تزويج امّ كلثوم من عمر

السيّد علي الحسيني الميلاني

تزويج امّ كلثوم من عمر

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-268-7
الصفحات: ٣٥
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١

٢

دليل الكتاب :

مقدّمة المركز................................................................. ٥

تمهيد........................................................................ ٧

البحث حول سند الخبر........................................................ ٩

رواة الخبر.................................................................... ٩

رواية القوم هذا الخبر عن أهل البيت عليهم‌السلام..................................... ١١

رواية القوم هذا الخبر عن غير أهل البيت عليهم‌السلام................................. ١٤

البحث حول متن الخبر....................................................... ١٩

روايات الشيعة حول هذا الموضوع............................................. ٢٧

خلاصة البحث.............................................................. ٣١

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز

لا يخفى أنّنا لازلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والافهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمنا الرفيعة ، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطوّر التقني الحديث.

وانطلاقاً من ذلك ، فقد بادر مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ إلى اتّخاذ منهج ينتظم على عدّة محاور بهدف طرح الفكر الإسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن.

ومن هذه المحاور : عقد الندوات العقائديّة المختصّة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين ، التي تقوم نوعاً على الموضوعات الهامّة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد

٥

والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول على أفضل النتائج.

ولاجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الانترنت العالمية صوتاً وكتابةً.

كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم.

وأخيراً ، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان « سلسلة الندوات العقائدية » بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنيّة اللازمة عليها.

وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها.

سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله.

مركز الأبحاث العقائدية

فارس الحسّون

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد :

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

بحثنا في هذه الليلة حول مسألة تزويج أُمّ كلثوم من عمر بن الخطّاب ، وهذه المسألة أيضاً قضيّة تاريخيّة ، ولكنّها ليست قضيّة تاريخيّة محضة ، بل إنّ لها مداليلها ، ولها آثارها في العقائد ، لأنّ القضايا يجب أن تنظر وتلحظ بدقّة ، ويستفاد منها أُمور أُخرى ما وراء هذه القضايا.

لقد ثبت عند الفريقين أنّ عمر بن الخطّاب في سبيل خلافة أبي بكر اعتدى على الزهراء عليها‌السلام وعلى بيتها ، هذا موجود في المصادر عند الفريقين.

ثمّ إنّه خطب بنت أمير المؤمنين أُمّ كلثوم ، هذه الخطبة لماذا كانت ؟ وما الغرض منها ؟

٧

وهل تحقّق هذا التزويج والتزوّج أو لم يتحقق ؟

إن لم يتحقق ، فلماذا ردّه علي عليه‌السلام ، ولم يزوّجه ابنته ؟

وإن كان قد تحقّق هذا التزويج ، فهل تحقق عن طوع ورغبة أو تحقق في ظروف خاصة وملابسات معيّنة ؟

إن كان عن طوع ورغبة وميل ورضا من أهل البيت ، فأين صارت تلك القضايا والاعتداءات على البيت ؟

وإن لم يكن هناك طوع ورغبة فإذن كيف كان هذا التزويج ؟

فالقضيّه تاريخيّة ، لكنّها عندما تحلل تنتهي هذه القضيّة التاريخيّة إلى قضايا أُخرى ، ويستكشف منها أُمور أُخرى.

ولذا نرى أنّ علماء الفريقين يهتمّون بهذه القضيّة ، ولو كانت قضيّة تاريخيّة محضة ، فأيّ تأثير لهذا التزويج أو عدم وقوع هذا التزويج ، إن كان الخبر صادقاً أو لم يكن ، إن كان الأمر واقعاً أو لم يكن ، فلماذا تؤلف هذه الكتب ؟ ولماذا هذه المقالات ، وهذه البحوث ؟ وهذه الأسئلة والأجوبة منذ قبل زمان الشيخ المفيد وإلى يومنا هذا ؟ ولماذا اشتهار هذا الخبر في كتب أهل السنّة ، من حديث وتاريخ وكتب تراجم الصحابة ، وإلى غير ذلك ؟

إذن ، ليست القضيّة قضيّة تاريخيّة محضة ينظر إليها كخبر يحتمل الصدق والكذب ، ولا يهمّنا ما إذا كان صادقاً أو كان كاذباً.

٨

البحث حول سند الخبر

رواة الخبر :

هذه القضيّة موجودة في كتب أصحابنا وفي كتب السنّة ، من أشهر رواة الخبر من أهل السنّة :

١ ـ ابن سعد ، في الطبقات (١).

٢ ـ أبو بشر الدولابي ، في كتاب الذريّة الطاهرة (٢).

٣ ـ الحاكم النيسابوري ، في المستدرك (٣).

٤ ـ البيهقي ، في السنن الكبرى (٤).

