أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤١٠

وجلوسه على المنبر ، فإن أول من أحدثه : الحجاج بن يوسف.

وأول من أهدى البدن إلى البيت : إلياس بن مضر.

٢٠٤٢ ـ حدّثنا بذلك الزبير بن أبي بكر.

وأول من صلّى الجمعة في صدر النهار بمكة : عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ واجتمع له عيدان (١).

٢٠٤٣ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : كان من قبلكم يصلون الجمعة ، وإن ظل الكعبة كما هو.

وأول من أقدم البدن بمكة : عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، قدم به من اليمن عام حجّ من اليمن مع البدن التي أهداها لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.

٢٠٤٤ ـ سمعت أبا الزبير الحسن بن علي الخراساني يقول ذلك.

وأول من بنى الصفا والمروة ، وجعل لهما درجهما التي هما عليه اليوم : عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس / ثم كحلها بعده مبارك الطبري بالنورة (٢).

__________________

٢٠٤٢ ـ تقدّم بعد الخبر (٢٠٢٣).

٢٠٤٣ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد الهاشمي ضعيف.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ١٠٧ من طريق : جرير بن عبد الحميد ، به.

٢٠٤٤ ـ أبو الزبير لم أقف على ترجمته.

(١) رواه عبد الرزاق ٣ / ٣٠٣ بإسناده إلى عطاء. ورواه ابن أبي شيبة ٢ / ١٨٧ بإسناده إلى وهب بن كيسان.

(٢) الأزرقي ٢ / ١٢٠.

٢٤١

وأول من وضع مصباح زمزم بصرا لأهل الطواف في الطواف مقابل الركن الأسود : خالد بن عبد الله القسري ، وضعه في خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان (١).

وأول من استصبح بين الصفا والمروة : خالد بن عبد الله في خلافة سليمان ابن عبد الملك في الحج وفي رجب (٢).

وأول من أخذ الناس بالحريق بمكة ليلة هلال رجب ، وأن يحرسوا عمّار البيت : عبد الله بن محمد بن داود ، في سنة إحدى وأربعين ومائتين ، ثم ترك الناس ذلك بعده (٣).

وأول من استخفّ بأصحاب البرد بمكة : عبد الله بن محمد بن داود ، ثم الولاة على ذلك إلى اليوم (٤).

وأول من زاد الأذان الآخر للفجر : عبد الله بن محمد بن داود ، والناس على ذلك إلى اليوم (٥).

وأول من أحدث لعن الولاة وأظهره بمكة : خالد بن عبد الله القسري ، أمره سليمان أن يلعن الحجاج ففعل (٦).

وأول من استصبح في المسجد الحرام في القناديل في الصحن : محمد بن أحمد المنصوري ، جعل عمدا من خشب في وسط المسجد ، وجعل بينها حبالا ، وجعل فيها قناديل يستصبح فيها ، فكان ذلك في ولايته حتى عزل

__________________

(١) الأزرقي ١ / ٢٨٧ ، والفاسي في الشفاء ٢ / ١٧٠.

(٢) الأزرقي ١ / ٢٨٧ ، والفاسي في العقد ٤ / ٢٧٣.

(٣) الفاسي في العقد ٥ / ٢٤٥ نقلا عن الفاكهي.

(٤) المصدر السابق نقلا عن الفاكهي.

(٥) المصدر السابق نقلا عن الفاكهي.

(٦) المصدر السابق ٤ / ٢٧٦ نقلا عن الفاكهي.

٢٤٢

محمد بن أحمد ، فعلّقها عيسى بن محمد في إمارته الآخرة (١).

وأول من فرّغ الطواف للنساء بعد العصر ، يطفن وحدهن لا يخالطهن الرجال فيه : عبيد الله بن الحسن الطالبي ، ثم عمل ذلك إبراهيم ابن محمّد في إمارته (٢).

٢٠٤٥ ـ أخبرني بذلك من فعل عبيد الله بن الحسن أبو هاشم بن أبي سعيد ابن محرز.

وأول من اتّخذ سترا على باب دار الإمارة بمكة من خارج ممّا يلي المسجد : محمد المنتصر بالله أمير المؤمنين ، فجعله الولاة بعده ، ثم تركوا ذلك بعد (٣).

وأول من اتّخذ البرك الصغار التي في فجاج مكة : المأمون (٤).

وأول من استصبح بين مأزمي عرفة : المعتصم بالله ، أمر به لطاهر بن عبد الله بن طاهر سنة حجّ (٥).

وأول من أفتى الناس من أهل مكة وهو ابن أربع وعشرين سنة أو نحوه :

__________________

٢٠٤٥ ـ أنظر الفاسي في العقد ٥ / ٣٠٦.

