أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤١٠

لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس ، وما أنا بمتخلف عن العنق (١) الأول ، بعد أن سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، يقول : «يجمع الناس للحساب فيجيء فقراء المسلمين يدفّون (٢) كما يدف الحمام ، فيقال لهم : قفوا للحساب. فيقولون : والله ما عندنا من حساب / وما تركنا من شيء. فيقول ربّهم : صدق عبادي ، فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما».

قال ابن سابط : وأوصى سعيد بن عامر بن حذيم عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال : إخش الله في الناس ولا تخشى الناس في الله ، وأحبّ لأهل الإسلام ما تحبّ لنفسك ولأهلك ، واكره لهم ما تكره لنفسك ولأهل بيتك ، وأقم وجهك لمن استرعاك الله من قريب المسلمين وبعيدهم ، وألزم الأمر ذا الحجّة يعنك الله ـ تعالى ـ على ما ولّاك ، ولا تقض في أمر واحد ، بقضائين إثنين فيختلف عليك قولك ، وينزع عن الحق ، ولا يخالف قولك فعلك ، فإن شرّ القول ما خالف الفعل ، وخض الغمرات إلى الحقّ حيث علمته ولا تخف في الله لومة لائم. قال : ومن يطيق هذا يا سعيد؟ قال : من قطع لله في عنقه مثل ما قطع في عنقك ، إنما عليك أن تأمر فيتّبع أمرك ، أو يترك فتكون لك الحجّة (٣).

وكانت لهم دار حجير بن أبي إهاب بن عزيز التميمي ، حليف المطعم ابن عديّ ، وكانت لآل معمر بن حبيب (٤).

__________________

(١) العنق : بالضم ـ الجماعة من الناس ، يريد أنه لا يحب أن يتخلف عن الرعيل الأوّل من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم وقد يقال : العنق ـ بالفتح ـ وهو نوع من السير ، والمعنق : السابق. أي لا أريد أن أتخلّف عن السابقين الأولين. أنظر النهاية ٣ / ٣١٠.

(٢) يدفّون : أي يمشون مشيا خفيفا. النهاية ٢ / ١٢٥.

(٣) أشار إلى هذه الوصية ابن سعد ٢ / ٢٦٩ لكنها سقطت من النسخة المطبوعة.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٦٣.

٣٤١

٢١٦٦ ـ فحدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا أبو [بحر](١) البكراوي ، عن حسين المعلّم ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : تزوّج رئاب بن حذيفة ، أمّ وائل بنت معمر الجمحية ، فولدت له ثلاثة أولاد ، وائلا ومعمرا وحبيبا ، فتوفيت أمّهم ، فورثها بنوها رباعها ومواليها ، فخرج بهم عمرو (٢) إلى الشام ، فماتوا في طاعون عمواس ، فورثهم عمرو ، وكان عصبتهم ، فلما رجع جاء بنو معمر [وبنو](٣) حبيب يخاصمونه في ولاء مواليها ، فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : لأقضين بينكم بما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «ما أحرز الولد فهو للعصبة ، من كان». فقضى لنا به ، وكتب لنا به كتابا فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف ، وزيد بن ثابت ورجل آخر ، حتى استخلف عبد الملك بن مروان ، واستعمل الحجاج ، وبلغهم أن ذلك القضاء قد غيّر ، فتوفي مولى لنا ، وترك ألفي دينار ، قال : فخاصمونا إلى هشام ابن اسماعيل ، فرفعنا إلى عبد الملك بن مروان ، فأتيته بكتاب عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال عبد الملك : ان كنت لأرى أنّ هذا من القضاء الذي لا يشكّ فيه ، وما أرى أن بلغ من أهل المدينة أن يشكّوا في هذا القضاء. فقضى لنا به ، فنحن فيه اليوم.

وكانت لهم الدار التي هي سجن مكة اليوم ، وكانت لصفوان بن أمية فابتاعها عمر ـ رضي الله عنه ـ منه ، وجعلها سجن مكة ، فهي إلى اليوم السجن (٤).

__________________

٢١٦٦ ـ إسناده ضعيف.

تقدّم برقم (٢٠٨١).

(١) في الأصل (يحيى) وهو تصحيف.

(٢) يعني : ابن العاص.

(٣) في الأصل (ابن) وهو خطأ.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٦٣.

