شرح جمل الزجّاجى - ج ٢

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

شرح جمل الزجّاجى - ج ٢

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2263-0

الصفحات: ٥٩٧

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

باب اسم الفاعل

١ ـ خلاف النحاة حول الموجب لعمل اسم الفاعل:

العمل أصل في الأفعال فرع في الأسماء والحروف ، فما وجد من الأسماء والحروف عاملا ، فينبغي أن يسأل عن الموجب لعمله.

واسم الفاعل من جنس الأسماء ، فينبغي أن ينظر ما الموجب لعمله. وفي ذلك خلاف بين النحويين.

فمنهم من ذهب إلى أنّ سبب ذلك شبهه بالفعل في جريانه عليه في حركاته وسكناته وعدد حروفه ، لأنّ «ضاربا» جار على «يضرب» في حركاته وسكناته وعدد حروفه.

ومنهم من ذهب إلى أنّ سبب ذلك أنه في معنى الفعل ، ولهذا يعمل اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال والاستقبال ، أو بمعنى المضيّ وهو مذهب الكسائي. ومنهم من ذهب إلى أنّ سبب ذلك أنّه في معنى فعل قد أشبه الأسماء ، فعلى هذا لا يعمل اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضيّ.

فأما الكسائيّ فيستدلّ على إعمال اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضيّ ما حكاه عن العرب من قولهم : «هذا مارّ بزيد أمس فسوير فرسخا» ، ويقول الله تبارك وتعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)(١). وهذا كله لا حجة فيه. أما «هذا مارّ» بزيد أمس فسوير فرسخا» ، فإنما عمل في المجرور والظرف ، هذا والمجرور والظرف يعمل فيهما معاني الأفعال بخلاف المفعول به ، مثل قول الشاعر [من الرجز] :

أنا ابن ماويّة إذ جدّ النقر (٢)

__________________

(١) الكهف : ١٨.

(٢) تقدم بالرقم ٢٥.

٣

العامل في «إذ» ما في «ابن ماويّة» من رائحة الفعل ، كأنه قال : أنا المشهور إذ جدّ النقر. فإذا عملت روائح الأفعال في الظروف والمجرورات ، فالأحرى والأولى أن يعمل فيهما ما فيه من معنى الفعل ولفظه.

وأما قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)(١) ، فعلى حكاية الحال الماضية ، ألا ترى أنّ الواو في : «وكلبهم» ، واو الحال تقديره : وكلبهم يبسط.

وأما من قال إنّ السبب في ذلك شبهه بالفعل في جريانه عليه في حركاته وسكناته وعدد حروفه فيخرج عنه اسم المفعول والأمثلة ، لأنها ليست بجارية على الفعل وقد عملت عمله.

فإن قال : أجري اسم المفعول مجرى اسم الفاعل ، والأمثلة عملت لوقوعها موقع اسم الفاعل ، قيل له : فمهما أمكنك أن يكون موجب العمل فيها واحدا كان أولى من هذا التكلف ، وقد وجدنا ذلك هو السبب.

والثالث هو الذي ذهب إليه صاحب الكتاب ، وذلك أنه عمل لأنه في معنى فعل قد أشبه الأسماء. فإذا كان فيه الألف واللام عمل عمل فعله قولا واحدا كان ماضيا أو بمعنى الحال والإقبال ، وذلك أن الألف واللام من الموصولات ولا يوصل الموصول إلّا بالجمل.

فإذا قلت : «هذا الضارب زيدا» ، فهو في موضع اليضرب. والدليل على ذلك أنه قد رجع إلى الأصل في بعض الضرائر وعليه قول الشاعر [من البسيط] :

ما أنت بالحكم الترضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل (٢)

فإن لم يكن فيه الألف واللام فلا يخلو أن يكون بمعنى الحال والاستقبال أو بمعنى المضيّ ، فإن كان بمعنى المضيّ فإمّا أن يكون متعدّيا إلى واحد أو إلى أزيد من واحد. فإن كان متعدّيا إلى واحد فحذف التنوين والإضافة بالإجماع ، إلّا الكسائي. وقد تقدّم بطلان مذهبه.

وإن كان متعدّيا إلى أزيد من واحد حذفت التنوين وخفضت الأول بالإضافة بالإجماع إلّا الكسائي ، فإنّه يثبت التنوين وينصب ، وأما الثاني فاختلف فيه أهل البصرة ، فمنهم من ذهب إلى أنّه منصوب بفعل مضمر يدلّ عليه اسم الفاعل ، فإذا قلت : هذا معطي زيد درهما أمس ، فعلى تقدير : أعطاه درهما.

__________________

(١) الكهف : ١٨.

(٢) تقدّم بالرقم ١٦.

٤

ومنهم من ذهب إلى أنّه منصوب باسم الفاعل نفسه. وهو الصحيح ، ألا ترى أنه لا يسوغ إضمار في باب «ظننت»؟ ألا ترى أنّك إذا قلت : «هذا ظانّ زيد قائما أمس» ، لا يتصور أن يكون «قائما» محمولا على فعل مضمر ، لأن «ظانّا» يطلب اسمين مما لا يخلو أن يجعل الثاني محذوفا حذف اقتصار أو حذف اختصار.

فالاقتصار لا يجوز في هذا الباب ، والاختصار بمنزلة الثابت ، فصحّ إعماله في الثاني بمعنى المضيّ. وإنما عمل لأنّه أشبه اسم الفاعل بمعنى الحال والاستقبال في أنّه طالب لاسم بعده وفيه ما يقوم مقام التنوين وهو المضاف إليه.

[٢ ـ اسم الفاعل المعرّف بـ «أل» وغير المعرّف بها] :

واسم الفاعل لا يخلو من أن يكون فيه الألف واللام أو لا يكون ، فإن كانت فيه الألف واللام ، فلا يخلو من أن يكون مفردا أو مثنّى أو مجموعا جمع سلامة لأنّ جمع التكسير يجري مجرى المفرد في جميع أحواله.

