البرهان في علوم القرآن - ج ٢

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ٢

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

أجل ذلك ليزينها لهم ، قال تعالى : (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) (النمل : ٢٤) ولما كان في مطلع النيرات من العبر بطلوعها من هناك وظهورها عظمت المحنة بهن ، ولما في الغروب من عدم تلك العلة التي تتبين هناك بتزيين العدو لها ، وإليه أشار صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله [٩٧ / أ] : «وتغرب بين قرني الشيطان» (١). ولأجل ما بين معنى الإقبال والإدبار كان باب التوبة مفتوحا من جهته إلى يوم تطلع الشمس منه ، ألا تسمع إلى قوله تعالى : (وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً) (الكهف : ٩٠) أي وقعت عقولهم عليها ، وحجبت بها عن حالتها ، مع قوله : (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ) (فصلت : ٣٧).

وفي قوله عند طلوعها : (هذا رَبِّي) (الأنعام : ٧٦) وعند غروبها : (لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) (الأنعام : ٧٦) (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) (الأنعام : ٧٧) ما يبين تصديق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله : «رأس الفتنة والكفر نحو المشرق» (٢) ، وإن «باب التوبة مفتوح من قبل المغرب» (٣).

ومن ذلك بدء الوحي في قوله سبحانه [وتعالى] : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) (النحل : ١) إلى قوله : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) (النحل : ٢).

__________________

(١) الحديث من رواية عمرو بن عنبسة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٥٦٩ ـ ٥٧٠ كتاب صلاة المسافرين ... (٦) ، باب إسلام عمرو بن عنبسة رضي‌الله‌عنه (٥٢) ، الحديث (٢٩٤ / ٨٣٢) ضمن حديث طويل.

(٢) تقدم تخريجه في ٢ / ٢٦٠.

(٣) الحديث من رواية صفوان بن عسّال رضي‌الله‌عنه ، أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند ص ١٦٠ ـ ١٦١ ، الحديث (١١٦٨) ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٤٠ ، والترمذي في السنن ٥ / ٥٤٦ ـ ٥٤٧ برواية مطولة ، كتاب الدعوات (٤٩) ، باب في فضل التوبة (٩٩) ، الحديث (٣٥٣٦) ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى عزاه له المزي في تحفة الأشراف ٤ / ١٩٢ الحديث (٤٩٥٢) ، وأخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٣٥٣ كتاب الفتن (٣٦) ، باب طلوع الشمس من مغربها (٣٢) ، الحديث (٤٠٧٠) ، والطبري في التفسير ٨ / ٧٢ سورة الأنعام ، الآية (١٥٨) ، والطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٧٠ الحديث (٧٣٦٠) ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٢٨٢ كتاب الطهارة باب رخصة المسح لمن لبس الخفين ... ، وأخرجه سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه (الدر المنثور ٣ / ٥٩).

٢٦١

وقول خديجة : «والله لا يخزيك الله أبدا إنّك لتصل الرّحم» (١) [إلى آخره] (٢) وقوله تعالى : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) (الأعراف : ١٣٤) وقوله : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) (الصافات : ١٤٣) وفي هذا بيّن صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحاب الغار الثلاثة ، إذ قال بعضهم لبعض : «ليدع كلّ واحد منكم بأفضل أعماله ، لعلّ الله تعالى أن يفرج عنّا» (٣).

وقول ورقة : «يا ليتني حيّ (٤) إذ يخرجك قومك» (٥) إلخ ، (٦) [وقوله تعالى : (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ)] (٦) (الأعراف : ٨٨) وقوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) (إبراهيم : ١٣).

وكذلك قوله : «لم يأت أحد بما جئت به إلا عودي» (٧) من قوله تعالى : (كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ* أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) (الذاريات : ٥٢ و ٥٣).

ومن ذلك حديث المعراج (٨) ، ....

__________________

(١) هذه العبارة من قول السيدة خديجة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث طويل متفق عليه من رواية عائشة رضي‌الله‌عنها أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ٢٢ كتاب بدء الوحي (١) ، باب (٣) ، الحديث (٣) ، ومسلم في الصحيح ١ / ١٣٩ ـ ١٤٢ كتاب الإيمان (١) ، باب بدء الوحي ...

(٧٣) ، الحديث (٢٥٢ / ١٦٠).

(٢) ليست في المطبوعة.

(٣) حديث أصحاب الغار متفق عليه من رواية ابن عمر رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩ كتاب البيوع (٣٤) ، باب إذا اشترى شيئا لغيره ... (٩٨) ، الحديث (٢٢١٥) وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢٠٩٩ كتاب الذكر والدعاء ... (٤٨) باب قصة أصحاب الغار ...

(٢٧) ، الحديث (١٠٠ / ٢٧٤٣).

(٤) كذا في الأصول : «حيّ» وعند البخاري ومسلم : «حيّا» فليحرّر.

(٥) ورقة هو ابن نوفل بن أسد ، ابن عم خديجة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان تنصّر في الجاهلية ، ذكره ابن حجر في الإصابة ٣ / ٥٩٧ الترجمة (٩١٣٣) ، وقد تقدم تخريج الحديث.

(٦) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.

(٧) هو من قول ورقة بن نوفل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد تقدم تخريجه ضمن حديث عائشة رضي‌الله‌عنها.

(٨) حديث المعراج أوله «بينما أنا في الحطيم ...» وهو متفق عليه من رواية مالك بن صعصعة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٧ / ٢٠١ ـ ٢٠٢ كتاب مناقب الأنصار (٦٣) ، باب المعراج (٤٢) ، الحديث (٣٨٨٧) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ١٤٩ ـ ١٥١ كتاب الإيمان (١) باب الإسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... (٧٤) ، الحديث (٢٦٤ / ١٦٤).

٢٦٢

مصداقه في سورة الإسراء (١) وفي صدر سورة النجم (٢).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به» (٣) من مفهوم قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) (النحل : ١٢٣). وبتصديق كلمة (٤) الله ، اتبعه كونا وملّة ، وهكذا حاله حيث جاءت «صدقا» و «عدلا» فتطلّب صدق كلماته بترداد تلاوتك لكتابه ، ونظرك في مصنوعاته ، فهذا هو قصد سبيل المتقين ، وأرفع مراتب الإيمان ، قال تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) (٥) النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ (الأعراف : ١٥٨) وقال لزكريا : (أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً [وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ]) (٦) (آل عمران : ٣٩) ولما كان عيسى عليه‌السلام من أسماء كلماته لم يأت يوم القيامة بذنب لطهارته وزكاته.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله لا ينام» (٧) في قوله : ([لا تَأْخُذُهُ]) (٦) سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ (البقرة : ٢٥٥).

وقوله : «ولا ينبغي له أن ينام» (٧) من قوله : (الْقَيُّومُ) (البقرة : ٢٥٥) وفسره صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : «يخفض القسط (٨) [ويرفعه] (٩) ، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل» (٧) ومصداقه أيضا قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) (آل عمران : ٢٦).

__________________

(١) صدر سورة الإسراء الآية الأولى (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ... لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا).