٣٤٢

وقد زعم بعض المكيّين أنه سجن عارم. وإنما سمّي ـ فيما يقولون ـ سجن عارم ، أنّ عارما ـ واسمه زيد ، ولقبه عارم ـ كان غلاما لمصعب بن عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ وكان منقطعا إلى عمرو بن سعيد ، وأنه كان يقرأ عليه ، وأنه غلب مصعبا وجعله على حرسه ، فلما وجّه عمرو بن سعيد ، عمرو بن الزبير إلى عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ بمكة خرج عارم مع عمرو بن الزبير ، فلّما هزم عمرو بن الزبير ، وأصحابه ، أخذ مصعب بن عبد الرحمن عارما ، وكان مع عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ فجعله في سجن مكة ، وطلا ابن الزبير بينه وبينه فأقامه قائما / ثم بنى عليه ذراعا في ذراع ، ثم شدّ عليه البناء ، فمات عارم فيه ، فسمّي سجن عارم (١).

وزعم بعض المكيّين أن قبر عارم في ذلك. وقال بعضهم : حفر له في السجن ، وكان عارم هذا ، مولى لبني زهرة ـ فيما ذكر الواقدي ـ.

ويقال : بل سجن عارم في دبر دار الندوة ، وهو أصح القولين عند أهل مكة ، وكان سجن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ في خلافته بمكة (٢).

٢١٦٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار قال : أخبرني الحسن بن محمد ، قال : أخذني ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فحبسني في دار الندوة في سجن عارم ، فانفلتّ منه في قيودي ، فلم أزل أتخطّى الجبال ، حتى سقطت على أبي بمنى.

__________________

٢١٦٧ ـ إسناده صحيح.

ذكره ابن حجر في الفتح ٥ / ٧٦ نقلا عن الفاكهي بسنده.

(١) ذكره ابن حجر في الفتح ٥ / ٧٦ مختصرا ، وعزاه للفاكهي.

(٢) المصدر السابق ٥ / ٧٦ نقلا عن الفاكهي.

٣٤٣

٢١٦٨ ـ فسمعت أنا : كثير بن أبي بكر بن خلاد الباهلي ، يذكر عن أبيه ، عن سفيان بن عيينة هذا الحديث ، ويزيد فيه هذا الشعر : قال : فقال أبي ـ يعني محمد بن علي ـ يتمثّل بهذه الأبيات ، وهي فيما ذكروا ـ لكثير بن عبد الرحمن الخزاعي يريد بها ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ :

تخبّر من لاقيت أنّك عائذ

بل العائذ المظلوم في سجن عارم

سميّ النبيّ المصطفى وابن عمّه

وفكّاك أغلال وقاضي مغارم

فمن [يأت هذا الشيخ](١) بالخيف من منى

من النّاس يعلم أنّه غير ظالم

ولهم دار بأسفل مكة ، يقال لها : دار مصر ، فيها الدبّاغون (٢) ، كانت لصفوان بن أمية. وإنما سمّيت : دار مصر ، أن صفوان بن أمية ، كان يأتيه من مصر تجارات وأمتعة ، فكان إذا أتته أنيخت في داره تلك ، فيأتيه الناس إلى أسفل مكة ، فيشترون منه المتاع ، ولا تجوز تجارته إلى غير مصر ، فنسب الدار إلى ما كان يباع فيها من متاع مصر (٣).

٢١٦٩ ـ وحدّثنا حسن بن حسين الأزدي ، قال : ثنا علي بن الصبّاح ،

__________________

٢١٦٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، والأبيات في الكامل للمبرّد ٣ / ٩٣٥ ، ١٠١٠ ، والأغاني ٩ / ١٥ ، والعقد الفريد ٥ / ١٥١. وذكر ابن حجر في الفتح ٥ / ٧٦ البيت الأول عن الفاكهي.

٢١٦٩ ـ رواه البلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٢١٦ من طريق : ابن الكلبي.

وذكره الزبيدي في تاج العروس ٢ / ١٣٣ نقلا عن الزبير بن بكار.

(١) في الأصل (بات بهذا الشعب) وهو تحريف ، صوبته من المراجع.

(٢) في الأزرقي (الورّاقون).

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٦٣ مختصرا.

