البرهان في علوم القرآن - ج ٢

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ٢

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٦

إلا بشرط الموافاة عليها ؛ وهو مذهب الشافعيّ رضي‌الله‌عنه ، وإن كان قد تورّع في هذا التقرير.

ومن هذا الإطلاق تحريم الدم وتقييده في موضع آخر بالمسفوح. وقوله : (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) (النساء : ٤٣) ، وقال في موضع آخر : (مِنْهُ) (المائدة : ٦).

وقوله : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها) (الشورى : ٢٠) فإنه لو قيل : نحن نرى (١) من يطلب الدنيا حثيثا ولا يحصل له منها شيء! قلنا : قال الله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) (الإسراء : ١٨) ، فعلّق ما يريد بالمشيئة والإرادة.

ومثله قوله تعالى : (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) (البقرة : ١٨٦) ، وقوله : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر : ٦٠) ، فإنه معلّق (٢).

(تنبيه) اختلف الأصوليّون في أنّ حمل المطلق على المقيد : هل هو من وضع اللغة أو بالقياس ، على مذهبين ؛ فالأولون يقولون : [إن] (٣) العرب من مذهبها استحباب الإطلاق اكتفاء بالمقيد وطلبا للإيجاز والاختصار ؛ وقد قال تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) (ق : ١٧). والمراد «عن اليمين قعيد» ؛ ولكن حذف لدلالة الثاني عليه.

وزعم بعضهم أن القرآن كالآية الواحدة ، لأنّ كلام الله تعالى واحد ؛ فلا بعد أن يكون المطلق كالمقيّد (٤).

قال إمام الحرمين : وهذا غلط ؛ لأن الموصوف بالاتحاد الصفة القديمة المختصّة بالذات ؛ وأما هذه الألفاظ والعبارات فمحسوس تعدّدها ، وفيها الشيء ونقيضه ؛ كالإثبات والنفي ، والأمر والنهي (٥) [إلى غير ذلك من أنواع النقائض التي لا يوصف الكلام القديم بأنه عليها.

* (والثاني) كإطلاق صوم الأيّام في كفارة اليمين] (٥) وقيّدت بالتتابع في كفارة الظهار

__________________

(١) تصحفت في المخطوطة إلى (نوتي).

(٢) تصحفت في المخطوطة إلى (مطلق).

(٣) ليست في المطبوعة.

(٤) في المخطوطة (كآية المقيد).

(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، وقوله (الثاني) أي من القسمين المذكورين صفحة (٢ / ١٤٠).

١٤١

والقتل ، وبالتفريق (١) في صوم التمتع (٢) ؛ فلما تجاذبت (٣) الأصل تركناه على إطلاقه.

هذا كلّه إذا كان الحكمان بمعنى واحد ؛ وإنما اختلفا في الإطلاق والتقييد ؛ فأما إذا حكم في شيء بأمور لم يحكم في شيء آخر ينقض تلك الأمور وسكت فيه عن بعضها ـ فلا يقتضي الإلحاق ، كالأمر بغسل الأعضاء الأربعة في الوضوء ، وذكر في التيمم عضوين فلم يكن في الأمر بمسح الرأس وغسل (٤) الرجلين في الوضوء دليل على مسحهما بالتراب في التيمم ..

ومن ذلك ذكر العتق والصوم والطعام في كفارة الظهار ، ولم يذكر الإطعام في كفارة القتل ؛ فلم يجمع بينهما في إبدال الطعام عن الصيام.

وقريب من هذا قول السلف في قوله تعالى : (وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ) (النساء : ٢٣) أن (٥) اللام مبهمة ، وعنوا بذلك أن الشرط في الرّبائب خاصّة.

قاعدة في العموم والخصوص

لا يستدلّ بالصفة العامة إذا لم يظهر تقييد عدم التعميم ؛ ويستفاد ذلك من السياق ، ولهذا قال الشافعيّ : اللفظ بيّن في مقصوده ، ويحتمل في غير مقصوده.

فمنه قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) (التوبة : ٣٤) لا يصلح الاحتجاج بها في إيجاب الزكاة في قليل الذهب والفضة وكثيرهما (٦) ، وفي المصوغ (٧) منهما من الحليّ وغيره. ألا ترى أنّ من ملك دون النصاب منهما غير داخل في جملة المتوعّدين بترك الإنفاق منهما! وهذا يدلّ على أن القصد من الآية إثبات الحكم في ترك أداء الواجب من الزكاة منهما ؛ وفيها دليل على وجوب الزكاة فيهما وليس فيها بيان مقدار ما يجب من الحق فيهما.

وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ...) (المؤمنون : ٥) الآية ، القصد منها مدح قوم صانوا فروجهم عمّا لا يحلّ ، ولم يواقعوا بها إلا من كان بملك النكاح أو

__________________

(١) عبارة المخطوطة (كالتفريق في صوم).

(٢) تصحفت في المخطوطة إلى (المرضع).

(٣) في المطبوعة (فلما تجاذب).

(٤) تصحفت في المخطوطة إلى (وعلى الرجلين).

(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (الآية).

(٦) في المطبوعة (وكثيره).

(٧) في المطبوعة (وفي المتنوع).

١٤٢

اليمين ؛ وليس في الآية بيان ما يحلّ منها [وما لا يحلّ] (١). ثم إذا احتيج إلى تفصيل ما يحلّ بالنكاح وملك اليمين صير إلى ما [٧٧ / ب] قصد تفصيله بقوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ ...) (النساء : ٢٣) الآية.

[كذا] (٢) قاله القفّال الشاشي (٣) ؛ وفيه نظر لما سبق.

ومثله قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ) (البقرة : ١٨٧) إلى قوله : (مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) (البقرة : ١٨٧) ، فلو تعلّق متعلق بقوله : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) (البقرة : ١٨٧) في إباحة أكل أو شرب كلّ شيء [قد] (٤) اختلف فيه لكان لا معنى له ؛ لأن المخاطب قد غفل عن أنها (٥) لم ترد مبيّنة لذلك ، بل مبيّنة لحكم جواز الأكل والشرب والمباشرة إلى الفجر دفعا لما كان الناس عليه من حظر ذلك على من نام ، فبين في الآية إباحة ما كان محظورا ، ثم أطلق لفظ الأكل والشرب والمباشرة لا على معنى إبانة الحكم فيما يحل من ذلك وما يحرم. ألا ترى أنه لا يدخل فيه شرب الخمر والدم وأكل الميتة ولا المباشرة فيما لا يبتغى منه للولد ؛ ومثله [منه] (٦) في القرآن كثير. وهذا يدلّ على أن النظر في العموم إلى المعاني لا لإطلاق اللفظ.

قال القفال : ومن ضبط هذا الباب أفاده علوما كثيرة (٧).

فصل

ومما يستثمر منه الأحكام تنبيه الخطاب.

وهو إمّا في الطلب كقوله تعالى : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ) (الإسراء : ٢٣) فنهيه عن القليل منبّه على الكثير (٨) [وقوله : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) (النساء : ٢) يدلّ على تحريم الإحراق والإتلاف.

وإما في الخبر :

فإما ما أن يكون بالتنبيه بالقليل على الكثير] (٨) كقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٢) ساقط من المخطوطة.

(٣) هو محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي أبو بكر القفّال الكبير تقدم ذكره في ٢ / ٩٦.

(٤) ساقط من المخطوطة.

(٥) تصحفت عبارة المخطوطة كالتالي : (لأن المخاطب قد عقل من أنها ...).

(٦) ساقط من المطبوعة.

(٧) عبارة المطبوعة (أفاد علما كثيرا).

(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

١٤٣

خيرا [يره] (١)) (الزلزلة : ٧) ، فنبّه على أنّ الرطل والقنطار لا يضيع لك [عنده] (٢) وكقوله : (ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر : ١٣) ، (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء : ١٢٤) ، (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (النساء : ٤٩) ، (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ) (يونس : ٦١) (٣) [فإنه يدلّ على أن من لم يملك نقيرا أو قطميرا مع قلتهما ، فهو عن ملك ما فوقهما أولى.