(١) الفاسي في الشفاء ٢ / ١٨٧ نقلا عن الفاكهي. وأنظر الأزرقي ٢ / ٢٤٧ ، حيث ذكر أن أوّل من استصبح لأهل الطواف عقبة بن الأزرق. وأنظر أوائل البسنوي ، ٤٢ ، ٤٤ حيث أفاد أن المصابيح كانت توضع على جدار المسجد الذي أقامه عمر ـ رضي الله عنه ـ.

(٢) نقله الفاسي في العقد الثمين ٣ / ٢٤٨ ، ٥ / ٣٠٦ ، وعزاه للفاكهي.

وابراهيم بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الهاشمي ، يلقّب : برية ، ترجمته في العقد الثمين ٣ / ٢٤٧ ، وجمهرة ابن حزم ص : ٣٤.

(٣) المنتصر ، هو : ابن المتوكل ، بويع بالخلافة سنة (٢٤٧) واستمرت خلافته ستة أشهر وأياما ، وتوفي سنة (٢٤٨). تاريخ بغداد ٢ / ١١٩.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٣٢.

(٥) الأزرقي ١ / ٢٨٧ ، وحدّده بسنة (٢١٩) ، والبسنوي ص : ٤٢.

٢٤٣

أبو يحيى بن أبي مسرّة ، وهو فقيه أهل مكة إلى يومنا هذا (١).

وأول من أحدث القناديل على زمزم من السنة إلى السنة : محمّد بن سليمان بن عبد الله (٢).

وأول من دقّ الأرحاء ومنع الناس الطحن بمكة : عبيد الله بن الحسن سنة غلا السعر (٣).

وأول من قطع الأيدي في الجاهلية ، وضرب في النبيذ فيما يقال : الوليد ابن المغيرة (٤).

وأول من عمل الفسيفساء في المسجد الحرام : الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وهو أول من جعل الذهب على ميزاب الكعبة (٥).

وأول من فرّق بين النساء والرجال في جلوسهم في المسجد الحرام : علي بن الحسن الهاشمي ، أمر بحبال فربطت بين الأساطين التي يقعد عندها النساء ، فكنّ يقعدن دون الحبال إذا جلسن في المسجد ، والرجال من وراء الحبال (٦).

__________________

(١) العقد الثمين ٥ / ٩٩ نقلا عن الفاكهي.

(٢) العقد الثمين ٢ / ٢٣ ، ومحمد بن سليمان ، وهو المعروف ب (الزينبي).

(٣) العقد الثمين ٥ / ٣٠٦.

(٤) تقدّم بعد الخبر (٢٠٤٠).

(٥) العقد الثمين ٧ / ٣٩٠ ، وشفاء الغرام ١ / ١١٤.

(٦) العقد الثمين ٦ / ١٥٢ نقلا عن الفاكهي.

٢٤٤

ذكر

كراهية كراء بيوت مكة وإجارتها

وبيع رباعها ، وما جاء في ذلك وتفسيره

٢٠٤٦ ـ حدّثنا أبو معبد البصري ، قال : ثنا عبيد الله عبد المجيد الحنفي ، ـ أبو علي ـ وكان (كما (١) سن) قال / : حدّثني اسماعيل بن ابراهيم بن المهاجر قال : حدّثني أبي ، عن عبد الله بن باباه ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «مكة مباح أو مناخ (٢) لا تباع رباعها ولا تؤاجر بيوتها».

٢٠٤٧ ـ وحدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن

__________________

٢٠٤٦ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف لم أقف عليه ، واسماعيل بن ابراهيم ضعيف.

رواه العقيلي ١ / ٧٣ ، وابن عديّ ١ / ٢٨٥ ، والحاكم ٢ / ٥٣ ، ـ وصحح إسناده وتعقبه الذهبي ـ والبيهقي ٩ / ٣٥ كلّهم من طريق : اسماعيل بن ابراهيم ، به. وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٩٧ وعزاه للطبراني في الكبير. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٧٤٥ وعزاه للعقيلي والحاكم والبيهقي. وفي الدر المنثور ٤ / ٣٥١ وعزاه لابن مردويه.

٢٠٤٧ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وعلقمة بن نضلة المكي تابعي صغير. مقبول. أخطأ من عدّه من الصحابة. التقريب ٢ / ٣١. وعليه فالحديث مرسل.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أ، وابن ماجه ٢ / ١٠٣٧ ، والأزرقي ٢ / ٦٢ ـ ١٦٣ ، والبيهقي ٦ / ٣٥ كلّهم من طريق : ابن أبي حسين ، به.