٣٤٤

قال : ثنا هشام بن الكلبي ، قال : أخبرني رجل من قريش ، قال : كانت الألوف بنت عدي بن كعب عند عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى ، فولدت له جمحا [وسهما](١) فجلست ذات يوم ومعها أترجّة من ذهب ، وعندها إبناها فدحّت (٢) بها ، ثم قالت : أي بني ، استبقا فأيكما سبق إليها فهي له ، فخرجا نحوها ، فسبق إليها [سهم](١) فأخذها ، فقالت : والله لكأنه سهم مرق (٣) ، وقالت : لشدّ ما جمح عليها (٤) ، فسمّي بهذا سهم ، وبهذا جمح.

ذكر

رباع بني سهم بن عمرو بن هصيص

ولبني سهم يقول الخطاب بن نفيل :

رجال من بني سهم بن عمرو

إلى أبياتهم يأوي الطريد (٥)

فلهم ما بين قعيقعان إلى دار قدامة إلى دار عمرو بن العاص إلى دار غباة السهمي إلى ما جاز الزقاق الذي يخرج منه على دار أبي محذورة ، إلى الثنية.

__________________

(١) في الأصل في الموضعين (عمرو) وهو خطأ ، لأن عمرا هو والد جمح ، ووالد سهم. واسم سهم : زيد. وأمّا جمح فاسمه : تيم. أنظر نسب قريش ص : ٣٨٦ ، وجمهرة ابن حزم ص : ١٥٩ ، وتاج العروس ٢ / ١٣٣.

(٢) أي : دفعت بها. النهاية ٢ / ١٠٣.

(٣) في أنساب الأشراف : من رمية.

(٤) أي : لم ينلها.

(٥) تقدّم هذا البيت ضمن أبيات ذكرها بعد الخبر (٢١٦٢).

٣٤٥

وكانت لهم دار العجلة (١) ، وهي فيما يقولون لقريش (٢) بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم.

٢١٧٠ ـ حدّثني بذلك محمد بن الحجاج السهمي.

ولهم ما جاز سيل قعيقعان.

/ ومعهم لآل هبيرة الجشميّين حق في سند جبل زرزر (٣).

ومعهم حقّ الضحاك بن قيس في حق الكفيف.

ولهم دار قيس بن عدي جدّ ابن الزبعرى. وهي الدار التي كانت اتخذت متوضّيات ، ثم صارت ليعقوب بن داود المطبّقي ، ثم صارت لزبيدة (٤).

وكان يقال لها : دار أيوب ، وكان أيوب قيّما عليها ، وهو رجل من بني سهم.

ويقال : إنّ هذه الدار كانت لخالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ.

٢١٧١ ـ فحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني محمد بن الحسن ،

__________________

٢١٧٠ ـ محمد بن الحجاج السهمي ، لم أقف عليه.

٢١٧١ ـ إسناده متروك.

محمد بن الحسن ، هو : ابن زبالة ، إخباري كذّبوه. التقريب ٢ / ١٥٤. وابراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي : متروك. التقريب ١ / ٤٢. واليسع بن المغيرة المخزومي المكي : ليّن الحديث. التقريب ٢ / ٣٧٤.

رواه الطبراني في الكبير ٤ / ١٣٨ من طريق : عبد الله بن عبد الله الأموي ، عن اليسع ، به. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ١٠٢ وعزاه للخطيب وابن عساكر من طريق : اليسع بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث به. وقال الخطيب : في اليسع نظر. أه.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٦٤.

(٢) كذا في الأصل ، وأظنه (خنيس) لأن حذافة بن قيس هذا له ثلاثة أولاد ، هم : خنيس ، وأبو الأخنس ، وعبد الله. ولم يكن له ولد اسمه : قريش. أنظر نسب قريش لمصعب ص : ٤٠٢.

(٣) سيأتي التعريف به ـ إن شاء الله ـ وهو في السويقة.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٦٤.

٣٤٦

قال : حدّثني ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، عن [اليسع](١) بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه ، قال : شكى خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ إلى النبي صلّى الله عليه وسلم ضيق منزله ، فقال له : «إرفع البناء في السماء ، وسل الله ـ عزّ وجلّ ـ السعة».

٢١٧٢ ـ وحدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا عبد الله بن الحارث المخزومي ، قال : ذكر لي الزبير بن سعيد الهاشمي ، عن اليسع بن المغيرة ، قال : إنّ خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ شكى إلى النبي صلّى الله عليه وسلم ضيقا في منزله ، فذكر نحو حديث الزبير.

