شرح جمل الزجّاجى - ج ٢

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

شرح جمل الزجّاجى - ج ٢

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2263-0

الصفحات: ٥٩٧

وأما «الإصبع» فمؤنثة. قال [من الرجز] :

٦٩٠ ـ هل أنت إلّا صبع دميت

وفي سبيل الله ما لقيت

فأخبر عنها إخبار المؤنث.

ومن كلام بعض الفصحاء : أنت عندي كالإصبع الزائدة إن تركت شانت وإن قطعت أمّت». وفيها لغات : إما مع كسر الهمزة ففتح الباء وضمها وكسرها. وأما مع ضمها فضم الباء وكسرها. وأما مع فتحها ففتح الباء وضمها.

وأنكر الفراء ضم الباء مع كسر الهمزة.

وأما «الضلع» فمؤنثة. دليل ذلك ما ورد في الأثر قوله عليه‌السلام : «إنّ المرأة خلقت من ضلع عوجاء». فوصفها بالمؤنث وهو «عوجاء».

وكذلك «اليد» مؤنثة ، قال النابغة [من البسيط] :

٦٩١ ـ [ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه]

إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي

__________________

٦٩٠ ـ التخريج : الرجز للنبيّ محمد (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) في كتاب العين ٦ / ٦٥ ؛ وتهذيب اللغة ٢ / ٥١ ؛ وتاج العروس ٢١ / ٣١٤ (صبع) ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٨٦ ؛ ولسان العرب ٨ / ١٩٢ (صبع).

الإعراب : هل : حرف استفهام. أنت : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. إلا : حرف للحصر. إصبع : خبر (أنت) مرفوع بالضمّة. دميت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. وفي : «الواو» : للعطف ، «في» : حرف جر. سبيل : اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. ما : اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ ، خبره محذوف. لقيت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل.

وجملة «أنت إصبع» : ابتدائيّة لا محلّ لها. وجملة «دميت» : في محلّ رفع صفة لـ (إصبع). وجملة «ما لقيت في سبيل الله» : معطوفة على جملة (دميت) في محلّ رفع صفة. وجملة «لقيت» : صلة الموصول لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «أنت إصبع دميت» حيث جاء بـ (إصبع) مؤنثة بدليل تأنيث الضمير المنفصل (أنت) والمتصل في (دميت).

٦٩١ ـ التخريج : البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٢٥ ؛ والأزهيّة ص ٥٢ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٧٣ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٧٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٣١٤ (ندي) ؛ وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص ٣٦٦.

المعنى : أنا لا أفعل ما تكرهه ، فإن فعلت فلتشلّ يدي بحيث لا تغدو قادرة على رفع السوط إلى أعلى.

الإعراب : ما : نافية لا عمل لها. إن : زائدة للتوكيد. أتيت : فعل ماض مبني على السكون ،

٥٢١

فأخبر عنها إخبار المؤنث. ومن أمثالهم : «يداك أوكتا وفوك نفخ» (١). فقال : «أوكتا».

وكذلك «الرجل» مؤنّثة لوصفها بالمؤنث. قال الشاعر :

وكنت كذي رجلين رجل صحيحة

ورجل رمى فيها الزمان فشلّت (٢)

وأمّا «الكفّ» فمؤنثة بدليل قولهم : «كفّ مخصوبة». وزعم بعض النحويين أنّه يجوز تذكير «الكفّ» ، واستدل على ذلك بقول الأعشى [من الطويل] :

٦٩٢ ـ أرى رجلا منهم أسيفا كأنّما

يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضّبا

__________________

و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بشيء : جار ومجرور متعلّقان بـ (أتيت). أنت : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. تكرهه : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت). إذن : حرف جواب لا محلّ له. فلا : «الفاء» : استئنافيّة ، «لا» : نافية لا عمل لها. رفعت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث لا محلّ لها. سوطي : مفعول به منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. إليّ : جار ومجرور متعلّقان بـ (رفعت). يدي : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.