وعلم أن من لم يعزب عنه مثقال ذرّة] (٣) مع خفائه ودقّته ، فهو بألاّ (٤) يذهب عنه الشيء الجليل الظاهر أولى.

وإما بالكثير على القليل ؛ كقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) (آل عمران : ٧٥) فهذا من التنبيه على أنه يؤدّي إليك الدينار وما تحته. ثمّ قال : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) (آل عمران : ٧٥) فهذا من الأول ؛ وهو التنبيه بالقليل على الكثير ؛ فدلّ بالتنبيه على أنك لا تأمنه بقنطار ، بعكس الأول.

ومثل قوله في فرش أهل الجنة : (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) (الرحمن : ٥٤) وقد علمنا أنّ أعلى ما عندنا هو الإستبرق الذي هو الخشن من الديباج ، فإذا كان بطائن [فرش] (٥) أهل الجنة ذلك ، فعلم أن وجوهها في العلو إلى غاية لا يعقل معناها.

وكذلك قوله في شراب أهل الجنة : (خِتامُهُ مِسْكٌ) (المطففين : ٢٦) وإنما يرى من الكأس الختام ، وأعلى ما عندنا رائحة المسك ، وهو أدنى شراب أهل الجنة ؛ فليتبين اللبيب إذا كان الثفل الذي منه المسك ، أيش (٦) يكون حشو الكأس [فيظهر فضل حشو الكأس] (٧) بفضل الختام ، وهذا من التنبيه الخفيّ.

وقوله : (الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) (الإسراء : ١) فنبه على حصول البركة فيه من باب أولى.

واعلم أن هذا النوع البديع ينظر [إليه] (٨) من ستر رقيق ، وطريق تحصيله فهم المعنى

__________________

(١) ساقط من المطبوعة.

(٢) ساقط من المخطوطة.

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٤) في المخطوطة (بأن لا).

(٥) ساقط من المخطوطة.

(٦) كذا في الأصول ، وهو لفظ عامي مستعمل يقصد به : أي شيء.

(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٨) ساقط من المخطوطة.

١٤٤

وتقييده من سياق الكلام ؛ كما في آية التأفيف ؛ فإنّا نعلم أن الآية إنما سيقت لاحترام الوالدين وتوقيرهما ، ففهمنا منه تحريم الشتم والضرب ، ولو لم يفهم المعنى لا يلزم ذلك ؛ لأن الملك الكبير يتصوّر أن يقول لبعض عبيده : اقتل قرني ولا تقل له : أف ؛ ويكون قصده الأمن عن مزاحمته في الملك ؛ فثبت أن ذلك إنما جاء لفهم المعنى.

فإن قيل : فإذا ابتنى الفهم على تخيّل المعنى كان بطريق القياس كما [صار] (١) إليه الشافعي.

قيل : ما يتأخر من نظم الكلام وما يتقدم فهمه على اللفظ ويقترن به لا يكون قياسا حقيقيا ، لأن القياس ما يحتاج فيه إلى استنباط وتأمّل ، فإن أطلق القائل بأنّه قياس اسم القياس عليه وأراد ما ذكرناه فلا مضايقة في التسمية.

فصل

وقد يحكم على الشيء مقيدا بصفة ، ثم قد يكون ما سكت عنه بخلافه ، وقد يكون مثله.

* فمن الأول (٢) ، قوله تعالى : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) (الطلاق : ٢) ، وقوله : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات : ٦) ؛ وقوله (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ) (النساء : ٢٣) فاشترط أولاد الصّلب تنبيها على إباحة حلائل أولاد (٣) الرضاع (٤) ، وليس في ذكر الحلائل إباحة من وطئه الأبناء [من] (٥) الإماء بملك اليمين. وهذه الآية مما اجتمع فيه النوعان ـ أعني المخالفة والمماثلة.

وكذلك قوله : (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ ...) الآية (الأحزاب : ٥٥) ، فيه وقوع الجناح في إبداء الزينة لمن عدا المذكورين من الأجانب ، ولم يكن فيه [في] (٦) إبدائها لقرابة الرضاع.

__________________

(١) ساقط من المخطوطة.

(٢) عبارة المخطوطة : وقد يكون من الأول فمثله ...

(٣) في المطبوع (أبناء).

(٤) في حاشية النسخة الخطية ما يلي : الظاهر أبناء التبني ، وإلا فحليلة ابن الرضاع لم تحرم.

(٥) ساقط من المخطوطة.

(٦) ساقط من المطبوعة.

١٤٥

* ومن الثاني قوله تعالى في الصيد : (وَمَنْ قَتَلَهُ) [٧٨ / أ](مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) (المائدة : ٩٥). فإن القتل إتلاف والإتلاف [يستوي] (١) عمده وخطؤه ؛ فيستدلّ به على أن التعمد ليس بشرط. فإن قيل : فما فائدة التقييد في هذا القسم إذا كان المسكوت عنه مثله ، وهلا حذفت الصفة واقتصر على قوله : (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ)؟ قلنا : لتخصيص الشيء بالذكر فوائد : منها اختصاصه في جنسه بشيء لا يشركه فيه غيره من جملة الجنس ؛ كما في هذه الآية ، أعني قوله : (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً). إلى قوله : (فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) (المائدة : ٩٥) إن المتعمد إنما خصّ بالذكر لما عطف عليه في آخر الآية من الانتقام الذي لا يقع إلا في العمد دون [الخطإ] (٢).

ومنها ما يخصّ بالذكر تعظيما له على سائر ما هو من جنسه ؛ كقوله تعالى : (مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (التوبة : ٣٦) فخص النهي عن الظلم [فيهنّ ، وإن كان الظلم] (٣) منهيا عنه في جميع الأوقات تفضيلا لهذه الأشهر وتعظيما للوزر فيها. وقوله : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) (البقرة : ١٩٧).

ومنها أن يكون ذلك الوصف هو الغالب عليه ؛ كقوله تعالى : (وَرَبائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ ...) (النساء : ٢٣) الآية ، فإن الغالب من حال الربيبة أنها تكون في حجر أمها. ونحو : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ...) (النور : ٥٨) إلى قوله : (ثَلاثَ مَرَّاتٍ ...) الآية خصّ هذه الأوقات الثلاثة بالاستئذان ؛ لأن الغالب تبذّل البدن فيهن ، وإن كان في غير هذه الأوقات ما يوجب الاستئذان فيجب. وكذلك قوله : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللهِ) (البقرة : ٢٢٩) فالافتداء يجوز مع الأمن ، وقوله : (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) (٤) أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ (النساء : ١٠١). وقوله : (فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ) (البقرة : ٢٨٢) ، وقوله : (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) (البقرة : ٢٨٣) فجرى التقييد بالسّفر ؛ لأن الكاتب إنما يعدم غالبا فيه ؛ فلا يدل على منع الرهن إلا في السفر ، كما صار إليه مجاهد.

__________________

(١) ساقط من المطبوعة.

(٢) ساقط من المخطوطة.

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٤) تصحفت في المخطوطة إلى (ولا جناح عليكم) وليست من المصحف.

١٤٦

النوع الثالث والثلاثون

في معرفة جدله (١)

وقد أفرده من المتأخرين بالتصنيف ، العلامة نجم الدين الطوفي (٢) رضي‌الله‌عنه (٣).

اعلم أن القرآن العظيم قد اشتمل على جميع أنواع البراهين والأدلة ؛ وما من برهان ودلالة وتقسيم وتحديد ينبني (٤) من كليات المعلومات العقلية والسمعية إلا وكتاب الله تعالى قد نطق به ، لكن أورده تعالى على عادة العرب دون دقائق طرق أحكام المتكلمين لأمرين : (أحدهما) بسبب ما قاله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ...) الآية. (إبراهيم : ٤).

والثاني أن المائل إلى دقيق المحاجّة هو العاجز عن إقامة الحجة بالجليل من الكلام ؛

__________________

(١) للتوسع في موضوع جدل القرآن انظر : الإتقان للسيوطي ٤ / ٥٢ النوع الثامن والستون في جدل القرآن ، ومفتاح السعادة لطاش كبري زاده ٢ / ٤٩٨ علم معرفة جدل القرآن ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٤٩٥ علم معرفة جدل القرآن. ومفاهيم الجدل في القرآن لزاهر بن عواض الألمعي (طبع على مطابع الفرزدق في الرياض ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٧ م في ٤٦٦ ص).