٢١٧٣ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : وهي : داره ـ يعني : دار خالد ـ رضي الله عنه ـ هذه التي مضى ذكرها ـ إلى قبالة دار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ إلى جنب المسجد ، وهي بيد آل أيوب بن سلمة. وكان أيوب بن سلمة اختصم فيها هو واسماعيل بن الوليد بن هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة ، يقول أيوب : هي ميراث ، وأنا أرثها دونكم بالقعدد ، ويقول اسماعيل : هي صدقة فأعطيها أيوب ميراثا بالقعدد (٢) ،

__________________

٢١٧٢ ـ إسناده ضعيف.

رواه أبو داود في المراسيل ، (تحفة الأشراف ١٣ / ٤٢٢) من طريق : اليسع ، قال : فذكره.

والزبير بن سعد : ليّن الحديث أيضا. التقريب ١ / ٢٥٨.

٢١٧٣ ـ أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي. أنظر التاريخ الكبير للبخاري ١ / ٤١٥ ، والمنمّق ص : ٥٠٢.

(١) في الأصل (يحيى) وهو خطأ.

(٢) القعدد ، هو : القريب الآباء من الجدّ الأعلى. وقد يطلق على البعيد أيضا ، فهو من أسماء الأضداد.

٣٤٧

فهي له اليوم. وهي مواجهة المسجد ليس بينها وبين المسجد إلّا الزقاق [الذي](١) يخرج إلى موضع البطحاء التي قال ـ عمر رضي الله عنه ـ : من كان يريد أن يرفث أو ينشد شعرا فليخرج إلى البطحاء. وقد دخلت البطحاء في المسجد.

ولهم دار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ عند أصل منارة المسجد السفلى الغربية.

ولهم دار ياسر خادم زبيدة ، ما بين دار عبد الله بن الحسن ، إلى دار غباة السهمي (٢).

وعند دار غباة هذه زنقة (٣) ضيّقة في إلتواء كان يستوحش فيها أوّل الزمان ، ولا يكاد أحد يدخلها بليل إلّا ذعر.

٢١٧٤ ـ سمعت محمد بن أبي عمر ـ إن شاء الله ـ يذكر عن داود بن عمر ، فسئل عن نفسه أو عن غيره ، قال : أقبلت ليلة من الثنية في بعض الليل حتى إذا صرت عند دار غباة ـ يعني : في هذه الزنقة ـ إذا أنا بشخص قد وضع رجلا له على حدّ الجدار ، والأخرى على الجدار الآخر وهو يقول :

يا رجلي اليمنى ، أعيني رجلي اليسرى

فإنّك إن تعينيها ، تعينك ليلة أخرى

قال : فرجعت حين سمعت ذلك فزعا حتى أخذت في الوادي.

٢١٧٥ ـ وحدّثني ابراهيم بن يعقوب ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : سمعت

__________________

٢١٧٤ ـ داود بن عمر لم أقف عليه.

٢١٧٥ ـ حمزة بن يزيد لم أقف عليه ، ولعلّه : حمزة بن حبيب الزيات ، وهو : من أخص شيوخ محمد بن فضيل.

(١) في الأصل (التي).

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٦٤.

(٣) الزنقة : قيل ميل جدار السكة. لسان العرب ١٠ / ١٤٦.

٣٤٨

حمزة بن يزيد ، يقول : أكري لقوم من أهل الورع في دار السهميين بهذه ، فتعسّرت عليهم ضبّة (١) الباب ، فقال رجل منهم : ألا نأتي بمن يعمل الضّبة؟ فقال رجل منهم : لا نستعمل الضّبة حتى يأتي رب الضبة ، هذا أو نحوه.

وفي دار غباة يقول بعض الشعراء :

/ ودار غباة فلا تقربوها

أشرّ البقاع ومأوى اللصوص

ولهم حق آل قمطة.

وكانت لهم دور ابن الزبير التي بقعيقعان التي ابتاعها من آل عفيف بن عمرو ، وآل سمير.

وللعقاربة حق في بني سهم ، وهي الدار التي تقابل دار يسار مولى بني جميل.

والعقاربة : قوم من بني بكر بن عبد مناة.

ولكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة فيهم خؤولة.