٥ ـ الخطيب البغدادي ، في تاريخ بغداد (٥).

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦٢.

(٢) الذرية الطاهرة : ١٥٧ ـ ١٦٥.

(٣) المستدرك ٣ / ١٤٢.

(٤) السنن الكبرى ٧ / ٦٣ و ١١٤.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ١٨٢.

٩

٦ ـ ابن عبدالبر ، في الاستيعاب (١).

٧ ـ ابن الاثير ، في أُسد الغابة (٢).

٨ ـ ابن حجر العسقلاني ، في الإصابة (٣).

فتلاحظون وجود الخبر في كتب الحديث ، وفي كتب تراجم الصحابة ، وفي كتب أُخرى.

فلابدّ من البحث عن هذا الخبر بحثاً علميّاً تحقيقيّاً ، لا يكون فيه أيّ إفراط أو تفريط بأيّ نقطة أساسيّة موجودة في هذه الأخبار.

قبل كلّ شيء ، نلاحظ :

أوّلاً : هذا الخبر غير موجود في الصحيحين ، وكم من خبر كذّبوه لعدم كونه في الصحيحين.

ثانياً : هذا الخبر غير موجود في شيء من الصحاح الستّة ، فقد اتفق أربابها على عدم رواية هذا الخبر.

ثالثاً : هذا الخبر ليس في شيء من المسانيد والمعاجم الحديثيّة المعتبرة المشهورة ، كمسند أبي يعلى ومسند أحمد

__________________

(١) الاستيعاب ٤ / ١٩٥٤.

(٢) أسد الغابة ٥ / ٦١٤.

(٣) الإصابة ٤ / ٤٩٢.

١٠

ومسند البزّار ، وكذا معاجم الطبراني ، وغير هذه الكتب ، هذا الخبر غير موجود فيها.

رابعاً : إنّ كثيراً من أسانيد هذا الخبر تنتهي إلى أهل البيت أنفسهم ، وهذا ممّا يجلب الانتباه ، ولابدّ من التأمّل في هذه الجهة.

وأنا أذكر أوّلاً روايات القوم عن أهل البيت ، ثمّ أذكر رواياتهم عن غير أهل البيت.

رواية القوم هذا الخبر عن أهل البيت عليهم‌السلام :

أمّا رواية القوم عن أهل البيت :

عن الصادق عليه‌السلام ، رواه الحاكم النيسابوري ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه : وإنّ عمر خطب أُمّ كلثوم ابنة علي بن أبي طالب وتزوّج بها.

يقول الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. أي البخاري ومسلم.

لكن الذهبي يتعقّب هذا الخبر فيقول : هذا منقطع.

والبيهقي يقول : هذا مرسل.

حينئذ لا يتمّ سنده.

رواه البيهقي عن أبي عبدالله الحاكم صاحب المستدرك ـ وهو

١١

شيخه ـ بسنده عن الصادق عليه‌السلام ، وفي السند أحمد بن عبدالجبّار ، وهذا الرجل قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه وأمسكت عن الرواية عنه ، لكثرة كلام الناس فيه ، قال مطيّن : كان يكذب ، قال أبو أحمد الحاكم : ليس بقوي عندهم ، تركه ابن عقدة ، قال ابن عدي : رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه (١).

الراوي الاخر في هذا السند عند البيهقي يونس بن بكير ، عن أبي داود : ليس هو عندي بحجة ، قال النسائي : ليس هو بقوي ، وقال مرّةً : ضعيف ، الجوزجاني يقول : ينبغي أن يتثبّت في أمره ، قال الساجي : كان ابن المديني لا يحدّث عنه ، قال أحمد : ما كان أزهد الناس وأنفرهم عنه ، قال ابن أبي شيبة : كان فيه لين. قال الساجي : كان يتّبع السلطان وكان مرجئاً (٢).

عن الامام الباقر عليه‌السلام ، رواه ابن عبدالبر في الاستيعاب وابن حجر في الإصابة.

لكن في سنده : عمرو بن دينار ، لاحظوا ، الميموني يقول عن أحمد : ضعيف منكر الحديث ، عن ابن معين : لا شيء ذاهب الحديث ، ابن عدي يقول : ضعيف الحديث ، أبو حاتم يقول : ضعيف

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١ / ٤٤.

(٢) تهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٢.

١٢

وعامّة حديثه منكر ، أبو زرعة يقول : واهي الحديث ، البخاري : فيه نظر ، أبو داود يقول : ليس بشيء ، الترمذي يقول : ليس بالقوي ، النسائي يقول : ليس بثقة ، النسائي أيضاً : ضعيف ، الدارقطني : ضعيف ، الجوزجاني : ضعيف ، ابن حبّان : لا يحلّ كتب حديثه إلاّ على جهة التعجّب كان يتفرّد بالموضوعات عن الأثبات ، البخاري في الاوسط : لا يتابع على حديثه ، ابن عمّار الموصلي : ضعيف ، الساجي : ضعيف (١).