(٢) قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ... لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).

(٣) قطعة من حديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٦ / ٤٢٨ كتاب أحاديث الأنبياء (٦٠) باب قول الله تعالى (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى ...) (٢٤) ، الحديث (٣٣٩٤) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ١٥٤ كتاب الإيمان (١) ، باب الإسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... (٧٤) ، الحديث (٢٧٢ / ١٦٨).

(٤) في المخطوطة (كلمات).

(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (ورسله).

(٦) ليست في المطبوعة.

(٧) الحديث من رواية أبي موسى الأشعري رضي‌الله‌عنه أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ١٦١ ـ ١٦٢ كتاب الإيمان (١) ، باب في قوله عليه‌السلام «إن الله لا ينام ... (٧٩) ، الحديث (٢٩٣ / ١٧٩).

(٨) تحرفت في المخطوطة إلى (يحفظ العبد).

(٩) ليست في المخطوطة.

٢٦٣

ومن ذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصلوات الخمس كفّارات لما بينهن» (١) وقال : «الجمعة إلى الجمعة كفّارة لما بينهما وزيادة [ثلاثة أيام] (٢)» (١) و «رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما» (١) في قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (الأنعام : ١٦٠) فهذا رمضان بعشرة أشهر العام ، ويبقى شهران داخلان في كرم الله تعالى وحسن معاملته.

قلت : قد جاء في حديث [آخر] (٣) : «وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر» (٤) مع قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) انتهى.

وقال في الجمعة : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الآية : ٩) وكذلك قال في الصوم : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : ١٨٤) أشار إلى سر في الجمعة ، وفضل عظيم ، أراهما الزيارة والرؤية في الجنة [٩٧ / ب] فإنها تكون في يوم الجمعة. وكذلك أشار في الصيام بقوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : ١٨٤) إلى سرّ في الصيام ، وهو حسن عاقبته وجزيل عائدته ، فنبّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك» (٥).

وقوله وقد رأى أعقابهم تلوح لم يصبها الماء : «ويل للأعقاب من النار» (٦) في مفهوم

__________________

(١) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٠٩ كتاب الطهارة (٢) ، باب الصلوات الخمس ... (٥) الحديث (١٦ / ٢٣٣).

(٢) زيادة من المطبوعة ليست في المخطوطة وليست أيضا في رواية مسلم.

(٣) ليست في المخطوطة.

(٤) الحديث من رواية أبي أيوب الأنصاري رضي‌الله‌عنه أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٨٢٢ كتاب الصيام (١٣) ، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال (٣٩) ، الحديث (٢٠٤ / ١١٦٤).

(٥) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١١٨ كتاب الصوم (٣٠) ، باب هل يقول إني صائم ... (٩) ، الحديث (١٩٠٤) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٨٠٧ كتاب الصيام (١٣) ، باب فضل الصيام (٣٠) ، الحديث (١٦٤ ـ ١٦٥ / ١١٥١) وهو قطعة من حديث طويل أوله «كل عمل ابن آدم يضاعف ...».

(٦) الحديث متفق عليه من رواية عبد الله بن عمرو رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ١٤٣ كتاب العلم (٣) ، باب من رفع صوته بالعلم (٣) ، الحديث (٦٠) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٤ كتاب الطهارة (٢) ، باب وجوب غسل الرجلين ... (٩) ، الحديث (٢٦ / ٢٤١) واللفظ له ، وبدايته عند مسلم «رجعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة إلى المدينة ...».

٢٦٤

(فَاغْسِلُوا) (المائدة : ٦) في معنى قوله : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل : ٤٤) وغسل هو قدميه وعمّهما غسلا.

وقال : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (النور : ٦٣) مع قوله : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) (النساء : ١٤).

وقوله : «إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج [من] (١) كل خطيئة نظر إليها بعينيه» (٢) الحديث ، من قوله تعالى : (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) (المائدة : ٦) [أي من ذنوبكم] (١) (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة : ٦) أي ترقون في درجة الشكر فيتقبل أعمالكم (٣) القبول الأعلى ولهذا قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وكان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة» (٤) فله الشكر ، والشكر درجات ، وإنما يتبيّن بأن يبقى من العمل بعد الكفارة فضل ، وهو النافلة ، وهو المسمى بالباقيات الصالحات ، لمن قلّت ذنوبه ، وكثرت صالحاته ، فذلك الشكر ، ومن كثرت ذنوبه وقلت صالحاته فأكلتها الكفارات ، فذلك المرجوّ له دخول الجنة. ومن زادت ذنوبه فلم تقم صالحاته بكفّارة ذنوبه ، فذلك المخوف عليه ، (إِلاَّ أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً) (الأنعام : ٨٠).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنتم الغرّ المحجلون يوم القيامة» (٥) في قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) (الحديد : ١٢).

وكذا قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء» (٦) وهذا كلّه داخل في قوله تعالى : (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة : ٦) وجاءت «لام كي» هاهنا

__________________

(١) ليست في المخطوطة.

(٢) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٥ كتاب الطهارة (٢) ، باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء (١١) ، الحديث (٣٢ / ٢٤٤).

(٣) في المخطوطة (أعمالهم).

(٤) الحديث من رواية عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٠٧ كتاب الطهارة (٢) ، باب فضل الوضوء ... (٤) ، الحديث (٨ / ٢٢٩).

(٥) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٦ كتاب الطهارة (٢) ، باب استحباب إطالة الغرة ... (١٢) ، الحديث (٣٤ / ٢٤٦).

(٦) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٩ كتاب الطهارة (٢) ، باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء (١٣) ، الحديث (٤٠ / ٢٥٠).

٢٦٥

إشعارا ووعدا وبشارة لهم بنعم أخرى واردة عليهم من الشرائع لم تأت بعد ، ولذلك قال يوم الإكمال في حجة الوداع : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) (المائدة : ٣).

ومن ذلك حديث الأذان وكيفيته بقوله : «أشهد أن لا إله إلا الله» (١) من قوله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ) (آل عمران : ١٨) وتكرارها في قوله : (لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ) (آل عمران : ١٨).

وقوله : «أشهد أن محمدا رسول الله» (١) في قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) (الفتح : ٢٩). (وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ) (آل عمران : ١٤٤) مع قوله : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (النساء : ١٦٦) وتكرار الشهادة للرسول في معنى قوله : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) مع قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) (الأحزاب : ٤١) والتنبيه أول الكثرة ، ولأنها عبارة شرعت للإعلام ، فتكرارها آكد فيما شرعت له.

وأما إسراره بهما ، يعني بالشهادتين ، فمن مفهوم قوله : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) (الأعراف : ٢٠٥) وأما إجهاره بهما ففي قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) (الجمعة : ٩) والنداء الإعلام ، ولا يكون إلا بنهاية الجهر.

وقوله : «حيّ على الصلاة» (٢) في قوله (٣) : (وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) (المائدة : ٥٨) (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) (الجمعة : ٩).

وقوله : «حي على الفلاح» (٢) في (٣) قوله : (ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج : ٧٧).