وجملة «أتيت» : جواب القسم في بيت سابق لا محلّ لها. وجملة «أنت تكرهه» : في محلّ جرّ صفة. وجملة «تكرهه» : في محل رفع خبر للمبتدأ (أنت). وجملة «رفعت» : في محلّ جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : (إن أتيت إذن فلا رفعت ...).

والشاهد فيه قوله : «رفعت يدي» حيث جاء بـ (يد) مؤنثة بدليل تاء تأنيث في الفعل (رفعت).

(١) ورد المثل في الألفاظ الكتابية ص ٢٤٧ ؛ وأمثال العرب ص ١١٧ ؛ وجمهرة الأمثال ٢ / ٢٤٣ ، ٤٣٠ ؛ والعقد الفريد ٣ / ١٢٠ ، ٤ / ٢١٠ ؛ وفصل المقال ص ٤٥٨ ؛ وكتاب الأمثال ص ٣٣١ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٣٥ (يدي) ؛ والمستقصى ٢ / ٤١٠ ؛ ومجمع الأمثال ١ / ٥٥ ، ٢ / ٤١٤.

يضرب للجاني على نفسه ، وأصله أن رجلا أراد أن يعبر نهرا على سقاء ، فلم ينفخها ، ولم يوكها على ما ينبغي ، فلمّا توسّط النهر ، انحلّ وكاؤها ، فاستغاث برجل ، فقال هذا القول.

(٢) تقدم بالرقم ١٨٥.

٦٩٢ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ١٦٥ ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٩١ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٥٨ ؛ ولسان العرب ١ / ٣٥٧ (خضب) ، ٩ / ٥ (أسف) ، ٣٠٢ (كفف) ، ١٤ / ٨٢ (بكى) ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥ / ٢٣٥ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٥ ؛ ومجالس ثعلب ص ٤٧.

اللغة : أسيفا : الأسيف ، الأسير وقيل الأجير. الكشح : من الخاصرة إلى الضلع الخلف.

المعنى : إني أرى رجلا أسيرا بهي الطلعة ، وكأن كفّا مخضبة له قد وضعها على خصره.

الإعراب : «أرى» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. «رجلا» : مفعول به منصوب

٥٢٢

فوصفها بالمذكر وهو «مخضّبا». وهذا لا حجة فيه ، لأنه ممكن أن يقال : «جاء فلانة» ، على تذكير المؤنث ضرورة ، كأنه ذهب بها مذهب «عضو». ويمكن أيضا فيه التأويل على أن يكون «مخضبا» صفة لـ «أسيفا».

وأما «العجز» فأنثى ، تقول : «هي العجز». وفيها لغتان : عجز ، وعجز.

وأما «الكراع» و «الذراع» فمؤنّثتان في مذهب سيبويه. وزعم بعض النحويين أنّهما مذكّران ، واستدلّ على ذلك أنه إذا سمّي بهما مذكر لم يمنع الاسم الصرف ، والمذكّر إذا سمي بمؤنث على أزيد من ثلاثة أحرف منع الصرف مثل أن سمّيت رجلا بـ «زينب» لمنعت الصرف.

والصحيح أنّهما مؤنثتان ، وسبب ذلك أنّ صرف المسمى بـ «ذراع» أو «كراع» كثرة الاستعمال ، فكأنّها اسمان لهما. والدليل على أنّ «الذراع» مؤنثة قوله [من الرجز] :

وهي ثلاث أذرع وأصبع (١)

فيكون عددها بغير التأنيث دليل على أنّها مؤنثة.

وكذلك أيضا جمعها على «أفعل» إذا كان للمذكّر جمع على «أفعلة» في القليل ، وإذا كان للمؤنث جمع على «أفعل» ، كذلك أيضا في «كراع أكرع» دليل على تأنيثه ، وعليه قوله

__________________

بالفتحة الظاهرة. «منهم» : جار ومجرور متعلقان بالفعل أرى. «أسيفا» : صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة. «كأنما» : كافة ومكفوفة لا عمل لها. «يضم» : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. «إلى» : حرف جر. «كشحيه» : اسم مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يضم. «كفّا» : مفعول به منصوب بالفتحة. «مخضبا» : صفة منصوبة بالفتحة.

