أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤١٠

أقطارها وأطرارها ، فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر (١).

١٧٥٤ ـ حدّثنا محمد بن علي المروزي ، قال : حدّثنا زكريا بن يحيى ، عن شريك ، عن اسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «لا يدخل مكة مشرك بعد عامنا هذا أبدا إلا أهل العهد وخدمكم».

١٧٥٥ ـ حدّثنا هارون بن موسى بن طريف ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : حدّثني سعيد بن المسيّب ، قال : ان أبا سفيان كان يدخل المسجد وهو كافر ، غير ان ذلك لا يحل في المسجد الحرام ، قال الله ـ عزّ وجلّ ـ (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا)(٢).

__________________

١٧٥٤ ـ إسناده ضعيف.

زكريا بن يحيى ، لم أقف عليه. ولعلّه : زكريا بن عدي ، أبو يحيى. واسماعيل بن مسلم ، هو : المكي. ضعيف الحديث. والحسن ، هو : البصري.

رواه أحمد ٣ / ٣٣٩ ، ٣٩٢ من طريق : أشعث بن سوّار ، عن الحسن ، به. وذكره ابن كثير في التفسير ٣ / ٣٨٢ وعزاه لأحمد ، وقال : تفرّد به الإمام أحمد ـ مرفوعا ـ والموقوف أصح إسنادا.

١٧٥٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقية رجاله موثّقون.

ويونس ، هو : ابن يزيد الأيلي.

(١) وت فذكره ياقي معجم البلدان ٢ / ١٣٧ ، ونسبه لابن عباس من طريق الكلبي. وذكر نحوه البكري ١ / ٣٨١. والأطرار : واحده : طرّ ، وقيل : طرّة. وهي : النواحي والأطراف. لسان العرب ٤ / ٥٠٠.

(٢) سورة التوبة آية (٢٨).

٤١

١٧٥٦ ـ وحدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : الحرم كله مسجد ، وتلا (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا)(١) فقال : ولم يعن المسجد قطّ ، ولكن يعني مكة الحرم. قال : قلت له : اثبت لك أنه الحرم؟ قال : ما أشكّ.

١٧٥٧ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا حجّاج ، عن جدّه ، قال : سألناه ـ يعني : الزهريّ ـ عن المشركين؟ فقال : ليس للمشرك أن يقرب المسجد الحرام / كان ولاة الأمر لا يرخّصون للمشرك في دخول مكة ، قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا).

١٧٥٨ ـ وحدّثني أبو محمد الكرماني ، قال : ثنا قراد أبو نوح ، عن شعبة ، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن ، في قوله ـ تبارك وتعالى ـ : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) قال قذر.

__________________

١٧٥٦ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ١٠ / ٣٥٦ وابن جرير ١٠ / ١٠٥ كلاهما من طريق : ابن جريج به بنحوه.

١٧٥٧ ـ إسناده حسن.

وحجّاج ، هو : ابن يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد الرّصافي ، روى عن جدّه عبيد الله ، عن الزهري نسخة كبيرة. قاله المزّي في التهذيب ص (٢٣٥).

١٧٥٨ ـ إسناده صحيح.

الكرماني : حرب بن إسماعيل ، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ٣ / ٢٥٣ ، وقال كان رفيق أبي ، كتب عنه أبي.

وقراد أبو نوح اسمه : عبد الرحمن بن غزوان.

(١) سورة التوبة آية (٢٨).

٤٢

١٧٥٩ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا حجّاج ، عن جدّه ، عن الزهري ، قال : أنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ في العام الذي نبذ فيه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ إلى المشركين : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا)(١) وكان المشركون يوافون بالتجارة ، فيبتاع منهم المسلمون ، فلمّا حرّم على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام ، وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عليهم من التجارات التي كان المشركون يوافون بها ، فقال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(١) ثم أحلّ الله ـ تبارك وتعالى ـ في الآية التي تتبعها الجزية ـ ولم تكن توجد قبل ذلك ـ عوضا لما منعهم من موافاة المشركين بالتجارة ، فقال : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ)(٢) إلى قوله : (وَهُمْ صاغِرُونَ) فلمّا أحلّ الله ـ تعالى ـ ذلك للمسلمين ، علموا أنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ قد عاضهم أفضل مما منعهم من موافاة المشركين بالتجارة.

١٧٦٠ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا عيسى بن يونس ، قال : أنا ابن جريج عن أبي الزبير ، قال : قلنا لجابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أيدخل المجوس الحرم؟ قال : أمّا أهل ذمّتنا ، فنعم.