فإن كان مفردا فلا يخلو أن يكون في معموله الألف واللام أو مضافا إلى ما فيه الألف واللام أو لا يكون. فإن كان في معموله الألف واللام ، أو كان مضافا إلى ما فيه الألف واللام ، جاز فيه وجهان : الخفض والنصب. مثال ذلك : «جاءني الضارب الرجل» ، و «رأيت الضارب غلام الرجل».

فإن لم يكن في معموله الألف واللام ، ولا كان مضافا لما فيه الألف واللام لم يجز إلّا النصب ، مثاله : «جاءني الضارب زيدا».

فإن كان مثنى أو مجموعا جمع سلامة ، فلا يخلو أن تثبت النون أو تحذفها ، فإن أثبتها فالنصب ليس إلّا ، مثاله : «هذان الضاربان زيدا» ، و «هؤلاء الضاربون زيدا».

فإن حذفتها فلا يخلو من أن تحذفها للطول أو للإضافة ، فإن حذفتها للطول فالنصب ليس إلّا ، مثال ذلك : «هذان الضاربا زيدا» ، و «هؤلاء الضاربو زيدا». فإن حذفتها للإضافة فالخفض ليس إلّا ، مثال ذلك : «هذان الضاربا زيد» ، و «هؤلاء الضاربو زيد».

فإن لم يكن فيه الألف واللام ، فلا يخلو أن يكون بمعنى الحال والاستقبال ، أو بمعنى المضيّ. فإن كان بمعنى الحال والاستقبال جاز فيه وجهان : حذف التنوين والنون والإضافة ، مثال ذلك قوله : «هذا ضارب زيد» ، و «هذان ضاربا زيد» ، و «هؤلاء ضاربو

٥

زيد». وإثباتهما والنصب ، مثال ذلك : «هذا ضارب زيدا» ، و «هذان ضاربان زيدا» ، و «هؤلاء ضاربون زيدا».

وإن كان بمعنى المضيّ فلا يجوز إلّا حذف التنوين والنون والإضافة ، خلافا للكسائي فإنّه يجيز ذلك ، وقد تقدم بطلان مذهبه.

[٣ ـ شروط عمل اسم الفاعل] :

واعلم أن اسم الفاعل لا يعمل حتى يعتمد على أداة نفي أو استفهام أو يقع خبرا لذي خبر ، ومثاله : «زيد ضارب عمرا» ، أو صلة لموصول ، مثاله : «هذا الضارب زيدا» ، أو صفة لموصوف مثاله : «مررت برجل ضارب عمرا» ، أو حالا لذي حال ، مثاله : «جاء زيد ضاربا عمرا» ، أو يقع مفعولا ثانيا لـ «ظننت» وأخواتها ، أو مفعولا ثالثا لـ «أعلمت» وأخواتها ، مثال ذلك قولك : «ظننت زيدا ضاربا عمرا» ، و «أعلمت بكرا عمرا ضاربا زيدا».

وإنّما لم يعمل حتى يعتمد على ما ذكر لأنه إذا اعتمد على شيء مما ذكرنا قوي فيه جانب الفعلية ، خلافا لأبي الحسن الأخفش فإنّه يعمله وإن لم يعتمد ، لأنّه في معنى فعل قد أشبهه. فيجيز : «ضارب زيد عمرا» ، على أن يكون «ضارب» مبتدأ و «زيد» فاعل سدّ مسدّ الخبر ، ويستدل على ذلك بقوله تعالى : (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها)(١). في قراءة من قرأ برفع «دانية» ، فجعل «دانية» مبتدأ و «عليهم» متعلقا بـ «دانية» ، و «ظلالها» فاعل وهو معمول لـ «دانية».

وهذا الذي استدلّ به لا حجّة له فيه عندنا لاحتمال أن تكون «دانية» خبرا مقدما و «ظلالها» مبتدأ تقديره : ظلالها دانية عليهم.

[٤ ـ اسم الفاعل المصغّر] :

واعلم أنّ اسم الفاعل إذا صغّر لا يعمل ، لأنّ التصغير من خواصّ الأسماء ، فلمّا دخله

__________________

(١) الدهر : ١٤.

٦

خاصة من خواصّ الأسماء بعد شبهه الفعل فضعف عن العمل ، خلافا لأهل الكوفة فإنّهم يجيزون ذلك.

[٥ ـ محل اسم الفاعل الموصوف] :

وإذا وصفت اسم الفاعل ، فلا يخلو أن تصفه قبل العمل أو بعده. فإن كانت الصفة بعد العمل ، عمل لأنّه لم يوصف إلّا بعد ما أعمل ، مثال ذلك : «هذا ضارب زيدا عاقل». فإن كانت الصفة قبل المعمول لم يجز له أن يعمل لما تقدم.

[٦ ـ تقديم معمول اسم الفاعل عليه] :

ويجوز تقديم معمول اسم الفاعل على اسم الفاعل ، وذلك نحو قولك : «هذا زيدا ضارب» ، إلّا إذا وقع صلة لموصول أو صفة لموصوف ، فإنّه لا يجوز تقديم معموله عليه ، نحو : «هذا رجل ضارب زيدا» ، لا يجوز أن تقول : «هذا زيدا رجل ضارب» ، لئلا يؤدّي إلى تقديم الصفة على الموصوف ، لأنّ تقديم المعمول يؤذن بتقديم العامل. وكذلك تقول : «هذا الضارب زيدا» ، لا يتقدّم شيء من الصلة على الموصول ، فأما قوله تبارك وتعالى : (وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)(١). فإنّ «فيه» متعلقة بعامل مضمر تقديره : أعني فيه من الزاهدين أو زاهدين فيه من الزاهدين ، ثم حذف «زاهدين» لدلالة «من الزاهدين» عليه ، وهذا أولى ، لأنّه حذف ما دلّ عليه دلالة.

ومنهم من أجاز ذلك مع الظرف والمجرور ، لأنّ العرب قد تتّسع فيهما ما لا تتّسع في غيرهما ، لكن مهما أمكن إبقاؤهما على ما استقرّ فيهما من منع التقديم كان أولى. وكذلك أيضا قول الشاعر [من الطويل] :

٣٨٩ ـ تقول وصكّت وجهها بيمينها

أبعلي هذا بالرّحى المتقاعس

__________________

(١) يوسف : ٢٠.