__________________

(١) الحديث من رواية أبي محذورة رضي‌الله‌عنه أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٨٧ كتاب الصلاة (٤) ، باب صفة الأذان (٣) ، الحديث (٦ / ٣٧٩).

(٢) تقدم تخريج حديث أبي محذورة في الأذان.

(٣) في المخطوطة (من قوله).

٢٦٦

وقوله : «الصلاة خير من النوم» (١) في قوله : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : ٥٥) وقوله : (وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (الأنفال : ٢٠).

وقوله : «الله أكبر ، الله أكبر (٢) من قوله : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة : ١٨٥).

وقوله : (لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ) (القتال : ١٩) [كرّرها] (٣) وختم بها في [٩٨ / أ] قوله : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) (البقرة : ١٩٨) «وأفضل الذكر لا إله إلا الله» (٤) فختم بما بدأ (٥) به لقوله : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) (الحديد : ٣).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلّوا عليّ فإنه من صلّى عليّ واحدة صلّى الله عليه بها عشرا» (٦) في قوله : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (الأنعام : ١٦٠).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثم سلوا الله لي الوسيلة» (٦) في قوله : ([عَسى] (٧) أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (الإسراء : ٧٩) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (المائدة : ٣٥).

وقوله : «حلّت له شفاعتي يوم القيامة» (٦) في قوله : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ

__________________

(١) الحديث من رواية أبي محذورة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه أبو داود في السنن ١ / ٣٤٠ كتاب الصلاة (٢) ، باب كيف الأذان (٢٨) ، الحديث (٥٠٠) ، والنسائي في المجتبى من السنن ٢ / ٧ كتاب الأذان (٧) ، باب الأذان في السفر (٦) ، وابن حبان انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٣ / ٩٦ كتاب الصلاة ، ذكر البيان بأن المؤذن إذا رجع في أذانه ... ، الحديث (١٦٨٠).

(٢) تقدم تخريج حديث أبي محذورة في الأذان.

(٣) ليست في المخطوطة.

(٤) الحديث من رواية جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه ، أخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٤٦٢ كتاب الدعوات (٤٩) ، باب ما جاء أن دعوة المسلم ... (٩) ، الحديث (٣٣٨٣) ، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ص ٨٤٠ ـ ٨٤١ باب أفضل الذكر ... ، الحديث (٨٣١) ، وأخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٢٤٩ كتاب الأدب (٣٣) ، باب فضل الحامدين (٥٥) ، الحديث (٣٨٠٠) ، وأخرجه ابن حبان انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٢ / ١٠٤ كتاب الرقائق ، ذكر البيان بأن الحمد لله جل وعلا ... ، الحديث (٨٤٣) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ١ / ٤٩٨ كتاب الدعاء باب أفضل الذكر ... ، وقال : (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

(٥) عبارة المخطوطة (فختم بها ما بدأ).

(٦) الحديث من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي‌الله‌عنهما ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٨٨ كتاب الصلاة (٤) ، باب استحباب القول مثل قول المؤذن ... (٧) ، الحديث (١١ / ٣٨٤) وأوله «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ...».

(٧) ليست في المخطوطة.

٢٦٧

نَصِيبٌ مِنْها) (النساء : ٨٥).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل [به] (١) كلما دعا لأخيه بشيء قال الملك : آمين ولك بمثله» (٢) في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة : ٦) إلى آخر السورة ، هذا دعاء من يأتي به لنفسه ولجماعة المسلمين بظهر الغيب ، تقول الملائكة في السماء : «آمين» وقد قال تعالى : «ولعبدي ما سأل» (٣).

ومن ذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن إبراهيم حرّم مكة وأنا حرّمت المدينة» (٤). وقوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) (البلد : ١) يريد مكة ، ثم قال : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) (البلد : ٢) يمكن أن يريد به المدينة ، ويكون في الآية تعريض بحرمة البلدين ، حيث أقسم بهما ، وتكراره البلد مرتين دليل على ذلك ، وجعل الاسمين لمعنيين أولى من أن يكونا لمعنى واحد ، وأن يستعمل الخطاب في البلدين أولى من استعماله في أحدهما ؛ بدليل وجود الحرمة فيهما.

ومن ذلك حديث الدجال (٥). (قلت) : وقع سؤال بين جماعة من الفضلاء في أنه : ما الحكمة في أنه لم يذكر الدجال في القرآن! وتلمّحوا في ذلك حكما ، ثم رأيت هذا الإمام (٦) قال : إنّ في القرآن تعريضا بقصته في قصة السامريّ (٧) ، وقوله سبحانه : (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ

__________________

(١) ليست في المخطوطة.

(٢) الحديث من رواية أبي الدرداء رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢٠٩٤ كتاب الذكر والدعاء ... (٤٨) ، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب (٢٣) ، الحديث (٨٨ / ٢٧٣٣).

(٣) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٩٦ كتاب الصلاة (٤) ، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (١١) ، الحديث (٣٨ / ٣٩٥) ضمن حديث طويل أوله «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن ...» ثم ذكر الحديث القدسي ضمنه.

(٤) الحديث من رواية أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ١٠٠١ كتاب الحج (١٥) ، باب الترغيب في سكنى المدينة (٨٦) ، الحديث (٤٧٥ / ١٣٧٤).

(٥) حديث الدجال من رواية أبي الدرداء رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٥٥٥ كتاب صلاة المسافرين (٦) ، باب فضل سورة الكهف ... (٤٤) ، الحديث (٢٥٧ / ٨٠٩) ومن رواية النّوّاس بن سمعان رضي‌الله‌عنه ، في ٤ / ٢٢٥٠ ـ ٢٢٥٥ كتاب الفتن (٥٢) ، باب ذكر الدجال وصفته (٢٠) ، الحديث (١١٠ ـ ١١١ / ٢٩٣٧).

(٦) عنى به ابن برّجان في كتابه «الإرشاد».

(٧) السامري هو موسى بن المظفر ، كان من القوم الذين يعبدون البقر ، ذكره السهيلي في التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم ص ١١٢ في سورة طه.

٢٦٨

تُخْلَفَهُ) (طه : ٩٧) وقوله في سورة الإسراء [في قوله] (١) : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً* فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) (الإسراء : ٤ و ٥) فذكر الوعد الأول ، ثم ذكر الكرّة التي لبني إسرائيل عليه ، ثم ذكر الآخرة فقال : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ ...) الآية (الإسراء : ٧) ثم قال : (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) (الإسراء : ٨) وفيه إشارة إلى خروج عيسى.

وكذلك هو في الآيات الأول من سورة الكهف في قوله : (وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً) (الآية : ٨) والدجال مما على الأرض ، ولهذا قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ الآيات من أول سورة الكهف عصمه الله من فتنة الدجال» (٢) يريد والله أعلم : من قرأها بعلم ومعرفة. وهو أيضا في المفهوم من قوله : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) (الفتح : ٢٩) (خاتَمَ النَّبِيِّينَ) (الأحزاب : ٤٠).

