ ٢٤٢ أبواب تتعلق بالقرآن باب في فضائل السور ، وذكره السيوطي في اللئالئ المصنوعة ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ باب فضائل القرآن.

(٢) ليست في المخطوطة.

(٣) مقدمة ابن الصلاح : ٤٨ النوع الحادي والعشرون معرفة الموضوع.

(٤) قال ابن الجوزي في الموضوعات ١ / ٢٤٠ (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منه ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك).

(٥) حديث أبيّ ساقط من النسخة المطبوعة من الكشاف للزمخشري وموضعه آخر سورة الفاتحة ، لكن الحافظ ابن حجر ذكر الحديث في كتابه : الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف المطبوع مع الكشاف ص ٣ حيث ذكره ضمن سورة الفاتحة الحديث (١٣).

(٦) هو نوح بن أبي مريم بن جعونة المروزي أبو عصمة القرشي ، قاضي مرو ، روى عن أبيه ، والزهري ، وروى عنه عيسى بن موسى. أخذ الفقه عن أبي حنيفة ، وابن أبي ليلى والحديث عن الحجاج بن أرطاة وطبقته ، والمغازي عن ابن اسحاق ، والتفسير عن الكلبي ، ومقاتل توفي سنة ١٧٣ ه‍ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٨٦). وانظر قوله في مقدمة ابن الصلاح : ٤٧ ـ ٤٨. واللئالئ المصنوعة ١ / ٢٢٧.

٥٩

القرآن سورة سورة؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق ، فوضعت هذه الأحاديث حسبة».

ثم قد جرت عادة المفسرين ممن ذكر الفضائل أن يذكرها في أول كلّ سورة لما فيها من الترغيب والحث على حفظها إلا الزمخشري فإنه يذكرها في أواخرها. قال مجد الأئمة عبد الرحيم (١) بن عمر الكرمانيّ : «سألت الزمخشريّ عن العلّة في ذلك فقال : لأنّها صفات لها ، والصفة تستدعي تقديم الموصوف».

وقد روى البخاري [رحمه‌الله] حديث «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٢). وروى أصحاب السنن في حديث إلهي : «من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السّائلين ، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» (٣). وقال عليه‌السلام : «ما تقرّب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه» (٤) قال أبو النّضر (٥) : يعني القرآن.

وروى أحمد من حديث أنس [رضي‌الله‌عنه] : «أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته» (٦).

__________________

(١) في المخطوطة (عبد الرحمن بن عمر الكرماني).

(٢) الحديث من رواية عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه أخرجه البخاري في الصحيح ٩ / ٧٤ كتاب فضائل القرآن (٦٦) ، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (٢١) الحديث (٥٠٢٧).

(٣) الحديث من رواية أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، أخرجه الدارمي في السنن ٢ / ٤٤١ كتاب فضائل القرآن ، كلام الله على سائر الكلام ، والترمذي في السنن ٥ / ١٨٤ كتاب فضائل القرآن (٤٦) ، باب (٢٥) ، الحديث (٢٩٢٦) ، وأخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث ٢ / ٨٢ علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن ، الحديث (١٧٣٨) ، وأخرجه ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ١ / ٥ وأخرجه أبو عمرو الداني في طبقات القراء (كنز العمال ١ / ٤٤٥) ، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (مشكاة المصابيح ١ / ٦٥٨).

(٤) الحديث من رواية أبي أمامة الباهلي رضي‌الله‌عنه أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥ / ٢٦٨ ، وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ١٧٦ كتاب فضائل القرآن (٤٦) ، باب (١٧) الحديث (٢٩١١) ، وأخرجه ابن السني (كنز العمال ١ / ٥٢٩).

(٥) أبو النضر أحد رواة الحديث ـ هو هاشم بن القاسم بن مسلم البغدادي ، مشهور بكنيته ولقبه قيصر ، ثقة ثبت مات سنة ٢٠٧ ه‍ (ابن حجر تقريب التهذيب : ٥٧٠).

(٦) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٢٧ ـ ١٢٨ ، وأخرجه أبو داود الطيالسي في المسند : ٢٨٣ الحديث (٢١٢٤) وأخرجه ابن ماجة في السنن ١ / ٧٨ المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (١٦) ، الحديث (٢١٥) ، وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن : ٥٠ الحديث (٧٥) والعسكري في الأمثال (كنز العمال ١ / ٥٢٣) ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (تحفة الأشراف ١ / ٩٨) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ١ / ٥٥٦ كتاب

٦٠