٣٨٩ ـ التخريج : البيت لهذلول بن كعب العنبريّ في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٦٩٦ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ٤٣٠ ؛ والخصائص ١ / ٢٤٥ ؛ والدرر ١ / ٢٩٣ ؛ واللامات ص ٥٨ ؛ والمنصف ١ / ١٣٠.

٧

إما على إضمار «أعني بالرحى» ، أو على إضمار «متقاعس بالرحى» ، ثم حذف «متقاعس» لدلالة «المتقاعس» كما تقدم.

[٧ ـ تابع معمول اسم الفاعل] :

وإذا أتبعت معمول اسم الفاعل فلا يخلو من أن يكون منصوبا أو مخفوضا. فإن كان منصوبا فتتبعه على اللفظ ، مثال ذلك : «هذا ضارب زيدا وعمرا» ، و «هذا ضارب زيدا نفسه» ، و «هذا ضارب زيدا أخاه» ، و «هذا ضارب زيدا العاقل».

وإن كان مخفوضا ، فلا يخلو من أن يكون التابع نعتا ، أو تأكيدا ، أو عطفا ، أو بدلا. فإن كان نعتا أو تأكيدا ، فمنهم من قال : نتبعه على اللفظ لا غير ، ومنهم من قال : نتبعه على اللفظ والموضع ، إلّا إذا كان اسم الفاعل بمعنى المضيّ ، ولم يكن فيه الألف واللام ، فإنّك تتبعه على اللفظ.

وإن كان التابع عطفا أو بدلا ، فلا يخلو من أن يكون في اسم الفاعل الألف واللام أو لا يكون ، فإن كانت فيه الألف واللام ، فلا يخلو من أن يكون مفردا أو مثنى أو مجموعا جمع سلامة ، لأنّ جمع التكسير يجري مجرى المفرد في جميع أحواله كما تقدّم. فإن كان

__________________

اللغة : صكت : غطّت. المتقاعس : الذي يخرج صدره ويدخل ظهره.

المعنى : تستغرب المرأة من شكل الرجل أن يكون هو زوجها ، فتستر وجهها ، وتتساءل هل هذا هو زوجي فعلا؟

الإعراب : تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. وصكت : «الواو» : حالية ، «صكت» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة ، و «الفاعل» ضمير مستتر جوازا تقديره (هي). وجهها : مفعول به منصوب بالفتحة ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بيمينها : جار ومجرور متعلقان بالفعل صكت ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أبعلي : «الهمزة» : للاستفهام ، «بعلي» : خبر مقدم مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. هذا : «الهاء» : للتنبيه ، و «ذا» : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ مؤخر. بالرحى : جار ومجرور متعلقان بفعل مضمر محذوف تقديره : «أعني». المتقاعس : صفة بعلي مرفوعة.

وجملة «أبعلي هذا» : في محل نصب مقول القول. وجملة «صكت وجهها» : في محل نصب حال. وجملة «تقول أبعلي ..» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «أعني بالرحى» : اعتراضية لا محلّ لها ، اعترضت بين الصفة والموصوف.

الشاهد فيه قوله : «بالرحى» حيث تقدم الجار والمجرور على اسم الفاعل «المتقاعس» فوجب تعليقهما بفعل مضمر ، أو باسم فاعل متقدم مضمر.

٨

مثنى أو مجموعا جمع سلامة فالنصب والخفض : النصب على الموضع والخفض على اللفظ ، مثال ذلك : «هذان الضاربا زيد وعمرا ، وعمرو» ، و «هذان الضاربا زيد وأخيك ، وأخاك».

فإن كان مفردا فلا يخلو من أن يكون في التابع الألف واللام ، أو يكون مضافا لما فيه الألف واللام ، أو مضافا إلى ضمير ما فيه الألف واللام ، أو لا يكون. فإن كانت فيه الألف واللام فالنصب أيضا والخفض. فالنصب على الموضع والخفض على اللفظ ، مثال ذلك : «هذا الضارب الرجل والغلام ، والغلام» ، وغلام الرجل ، وغلام الرجل» ، و «هذا ضارب الرجل والغلام والغلام ، وغلام المرأة وغلام المرأة» (١).

فإن كان مضافا إلى ضمير ما فيه الألف واللام ففيه خلاف بين سيبويه والمبرد ، فسيبويه يجعل المضاف إلى ضمير ما فيه الألف واللام بمنزلة المضاف إلى ما فيه الألف واللام ، فيجيز النصب على الموضع والخفض على اللفظ ، وأما المبرّد فلا يجعل المضاف إلى ضمير ما فيه الألف واللام بمنزلة المضاف إلى ما فيه الألف واللام ، فلا يجيز إلّا النصب على الموضع.

والدليل على صحة مذهب سيبويه ما روى من قول الشاعر [من الكامل] :

٣٩٠ ـ الواهب المئة الهجان وعبدها

عوذا تزجّي بينها أطفالها

__________________

(١) هذا المثال لا يتّفق مع السياق إذ الكلام على اسم الفاعل المقترن بـ «أل» ، وجاء اسم الفاعل في هذا المثال مضافا إلى مقترن بـ «أل».

٣٩٠ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ٧٩ ؛ وأمالي المرتضى ٢ / ٣٠٣ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٥٦ ، ٢٦٠ ، ٥ / ١٣١ ، ٦ / ٤٩٨ ؛ والدرر ٥ / ١٣ ؛ والكتاب ١ / ١٨٣ ؛ والمقتضب ٤ / ١٦٣ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٤٣٩ ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٢٠ ؛ والدرر ٦ / ١٥٣ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٦٧ ؛ والمقرب ١ / ١٢٦ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٤٨ ، ١٣٩.

اللغة : الهجان : ج الهجين ، وهو الأبيض ، ويعدّ من الإبل أكرمها. العوذ : ج العائذ ، وهي الحديثة النتاج. تزجّي : تسوق.

المعنى : يقول : إنّ ممدوحه يهب المئة من الإبل ، مع راعيها ، وتتبعها صغارها.