وذكره الحافظ في الفتح ٣ / ٤٥٠ ، وقال : في إسناده انقطاع وإرسال. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣٥١ وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن ماجه.

(١) كذا في الأصل ، ولم أجدها في المراجع ، ولعلّها (قد اسنّ).

(٢) مناخ : الموضع الذي تناخ فيه الإبل.

٢٤٥

عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن علقمة بن نضلة ، قال : كانت الدور والمساكن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم ـ لا تباع ولا تكرى ، ولا تدعى إلا السوائب ، من احتاج سكن ، ومن استغنى أسكن.

٢٠٤٨ ـ وحدّثنا محمّد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال : مرّ عبد الله بن صفوان بابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ وهو عند السقاية ، فقال : نعم الإمارة إمارة الأحلاف فيكم ، وانما قال : كيف رأيتم إمارة الأحلاف؟ فقال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ : إمرة المطيّبين قبلها كانت خيرا منها ـ يعني : خلافة أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ فقال ابن صفوان : إنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ أمر أن تطبق زمزم من الموسم إلى الموسم. فقال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ : أسنةّ عمر تبتغى؟

__________________

٢٠٤٨ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ١٦٤ من طريق : سفيان بنحوه.

والأحلاف في قريش خمس قبائل : عبد الدار ، وجمح ، وسهم ، ومخزوم وعديّ بن كعب ، سمّوا بذلك لأنهم تحالفوا على منع بني عبد مناف من أخذ الحجابة من بني عبد الدار ، فاستجار بنو عبد الدار بمن ذكرنا فعقدوا حلفا بينهم ، ونحروا جزورا فغمسوا أيديهم في دمها. أما بنو عبد مناف فعقدوا حلفا مضادا مع بني : أسد ، وزهرة ، وتيم ، والحارث. فأخرجت امرأة من بني عبد مناف جفنة مملؤة طيبا فغمسوا أيديهم فيها فسمّوا : المطيّبين ، فصارت قريش فرقتين : الأحلاف والمطيّبين. أنظر المنمّق ص : ٤٢ ، ٤٤ ، ٢٢٢ ـ ٢٢٤.

وسؤال ابن صفوان لابن عباس هو عن إمرة ابن الزبير ، لأنه (ابن الزبير) من الأحلاف ، فأجابه ابن عباس أن إمرة المطيّبين خير منها ، أي إمرة النبي صلّى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ.

وقوله (أنت وصاحبك) يريد عبد الله بن الزبير ، لأن عبد الله بن صفوان الجمحي كان من المقرّبين لابن الزبير ، وقتل معه وهو متعلّق بأستار الكعبة.

٢٤٦

إنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ قضى أنّ أسفل الوادي وأعلاه مناخ الحاج ، وأن أجيادين وقعيقعان للمريحين ومذاهبهم ، فجئت أنت وصاحبك فقطعتموها دورا وربّما قال : فاتخذتها أنت وصاحبك دورا وقصورا ، فيها أهلك ومالك ، ثم جئت تبتغي سنّة عمر ـ رضي الله عنه ـ؟ أيهات ، تركت سنة عمر ـ رضي الله عنه ـ شأوا مغربا.

وقال زهير يمدح هرم بن [سنان](١) بن حارثة بن أبي حارثة :

يطلب شأو أمر أين قدّما حسنا

نالا الملوك وبزّا هذه السوقا

هو الجواد فإن يلحق بشأوهما

على تكاليفه فمثله لحقا (٢)

٢٠٤٩ ـ حدّثنا محمد بن زنبور المكي ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور بن المعتمر ، عن مجاهد ، قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يا أهل مكة لا تبوّبوا على دوركم ، لينزل البادي حيث شاء.

٢٠٥٠ ـ حدّثنا إبراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن صفوان بن سعيد السهمي (٣) ، قال : سمعت أبي يقول : بلغنا أن

__________________

٢٠٤٩ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٧ عن معمر ، عن منصور ، به. وذكره السيوطي في الدر ٤ / ٣٥١ وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد.

٢٠٥٠ ـ عبد الله بن صفوان بن سعيد السهمي ، وأبوه ، لم أعرفهما.

رواه الأزرقي ٢ / ١٦٣ من طريق : يحيى بن سليم ، به.

(١) في الأصل (شيبان) وهو تصحيف ، وهو : هرم بن سنان ابن حارثة المرّي ، من مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان. كان من أجواد العرب ، وكان له دور كبير في إخماد حروب قامت بين العرب ، ومات قبل الإسلام. المحبّر ص : ١٤٣ ، والأغاني ١٠ / ٢٨٨ وما بعدها.

(٢) ديوان زهير ص : ٤٢.