(٢) هو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري ، ولد سنة (٦٥٧ ه‍) اشتغل في الفنون وكان قوي الحافظة شديد الذكاء ، قرأ العربية على محمد بن الحسين الموصلي وله تصانيف عديدة منها «شرح مختصر التبريزي» في الفقه على مذهب الشافعي ت ٧١٦ ه‍ (ابن حجر ، الدرر الكامنة ٢ / ١٥٤) ، وكتابه «علم الجذل في علم الجدل» يطبع في لبنان بتحقيق هاينريشس ، وينشره المعهد الألماني للأبحاث الشرقية (أخبار التراث العربي ع ٣٤ ص ٧ سنة ١٩٨٧).

(٣) ومما يستدرك من المصنفات في الجدل* «حجاج القرآن» لإسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي ت ٢٨٢ ه‍ ذكره (الفهرست ص ٢٥٢ ضمن المقالة السادسة من الفن الأول) * «استخراج الجدال من القرآن الكريم» لعبد الرحمن بن نجم المعروف بابن الحنبلي المتوفى سنة (٦٣٤ ه‍) ، وقد طبع في لبنان ؛ مؤسسة الرسالة ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م بتحقيق زاهر بن عواض الألمعي.

(٤) في المطبوعة (وتحديد شيء).

١٤٧

فإنّ من استطاع أن يفهم بالأوضح الذي يفهمه الأكثرون لم يتخطّ إلى الأغمض الذي لا يعرفه إلاّ الأقلّون ولم يكن ملغزا ، فأخرج [تعالى] مخاطباته في محاجّة خلقه في أجلّ صورة تشتمل على أدقّ دقيق ، لتفهم العامة من جليلها ما يقنعهم ويلزمهم الحجة ، وتفهم الخواص من أثنائها ما يوفي على ما أدركه فهم الخطاب (١).

وعلى هذا حمل الحديث المرويّ : «إنّ لكلّ آية ظهرا وبطنا ، ولكلّ حرف حدّا ومطلعا (٢)» ، [لا] (٣) على ما ذهب إليه الباطنية ، ومن هذا الوجه كلّ من كان حظّه في العلوم أوفر كان نصيبه من علم القرآن أكثر. ولذلك إذا ذكر تعالى حجة على ربوبيته ووحدانيته أتبعها مرة بإضافته إلى أولي العقل ، ومرة إلى السامعين [ومرة إلى المفكرين] (٤) ومرة إلى المتذكرين ، تنبيها [أنّ] (٥) بكلّ قوة من هذه القوى يمكن إدراك حقيقته منها. وذلك نحو قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد : ٤) ، وغيرها من الآيات.

واعلم أنه قد يظهر منه بدقيق الفكر استنباط البراهين العقلية على طرق المتكلمين ؛ فمن ذلك الاستدلال على حدوث العالم بتغير الصفات عليه وانتقاله من حال إلى حال ، وهو آية الحدوث ، وقد ذكر الله تعالى في احتجاج إبراهيم الخليل (٦) عليه‌السلام استدلاله بحدوث

__________________

(١) في المطبوعة (الخطباء).

(٢) للحديث طريقين (الأولى) من طريق الحسن مرسلا بهذا اللفظ ، أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن ق ٨ / ب باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه (مخطوطة توبنجن) ، وأبو نصر السجزي في «الإبانة» ، (جمع الجوامع ١ / ٦٩٥) (الثانية) من طريق ابن مسعود رضي‌الله‌عنه مرفوعا ذكرها ابن حجر في المطالب العالية ٣ / ٢٨٥ ، وأخرجها أبو يعلى الموصلي في المسند ٩ / ٨٠ ـ ٨١ ، برواية مطولة وفيه : «ولكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع» كتاب فضائل القرآن ، الحديث (٣٤٨٩) وعزاها للبزار ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٥٢ كتاب التفسير باب القراءات وكم أنزل القرآن على حرف وعزاه للطبراني في المعجم الأوسط ، وأخرجها الطبري في التفسير ١ / ٩ القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب ، بإسنادين عن ابن مسعود ، وأخرجها ابن حبان في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ١ / ١٤٦ كتاب العلم ، باب ذكر العلة التي من أجلها قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه» الحديث (٧٥) ، ولفظه : «أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن».

(٣) ساقط من المخطوطة.

(٤) ساقط من المخطوطة.

(٥) ساقط من المخطوطة.

(٦) إشارة إلى الآيات ٧٥ ـ ٧٨ من سورة الأنعام وفيها : (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ ...).

١٤٨

الأفل (١) على وجود المحدث والحكم على السموات والأرض بحكم النّيرات الثلاث وهو الحدوث ، طردا للدليل في كلّ ما هو مدلوله [٧٨ / ب] ، لتساويها في علة الحدوث وهي الجسمانية.

ومن ذلك الاستدلال على أنّ صانع العالم واحد ، بدلالة التمانع المشار إليه في قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا) (الأنبياء : ٢٢) ؛ لأنه لو كان للعالم صانعان لكان لا يجري تدبيرهما على نظام ، ولا يتّسق على إحكام ، ولكان العجز يلحقهما أو أحدهما ؛ وذلك لو أراد أحدهما إحياء جسم ، وأراد الآخر إماتته ، فإما أن تنفذ إرادتهما فتتناقض لاستحالة أن يجري الفعل (٢) إن فرض الاتفاق ، أو لامتناع اجتماع الضدين إن فرض الاختلاف. ـ وإما لا تنفذ إرادتهما فيؤدي إلى عجزهما ، أو لا تنفذ إرادة أحدهما فيؤدي إلى عجزه ، والإله لا يكون عاجزا.

ومن ذلك الاستدلال على المعاد الجسماني بضروب :

(أحدها) : قياس الإعادة على الابتداء ، قال تعالى : (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (الأعراف : ٢٩) (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) (الأنبياء : ١٠٤) ، (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) (ق : ١٥).

(ثانيها) : قياس الإعادة على خلق السموات والأرض بطريق الأولى نحو : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ) (يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) (٣) (يس : ٨١) ، (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) (غافر : ٥٧).

(ثالثها) : قياس الإعادة على إحياء الأرض بعد موتها بالمطر والنبات ، وهو في كلّ موضع ذكر فيه إنزال المطر غالبا ، نحو : (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (الروم : ١٩).

(رابعها) : قياس الإعادة على إخراج النار من الشجر الأخضر ؛ وقد ورد «أن أبيّ (٤) بن

__________________

(١) تصحفت في المطبوعة إلى (الأقل) بالقاف وصوابها بالفاء كما في المخطوط (الأفل) أي الغياب.

(٢) في المطبوعة (لاستحالة تجزؤ الفعل).

(٣) في المخطوطة (أن يحيي الموتى).

(٤) تحرف في المخطوطة إلى (أن علي بن خلف).

١٤٩

خلف لما جاء بعظام بالية ففتّها وذرّها في الهواء وقال : يا محمد ، من يحيي العظام وهي رميم! فأنزل الله تعالى : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (١) (يس : ٧٩) فعلّم سبحانه كيفية الاستدلال برد النشأة الأخرى إلى الأولى والجمع بينهما بعلة الحدوث ، ثم زاد في الحجاج بقوله : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) (يس : ٨٠) وهذا في غاية البيان في رد الشيء إلى نظيره ، والجمع بينهما من حيث تبديل الأعراض عليهما.