الإعراب : «الواهب» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هو» ، وهو مضاف. «المئة» : مضاف إليه مجرور. «الهجان» : نعت «المائة» مجرور. «وعبدها» : الواو حرف عطف ، «عبدها» : يجوز فيها الخفض والنصب ؛ أما الخفض فلأنّها معطوفة على لفظ «المائة» ، وأمّا النصب فلأنّها معطوفة على المحلّ. «عوذا»

٩

فإن لم يكن في التابع الألف واللام ، ولا كان مضافا إلى ما فيه الألف واللام ، ولا إلى ضمير ما فيه الألف واللام ، فالنصب ، نحو قولك : «هذا الضارب الرجل وأخاك» ، و «هذا الضارب الرجل وزيدا» ، فأما قول الشاعر [من الوافر]

أبا ابن التارك البكريّ بشر

عليه الطير ترقبه وقوعا (١)

بخفض «بشر» ، فـ «بشر» عطف بيان وعطف البيان يجري مجرى النعت في جميع أحواله وليس «بشر» بدلا.

فإن لم يكن في اسم الفاعل الألف واللام ، فلا يخلو أن يكون بمعنى الحال والاستقبال ، أو بمعنى المضيّ. فإن كان بمعنى الحال والاستقبال فالنصب على الموضع والخفض على اللفظ ، وذلك مثل قولك : «هذا ضارب زيد غدا وعمرا ، وعمرو» ، و «هذا ضارب زيد غدا وأخاك ، وأخيك».

وإن كان بمعنى المضيّ فالخفض ليس إلّا ، وذلك نحو قولك : «هذا ضارب زيد أخيك» ، وكذلك وأخيك. وقد يجوز النصب بإضمار فعل.

وإذا اتصل الضمير باسم الفاعل ففيه خلاف.

فمنهم من ذهب إلى أنه في موضع خفض أبدا ، إلّا أن يكون قد اتصل باسم الفاعل مفردا أو مكسّرا ، أو فيه الألف واللام ، فإنه عنده في موضع نصب. ومنهم من ذهب إلى أنه في موضع نصب أبدا ، إلّا أن يكون اسم الفاعل بمعنى المضيّ وليس فيه ألف ولام.

ومنهم من ذهب إلى أنه في موضع خفض إن لم يكن في اسم الفاعل ألف ولام ، وفي موضع نصب إن كان في اسم الفاعل الألف واللام ، أو مكسّرا أو مفردا.

وأجازوا فيه أن يكون في موضع نصب وفي موضع خفض إذا كان الفاعل مثنى أو

__________________

حال منصوبة. «تزجّي» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هي». «بينها» : ظرف مكان متعلّق بـ «تزجّي» ، وهو مضاف ، و «ها» ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «أطفالها» : مفعول به لـ «تزجّي» منصوب ، وهو مضاف ، و «ها» ضمير في محلّ جرّ بالإضافة.

وجملة : «... الواهب» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «تزجّي» في محلّ نصب نعت «عوذا».

الشاهد فيه قوله : «عبدها» حيث وردت بالخفض تبعا للفظ ، أو بالنصب تبعا للمحلّ.

(١) تقدم بالرقم ٤٠١.

١٠

مجموعا جمع سلامة ، فيكون في موضع نصب مع تقدير حذف النون للطول ، وفي موضع خفض مع تقدير حذفها للإضافة ، وهذا أسدّ المذاهب لإجراء الضمير مجرى الظاهر.

فأما من ذهب إلى أنه أبدا في موضع خفض إلّا في موضع الضاربك ، فإنه يقول : حذف النون للإضافة أقوى من حذفها للطول ، فينبغي أن تحمل على الأقوى.

والجواب : إنّه يجوز ما ذكر على الأول ، ولا مانع يمنع من أن النون محذوفة للطول ، وإن كان ذلك أقل من حذفها للإضافة.

وأما من يجعله في موضع نصب إلا أن يكون اسم الفاعل بمعنى المضيّ ، وبغير ألف ولام ، فحجّته أن النون لو كانت محذوفة للطول ، لثبتت في بعض المواضع مع الضمير ، فثبت أنها محذوفة للطافة الضمير ، أعني أنه شديد الاتصال بما قبله ، والنون تمنع من ذلك.

وذلك باطل ، لأنّ حذف النون للإضافة والطول قد ثبت ، ولم يثبت حذفها للطافة الضمير ، والتزم حذف النون مع الضمير ليتصل ، فلذلك رفضت العرب الوجه الذي يؤدّي إلى استعمال النون.

ولا يجوز إثبات النون ولا التنوين في اسم الفاعل مع الضمير إلّا ضرورة كقول الشاعر [من الوافر] :

٣٩١ ـ وما أدري وظنّي كلّ ظنّ

أمسلمني إلى قومي شراح

__________________

٣٩١ ـ التخريج : البيت ليزيد بن محرم (أو محمد) الحارثي في شرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٠ ؛ والدرر ١ / ٢١٢ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٣٨٥ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٢٤٣ ؛ وتذكرة النحاة ص ٤٢٢ ؛ ورصف المباني ص ٣٦٣ ؛ ولسان العرب ١ / ٣٥٣ (شرحل) ؛ والمحتسب ٢ / ٢٢٠ ؛ والمقرب ١ / ١٢٥ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٦٥.

اللغة : مسلمني : تاركي وخاذلي ، شراحي : شراحيل اسم علم وشراحي مرخم شذوذا لأنه ليس منادى.

المعنى : لا أدري أيخذلني ويسلمني شراحيل إلى قومي ليفعلوا بي ما أرادوا ، مع أني أعتقد اعتقادا ، وآمل أملا كبيرا ، أن لا يسلمني ولا يخذلني.

الإعراب : وما أدري : «الواو» : حسب ما قبلها ، «ما» : نافية ، «أدري» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا). وظني : «الواو» : واو الاعتراض ، «ظني» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كل : مفعول مطلق منصوب ، ناب عن مصدره ، وسدّ مسدّ مفعولي «ظنّ» ، وهو مضاف. ظن : مضاف إليه مجرور بالكسرة. أمسلمني : «الهمزة» : للاستفهام ، «مسلمني» : مبتدأ مرفوع بالضمة و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. إلى : حرف جر. قومي : اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور

١١

وقوله [من البسيط] :

٣٩٢ ـ ألا فتى من سراة الناس يحملني

وليس حاملني إلا ابن حمّال

وكان الأصل أن يقول : وليس حاملي ، ومسلمي. وكذلك قوله [من الطويل] :

٣٩٣ ـ وليس بمعييني وفي النّاس ممتع

رفيق إذا أعيى رفيق وممتع

__________________

متعلقان باسم الفاعل «مسلم». شراحي : فاعل لاسم الفاعل «مسلم» سد مسد الخبر لاعتماده على الاستفهام ، مرفوع بالضمة المقدرة على الحرف المحذوف للترخيم وهو «اللام».