__________________

١٧٥٩ ـ إسناده حسن.

حسين ، هو : ابن حسن المروزي ، وحجّاج هو ابن يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد الرّصافي.

١٧٦٠ ـ إسناده حسن.

(١) سورة التوبة آية (٢٨).

٤٣

١٧٦١ ـ حدّثنا أبو صالح محمد بن زنبور ، قال : ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن سليمان بن سحيم : أنّه حدّثه عن يهوديّ ، أنه أتى ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فقال له : إفتح الكعبة ، ففتحها ، فأسلم.

١٧٦٢ ـ حدّثنا علي بن زيد الفرائضي ، قال : ثنا الحنينيّ ـ أسحق بن ابراهيم ـ عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «قاتل الله اليهود اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، لا يجتمع دينان في جزيرة العرب».

__________________

١٧٦١ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١٢ / ٣٤٦ ، عن عيسى بن يونس ، به.

١٧٦٢ ـ إسناده ضعيف.

علي بن زيد بن عبد الله الفرائضي ، قال الخطيب في «تاريخه» ١١ / ٤٢٧ : تكلّموا فيه.

واسحاق بن ابراهيم : ضعيف كما في التقريب ١ / ٥٥.

رواه البخاري في الصلاة ١ / ٥٣٢ من طريق : عبد الله بن مسلمة القعنبيّ ، عن مالك ، به ، ولم يذكر الزيادة الأخيرة عند الفاكهي. وكذا رواه أبو داود ٣ / ٢٩٤ عن القعنبي ، وكذا فعل مسلم ٦ / ١٢ ، فقد رواه عن مالك ، من طريق ابن وهب ، عن مالك ويونس ، عن الزهري ، به.

وقد رواه بهذا اللفظ عبد الرزاق في المصنّف ٦ / ٥٤ ، ١٠ / ٣٦٠ ولكن عن عمر بن عبد العزيز ، مرسلا.

٤٤

ذكر

الموضع الذي قتل فيه خبيب بن عديّ

ـ رضي الله عنه ـ من مكة

١٧٦٣ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد [بن](١) ثوبان ، عن سليم ، عن عمر بن قيس ، عن عطاء بن أبي رباح.

قال الزبير : قال يحيى : وحدّثنيه عبد العزيز بن أبي ثابت ، عن محرز ابن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، قال : إنّ خبيب بن عدي ـ رضي الله عنه ـ صلب بيأجج ، قرية الجذمان ، بين الصخرات التي كأنها حتت أو خبب ، التي عن يسارك قبل أن تدخل الحرم.

ويأجج موضعان : أحدهما مثل القرية دون التنعيم ، يكون فيه الجذماء ، ويأجج الآخر : هو أبعدهما ، وهو على طريق مرّ ، قد بني هنالك مسجد يقال له : مسجد الشجرة ، وإنما أحرم الناس منه ، بينه وبين مسجد التنعيم ميلان أو نحو ذلك. ويقال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم صلى فيه.

__________________

١٧٦٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس ، هو : سندل : متروك. وعبد العزيز بن أبي ثابت ، هو عبد العزيز بن عمران بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف : متروك أيضا.

ويأجج : موضع قريب من مكة مما يلي التنعيم ، كانت فيه منازل لعبد الله بن الزبير ، فلمّا قتله الحجاج ، أنزله المجذّمين ، ففيها المجذّمون. معجم ما استعجم ١ / ١١٠ ، ٤ / ١٣٨٥. ومعجم البلدان ٥ / ٤٢٤. ومعجم معالم الحجاز ١٠ / ٧ ـ ١٠. ومرّ : هو : مرّ الظهران ، ويسمّى اليوم (وادي فاطمة) أو ، الجموم ، ويبعد عن مكة (٢٤) كم على طريق المدينة. ويقال لوادي يأجج اليوم (وادي ياج) ، ولقرية المجذّمين (بئر مقيت). وسيأتي مزيد من الكلام عنها إن شاء الله.

(١) في الأصل (عن) والصواب ما أثبتناه.

٤٥

١٧٦٤ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا ابراهيم بن عمرو ، قال : أخبرني عبد المجيد بن أبي رواد / عن أبيه ، قال : زعموا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلى في مسجد الشجرة ـ يعني : المسجد الذي دون يأجج ـ.