[و] (٣) من الأمر بمجاهدة المشركين والمنافقين قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تخرج الأرض أفلاذ كبدها ، ويحسر الفرات عن جبل من ذهب» (٤) في قوله تعالى : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) (الزلزلة : ٢) فإن الأرض تلقي ما فيها من الذهب والفضة ، حتى يكون آخر ما تلقي الأموات [أحياء] (٣).

ومصداقه أيضا في عموم قوله : (يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (النمل : ٢٥) فتوجّه القرآن إلى الإخبار عن إخراجها الأموات أحياء ، وتوجه الحديث إلى الإخبار عن إخراجها (٥) كنوزها ومعادنها.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حتى تعود أرض العرب مروجا» (٦) في قوله [تعالى] : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ

__________________

(١) ليست في المخطوطة.

(٢) تقدم تخريج الحديث.

(٣) ليست في المخطوطة.

(٤) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧٠١ كتاب الزكاة (١٢) ، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها (١٨) ، الحديث (٦٢ / ١٠١٣) ولفظه «تقيء الأرض أفلاذ كبدها ...».

(٥) تحرفت في المخطوطة إلى (أخبارها).

(٦) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في المصدر السابق الحديث (٦٠ / ١٥٧) وبدايته «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ...»

٢٦٩

الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ...) الآية (يونس : ٢٤).

وذلك يكون عند إتمام كلمة الحق : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) (محمد : ٣٨) وقد تولوا ، [وقوله] (١) : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) (الجمعة : ٣) يومئذ تظهر العاقبة ويلقي الأمر بجرانه ، وتضع الحرب أوزارها ، ويكون ذلك علما على [٩٨ / ب] الساعة ، وآية على قرب الانقراض.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مثل الدنيا : إن (٢) مما أخاف عليكم ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها» (٣) في قوله تعالى : (كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) (العلق : ٦ و ٧) وقوله : (أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ) (الحديد : ٢٠).

ومن ذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفّدت الشياطين» (٤) في مفهوم قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة : ١٨٣) إلى أنّ الصوم ينتهي نفعه إلى اكتساب التقوى ؛ ولذلك قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصيام جنّة» (٥) ولا يكون ذلك إلا بضعف حزب الشيطان ، فتغلق عنه أبواب المعاصي ؛ وهي أبواب جهنم ، وتفتح له أبواب الطاعة والقربات ، وهي أبواب الجنات.

__________________

(١) ليست في المخطوطة.

(٢) في المخطوطة (إنما) والصواب ما في المطبوعة كما هو في الصحيحين.

(٣) الحديث متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٣ / ٣٢٧ كتاب الزكاة (٢٤) ، باب الصدقة على اليتامى (٤٧) ، الحديث (١٤٦٥) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧٢٨ ـ ٧٢٩ كتاب الزكاة (١٢) ، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا (٤١) ، الحديث (١٢٣ / ١٠٥٢).

(٤) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١١٢ كتاب الصوم (٣٠) ، باب هل يقال رمضان (٥) ، الحديث (١٨٩٩) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٧٥٨ كتاب الصيام (١٣) ، باب فضل شهر رمضان (١) ، الحديث (٢ / ١٠٧٩).

(٥) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١١٨ كتاب الصوم (٣٠) ، باب هل يقول إني صائم ... (٩) ، الحديث (١٩٠٤) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٨٠٧ كتاب الصيام (١٣) ، باب فضل الصيام (٣٠) الحديث (١٦٤ / ١١٥١) وبدايته «كل عمل ابن آدم يضاعف له ...».

٢٧٠

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «[تسحّروا] (١) فإنّ في السحور بركة» (٢) من آثار قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ) (البقرة : ١٨٧) ومن بركة حضوره الذي هو وقت (٣) نزوله جلّ وعلا إلى سماء الدنيا كلّ ليلة ؛ فكأنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبتغي البركة في موضع خطاب ربه ، وفي موضع حضوره أو ذكره ، أو اسم من أسمائه ، ومن هنا وقع التعبد باسم المبارك ، واسم القدوس.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أقبل الليل من هاهنا ، وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم» (٤) في قوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) (البقرة : ١٨٧) وقوله : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (البقرة : ١٨٧) والبركة في اتباع مجاري خطابه ، وإن كان الخطاب حكمه حكم إباحة ؛ كما أن البركة في اتباع السنّة والاقتداء ؛ ولهذا كان أكثر الصحابة لا يصلّون المغرب إلا على فطر ، وكانوا يؤخّرون السحور إلى [بزوغ] (٥) الفجر ابتغاء البركة في ذلك ، والخبر الموعود به.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي أبيت عند ربي يطعمني ويسقين» (٦) في معنى قوله حكاية عن خليله : (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) (الشعراء : ٧٩) والمعنى بما يفتح الله لخاصّته من خلقه الذين لا يطعمون ، إنما غذاؤهم التسبيح والتهليل والتحميد.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث الصعب بن جثّامة (٧) : «إنا لم نردّه عليك إلاّ أنّا حرم» في مفهوم

__________________

(١) ليست في المخطوطة.

(٢) الحديث متفق عليه من رواية أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١٣٩ كتاب الصوم (٣٠) باب بركة السحور من غير إيجاب (٢٠) ، الحديث (١٩٢٣) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧٧٠ كتاب الصيام (١٣) ، باب فضل السحور ... (٩) ، الحديث (٤٥ / ١٠٩٥).

(٣) عبارة المخطوطة والمطبوعة (ومن بركته حضوره الذي هو وصف).

(٤) الحديث متفق عليه من رواية عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ١٩٦ كتاب الصوم (٣٠) ، باب متى يحل فطر الصائم (٤٣) ، الحديث (١٩٥٤) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧٧٢ كتاب الصيام (١٣) ، باب بيان وقت انقضاء الصوم ... (١٠) ، الحديث (٥١ / ١١٠٠).

(٥) ليست في المخطوطة.

(٦) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ٢٠٥ كتاب الصوم (٣٠) ، باب التنكيل لمن أكثر الوصال (٤٩) ، الحديث (١٩٦٥) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧٧٤ كتاب الصيام (١٣) ، باب النهي عن الوصال في الصوم (١١) ، الحديث (٥٧ / ١١٠٣) ، وبدايته «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الوصال في الصوم ...».

(٧) الصّعب بن جثّامة صحابي جليل ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب ص ٢٧٦ الترجمة : ٢٩٢٥ فقال

٢٧١

قوله تعالى : (لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) (المائدة : ٩٥) والآكل راض والراضي شريك.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث حنظلة (١) : «لو أنكم تدومون على ما كنتم عندي لصافحتكم الملائكة ، ولكن ساعة وساعة» في قوله : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ) (يونس : ١٢) وقوله : (ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ* ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) (النحل : ٥٣ و ٥٤) فذكر تعالى اللجأ إليه عند ما يلحق الإنسان الضّر ، وهو ذكر صوريّ ، فلو (٢) كان الذكر بينهم على الدوام ، لم تفارقهم الملائكة السياحون الملازمون حلق الذكر ، كما قال تعالى عنهم : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء : ٢٠) ولو قربوا من الملائكة هذا القرب لبدت لهم عيانا ، ولأكرمهم الله منه بحسن الصحبة وجميل الألفة.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يبعث كلّ عبد على ما مات عليه» (٣) في قوله تعالى : (سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) (الجاثية : ٢١).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب من كان منهم ثم يبعثون على أعمالهم» (٤) في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (الأنفال : ٢٥).