٢١٧٦ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : أمّ كثير بن كثير عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب ، وهو خويلد بن عبد الله بن خالد بن عبد الله بن مجالد ابن بجير بن بحير بن حماش بن عريج بن بكر بن عبد مناة ، وهو الذي يقول :

لعن الله من سبّ عليّا

وحسينا من سوقة وإمام

[أتسبّ](٢) المطيّبين جدودا

والكريمي الأخوال والأعمام

__________________

٢١٧٦ ـ تقدّمت هذه الأبيات بعد الأثر (٦٦٣).

(١) حديدة عريضة يضبّب بها الباب والخشب ، جمعها ضباب.

(٢) في الأصل (لا أسب).

٣٤٩

ذكر

رباع حلفاء بني سهم بن عمرو

ولبديل بن ورقاء الخزاعي دار في طرف الثنّية ، فولد بديل يحوزونها إلى اليوم. وبديل بن ورقاء الذي كان سفيرا بين النبي صلّى الله عليه وسلم وبين قريش في صلح الحديبية (١) ، وله يقول ابن الزبعرى السهمي.

٢١٧٧ ـ كما حدّثني محمد بن الحجاج السهمي :

جزا الله والأيام خير جزائه

بديل بن ورقاء الذي سبّب السلما

ذكر

رباع بني عامر بن لؤي

ولبني عامر بن لؤي يقول حفص بن الأخيف العامري :

وبنو هصيص والأركام عامر

ومحارب تلك الليوث القصّم

فلهم ما بين ظهر دار العبّاس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ التي في المسعى ، ودار جعفر بن سليمان ، شارعا على الوادي ، ودار ابن حوار مصعدا

__________________

٢١٧٧ ـ لم أقف على هذا البيت في ديوان ابن الزبعري الذي جمعه الدكتور يحيى الجبوري. وسيأتي هذا البيت ضمن ستة أبيات أخرى بعد الحديث (٢٨٨٥).

(١) سيرة ابن هشام ٣ / ٣٢٥.

٣٥٠

إلى حقّ أبي أحيحة سعيد بن العاص ، وذلك عن يسار المصعد في الوادي (١).

ولهم أيضا شارعا على الوادي ما بين حقّ آل صيفي إلى حقّ الحارث بن عبد المطلب إلّا ما ابتاع الأخنس بن شريق منهم (٢).

ولهم بعض دار جعفر بن سليمان التي في المسعى.

وكان حق آل أبي طرفة الهذليّين الذي باعوه من آل أبي طلحة ، وهو دار الربيع ، والتي يليها ، ودار الطلحيّين ، والحمّام ، وأول حقهم من أعلى الوادي دار هند بنت سهيل بن عمرو ، وهو أول باب بوّب بمكة (٣).

٢١٧٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السريّ ، قال : حدّثنا ابراهيم بن طهمان ، عن ابراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، قال : قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : أول باب بوّب بمكة دار سهيل بن عمرو.

وهذه الدار اليوم تنسب إلى صدقة بن عمرو بن سهل.

٢١٧٩ ـ فحدّثني أبو سعيد حسين بن حسن الأزدي ، قال : ثنا محمد بن

__________________

٢١٧٨ ـ إسناده ضعيف ، ومجاهد لم يدرك عليا ـ رضي الله عنه ـ.

ابراهيم بن مهاجر : ضعيف.

رواه ابن أبي شيبة ١٤ / ١١١ بإسناده إلى ابراهيم بن مهاجر ، به موقوفا على مجاهد.

وذكره الأزرقي ٢ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥.

٢١٧٩ ـ ذكره أبو عبيد في الأمثال ص : ٥٣ ، والزمخشري في المستقصي في الأمثال ١ / ١٨٧ ، والميداني في مجمع الأمثال ١ / ٣٤٣ ، وأشار إليه الحافظ بن حجر في الاصابة ٤ / ٣٤١.

وهذا المثل يضرب في مماثلة الشيء صاحبه.

(١) ، (٢) ، (٣) الأزرقي ٢ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥.