وجملة «ظنّي كلّ ظنّ» اعتراضية لا محل لها. وجملة «أمسلمني شراحي» : في محل نصب سدت مسد مفعولي (أدري). وجملة «أدري ومفعوليها» : بحسب الواو.

والشاهد فيه قوله : «أمسلمني» حيث توسطت نون الوقاية بين الاسم ، وهو «مسلّم» والمضاف إليه ، وهو ياء المتكلم ، ضرورة.

٣٩٢ ـ التخريج : البيت لأبي محلم السعدي في خزانة الأدب ٤ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، ٦ / ٣٩٦ ؛ والكامل ص ٤٦٤.

اللغة : حاملني : حاملي ، ودخول نون الوقاية على الاسم شذوذ.

الإعراب : «ألا» : حرف استفتاح. «فتى» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للثقل. «من سراة» : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ «فتى». «القوم» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «يحملني» : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والنون حرف للوقاية ، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. «الواو» : استئنافية. «ليس» : فعل ماض ناقص. «حاملني» : «حامل» : خبر «ليس» منصوب بالفتحة ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. «إلا». حرف حصر. «ابن» : اسم «ليس» مرفوع بالضمة. «حمال» : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة «ألا فتى ...» ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة «يحملني» في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة «ليس حاملني» : استئنافية لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «حاملني» حيث ثبتت نون الوقاية في اسم الفاعل رغم اتصاله بالضمير ، وذلك للضرورة.

٣٩٣ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.

اللغة : أعياه : أتعبه وأرهقه. الممتع : الجيد الظريف.

المعنى : لن يتعبني مهما فعل ، ما دام في الناس ممتعون ورفاق جيدون.

الإعراب : وليس : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «ليس» : فعل ماض ناقص ، و «اسمها» : ضمير مستتر تقديره (هو). بمعييني : «الباء» : حرف جرّ زائد ، «معييني» : اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه خبر (ليس) ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. وفي الناس : «الواو» : حالية ، «في الناس» : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم لـ (ممتع) محذوف تقديره (موجود). ممتع : مبتدأ مرفوع بالضمّة. رفيق : صفة (ممتع) مرفوع بالضمّة. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متعلق بجوابه المقدّم. أعيى : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف. رفيق : فاعل مرفوع بالضمّة. وممتع : «الواو» : للعطف ، «ممتع» : اسم معطوف على (رفيق) مرفوع بالضمّة.

١٢

وكذلك قوله [من الطويل] :

٣٩٤ ـ هم القائلون الخير والآمرونه

إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما

وكذلك قول الآخر [من الطويل] :

٣٩٥ ـ ولم يرتفق والناس محتضرونه

جميعا وأيدي المعتفين رواهقه

__________________

وجملة «ليس بمعييني» : بحسب ما قبلها. وجملة «وفي الناس ممتع» : في محلّ نصب حال. وجملة «أعيى» : في محلّ جرّ بالإضافة.

الشاهد فيه قوله : «بمعييني» حيث ثبتت نون الوقاية في اسم الفاعل رغم اتصاله بالضمير ، وذلك للضرورة.

٣٩٤ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٣٩٢ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٦٦ ، ٢٦٩ ، ٢٧٠ ؛ والدرر ٦ / ٢٣٥ ؛ وشرح المفصل ٢ / ١٢٥ ؛ والكتاب ١ / ١٨٨ ؛ ولسان العرب ٨ / ٢٣٦ (طلع) ، ١٣ / ١٣٥ (حين) ، ١٥ / ٤٨٠ (ها) ؛ ومجالس ثعلب ١ / ١٥٠ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧.

اللغة : المعظم : الأمر الذي يعظم دفعه.

المعنى : يمدح الشاعر هؤلاء القوم بأنهم يأمرون بالخير وينهون عن الشر ولو كان الأمر عظيما مما يخاف منه.

الإعراب : هم : ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. القائلون : خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم ، و «النون» : عوض عن التنوين في الاسم المفرد. الخير : مفعول به منصوب لاسم الفاعل قائلون. والآمرونه : «الواو» : حرف عطف ، «آمرونه» : اسم معطوف على قائلون مرفوع مثله بالواو و «النون» : عوض عن التنوين في الاسم المفرد والأصل هنا حذفها للإضافة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. إذا : ظرف زمان غير متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه المقدم. ما : زائدة لا عمل لها. خشوا : فعل ماض مبني على الضم ، و «الواو» : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و «الألف» : للتفريق. من محدث : جار ومجرور متعلقان بحال من (معظما) ، الأمر : مضاف إليه ، معظما : مفعول به.

وجمله «هم القائلون» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «خشوا» : في محل جر بالإضافة.

والشاهد فيه قوله : «الآمرونه» حيث أثبت النون في حين الواجب حذفها عند الإضافة وإثباتها ضرورة شعرية.

٣٩٥ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٤ / ٢٦٦ ، ٢٧١ ؛ وشرح المفصل ٢ / ١٢٥ ؛ والكتاب ١ / ١٨٨ ؛ والمقرب ١ / ١٢٥.

اللغة : يرتفق : يتكىء على مرفقه. المعتفون : السائلون. رواهقه : جمع راهقة من الرهق وهو التعب.

المعنى : يريد الشاعر أن طالبي معروفه غشوه ، فجلس لهم جلوس متصرف متبذل ليس مشغولا عنهم.