(٣) كذا في الأصل ، وفي الأزرقي (الوهطي).

٢٤٧

النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «كان ساكن هذه البلدة ـ يعني : مكة ـ حيّ من العرب ، فكانوا يكترون الظلال ويبيعون الماء» ، وقال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «فأبدلها الله ـ عزّ وجلّ ـ بهم قريشا فأظلوا في الظلال وسقوا الماء».

٢٠٥١ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : ثنا أيمن ـ يعني : ابن نابل ـ عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن أبي نجيح ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : من أكل كراء بيوت مكة فإنما يأكل نارا.

٢٠٥٢ ـ حدّثنا علي بن الحسين بن إشكاب ، قال : ثنا محمد بن ربيعة ، قال : ثنا عبيد الله بن أبي زياد القدّاح ، قال : سمعت أبا نجيح ، يقول : قال عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ : إنّ الذين يأكلون أجور بيوت مكة ـ فذكر نحوه.

٢٠٥٣ ـ وحدّثنا / عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن

__________________

٢٠٥١ ـ إسناده ليّن.

عبيد الله بن أبي زياد القدّاح ، ليس بالقوي. التقريب ١ / ٥٣٣. وأبو نجيح ، هو : يسّار المكي.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أوالأزرقي ٢ / ١٦٣ ، والدارقطني ٢ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، والحاكم ٢ / ٥٣ ، والبيهقي ٩ / ٣٥ كلّهم من طريق : عبيد الله بن أبي زياد ، به. إلّا أن الدار قطني رفعه.

وذكره ابن حجر في المطالب العالية ١ / ٣٣٦ وعزاه لمسدد. والسيوطي في الدر المنثور ٣ / ٣٥١ وعزاه لابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والدار قطني.

٢٠٥٢ ـ إسناده ليّن.

رواه البيهقي ٦ / ٣٥ من طريق : محمد بن ربيعة ، به.

٢٠٥٣ ـ إسناده مرسل.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أ، والأزرقي ٢ / ١٦٣ كلاهما من طريق : الأعمش به.

٢٤٨

الأعمش ، عن مجاهد ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «إنّ مكة حرام حرّمها الله ـ تعالى ـ لا يحلّ بيع رباعها ولا أجور بيوتها».

٢٠٥٤ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا بدل بن المحبّر ، قال : ثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، نحوه ، ولم يرفعه.

٢٠٥٥ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم.

٢٠٥٦ ـ وحدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا علي بن غراب ـ جميعا ـ عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان ينهي أن تغلق دور مكة في زمن الحاج ، وان الناس كانوا ينزلون منها حيث وجدوه فارغا ، حتى كانوا يضطربون الفساطيط في جوف الدور.

٢٠٥٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : حدّثنا هشام بن سليمان ، وعبد المجيد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء أن النبي صلّى الله عليه وسلم بعد ما سكن المدينة كان لا يدخل بيوت مكة. قال : وكان صلّى الله عليه وسلم إذا طاف

__________________

٢٠٥٤ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٧ من طريق : منصور ، عن مجاهد. وابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أمن طريق : ابراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد.

٢٠٥٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

٢٠٥٦ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٥١ ، والسيوطي في الدر ٤ / ٣٥١ ونسباه لعبد بن حميد.

٢٠٥٧ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ١٦١ من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج ، به.

٢٤٩

بالبيت ، انطلق إلى أعلى مكة فاضطرب بها الأبنية.

قال : وقال عطاء : وفي حجته فعل ذلك أيضا ، ونزل أعلى مكة قبل التعريف ، وليلة النفر نزل أعلى الوادي.

٢٠٥٨ ـ حدّثنا الحسن بن عثمان بن أسلم ، عن الواقدي ، قال : حدّثني عبيد بن عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص ، قال : إنّ أبا أحيحة كان ينهى عن بيع رباع مكة ، وكان قد جعل دارا من دوره سائبة.

قال الواقدي : وحدّثني ابراهيم بن نافع ، عن ابن أبي نجيح ، قال : قال لي مجاهد : ترى كسبي هذا؟ ما أحب أنّ لي به كراء مائة دينار.

قال الواقدي : وحدّثني محمد بن عبد الله ، عن ابن شهاب ، قال : أول من بوّب باب دار : أيمن بن حاطب بن أبي بلتعة.

٢٠٥٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : كان عطاء ينهى عن الكراء في الحرم.

٢٠٦٠ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا عبد المجيد ، عن أبيه ، عن عطاء ، نحوه.

__________________

٢٠٥٨ ـ الواقدي متروك.

وأبو أحيحة ، هو : سعيد بن العاص.

