تزويج امّ كلثوم من عمر

السيّد علي الحسيني الميلاني

تزويج امّ كلثوم من عمر

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-268-7
الصفحات: ٣٥
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

لاحظوا طبقات ابن سعد والبيهقي.

العذر الآخر : إنّي لارصدها لابن أخي ، أو إنّي حبست بناتي على أولاد جعفر.

هذا في الطبقات وفي المستدرك.

العذر الثالث : إنّ لي أميرين معي ـ يعني الحسن والحسين ـ ، أميرين أي مشاورين ( فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) أي تشيرون.

الامر الاخر شاور عقيلاً والعباس أيضاً ، هذه المشورات.

فالاعتذارات هذه لماذا ؟ والتهديدات من عمر لماذا ؟

النقطة الثالثة :

ذكر الواقدي كما في كتاب الطبقات وغيره : إنّ عليّاً أعطاها ـ أي البنت ـ بردة أو حلّة ، وقال لها : انطلقي بهذا إلى عمر ، وكان قصده أن ينظر إليها ، فلمّا رجعت البنت قالت لأبيها : ما نشر البردة ولا نظر الاّ إليّ.

هكذا يصوّرون ، أنّ عليّاً أراد أن ينظر إليها عمر بن الخطاب ، فبهذا العنوان أرسلها إليه ، وهذا ما استقبحه بعض علمائهم ، ولذا لم يتعرّض لنقله كثير منهم ، إنّ عليّاً يرسل بنته وهي صبيّة صغيرة إلى عمر بهذا العنوان !! بعنوان أن ينظر إلى البردة ـ القطعة من القماش ـ

٢١

لكن في الأصل وفي الواقع ، يريد علي أن ينظر الرجل إلى ابنته أمام الناس ! لاحظوا بقيّة الاقوال.

النقطة الرابعة :

في رواية الطبقات : أمر علي بأُم كلثوم فصنعت ، وفي رواية الخطيب عن عقبة بن عامر : فزُيّنت ، زُيّنت البنت ، فأعطاها القماش ، بأن تحمل القماش إلى المسجد فينظر عمر إليها ليرى هل تعجبه البنت أو لا ؟

وفي رواية ابن عبد البر وغيره عن الباقر عليه‌السلام ! كشف عن ساقها ، فلمّا أخذت القماش إلى المسجد أمام الناس ، فبدل أن ينظر الرجل إلى القماش نظر إليها ، وكشف عن ساقها.

فجاء بعضهم ، وهذّب هذه العبارة : كشف عن ساقها ، بنت علي في المسجد وعمر يفعل هذا ! قال ابن الاثير : وضع يده عليها ، وقال الدولابي : أخذ بذراعها ، وفي رواية اخرى : ضمّها إليه.

أمّا الحاكم والبيهقي فلم يرويا شيئاً من هذه الأشياء.

وهنا يقول السبط ابن الجوزي : قلت : هذا قبيح والله ، لو كانت أمة لما فعل بها هذا ، ثمّ بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبيّة ، فكيف ينسب عمر إلى هذا.

٢٢

وهل كان لمساً فقط كما يروون ؟!

النقطة الخامسة :

قال عمر للناس في المسجد بعد أن وقع هذا التزويج ، قال وهو فرح مستبشر : رفّئوني رفّئوني ـ أي قولوا لي بالرفاء والبنين.

هذا في الطبقات وفي الاستيعاب وفي الإصابة وغيرها من الكتب.

ثمّ إنّ هذا أي قول الناس للمتزوّج بالرفاء والبنين ، هذا من رسوم الجاهلية ، وقد منع عنه رسول الله ، والحديث في مسند أحمد (١) ، وهو أيضاً في رواياتنا ، لاحظوا كتاب وسائل الشيعة (٢).

ولذا نرى أنّ بعضهم يحوّر هذه الكلمة أو ينقلها بالمعنى ، لاحظوا الحاكم يقول : قال لهم ألا تهنّئوني ، وفي البيهقي : فدعوا له بالبركة.

النقطة السادسة :

على فرض وقوع التزويج ، فهل له منها ولد أو أولاد ؟

__________________

(١) مسند أحمد ٣ / ٤٥١.

(٢) وسائل الشيعة ١٤ / ١٨٣.

٢٣

في بعض الروايات : ولدت له زيداً ، أي ذكراً اسمه زيد.

وفي رواية الطبقات : زيد ورقية.

وفي رواية النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات : زيد وفاطمة.

وفي رواية ابن قتيبة في المعارف : ولدت له وُلداً قد ذكرناهم.

إذن ، أصبحوا أكثر من اثنين.

النقطة السابعة :

في موت هذه العلوية الجليلة مع ولدها في يوم واحد ، هكذا يروون ، إنّها ماتت مع ولدها في يوم واحد ، وشيّعا معاً ، وصلّي عليهما معاً.