١٧٦٥ ـ حدّثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن أبي ذئب ، عن مسلم بن جندب ، عن الحارث بن البرصاء ، قال : أتي بخبيب ـ رضي الله عنه ـ فبيع بمكة ، فأرادوا أن يقتلوه ، فقال : دعوني أصلي ركعتين ، فصلى ركعتين ، ثم قال : الّلهم احصهم عددا ، فكنت فيهم فما ظننت أنه يبقى منهم أحد.

١٧٦٦ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : إنه سمع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : الذي قتل خبيبا ـ رضي الله عنه ـ أبو سروعة ، واسمه : عقبة بن الحارث بن نوفل.

__________________

١٧٦٤ ـ إسناده ضعيف ، لانقطاعه.

وابراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح ٢ / ١٢١.

١٧٦٥ ـ إسناده صحيح.

ولم أجده من رواية الحارث ، انما وجدته من رواية أبي هريرة ، عند البخاري ٧ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، والطبري في التاريخ ٣ / ٣١ ، والبيهقي في الدلائل ٣ / ٣٢٤.

١٧٦٦ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٧ / ٣٧٩ من طريق : سفيان به. وابن اسحاق من طريق : عبد الله بن الزبير. أنظر سيرة ابن هشام ٣ / ١٨٢.

٤٦

ذكر

كراهية لقطة الحرم

١٧٦٧ ـ حدّثنا عمر بن حفص الشيباني ، وهارون بن موسى ـ يزيد أحدهما على صاحبه ـ قالا : ثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم نهى عن لقط الحاج. وقال ابن طريف : عن لقطة الحاج.

١٧٦٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السريّ ، قال : ثنا بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، قال : إنّ الوليد بن [سعد](١) بن الأخرم حدّثه ، انه كان مع عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فرأى دينارا ملقى ، قال : فذهبت لآخذه فضرب عبد الله يدي ، وأمرني بتركه.

١٧٦٩ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن

__________________

١٧٦٧ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم في اللّقطة ١٢ / ٢٨ ، وأبو داود ٢ / ١٨٨ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٧ / ٢٠٣) والبيهقي ٦ / ١٩٩ كلّهم من طريق : ابن وهب به.

١٧٦٨ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن حبّان في الثقات ٥ / ٤٩٢ في ترجمة الوليد بن سعد.

١٧٦٩ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٦ / ٤٦٣ من طريق : معتمر به.

(١) في الأصل (سعيد) وهو خطأ. وقد ترجمه ابن حبّان في ثقات التابعين ، وابن أبي حاتم ٩ / ٥ وسكت عنه.

٤٧

أبيه ، قال : كان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ومجاهد يطوفان بالبيت ، فمرّا بحقة فيها درة ، فلم يعرضا لها ولم يأخذانها (١).

١٧٧٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : إنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ قال وهو ملصق ظهره إلى الكعبة : لا يأخذ الضالة إلا ضال. وقال يحيى : أظنه من ضوالّ الإبل.

ذكر

بيع الطعام بمكة وكراهيته

وما جاء فيه من التشديد وتفسيره

١٧٧١ ـ حدّثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن جعفر بن يحيى ، عن عمه [عمارة](٢) بن ثوبان ، قال : حدّثني موسى بن

__________________

١٧٧٠ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ١٠ / ١٣٣ ، وابن أبي شيبة ٦ / ٤٦٥ ، والبيهقي ٦ / ١٩١ كلّهم من طريق : يحيى بن سعيد به.

١٧٧١ ـ إسناده ضعيف.

جعفر بن يحيى بن ثوبان : مقبول. التقريب ١ / ١٣٣.

وعمارة بن ثوبان : مستور. التقريب ٢ / ٤٩.

ويعلى ، هو : ابن أميّة.

رواه أبو داود في المناسك ٢ / ٢٨٦ من طريق : أبي عاصم به. وابن أبي حاتم الرازي في التفسير ، عن أبيه ، عن عبد الله بن اسحاق الجوهري ، به مختصرا. (تفسير بن كثير ٤ / ٦٣٠). وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣٥١ وزاد نسبته للبخاري في التاريخ ، وعبد ابن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه. والودك ، هو : دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه. النهاية ٥ / ١٦٩.

(١) كذا.

(٢) في الأصل (غيرة) وهو تصحيف.

٤٨

باذان ، قال : قلت ليعلى : إنّ عندك مالا فأعطنيه ، نشتري لك به ودكا إذا رخص الودك ، وطعاما إذا رخص الطعام ، قال : وتفعل ذلك يا بن باذان؟ قال : نعم ، قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «احتكار الطعام بمكة إلحاد».