ويروون هذا الخبر عن الحسن بن الحسن المجتبى ، يرويه عنه البيهقي بسنده في السنن الكبرى.

لكن في السند :

سفيان بن عيينة ، وفيه كلام (٢).

ووكيع بن جرّاح ، وفيه كلام لاسباب منها شرب المسكر والفتوى بالباطل وغير ذلك (٣).

وابن جريج ، وفيه كلام كثير (٤).

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧.

(٢) تهذيب التهذيب ٤ / ١٠٦.

(٣) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٣٦ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٢ ، تهذيب التهذيب ١١ / ١١٠.

(٤) تهذيب التهذيب ٦ / ٣٥٩ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٦٥٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٢٠.

١٣

وابن أبي مليكه ، كان من الخوارج ، وكان مؤذّناً لابن الزبير بمكة وقاضياً له. هذا بتهذيب التهذيب (١).

فهذه رواياتهم عن أهل البيت ، عن الصادق عليه‌السلام ، وعن الباقر عليه‌السلام ، وعن الحسن بن الحسن المجتبى عليه‌السلام.

رواية القوم هذا الخبر عن غير أهل البيت عليهم‌السلام :

وأمّا عن غير أهل البيت ، ننظر في أسانيد ما رووا عن غير أهل البيت :

في إخبار ابن سعد في الطبقات ، وعنه ابن حجر في الإصابة ، فيه وكيع بن الجرّاح ، وقد ذكرناه. وفيه أيضاً هشام بن سعد قال أحمد : لم يكن بالحافظ ، وكان يحيى القطّان لا يحدّث عنه ، وقال ابن معين : ليس بذاك القوي ، قال النسائي : ضعيف ، قال ابن عدي : مع ضعفه يكتب حديثه ، الدوري عن ابن معين : ضعيف ، أبو حاتم : لا يحتجّ به ، ذكره ابن عبد البر فيمن ينسب إلى الضعف ويكتب حديثه ، ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء ، قال ابن سعد : كان يستضعف وكان متشيّعاً (٢).

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦٨.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٢٩٨ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٣٧.

١٤

في خبر رواه ابن عبدالبر وابن حجر عن أسلم مولى عمر ، في سنده : عبدالله بن وهب ، تكلّم فيه ابن معين ، قال ابن سعد : كان يدلّس ، قال أحمد في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء ، وقال أبو عوانة : صدق لانّه يأتي بأشياء لا يأتي بها غيره ، ذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء (١).

في رواية الخطيب في تاريخ بغداد عن عقبة بن عامر الجهني ، في هذا السند : موسى بن علي اللخمي ، هذا الرجل كان والي مصر من سنة ١٥٥ حتّى سنة ١٦١ ، قال ابن معين : ليس بالقوي ، وكذا قال ابن عبدالبر فيما انفرد به ، هذا الراوي الأول.

والراوي الثاني أبوه علي بن رباح اللخمي ، فهو أوّلاً : وفد على معاوية وكان من أصحابه ، وثانياً : قال : لا أجعل في حلّ من سمّاني علي فإنّ اسمي عُلي ، كان من المقرّبين عند عمر بن عبدالعزيز ثمّ عتب عليه ، فأغزاه أفريقيا ، فلم يزل بها إلى أنْ مات (٢).

والراوي الاخير عقبة بن عامر الجهني ، أوّلاً : هذا من ولاة معاوية ، وهذا الشخص قاتل عمّار بن ياسر في صفّين ، وهذا الشخص هو الذي ضرب عمّار بأمر عثمان بن عفّان ـ باشر ضرب

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٥٢١ ، الكامل ٤ / ١٢٤ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٦٦.

(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٨٠.

١٥

عمّار ـ لاحظوا كتاب الأنساب في لقب الجهني ، تهذيب التهذيب (١) ، حسن المحاضرة (٢) ، طبقات ابن سعد (٣).

رواية ابن سعد في الطبقات ، عن عطاء الخراساني ، وقد أورد البخاري عطاء الخراساني في الضعفاء ، وذكره ابن حبّان في المجروحين (٤) ، والعقيلي في الضعفاء الكبير (٥) ، والذهبي أورده في الميزان ، وأيضاً أورده في كتاب المغني في الضعفاء ، قال السمعاني : بطل الإحتجاج به.