ابن سعد يقول عن الشعبي : صلّى عليهما عبدالله بن عمر ، ويروي عن غير الشعبي : صلّى عليهما سعيد بن العاص.

وفي تاريخ الخميس للدياربكري : صلّى عليهما سعد بن أبي وقّاص.

وهي قضيّة واحدة.

قالوا : ماتت في زمن معاوية ، وكان الحسن والحسين قد اقتديا بالإمام الذي صلّى عليهما ، أي صلّيا خلفه.

٢٤

لكنّ المروي حضور أُمّ كلثوم في واقعة الطفّ وأنّها خطبت ، وخطبتها موجودة في كتاب بلاغات النساء لابن طيفور وغيره.

ولذا نرى أنّهم عندما ينقلون هذا الخبر في الكتب المعتبرة ـ كصحيح النسائي مثلاً ، أو صحيح أبي داود مثلاً ـ يقول أبو داود : إنّ الجنازة كانت جنازة أُمّ كلثوم وولدها شيّعا معاً.

لكنْ أي أم كلثوم ؟ غير معلوم ، وابنها مَن ؟ غير معلوم ، لا يذكر شيئاً.

وإذا راجعتم النسائي فبنفس السند ينقل عن الراوي : حضرت جنازة صبي وامرأة فقدّم الصبي ممّا يلي الامام إلى آخره.

فمن المرأة ؟ غير معلوم ، ومن الصبي ؟ غير معلوم ، وهل بينهما نسبة ؟ غير معلوم.

النقطة الثامنة :

إنّهم يذكرون تزوّجها بعد عمر بن الخطّاب بأبناء عمّها جعفر ابن أبي طالب ، ولم أتعرّض لما ذكروا في تزوّجها بعد عمر ، لكثرة الاضطرابات الموجودة فيما ذكروا ، ولانّه إلى حدٍّ ما خارج عن البحث.

وبما ذكرنا ظهر أنّ جميع أسانيد الخبر ساقطة ، متون الخبر

٢٥

متعارضة متكاذبة ، لا يمكن الجمع بينها بنحو من الأنحاء ، وأمّا : أرسلها علي إلى عمر في المسجد ، أخذ عمر بساقها ، ضمّها إلى نفسه ، وأمثال ذلك ، فكلّ هذه الاُمور لا يمكن أن يصدّق بها عاقل.

هذا فيما يتعلّق بروايات السنّة باختصار.

٢٦

روايات الشيعة حول هذا الموضوع

وأمّا رواياتنا حول هذا الموضوع ، روايات أصحابنا حول هذا الموضوع تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول :

يشتمل على ما لا نصدّق به ، أو لا يصدّق به كثير من الناس ، وذلك أنّ المرأة التي تزوّج بها عمر كانت من الجنّ ، أي : ولمّا خطب عمر أُمّ كلثوم ، الله سبحانه وتعالى أرسل جنّيّة وسلّمت إلى عمر ، وكذا ، هذه الأشياء لا يصدّق بها كثير من الناس على الاقل ، إذن لا نتعرض لهذه الأخبار.

القسم الثاني :

ما روي في هذا الباب من طرقنا ، إلاّ أنّه ضعيف سنداً ولا نعتبره.

القسم الثالث :

ما هو صحيح سنداً ، وأنقل لكم ما عثرت عليه وهو صحيح

٢٧

سنداً ، فقط من كتب أصحابنا.

الرواية الأولى :

عن أبي عبدالله عليه‌السلام : لمّا خطب عمر قال له أمير المؤمنين : إنّها صبيّة ، قال : فلقي العباس فقال له : مالي ؟ أبي بأس ؟ قال : ما ذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك فردّني ، أما والله لأعورنّ زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها ، ولاُقيمنَّ عليه شاهدين بأنّه سرق ولأقطعنّ يمينه ، فأتاه العباس فأخبره ، وسأله أن يجعل الأمر إليه فجعله إليه ، فزوّجها العباس.

زوّجها العباس بعد هذه المقدّمات ، أمّا في كتب القوم ، فالتهديد كان موجوداً ، الالحاح والمعاودة والتردد على علي ، كلّ هذا كان موجوداً ، إلاّ أنّ هذه القطعة نجدها في روايتنا عن الصادق عليه‌السلام.

هذه الرواية في كتاب الكافي ، كتاب النكاح (١).

رواية أُخرى :

عن سليمان بن خالد ، سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن امرأة توفي

__________________

(١) الكافي ٥ / ٣٤٦.