٢٠٥٩ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٦ ، وابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أ، والأزرقي ٢ / ١٦٣ ، من طريق : ابن جريج ، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣٥١ وعزاه لابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد.

٢٠٦٠ ـ شيخ المصنّف ، لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

٢٥٠

٢٠٦١ ـ حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : ثنا بدل بن المحبّر ، قال : أنبأنا شعبة ، عن العوّام ، عن عطاء ، أنه كره أجور بيوت مكة.

٢٠٦٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، قال : قال ابن جريج : وقرأت كتابا من عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ إلى عبد العزيز بن عبد الله يأمره ألا يكري بمكة شيئا.

٢٠٦٣ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف المكي ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن أبيه ، قال : سمعت عبد الكريم بن أبي المخارق ، يقول : لا تباع تربتها ، ولا يكرى ظلّها ـ يعني : مكة ـ.

قال ابراهيم : قال عبد المجيد : قال أبي : فذكرت لعمرو بن دينار قول عبد الكريم : لا تباع تربتها ولا يكرى ظلّها ، فقال : جاءك به على الروي.

٢٠٦٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : ثنا علي بن

__________________

٢٠٦١ ـ إسناده صحيح.

العوّام ، هو : ابن حوشب.

٢٠٦٢ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٧ ، وابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أ، والأزرقي ٢ / ١٦٣ كلّهم من طريق : ابن جريج ، به. وذكره الطبري ص : ٢٥٩ وعزاه لأبي ذر في المناسك. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣٥١ وعزاه لابن أبي شيبة.

وعبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، هو عامل عمر بن عبد العزيز ، على مكة.

٢٠٦٣ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

رواهما الأزرقي ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٤ و ٢ / ١٦٦ من طريق : أحمد بن ميسرة ـ كذا ـ عن عبد المجيد بهما.

٢٠٦٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقية رجاله موثّقون. وعلي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، والحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب. ـ

٢٥١

جعفر بن محمد ، قال : ثنا الحسين بن زيد ، عن جعفر ، عن أبيه ، قال : لم يكن للدور بمكة أبواب ، فكان أهل مصر وأهل العراق وأهل البلدان يأتون بقطرانهم فيدخلون فينزلون بها ، فأول من بوّب بها بابا معاوية ـ رضي الله عنه ـ.

٢٠٦٥ ـ حدّثني ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، أنه كان يكره أن تباع بيوت / مكة أو تكرى.

٢٠٦٦ ـ حدّثني ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن عثمان بن الأسود ، عن عطاء ومجاهد ، نحوه.

٢٠٦٧ ـ وحدّثني ابراهيم ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد العزيز بن أبي روّاد ، قال : دخلت مكة في زمان عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ فوجدنا عمر قد حرّم كراء بيوت مكة ، قال : فتكارينا سرّا.

__________________

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أمن طريق : حاتم بن اسماعيل ، عن جعفر ، عن أبيه ، به. وذكره السيوطي في الدر ٤ / ٣٥١ ، وعزاه لابن أبي شيبة.

٢٠٦٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٧ من طريق : منصور ، عن مجاهد ، به.

٢٠٦٦ ـ ابراهيم بن أبي يوسف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أمن طريق : ليث ، عن مجاهد ، وعطاء ، وطاوس ، به. ورواه الأزرقي ٢ / ١٦٣ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء.

٢٠٦٧ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

رواه الأزرقي ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٤ من طريق : أحمد بن ميسر ـ كذا ـ عن عبد المجيد ، به.

٢٥٢

٢٠٦٨ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام ، عن ابن جريج ، عن عطاء قال : إن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان ينهى أن تبوّب أبواب دور مكة.

قال : وقال بعض أهل العلم : يعني : رحاب الدور التي هي منائخ.

٢٠٦٩ ـ حدّثني ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد العزيز ، قال : كان يقال : لا يكرى ظلّها ولا تباع تربتها ـ يعني : مكة ـ.

٢٠٧٠ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عيسى بن يونس ، قال : ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين ، أخبره من سمع مجاهدا يقول : لا أرى بكراء بيوت مكة بأسا ، إلا أن يتكارى رجل يتربّح فيه.

٢٠٧١ ـ حدّثني ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن

__________________

٢٠٦٨ ـ إسناده منقطع.

لأن عطاء لم يدرك عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٦ ، وابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أكلاهما من طريق : ابن جريج ، به. وذكره السيوطي في الدر ٤ / ٣٥١ وعزاه لابن أبي شيبة.

٢٠٦٩ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

٢٠٧٠ ـ إسناده منقطع.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أمن طريق : عيسى بن يونس ، به.

٢٠٧١ ـ إسناده ضعيف.

