البرهان في علوم القرآن - ج ٢

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ٢

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

__________________

ماجستير من الجامعة الأردنية بعمان عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م (أخبار التراث العربي ٢٠ / ٢٨). * «الضبط اللغوي في التفسير» لمحسن عبد الحميد طبع في بغداد بدار الرسالة عام ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٥ م (معجم الدراسات القرآنية : ١٧٦) * «الطبرسي مفسرا» لمحمد بسيوني محمد فودة ، رسالة دكتوراه في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٩) * «الطبري مفسرا» للسيد أحمد خليل رسالة دكتوراه من كلية الآداب بجامعة الأزهر ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٩) * «الطبري قارئا وأصوله في اختيار القراءات القرآنية» لمحمد نجيب قباوة ، رسالة ماجستير من جامعة دمشق (أخبار التراث العربي ١٠ / ٢٥) * «الطبري المفسر» للسيد أحمد خليل ، رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام ١٣٧٣ ه‍ / ١٩٥٣ م ورسالة دكتوراه من كلية الآداب بجامعة الأزهر عام ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م (الدليل الببلوغرافي للرسائل الجامعية : ٤٧٩) * «الطبري النحوي من خلال تفسيره» لزكي فهمي أحمد الآلوسي ، رسالة دكتوراه من جامعة بغداد عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ٢١ / ٢٣) * «عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير» لعبد الله محمد سلفيني ، رسالة ماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٦).* «عبد الحق بن عطية وتفسير المحرر الوجيز» لصالح بن باجية ، رسالة دكتوراه من الكلية الزيتونية للشريعة بالجامعة التونسية عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م (الأطروحات الإسلامية ١ / ١٧) * «عبد الكريم الجيلي وعلم التأويل» لعلي رضا عرفة بحث للدكتوراه من جامعة السوربون في باريس (أخبار التراث العربي ٢ / ١) * «علوم القرآن في مقدمة تفسير ابن عجيبة» لمحمد بن عجيبة ، رسالة ماجستير بدار الحديث الحسنية بالرباط (أخبار التراث العربي ٣ / ٢١) * «علي بن طلحة ومروياته عن ابن عباس» لراشد عبد المنعم ، رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة الاسكندرية بمصر (أخبار التراث العربي ٣٣ / ١٢) * «على هامش التفسير» لعبد القادر المغربي ، طبع في مصر بمط. النموذجية ، ونشر في مكتبة الآداب* «فهرس كتب التفسير منذ عهد النبوة إلى عهدنا الحالي» لعبد الله أبي السعود بدر ، أستاذ التفسير والحديث في كلية التربية بالفيوم (أخبار التراث العربي ٨ / ١٦) * «القرطبي ومنهجه في التفسير» لمحمود حامد زلط القصبي ، رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٤).* «القرطبي ومنهجه في التفسير» لمفتاح السنوسي بلعم ، رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م (معجم الدراسات القرآنية ٣٢٦) * «قصة التفسير» لأحمد الشرباصي ، طبع في بيروت بدار الجيل* «قضية التأويل وأثرها في الفكر الإسلامي» لمحمد السيد مرسي ، بحث مقدم إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراة (أخبار التراث العدد (٣) السنة (١) * «لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير» لمحمد الصباغ ، طبع بالمكتب الإسلامي في بيروت ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م* «مجاهد بن جبر المخزومي» لمحمد عبد السلام رسالة دكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة (معجم الدراسات القرآنية : ٣٣٤) * «المحاكمة بين أبي حيان والزمخشري وابن عطية» ليحيى الشاوي الفاسي المغربي مخطوط بالأزهر : ١٢٥٤ ، رافعي ٢٦٦٤١ تفسير ، معهد المخطوطات (١٨) (معجم الدراسات القرآنية : ٣٣٥) * «المدخل إلى التفسير الموضوعي للقرآن الكريم» لمحمد باقر الموحد الأبطحي طبع بالنجف بمطبعة الآداب عام ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م (معجم الدراسات القرآنية : ١٩٣) * «مدرسة التفسير في الأندلس» لمصطفى

٢٨١

__________________

إبراهيم المشني طبع في بيروت بمؤسسة الرسالة ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م* «المذاهب الإسلامية في تفسير القرآن الكريم» للمستشرق جولدزيهر ، تعريب علي حسن عبد القادر ، طبع في القاهرة بمط العلوم عام ١٣٦٦ ه‍ / ١٩٤٤ م وبمطبعة السنة المحمدية باسم «مذاهب التفسير الإسلامي» ترجمة عبد الحليم النجار* «مذكرة التفسير» لأحمد مصطفى المراغي ، طبع في القاهرة بمطبعة العلوم عام ١٣٥٦ ه‍ / ١٩٣٧ م* «المستشرقون والقرآن الكريم وفواتح السور» مقال في مجلة منبر الإسلام السنة (٢٩) ع (١٠) عام ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م (معجم الدراسات القرآنية : ٨٣) * «المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن» لمحمد باقر الحكيم طبع بالنجف بمط النعمان ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م* «مع المفسرين والكتاب» لأحمد محمد جمال طبع في مصر بدار الكتّاب العرب ١٣٧٣ ه‍ / ١٩٥٤ م* «مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بزينب بنت جحش» لزاهر عواض الألمعي ، طبع في القاهرة بدار إحياء الكتب العربية عام ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م و ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٨ م وبمطبعة عيسى الحلبي عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م* «معجم المفسرين» لعادل نويهض طبع بمؤسسة نويهض بيروت عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م* «مفهوم التفسير في العلم من زاوية منطقية» لعزمي موسى إقبال مقال في حوليات كلية الآداب بالكويت عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م (معجم الدراسات القرآنية : ٢٠٠) * «مقدمة التفسير والحديث» لطه عبد البر ، طبع في القاهرة بمكتبة الطلبة عام ١٣٤٨ ه‍ / ١٩٢٩ م* «مقدمة في التفسير» (مع تفسير الفاتحة) لحسن البنا طبع في القاهرة بدار القرآن الكريم عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م* «مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن» لأحمد حسن فرحات طبع بدمشق دار الكتب العربية عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م وبدار الفرقان في عمان ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م* «مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والآداب» لأمين الخولي ، طبع في مصر بدار المعارف* «مناهج في التفسير» لمصطفى الصاوي الجويني ، طبع في الاسكندرية بمنشأة المعارف عام ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م* «مناهج المفسرين» لمنيع عبد الحليم محمود ، طبع في بيروت بدار الكتاب ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م* «مناهج المفسرين» لمساعد مسلم آل جعفر ، ومحيي الدين هلال السرحان ، طبع في القاهرة عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨٠ م* «منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم» لعبد الوهاب فائد ، رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٦) وقد طبع في القاهرة بمجمع البحوث الإسلامية عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م وصوّر في بيروت بالمكتبة العصرية عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م* «منهج الإمام محمد عبده في تفسير القرآن» لعبد الله محمود شحاتة طبع في القاهرة بالمجلس الأعلى لرعاية الشئون الإسلامية ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦١ م* «المنهج البياني في تفسير القرآن الكريم في مصر من محمد عبده إلى اليوم» لكامل علي سعفان ، رسالة دكتوراه من جامعة عين شمس كلية الآداب ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٨) * «منهج الزمخشري في تفسير القرآن» للصاوي الجويني طبع في القاهرة بدار المعارف وبالإسكندرية بالمنشأة* «منهج الطوسي في تفسير القرآن» لمحمد حسن آل ياسين ، طبع في بغداد بمط المعارف عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م* «منهج فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير» لرمزي محمد كمال نعناعة ، رسالة ماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ١٣٨٥ ه‍ / ١٩٦٥ م* «منهج الفيروزآبادي في التفسير من خلال تفسيره المسمى بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز» لأحمد مصلح إبراهيم خلف الله ، رسالة ماجستير من جامعة عين شمس (أخبار التراث العربي ٨ / ٢٥) * «منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير» لفهد بن عبد الرحمن بن

٢٨٢

حقائقه (١). قال ابن فارس (٢) : «معاني العبارات التي يعبّر بها عن الأشياء ، ترجع إلى ثلاثة : المعنى ، والتفسير ، والتأويل ؛ وهي وإن اختلفت فالمقاصد بها متقاربة.

* فأما المعنى فهو القصد والمراد ؛ يقال (٣) : عنيت بهذا الكلام كذا ، أي قصدت وعمدت. وهو مشتق من الإظهار ، يقال : عنت القربة ، إذا لم تحفظ الماء بل أظهرته ، ومنه عنوان الكتاب. (وقيل) : مشتق من قولهم : عنت الأرض بنبات حسن ، إذا أنبتت نباتا حسنا». (قلت) : وحيث قال المفسرون : «قال أصحاب المعاني» فمرادهم مصنّفو الكتب في معاني القرآن ، كالزّجاج ومن قبله وغيرهم ، وفي بعض كلام الواحديّ : أكبر أهل المعاني الفرّاء والزّجاج وابن الأنباريّ ، قالوا كذا وكذا ، و «معاني القرآن» (٤) للزجّاج لم يصنّف مثله ، وحيث أطلق المتأخرون أهل المعاني ، فمرادهم بهم مصنّفو العلم المشهور.