__________________

(الصّعب ـ بفتح أوله وسكون المهملة ـ ابن جثّامة بفتح الجيم وتشديد المثلثة ـ الليثي صحابي مات في خلافة الصديق على ما قيل ، والأصح أنه عاش إلى خلافة عثمان) وحديثه متفق عليه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ٣١ كتاب جزاء الصيد (٢٨) ، باب إذا أهدى للمحرم حمارا ... (٦) الحديث (١٨٢٥) ، ومسلم في الصحيح ٢ / ٨٥٠ كتاب الحج (١٥) ، باب تحريم الصيد للمحرم (٨) ، الحديث (٥٠ / ١١٩٣) ، وبدايته «أنه أهدى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حمارا وحشيا ...».

(١) حنظلة هو ابن الربيع التيمي الأسيدي ـ بالتشديد ويقال بالتخفيف ـ ويقال له حنظلة الكاتب لأنه كان يكتب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٤٢ الترجمة ١٤٦٥ ، وحديثه أخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢١٠٦ كتاب التوبة (٤٩) ، باب فضل دوام الذكر ... (٣) ، الحديث (١٢ / ٢٧٥٠) ، ولفظه «عن حنظلة الأسيدي قال (وكان من كتّاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت يا حنظلة ... ، والذي نفسي بيده إن لو تدومون ...».

(٢) في المخطوطة (فلما).

(٣) الحديث من رواية جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢٢٠٦ كتاب الجنة (٥١) باب الأمر بحسن الظن بالله ... (١٩) ، الحديث (٨٣ / ٢٨٧٨).

(٤) الحديث متفق عليه من رواية ابن عمر رضي‌الله‌عنهما ، أخرجه البخاري في الصحيح ١٣ / ٦٠ كتاب الفتن (٩٢) ، باب إذا أنزل الله بقوم عذابا (٦٠) ، الحديث (٧١٠٨) ، وأخرجه مسلم في الصحيح

٢٧٢

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سنّ [في الإسلام] (١) سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» (٢) [في] (١) قوله تعالى : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها ، وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) (النساء : ٨٥) [ومع] (١) قوله : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (النحل : ٢٥) [٩٩ / أ] وقوله : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) (العنكبوت : ١٣) مع ما جاء من نبإ أبني آدم.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جواب من سأله : «أيّ الصدقة أعظم؟ قال : أن تصدّق وأنت صحيح شحيح ولا تمهل حتّى (إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ...) (٣)» الحديث في قوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) (إبراهيم : ٣١).

وقوله : «اليد العليا خير من اليد السفلى» (٤) في قوله تعالى : (وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) (محمد : ٣٨) وقد جاء : أن اليد السفلى الآخذة ، والعليا هي المعطية (٥) ، وشاهده قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (الحديد : ١١).

__________________

٤ / ٢٢٠٦ كتاب صفة الجنة ... (٥١) ، باب الأمر بحسن الظن ... (١٩) ، الحديث (٨٤ / ٢٨٧٩) واللفظ له ، قوله «من كان فيهم» تصحّف في المطبوعة والمخطوطة إلى «من كان منهم» والتصويب من الصحيحين.

(١) ليست في المخطوطة.

(٢) الحديث من رواية جرير بن عبد الله البجلي رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧٠٥ كتاب الزكاة (١٢) ، باب الحث على الصدقة ... (٢٠) ، الحديث (٦٩ / ١٠١٧).

(٣) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٣ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ كتاب الزكاة (٢٤) ، باب فضل صدقة الشحيح الصحيح ... (١١) ، الحديث (١٤١٩) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧١٦ كتاب الزكاة (١٢) ، باب بيان أن أفضل الصدقة ... (٣١) ، الحديث (٩٢ / ١٠٣٢) وأوله : «جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة ...».

(٤) الحديث متفق عليه من رواية ابن عمر رضي‌الله‌عنهما ، أخرجه البخاري في الصحيح ٣ / ٢٩٤ كتاب الزكاة (٢٤) ، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ... (١٨) ، الحديث (١٤٢٩) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧١٧ كتاب الزكاة (١٢) ، باب بيان أنّ اليد العليا خير من اليد السفلى ... (٣٢) ، الحديث (٩٤ / ١٠٣٣) وأوله : «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وهو على المنبر ...».

(٥) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى (اليد العليا بمعنى الآخذة ، واليد السفلى هي اليد المعطية).

٢٧٣

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حكاية عن الله تعالى : «من يقرض غير عديم ولا ظلوم» (١) ، ووجه ذلك أن العطية من أيدينا مفتقرة إلى من يضع فيها حقا وجب عليها ، ويطهّرها بذلك من ذنوبها وأنجاسها ، ولو لا اليد الآخذة ما قدر صاحب المال على صدقة.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يرد الله به خيرا يفقهه» (٢) في قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (البقرة : ١٦٣) إلى قوله : (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة : ١٦٤) وقوله : (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام : ٦٥) وقوله : (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (٣) (الحشر : ١٤) ووصف من لم يفهم عن المخلوقات بقوله : ([وَلكِنْ]) (٤) لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ (الإسراء : ٤٤) ثم أعلم سبحانه [سعة] (٥) مغفرته لمن في الأرض الذين لا يسبّحونه ولا يفقهون تسبيح المسبّحين من خلقه ، ثم أعلم بالعلّة التي لأجلها حرموا الفقه عن ربهم ، وأن ذلك هو ختم عقوبة الإعراض بقوله : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً* وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ...) الآية (الإسراء : ٤٥ و ٤٦).

وبالجملة فالقرآن كلّه لم ينزله تعالى إلا ليفهّمه ، ويعلم ويفهّم ، ولذلك خاطب به أولي الألباب الذين يعقلون (٦) ، والذين يعلمون ، والذين يفقهون ، والذين يتفكّرون [والذين يتدبرون] (٧) ، ليدبّروا آياته ، وليتذكّر أولو الألباب. وكذلك ما خلق الله [الدنيا] (٨) إلا (٩) مثالا

__________________

(١) الحديث من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٥٢٢ كتاب صلاة المسافرين ... (٦) ، باب الترغيب في الدعاء ... (٢٤) ، الحديث (١٧١ / ٧٥٧) وأوّله «ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل ...».

(٢) الحديث متفق عليه من رواية معاوية بن أبي سفيان رضي‌الله‌عنهما ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ١٦٤ كتاب العلم (٣) ، باب من يرد الله به خيرا ... (١٣) ، الحديث (٧١) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ٧١٨ كتاب الزكاة (١٢) ، باب النهي عن المسألة (٣٣) ، الحديث (٩٨ / ١٠٣٧).

(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (يفقهون).