(خامسها) : في قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ* لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) (النحل : ٣٨ ، ٣٩). وتقريرها كما قاله ابن السّيد (٢) : «إن اختلاف المختلفين في الحق لا يوجب انقلاب الحق في نفسه ؛ وإنما تختلف الطرق الموصلة إليه ، والحقّ في نفسه واحد ، فلما ثبت أن هاهنا حقيقة موجودة لا محالة ، و [إن] (٣) كان لا سبيل لنا في حياتنا هذه إلى الوقوف عليها وقوفا يوجب الائتلاف ، ويرفع عنّا الاختلاف ، إذ كان الاختلاف مركوزا في فطرنا ، وكان لا يمكن ارتفاعه وزواله إلا بارتفاع هذه الجبلّة ، ونقلها إلى جبلّة غيرها ـ صحّ ضرورة أن لنا حياة أخرى غير هذه الحياة ، فيها يرتفع الخلاف والعناد ؛ وهذه هي [الحال] (٤) التي وعد الله بالمصير إليها فقال : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) (الحجر : ٤٧) ، ولا بد من كون ذلك باضطرار ؛ إذ كان جواز الخلاف يقتضي الائتلاف ، لأنه نوع من المضاف ، وكان لا بد من حقيقته ، فقد صار [الخلاف] (٥) الموجود ـ كما ترى ـ أوضح دليل على كون البعث الذي ينكره المنكرون».

__________________

(١) هذا الحديث له عدة طرق (الأولى) عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه مرفوعا ذكرها السيوطي وعزاه لابن مردويه الدر المنثور ٥ / ٢٦٩ ، (الثانية) عن أبي مالك غزوان مرسلا ، أخرجها الواحدي في أسباب النزول ص ٢٧٤ ، وذكرها السيوطي وعزاها لسعيد بن منصور ـ ولم نجدها في المطبوع من السنن ـ وابن المنذر والبيهقي في البعث ـ ولم نجدها في المطبوع ـ الدر المنثور ٥ / ٢٦٩ (الثالثة) عن مجاهد وقتادة مرسلا ، ذكرها الطبري في التفسير ٢٣ / ٢١ ، وذكرها ابن كثير في التفسير ٣ / ٥٨٨ وعزاه أيضا لعكرمة ، وعروة بن الزبير ، والسدي.

(٢) هو أبو محمد عبد بن الله بن محمد بن السيد النحوي اللغوي تقدم ذكره في ١ / ٣٤٣.

(٣) ساقط من المطبوعة.

(٤) ساقط من المخطوطة.

(٥) ساقط من المخطوطة.

١٥٠

النوع الرابع والثلاثون

معرفة ناسخه (١) ومنسوخه (٢)

والعلم به عظيم الشأن ، وقد صنف فيه ...

__________________

(١) في المطبوعة : من منسوخه.

(٢) للتوسع في هذا النوع انظر : الفهرست لابن النديم ص ٤٠ الفن الثالث من المقالة الأولى وفنون الأفنان في عيون علوم القرآن لابن الجوزي ص : ٣٧٣ فصل التفسير ، النسخ ، المحكم والمتشابه ، والفوائد المشوق إلى علوم القرآن لابن قيم الجوزية ص ٢٤٤ القسم التاسع والثلاثون ، وبصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي ١ / ١١٧ الفصل الثامن فيما هو شرط من معرفة الناسخ والمنسوخ ، والإتقان للسيوطي ٣ / ٥٩ ـ ٧٧ النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه ، ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة ٢ / ٤٠٥ علم معرفة ناسخ القرآن ومنسوخه ، وكشف الظنون لحاجي خليفة ٢ / ١٩٢٠ ، وأبجد العلوم للقنّوجي ٢ / ٥١١ معرفة ناسخ القرآن ومنسوخه ، إيضاح المكنون لإسماعيل باشا البغدادي ٢ / ٦١٤ ، ومناهل العرفان للزرقاني ٢ / ٦٩ ـ ١٦٦ ، ومقدمة كتاب الناسخ والمنسوخ لقتادة بقلم حاتم الضامن (معاصر) ، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ٦٢٢ ـ ٦٣٦ ، معجم مصنفات القرآن الكريم لعلي الشواخ ٤ / ٢٢٥ ـ ٢٤٧ والنسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد (بحث نال به مؤلفه شهادة الدكتوراة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وطبع في لبنان بدار الفكر ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م) ، والآية والنسخ في القرآن ، لمحمد البهي مقال في مجلة الفكر الإسلامي ، السنة الثانية العدد (٥) سنة ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م والآية المنسوخة (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ ...) لمحمد فؤاد عبد الباقي (مقال في مجلة الأزهر المجلد (٢٧) العدد (٩) سنة ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٦ م) ، والنسخ في القرآن الكريم لمحمد سعاد جلال (مقال في مجلة الأزهر المجلد (٣٢) العدد (١٠) سنة ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦١ م) وسورة المزمل وقصة الناسخ والمنسوخ لحسن حسين (مقال في مجلة الأزهر المجلد (١٥) العدد (٨) سنة ١٣٦٣ ه‍ / ١٩٤٤ م) ونظرية النسخ في الشرائع السماوية لشعبان محمد إسماعيل (طبع في القاهرة على مطابع الدجوي سنة ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م) ورسالة في مباحث النسخ لمحمد السيد يوسف أباظة (رسالة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ١٣٥٩ ه‍ / ١٩٤١ م) والقول السديد في تفسير آيات النسخ والطلاق والربا في القرآن المجيد لمحمد الحسيني الظواهري (طبع في القاهرة بمطبعة مصر سنة ١٣٥٩ ه‍ / ١٩٤٠ م) والنسخ بحث وتحليل للشيخ عثمان أحمد مريزق (رسالة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

١٥١

[جماعة] (١) كثيرون منهم قتادة بن دعامة السّدوسي (٢) ، وأبو عبيد القاسم بن سلام (٣) ، وأبو داود السجستاني (٤) ، وأبو جعفر النحاس (٥) ، وهبة الله بن سلامة الضرير (٦) ، وابن

__________________

١٣٦٢ ه‍ / ١٩٤٣ م) وفتح المنان في نسخ القرآن لعلي حسن العريض (طبع بمكتبة الخانجي في القاهرة سنة ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م) والنسخ في الشريعة الإسلامية كما أفهمه لعبد المتعال الجبري (بحث مقدم لنيل الماجستير بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة ١٣٦٨ ه‍ / ١٩٤٩ من أنكر فيه النسخ وطبع في القاهرة بدار الجهاد سنة ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦٠ م) والنسخ بين الإثبات والنفي لمحمد محمود فرغلي (طبع في القاهرة بدار الكتاب الجامعي سنة ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م) والأدلة المطمئنة على ثبوت النسخ في الكتاب والسنة لعبد الله مصطفى العريس (طبع في لبنان بمكتبة الحياة ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م) ودراسات الإحكام والنسخ في القرآن الكريم ، لمحمد حمزة (طبع في دمشق بدار قتيبة).

(١) ساقط من المخطوطة.

(٢) أبو الخطّاب السدوسي البصري الضرير ، مولده سنة ستين ، روى عن أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، والحسن البصري ، روى عنه أيوب السختياني ، والأوزاعي ، وشعبة بن الحجاج ، قال معمر سمعت قتادة يقول : «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي» ، وكان قتادة رأسا في العربية والغريب وأيام العرب وأنسابها ، ت ١١٨ ه‍ (الذهبي سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٩ ـ ٢٨٣) ، وكتابه «الناسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى» طبع في العراق بتحقيق حاتم الضامن ونشر ضمن مجلة المورد المجلد (٩) العدد (٤) سنة ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨١ م (معجم الدراسات القرآنية ، ابتسام الصفار ص ٦٢٥) ، وطبعه مستقلا في بيروت ؛ بمؤسسة الرسالة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٤ م.

(٣) محدث فقيه لغوي تقدم ذكره في ١ / ١١٩ وكتابه : «الناسخ والمنسوخ في القرآن» حققه محمد صالح المديفر كرسالة ماجستير في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود (أخبار التراث العربي ٩ / ٢٢ سنة ١٩٨٣).

(٤) هو سليمان بن الأشعث من الأئمة الأعلام أصحاب الكتب الستة ، وكتابه : «الناسخ والمنسوخ ذكره ابن خير في فهرسته ص ٤٧.

(٥) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر النحاس تقدم ذكره في ١ / ٣٥٦ وكتابه : «الناسخ والمنسوخ في القرآن» طبع في مصر ، نشره محمد أمين الخانجي ؛ بمطبعة السعادة سنة ١٣٢٣ ه‍ / ١٩٠٥ من وأعيد طبعه في القاهرة ١٣٥٧ ه‍ / ١٩٣٨ م ويحققه سليمان بن إبراهيم اللاحم كرسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (أخبار التراث العربي : ١٤ / ٢٦).