وأما التفسير في اللغة ، فهو راجع إلى معنى الإظهار والكشف ، وأصله في اللغة من التفسرة ؛ وهي القليل من الماء الذي ينظر فيه الأطباء ، فكما أن الطبيب بالنظر فيه يكشف عن علّة المريض ، فكذلك المفسر ، يكشف عن شأن الآية [٩٩ / ب] وقصصها ومعناها ، والسبب الذي أنزلت فيه ، وكأنّ تسميته (٥) بالمصدر ؛ لأن مصدر «فعّل» جاء أيضا على «تفعلة» ، نحو : جرّب تجربة ، وكرّم تكرمة. وقال ابن الأنباري : قول العرب : فسرت الدابة وفسّرتها ، إذا ركضتها (٦) محصورة لينطلق حصرها ؛ وهو يؤول إلى الكشف أيضا.

__________________

سليمان الرومي ، طبع في بيروت بمؤسسة الرسالة عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م* «منهج النسائي في التفسير مع تحقيق الفاتحة» لأحمد زيكيتو ، رسالة ماجستير من جامعة الاسكندرية (أخبار التراث العربي ٣١ / ١٢) * «مؤتمر تفسير سورة يوسف» طبع في بيروت بدار الفكر عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م* «موقف الإمام ابن كثير من الإسرائيليات في ضوء تفسيره» لمحمد إبراهيم تراوري ، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (أخبار التراث العربي : ٢٥ / ١٨) * «موقف صاحب المنار من المفسرين» لمحسن عبد الحميد طبع بمطبعة المعارف في بغداد* «نحو تفسير علمي للقرآن» لأحمد الوائلي طبع بمط الآداب عام ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م* «نحو منهج لتفسير القرآن» لمحمد الصادق عرجون ، طبع في الرياض بالدار السعودية للنشر عام ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م* «نشأة التفسير واتجاه تطوره» لأحمد خليل رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام ١٣٦٦ ه‍ / ١٩٤٧ م (معجم الدراسات القرآنية : ٣٥٠).

(١) العبارة في المطبوعة (... على معرفة تفسيره وتأويله ومعناه).

(٢) انظر الصاحبي في فقه اللغة ص : ١٦٢ وما بعدها ، بتصرف.

(٣) في المخطوطة (بقوله).

(٤) تقدم الكلام عن الكتاب في ١ / ٤٠٦ ضمن حاشيتنا الكتب المؤلفة في النوع العشرين حسب التسلسل الزمني لمؤلفه (٣١١ ه‍)

(٥) في المطبوعة (وكأنه تسمية).

(٦) في المخطوطة (ركبتها).

٢٨٣

فالتفسير كشف المغلق من المراد بلفظه ، وإطلاق للمحتبس عن الفهم به ، ويقال : فسّرت الشيء أفسّره تفسيرا ، وفسّرته أفسره فسرا ، والمزيد من الفعلين أكثر في الاستعمال ، وبمصدر الثاني منها سمّى أبو الفتح بن جنّي (١) كتبه الشارحة «الفسر».

وقال آخرون : هو مقلوب من «سفر» ومعناه أيضا الكشف ؛ يقال : سفرت المرأة سفورا ، إذا ألقت خمارها عن وجهها ، وهي سافرة ، وأسفر الصبح : أضاء ، وسافر فلان ؛ وإنما بنوه على التفعيل ؛ لأنه للتكثير ، كقوله تعالى : (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) (البقرة : ٤٩) (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ) (يوسف : ٢٣) فكأنه يتبع (٢) سورة بعد سورة ، وآية بعد أخرى.

وقال ابن عباس في قوله تعالى : (وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (الفرقان : ٣٣) أي تفصيلا (٣).

وقال الراغب : «الفسر (٤) والسّفر يتقارب معناهما كتقارب لفظيهما ، لكن جعل الفسر لإظهار المعنى المعقول ، ومنه قيل لما ينبئ عنه البول : تفسرة ، وسمّي بها قارورة الماء ، وجعل السّفر لإبراز (٥) الأعيان للأبصار ، فقيل سفرت المرأة عن وجهها ، وأسفر الصبح (٦)».

وفي الاصطلاح : هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها ، والإشارات النازلة فيها ، ثم ترتيب مكّيها ومدنيها ، ومحكمها ومتشابهها ، وناسخها ومنسوخها ، وخاصها وعامّها ، ومطلقها ومقيّدها ، ومجملها ومفسّرها.

وزاد فيها قوم فقالوا : علم حلالها وحرامها ، ووعدها ووعيدها ، وأمرها ونهيها ، وعبرها وأمثالها ؛ وهذا الذي منع فيه القول بالرأي.

وأما التأويل فأصله في اللغة من الأول ، ومعنى قولهم : ما تأويل هذا الكلام؟ أي إلى ما (٧) تؤول العاقبة في المراد به؟ كما قال تعالى : (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) (الأعراف : ٥٣) أي

__________________

(١) هو عثمان بن جني ، أبو الفتح. تقدم التعريف به في ١ / ٣٦١ وكتابه «الفسر» أو شرح ديوان أبي الطيب المتنبي» طبع بتحقيق صفاء خلوصي في بغداد بدار الجمهورية عام ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م وأعادت طبعه وزارة الثقافة عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م ويقوم محمد مهدي أحمد ، الأستاذ في قسم العربية بجامعة الخرطوم بتحقيقه (أخبار التراث العربي ١٥ / ٢٣).

(٢) في المخطوطة (تتبع).

(٣) أخرجه الطبري في التفسير ١٩ / ٩ ، عن تفسير الآية ، وابن أبي حاتم وابن مردويه (ذكره السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٧٠).

(٤) في المخطوطة (السفر) وانظر المفردات ص ٣٨٠.

(٥) عبارة المخطوطة (... لأنه نور الأعيان ...).

(٦) المفردات في غريب القرآن ص : ٣٨٠ بتصرف.

(٧) في المطبوعة (إلام).

٢٨٤

تكشف عاقبته ، ويقال : آل الأمر إلى كذا ، أي صار إليه ، وقال تعالى : (ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (الكهف : ٨٢).

وأصله من المآل ، وهو العاقبة والمصير ، وقد أوّلته فآل ، أي صرفته فانصرف ، فكأن التأويل صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني.

وإنما بنوه على التفعيل لما تقدم ذكره في التفسير.

وقيل : أصله من الإيالة ، وهي السياسة ، فكأن المؤوّل للكلام يسوّي الكلام ، ويضع المعنى فيه موضعه.

ثم قيل : التفسير والتأويل واحد بحسب عرف الاستعمال ، والصحيح تغايرهما.

واختلفوا (١) ، فقيل : التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل ، وردّ أحد الاحتمالين إلى ما يطابق الظاهر.

قال الراغب (٢) : «التفسير أعمّ من التأول ، وأكثر استعماله في الألفاظ ، وأكثر استعمال التأويل في المعاني كتأويل الرؤيا ، وأكثره يستعمل في الكتب الإلهية ، والتفسير يستعمل في غيرها. والتفسير أكثر ما يستعمل في معاني مفردات الألفاظ.

واعلم أن التفسير في عرف العلماء كشف معاني القرآن ، وبيان المراد ، أعمّ من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره ، وبحسب المعنى الظاهر وغيره ، والتفسير أكثره في الجمل.

والتفسير إما أن يستعمل في غريب الألفاظ ، كالبحيرة والسّائبة والوصيلة ، أو في وجيز مبيّن بشرح ، كقوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) (البقرة : ٤٣) وإما في كلام مضمّن لقصة لا يمكن تصويره إلا بمعرفتها ، كقوله : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) (التوبة : ٣٧) وقوله : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) (البقرة : ١٨٩) وأما التأويل فإنه يستعمل مرة عاما ومرة خاصّا ، نحو «الكفر» يستعمل تارة في الجحود المطلق ، وتارة في جحود البارئ خاصة ، و «الإيمان» المستعمل في التصديق المطلق تارة ، وفي تصديق [١٠٠ / أ] الحق تارة. وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة».

__________________

(١) في المخطوطة (واختلف).

(٢) انظر الإتقان ٤ / ١٤٩.

٢٨٥

وقيل : التأويل كشف ما انغلق (١) من المعنى ، ولهذا قال البجلي (٢) : التفسير يتعلق بالرواية ، والتأويل يتعلق بالدراية ؛ وهما راجعان إلى التلاوة والنظم المعجز الدال على الكلام القديم القائم بذات الربّ [تعالى] (٣).