(٤) ليست في المطبوعة.

(٥) ليست في المخطوطة.

(٦) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى (أولي الألباب الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

(٧) ليست في المطبوعة.

(٨) ليست في المخطوطة.

(٩) تصحّفت في المطبوعة (إلى مثالا).

٢٧٤

للآخرة ؛ فمن فقه عن ربّه عزوجل مراده منها ؛ فقد أراح نفسه ، وأجمّ (١) فكره من هذه الجملة. وفي هذا النوع من الفقه أفنى أولو الألباب أعمارهم ، وفي تعريفه أتعبوا قلوبهم ، وواصلوا أفكارهم. رزقنا الله من فضله العظيم نورا نمشي به في الظلمات ، وفرقانا نفرّق به بين المتشابهات.

__________________

(١) قوله (أجمّ) بمعنى أراح ، انظر لسان العرب ١٢ / ١٠٦ مادة (جمم).

٢٧٥

النوع الحادي والأربعون

معرفة تفسيره وتأويله

[ومعناه] (١)

(٢) وهو يتوقف على معرفة ...

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) للتوسع في تفسير القرآن يمكن الرجوع للمصادر التالية : ـ على الترتيب الزمني* مقدمة تفسير الطبري : ٢ ـ ٣٦ (طبعة الأميرية) * والفهرست لابن النديم ص ٣٦ ، في الفن الثالث من المقالة الأولى ، تسمية الكتب المصنفة في تفسير القرآن* ومقدمة تفسير الراغب الأصفهاني المعروف ب «جامع التفاسير» * ومقدمة تفسير ابن عطية المسمى ب «المحرر الوجيز» ص ٢٧ ـ ٨٢ ، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص ٣٧٣* ومقدمة تفسيره «زاد المسير» ١ / ٤* ومقدمة تفسير القرطبي المسمى بالجامع لأحكام القرآن ١ / ٣ ـ ٨٦* والإكسير في قواعد علم التفسير للطوفي نجم الدين ، سليمان بن عبد القوي ، ت ٧١٠ ه‍ (مخطوط بالأزهرية ، وفي قرة جلبي : ٣ ، ومنه نسخة بمعهد المخطوطات بالقاهرة : ٣٧ تفسير) * ومقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ، تقي الدين أحمد ابن عبد الحليم* وانظر له أيضا : فتوى في التفاسير وبيان أحسنها وأخلصها من الشوائب ، ومزايا كل تفسير (مقال في مجلة الزهراء ، ج ٤ ، ع ٤٦ ، ص ٥٤٨) * ومقدمة تفسير القرآن للسمناني ، علاء الدولة أبي المكارم أحمد بن شرف الدين ، ت ٧٣٦ ه‍ (مقال لبولس نويا اليسوعي في مجلة الأبحاث في بيروت ١٣٩٤ ه‍ / ١٣٩٨ ه‍ ، مج ٢٦ ، ص : ١٤١ ـ ١٥٧) * وقواعد التفسير لمحمد بن إبراهيم بن علي المرتضى اليماني ، ت ٨٤٠ ه‍ (مخطوط في التيمورية ٥٨٧) * والتيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي ، محيي الدين أبي عبد الله محمود بن سليمان ت ٨٧٩ ه‍ (طبع بتحقيق إسماعيل جراح أوغلي بكلية الإلهيات بجامعة أنقرة ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م ، ويحققه ناصر بن محمد المطرودي كرسالة ماجستير بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م) وأصول التفسير (مجرّدا عن النقاية) للسيوطي (طبع بتحقيق جمال الدين القاسمي في دمشق ١٣٣١ ه‍ / ١٩١٢ م ضمن مجموع) * وانظر له أيضا : التحبير في علم التفسير ص ١٤٩ ـ ١٥٦ ، الأنواع ٩٠ ـ ٩٣* والإتقان في علوم القرآن له أيضا ٤ / ١٦٧ ـ ٢٥٨ ، الأنواع ٧٧ و ٧٨ و ٧٩ و ٨٠* و: طبقات المفسّرين له أيضا* وطبقات المفسرين لتلميذه شمس الدين محمد بن علي بن محمد الداودي* ومفتاح السعادة لطاش كبري ٢ / ٥٣٠ ـ ٥٤٦ ، علم معرفة تفسير القرآن وبيان شرفه والحاجة إليه ، وعلم معرفة شروط المفسر وآدابه ، وعلم معرفة غرائب التفسير وعلم معرفة طبقات المفسرين* وطبقات المفسّرين ، للكوزه كناني ، أبي سعيد صنع الله

٢٧٦

__________________

ت ٩٨٠ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١١٠٧) * وكشف الظنون لحاجي خليفة ١ / ٤٢٧ ـ ٤٦١ ، علم التفسير* وطبقات المفسّرين للأدنةوي أحمد بن محمد ، كان حيا ١٠٩٢ ه‍ (مخطوط بدار الكتب المصرية : ١٨٥٩ تاريخ ـ طلعت) * ومقدمة تفسير مرآة الأنوار للأصبهاني ، أبي الحسن بن محمد الغزنوي ، ت ١١٠٤ ه‍ (طبع في طهران ١٢٧٤ ه‍ / ١٨٥٥ م) * وترتيب العلوم للمرعشي ص ١٦٣ ، آخر الفصل السادس : علم القرآن والفصل السابع : أهم كتب التفسير* وتحفة الفقير ببعض علوم التفسير لمحمد بن سلامة الاسكندري ت ١١٤٩ ه‍ (مخطوط في الأزهر : ٣٠٨) * والفوز الكبير في أصول التفسير ، لولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي* والتفصيل في الفرق بين التفسير والتأويل لحامد العمادي (مخطوط بدار الكتب المصرية : ٣٤٤٤ مجاميع* ومقدمة تفسير ابن عجيبة المسمى ب «البحر المديد في تفسير القرآن المجيد» لابن عجيبة ، أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني (ت ١٢٢٤ ه‍) * ورسالة في علم التفسير لعلي أفندي (مخطوط في الأوقاف العراقية : ٢٣٥٠) * ومقدمة تفسير الألوسي المسمى ب «روح المعاني» ١ / ٢ ـ ٣٣* والإكسير في أصول التفسير لأبي الطيب محمد صديق خان بن السيد حسن القنوجي الهندي ت ١٣٠٧ ه‍ (إيضاح المكنون ٣ / ١١٦) * وأبجد العلوم له أيضا ٢ / ١٧٢ ـ ٢٠٢ ، علم التفسير* ومبادئ التفسير لمحمد الخضري الدمياطي (طبع بمط النيل ١٣٢١ ه‍ / ١٩٠٥ م) وصوّر بدار البصائر بدمشق ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م* ومقدمة تفسير القاسمي جمال الدين ت ١٣٣٢ ه* والتبيان لبعض المباحث المتعلّقة بالقرآن على طريقة الإتقان لطاهر بن أحمد الجزائري ت ١٣٣٨ ه‍ (وهو المقدمة الصغرى من تفسيره ، طبع بمط. المنار في القاهرة ١٣٣٤ ه‍ / ١٩١٥ م) * وإيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون للبغدادي ١ / ٣٠٢ ـ ٣١٠* والمدخل المنير في مقدمة التفسير لمحمد حسنين مخلوف ت ١٣٥٢ ه‍ (طبع بمط. المعاهد في القاهرة ١٣٥١ ه‍ / ١٩٣٢ م) * ومناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ، محمد عبد العظيم ت ١٣٦٧ ه‍ ، ١ / ٤٧٠ ـ ٥٧٤ ، المبحث الثاني عشر : في التفسير والمفسرين وما يتعلق بهما* وتاريخ الأدب العربي (بالعربية) لبروكلمان ٤ / ٧ ـ ١٩* وتاريخ التراث العربي (بالعربية) لسزكين ١ / ٣٧ ـ ٨٣* ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح ص ٢٨٩ ـ ٣١٢ ، الفصل الأول من الباب الرابع : التفسير نشأته وتطوره* ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص ١٢٩ ـ ٣٥٤ ، * ومعجم مصنفات القرآن الكريم لعلي شواخ إسحاق ٢ / ٩٥ ـ ٢٤٨ و ٣ / ٧ ـ ١٧٠** ونذكر من مصادر التفسير أيضا الدراسات التالية : ـ على نسق حروف المعجم ـ * «ابن جزي ومنهاجه في التفسير» رسالة ماجستير لعلي محمد أحمد عبد الله الزبيري بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ١٣ / ٢٥) * «ابن الجوزي بين التأويل والتفويض» لأحمد عطية الزهراني ، رسالة ماجستير بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عام ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م (دليل الرسائل الجامعية : ٩٨) * «ابن عباس ومنهجه في التفسير وتفسيراته الصحيحة في الثلث الأول من القرآن الكريم» لآدم محمد علي ، رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م (النشرة الإخبارية ٥ / ٩) * «ابن عطية لغويا ونحويا من خلال كتابه المحرر الوجيز في شرح الكتاب العزيز» للوالي عبد الغفار بلحسن ، رسالة دبلوم