١٧٧٢ ـ حدّثنا أبو بشر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا أصبغ بن زيد ، قال : ثنا أبو بشر ، عن [أبي](١) الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله ـ تعالى ـ وبرئ الله منه ، وأيّما أهل عرصة ظل فيهم امرؤ من المسلمين جائعا فقد برئت منهم ذمة الله ـ عزّ وجلّ ـ».

١٧٧٣ ـ حدّثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن

__________________

١٧٧٢ ـ إسناده ضعيف.

أبو بشر شيخ أصبغ بن يزيد ، غير منسوب : ضعيف. كما في التقريب ٢ / ٣٩٥ ، وتعجيل المنفعة ص : ٤٦٩. وأبو الزاهرية ، هو : حدير بن كعب.

رواه ابن أبي شيبة ٦ / ١٠٤ ، وأحمد ٢ / ٣٣ ، وابن عديّ ١ / ٣٩٩ ثلاثتهم من طريق : يزيد بن هارون به. ورواه الحاكم في المستدرك ٢ / ١١ ـ ١٢ من طريق : عمرو ابن الحصين ، عن أصبغ ، عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة ، عن ابن عمر ، به. وقال ابن عدي عن هذا الطريق : هذا غير محفوظ.

وذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ١٠٠ وعزاه لأحمد وأبي يعلى والبزّار والطبراني في الأوسط ، وقال : فيه أبو بشر الأملوكي ، ضعفه ابن معين.

١٧٧٣ ـ إسناده ضعيف.

عبد الله بن المؤمّل المخزومي : ضعيف الحديث. التقريب ١ / ٤٥٤.

ذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ١٠١ ، والسيوطي في الكبير ١ / ٢٣ ونسباه للطبراني في الأوسط.

(١) في الأصل (ابن) والتصويب من المراجع.

٤٩

عبد الله بن المؤمّل ، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن ، عن عطاء ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ جاء يطلب رجلا في أهله / فقالوا : خرج إلى السوق يشتري ، فقال : لأهله أو للبيع؟ فقال أهله : وللبيع ، قال : فإذا جاء فأخبروه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «احتكار الطعام بمكة إلحاد».

١٧٧٤ ـ حدّثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، قال : ثنا محمد بن يوسف الفريابي [عن اسرائيل](١) قال : ثنا علي بن سالم ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «الجالب مرزوق والمحتكر ملعون».

١٧٧٥ ـ حدّثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال : ثنا أحمد ـ وأظنه ابن قيراط ـ عن عبد الكريم عن [أبي](٢) إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : من باع الطعام نزعت منه الرحمة.

__________________

١٧٧٤ ـ إسناده ضعيف.

علي بن سالم ، وعلي بن زيد : ضعيفان.

رواه الدارمي ٢ / ٢٤٩ ، وابن ماجه ٢ / ٧٢٨ ، والعقيلي ٣ / ٢٣٢ ، وابن عدي ٥ / ١٨٤٧ ، والحاكم ٢ / ١١ ، والبيهقي ٦ / ٣٠ كلّهم من طريق اسرائيل ، عن علي بن سالم به.

وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٤٠٢ وعزاه للدارمي ، وابن ماجه ، والبيهقي في السنن وفي شعب الإيمان. ورواه عبد الرزاق ٨ / ٤٠٢ من طريق اسرائيل ، موقوفا على ابن المسيب.

١٧٧٥ ـ أحمد بن قيراط لم أقف عليه. وعبد الكريم قد يكون ابن أمية ، وقد يكون ابن مالك.

وأبو اسحاق ، هو : السبيعي. والحارث هو : الأعور.

(١) سقطت من الاصل ، وأثبتها من المراجع ، ومدار هذا الأثر على اسرائيل.

(٢) في الأصل (ابن) وهو خطأ.

٥٠

١٧٧٦ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم ، عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري (١) ، عن يعلى ابن مرة ، أنه سمع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول : يا أهل مكة لا تحتكروا الطعام بمكة ، فإنّ احتكار الطعام بمكة إلحاد.

١٧٧٧ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا معن بن عيسى ، عن مخرمة ابن بكير ، عن أبيه ، قال : إنه سمع الوليد بن أبي الوليد ، يقول : سمعت عثمان ابن عفان ـ رضي الله عنه ـ ينهي عن الحكرة ، ويحدّث عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه كان ينهى عنها.