قال أبو نصر القشيريّ (٤) : ويعتبر في التفسير الاتباع والسماع ؛ وإنما الاستنباط فيما يتعلق بالتأويل ، وما لا يحتمل إلا معنى واحدا حمل عليه. وما احتمل معنيين أو أكثر ؛ فإن وضع لأشياء متماثلة كالسواد حمل على الجنس عند الإطلاق ، وإن وضع لمعان مختلفة ، فإن ظهر أحد المعنيين حمل على الظاهر ، إلا أن يقوم الدليل ، وإن استويا [سواء] (٥) كان الاستعمال فيهما حقيقة أو مجازا ، أو في أحدهما حقيقة وفي الآخر (٦) مجاز كلفظة «المسّ» فإن تنافى الجمع (٧) [فمجمل] (٨) يتوقف على البيان من غيره. وإن تنافيا ، فقد قال قوم : يحمل على المعنيين. والوجه عندنا التوقف.

وقال أبو القاسم بن حبيب النيسابوري (٩) ، والبغوي ، والكواشي (١٠) وغيرهم : «التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها و [ما] (١١) بعدها ، تحتمله الآية ، غير مخالف للكتاب والسنّة من طريق الاستنباط. قالوا : وهذا غير محظور على العلماء بالتفسير ، وقد رخّص فيه أهل العلم ، وذلك مثل قوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة : ١٩٥)

__________________

(١) في المخطوطة (تعلق).

(٢) هو محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي ، المحدّث الحافظ ، ولد على رأس المائتين سمع القعنبي وأبا الوليد الطيالسي وغيرهما ، وروى عنه : أحمد بن إسحاق وإسماعيل بن نجيد وغيرهما ، وثّقه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والخليلي وقال : «محدّث ابن محدّث» وجدّه يحيى من أصحاب الثوري وله كتاب «فضائل القرآن» ت ٢٩٤ ه‍ (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ١٠٥).

(٣) ليست في المخطوطة.

(٤) هو عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن ، تقدم التعريف به ٢ / ٢٤٨.

(٥) ليست في المخطوطة.

(٦) في المخطوطة (والآخر).

(٧) في المخطوطة (الجميع).

(٨) ساقطة من المخطوطة.

(٩) هو الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب أبو القاسم النيسابوري تقدم ذكره في ١ / ٢٧٩.

(١٠) هو أحمد بن يوسف بن حسن ، موفق الدين الكواشي ، له كتابان في التفسير : «التبصرة» و «التلخيص». تقدم ذكره في ١ / ٢٧٢.

(١١) ساقطة من المخطوطة.

٢٨٦

قيل : هو الرجل يحمل في الحرب على مائة رجل ، وقيل : هو الذي (١) [يقنط من رحمة الله. وقيل : الذي] (١) يمسك عن النفقة. وقيل : الذي ينفق الخبيث من ماله. وقيل : الذي يتصدّق بماله كلّه ، ثم يتكفّف الناس ؛ ولكلّ منه مخرج ومعنى.

ومثل قوله تعالى للمندوبين إلى الغزو ، عند قيام النّفير : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) (التوبة : ٤١) قيل : شيوخا وشبابا. وقيل : أغنياء وفقراء وقيل عزّابا ومتأهّلين ، وقيل : نشّاطا وغير نشّاط. وقيل : مرضى وأصحّاء ، وكلّها سائغ (٢) جائز ؛ والآية محمولة عليها ، لأن الشباب والعزاب والنّشاط والأصحّاء خفاف ، وضدّهم ثقال.

ومثل قوله تعالى : (وَيَمْنَعُونَ [الْماعُونَ]) (٤) (الماعون : ٧) قيل الزكاة المفروضة ، و [قيل] (٣) : العارية ، أو الماء ، أو النار ، أو الكلأ ، أو الرفد ، أو المعونة (٤) ؛ وكلّها صحيح ؛ لأن مانع الكلّ آثم.

وكقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) (الحج : ١١) فسره أبو عبيد ، أي لا يدوم ، وقال ثعلب : أي على شكّ. وكلاهما قريب ؛ لأن المراد أنّه غير ثابت على دينه ، ولا تستقيم البصيرة فيه.

وقيل : في القرآن ثلاث آيات ، في كلّ منها مائة قول ، قوله : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (البقرة : ١٥٢) (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) (الإسراء : ٨) و (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ) (الرحمن : ٦٠).

فهذا وأمثاله (٥) ليس محظورا على العلماء استخراجه ، بل معرفته واجبة ، ولهذا قال [تعالى] (٤) : (وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ) (آل عمران : ٧).

ولو لا أن له تأويلا سائغا في اللغة لم يبينه سبحانه ، والوقف على قوله : [سبحانه] (٦) (وَالرَّاسِخُونَ) (آل عمران : ٧) قال القاضي أبو المعالي (٧) : «إنه قول الجمهور ، وهو

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٢) في المخطوطة (شائع).

(٣) ليست في المخطوطة.

(٤) تصحفت في المطبوعة إلى (المغرفة).

(٥) في المخطوطة (أو أمثاله).

(٦) ليست في المطبوعة.

(٧) المعروف بشيذلة صاحب «البرهان في مشكلات القرآن» تقدم ذكره في ١ / ١١٢.

٢٨٧

مذهب ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، وابن عباس ، وما نقله بعض الناس عنهم بخلاف ذلك فغلط».

فأما التأويل المخالف للآية والشرع ، فمحظور لأنه تأويل الجاهلين ، مثل تأويل الروافض لقوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) (الرحمن : ١٩) أنهما عليّ وفاطمة [رضي‌الله‌عنهما] (١) ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (الرحمن : ٢٢) يعني الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما. وكذلك قالوا في قوله تعالى : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) (البقرة : ٢٠٥) إنه معاوية ، وغير ذلك.

قال الإمام أبو القاسم (٢) ابن حبيب النيسابوري رحمه‌الله : «وقد نبغ في زماننا مفسّرون لو سئلوا عن الفرق بين التفسير والتأويل ما اهتدوا إليه ، لا يحسنون [١٠٠ / ب] القرآن تلاوة ، ولا يعرفون معنى السورة أو الآية ، ما عندهم إلا التشنيع عند العوام ، والتكثّر عند الطّعام ، لنيل ما عندهم من الحطام ، أعفوا أنفسهم من الكدّ والطلب ، وقلوبهم من الفكر والتعب ؛ لاجتماع الجهّال عليهم ، وازدحام ذوي الأغفال لديهم (٣) ، لا يكفون الناس من السؤال ، ولا يأنفون عن مجالسة الجهال ، مفتضحون (٤) عند السّبر والذّواق ، زائغون عن العلماء عند التلاق ، يصادرون الناس مصادرة السلطان ، ويختطفون ما عندهم اختطاف السّرحان ، يدرسون بالليل صفحا ويحكونه بالنهار شرحا ، إذا سئلوا غضبوا ، وإذا نفّروا (٥) هربوا ، القحة (٦) رأس مالهم ، والخرق (٧) والطيش خير خصالهم ، يتحلّون بما ليس فيهم (٨) ، ويتنافسون فيما يرذلهم ، الصيانة عنهم بمعزل ، [وهم] (٩) من الخنى والجهل في جوف منزل ، وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (١٠)» وقد قيل :

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) في المطبوعة زيادة (محمد) وهو تصحيف ؛ لأن اسمه «الحسن بن محمد بن حسن بن حبيب ، أبو القاسم النيسابوري ، تقدم التعريف به في ١ / ٢٧٩.

(٣) في المخطوطة (إليهم).

(٤) في المخطوطة (يفتضحون).

(٥) في المخطوطة (هزءوا).

(٦) في المخطوطة (الحقة).

(٧) في المخطوطة (الحذق) ، وفي نسخة (الحمق).

(٨) في المخطوطة منهم.

(٩) ساقطة من المخطوطة.

(١٠) من حديث عن أسماء أخرجه البخاري في الصحيح ٩ / ٣١٧ ، كتاب النكاح (٦٧) ، باب المتشبع بما

٢٨٨

من تحلّى بغير ما هو فيه

فضحته شواهد الامتحان

وجرى في السّباق جرية سكّيت (١)

نفته (٢) الجياد عند الرهان

قال : حكي عن بعضهم أنه سئل عن «الحاقّة» فقال : الحاقّة : جماعة من الناس إذا صاروا في المجلس قالوا : كنّا في الحاقّة. وقال آخر في قوله تعالى : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي [وَغِيضَ الْماءُ]) (٣) (هود : ٤٤) قال : أمر الأرض بإخراج الماء ، والسماء بصبّ الماء وكأنه على القلب (٤). وعن بعضهم في قوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) (التكوير : ٨) قال : إن الله ليسألكم عن الموءودات (٥) فيما بينكم في الحياة الدنيا.