وجملة «أرى» : ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة «كأنما يضم» : في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله : «كفا مخضبا» حيث إن «مخضبا» نعت لقوله «كفّا» ومخضب وصف مذكر ، وهنا لم يتطابق النعت مع المنعوت ، ولكن الشاعر ذكر النعت حملا على المعنى ، وبيان ذلك أن الكف يطلق عليها لفظ «عضو» والعضو مذكر.

(١) تقدم بالرقم ١٧٤.

٥٢٣

[من الرجز] :

٦٩٣ ـ أشكو إلى مولاي من مولاتي

تربط بالحبل أكيرعاتي

فـ «أكيرع» تصغير «أكرع».

و «القتب» مؤنثة تصغيرها «قتيبة». وكذلك «اليمين» و «الشمال» ، تقول : «هذه يميني» ، و «هذه شمالي»

وأسقطه أبو القاسم من هذا الباب ، وهو مما يؤنّث في مذهب سيبويه.

__________________

٦٩٣ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ٥١.

اللغة : أكيرعاتي : تصغير أكرع وهو جمع كراع ، والكراع مستدقّ الساق ، وهو من كل شيء طرفه.

المعنى : إنني أشكو سيّدتي إلى سيّدي ، فهي تربط أطرافي بالحبل ، ولا تتركني أعمل ، أو تظلمني.

الإعراب : أشكو : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الواو ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). إلى مولاي : جار ومجرور بكسرة مقدّرة ، متعلّقان بـ (أشكو) ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. من مولاتي : جار ومجرور بكسرة مقدّرة ، متعلّقان بـ (أشكو) ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. تربط : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). بالحبل : جار ومجرور متعلقان بـ (تربط). أكيرعاتي : مفعول به منصوب بكسرة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم لأنه جمع مؤنّث سالم ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة «أشكو» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «تربط» : في محلّ نصب حال.

والشاهد فيه قوله : «أكيرعاتي» حيث أنّث الكراع ، فجمعها على «أكيرعات» وهذا تصغير «أكرع» و «أفعل» جمع تكسير للمؤنث.

٥٢٤

باب ما يؤنث من غير أعضاء الحيوان ولا يجوز تذكيره

«العين» في كلام العرب مؤنثة على كل معنى يراد بها إلّا مصدر «عاينه عينا» ، إذا أخذه بالعين ، فإنّه مذكر.

وكذلك «الأذن» مؤنثة من الحيوان وغيره. والساق أيضا مؤنثة. قال الله تعالى : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)(١). وساق الشجرة مثل الساق ، تقول : «غلظت ساق هذه الشجرة».

وكذلك «اليد» من النعمة مؤنّثة ، والدليل على تأنيثها قوله تعالى : (يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ)(٢). لأنّ «اليد» في هذه الآية النعمة ، بدليل قوله تعالى بعد ذلك : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ)(٣). فكأنّهم قالوا : نعم الله مقبوضة.

وكذلك «الرجل» التي يراد بها القطعة من الجراد بمنزلة الرجل التي يراد بها الجارحة ، فتقول : «هذه رجل جراد».

و «القدر» أيضا مؤنثة بدليل تصغيرها قديرة ، وبدليل قوله [من الطويل] :

٦٩٤ ـ وقدر ككفّ القرد لا مستعيرها

يعار ولا من يأتها يتدسّم

__________________

(١) سورة القيامة : ٢٩.

(٢) سورة المائدة : ٦٤.

(٣) سورة المائدة : ٦٤.

٦٩٤ ـ التخريج : البيت لتميم بن مقبل في ملحق ديوانه ص ٣٩٥ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٦٦ ؛ والكتاب ٣ / ٧٧ ؛ ولسان العرب ١٢ / ١٩٩ (دسم) ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ١٦٥.

اللغة : يتدسّم : أصاب دسما.

٥٢٥

وكذلك أيضا «الضرب» وهو العسل الأبيض ، وقد قيل : مؤنث.