١٧٧٨ ـ وحدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا ابن رجاء ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، أنه كان يعظّم ابتياع الطعام بمكة ويقول : هو إلحاد.

__________________

١٧٧٦ ـ إسناده حسن.

يحيى بن سليم ، هو الطائفي.

ذكره السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ وعزاه للبخاري في تاريخه ، وابن المنذر ، وسعيد بن منصور.

١٧٧٧ ـ إسناده صحيح.

الوليد بن أبي الوليد ، مولى عثمان بن عفان ، وقيل : مولى عبد الله بن عمر ، وثقة أبو زرعة. وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عنه ، فقال فيه خيرا. تهذيب الكمال ص : ١٤٧٧.

١٧٧٨ ـ إسناده صحيح.

ابن رجاء ، هو : عبد الله.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٥١ من طريق الثوري ، عن عثمان بن الأسود ، به.

(١) في الأصل (عبيد الله بن عمرو بن عياض بن عمرو القاري) والصواب ما أثبتّ.

٥١

١٧٧٩ ـ حدّثنا ابن كاسب ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : ثنا عبد الملك بن [جريج](١) قال : قال أنيس لعطاء : لو أعطيتنا دراهمك فاشترينا لك كما نشتري لأنفسنا. قال : وما تشترون؟ قالوا : الطعام إذا رخص ، فنلقيه في البيوت ، فإذا غلا بعناه. فقال : لا حاجة لي فيه ، أفأسمعكم قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)(٢).

ذكر

جدّة والتحفظ بها وبما فيها وأنها خزانة مكة

١٧٨٠ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن سليم بن مسلم ، عن المثنى بن الصبّاح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «مكة رباط وجدة جهاد».

__________________

١٧٧٩ ـ إسناده صحيح.

أنيس ، هو : ابن خالد التيمي.

١٧٨٠ ـ إسناده ضعيف.

سليم بن مسلم ، هو : الطائفي ، صدوق سيء الحفظ. والمثنى ابن الصبّاح : ضعيف اختلط. التقريب ٢ / ٢٢٨.

نقله الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٧ عن الفاكهي.

(١) في الأصل (جمعة) وهو خطأ.

(٢) سورة الحج (٢٥).

٥٢

١٧٨١ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن ابن جريج ، قال : سمعت عطاء ، يقول : إنما جدّة خزانة مكة ، وإنما يؤتى به إلى مكة ولا يخرج به منها.

١٧٨٢ ـ حدّثنا ابن أبي يوسف قال : ثنا يحيى بن سليم عن ابن جريج قال : مكة رباط وجدة جهاد.

قال ابن جريج : إني لأرجو أن يكون فضل مرابط جدّة على سائر الرباط كفضل مكة على سائر البلدان.

١٧٨٣ ـ حدّثنا محمد بن علي الصائغ ، قال : ثنا خليل بن رجاء ، قال : ثنا مسلم بن يونس ، قال : حدّثني محمد بن عمر ، عن صو بن فخر (١) ، قال : كنت جالسا مع عباد بن كثير في المسجد الحرام ، فقلت : الحمد لله الذي جعلنا في أفضل المجالس وأشرفها ، قال : وأين أنت عن جدّة ، الصلاة فيها بسبع عشرة ألف ألف صلاة ، والدرهم فيها مائة ألف ، وأعمالها بقدر ذلك ، يغفر للناظر فيها مد بصره. قال : قلت رحمك الله مما يلي البحر؟ قال : مما يلي البحر.

__________________

١٧٨١ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

نقله الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٧ عن الفاكهي.

١٧٨٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

نقله الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٧ عن الفاكهي.

١٧٨٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

محمد بن عمر الواقدي : متروك. وعباد بن كثير الثقفي البصري ، نزيل مكة : متروك أيضا. قال أحمد : روى أحاديث كذب. مات بعد (١٤٠). التقريب ١ / ٣٩٣.

نقله الفاسي في الشفاء ١ / ٨٧ عن الفاكهي.

(١) كذا في الأصل ، ووقع في المطبوع من شفاء الغرام (حنو ابن فجر) ولم أعرفه.