وقال آخر في قوله : (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) (المطففين : ٢٦) قال : إنهم تعبوا في الدنيا ، فإذا دخلوا الجنّة تنعّموا.

قال أبو القاسم : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن محمد الوراق يقول سمعت يحيى ابن معاذ الرازي (٦) يقول : «أفواه الرجال حوانيتها ، وأسنانها صنائعها ، فإذا فتح الرجل باب حانوته تبيّن العطّار من البيطار ، والتمّار من الزّمار ، والله المستعان على سوء الزمان ، وقلّة الأعوان».

فصل

كتاب الله بحر عميق ، وفهمه دقيق ، لا يصل إلى فهمه إلاّ من تبحّر في العلوم ، وعامل الله

__________________

لم ينل ... (١٠٦) ، الحديث (٥٢١٩). ومسلم في الصحيح ٣ / ١٦٨١ ، كتاب اللباس والزينة (٣٧) ، باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره ... (٣٥) ، الحديث (١٢٦ / ٢١٢٩).

(١) السّكيت والسّكّيت : بالتشديد والتخفيف الذي يجيء في آخر الحلبة آخر الخيل.

(٢) في المخطوطة (خلفته).

(٣) ليست في المطبوعة.

(٤) في المخطوطة (الغالب).

(٥) في المخطوطة (المودات).

(٦) هو يحيى بن معاذ الواعظ أبو زكريا الرازي ، أحد رجال الصوفية ذكره أبو القاسم القشيري في «الرسالة» وعدّه من جملة المشايخ وقال فيه : «نسيج وحده في وقته له لسان في الرجاء خصوصا وكلام في المعرفة» خرج إلى بلخ وأقام بها مدة ورجع إلى نيسابور ومات بها ت ٢٥٨ ه‍ (ابن خلكان ، وفيات الأعيان ٦ / ١٦٥).

٢٨٩

بتقواه في السرّ والعلانية ، وأجلّه عند مواقف الشبهات. واللطائف والحقائق لا يفهمها إلا من ألقى السمع وهو شهيد ، فالعبارات للعموم وهي للسمع ، والإشارات للخصوص وهي للعقل ، واللطائف للأولياء وهي المشاهدة (١) ، والحقائق للأنبياء ، وهي الاستسلام (٢).

ولكلّ (٣) وصف ظاهر وباطن ، وحدّ ومطلع ، فالظاهر التلاوة ، والباطن الفهم ، والحدّ إحكام الحلال والحرام ، والمطلع ـ أي الإشراق ـ من الوعد والوعيد ؛ فمن فهم هذه الملاحظة بان له بسط الموازنة ، وظهر له حال المعاينة. وفي «صحيح ابن حبّان» عن ابن مسعود قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منه ظهر وبطن (٤)».

ثم فوائده على قدر ما يؤهّل له سمعه ، فمن سمعه من التالي ففائدته فيه علم أحكامه ، ومن سمعه كأنما يسمعه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرؤه على أمته بموعظته وتبيان معجزته ، وانشراح صدره بلطائف خطابه ، ومن سمعه كأنما سمعه من جبريل عليه‌السلام ، يقرؤه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يشاهد في ذلك مطالعات الغيوب ، والنطق إلى ما فيه من الوعود ، ومن سمع الخطاب فيه من الحق فني (٥) عنده وامّحت (٦) صفاته ، وصار موصوفا بصفات التحقيق عن مشاهدة علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين. وقد قال أبو الدرداء رضي‌الله‌عنه : «لا يفقه الرجل حتى يجعل (٧) للقرآن وجوها» (٨). وقال ابن مسعود : «من أراد علم الأولين [١٠١ / أ] والآخرين فليثوّر القرآن». (٩)

قال ابن سبع (١٠) في «شفاء الصدور» : هذا الذي قاله أبو الدرداء وابن مسعود لا يحصل بمجرد تفسير الظاهر ، وقد قال بعض العلماء : لكلّ آية ستون ألف فهم ، وما بقي من فهمها (١١) [أكثر. وقال آخر : القرآن] (١١) يحوي سبعة وسبعين ألف علم (١٢) ومائتي علم ؛ إذ لكل كلمة علم ، ثم يتضاعف ذلك أربعة ، إذ لكل كلمة ظاهر وباطن ، وحدّ ومطلع.

__________________

(١) في المطبوعة (المشاهد).

(٢) في المخطوطة (استسلام).

(٣) تصحفت في المطبوعة إلى (وللكل).

(٤) تقدم تخريجه في ٢ / ١٤٨.

(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (فهي).

(٦) في المخطوطة (وانمحت).

(٧) في المخطوطة (يحصل).

(٨) تقدم الحديث في ٢ / ٨٧.

(٩) تقدم الحديث في ٢ / ٨٧.

(١٠) هو أبو الربيع سليمان بن سبع السبتي ، تقدم في ٢ / ٨٧.

(١١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(١٢) في المخطوطة (فهم).

٢٩٠

وبالجملة فالعلوم كلّها داخلة في أفعال الله تعالى وصفاته ، وفي القرآن شرح ذاته وصفاته وأفعاله ، فهذه الأمور تدل على أنّ في فهم معاني القرآن مجالا رحبا ، ومتّسعا بالغا ، وأن المنقول من ظاهر التفسير (١) [ليس ينتهي الإدراك فيه بالنقل ، والسماع لا بدّ منه في ظاهر التفسير] (١) ليتقي به مواضع الغلط ، ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط ، والغرائب التي لا تفهم إلا باستماع فنون كثيرة. ولا بدّ من الإشارة إلى جمل منها ليستدل بها على أمثالها ، ويعلم أنه لا يجوز التهاون بحفظ التفسير الظاهر أولا ، ولا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر.

ومن ادّعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم التفسير الظاهر ، فهو كمن ادعى البلوغ إلى صدر البيت قبل تجاوز الباب ؛ فظاهر التفسير (٢) يجري مجرى تعلم اللغة التي لا بد منها للفهم ، وما لا بد فيها من استماع كثير ؛ لأنّ القرآن نزل بلغة العرب ، فما كان الرجوع فيه إلى لغتهم ، فلا بد من معرفتها أو معرفة أكثرها ، إذ الغرض بما ذكرناه التنبيه على طريق الفهم ليفتح بابه ، ويستدلّ المريد بتلك المعاني التي ذكرناها من فهم باطن علم القرآن وظاهره ؛ على أنّ فهم كلام الله تعالى لا غاية له ، كما لا نهاية للمتكلم [به] (٣) ؛ فأما الاستقصاء فلا مطمع فيه للبشر ، ومن لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبر لم يدرك من لذة القرآن شيئا.

ومن أحاط بظاهر التفسير ـ وهو [معنى] (٣) الألفاظ في اللغة ـ لم يكف ذلك في فهم حقائق المعاني ، ومثاله قوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (الأنفال : ١٧) فظاهر تفسيره واضح ، وحقيقة معناه غامضة ؛ فإنه إثبات للرمي ، ونفي له ، وهما متضادّان في الظاهر ، ما لم يفهم أنه رمى من وجه ، (٤) [ولم يرم من وجه] (٤) ومن الوجه الذي لم يرم ما رماه الله عزوجل. وكذلك قال : (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ) (التوبة : ١٤) فإذا كانوا هم القاتلين كيف يكون الله تعالى هو المعذّب ، وإن كان [تعالى هو] (٥) المعذّب بتحريك أيديهم ، فما معنى أمرهم بالقتال.

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٢) عبارة المخطوطة (فظاهر التفسير أن العرب يجري ...).

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٥) ليست في المخطوطة.

٢٩١

(١) فحقيقة هذا تستمدّ من بحر عظيم من علوم المكاشفات (١) ، فلا بد أن يعلم وجه ارتباط الأفعال بالقدرة ، وتفهم وجه ارتباط القدرة بقدرة الله تعالى حتى تتكشف وتتضح (٢) ، فمن هذا الوجه تفاوت الخلق في الفهم بعد الاشتراك (٣) في معرفة ظاهر التفسير.

فصل

للناظر في القرآن لطلب (٤) التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة :

* (الأول) : النقل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهذا هو الطراز الأول ، لكن يجب الحذر من الضعيف فيه والموضوع ؛ فإنه كثير.

وإن سواد الأوراق سواد في القلب. قال الميموني (٥) سمعت أحمد بن حنبل يقول : «ثلاث كتب ليس لها أصول : المغازي والملاحم والتفسير» قال المحققون من أصحابه : «ومراده أنّ الغالب أنها ليس [لها] (٦) أسانيد صحاح متصلة ، وإلاّ فقد صحّ من ذلك كثير.