٣٥١

سهل ، قال : ثنا هشام بن الكلبي ، قال : قال [أبو](١) عوانة : تزوّج سهيل ابن عمرو ـ أحد بني عامر بن لؤى ـ صفية بنت عمرو بن عبد ودّ العامري ، قتيل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يوم الخندق ، وكانت تحمق ، فولدت منه عمرو بن سهيل فأنجبت ، ثم ولدت أنس بن سهيل / فأحمقت ، فبينا سهيل جالسا على باب داره ـ يعني : بمكة ـ ومعه أنس وهو شاب يومئذ ، إذ مرّ به الأخنس بن شريق الثقفي ، فسلّم عليه ، ثم قال : كيف أصبحت يا أنس؟ قال : ليس أمّي في البيت ، هي في بيت حنظلة تطحن سويقا لها. فقال أبوه : أساء سمعا ، فأساء إجابة ، ثم قام مغضبا فدخل على صفية ، فقال : ويحك وقف الأخنس بن شريق على أنس ، فقال : كيف أصبحت؟ فقال : ليس أمي في البيت ، ذهبت تطحن سويقا لها ، فقالت : أفلا أخبرته أنه صبي ، لا عقل له ، فتعجّب سهيل من حمقها ، فقال : أشبه امرءا بعض بزّه ، فأرسلها مثلا ، وهو أول من قالها.

وقد زعم بعض الناس أنّ هندا استأذنت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في تبويب بابها على دارها ، وذلك أنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ كان ينهى أن تتخذ الأبواب على دور مكة ، فقالت له هند : إنما أريد أن أحفظ متاع الحاجّ يا أمير المؤمنين وأحرزه من السرق ، فأثبت الباب على حاله (٢).

وبعضهم يقول بوّبته قبل عمر ، فالله أعلم بذلك.

وقد جاء حديث يشدّ القول الأول ، أنها استأذنت فيه عمر ـ رضي الله عنه ـ.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الاصابة.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٦٥.

٣٥٢

٢١٨٠ ـ حدّثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : أوّل من جعل على داره بابا بنت سهيل ابن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أستأذنت عمر ـ رضي الله عنه ـ من أجل السرّق.

ولدار هند يقول القائل :

ألا يا دار هند ألا حيّيت من دار

فقد قضّيت من هند لباناتي وأوطاري

ليالي أنت[](١) رواحاتي وأبكاري

ولها يقول أيضا :

ألا يا دار هند لا يغشك البلى

ولا زال ممطور جنابك سالما

كأنّي لم أجلس بفيئك بالضحى

ولم أك مسرورا بمن فيك ناعما

ولهم دار ابن الحوّار بسوق الليل (٢).

٢١٨١ ـ وحدّثنا محمد بن إدريس ، وسمعت أبا يحيى بن أبي مسرّة غير مرة يحدّث به ، قالا : ثنا الحميدي ، قال : حدّثني سفيان ، قال : أتينا الزهري في دار ابن الحوّار ، فخيّرنا بين عشرين حديثا ، وبين حديث السقيفة ، فقال القوم : حدّثنا بحديث السقيفة ، فحدّثنا به.

__________________

٢١٨٠ ـ رواه الأزرقي ٢ / ١٦٤ من وجه آخر ، من طريق : اسماعيل بن أمية ، قال : فذكره بنحوه.

٢١٨١ ـ إسناده صحيح.

وحديث السقيفة حديث مشهور ، وهي سقيفة بني ساعدة.

(١) في الأصل كلمة لم أستطع قراءتها.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٦٥.

٣٥٣

ولهم الدار التي صارت للغطريف أسفل من هذه الدار ، وكانت لعمرو بن عبد ودّ في الجاهلية ، ثم صارت لابن حويطب. وأسفل من هذه الدار دار حويطب بن عبد العزّى ، وبئره بين يدي داره إلى اليوم (١).

وكان حويطب خرج عن مكة في زمن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مع أناس من قريش ، [وتركوا](٢) منازلهم بمكة.

٢١٨٢ ـ حدّثني محمد بن يحيى بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا عمرو بن دينار ، عن الحسن بن محمد ، قال : إنّ الحارث بن هشام ، وحويطب بن عبد العزّى ، وسهيل بن عمرو ، حضروا باب عمر ـ رضي الله عنه ـ فأخّر إذنهم ، فكلّموه ، فقال : ليس إلّا ما ترون ، دعي القوم ، فأجابوا ، ودعيتم فأبطأتم ، فلوموا أنفسكم ، فخرجوا إلى الشام يجاهدون حتى ماتوا.

وكانت لهم الدار التي تعرف بالعباسية ، التي كانت لمحمد بن سليمان ، فأخذها منه المهدي ، كانت لمخرمة بن عبد العزّى أخي حويطب بن عبد العزّى في الجاهلية (٣).

ولهم أيضا ربع عند أصحاب الشيرق يعرف اليوم بدار أبي ذئب (٤).

ولهم أيضا حق عند العطّارين.