٥٣

١٧٨٤ ـ / حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن الحصين بن القاسم بن الحصين بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، قال : أخبرني رجل من بني سيّار ، أو من خزاعة ، قال : والدي يحدّثني يومئذ أراه ابن مائة سنة ، قال : مرّ بي وأنا بعسفان أو بضجنان (١) رجل من أهل الشام على بغل أو بغلة ، فقال : من يدلّني على جدة ، وأجعل له جعلا؟ قال السيّارى : وأنا يومئذ شاب نشيط ، فقلت : أنا أدلك ولا أريد منك [جعلا](٢) قال : فخرجت معه حتى أتيت سروعة (٣) ، فدخلت به في الجبال حتى جئت به ذات قوس (٤) ، فأشرفت به على الجبال ، ثم أشرت له إلى جدة ، وإلى قريتها ، فقال : حسبي ، إني رجل أقرأ بهذه الكتب ، واني لأجد فيما أقرأ من الكتب أنه ستكون ملحمة وقتل ، تبلغ الدماء بهذا المكان. ثم قال : حسبي ، وانصرف وانصرفت معه.

__________________

١٧٨٤ ـ إسناده ضعيف لجهالة في إسناده ، وشيخ المصنّف ، وشيخ شيخه لم أقف عليهما.

(١) ضجنان : ـ بفتح أوله وسكون ثانيه ـ موضع يمر به طريق مكة إلى المدينة ، يبعد عن مكة (٥٤) كلم على ما ذكر البلادي. وأفاد أنه حرّة مستطيلة يمر الطريق بنصفها الغربي ، ويعرف هذا النصف اليوم ب (خشم المحسنية) ، وفي جانبها الشمالي الغربي يقع (كراع الغيم) الذي يعرف اليوم ب (برقاء الفحم) أنظر ياقوت الحموي ٣ / ٤٥٣ ، ومعجم معالم الحجاز ٥ / ١٨٩. قلت : وعسفان وضجنان قريبان من بعضهما.

(٢) في الأصل (مثلا) وما أثبتّ يقتضيه السياق. والجعل ، هو : الأجرة على الشئ ، فعلا أو قولا. النهاية ١ / ٢٧٦.

(٣) سروعة : (بفتح السين وسكون الراء ثم فتح الواو) قرية من قرى وادي مرّ الظهران ، فيها نخل وعين ماء جارية ، إلّا أن البلادي قد أفاد أن هذه العين انقطعت منذ عهد قريب. معجم ياقوت ٣ / ٢١٧.

ومعجم معالم الحجاز ٤ / ١٩٦ ـ ١٩٧.

(٤) لم أقف على من ذكرها ، سوى أن الأستاذ البلادي ذكر في معجم معالم الحجاز ٧ / ١٧٤ واديا يسمّى (قوس) فقال : واد في الخشاش ، أعلاه يسمّى المحرّق ، يسيل من جبل ضاف من الشمال الغربي ، فيدفع في خبت جدّة ، شمال أم السلم غير بعيد ، فيه زراعة عثريّة وآبار سقي. قلت : فلعلّه هو.

٥٤

١٧٨٥ ـ وحدّثني محمد بن علي الصائغ ، قال : حدّثني خليل بن رجاء بن فروخ المكي ، قال : حدّثني أبو يونس ، قال : حدّثني حفص بن غياث ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : فقدنا ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ثلاثة أيام ، فلما قدم علينا ، قلنا : من أين أبا عبد الرحمن؟ قال ـ رضي الله عنه ـ : من جدّة. قلنا : أسرعت الكرّة. قال : إني ذهبت في يوم ، وأقمت يوما ، وجئت في يوم ، كغزوة من بعد حجة أحب إليّ من سبع حجات.

١٧٨٦ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، قال : سمعت عبيد الله بن سعيد بن قنديل ، قال : جاءنا فرقد السبخي بجدة ، فقال : إني رجل أقرأ هذه الكتب ، واني لأجد فيما أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ من كتبه : جدّة أو جديدة يكون بها قتل وشهداء ، لا شهداء يومئذ على ظهر الأرض أفضل منهم.

وقال بعض أهل مكة : إنّ الحبشة جاءت جدّة في سنة ثلاث وثمانين في مصدرها ، فوقعوا بأهل جدة ، فخرج الناس من مكة إلى جدة ، وأميرهم عبد الله بن محمد بن ابراهيم ، فخرج الناس غزاة في البحر ، واستعمل عليهم

__________________

١٧٨٥ ـ إسناده ضعيف.

ليث ، هو : ابن أبي سليم : صدوق اختلط ، ولم يتميّز حديثه فترك.

وخليل بن رجاء ، وأبو يونس لم أعرفهما.

١٧٨٦ ـ شيخ المصنّف ، وعبيد الله بن سعيد بن قنديل ، لم أعرفهما.