٢٧٧

__________________

من كلية الآداب بجامعة محمد الخامس ـ الرباط (أخبار التراث ٩ / ٢٤) * «ابن عطية المفسر ومكانه في حياة التفسير في الأندلس» لعبد العزيز بدوي الزهيري ، رسالة ماجستير من جامعة الإسكندرية كلية الآداب عام ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦٠ م (الدليل الببلوغرافي للرسائل الجامعية ص ٤٧٨) * «ابن مسعود والقرآن» لمحمد عبد الله الترابي ، رسالة ماجستير من جامعة أم درمان بالسودان ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م (أخبار التراث العربي ٢٧ / ١٨) * «أبو حيان الأندلسي ومنهجه في تفسير القرآن» لعلي الشباح ، رسالة دكتوراه من كلية الشريعة بالجامعة التونسية ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م (الأطروحات الإسلامية ١ / ١٨).* «أبو حيان المفسر ومنهجه وآراؤه في التفسير» لمحمد عبد المنعم محمد الشافعي رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م (الدليل البيلوغرافي : ٤٧٩) * «أبو عبد الله القرطبي وجهوده في النحو واللغة في كتابه الجامع لأحكام القرآن» لعبد القادر رحيم الهيتي ، رسالة دكتوراه من جامعة بغداد عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م (أخبار التراث العربي ٩ / ١٤) * «أبو مسلم الأصفهاني ومنهجه في التفسير» لأبطحي كينوبي إبراهيم ، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ٢٣ / ٢٥) * «أبو الوليد الباجي : شاعرا ومفسرا وأديبا» لسعد الدين جازي ، رسالة ماجستير من جامعة القديس يوسف ببيروت ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م (أخبار التراث العربي ٢٠ / ٢٤) * «الاتجاه الباطني في التفسير» لمحسن عبد الحميد ، مقال في مجلة كلية الدراسات الإسلامية ببغداد ع ٥ ، ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م (معجم الدراسات القرآنية : ١٣١) * «اتجاه التفسير في العصر الحديث» لمصطفى محمد الحديدي ، طبع في القاهرة ، سلسلة البحوث الإسلامية (٨٠) عام ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٥ م* «اتجاهات التفسير في العصر الحديث» للمحتسب طبع بدار الفكر في بيروت عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م* «اتجاهات التفسير في العصر الحديث في مصر وسوريا» لفضل حسن أحمد عباس ، رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٧) * «اتجاهات التفسير في العصر الراهن» لعبد المجيد عبد السلام المحتسب ، طبع بعمان ، بمكتبة النهضة الإسلامية ، عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨١ م (معجم مصنفات القرآن : ٣ / ١٩٢) * «اتجاهات التفسير في مصر في العصر الحديث» لعفت محمد الشرقاوي ، رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة عين شمس في القاهرة عام ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٧) * «اتجاهات فخر الدين الرازي في تفسير القرآن» لفؤاد محمد فهمي ، رسالة دكتوراه من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية ١٣٨٤ ه‍ / ١٩٦٤ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٣) * «الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها» لمحمد حسين الذهبي (ت ١٣٩٧ ه‍) ، طبع في القاهرة بدار الاعتصام عام ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧٦ م* «أثر البلاغة في تفسير الكشاف» لعمر ملا حويش ، طبع في بغداد بدار البصري عام ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م «أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي» لمساعد مسلم عبد الله آل جعفر ، طبع في بيروت بمؤسسة الرسالة عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٤ م* «أثر المترجمات في مناهج التفسير القرآني حتى نهاية القرن الخامس الهجري» للشحات السيد زغلول ، رسالة دكتوراه من كلية الآداب بجامعة الاسكندرية عام ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م (معجم الدراسات القرآنية : ٢١١) * «الإسرائيليات في التفسير والحديث» لمحمد السيد حسين الذهبي ، طبع في القاهرة مجمع البحوث الإسلامية ـ بدار النصر للطباعة عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧١ م* «الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير» لرمزي نعناعة ، طبع في دمشق بدار القلم وفي بيروت بدار