(٦) هو أبو القاسم المقرئ النحوي المفسر البغدادي ، كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن والنحو ، أخذ عن زيد بن أبي بلال ، والحسين بن علي العطار ، وسمع ابن أبي بكر القطيعي ، وعنه ابن بنته رزق الله التميمي ، وله من التصانيف «التفسير» ت ٤١٠ ه‍. (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ٣٤٧) ، وكتابه «الناسخ والمنسوخ من كتاب الله عزوجل» طبع بهامش كتاب «أسباب النزول» للواحدي ، في القاهرة المطبعة الهندية ١٣١٥ ه‍ / ١٨٩٧ م ، وفي مطبعة البابي الحلبي ١٣٥٧ ه‍ / ١٩٣٨ م ، وصور على الأوفست في لبنان بعالم الكتب سنة ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٢ م ، وفي لبنان بدار المعرفة سنة

١٥٢

العربي (١) ، وابن الجوزي (٢) ، وابن الأنباري (٣) ، ومكّيّ (٤) ، وغيرهم (٥).

__________________

١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٦ م ، وطبع مستقلا في لبنان بتحقيق محمد كنعان وزهير الشاويش ونشره المكتب الإسلامي سنة ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م

(١) هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعروف بابن العربي تقدم ذكره في ١ / ١٠٩ ، وكتابه : «الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم» حققه عبد السلام بن أحمد الكنوني ، كرسالة ماجستير في دار الحديث الحسنية بالمغرب (أخبار التراث العربي) ٣ / ٢٠) ، وحققه عبد الكريم المدغر كرسالة دكتوراه بالمغرب (أخبار التراث العربي ٢ / ٢٢)

(٢) هو عبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج تقدم ذكره في ١ / ١٨٢ ، وله في الناسخ والمنسوخ مؤلفان ، الأول : «عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ» طبع في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة باسم «نواسخ القرآن» بتحقيق محمد أشرف علي الملباري سنة ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م ، ولكن د. حسين ضياء الدين عتر محقق كتاب «فنون الأفنان» لابن الجوزي اعترض على تسمية الكتاب وذكر أن صوابه : «عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ» ، واستدل بذلك على أدلة (انظر مقدمة كتاب فنون الأفنان ص ٣٨ ـ ٣٩) ، (الثاني) : «المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ» وهو اختصار لكتابه الأول ، طبع في بغداد بتحقيق حاتم الضامن سنة ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٧ م ونشر ضمن مجلة المورد ، المجلد الثالث ، العدد الأول ، ثم نشره في لبنان بمؤسسة الرسالة سنة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٤ م. ويعزى له أيضا كتاب «إخبار أهل الرسوخ في الفقه والحديث بمقدار المنسوخ من الحديث» ، طبع في القاهرة سنة ١٣٢٢ ه‍ / ١٩٠٤ م ، وفي بومبي دون تاريخ ، ثم طبع مع كتاب آخر «هو قبضة البيان في ناسخ ومنسوخ القرآن» للبذوري ، طبع في المكتب الإسلامي في لبنان بتحقيق زهير الشاويش ومحمد كنعان سنة ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م. وهو كتاب في ناسخ الحديث ومنسوخه ، وقد وهم محقق كتاب «البرهان» الاستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم حيث عدّه من كتب ناسخ القرآن ومنسوخه.

(٣) هو أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار تقدم ذكره في ١ / ٤٩٤ ، وكتابه : «الناسخ والمنسوخ» ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ ٣ / ٥٧.

(٤) هو مكي بن أبي طالب تقدم ذكره في ٢ / ١٢٧ ، وله كتابان : «الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه» طبع في الرياض في جامعة الإمام محمد بن سعود ، بتحقيق أحمد حسن فرحات سنة ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م ، واختصره في «الإيجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه» ، (إنباه الرواة ٣ / ٣١٥ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ١٦٩).

(٥) ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع ـ سوى ما ذكره الزركشي ـ * «الناسخ والمنسوخ» لعطاء بن مسلم ت (١١٥ ه‍). (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٨٠ وسيزكين ١ / ١٩٣) * «الناسخ والمنسوخ في القرآن» لابن شهاب الزهري ت (١٢٤ ه‍) منه نسخة في دار الكتب بالقاهرة برقم (١٠٨٤ تفسير) ، ومنه مصورة على الميكروفيلم في معهد المخطوطات العربية (٢٦٤) ، ونشر الكتاب مايكل بريت في مجلة معهد الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن (BSOAS.Vol.XLVIIpart ١.١٩٨٤ (كما نشر الكتاب في مجلة المجمع العلمي العراقي ، مج ٣٨ ،

١٥٣

__________________

ج ٢ و ٣ ، ص : ٣٠٥ ـ ٣٣٣ ، بتحقيق حاتم الضامن ، (أخبار التراث العربي ٣٤ / ٢٢) * «الناسخ والمنسوخ» للسدي إسماعيل بن عبد الرحمن ، ت ١٢٨ ه‍ (ابن الجوزي نواسخ القرآن ص ٧٥) * «الناسخ والمنسوخ» لمحمد بن السائب الكلبي. ت ١٤٦ ه‍ (ابن النديم ، الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» لمقاتل بن سليمان. ت ١٥٠ ه‍ ، الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» لأبي علي الحسين بن واقد المروزي. ت ١٥٧ ه‍ ـ ويقال ١٥٩ ه‍. (الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي. ت ١٨٢ ه‍ (الفهرست ص ٤٠ ، ٢٨١) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» للسكوني إسماعيل بن أبي زياد (القرن الثاني للهجرة). (الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» لأبي نصر عبد الوهاب بن عطاء العجلي الخفاف البصري. ت ٢٠٦ ه‍. (الفهرست ص ٢٨٤) * «الناسخ والمنسوخ» لمحمد بن حجاج بن محمد الأعور. ت ٢٠٦ ه‍ (الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ من القرآن» لأبي محمد حسن بن علي بن فضال الكوفي. ت ٢٢٤ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ٦١٥) * «الناسخ القرآن ومنسوخه» لجعفر بن مبشر الثقفي ت ٢٣٤ ه‍ (الفهرست ص ٤٠ و ٢٠٨) * «الناسخ والمنسوخ» لأبي الحارث سريج بن يونس المروزي العابد البغدادي ت ٢٣٥ ه‍ (الفهرست ٢٨٧) * «الناسخ والمنسوخ» لجعفر بن بشر بن أحمد الثقفي المتكلم. ت ٢٣٥ ه‍ (الفهرست ص ٤٠) * الناسخ والمنسوخ لأحمد بن حنبل. ت ٢٤١ ه‍. رواه عنه ابنه عبد الله مع كتابه «تفسير القرآن الكريم» ونقل عنه ابن الجوزي كثيرا الفهرست ص ٤٠ و ٢٨٥* «ناسخ القرآن ومنسوخه» للترمذي محمد بن إسماعيل ٢٨٠ ه‍ (الداودي طبقات المفسرين ٢ / ١٠٥) * «الناسخ والمنسوخ» لعبد الله بن الحسين بن القاسم الزيدي الحسني صاحب الزعفران (ت ٢٨٤ ه‍) مخطوط في برلين (١٠٢٢٦) والامبروزيانا (٢٠). (بروكلمان تاريخ الأدب العربي ، الترجمة العربية ٤ / ١٤ وسيزكين ١ / ٢٠٩) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» للحربي ، إبراهيم بن إسحاق. ت ٢٨٥ ه‍. (الفهرست ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» للحافظ المسند أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز البصري الكجي. ت ٢٩٢ ه‍ (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٣٨) * «الناسخ والمنسوخ» للحلاج ، الحسين بن المنصور. ت ٣٠٩ ه‍ (الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» لأبي بكر بن أبي داود ، عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني. ت ٣١٦ ه‍ (الفهرست ص ٤٠) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» لأبي عبد الله الزبير بن أحمد بن سليمان الزبيري. ت ٣١٧ ه‍ (الفهرست ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» للقاضي أبي جعفر التنوخي ، أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان. ت ٣١٨ ه‍ (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» ويسمى معرفة الناسخ والمنسوخ لابن حزم ، ابي عبد الله محمد بن أحمد بن حزم. ت ٣٢٠ ه‍ وعزاه بعضهم خطأ للإمام المشهور أبي محمد علي بن أحمد بن حزم (ت ٤٥٦ ه‍) طبع في القاهرة على هامش تفسير الجلالين سنة ١٢٩٧ ه‍ / ١٨٧٩ م ، وطبع في القاهرة بالمطبعة الأزهرية على هامش تنوير المقباس سنة ١٣١٦ ه‍ / ١٨٩٨ م ، وطبع في القاهرة بمطبعة مصر على هامش تفسير الجلالين سنة ١٣٢١ ه‍ / ١٩٠٣ م ، وطبع في القاهرة بالمطبعة الأزهرية بهامش تنوير المقباس سنة ١٣٤٤ ه‍ / ١٩٢٥ م ، وصوّر في بيروت بدار الفكر بهامش تنوير المقباس سنة ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م* «الناسخ والمنسوخ» لأبي مسلم المعتزلي محمد بن بحر. ت ٣٢٢ ه‍. (معجم الأدباء