صدقه بن يزيد ، قال عنه أحمد : حديثه ضعيف. وقال أبو حاتم : صالح. الجرح ٤ / ٤٣١.

٢٥٣

صدقة بن يزيد ، عمّن أخبره عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال في مكة : «لا يباع ظلّها ، ولا تكرى تربتها».

٢٠٧٢ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي الربيع ، عن مجاهد ، قال : الحرم كلّه مسجد.

ذكر

ما يكره من البناء بمكة بالتربيع

وأول من بنى فيها بيتا مربّعا

٢٠٧٣ ـ حدّثنا الحسن بن عثمان بن أسلم ، عن الواقدي ، قال : فحدّثني موسى بن محمد بن ابراهيم التيمي ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم ، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ، عن أبي جهم بن حذيفة بن غانم ، قال : كانت قريش في الجاهلية لا يبنون بيتا مربّعا بمكة.

وقال الواقدي : وحدّثني اسماعيل بن ابراهيم بن محمد بن طلحة ، عن محمّد بن زيد بن المهاجر ، عن ابراهيم بن محمد بن طلحة ، قال : أول من بنى بيتا مربّعا حميد بن زهير (١).

قال ابراهيم : وكانت الأئمة لا يدعون أحدا يبني بيتا مربّعا بمكة.

__________________

٢٠٧٢ ـ أبو الربيع لم أعرفه ، ولعلّه فرقد ، الذي ذكره الدولابي في الكنى ١ / ١٧٥.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٥١ وعزاه لابن أبي حاتم.

٢٠٧٣ ـ إسناده ضعيف جدا. تقدّم برقم (٧٠١).

(١) ابراهيم بن محمد بن طلحة التيمي : تابعي ثقة. وحميد بن زهير صحابي. وأنظر الخبر (٢٠٠٩).

٢٥٤

قال الواقدي : وحدّثني محمد بن عبد الله ، عن الزهري ، قال : ما بني بمكة بيت مربّع حتى كانت فتنة عثمان ـ رضي الله عنه ـ.

ذكر

من رخّص في كراء بيوت مكة وبيع رباعها وشرائها

والحكم فيها وتفسير ذلك

٢٠٧٤ ـ حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمر ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن حسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة ابن زيد ـ رضي الله عنه ـ قال : قلت : يا رسول الله : أين تنزل غدا؟ وذلك في حجته حين دنونا من مكة ـ فقال صلّى الله عليه وسلم : «وهل ترك لنا عقيل منزلا؟» وقال صلّى الله عليه وسلم : «نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة».

قال الزهري : والخيف : الوادي : «حيث تقاسمت قريش على الكفر» وذلك أنّ بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم ألا يبايعوهم ولا يؤووهم.

٢٠٧٥ ـ حدّثنا محمّد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا عمرو بن

__________________

٢٠٧٤ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٥ / ٢٠٢ ، ومسلم ٩ / ١٢٠ ، وأبو داود ٢ / ٢٨٣ ، وابن ماجه ٢ / ٩٨١ ،

وابن خزيمة ٤ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ والأزرقي ٢ / ١٦٢ ، والبيهقي ٥ / ١٦٠ كلّهم من طريق : عبد الرزاق ، به. ورواه البخاري ٣ / ٤٥٠ من طريق : يونس ، عن ابن شهاب ، به ، وفي ٦ / ١٧٥ من طريق : عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، به. وخيف بني كنانة سيأتي التعريف به ـ إن شاء الله ـ.

٢٠٧٥ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ١٠ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠ والأزرقي ٢ / ١٦٥ ، والنسائي ٨ / ٧٠ ثلاثتهم من ـ

٢٥٥

دينار ، عن طاوس ، قال : قيل لصفوان بن أمية ـ وهو بأعلى مكة ، وذلك بعد الفتح ـ : إنه لا دين لمن لم يهاجر. قال : لا أصل إلى منزلي حتى أجيء المدينة ، فخرج إلى المدينة ، فنزل على / العبّاس ـ رضي الله عنه ـ ثم أتى المسجد فنام فيه ووضع خميصة له تحت رأسه ، فأتاه سارق فسرقها ، فأخذه صفوان ، فجاء به إلى النبي صلّى الله عليه وسلم ، فأمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يقطع ، فقال يا رسول الله هي له. قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «فهلا قبل أن تأتيني به؟» ثم قال : «ما جاء بك أبا وهب؟» قال : قيل يا رسول الله إنه لا دين لمن لا يهاجر ، فجئت مهاجرا. فقال : «إرجع أبا وهب إلى أباطح مكة ، فقرّوا على سكنتكم ، فقد انقطعت الهجرة ، ولكن جهاد ونية ، واذا استنفرتم فانفروا».