نقل هذا كلّه الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٧ عن الفاكهي ، وعلق عليه قائلا : وابراهيم جدّ عبد الله بن محمد ـ أمير مكة ـ هذا هو : ابراهيم المعروف ب (الإمام) ابن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس ، أخو السفاح والمنصور ، حفيده عبد الله هذا ، ولي مكة للرشيد بن المهدي بن المنصور العباس ، وعلى هذا فسنة ثلاث وثمانين المشار إليها في هذا الخبر سنة ثلاث وثمانين ومائة. أه.

٥٥

عبد الله بن محمد بن ابراهيم عبد الله بن الحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي.

وجدت هذا في كتاب أعطانيه بعض المكيين ، عن أشياخهم يذكر هذا.

ذكر

تفجر مكة بالأنهار وما يكره من ذلك

١٧٨٧ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا المؤمّل ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، قال : قال : عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ : إذا رأيت مكة قد بعجت كظاما ، ورأيت البناء قد علا على رؤوس الجبال ، فاعلم أنّ الأمر قد أظلّك.

١٧٨٨ ـ حدّثنا بكر بن خلف ، قال : ثنا المؤمّل ، قال : ثنا شعبة ، قال : يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، قال : قال عبد الله بن عمرو ـ رضي الله

__________________

١٧٨٧ ـ إسناده حسن.

المؤمّل ، هو : ابن اسماعيل البصري : صدوق سيء الحفظ. التقريب ٢ / ٢٩٠. ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٧ وعزاه للفاكهي.

وقوله (بعجت) أي : شقّت وفتحت. وقوله (كظاما) : هي آبار تحفر متقاربة ، وبينها مجرى في باطن الأرض يسيل فيه ماء العليا إلى السفلى حتى يظهر على الأرض ، وهي : القنوات. النهاية ١ / ١٣٩ ، ٤ / ١٧٨. وتاج العروس ٢ / ٩.

١٧٨٨ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي ، أبو عبد الله الكوفي : ضعيف كما في التقريب ٢ / ٣٦٥.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٧ وعزاه للفاكهي.

٥٦

عنهما ـ : يا مجاهد ، إذا رأيت الماء بطريق مكة ، ورأيت البناء يعلو أخشبيها فخذ حذرك.

١٧٨٩ ـ حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا موسى بن اسماعيل ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن بكر بن عبد الله ، قال : إنّ عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : يهدم البيت ثلاث مرات ثم يرفع / الحجر في الهدمة الثالثة.

١٧٩٠ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا المؤمّل ، قال : أنا شعبة ، قال : ثنا يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، قال : كنت آخذا بزمام راحلة عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أقود به إلى البيت ، فقال لي : كيف أنت يا عطاء إذا هدم البيت حتى لا يترك منه حجر على حجر؟ قال : قلت : ونحن على الإسلام؟ قال : ونحن على الإسلام. قال : ثم يبنى كأحسن ما كان.

__________________

١٧٨٩ ـ إسناده حسن.

حميد ، هو : الطويل. وبكر ، هو : المزني.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٠ أ، ١٥ / ٤٩ من طريق : يزيد بن هارون ، عن حميد ، به. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ٢ / ٥٢٧ وعزاه لابن أبي شيبة.

١٧٩٠ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٠ أو ١٥ / ٤٨ ـ ٤٩ من طريق : غندر ، عن شعبة به.

وذكره السيوطي في الكبير ٢ / ٥٢٧ وعزاه لابن أبي شيبة.

٥٧

ذكر

منبر مكة ، وأول من جعله ، وكيف كانوا يخطبون بمكة

قبل أن يتخذ المنبر ، ومن خطب عليه

١٧٩١ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : قال عطاء : ما جلس النبي صلّى الله عليه وسلم على منبر حتى مات ـ يعني : يوم الفطر ـ وإنما كانوا يخطبون قياما لا يجلسون. قال : ولم يكن منبر إلا منبر النبي صلّى الله عليه وسلم ، حتى جاء معاوية أو حج بمنبر ، فلم يزالوا يخطبون على المنابر بعده.

وقال بعض المكيين : أول من خطب على منبر بمكة معاوية ـ رضي الله عنه ـ جاء بمنبر من الشام صغير على ثلاث درجات ، وإنما كان الخلفاء والولاة فيه يخطبون قياما على أرجلهم يوم الجمعة وغيره ، في وجه الكعبة ، وفي الحجر (١).

١٧٩٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا

__________________

١٧٩١ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

رواه عبد الرزاق ٣ / ١٨٩ عن ابن جريج به بنحوه.