الإعراب : ولم يرتفق : «الواو» : حسب ما قبلها ، و «لم» : حرف جزم ، «يرتفق» : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره (هو). والناس : «الواو» : حالية ، «الناس» : مبتدأ مرفوع بالضمة. محتضرونه : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم ، و «النون» : عوض عن التنوين في الاسم المفرد والواجب هنا حذفها للإضافة وأثبتت لضرورة الشعر و «الهاء» : ضمير متصل في

١٣

فنوّن ضرورة.

__________________

محل جرّ بالإضافة. جميعا : حال. وأيدي : «الواو» : حالية ، «أيدي» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة. المعتفين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، و «النون» : عوض عن التنوين في الاسم المفرد. رواهقه : خبر مرفوع بالضمة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة.

وجملة «ولم يرتفق» : حسب ما قبلها. وجملة «الناس محتضرونه» : في محل نصب حال. وجملة «أيدي المعتفين رواهقه» : في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله : «محتضرونه» حيث أثبت النون والواجب حذفها للإضافة ، ولكن إثباتها هنا ضرورة شعرية.

١٤

باب الأمثلة التي تعمل عمل اسم الفاعل

[١ ـ تعدادها وأقسامها بالنسبة إلى العمل] :

وهي فعول ، وفعّال ، ومفعال ، وفعل ، وفعيل. فهذه الأمثلة التي تعمل عمل اسم الفاعل وإن لم تكن أسماء فاعلين. والدليل على أنّها ليست بأسماء فاعلين أنّها للمبالغة. وفعل المبالغة والتكثير أبدا على وزن «فعّل» بتضعيف العين واسم الفاعل من «فعّل» : «مفعّل» ، فهذه الأمثلة إذن وقعت موقع مفعّل. ولذلك فصلها النحويون من اسم الفاعل ، أعني لأنّها ليست بأسماء فاعلين بل واقعة موقعها. ويحتمل أيضا أن تكون فصلت عن أسماء الفاعلين لأنّها ليست بجارية على الفعل عند من يرى أنّ اسم الفاعل إنّما عمل لجريانه على الفعل في حركاته وسكناته وعدد حروفه. وقد تبيّن فيما تقدّم ما السبب الذي لأجله عمل اسم الفاعل بمعنى الحال والاستقبال.

وهذه الأمثلة تنقسم قسمين : قسم اتفق النحويون على أنّه يعمل عمل اسم الفاعل ، وقسم فيه خلاف.

فالقسم الذي لا خلاف في إعماله : فعول ، ومنه قول الشاعر [من الطويل] :

٣٩٦ ـ ضروب بنصل السيف سوق سمانها

إذا عدموا زادا فإنّك عاقر

__________________

٣٩٦ ـ التخريج : البيت لأبي طالب بن عبد المطّلب في خزانة الأدب ٤ / ٢٤٢ ، ٢٨٥ ، ٨ / ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٥٧ ؛ والدرر ٥ / ٢٧١ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٧٠ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٦٨ ؛ وشرح المفصّل ٦ / ٧٠ ؛ والكتاب ١ / ١١١ ؛ والمقاصد النحويّة ٣ / ٥٣٩ ؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٢٢١ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٣٤٢ ؛ وشرح قطر الندى ص ٢٧٥ ؛ والمقتضب ٢ / ١١٤ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٩٧.

١٥

وقوله [من الطويل] :

٣٩٧ ـ هجوم عليها نفسه غير أنّه

متى يرم في عينيه بالشّبح ينهض

__________________

اللغة والمعنى : ضروب : كثير الضرب. نصل السيف : حديدته. السوق : ج الساق. سمان : ج سمين. عدموا : افتقروا.

يقول : إنّه كريم ينحر للأضياف سمين النوق.

الإعراب : ضروب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هو». بنصل : جار ومجرور متعلّقان بـ «ضروب» ، وهو مضاف. السيف : مضاف إليه مجرور. سوق : مفعول به لصيغة المبالغة «ضروب» ، وهو مضاف. سمانها : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، و «ها» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. إذا : ظرف يتضمّن معنى الشرط متعلّق بجوابه. عدموا : فعل ماض ، والواو : فاعل. زادا : مفعول به منصوب. فإنّك : الفاء : واقعة في جواب الشرط ، إنّ : حرف مشبّه بالفعل ، والكاف : في محلّ نصب اسم «إنّ». عاقر : خبر «إنّ» مرفوع.

وجملة (... ضروب) الاسميّة لا محلّ لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة ، أو استئنافيّة. وجملة (عدموا ...) الفعلية في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة (إنّك عاقر) الاسميّة لا محلّ لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

والشاهد فيه قوله : «ضروب بنصل السيف سوق سمانها» حيث عملت صيغة المبالغة ، وهي قوله «ضروب» عمل الفعل ، فرفعت الفاعل ، وهو الضمير المستتر فيه ، ونصبت المفعول ، وهو قوله : «سوق».

٣٩٧ ـ التخريج : البيت لذي الرمة في ديوانه ص ١٨٣٢ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ١٥٧ ؛ والكتاب ١ / ١١٠ ؛ وبلا نسبة في الحيوان ٤ / ٣٤٧.

المعنى : يصف الشاعر الظليم (ذكر النعام) فيقول : إنه كثير الهجوم إلا أنه عند ما يستفز برمي شيء بين عينيه ينهض بسرعة للقتال.

الإعراب : هجوم : خبر مرفوع لمبتدأ محذوف تقديره (هو). عليها : جار ومجرور متعلقان بالخبر (هجوم). نفسه : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة من اسم الفاعل (هجوم). غير : منصوب على الاستثناء. أنه : «أن» : حرف مشبه بالفعل ، و «هاء» : ضمير متصل في محل نصب اسم أن. متى : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالجواب. يرم : فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة لأنه فعل الشرط ، و «نائب الفاعل» ضمير مستتر جوازا تقديره (هو). في عينيه : «في» : حرف جر ، «عينيه» : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يرم). بالشبح : جار ومجرور متعلقان بالفعل (يرم). ينهض : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وحرّك بالكسر لضرورة الشعر ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره (هو).

وجملة «هو هجوم» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «متى يرم ينهض» : في محل رفع خبر أن. وجملة «يرم» : في محل جر بالإضافة. وجملة «ينهض» : جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «هجوم نفسه» حيث أعمل صيغة (فعول) وهي هنا (هجوم).