فمن ذلك تفسير الظلم بالشرك (٧) في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (الأنعام : ٨٢) وتفسير «الحساب اليسير» بالعرض (٨) ، رواهما البخاري. وتفسير

__________________

(١) العبارة في المخطوطة (تشتمل على بحر عظيم من علوم الكتاب).

(٢) في المخطوطة (يكشف ويتضح).

(٣) في المخطوطة (الاستزادة).

(٤) في المخطوطة (لطالب).

(٥) هو عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد ابن شيخ الجزيرة ميمون بن مهران الميموني الرّقّي ، تلميذ الإمام أحمد بن حنبل. سمع إسحاق بن يوسف الأزرق ، وعنه النسائي في «سننه» ووثّقه ، وابن المنذر ، وأبو بكر النيسابوري ، وكان عالم الرقّة ومفتيها في زمانه ت ٢٧٤ ه‍ (سير أعلام النبلاء ١٣ / ٨٩).

(٦) ساقطة من المخطوطة.

(٧) ورد في ذلك حديث أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ٨٧ ، كتاب الإيمان (٢) ، باب : ظلم دون ظلم (٢٣) ، الحديث (٣٢). عن عبد الله بن مسعود قال : «لما نزلت : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) قال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّنا لم يظلم؟ فأنزل الله : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).

(٨) وفيه حديث أخرجه البخاري في الصحيح ٨ / ٦٩٧ كتاب التفسير (٦٥) ، سورة الانشقاق (٨٤) ، باب : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) (١) ، الحديث (٤٩٣٩) ، عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس أحد يحاسب إلا هلك ، قالت : قلت يا رسول الله! جعلني الله فداءك أليس يقول الله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً)؟ قال : ذاك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك».

٢٩٢

«القوة» في [قوله تعالى] (١) (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (الأنفال : ٦٠) بالرمي ، رواه مسلم (٢). وبذلك يردّ تفسير مجاهد بالخيل. وكتفسير العبادة بالدعاء (٣) ، في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي) (المؤمن : ٦٠).

* (الثاني) : الأخذ بقول الصحابي. فإن تفسيره عندهم (٤) بمنزلة المرفوع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كما قاله الحاكم [١٠١ / ب] في تفسيره (٥). وقال أبو الخطاب (٦) من الحنابلة : «يحتمل ألا يرجع إليه إذا قلنا إنّ قوله ليس بحجة. والصواب الأول ؛ لأنه من باب الرواية لا الرأي». وقد أخرج ابن جرير عن مسروق قال عبد الله بن مسعود : «والذي لا إله إلا هو ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا [أعلم] (٧) فيمن نزلت ، وأين نزلت ؛ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته» (٨). وقال أيضا : «كان الرجل منّا إذا تعلّم عشر آيات لم يتجاوزهنّ حتى يعلم معانيهنّ ، والعمل بهنّ» (٩).

وصدور المفسّرين من الصحابة : عليّ ، ثم ابن عباس ـ وهو تجرّد لهذا الشأن ، والمحفوظ عنه أكثر من المحفوظ عن عليّ ، إلا أن ابن عباس كان أخذ عن عليّ ـ ويتلوه (١٠) عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكلّ ما ورد عن غيرهم من الصحابة فحسن مقدّم (١١).

__________________

(١) ليست في المطبوعة.

(٢) في صحيحه ٣ / ١٥٢٢ ، كتاب الإمارة (٣٣) ، باب فضل الرمي والحث عليه و... (٥٢) ، الحديث (٦٧ / ١٩١٧) ، عن عقبة بن عامر رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على المنبر يقول : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ألا إن القوّة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي».

(٣) في حديث أخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٤٥٦ ، كتاب الدعاء (٤٩) ، باب ما جاء في فضل الدعاء (١) ، الحديث (٣٣٧٢) عن النعمان بن بشير عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ : (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي ...)».

(٤) في المخطوطة (تفسيرهم).

(٥) انظر المستدرك ٢ / ٢٥٨ ، كتاب التفسير.

(٦) هو محفوظ بن أحمد بن حسن بن حسن أبو الخطاب العراقي الكلوذاني البغدادي الأزجي تلميذ القاضي أبي يعلى بن الفراء شيخ الحنابلة. كان مفتيا صالحا عابدا ورعا حسن العشرة ، له نظم رائق وله كتاب «الهداية و «رءوس المسائل» و «أصول الفقه» ت ٥١٠ ه‍ (سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٤٨).

(٧) ساقطة من المخطوطة.

(٨) أخرجه الطبري في التفسير ١ / ٢٨. وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٤٢.

(٩) أخرجه الطبري في التفسير ١ / ٢٧. وفي المخطوطة (والعلم بهن).

(١٠) في المخطوطة (نقلوه).

(١١) في المخطوطة (تقدم).

٢٩٣

(مسألة) وفي الرجوع إلى قول التابعيّ روايتان عن أحمد ، واختار ابن عقيل (١) المنع ، وحكوه عن شعبة ، لكن (٢) عمل المفسرين على (٢) خلافه. وقد حكوا في كتبهم أقوالهم ، كالضحاك بن مزاحم (٣) ، وسعيد بن جبير (٤) ، ومجاهد (٥) ، وقتادة (٦) ، وأبي العالية الرياحي (٧) ، والحسن البصري (٨) والربيع بن أنس (٩) ومقاتل بن سليمان (١٠) ، وعطاء بن أبي

__________________

(١) هو علي بن عقيل بن محمد أبو الوفاء الظفري الحنبلي البغدادي أحد الأعلام وفرد زمانه علما ونقلا وذكاء وتفننا له كتاب في الفنون في أزيد من أربعمائة مجلد إلا أنه خالف السلف ووافق المعتزلة في عدة بدع ، ولكنه أشهد على نفسه فيما بعد أنه تاب عن ذلك وصحت توبته وصنف في الرد عليهم. من تصانيفه «الواضح في الأصول» و «الفضول في فقه الحنابلة» و «كفاية المفتي» (لسان الميزان ٤ / ٢٤٣) بتصرف.

(٢) العبارة في المخطوطة (عمد المفسرون إلى).

(٣) «تفسير الضحاك» ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦ من رواية نهشل عنه ، وذكره الداودي في طبقات المفسرين ١ / ٢٢٢. وانظر تاريخ التراث لسزكين ١ / ٤٩.

(٤) «تفسير سعيد بن جبير» قام بتحقيقه محمد أيوب بن علي كرسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ٢٣ / ٢٥).

(٥) «تفسير مجاهد» طبع بتحقيق عبد الرحمن طاهر السورتي بقطر إدارة الشئون الدينية عام ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م ، وصوّر في بيروت بمط. المنشورات العلمية.

(٦) «تفسير قتادة» ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦. من رواية سعيد بن بشير عنه ومن رواية محمد بن ثور عن معمر عنه وذكره سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٥٢ وقال : «ومن آثاره التفسير أفاد منه الخطيب البغدادي : انظر «مشيخته» الظاهرية (٣) مجمع (١٨) من ١٦ ب ، وذكره الطبري في أكثر من ٣٠٠٠ مرة بالرواية ولقد عرف الثعلبي عدا ذلك روايتين أخريين لهذا الكتاب ٢٢ انتهى.

(٧) هو رفيع بن مهران ، أبو العالية الرياحي ، تقدم التعريف به في ١ / ٢٩٩ وتفسيره ذكره الداودي في طبقات المفسرين ١ / ١٧٩ وقال : «وله تفسير رواه عنه الربيع بن أنس البكري».

(٨) ذكره ابن النديم في «الفهرست» ص ٢٠٢ في ترجمة الحسن وفي ٢٠٣ في ترجمة عمرو بن عبيد راويه عن الحسن ، وقال بروكلمان في تاريخ الأدب ١ / ٢٥٧ (مترجم) : «وينسب إلى الحسن البصري تفسير للقرآن برواية عمرو بن عبيد ... انظر المتحف البريطاني أول ٨٢١».

(٩) هو الربيع بن أنس البكري الحنفي البصري ثم الخراساني روى عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه وأبي العالية والحسن البصري وعنه أبو جعفر الرازي وابن حيان ت ١٣٩ ه‍ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٣٨) وتفسيره ذكره سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٥٦ فقال : «ويرجع أكثر هذا التفسير إلى أبي العالية ، وقد أفاد منه الطبري بالرواية ... ، وأما الثعلبي فقد ذكره في الكشف والبيان على أنه تفسير أبي العالية والربيع انظر هورست ٣٠٠ ـ ٢٩٩ / ١٩٥٣ / ١٠٣. «H.Horst ,ZDMG

(١٠) «تفسير مقاتل بن سليمان» طبع بتحقيق عبد الله محمود شحاتة بالقاهرة مط عيسى الحلبي عام ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م ، و ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م.