٢٨

زوجها أين تعتد ؟

مسألة شرعية ، المرأة زوجها يتوفّى ، يموت ، فزوجته أين تعتد عدّة الوفاة ، في بيت زوجها تعتد ، أو حيث شاءت ؟

قال عليه‌السلام : بلى حيث شاءت ، ثمّ قال : إنّ عليّاً عليه‌السلام لمّا مات عمر أتى أُمّ كلثوم فأخذ بيدها ، فانطلق بها إلى بيته.

لمّا مات عمر جاء علي إلى باب داره ، وأخذ بيد ابنته وانطلق بها إلى بيته.

هذا في كتاب الطلاق من الكافي (١).

رواية أُخرى :

وهي الصحيحة الثالثة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : في تزويج أُمّ كلثوم فقال : إنّ ذلك فرج غصب منّا ، إنّ ذلك فرج غصبناه.

هذا أيضاً في كتاب النكاح (٢).

وتلخّص : إنّه كان هناك تهديد من الرجل ، بأيّ شكل من الأشكال ، في روايتنا التهديد بالسرقة ، في رواياتهم ما كان تهديد بالسرقة لكن التهديد كان موجوداً ، وأعطيتكم المصادر فراجعوا.

__________________

(١) الكافي ٦ / ١١٥.

(٢) الكافي ٥ / ٣٤٦.

٢٩

إذن التهديد كان ، وأمير المؤمنين فوّض الأمر إلى العباس ، ولم يوافق أوّلاً ، إعتذر بأنّها صغيرة ، إعتذر بأنّها صبيّة ، إعتذر بأشياء أُخرى ، ولم يفد اعتذاره ، وإلى أنْ هدّد ، وفوّض علي عليه‌السلام الأمر إلى العباس ، فزوّجها العباس ، وذلك فرج غصب منّا ، إلاّ أن الرواية تقول بأنّه لمّا مات جاء علي وأخذ بيدها وانطلق بها إلى بيته ، يظهر أنّها قد انتقلت إلى دار عمر ، لكنّها بعد وفاته أخذ عليّ بيدها ، أي شيء يستفاد منه ، أخذ بيدها وانطلق بها إلى بيته ، هذا ما تدلّ عليه رواياتنا المعتبرة ، لا أكثر.

أمّا أنّه دخل بها ، كان له منها ولد أو أولاد ، لا يوجد عندنا في الأدلّة المعتبرة.

وأيضاً : اشتركت رواياتنا ورواياتهم في التهديد ، وفي اعتذار علي ، وفي أنّ عليّاً أوكل الأمر إلى العباس ، وأنّ علياً كان مكرهاً في هذا الأمر ، وإذا كان علي عليه‌السلام يُهدّد ويسكت في مثل هذه القضية ، فلاحظوا كيف كان التهديد فيما يتعلّق بأمر الخلافة حتّى سكت علي ؟!

أمّا أنّها زيّنت ، أُرسلت إلى عمر ، أرسلت إلى كذا وكذا ، هذا غير موجود في رواياتنا أبداً ، ومعاذ الله أن يتفوّه أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام بمثل هذه الاُمور بالنسبة إلى ابنة أمير المؤمنين سلام الله عليه.

٣٠

خلاصة البحث

وتلخّص : أنّي لو سئلت عن هذه القضية أقول : إنّ هذه القضية تتلخّص في خطوط : خطب عمر أُمّ كلثوم من علي ، هدّده واعتذر علي ، هدّده مرّة أُخرى ، وجعل يعاود ويكرّر ، إلى أن أوكل علي الأمر إلى العباس ، وكان فرج غصب من أهل البيت ، فالعقد وقع ، والبنت انتقلت إلى دار عمر ، وبعد موته أخذها علي ، أخذ بيدها وأخذها إلى داره.

ليس في هذه الروايات أكثر من هذا ، وهذا هو القدر المشترك بين رواياتنا وروايات غيرنا.

أمّا مسألة الدخول ، مسألة الولد والأولاد ، وغير ذلك ، فهذا كلّه لا دليل عليه أبداً.

وقد التفت علماء الفريقين إلى هذا الاستنتاج ، وأذكر لكم كلمة من عالم شيعي ، وكلمة من عالم من أهل السنة.

٣١

يقول النوبختي في كتاب له في الامامة ، النوبختي من قدماء أصحابنا له كتاب في الامامة يقول هناك : إنّ أُمّ كلثوم كانت صغيرة ، ومات عمر قبل أن يدخل بها.

وهذا ما نقله المجلسي في كتاب البحار عن كتاب الإمامة للنوبختي (١).

ويقول الزرقاني المالكي المتوفى سنة ١١٢٢ يقول : وأُمّ كلثوم زوجة عمر بن الخطّاب مات عنها قبل بلوغها.

هذا في شرح المواهب اللدنيّة (٢).