__________________

٢١٨٢ ـ ذكره الفاسي في العقد الثمين ٤ / ٣٤.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٦٥.

(٢) في الأصل (ونزلوا) وهو تصحيف.

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٦٥.

(٤) المصدر السابق وفيه : دار ابن أبي ذئب.

٣٥٤

/ ذكر

حدود مكة وتهامة

٢١٨٣ ـ حدّثنا حسن بن حسين ، أبو سعيد ، قال : ثنا محمد بن حبيب ، قال : قال هشام بن الكلبي : تهامة : مكة إلى أسياف البحر إلى الجحفة بذات عرق. وأما نجد : فالمدينة إلى الطائف إلى العذيب إلى السماوة سماوة كلب.

وأما الحجاز ، فما حجز بين نجد أرض اليمن ، فيما بين تهامة والعروض ، والحجاز السروات وما يليها إلى عدن إلى سيف عمان.

__________________

٢١٨٣ ـ نقل هذه التحديدات عن ابن الكلبي البكريّ في معجم ما استعجم ١ / ١٠ ـ ١٦ ، وعبارة الفاكهي فيها نوع اضطراب. ونقله أيضا ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٢١٩ عن ابن الكلبي في كتابه : افتراق العرب. وفي تحديد مناطق نجد وتهامة والعروض خلاف ، أنظره في معجم البكري.

٣٥٥

ذكر

من أخرج مسلما من ظلّ رأسه من حرم

الله ـ تعالى ـ ما له فيه من الأثم ، وتفسير ذلك

٢١٨٤ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا اسماعيل بن عبد الملك ، عن عثمان بن الأسود ، عن عمرو بن شعيب ، أو عطاء ، قال : بلغنا أنه من أخرج مسلما من ظلّ رأسه في حرم الله ـ تعالى ـ أحرمه الله ـ عزّ وجلّ ـ ظلّ عرشه يوم القيامة.

٢١٨٥ ـ وحدّثني ابن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، قال : بلغني أن عمرو بن عثمان ، قال : أني أسكن بيتا في حرم الله ـ عزّ وجلّ ـ أحب إليّ من أن أتصدق بمكة ذهبا.

__________________

٢١٨٤ ـ إسناده إلى عمرو بن شعيب ، وعطاء حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣٦ بإسناده إلى عثمان بن الأسود ، به. قال الأزرقي : إما عن مجاهد ، وإما عن غيره.

٢١٨٥ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه.

٣٥٦

ذكر

الزيادة في الدية على من قتل

في الحرم وتفسير ذلك

٢١٨٦ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، قال : إنّ رجلا من آل عبلة أوطأ امرأة في الحرم ، فقضى عثمان ـ رضي الله عنه ـ بديتها دية وثلثا تعظيما للحرم.

٢١٨٧ ـ حدّثنا [حسين](١) بن حسن ، قال أنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، نحوه.

٢١٨٨ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا المعتمر بن سليمان ، قال : ثنا ليث عن مجاهد ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إذا قتل الرجل المحرم ، أو في الحرم ، أو في الشهر الحرام ، فدية وثلث.

__________________

٢١٨٦ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٨ / ٧١ ، والبيهقي ٨ / ٧١ كلاهما من طريق : ابن عيينه ، به. ومعنى (أوطأ) أي : داسها ، وصدمها.

٢١٨٧ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٩ / ٢٩٨ ، والبيهقي ٨ / ٧٠ ـ ٧١ كلاهما من طريق : ابن أبي نجيح ، به.

٢١٨٨ ـ إسناده ضعيف.

(١) في الأصل (سعيد) وهو سبق قلم.

٣٥٧

٢١٨٩ ـ وحدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا المقرئ ، عن الليث ، قال : حدّثني ابن شهاب ، قال : إنّ السنّة كانت أن يزاد في القتل والجراح مثل ثلث عقلها في الشهر الحرام ، وحرمة مكة ، حتى لقد بلغني أن أبان بن عثمان ـ رضي الله عنهما ـ قال : لقد سمعت عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ يقضي بذلك في راحلة المحرم تصاب في الحرم ، فيزيد في ثمنها مثل ثلثه. قال فنزلت زيادة الشهر الحرام حتى درس العلم ، وأمسك بزيادة الحرمة ، ولم أشعر أنها تركت حتى قدمت مكة سنة ثلاث عشرة ومائة.