٢٩٤

مسلم (١) ، الخراساني ، ومرّة الهمداني (٢) ، وعلي بن أبي طلحة الوالبي (٣) ، ومحمد بن كعب القرظي (٤) ، وأبي بكر الأصم عبد الرحمن بن كيسان (٥) ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السّديّ (٦) ، وعكرمة مولى ابن عباس (٧) ، ....

__________________

(١) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى (أبي سلمة) والصواب ما أثبتناه وهو عطاء بن أبي مسلم ميسرة أبو أيوب الخراساني البلخي نزيل الشام روى عن الصحابة مرسلا كابن عباس والمغيرة بن شعبة وروى عنه ابنه عثمان وشعبة والأوزاعي وغيرهم قال ابن معين ثقة ت ١٣٥ ه‍ (سير أعلام النبلاء ٦ / ١٤٠) وتفسيره مخطوط بالظاهرية علوم القرآن ٩٥ (من ١٢٦ أـ ١٣٢ أفي القرن ٥ ه‍) وفي سراي أحمد الثالث ٣١٠ ٦ أوراق.

(٢) هو مرة بن شراحيل الهمداني السكسكي أبو إسماعيل الكوفي ، المعروف بمرّة الطيب ومرّة الخير ، لقب بذلك لعبادته. روى عن أبي بكر ، وعمر ، وعلي ، وحذيفة وغيرهم رضي‌الله‌عنهم أجمعين. وعنه السدي ، وعطاء بن السائب ، وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم توفي زمن الحجاج ٧٦ ه‍ (تهذيب التهذيب ١٠ / ٨٨) وصفه الذهبي في تذكرة الحفاظ ١ / ٦٧ بقوله : «المفسّر العابد ... وكان بصيرا بالتفسير» وذكره الداودي في طبقات المفسّرين ٢ / ٣١٧.

(٣) هو علي بن أبي طلحة ، ويسمى سالم بن المخارق الهاشمي يكنى أبا الحسن روى عن ابن عباس ولم يسمع منه ، بينهما مجاهد ، وأبي الوداك ، وراشد بن سعد ، وعنه الحكم بن عتيبة وهو أكبر من داود بن أبي هند ت ١٢٠ ه‍ (تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٩) ذكر «تفسيره» سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٤٥ ، وقام راشد عبد المنعم بإعداد بحث كرسالة ماجستير أسماه «علي بن أبي طلحة ومروياته عن ابن عباس» بجامعة الاسكندرية كلية الآداب (أخبار التراث العربي ٣٣ / ١٢).

(٤) هو محمد بن كعب بن سليم بن عمرو أبو حمزة القرظي ويقال أبو عبد الله. تابعي ولد في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل رآه ، روى عنه ابن المنكدر ويزيد بن الهاد ، والوليد بن كثير. وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، قال عون بن عبد الله : «ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من القرظي» ت ١٢٠ ه‍ (غاية النهاية ٢ / ٢٣٣) «وتفسيره» ذكره سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٥٣.

(٥) هو عبد الرحمن بن كيسان أبو بكر الأصم المعتزلي صاحب «المقالات» في الأصول ذكره عبد الجبار الهمداني في «طبقات المعتزلة» وقال : «كان من أفصح الناس وأورعهم وأفقههم وله «تفسير» عجيب (ابن حجر ، لسان الميزان ٣ / ٤٢٧) و «تفسيره» ذكره ابن النديم في الفهرس ص ٣٦ وسيزكين في تاريخ التراث ٢ / ٣٩٥ وقال «... من آثاره «التفسير» أفاد منه الثعلبي في كتابه الكشف ق ٥ أ.

(٦) «تفسير السدي» ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦ ، وذكره الداودي في طبقات المفسرين ١ / ١١٠ الترجمة (١٠١) ، وذكره سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٥٤ وقال : «ومن آثاره» «التفسير» أفاد منه الطبري بالرواية الآتية ...» وساق إسناد الطبري إليه.

(٧) «تفسير عكرمة عن ابن عباس» ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦ ، وذكر أبو نعيم مجموعة من رواياته في التفسير في حلية الأولياء ٣ / ٣٢٩ ـ ٣٤٧ ، وأخرج بسنده عن عكرمة قال : «لقد فسّرت ما بين اللوحين».

٢٩٥

وعطية العوفي (١) ، وعطاء بن أبي رباح (٢) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٣).

فهذه تفاسير القدماء المشهورين ، وغالب أقوالهم تلقوها من الصحابة ، ولعلّ اختلاف الرواية عن أحمد إنما هو فيما كان من أقوالهم وآرائهم. ومن المبرّزين في التابعين : الحسن ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، ثم يتلوهم عكرمة والضحاك ـ وإن لم يلق ابن عباس ، وإنما أخذ عن [ابن] (٤) جبير. وأما علم (٥) السدي فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح (٦) [لأنه كان يراهما مقصّرين في النظر. وقال الحافظ أبو أحمد بن عديّ (٧) في كتابه «الكامل» : «للكلبي (٨) أحاديث صالحة ، وخاصة عن أبي صالح] (٦) وهو معروف بالتفسير

__________________

(١) هو عطية بن سعد بن جنادة أبو الحسن العوفي الجدلي القيسي الكوفي. روى عن أبي سعيد ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وابن عمر رضي‌الله‌عنهم. وعنه ابناه الحسن وعمر ، والأعشى وابن أرطاة ، وعمرو الملائي ، ت ١١١ ه‍ (تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥) قال سيزكين في تاريخ التراث ٢ / ٥٠ ـ ٦٠ : «ومن آثاره «التفسير» نقل الطبري في تفسيره من هذا التفسير في (١٥٦٠) موضعا بالرواية ... والثعلبي أيضا في الكشف والبيان ق ٤ / أ... وكان هذا التفسير بين الكتب التي حصل الخطيب البغدادي على إجازتها انظر مشيخته ـ المخطوط ـ بالظاهرية (٣) مجمع ١٨ ، ص ١٢٦ / أ(١)». انتهى.

(٢) ذكره سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٥١ وقال : «من آثاره التفسير : يبدو أن هذا لم يكن كبيرا وقد استخدمه الطبري بالرواية ... كما أن الثعلبي أفاد من هذا التفسير في كتابه الكشف والبيان ق ٦ / ب».

(٣) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (عبد الله) وتصويبه من المخطوطة ، وهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني روى عن أبيه ، وابن المنكدر ، وصفوان بن سليم ، وأبي حازم. وعنه ابن وهب ، وعبد الرزاق ووكيع ، وابن عيينة. أخرج له الترمذي وابن ماجة. له «التفسير» و «الناسخ والمنسوخ» ت ١٨٢ ه‍ (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٢٦٥) قال سيزكين في تاريخ التراث : «ومن آثاره «التفسير» أفاد منه الطبري في حوالي ١٨٠٠ موضع بالرواية ... ، وأفاد الثعلبي أيضا من هذا التفسير في الكشف والبيان ق ٤ / ب». وذكر تفسيره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦ وعزاه لزيد بن أسلم ـ خطأ ـ وهو بخط السكري.

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (عامر).

(٦) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.

(٧) هو عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الجرجاني الحافظ المحدث. سمع بهلول بن إسحاق التنوخي ومحمد بن يحيى المروزي وأنس بن السلم وغيرهم. وحدّث عنه شيخه أبو العباس ابن عقدة ، والحسن بن رامين ، وحمزة بن يوسف السهمي (ت ٣٦٥ ه‍) وكتابه : «الكامل في ضعفاء الرجال» طبع في بيروت بدار الفكر عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م وانظر قوله في كتابه ٦ / ٢١٣٢ (سير أعلام النبلاء : ١٦ / ١٥٤).