فلاحظوا كم كذبوا وكم افتروا وكم وضعوا في هذا الخبر ؟ وكم زادوا في القضية ؟ وليست القضية إلاّ خطبة وتهديداً واعتذاراً من علي ، ثمّ إلحاحاً وتهديداً من عمر ، ثمّ إيكال الأمر إلى العباس ، ووقوع العقد ، وانتقال البنت إلى دار عمر ، ولا أكثر من هذا.

ولو أردت أن أذكر لكم نصوص ما جاء في كتبهم ، وخاصة في كتاب الذرية الطاهرة ، وفي كتاب الإصابة ، والاستيعاب ، وأُسد الغابة ، لو ذكرت لكم كلّ نصوص رواياتهم في هذه المسألة لطال بنا المجلس وانتهى إلى ليلة أُخرى أيضاً ، لكنّي لم أقرأ كلّ النصوص ،

__________________

(١) بحار الانوار ٤٢ / ٩١.

(٢) شرح المواهب اللدنيّة ٧ / ٩.

٣٢

وإنّما ذكرت لكم النقاط المهمّة في تلك المتون بعد النظر في أسانيد تلك الأخبار.

وهنا فائدة ، هذه الفائدة توضّح لنا جانباً من الأمر كما أشرت من قبل :

كان عمر يقصد من هذا أنْ يغطّي على القضايا السابقة ، وهذا ما دعاه إلى الخطبة وإلى التهديد وإلى الارعاب وإلى وإلى ، وحتّى وفّق على أثر التهديدات ، وحتّى أنّه في بعض كلماته كما في روايات أهل السنة يصرّح : والله إنّي لا أُريد الباه ، وإنّما أُريد أن يكون لي نسب بفاطمة.

هذا موجود في مصادرهم.

كلّ ذلك إسكاتا للناس ، تغطيةً للقضية ، ولئلاّ تنقل القضايا الاُخرى ، ولهذا المعنى الذي نستنتجه من هذا الخبر شاهد تاريخي أقرؤه لكم :

يقول الشافعي محمّد بن إدريس ـ الامام الشافعي المعروف ـ يقول : لمّا تزوّج الحجّاج بن يوسف ـ هذا الثقفي ـ ابنة عبدالله بن جعفر ، قال خالد بن يزيد بن معاوية لعبدالملك بن مروان قال : أتركت الحجاج يتزوج ابنة عبدالله بن جعفر ؟ قال : نعم ، وما بأس في ذلك ؟ قال : أشدّ البأس والله ، قال : وكيف ؟ قال : والله يا أمير

٣٣

المؤمنين ، لقد ذهب ما في صدري على الزبير منذ تزوّجت رملة بنت الزبير ، قال : فكأنّه كان نائماً فأيقظته ، قال : فكتب إليه يعزم عليه في طلاقها ، فطلّقها (١).

فماذا تستفيدون من هذا الخبر ؟ إنّ هكذا مصاهرات لها تأثيراتها ، فالبنت مثلاً تمرض في بيت زوجها ، ولابدّ وأن يأتي أبوها ، لابدّ وأن يمرّ عليها إخوتها ، ولابد وأن يكون هناك ارتباطات واتّصالات ، المصاهرات دائماً لها هذه التأثيرات الإجتماعيّة ، وهم ملتفتون إلى هذا.

يقول : لمّا تزوّجت ابنة الزبير ذهب ما في صدري على الزبير ، ولو تزوّج الحجاج ابنة عبدالله بن جعفر ذهب ما بقلب الحجاج من البغض بالنسبة إلى بني هاشم وآل أبي طالب.

فلابدّ وأن يكتب عبدالملك بن مروان إلى الحجاج بسرعة ليطلّقها ، وأن ينقطع هذا الارتباط والاتصال ، ولا ينفتح باب للمراودة بين العشيرتين.

وهذا ما كان يقصده عمر بن الخطاب من خطبته بنت أمير المؤمنين ، بعد أنْ فعل ما فعل ، وعلي امتنع من أن يزوّجه ، إلى أن

__________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ٦ / ٢٠٥.

٣٤

هدّده واضطرّ الامام إلى السكوت ، وإيكال الأمر إلى العباس ، وحصل الأمر بهذا المقدار ، وهو وقوع العقد فقط ، ولم يكن أكثر من ذلك ، ولذلك بمجرّد أنْ مات عمر جاء علي عليه‌السلام وأخذ بيدها وأرجعها إلى بيته.

فلا يستفيدنّ أحد من هذه القضيّة شيئاً من أجل أنْ يغطّي على ما كان ، وأن يجعل هذه القضيّة وسيلة للتشكيك أو لتضعيف ما كان ، وإنّما هذه القضيّة كانت بهذا المقدار ، وعلى أثر التهديد واضطرار أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ومن هنا نفهم كيف اضطرّ الامام إلى السكوت عن أمر الخلافة والولاية بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذلك ممّا كان.

وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.

٣٥