٢١٩٠ ـ وحدّثني محمد بن علي النجار ـ بصنعاء ـ عن من أجازه لي ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : الرجل يقتل في الحرم أين يقتل قاتله؟ قال : حيث شاء أهل المقتول ، في الحرم أو في الحل ، قال : وإن قتل في الحل ، لم يقتل في الحرم ، وكذلك الشهر الحرام في كل ذلك (١).

قال ابن جريج : وأخبرني عطاء أن رجلا خرج في إمارة عثمان بن محمد في شهر حلال فأتى عثمان (٢) في ذلك في شهر [حرام](٣) فأراد أن يقيد في

__________________

٢١٨٩ ـ إسناده صحيح.

المقريء ، هو : عبد الله بن يزيد. والليث ، هو : ابن سعد.

رواه عبد الرزاق ٩ / ٣٠٢ من طريق : ابن جريج ، عن ابن شهاب مختصرا.

٢١٩٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

(١) رواه عبد الرزاق ٩ / ٣٠٣ عن ابن جريج ، به.

(٢) في الأصل (رضي الله عنه) وعثمان هذا ليس ابن عفّان.

(٣) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مصنّف عبد الرزاق.

٣٥٨

شهر ، فأرسل إليه عبيد بن عمير إنسانا وهو في طائفة القوم أن لا يقد حتى يدخل شهر حلال سواء ذلك بينهما (١).

/ قال ابن جريج : وزعموا أن الحدود في الشهر الحرام يجنبها إلى غيره.

قال ابن جريج : وبلغني عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : من قتل أو سرق في الحرم أخذ في الحرم (٢).

قال ابن جريج : قلت لعطاء : المسلم يقتل النصراني عمدا؟ قال : ديته.

قلت لعطاء : تغلّظ في عقله في الحرم؟ قال : لا.

٢١٩١ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، أنه قال في التغليظ في الدية في الشهر الحرام ، وفي الحرم ، وفي المحرم ، وشبه العمد : يغلّظ في الأسنان ، ولا يزاد في الدية.

يقول : إنما التغليظ في أسنان الإبل.

٢١٩٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : في التغليظ في الحرم ، والمحرم ، والجار ، والشهر الحرام : يغلّظ في الأسنان ، ولا يزاد في الدية شيء.

__________________

٢١٩١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٩ / ٢٩٩ عن ابن عيينة ، به.

٢١٩٢ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٩ / ٢٩٨ من طريق : معمر ، عن ابن طاوس ، به مختصرا.

(١) رواه عبد الرزاق ٩ / ٣٠٣ عن ابن جريج ، به.

(٢) رواه عبد الرزاق ٩ / ٣٠٤ ، وابن جرير في التفسير ٤ / ١٣ كلاهما من طريق : طاوس ، عن ابن عباس ، بنحوه.

٣٥٩

٢١٩٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا الثقفي ، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، قال : كنت جالسا مع عمرو بن شعيب ، فأرسلنا إلى عطاء بن أبي رباح ، نسأله عن الإنسان يقتل بمكة. قال : أحسبه في الشهر الحرام ، فأتانا الرسول فقال : يغلظ في السنّ.

٢١٩٤ ـ حدّثنا حسين قال : ثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، وعطاء أنهما قالا : فيه فضل لا ندري ما ذلك الفضل.

٢١٩٥ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا خالد بن الحارث ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، أنه قال في الذي يقتل في الحرم : له الدية وثلث الدية.

٢١٩٦ ـ حدّثنا صالح بن مسمار ، قال : ثنا معن بن عيسى ، قال : حدّثنا مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، قال : سمعت سعيد بن المسيّب أنه استفتي في الدية في الشهر الحرام هل فيها من زيادة؟ فقال : لا ، ولكنها في الحرمة ، وفيها ثلث الدية.

__________________

٢١٩٣ ـ إسناده صحيح.

الثقفي ، هو : عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.

٢١٩٤ ـ رجاله ثقات ، وهشيم ، هو : ابن بشير ، وهو ثقة ثبت ، إلّا أنه مدلس ، وقد عنعن.

٢١٩٥ ـ إسناده صحيح.

سعيد ، هو : ابن أبي عروبة.

رواه عبد الرزاق ٩ / ٣٠١ ، والبيهقي ٨ / ٧١ ، كلاهما من طريق : قتادة ، به.

٢١٩٦ ـ إسناده حسن.

٣٦٠