(٨) هو محمد بن السائب الكلبي النسابة المفسر روى عن الشعبي وجماعة وعنه ابنه وأبو معاوية ويزيد

٢٩٦

__________________

ويعلى بن عبيد متّهم بالكذب ورمي بالرفض وله «تفسير مشهور» و «تفسير الآي الذي نزل في أقوام بأعيانهم» و «ناسخ القرآن ومنسوخه» ت ١٤٦ ه‍ (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ١٤٤) و «تفسيره» ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦ ، وذكره سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٥٦ ـ ٥٨. وقال : «وقد وصل إلينا هذا التفسير في المخطوطات التالية :

آيا صوفيا ١١٣ (٢٢٤ ورقة ، في القرن العاشر الهجري. انظر : ريتر ، Ritter ,Turkiyat ٦ ـ ٧ VII ـ VIII , آيا صوفيا ١١٤) (٣٥١ ورقة سنة ١١٠٩ ه‍ ، ريتر ، أيضا العدد ٧) ، ١١٥ (٤٨٥ ورقة سنة ١١٥٢ ه‍ ، ريتر ، أيضا العدد ٧) ، ١١٦ (١٩٦ ورقة ، سنة ١١٣٩ ه‍ ، ريتر ، أيضا العدد ٧) ، ١١٧ (١٨٤ ورقة ، سنة ١٤٤ ه‍ ريتر ، أيضا العدد ٧) ، ١١٨ (٢٥٧ ورقة ، سنة ١١٤٠ ه‍ ، ريتر ، أيضا العدد ٧) ، شهيد على ٧٧ (سنة ٨٨٥ ه‍) ، وهي ١٠٠ (٢٧٦ ورقة ، القرن الحادي عشر الهجري) ، سراي أحمد الثالث ١٢ (٢٦٣ ورقة ، سنة ١١٠٧ ه‍ ، انظر : فهرسته ١ / ٤٣٨) سراي ريفان ١١٦ (٣٥٢ ورقة ، في القرن الحادي عشر الهجري انظر : فهرست ١ / ٤٣٧) ، سراي خزينة الأمانة ٥٨٨ (٣٧٦ ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري. انظر : فهرست ١ / ٤٣٧) ، ٥٨٩ (٤٢٤ ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري. انظر : فهرست ١ / ٤٣٧) ، داماد إبراهيم ٤٩ (٣٣٩ ورقة ، سنة ١١٠٠ ه‍) ، فيض الله ٤٣ (٣٧٥ ورقة ، سنة ١١٠٠ ه‍) ، نور عثمانية ١٦٨ (٢٧٥ ورقة ، سنة ١١٦٠ ه‍) ، ١٦٩ (٢٩٦ ورقة ، سنة ١١٦٢ ه‍) ، ١٧٠ (٤٢٩ ورقة ، سنة ١١٥٩ ه‍) ، ١٧٢ (٣٧٥ ورقة ، سنة ١١٦٥ ه‍) ، (١) ، ١٧٤ (٣٣١ ورقة سنة ١١٩٤ ه‍) ، ١٧٥ (٤٠٣ ورقة ، سنة ١١٦٣ ه‍) ، ١٧٦ (٣١٢ ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري) ، ١٧٧ (٣٧٢ ورقة ، سنة ١١٦٣ ه‍) ، ١٧٨ (٣٩١ ورقة ، سنة ١١٦٥ ه‍) ، ١٧٩ (٣٦٦ ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري) ، ١٨٠ (٤١٧ ورقة ، سنة ١١٦٠ ه‍) ، ١٨١ (٣٤٣ ورقة ، سنة ١١٦٥ ه‍) ، ١٨٢ (٣٤١ ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري) ، ١٨٣ (٢٧٠ ورقة في القرن الثاني عشر الهجري) ، كوبريلي ٢ / ١٦ (٤٠٠ ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري) ، الفاتح ١٧٣ (٣٦٥ ورقة ، سنة ١١٦٣ ه‍) ، ١٧٤ (٣٤٢ ورقة في القرن الثاني عشر الهجري) ، ١٧٥ (٣٣٥ ورقة في القرن الحادي عشر الهجري) ، عاطف ٨٨ (٣٤١ ورقة ، في القرن العاشر الهجري) ، ٨٩ (٢٥٠ ورقة ، في القرن العاشر الهجري ، مراد ملا ٣٨ (٣٨٧ ورقة سنة ١٠٩٣ ه‍) ، راغب ٤٦ (٣٧٥ ورقة سنة ١١٦١ ه‍) ، ٤٧ (٤١٩ ورقة ، في القرن الثاني عشر الهجري) ، بايزيد ٥٦٣ (٣٠٧ ورقة ، سنة ١١٧١ ه‍) ، الحميدية ٣٩ (٣٦٧ ورقة ، سنة ١١٦٢ ه‍) ٤٠ (٣٣٩ ورقة ، سنة ١١٠٠ ه‍) ، سليم آغا ٤٥ (٣٥٤ ورقة ، سنة ١١٦٧ ه‍) ، مكتبة جامعة استنبول ٧٥٢ (٣٣١ ورقة. سنة ١١٦٢ ه‍) ، ولي الدين ٩٤ (٢٤٣ ورقة ، سنة ١١٧٥ ه‍) ، الظاهرية ، تفسير ١٤٤ (٢٧٠ ورقة ، انظر : عزة حسن ، فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بعلوم القرآن ١٨٨) ، تشستربتي ٤٢٢٤ (٢٥٥ ورقة سنة ١١٥٩ ه‍) ٥٤٦٥ (٣٥٦ ورقة ، سنة ١١٥٨ ه‍) ، الأوقاف ببغداد ٢١٢٢ (انظر : طلس ٢٢) ، كابول ، انظر : مجلة معهد المخطوطات العربية ٢ / ٨ ، بنكيبور ١٨ / ٢ / ١ ـ ٢ رقم ١٣٢٢ (٣٦٨ ورقة سنة ١١٦٥ ه‍) ، و ١٣٢٣ (٣٨٩ ورقة ، في القرن الحادي عشر الهجري).

٢٩٧

وليس لأحد تفسير أطول منه ، ولا أشبع (١) منه ، وبعده مقاتل بن سليمان ؛ إلا أنّ الكلبيّ يفضّل على مقاتل ؛ لما في مقاتل من المذاهب الرديئة» (٢).

ثم بعد هذه الطبقة ألّفت تفاسير تجمع أقوال الصحابة والتابعين ، كتفسير : سفيان بن عيينة (٣) ، ووكيع بن الجراح (٤) ، وشعبة بن الحجاج (٥) ، ويزيد بن هارون (٦) ، والمفضل (٧) ، وعبد الرزاق بن همّام الصنعاني (٨) ، وإسحاق بن راهويه (٩) ، وروح بن عبادة (١٠) ، ويحيى بن

__________________

(١) عبارة المخطوطة (ولا أسمع منه ، والمطبوعة (ولا أشيع فيه) وما أثبتناه موافق لما في الكامل ٦ / ٢١٣٢.

(٢) قال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» ١ / ١٧٤ عقب ترجمة مقاتل بن حيان : (فأما مقاتل بن سليمان ... ، وقد لطّخ بالتجسيم مع أنه كان من أوعية العلم بحرا في التفسير).

(٣) «تفسير سفيان بن عيينة» ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦. وجمع رواياته في التفسير احمد صالح محايري وطبعها باسم «تفسير سفيان بن عيينة» في بيروت بالمكتب الإسلامي عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م.

(٤) ذكر تفسيره ابن النديم في الفهرست ص ٣٦ وسيزكين في تاريخ التراث ١ / ١٤١ وقال : «استخدمه الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ق ٤ / ب».

(٥) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٤٣٠ في جملة المفسّرين ، وذكر تفسيره في ١ / ٤٥١.

(٦) هو يزيد بن هارون بن زادان أبو خالد مولاهم الواسطي أحد الأئمة المشهورين بالتفسير والحديث والفقه والصلاح سمع سليمان التيمي ، وداود بن أبي هند ، ويحيى الأنصاري وغيرهم. قال أحمد بن حنبل : «كان حافظا متقنا للحديث» ووثقه ابن المديني وابن معين. ت ٢٠٦ ه‍ (تهذيب الأسماء واللغات : ١٦٣) وتفسيره ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب ٤ / ١١ وذكر أنه مترجم إلى الفارسية ، في مكتبة نور عثمانية : ٤٧٤ ، وقد نفى سيزكين ما ذكره بروكلمان انظر معجم مصنفات القرآن ٢ / ١٩٤.

(٧) هو المفضل بن سلمة بن عاصم أبو طالب النحوي اللغوي الكوفي الفاضل أخذ عن أبيه وابن السكيت وثعلب من تصانيفه «ضياء القلوب» في معاني القرآن نيف وعشرون جزءا و «الفاخر في لحن العامة» و «البارع» في اللغة ت ٢٩٠ ه‍ (الداودي) ، طبقات المفسرين ٢ / ٣٢٨). وكتابه ذكره ابن النديم في الفهرست : ٣٧ و ٨٠ وذكر له كتابان ضياء القلوب ـ الآنف الذكر ـ و «معاني القرآن مفسر» ، ولعلهما واحد.

(٨) «تفسير عبد الرزاق» أعلن طبعه في حيدرآباد (انظر البرنامج ١٣٥٤ / ٢) ، وقام بتحقيقه كرسالة دكتوراه عبد الله أبو السعود بدر في مصر بالفيوم عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث ١٨ / ١٧) ، وطبع بدار المعرفة في بيروت بتحقيق د. عبد المعطي قلعجي في مجلدين ١٤٠٩ ه‍ / ١٩٨٩ م.

(٩) ذكر كتابه ابن النديم في الفهرست ص ٢٨٦.