١٥٤

__________________

١٨ / ٣٦) * «الناسخ والمنسوخ في القرآن» لأبي بكر الشيباني المعروف بالجعد محمد بن عثمان. ت ٣٢٦ ه‍ (ابن النديم الفهرست ٤١) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» لابن المنادي أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد. ت ٣٣٤ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٩٢١) * «الموجز في الناسخ والمنسوخ» لابن خزيمة الفارسي ، المظفر بن حسين (كان حيا سنة ٣٣٨ ه‍) طبع مع كتاب «الناسخ والمنسوخ» للنحاس ، في القاهرة بمطبعة السعادة ١٣٢٣ ه‍ / ١٩٠٥ م ، وطبع في القاهرة بمطبعة مصر سنة ١٣٥٧ ه‍ / ١٩٣٨* «الناسخ والمنسوخ» لأبي عبد الله الحسين بن علي البصري المعروف بالجعل ت ٣٣٥ ه‍ (الداودي طبقات المفسرين ١ / ١٥٦) * «الناسخ والمنسوخ» لقاسم بن أصبغ ت ٣٤٠ ه‍ (ابن فرحون الديباج المذهب ص ٢٢٣) * «الناسخ والمنسوخ في القرآن» للبردعي أبي بكر محمد بن عبد الله. ت ٣٥٠ ه‍ (الفهرست ص ٢٩٥) * «الناسخ والمنسوخ» للقاضي أبي الحكم البلوطي ، المنذر بن سعيد ت ٣٥٥ ه‍ (إنباه الرواة ٣ / ٣٢٥) * «الناسخ والمنسوخ» للقاضي أبي سعيد السيرافي ، الحسن بن عبد الله المرزباني ت ٣٦٨ ه‍ (الفهرست ص ٤٠) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» لأبي الحسين محمد بن محمد المقرئ النيسابوري ت ٣٦٨ ه‍ كشف الظنون ٢ / ١٩٢١* «الناسخ والمنسوخ لمحمد بن أحمد الزهراوي ت (٣٧٠ ه‍) مخطوط في نور عثمانية (٦٠٦) (بروكلمان تاريخ الأدب ٤ / ١٥) * «الناسخ والمنسوخ» للحلاج أبي القاسم الزاهد ، وليس الحلاج المشهور حسين بن منصور فإن كنيته أبا مغيث أو أبا عبد الله وقد وهم فيه حاتم الضامن حيث ذكره نقلا عن ابن النديم ولكنه سمّاه (الحسين بن منصور) مع أن ابن النديم لم يزد فيه على قوله (كتاب أبي القاسم الحلاج الزاهد). ولم يذكر في ترجمة الحلاج المشهور كتابا في الناسخ والمنسوخ (الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ من القرآن» لابن بابويه القمي ، محمد بن علي. ت ٣٨١ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ٣٤١) * «الناسخ والمنسوخ» للزبيدي أبي إسماعيل (الفهرست ص ٤٠) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» للحارث بن عبد الرحمن (الفهرست ص ٤٠) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» لهشام بن علي بن هشام (الفهرست ص ٤٠) * «الناسخ والمنسوخ» لأبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس ابن إصبع ت. ٤٠٢ ه‍ (السيوطي طبقات الحفاظ ٤١٤) * «الناسخ والمنسوخ» لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي (ت ٤٢٩ ه‍) منه صورة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة ، ويحققه حلمي كامل أسعد كرسالة ماجستير في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م (أخبار التراث العربي ٤ / ٣٩) ، ويحققه حاتم الضامن (انظر مقدمة الناسخ والمنسوخ لقتادة ١٤) ومنه نسخة خطية باسم «الرسوخ في علم الناسخ والمنسوخ» بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء برقم : ٤٣ تفسير (مقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي ٢٥) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» لابن حزم أبي محمد علي بن أحمد ت (٤٥٦ ه‍) عزاه له البغدادي في إيضاح المكنون ٢ / ٦١٥ خطأ ، والصواب أنه لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن حزم (ت ٣٢٠ ه‍).* «الناسخ والمنسوخ» للواحدي علي بن أحمد. ت ٤٦٨ ه‍ (الواحدي الوسيط في الأمثال ص ٧٧) طبع في القاهرة ١٣١٥ ه‍ / ١٨٩٧ م باسم «طيّبات النزول» * «الناسخ والمنسوخ» لأبي الوليد الباجي سليمان بن خلف التجيبي القرطبي ت ٤٧٤ ه‍ (الديباج المذهب ١٢٢) * «الناسخ والمنسوخ» لعبد الملك بن حبيب. ت ٤٨٩ ه

١٥٥

__________________

(الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٥٠) * «الإيجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه» لأبي عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدي المصري (ت ٥٢٠ ه‍) مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ١٠٨٥ تفسير ، ومنه صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم ٣٢. ويحققه عبد الكريم بن محمد العثمان كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (أخبار التراث العربي ٩ / ٢٢) ويحققه حاتم الضامن (انظر مقدمة الناسخ والمنسوخ لقتادة ص ١٤) ، * «الناسخ والمنسوخ» لأبي العباس الإشبيلي أحمد بن خلف ت ٥٣١ ه‍ (الداودي طبقات المفسرين ١ / ٤٠) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» لأبي بكر ، محمد بن عبد الله العربي المعافري الاشبيلي ت ٥٤٣ ه‍ (فهرسة ابن خير ص ٥١) * «قبضة البيان في ناسخ ومنسوخ القرآن» للبذوري أبي القاسم جمال الدين بن عبد الرحمن (ت؟) ، رواية أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت (٥٩٧ ه‍) طبع في لبنان ومعه كتاب «إخبار أهل الرسوخ في الفقه والحديث بمقدار الناسخ من الحديث» لابن الجوزي ، بتحقيق زهير الشاويش ومحمد كنعان بالمكتب الإسلامي ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م* «ناسخ القرآن ومنسوخه» لابن الحصار علي بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الخزرجي الأندلسي الأصل. ت ٦١١ ه‍ (المنذري ، التكملة لوفيات النقلة ٢ / ٣١٠) * «الناسخ والمنسوخ» لابن الشواش أبي عبد الله محمد بن أحمد. ت ٦١٩ ه‍ (الرعيني برنامج شيوخه ١٥٤) ، * «الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ» للسخاوي ، علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد ، ت ٦٤٣ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١١١٨) * «صفوة الراسخ في علم المنسوخ والناسخ» لشعلة محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الموصلي ت (٦٥٦ ه‍) مخطوط بالخزانة التيمورية ضمن مجموع برقم (٢٢٥) : (فهرس الخزانة التيمورية ص ٢١٤) ، وذكره (أبو الفرج في ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٥٦) * «عقود القيان في الناسخ والمنسوخ في القرآن» لمحمد بن المطهر بن يحيى بن المرتضى المهدي الزيدي ، ت ٧٢٨ ه‍ (إيضاح المكنون ٤ / ١١٤) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» للواسطي يحيى بن عبد الله بن عبد الملك الشافعي ت ٧٣٨ ه‍. (السبكي طبقات الشافعية ٦ / ٢٥٠) * «ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه» لابن البارزي هبة الله بن إبراهيم بن البارزي (ت ٧٣٨ ه‍) طبع في بيروت بتحقيق حاتم الضامن بمؤسسة الرسالة ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م* «الناسخ والمنسوخ» لمحمد بن محمد بن محمد زنكي الأسفرائيني العراقي. ت ٧٤٧ ه‍ (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٤٤) * «الناسخ والمنسوخ» لعلي بن شهاب الدين حسن بن محمد الحسيني الهمذاني (ت ٧٨٦ ه‍) مخطوط بالمكتب الهندي في لندن ويوجد منه نسخة ثانية في المكتبة الظاهرية دمشق برقم (٤٤٢٥ ه‍) (بروكلمان ، الذيل ٢ / ٣١١) ، «الناسخ والمنسوخ» للعتائقي عبد الرحمن بن محمد ت (٧٩٠ ه‍) طبع في النجف بتحقيق عبد الهادي الفضلي بمكتبة الصادق ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م* «الناسخ والمنسوخ» لأحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرضى الحموي ت ٧٩١ ه‍ (كحالة معجم المؤلفين ٢ / ٣٤) ، * «الناسخ والمنسوخ» للبحراني أحمد بن المتوج (ت ٨٣٦ ه‍) طبع مع شرح لعبد الجليل الحسيني القاري عليه بطهران (مقدمة الناسخ والمنسوخ لقتادة ص ١٥) * «الناسخ والمنسوخ» لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي ت ٨٥٢ ه‍ (انظر ترجمة المؤلف في آخر لسان الميزان) * «ناسخ القرآن ومنسوخه» للأبشيطي شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر الشافعي. ت ٨٨٣ ه* وله أيضا «نظم الناسخ والمنسوخ» للبارزي (الضوء اللامع ١ / ٢٣٦) * «جواب الناجي