٢٠٧٦ ـ وحدّثنا حسين بن حسن ، وغيره ، قالوا : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الرحمن بن فرّوخ ، قال : إنّ نافع بن عبد الحارث اشترى لعمر [من](١) صفوان بن أمية دار السجن بأربعة آلاف ، فإن رضي عمر ـ رضي الله عنه ـ فالبيع جائز ، وإلا فلصفوان أربعمائة درهم.

٢٠٧٧ ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، قال : ثنا شبابة بن سوّار ، قال : ثنا

__________________

طريق : عمرو بن دينار ، به. ورواه عبد الرزاق ، وأحمد ٣ / ٤٠١ من طريق : ابن طاوس ، عن طاوس ، به. ورواه أبو داود ٤ / ١٩٥ ـ ١٩٦ وابن ماجه ٢ / ٨٦٥ بإسناديهما عن صفوان ، به.

٢٠٧٦ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٦٥ ، والبيهقي ٦ / ٣٤ كلاهما من طريق : ابن عيينة ، به. ورواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٧ ـ ١٤٨ عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، به.

٢٠٧٧ ـ إسناده منقطع.

مجاهد لم يدرك عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.

(١) في الأصل (بن).

٢٥٦

اسحق بن يحيى بن طلحة ، عن مجاهد ، قال : جاء رجل من بني مخزوم إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يستعدي على أبي سفيان ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ان أبا سفيان ظلمني حدّي في مهبط كذا وكذا ، فقال له عمر ـ رضي الله عنه ـ : إني لأعلم الناس بذلك الموضع ، ولربّما [لعبت](١) أنا وأنت ونحن غلمان ، فإذا قدمت مكة فأتني بأبي سفيان ، فلما قدم أتاه المخزومي بأبي سفيان ، فقال له عمر ـ رضي الله عنه ـ : يا أبا سفيان خذ هذا الحجر من ههنا فضعه ههنا ، فقال : والله لا أفعل. فقال : والله لتفعلن.

فقال : لا أفعل. فعلاه عمر بالدّره. وقال : خذه لا أم لك من ههنا فضعه ههنا ، فأخذه ، فوضعه. فكأن عمر ـ رضي الله عنه ـ دخله من ذلك شيء ، فاستقبل القبلة ثم قال : اللهمّ لك الحمد إذ لم تمتني حتى غلبت أبا سفيان على رأيه ، وذللته لي بالإسلام.

قال : فاستقبل أبو سفيان ـ رضي الله عنه ـ القبلة فقال : اللهمّ لك الحمد الذي لم تمتني حتى أدخلت قلبي من الإسلام ما ذللتني به لعمر ـ رضي الله عنه ـ.

٢٠٧٨ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عمرو بن دينار ، قال : اختصم آل سعيد بن العاص وبنو أبي عتبة في ربع بينهم. فقضى بينهم معاوية ـ رضي الله عنه ـ بشهادة المطّلب بن أبي وداعة ، قال : وشهادته تلك كانت في الجاهلية.

__________________

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٦٨٦ من طرق مختلفة ، بنحوه. ورواه ابن عساكر في التاريخ (تهذيبه ٦ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩) من طريق الواقدي ، بنحوه.

٢٠٧٨ ـ إسناده حسن.

(١) في الأصل (تعبت).

٢٥٧

قال ابن جريج : وأخبرني عبد الله بن أبي مليكة خبر عمرو هذا إياي عن المطلب ومعاوية ، غير أنه زاد مع المطلب : يعلى بن أمية. قال : فأجاز معاوية شهادتهما في الإسلام وكان علمهما ذلك في الجاهلية ، فشهدا به في الإسلام.

٢٠٧٩ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : كتبت إلى عبد الرحمن بن مهدي أسأله عن كراء دور مكة وشرائها ، قال : فكتب إليّ : إنّك كتبت إليّ تسألني عن أشرية دور مكة وكرائها ، فأما الشراء : فقد اشترى الناس ربوعها على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

٢٠٨٠ ـ حدّثني الحسين بن عثمان ، عن الواقدي ، قال : سمعنا رخصة في كراء بيوت مكة ، سألت ابن أبي ذئب ، فقال : لا بأس بكرائها ، ولا بأس ببيع رباعها ، قد كانت تباع في الجاهلية والإسلام.

قال الواقدي : وحدّثنا عثمان بن الضحّاك بن عثمان ، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : لا بأس بكراء بيوت مكة.

قال الواقدي : لما توفي قصيّ دفن بالحجون.