وروى ابن سعد وغيره هذا الخبر عن الواقدي محمّد بن عمر الواقدي ، والواقدي قال أحمد عنه : كذّاب ، البخاري : متروك. أبو حاتم : متروك ، النسائي : يضع الحديث ، ابن راهويه : هو عندي ممّن يضع الحديث ، ابن معين : ليس بثقة ، الدارقطني : فيه ضعف ، السمعاني : تكلّموا فيه ، ابن خلّكان : ضعّفوه في الحديث وتكلّموا فيه ، اليافعي : أئمّة الحديث ضعّفوه ، والذهبي : مجمع على تركه (٦).

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٧ / ٢١٦.

(٢) حسن المحاضرة ١ / ٥٥٨.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٥٩.

(٤) المجروحين ٢ / ١٣٠.

(٥) الضعفاء الكبير : ترجمة رقم ١٤٤٤.

(٦) راجع : ميزان الاعتدال ٣ / ٦٦٢ ، المغني في الضعفاء ٢ / ٦١٩ ، مرآة الجنان

١٦

في رواية يروونها في كتاب الإصابة وفي الاستيعاب بسندهم عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب.

في هذا السند : عبدالرحمن بن زيد ، قال أحمد : ضعيف ، ابن معين : ليس بشيء ، البخاري وأبو حاتم : ضعّفه علي بن المديني جدّاً ، أبو داود : أولاد زيد بن أسلم كلّهم ضعيف ، النسائي : ضعيف ، أبو زرعة : ضعيف ، ابن سعد : ضعيف جدّاً ، ابن خزيمة : ليس ممّن يحتجّ أهل العلم بحديثه ، الساجي : منكر الحديث ، الطحاوي : حديثه في النهاية من الضعف عند أهل العلم ، أبو نعيم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة وهذا الحديث عن أبيه ابن الجوزي أجمعوا على ضعفه. لاحظوا هذه الكلمات في تهذيب التهذيب (٢).

وقد حقّقت أسانيد هذا الخبر في جميع هذه الكتب التي ذكرتها ، ولم أجد حديثاً سالماً عن طعن كبير ، لربّما تكون في بعض الأخبار طعون طفيفة أو تجريحات في بعض الرجال يمكن الإغماض عنها ، لكن أسانيد هذا الخبر في جميع هذه الكتب التي ذكرتها كلّها ساقطة ، وقد ذكرت لكم القسم الاوفر من الأسانيد.

__________________

حوادث ٢٠٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٩٤ ، طبقات السيوطي : ١٤٤ ، الأنساب : في لقب الواقدي.

(١) تهذيب التهذيب ٦ / ١٦١.

١٧

١٨

البحث حول متن الخبر

حينئذ ننظر في متون الخبر ، ولم أقرأ لكم بعدُ شيئاً من المتون ، وهنا نقاط :

النقطة الأولى :

يظهر من الأخبار أنّ الناس تعجّبوا من خطبة عمر بنت علي ، وإلحاح عمر الشديد على أن يتزوّج ابنة علي ، وتعجّبهم واضح وسيتّضح أكثر ، حتّى صعد عمر المنبر وقال : أيها الناس والله ما حملني على الالحاح على علي بن أبي طالب ابنته ، إلاّ أنّي سمعت رسول الله يقول : « كلّ سبب ونسب منقطع » فأردت أن يكون لي منه نسب وصهر.

في رواية الخطيب البغدادي : أكثر تردّده إليه ـ أي إلى علي ـ وفي بعض الألفاظ : عاوده.

١٩

في رواية طبقات ابن سعد ، ورواية الدولابي في الذريّة الطاهرة : إنّه هدّد علياً.

والخطبة لا تحتاج إلى تهديد ، إمّا تكون وإمّا أنْ لا تكون ، ولا تحتاج إلى تهديد !!

وفي رواية في مجمع الزوائد : لمّا بلغه ـ بلغ عمر ـ منع عقيل عن ذلك قال : ويح عقيل ، سفيه أحمق (١).

وفي رواية الذريّة الطاهرة ، وفي مجمع الزوائد : التهديد بالدرّة ، هذه درّة عمر المعروفة.

لكنْ أبو نعيم ، لمّا ينقل الخبر في حلية الأولياء ، يسقط من الخبر ـ بنفس السند ـ التهديد ومنع عقيل من هذا التزويج.

راجعوا حلية الأولياء (٢) وقارنوا بينه وبين رواية أبي بشر الدولابي في كتابه الذريّة الطاهرة.

النقطة الثانية :

عندما خطب عمر ابنة علي ، اعتذر علي بأشياء :

أوّلاً :

إنّها صغيرة أو إنّها صبيّة.

__________________

(١) مجمع الزوائد ٤ / ٢٧٢.

(٢) حلية الأولياء ٢ / ٣٤.

٢٠