٢٧٨

__________________

الضياء عام ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧٠ م* «الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير» لمحمد محمد أبو شهبة ، طبع في القاهرة عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م* «أصول التفسير بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين غيره من المفسرين» لعبد الله ديرية ابتدون ، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ٢٣ / ٢٥) * «أصول التفسير لكتاب الله المنير» لخالد عبد الرحمن العك طبع بدمشق بمطبعة الفارابي عام ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م وطبعه طبعة ثانية مزيدة ومنقحة في بيروت بدار النفائس عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م* «الأضواء القرآنية في اكتساح الأحاديث الإسرائيلية وتطهير البخاري منها» للسيد صالح أبو بكر ، طبع بشركة مطابع محرم الصناعية عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م* «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» لمحمد السيد الجليند ، طبع بالمكتبة العصرية ببيروت عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م* «الإمام جلال الدين السيوطي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن» لعبد الفتاح خليفة الغرنواي ، رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٦).* الإمام الدهلوي : منهجه في التفسير وأداؤه في مباحث علوم القرآن» لخليل الرحمن سجاد ، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ٢٣ / ٢٥) * «الامام الشوكاني مفسرا» لمحمد حسن الغماري ، طبع في جدّة بدار الشروق عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م* «الإمام الشوكاني وإيراده للقراءات في تفسيره» لأحمد عبد الله المقري ، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ٢٣ / ٢٥) * «الإمام الطبري» (بحث في التفسير) لعبد الله آلى شاكر ، طبع في الرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود.* «الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير» لعبد الغفار عبد الرحيم. طبع في القاهرة بدار الأنصار للطباعة والنشر عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨١ م.* «بحوث في تفسير القرآن» لجمال الدين عياد ، طبع في القاهرة بدار الجماي عام ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م ، وفي الرياض مط. النصر الحديثة عام ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م وفي بيروت بدار الفكر عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م* «البغوي ومنهجه في التفسير» لعفاف عبد الغفور حميد ، طبع في عمان بدار الفرقان عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م* «بين أبي حيّان والزمخشري» ليحيى الشاوي المغربي مخطوط بالأزهر : ١٢٥٤ ، رافعي ٢٦٦٤١ (معجم الدراسات القرآنية : ٢٢٢) * «تاريخ التفسير» لقاسم القيسي (ت ١٩٥٣ م) طبع في بغداد مط. المجمع العلمي العراقي عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م* «تاريخ القرآن والتفسير» لعبد الله محمود شحاتة ، طبع في القاهرة بالهيئة المصرية العامة للكتاب عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م* «تفسير ابن عباس ومروياته في كتب السنّة» لعبد العزيز عبد الله الحميدي ، رسالة دكتوراه في كلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م (أخبار التراث العربي ٤ / ٤٠) * «التفسير الإسلامي ومذاهبه» للمستشرق جولد زيهر ، ترجمة عبد الحليم نجار ، طبع في القاهرة* «التفسير الصوفي للقرآن الكريم عند نجم الدين الداية» لسيد عبد التواب هادي ، رسالة دكتوراه مسجلة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر (أخبار التراث العربي ١ / ٥) * «تفسير الطبري» ترجمه للفرنسية لبيير جودة عاروق ، طبع في باريس دار ليرور كلير عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ١٨ / ٣٣).* «التفسير العلمي للقرآن» لمحسن عبد الحميد ، مقال مستل من مجلة هدى الإسلام ١٩٧٣ م (معجم الدراسات القرآنية : ١٥٤) * وله «تفسير القرآن بالسنّة» طبع في بغداد بمطبعة الإرشاد مستلا من مجلة الدراسات الإسلامية (معجم

٢٧٩

__________________

الدراسات القرآنية : ١٥٨) * وله «تفسير القرآن بالمصطلحات» طبع بمطبعة العاني في بغداد عام ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م مستلا من مجلة كلية الدراسات الإسلامية (معجم الدراسات القرآنية : ١٥٨) * «تفسير القرآن الكريم من لسان العرب لابن منظور» لرضوان بن شقرون المغرب / الدار البيضاء (أخبار التراث العربي ٢١ / ١٩) * «التفسير معالم حياته ، منهجه اليوم» لأمين الخوتي طبع في القاهرة بدار المعلمين للطبع عام ١٣٦٥ ه‍ / ١٩٤٤ م* «تفسير المعتزلة للقرآن الكريم تاريخه ومنهجه» لمحمود كامل أحمد عبد المنعم ، رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة عين شمس عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م (الدليل الببلوغرافي : ٤٨٠) * «التفسير النبوي في القرآن الكريم» (النصف الأول من القرآن) ، لعواد بلال معيض الزويرعي العوفي ، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (أخبار التراث العربي ٢٣ / ٢٥). (وأكمله أول سورة مريم إلى آخر القرآن) كرسالة دكتوراه من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (أخبار التراث العربي ٢٥ / ١٩) * «التفسير والمفسرون» لمحمد حسين الذهبي (ت ١٣٩٧ ه‍) طبع في مصر بدار الكتب الحديثة عام ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦١ م و ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م وصوّر في بيروت بدار إحياء التراث العربي عام ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م* «التفسير ورجاله» لمحمد الفاضل عاشور ، طبع في تونس بدار الكتب الشرقية عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م و ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٢ م* «التفسير ومناهجه في ضوء المذاهب الإسلامية» لمحمد بسيوني فودة طبع في القاهرة بمطبعة الأمانة عام ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م* «تفسيرات ابن عباس الصحيحة في الثلثين الأخيرين من القرآن الكريم» حققه وجمعه آدم محمد علي كرسالة دكتوراه من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (أخبار التراث العربي ٢٥ / ١٩) * «تفسيرات حديثة لقرآن المسلمين» لبيلجون ج. م. س ، طبع في ليدن بريل عام ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦١ م* «الحافظ ابن كثير ومنهجه في التفسير» لإسماعيل سالم عبد العال ، رسالة ماجستير من كلية دار العلوم بجامعة الأزهر ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م (الدليل الببلوغرافي للرسائل الجامعية : ٤٧٣) * «حجيّة التفسير العقلي وضوابطه» لمحسن عبد الحميد ، مقال مستل من مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد المجلد الثاني عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م (معجم الدراسات القرآنية : ١٦٧) * «الحديقة النديّة في المواضيع التفسيرية» لقاسم القيسي طبع في بغداد عام ١٣٦١ ه‍ / ١٩٤٠ م* «حركة التفسير وطريقة ابن باديس» للأخضري محمد الصغير ، طبع كمقال في مجلة المعرفة العدد (١٩) عام ١٣٨٥ ه‍ / ١٩٦٥ م (انظر الانتاج الفكري الجزائري ص ٧٧) * «حميد الدين الفراهي ومنهجه في تفسير القرآن وأثر ذلك في الهند» لسعيد سعيد أحسن العابدي ، رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر (الدليل الببلوغرافي : ٤٧٥) * «دراسات إسلامية في التفسير والتاريخ» لمحمد الغرب موسى طبع في لبنان بالمؤسسة العربية للدراسات والنشر ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨٠ م* «رسالة في التفسير» لموسى يوسف الجوهري ، بحث تخصص من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر (الدليل الببلوغرافي : ٤٩١) «رسالة في مبادئ التفسير» لمحمد الخضري الدمياطي ت ١٢٨٧ ه‍. طبعت مستقلة في القاهرة ١٣٠٣ ه‍ / ١٢٨٤ م ، وطبعت مع «منظومة في متشابهات القرآن» للمؤلف بمطبعة النيل بالقاهرة ١٣٢١ ه‍ / ١٩٠٣ م في (٢٠) ص ، وصوّرت الطبعة الأخيرة بدار البصائر في دمشق ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م.* «رشيد رضا المفسر» لحسيب حسن حسب الله السامرائي ، رسالة دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م وقد طبع في بغداد بدار الرسالة عام ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م* «الشعر الجاهلي في تفسير الطبري» لليلى توفيق العمري ، رسالة

٢٨٠