١٦

وفعّال ، ومنه قولهم : «أمّا العسل فأنت شرّاب». وقال الشاعر [من الطويل] :

٣٩٨ ـ أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها

وليس بولّاج الخوالف أعقلا

فنصب «جلالها» بـ «لبّاس».

و «مفعال» ، ومنه قولهم : «إنّه لمنحار بوائكها» (٢).

فهذه الأمثلة الثلاثة تعمل عمل اسم الفاعل باتفاق من البصريين. وأما أهل الكوفة فيزعمون أن ما بعد الأمثلة الخمسة منصوب بإضمار فعل يدل عليه المثال ، فإذا قلت : «هذا ضروب زيدا» ، فتقديره عندهم : ضروب يضرب زيدا. ولذلك لا يجيزون تقديم المنصوب بهذه الأمثلة ، لأنّ الفعل إنّما أضمر في هذا الباب لدلالة الاسم المتقدّم عليه ، فإذا تقدّم الاسم المنصوب لم يكن له ما يدلّ عليه.

__________________

٣٩٨ ـ التخريج : البيت للقلاخ بن حزن في خزانة الأدب ٨ / ١٥٧ ؛ والدرر ٥ / ٢٧٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٦٣ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٦٨ ؛ وشرح المفصل ٦ / ٧٩ ، ٨٠ ؛ والكتاب ١ / ١١١ ؛ ولسان العرب ١١ / ٨٣ (ثعل) ؛ والمقاصد النحويّة ٣ / ٥٣٥ ؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٣١٩ ؛ وأوضح المسالك ٣ / ٢٢٠ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٣٤٢ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٤٢٣ ؛ والمقتضب ٢ / ١١٣ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٩٦.

اللغة والمعنى : أخو الحرب : خائض غمارها. اللّبّاس : كثير اللبس. الجلال : هو ما يوضع على ظهر الدابة ، وهنا بمعنى الدروع. ولّاج : كثير الولوج ، أي الدخول. الخوالف : ج الخالفة ، وهي عماد البيت ، أو البيت مجازا ، أو النساء. الأعقل : الكثير الخوف.

يقول : إنه رجل حرب ، ويلبس لبوسها ، ويخوض غمارها ، وليس بضعيف أو جبان يختبىء في البيوت بين النساء تلافيا مقارعة الأبطال.

الإعراب : أخا : حال من «الياء» في «إنّني» في البيت السابق ، منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة ، وهو مضاف. الحرب : مضاف إليه مجرور. لبّاسا : حال ثانية. إليها : جار ومجرور متعلّقان بـ «لبّاس». جلالها : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، و «ها» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. وليس : الواو : حرف عطف أو استئناف ، ليس : فعل ماض ناقص ، واسمه : هو. بولّاج : الباء : حرف جرّ زائد ، ولّاج : اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنّه خبر «ليس» ، وهو مضاف. الخوالف : مضاف إليه مجرور. أعقلا : خبر ثان لـ «ليس» منصوب.

وجملة (ليس بولّاج الخوالف) معطوفة على جملة سابقة.

والشاهد فيه قوله : «لبّاسا إليها جلالها» حيث أعمل صيغة المبالغة «لبّاسا» عمل الفعل ، فنصب بها المفعول به «جلالها».

(١) البوائك : جمع بائكة ، وهي السمينة.

١٧

وهذا مذهب فاسد ، لأنّ الذي ادعوه من الإضمار لم يلفظ به في موضع من المواضع ، وأيضا فإنّ ما أنكروه من تقديم المفعول قد سمع ، ومنه قوله [من الطويل] :

٣٩٩ ـ بكيت أخا لأواء يحمد يومه

كريم رؤوس الدّارعين ضروب

فقدّم «رؤوس الدارعين» على «ضروب» تقديره : ضروب رؤوس الدارعين. فدلّ ذلك على أنّه منتصب بنفس المثال.

والقسم الذي فيه خلاف بين أهل البصرة وأهل الكوفة «فعل» ، و «فعيل». فمذهب سيبويه إعمالها ، ومذهب المبرّد أنّه لا يجوز ذلك.

استدلّ المبرّد على منع إعمالها بأنّ «فعيلا» اسم فاعل من «فعل» ، و «فعل» لا يتعدّى ، فكذلك ما اشتقّ منه. وكذلك «فعل» اسم فاعل من فعل الذي لا يتعدّى فهو إذن كفعله لا يتعدّى.

وهذا الذي ذهب إليه من الاحتجاج فاسد. إذ الكلام لم يقع إلّا في «فعل» و «فعيل» الواقعين موقع «مفعل». فإن قال : فما الدليل على أنّ العرب قد أوقعتهما موقع «مفعل»؟ بل القياس يقتضي أن يكون كلّ بناء على حكمه ولا يوقع موقع غيره. فالجواب : إنّ سيبويه لم

__________________

٣٩٩ ـ التخريج : البيت لأبي طالب في شرح المفصل ٦ / ٧١ ؛ وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه ١ / ٤١٢ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٧٩ ؛ والكتاب ١ / ١١١.

اللغة : اللأواء : الشدة. الدارعين : لا بسي الدروع.

المعنى : الشاعر يرثي رجلا عظيما يدخر ليوم الشدة ، فهو كريم ، محمودة أفعاله ، قوي ، ماهر باستعمال السيف والسلاح ، تهابه الأعداء.

الإعراب : بكيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. أخا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة. لأواء : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف. يحمد : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. يومه : نائب فاعل مرفوع و «الهاء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. كريم : خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو). رؤوس : مفعول به منصوب مقدم لصيغة المبالغة (ضروب). الدارعين : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم و «النون» : عوض عن التنوين في الاسم المفرد. ضروب : خبر ثان مرفوع.

وجملة «بكيت أخا» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «يحمد يومه» : في محلّ نصب صفة. وجملة «هو كريم ضروب» : في محل نصب صفة.

والشاهد فيه قوله : «رؤوس الدارعين ضروب» حيث قدم مفعول صيغة المبالغة عليها نفسها.