(١٠) هو روح بن عبادة بن العلاء بن حسان أبو محمد القيسي البصري. ثقة فاضل ، سمع أبو عون ، وحسينا ، وابن أبي عروبة ، وروى عنه أحمد ، وإسحاق ، وبندار وخلق كثير قال ابن المديني : «نظرت لروح في أكثر من مائة ألف حديث كتبت منها عشرة آلاف» توفي بعد المائتين ، و «تفسيره» رواه عنه أبو الأزهر صالح بن درهم الباهلي البصري (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ١٧٤) وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٤٤٨ ، وسيزكين في تاريخ التراث ١ / ٦٦ ـ ٦٧ ، وقال : «أفاد منه الثعلبي .... انظر الكشف والبيان ق ٤ / ب».

٢٩٨

قريش (١) ، ومالك بن سليمان الهروي (٢) ، وعبد بن حميد الكسّي (٣) ، وعبد الله بن الجرّاح (٤) ، وهشيم بن بشير (٥) ، وصالح بن محمد اليزيدي (٦) ، وعليّ بن حجر بن إياس السعدي (٧) ، ويحيى بن محمد بن عبد الله الهروي (٨) ، ....

__________________

(١) كذا في الأصول ، ولعله يحيى بن آدم القرشي المخزومي الكوفي ، أبو زكريا إمام محدّث فقيه ثقة ، سمع زهير بن معاوية ، وسفيان الثوري وروى عنه ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ت ٢٠٣ ه‍ ذكره الداودي في طبقات المفسّرين ٢ / ٣٦٣ ، وعزا له كتاب «أحكام القرآن».

(٢) هو مالك بن سليمان بن مرّة النهشلي الهروي ، محدّث من أهل هراة من الضعفاء ، روى عن مالك وابن أبي ذئب ، وشعبة ، ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء ٤ / ١٧٣ وقال : «في حديثه نظر» ، وضعّفه الدار قطني ، وذكره ابن حبان في الثقات ٩ / ١٦٥ وقال : «وكان مرجئا ممّن جمع وصنف يخطئ كثيرا» وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٨ / ١٢٠ وقال : «سألت أبي عنه فقال : لا أعرفه» وانظر ترجمته في ميزان الذهبي ٣ / ٤٢٧ ولسان الميزان ٥ / ٤.

(٣) هو عبد بن حميد الكسّي ـ بالكسر وتشديد المهملة وينطق بها الناس بالفتح والمعجم الكشّي وهو خطأ ـ أبو محمد مصنف «المسند» و «التفسير» وغير ذلك وقيل إن اسمه عبد الحميد جزم بذلك ابن حبّان ، سمع يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي ، وابن عاصم. وغيرهم ، حدث عنه مسلم ، والترمذي وابن خزيمة ، وعلّق له البخاري. ت ٢٤٩ ه‍ (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٦٨) وذكره سيزكين في كتابه وقال : «ومن آثاره التفسير ، اقتبس منه صاحب الإصابة ... ١ / ١٥٩ ، ١٠٥٧ ، ٢ / ٢٢ ، ٦٤ ، ٢٥٧ ، ٣ / ٩٦٧ ، ١٠٥٢ ، ٤ / ٣٥٧».

(٤) هو عبد الله بن الجراح بن سعيد القهستاني ، أبو محمد المحدّث ، روى عن مالك بن أنس ، وحماد بن زيد ، وابن المبارك وروى عنه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيّان. قال ابن أبي حاتم : «سألت أبي عنه فقال : كان كثير الخطأ ومحلّه الصدق» وسئل أبو زرعة عنه فقال : «صدوق» (الجرح والتعديل ٥ / ٢٧).

(٥) هو هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار السلمي. سمع الزهري وعمرو بن دينار ومنصور بن زاذان وعنه شعبة ويحيى القطان وأحمد بن حنبل ، وهو صاحب «التفسير» الذي يرويه عنه أبو هاشم زياد بن أيوب بن زياد البغدادي. ت ١٨٣ ه‍ (الداودي طبقات المفسرين ٢ / ٣٥٢) «وتفسيره» ذكره ابن النديم في الفهرست : ٢٨٤ وقال سيزكين في تاريخ التراث ١ / ٦٤ : «وتفسيره أفاد منه الطبري في تفسيره وتاريخه ... وقد استخدمه الثعلبي».

(٦) الكلمة غير واضحة في المخطوطة ، ولعله صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب الأسدي البغدادي أبو علي ويقال أبو جعفر الملقب ب «جزرة» محدث ما وراء النهر حافظ مفسّر ولد بالكوفة وسكن بغداد ت ٢٩٤ ه‍ (تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢) «وتفسيره» ذكره البغدادي في هدية العارفين ١ / ٤٢٢.

(٧) هو علي بن حجر ـ بضم الحاء وسكون الجيم ـ ابن إياس أبو الحسن السعدي المروزي الحافظ الكبير ، رحّال جوّال. سمع شريكا ، وإسماعيل بن جعفر. وهشيما ، وابن المبارك وأمثالهم. وعنه الجماعة إلا أبي داود وابن ماجة. له تصانيف منها «أحكام القرآن» (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٩٦).

(٨) كذا في الأصول ، ولعله تصحيف من «المخزومي» ولعله يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي

٢٩٩

وعلي بن أبي طلحة (١) [وغيرهم] (٢) ، وابن مردويه (٣) ، وسنيد (٤) ، والنّسائي (٥) ، وغيرهم.

ووقع في «مسند أحمد» ، و «البزار» ، و «معجم الطبراني» وغيرهم كثير من ذلك.

ثم إن محمد بن جرير الطبري (٦) جمع على الناس أشتات التفاسير ، وقرّب البعيد.

وكذلك عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (٧). وأما أبو بكر النقاش (٨) ، وأبو جعفر

__________________

المخزومي المكي روى عن أبي سلمة ابن سفيان ، وعكرمة بن عبد الرحمن. وعنه ابن أبي نجيح ، وابن جريج. وثّقه يحيى بن معين (البخاري التاريخ الكبير ٨ / ٢٨٤ ، وابن أبي حاتم ، الجرح والتعديل ٩ / ١٦٢).

(١) تقدم في ص ٢٩٥ من هذا الجزء.

(٢) ساقطة من المطبوعة.

(٣) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، تقدم التعريف به وبتفسيره في ١ / ٢٧٧.

(٤) هو سنيد ـ مصغّرا ـ ابن داود الحافظ أبو علي المصيصي المحتسب واسمه الحسين كان أحد أوعية العلم. حدّث عن حماد ، وجعفر بن سليمان وابن المبارك. وعنه أبو بكر الأثرم ، وأبو زرعة ، وابن أبي خيثمة. وله «تفسير» رواه عنه محمد بن إسماعيل الصائغ ت ٢٢٦ ه‍ (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٢٠٩).

(٥) هو أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن الإمام النسائي صاحب «السنن» وتفسيره مخطوط بمكتبة جامعة استانبول ٣٢٥٧ / ١٢٠ ورقة كتبت القرن ٨ ه‍ ، وفي التيمورية ١ / ٢٠ تفسير : ٢٢١ قسم واحد (سيزكين : ١ / ٢٦٨) ، قام بتحقيقه المكتب السلفي لتحقيق التراث الإسلامي ويطبع في الرياض بمكتبة المعارف (أخبار التراث العربي ٣٠ / ٨).

(٦) تقدم الكلام عن تفسيره في ١ / ٣٠٥.

(٧) هو عبد الرحمن بن أبي حاتم بن إدريس أبو محمد الحنظلي الرازي من مشاهير المحدثين في عصره عالم بالفقه والقراءات نعته الذهبي بالإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام. وكان بحرا في معرفة الرجال ، صنّف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار وكان عابدا زاهدا يعد من الأبدال ومن تصانيفه «التفسير المسند» و «الجرح والتعديل» و «الزهد» ت ٣٢٧ ه‍ (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠) وتفسيره مخطوط في دار الكتب : ١٥ تفسير ، ومعهد المخطوطات : ٩١ ، المكتبة المركزية ببغداد : ١٨٧٦ ، عن نسخة المتحف العراقي. دار الكتب الظاهرية : ٧٣١٢ ، وآيا صوفيا : ١٧٥. (معجم الدراسات القرآنية : ٢٥٧) وقام بتحقيق الجزء الأول منه أحمد عبد الله الزهراني كرسالة دكتوراه بجامعة أم القرى مكة (أخبار التراث العربي ٥ / ٢٣).

(٨) هو محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون أبو بكر النقاش الدار قطني المقرئ المفسّر ، يقال إنه مولى أبي دجانة سماك بن خرشة الأنصاري وكان حافظا للتفسير صنف فيه كتابا سمّاه «شفاء الصدور» وفي حديثه مناكير. وسئل البرقاني عنه فقال : كل حديثه منكر وتفسيره ليس فيه حديث صحيح ت ٣٥١ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ١٨ / ١٤٦ ـ ١٤٧). و «تفسيره» مخطوط في دار الكتب بالقاهرة

٣٠٠