١٧٩٢ ـ فيه : عبد العزيز بن عمر ، سكت عنه ابن أبي حاتم ٢ / ١٠٣. وبقية رجاله ثقات.

وسبرة ، هو : ابن معبد.

رواه أحمد ٣ / ٤٠٥ عن وكيع ، عن عبد العزيز بن عمر ، في خبر طويل فيه خبر نكاح المتعة. ورواه أحمد أيضا ٣ / ٤٠٤ ـ ٤٠٥ من طريق : معمر عن عبد العزيز بن عمر ، بلفظ آخر.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١٠٠ عن جدّه ، عن عبد الرحمن بن حسن ، عن أبيه. وذكره البسنوي في محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر ص : ٤٣.

٥٨

سفيان ، عن عبد العزيز بن عمر ، عن الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، قال : لما قدمنا مكة أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوجدته قائما بين البيت وزمزم ـ أي : يخطب ـ.

١٧٩٣ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا موسى بن عبيدة ، قال : ثنا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قام على رجليه قائما ، وخطب ، فحمد الله ـ تعالى ـ وأثنى عليه ، وخطب خطبة ذكرها ، ثم قال : أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

١٧٩٤ ـ حدّثني الحسن بن عثمان ، قال : ثنا ابراهيم بن المنذر ، قال : ثنا عبد العزيز بن أبي ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي [زناد](١) عن هشام بن عروة ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ كثيرا ما ينشد هذين البيتين على المنبر بمكة :

فما برحت مثل المهاة وسابح

وحظّارة غير السّرى من عياليا

فهذي لأيّام الهياج وهذه

للهوي ، وهذي قرّبت لإرتحاليا

قال الحسن يريد بقوله : المهاة : امرأته ، والسابح : فرسه ، والحظّارة : ناقته.

__________________

١٧٩٣ ـ إسناده ضعيف.

موسى بن عبيدة ، هو : الربذي : ضعيف ، ولا سيّما في عبد الله بن دينار. التقريب ٢ / ٢٨٦.

١٧٩٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

عبد العزيز بن عمران الزهري ، يعرف ب (ابن أبي ثابت) : متروك. احترقت كتبه فحدّث من حفظه ، فاشتد غلطه. التقريب ١ / ٥١١.

(١) في الأصل (زياد) وهو خطأ ، إنما هو ابن أبي الزناد.

٥٩

١٧٩٥ ـ وحدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، قال : قال ابن جريج : سمعت عبد الله بن أبي مليكة ، يقول : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يصلي الظهر ثم يضع المنبر ، فيجلس عليه في العشر كلها فيما بين العصر والظهر ، فيعلم الناس الحج.

١٧٩٦ ـ حدّثني الحسن بن عثمان ، عن الواقدي ، قال : ثم دخلت سنة إحدى وتسعين ، وفيها استعمل الوليد بن عبد الملك ، خالد بن عبد الله القسري ، فخطب الناس على / منبر مكة ، فلم يزل واليا للوليد حتى مات الوليد ، وولي سليمان ، فعزله عن مكة.

قال الواقدي في حديثه هذا : فحدّثني عمر بن صالح ، عن نافع مولى بني مخزوم ، قال : سمعت خالد بن عبد الله القسري ، يقول على منبر مكة وهو يخطب الناس : أيها أعظم ، أخليفة الرجل على أهله أم رسوله إليهم؟ والله لو لم تعلموا فضل الخليفة ، إلا أن ابراهيم خليل الرحمن ـ عليه السلام ـ استسقاه ، فسقاه ملحا أجاجا ، واستسقاه أمير المؤمنين فأسقاه عذبا فراتا ـ يعني استسقاه ابراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ فسقاه ملحا أجاجا يعني : زمزم ـ ويعني استسقاه الخليفة فسقاه بئرا حفرها الوليد بن عبد الملك بين الثنيتين : ثنية ذي طوى وثنية الحجون فكان ينقل ماؤها فيوضع في حوض من أدم ليعلم فضله على زمزم ـ قال : ثم غارت البئر ، فذهبت ولا يدرى أين هي إلى اليوم (١).

__________________

١٧٩٥ ـ إسناده حسن.

١٧٩٦ ـ الواقدي : متروك. وأنظر العقد الثمين ٤ / ٢٧٠ ـ ٢٧٥.

(١) رواه ابن جرير في التاريخ ٨ / ٦٧ من طريق : الواقدي به.

٦٠