١٥٦

__________________

عن الناسخ والمنسوخ» للناجي إبراهيم بن محمد بن محمود برهان الدين ت ٩٠٠ ه‍ (إيضاح المكنون ٢ / ٦١٥) * «كتاب الآيات التي فيها الناسخ والمنسوخ» لابن أبي شريف ، محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي ، كمال الدين الشافعي ، ت ٩٠٦ ه‍ (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٣٣) * «الناسخ والمنسوخ» للسيوطي جلال الدين ت ٩١١ ه‍ (كشف الظنون ١ / ١٩٢١) «قلائد المرجان في الناسخ والمنسوخ من القرآن للكرمي مرعي بن يوسف بن أبي بكر المقدسي الحنبلي ت (١٠٣٣ ه‍) مخطوط بمكتبة الجامع الأزهر برقم (٥٨) وفي دار الكتب المصرية ٢٣٠٥١ ب ، ومنه نسخة بالخزانة التيمورية برقم (٥٨٦) ، ونسخة بدار الكتب المصرية برقم (١٣٠٥١ ه‍) ، ونسخة بالمغرب الخزانة العامة للكتب برقم (١٨٨٢ د). (مقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي ص ٢٧) ويحققه عبد الله بن علي الحجي كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (أخبار التراث العربي ٩ / ٢٢) * وللمؤلف أيضا «فرائد فوائد قلائد المرجان وموارد منسوخ القرآن». مخطوط بالخزانة التيمورية / مجاميع برقم (١٠٦) (مقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي ص ٢٧) * «جامع سور القرآن كلها وبيان ما نزل بمكة والمدينة ، وعدد آي السور والناسخ والمنسوخ» لمحمد بن أحمد اليعقوبي (من أعيان القرن الحادي عشر) مخطوط في الأزهر برقم (١١٧٦) حليم ٣٢٨٦٥ (معجم الدراسات القرآنية ص ٣٧٢) * «إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن» للأجهوري ، عطية الله بن عطية البرهاني الشافعي (ت ١١٩٤ ه‍) ، مخطوط في مكتبة الأزهر برقم (١٥٢) ١٤٧ و (١٥٣) ٦٠٧١ و (١٥٤) (٢٤٨) سفا ٢٨٤٣ و (٢٤٩) ٢٨٤٧٤ (٢٧٠) زكي الدين ٤٠٥٥٧ و ٢٧٢ جوهري ٤١٧٧٠ ، وفي الخزانة التيمورية رقم (٤٠٨) باسم «الناسخ والمنسوخ» ، ومنه صورة بقسم المخطوطات بجامعة الملك سعود ٣٢٠ ورقة برقم ٨ (معجم الدراسات القرآنية ص ٥٦ و ٦٠٦ وأخبار التراث العربي ٢٨ / ٤ سنة ١٩٨٦) * «عمدة البيان في زبدة نواسخ القرآن» للرشيدي محمد بن سلامة بن عبد الخالق بن حسن الجمل (ت بعد ١٣٠٠ ه‍) مخطوط بالخزانة التيمورية مجاميع (١٢٧) (الأعلام ٦ / ١٤٦ ومقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي ص ٢٨) «إفادة الشيوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ» لمحمد صديق حسن خان بهادر (ت ١٣٠٧ ه‍) طبع في الهند طبع حجر ١٢٩٦ ه‍ / ١٨٧٧ م (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٤) * «التبيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن» للقرداغي ، عبد الرحمن بن محمد الكردي ، من أهل أقره داغ من أعمال السليمانية بالعراق. ت ١٣٣٥ ه‍ / ١٩١٧ م (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٢٨).

وهناك مؤلفات في الناسخ والمنسوخ لم نقف على تراجم مؤلفيها وهي : * «البيان في الناسخ والمنسوخ» لمحمد بن عبد الله بن أبي النجم (؟) مخطوط في مكتبة الجمع الكبير بصنعاء برقم (٧٦) ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٧) * «رسالة في الناسخ والمنسوخ» للفقيهي ، عمر بن محمد بن يوسف مخطوط في صوفيا برقم : ٧ ق (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٧) * «الناسخ والمنسوخ من القرآن» للعبادي كمال الدين بن محمد الناصري؟ (إيضاح المكنون ٢ / ٦١٥) * «التبيان للناسخ والمنسوخ» لعبد الله بن حمزة بن النجم الصعدي؟ مخطوط بالجامع الكبير بصنعاء برقم (٤) أصول الفقه (مقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي ص ٢٨) * «الناسخ والمنسوخ» للأسفراييني أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن علي مخطوط بمكتبة الحرمين بمكة برقم ١٥ ، وطبع بالآستانة ملحقا بكتاب «لباب النقول»

١٥٧

ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال «في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (الإنسان : ٨) منسوخ من هذه الجملة (وَأَسِيراً) ، والمراد بذلك أسير المشركين» (١) ، فقرئ الكتاب عليه [٧٩ / أ] وابنته تسمع ، فلما انتهى إلى هذا الموضع قالت : أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها : وكيف يا بنية؟ قالت : أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا.

قال الأئمة : ولا يجوز لأحد أن يفسّر كلام (٢) الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ ، وقد قال عليّ بن أبي طالب لقاصّ : «أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال : الله أعلم ، قال : هلكت وأهلكت» (٣).