١٨

يقل ذلك إلّا بعد ورود السماع بإعمالها. فمن الدليل على إعمال «فعيل» قوله [من البسيط] :

٤٠٠ ـ حتّى شآها كليل موهنا عمل

باتت طرابا وبات الليل لم ينم

ف «موهن» منصوب بـ «كليل». ومن الدليل على إعمال «فعل» قوله [من الكامل] :

٤٠١ ـ حذر أمورا لا تضير وآمن

ما ليس منجيه من الأقدار

__________________

٤٠٠ ـ التخريج : البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في خزانة الأدب ٨ / ١٥٥ ، ١٥٨ ، ١٦٤ ؛ وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١١٢٩ ؛ وشرح المفصل ٦ / ٧٢ ، ٧٣ ؛ والكتاب ١ / ١١٤ ؛ ولسان العرب ١١ / ٤٧٥ ، ٤٧٧ (عمل) ، ١٤ / ٤١٨ (شأي) ؛ والمنصف ٣ / ٧٦ ؛ وللهذلي في لسان العرب ١٠ / ١٠ (أنق) ؛ وبلا نسبة في المقتضب ٢ / ١١٥ ؛ والمقرب ١ / ١٢٨.

اللغة : شآها ، دفعها وساقها. الكليل : الضعيف المتعب. الموهن : منتصف الليل.

المعنى : إن السحاب يمشي تعبا تدفعه الريح طورا ويزجره البرق طورا ، ونزول المطر الذي لم يقف طيلة الليل.

الإعراب : حتى : حرف ابتداء. شآها : فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. كليل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. موهنا : مفعول فيه ظرف زمان متعلق بصيغة المبالغة كليل. عمل : صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. باتت : فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة و «التاء» : للتأنيث ، واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي. طرابا : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. وبات : «الواو» : عاطفة ، «بات» : فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة ، واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. الليل : مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل «لم ينم». لم ينم : «لم» : حرف نفي وقلب وجزم ، «ينم» : فعل مضارع مجزوم وحرك بالكسر لضرورة الشعر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

وجملة «شآها» : استئنافية لا محل لها. وجملة «باتت طرابا» : استئنافية لا محل لها. وجملة «بات الليل لم ينم» : معطوفة على استئنافية لا محل لها. وجملة «لم ينم» : في محل نصب خبر (بات).

والشاهد فيه قوله : موهنا ، فعلقه بكليل وهو على وزن فعيل.

٤٠١ ـ التخريج : البيت لأبان اللاحقي في خزانة الأدب ٨ / ١٦٩ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٥٤٣ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ١٥٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٠٩ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٣٤٢ ؛ وشرح المفصل ٦ / ٧١ ، ٧٣ ؛ والكتاب ١ / ١١٣ ؛ ولسان العرب ٤ / ١٧٦ (حذر) ؛ والمقتضب ٢ / ١١٦.

اللغة : لا تضير : أي لا تضرّ.

المعنى : يصف الشاعر إنسانا جاهلا بقوله إنّه يحذر ما لا ينبغي الحذر منه ، ويأمن ما لا ينبغي أن يؤمن.

الإعراب : «حذر» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هو». «أمورا» : مفعول به. «لا» : نافية. «تضير» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هي». «وآمن» : الواو حرف عطف ، «امن» : معطوف على «حذر» مرفوع. «ما» : اسم موصول في محلّ نصب مفعول به لـ «آمن». «ليس» : فعل ماض

١٩

فأعمل «حذرا» في «أمور». وكذلك قوله [من الكامل] :

٤٠٢ ـ أو مسحل شنج عضادة سمحج

بسراته ندب له وكلوم

فأعمل «شنجا» في «عضادة».

وإعمالها عند سيبويه ومن أخذ بمذهبه قليل. وهو في «فعل» أقلّ منه في «فعيل» بكثير.

وأما المبرد فلم ير أنّ في هذا الذي استدلّ به سيبويه دليلا. أما قوله :

حذر أمورا لا تضير وآمن

 ... (٢)

__________________

ناقص ، واسمه ضمير مستتر تقديره : «هو». «منجيه» : خبر «ليس» منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «من الأقدار» : جار ومجرور متعلّقان بـ «منجيه».

وجملة : «... حذر» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «لا تضير» في محل نصب نعت «أمورا». وجملة : «ليس منجيه» صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله : «حذر أمورا» حيث عملت صيغة المبالغة «حذر» عمل فعلها ، فنصبت مفعولا به «أمورا».

٤٠٢ ـ التخريج : البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ١٢٥ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ١٦٩ ؛ وشرح أبيات سبيويه ١ / ٢٤ ؛ وشرح المفصل ٦ / ٧٢ ؛ ولسان العرب ٣ / ٢٩٣ (عضد) ، ١١ / ٤٧٥ (عمل) ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٥١٣ ؛ ولعمرو بن أحمر في الكتاب ١ / ١١٢ ؛ وليس في ديوانه.

اللغة : المسحل : الحمار الوحشي. الشنج : الملازم. العضادة : الجنب. السمحج : أتان الوحش. السراة : أعلى الظهر. الندب : آثار الجروح. الكلوم : الجروح.

المعنى : يصف الشاعر ناقته التي شبّهها بحمار الوحش الملازم لأتانه التي ترمحه على ظهره فتحدث فيه خدوشا وكلوما.

الإعراب : أو : حرف عطف. مسحل : معطوف على «مسدّم» في البيت السابق مرفوع. شنج : نعت «مسحل» مرفوع. عضادة : مفعول به لـ «شنج» منصوب ، وهو مضاف. سمحج : مضاف إليه مجرور. بسراته : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم ، وهو مضاف ، و «الهاء» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. ندب : مبتدأ مؤخّر مرفوع. لها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ «ندب». وكلوم : «الواو» : حرف عطف و «كلوم» : معطوف على «ندب» مرفوع.

وجملة «بسراته ندب ...» : في محلّ رفع نعت «مسحل».

الشاهد فيه قوله : «شنج عضادة سمحج» حيث عملت صيغة المبالغة «شنج» عمل اسم الفاعل فرفعت فاعلا هو الضمير المستتر ، ونصبت مفعولا به «عضادة».

(١) تقدم بالرقم ٤٠١.

٢٠