٢٠٨١ ـ / حدّثنا عبد الجبّار ، قال : ثنا أبو بحر البكراوي ، عن حسين المعلّم ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : تزوج رياب بن

__________________

٢٠٧٩ ـ ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٨ نقلا عن الفاكهي.

٢٠٨٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

وابن أبي ليلى ، هو : محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.

٢٠٨١ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

أبو بحر البكراوي ، هو : عبد الرحمن بن عثمان بن أمية الثقفي : ضعيف. كما في التقريب ١ / ٤٩٠ ، لكنه توبع بأكثر من واحد. –

٢٥٨

حذيفة أمّ وائل بنت معمر الجمحية ، فولدت له ثلاثة أولاد : وائلا ، ومعمرا ، وخبيبا ، فتوفيت أمهم ، فورثها بنوها رباعها ومواليها ، قال : فخرج بهم عمرو (١) إلى الشام ، فماتوا في طاعون عمواس ، قال : فورثهم عمرو ، وكان عصبتهم. قال : فلما رجع ، جاء بنو معمر ، وبنو خبيب يخاصمون في مواليها. فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : لأقضين بينكم بما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «ما أحرز الولد فهو للعصبة من كان». قال : فقضى لنا به وكتب لنا به كتابا فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف ، وزيد بن ثابت ـ رضي الله عنهما ـ وآخر.

٢٠٨٢ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا عيسى بن يونس ، قال : حدّثنا عمرو بن سعيد بن أبي حسين ، أخبره من سمع مجاهدا يقول : لا أرى بكراء بيوت مكة بأسا.

٢٠٨٣ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن

__________________

رواه أحمد ١ / ٢٧ من طريق : يحيى بن سعيد ، عن حسين المعلم ، به. وأبو داود ٣ / ١٧٤ ـ ١٧٥ من طريق : عبد الوارث ، عن حسين المعلم ، به. وابن ماجه ٢ / ٩١٢ ـ ٩١٣ من طريق : أبي أسامة ، عن حسين المعلم ، به. ورواه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٨ / ٧٨). وذكره الحافظ في الاصابة ٣ / ٥٩٢ وقال : أخرجه الفاكهي ، ويعقوب بن شيبة ، والدار قطني وغيرهم. وقال في ٣ / ٤٢٨ : معمر وأخوته صحابة ، لأنهم من قريش ، وكانوا في زمن فتح الشام رجالا ، وقال : وقد أغفلهم أكثر من صنّف في الصحابة.

٢٠٨٢ ـ تقدّم برقم (٢٠٧٠).

٢٠٨٣ ـ إسناده حسن.

ابن حجير ، هو : هشام.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، والأزرقي ٢ / ١٦٥ ـ ١٦٦ كلاهما من طريق : ابن جريج ، به.

(١) يعني : ابن العاص.

٢٥٩

ابن جريج ، قال : وكان عمرو بن دينار لا يرى به بأسا ، ويقول : كيف يكون به بأس والربع يباع فيؤكل ثمنه. وقد ابتاع عمر بن الخطّاب ـ رضي الله عنه ـ دار السجن بأربعة آلاف ، وأعرب فيها أربعمائة درهم. قال ابن جريج : وأخبرني ابن حجير عن طاوس ، قال : الله يعلم أني سألته عن مسكن لي ، فقال لي : كل كراءه.

٢٠٨٤ ـ حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن هشام بن حجير ، قال : سألت طاوسا عن كراء بيت لي بمكة ، فقال : كله.

٢٠٨٥ ـ حدّثني أبو سعيد الربعي ـ عبد الله بن شبيب ـ قال : حدّثني يحيى ابن إبراهيم بن داود السلمي ، قال : حدّثني عبد الله بن محمّد بن يحيى بن عروة ، عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أصاب السيل حدودا كانت بين حقوق لقريش بمكة ، فلما قدمها عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ اختصموا إليه.

قال : فدعا أبا سفيان بن حرب ، فقال : ليس ههنا أحد أعلم بها مني ومنك.

قال : فأخذ الحبل فأعطى طرفه أبا سفيان ـ رضي الله عنه ـ [وقال له](١) : مد وأسرع ، قال : فجعل أبو سفيان يسعى ، فرفع عمر ـ رضي الله عنه ـ يديه يقول : الحمد لله الذي أراني أبا سفيان يسعى إذا قلت له : إسع ، ببطن مكة.

٢٠٨٦ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن

__________________

٢٠٨٤ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٧ ، وابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ أ، والأزرقي ٢ / ١٦٥ ثلاثتهم من طريق : ابن جريج ، عن هشام بن حجير ، به.

٢٠٨٥ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف واه.

٢٠٨٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

(١) سقطت من الأصل ويقتضيها السياق.

٢٦٠