__________________

للسيوطي سنة ١٢٩٠ ه‍ / ١٨٧٣ م (مقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي ص ٢١) وشرع بتحقيقه صالح بن عبد الله المحيمد كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ثم عدل عنه إلى موضوع آخر بعنوان : «فتح الرحمن بتفسير القرآن» للعليمي ، (أخبار التراث العربي ٩ / ٢٢ و ١٤ / ٢٧) * «رسالة في الناسخ والمنسوخ» لمجهول ، مخطوط في صوفيا رقم (١٨ ق) (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٨) * «رسالة في بيان السورة التي فيها ناسخ» لمجهول ، مخطوط في الأوقاف العراقية بغداد ٨٩ / ٢٧٦٩ مجاميع (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٧) «رسالة في بيان الناسخ والمنسوخ» لمجهول ، مخطوط في الأوقاف العراقية بغداد ٨٨ / ٢٧٦٩ مجاميع (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٧) * «رسالة في الناسخ والمنسوخ» لمجهول مخطوط في المسجد الأحمدي بطنطا رقم (٢٠ خ) و (٢٦٧) والأوقاف العراقية ١ / ١٣٨٤٨ ـ ٢ / ١٢٨٤٨ مجاميع (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٧) * «إعلام أهل العلم بتحقيق ناسخ القرآن ومنسوخه» لمجهول ، مخطوط في بانيكيپور ٥ / ٢. ٣٦٣ (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٢٣) * «الناسخ والمنسوخ من القرآن» لكمال الدين بن محمد البغدادي الناصري ، جد مصلح الدين محمد اللاري (إيضاح المكنون ٢ / ٦١٥) * «كتاب في الآيات الناسخة والمنسوخة» لأبي منصور؟ كما ورد في آخر الكتاب ، لم نعثر له على ترجمة. مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود في الرياض رقم ٥٥٣ (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٣٣) * «رسالة في سجدات الكتاب العزيز وبيان الناسخ والمنسوخ» لم يذكر المؤلف. مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود في الرياض برقم عام ٢٨٢٧ / ٧ / م (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٢٩) * «رسالة في الناسخ والمنسوخ في القرآن العظيم» لم يعلم المؤلف. مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود في الرياض برقم ١٣٦٣ (معجم مصنفات القرآن ٤ / ٢٢٩).

(١) انظر الناسخ والمنسوخ ص ١٩١ ، دون إيراد تعقيب ابنته على القول ، وذكر السيوطي في الإتقان ٣ / ٧٠ هذه الرواية بتمامها وفيها يقول هبة الله لابنته : صدقت.

(٢) كذا في المخطوطة ، وفي المطبوعة (كتاب الله).

(٣) الرواية أخرجها النحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٤ ـ ٥ عن علي رضي‌الله‌عنه ، بأسانيد وروايات عدة ، باب الترغيب في تعلم الناسخ والمنسوخ ، وأخرجها الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه ١ / ٨٠ الجزء

١٥٨

والنسخ يأتي بمعنى الإزالة ، ومنه قوله تعالى : (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) (الحج : ٥٢).

ويأتي بمعنى التبديل كقوله : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) (النحل : ١٠١).

وبمعنى التحويل كتناسخ المواريث ـ يعني تحويل الميراث من واحد إلى واحد.

ويأتي بمعنى النقل من موضع إلى موضع ، ومنه : نسخت الكتاب ، إذا نقلت ما فيه حاكيا للفظه وخطه. قال مكيّ : «وهذا الوجه لا يصح أن يكون في القرآن» (١) ، وأنكر على النحاس (٢) إجازته ذلك ، محتجا بأنّ الناسخ فيه لا يأتي بلفظ المنسوخ ؛ وإنما يأتي بلفظ آخر.

وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن بركات السعيدي (٣) : يشهد لما قاله النحاس قوله تعالى (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجاثية : ٢٩) وقال : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الزخرف : ٤) ، ومعلوم أنّ ما نزل من الوحي نجوما جميعه في أم الكتاب ، وهو اللوح المحفوظ كما قال : (فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة : ٧٨ و ٧٩).

ثم اختلف العلماء ، فقيل : المنسوخ ما رفع تلاوة تنزيله ، كما رفع العمل به. وردّ بما نسخ الله من التوراة بالقرآن والإنجيل (٤) وهما متلوّان.

__________________

الثالث باب القول في الناسخ والمنسوخ ، وأخرجها الحازمي الهمذاني في الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص ٦ بإسنادين عن علي رضي‌الله‌عنه ، وأخرجها ابن الجوزي في نواسخ القرآن ص ١٠٤ ـ ١٠٨ الباب السادس باب فضيلة علم الناسخ والمنسوخ ... ، بأسانيد وروايات عن علي رضي‌الله‌عنه ، وذكرها السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٠٦ عند قوله تعالى (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) من سورة البقرة ، وعزاه لأبي داود في «الناسخ والمنسوخ» ، والبيهقي في «السنن» ولم نجده في المطبوع من السنن.

(١) قول مكي منقول بتصرف من كتابه الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ص ٤١ ـ ٤٢ وفيه رد على قول النحاس.

(٢) انظر قول النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ ص ٧٠ باب أصل النسخ واشتقاقه ، وباب النسخ على كم يكون من ضرب.

(٣) هو أحد فضلاء المصريين وأعيانهم المبرّزين مولده سنة (٤٢٠ ه‍) ، أخذ النحو والأدب عن أبي الحسن بن بابشاذ فأتقنه ، وله معرفة حسنة بالأخبار والأشعار ، وله عدة تصانيف في النحو ، وكتاب «الناسخ والمنسوخ» ت ٥٢٠ ه‍ (معجم الأدباء ١٨ / ٣٩) ، وقد تقدم ذكر كتابه ضمن ما يستدرك من المؤلفات في الناسخ والمنسوخ حسب ترتيب وفيات المؤلفين.

(٤) سقطت من المخطوطة.

١٥٩

وقيل : لا يقع النسخ في قرآن يتلى وينزل. والنسخ مما خصّ الله به هذه الأمة (١) في حكم من التيسير (١). ويفرّ هؤلاء من القول بأنّ الله ينسخ شيئا بعد نزوله والعمل به ؛ وهذا مذهب اليهود في الأصل ، ظنا منهم أنّه بداء ، كالذي يرى الرأي ثم يبدو له ؛ وهو باطل ، لأنه بيان مدة الحكم (٢) ، ألا ترى الإحياء بعد الإماتة وعكسه ، والمرض بعد الصحة وعكسه ، والفقر بعد الغنى وعكسه ؛ وذلك لا يكون بداء ، فكذا الأمر والنهي.

وقيل : إن الله تعالى نسخ القرآن من اللوح المحفوظ الذي هو أمّ الكتاب ، فأنزله على نبيّه ، والنسخ لا يكون إلا من أصل.

والصحيح جواز النسخ ووقوعه سمعا وعقلا.

ثم اختلفوا فقيل : لا ينسخ قرآن إلا بقرآن لقوله تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) (البقرة : ١٠٦) ، قالوا : ولا يكون مثل القرآن وخيرا منه إلا قرآن.

وقيل : بل السنة لا تنسخ السنة.

وقيل : السّنة إذا كانت بأمر (٣) الله من طريق الوحي نسخت ، وإن كانت باجتهاد فلا تنسخه. حكاه ابن حبيب النيسابوري في تفسيره (٤).

وقيل : بل إحداهما (٥) [تنسخ الأخرى ، ثم اختلفوا فقيل : الآيتان إذا أوجبتا حكمين مختلفين وكانت إحداهما (٥) متقدمة [على] (٦) الأخرى ، فالمتأخرة ناسخة للأولى ، كقوله

__________________

(١) كذا في المخطوطة والمطبوعة ، وقد نقل السيوطي عبارة الزركشي في الإتقان ٣ / ٦٠ فقال : «والنسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم ، منها التيسير).

(٢) قال ابن الجوزي في نواسخ القرآن ص ٨٠ : (وأما الدليل على جواز النسخ عقلا ... ، فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادة في مدة معلومة ، ثم يرفعها ويأمر بغيرها ... ، فجائز أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمان دون زمان ، ويوضح هذا أنه قد جاز في العقل تكليف عبادة متناهية كصوم يوم ، وهذا تكليف انقضى بانقضاء زمان ، ثم قد ثبت أن الله تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى ومن الصحة إلى السقم ... ، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم).

(٣) عبارة المخطوطة. (بأمر من الله).

(٤) هو الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب أبو القاسم النيسابوري تقدم ذكره في ١ / ٢٧٩ ، وتفسيره ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٤٦٠ فقال : (تفسير النيسابوري القديم ، هو أبو القاسم الحسن بن محمد الواعظ المتوفى سنة ٤٠٦).

(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٦) ساقط من المخطوطة.

١٦٠