و «الضحى» ، وهو صدر النهار مؤنث. وزعم أهل الكوفة أنّه يقال في تصغيرها : «ضحيّ» ، ولا تلحق التاء وإن كانت مؤنثة ، لئلا يلتبس بتصغير «ضحوة».

والحرب مؤنثة ، بدليل قوله [من الكامل] :

٦٩٥ ـ والحرب أوّل ما تكون فتيّة

تسعى ببزّتها لكلّ جهول

إلّا أنّهم قالوا في تصغيرها : «حريب» ، فلم يلحقوها الهاء ، لأنّها في الأصل مصدر.

__________________

المعنى : يصف قوما بالبخل ، ويقول : إنّ قدرهم صغيرة ككف القرد ، لا يستفيد منها من يستعيرها ، فكأنّه ما استعار قدرا ، ولا يستفيد بلحم ولا شحم من يأت إليهم راغبا بالحصول على شيء.

الإعراب : وقدر : «الواو» : واو ربّ ، «قدر» : اسم مجرور بالكسرة لفظا ، مرفوع محلّا على أنها مبتدأ. ككف : «الكاف» : اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل جر صفة لـ «قدر» على اللفظ ، و «كف» : مضاف إليه. القرد : مضاف إليه مجرور بالكسرة. لا : حرف نفي يعمل عمل (ليس). مستعيرها : اسم (لا) مرفوع بالضمّة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. يعار : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، مبني للمجهول ، و «نائب الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). ولا : «الواو» : للعطف ، «لا» : حرف لتوكيد النفي. من : اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ. يأتها : فعل مضارع مجزوم (فعل الشرط) وعلامة جزمه حذف حرف العلّة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). يتدسّم : فعل مضارع مجزوم (جواب الشرط) بالسكون ، وحرّك بالكسرة لضرورة الشعر ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو).

وجملة «قدر مع الخبر المحذوف» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «لا مستعيرها يعار» : في محلّ رفع ، أو جرّ صفة لـ (قدر). وجملة «يعار» : في محلّ نصب خبر (لا). وجملة «يأتها يتدسم» : في محلّ رفع خبر (من). وجملة «يأتها» : فعل الشرط لا محلّ لها. وجملة «يتدسّم» : جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «وقدر ... لا مستعيرها .. ولا من يأتها» حيث أنّث (القدر) بدليل الضمير المتصل في (مستعيرها) ، و (يأتها).

٦٩٥ ـ التخريج : البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص ١٥٤ ؛ وأمالي ابن الحاجب ٢ / ٦٦٦ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٩٣ ، ٢ / ١٧٨ ؛ والكتاب ١ / ٤٠١ ، ٤٠٢ ؛ ولسان العرب ٨ / ٦٤ (خدع) ؛ ولامرىء القيس في ملحق ديوانه ص ٣٥٣ ؛ وبلا نسبة في المقتضب ٣ / ٢٥١.

اللغة : فتيّة : تصغير فتاة. بزّتها : ثوبها ، وبكسر الباء : هيئتها. الجهول : الطائش.

المعنى : الحرب في بداياتها تشبه فتاة صغيرة ، تستعرض جمالها وأناقتها أمام كلّ فتى طائش ، فيسعى إليها.

٥٢٦

وكذلك «القوس» أنثى بدليل قوله [من المديد] :

٦٩٦ ـ عارض زوراء من نشم

[غير باناة على وتره]

يريد قوسا زوراء. وأما تصغيرهم لها قويس فكأنّهم ذهبوا إلى معنى عود. وقدّام ووراء مؤنثتان بدليل تصغيرهما : قديديمة ووريّئة. قال الشاعر [من الطويل] :

٦٩٧ ـ قديديمة التّجريب والحلم إنّني

[أرى غفلات العيش قبل التّجارب]

__________________

الإعراب : والحرب : «الواو» : حسب ما قبلها ، «الحرب» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. أوّل : خبر مرفوع بالضمّة. ما : حرف مصدري ، والمصدر المؤول من «ما» والفعل «تكون» في محل جر مضاف إليه. تكون : فعل مضارع ناقص مرفوع ، و «اسمها» : ضمير مستتر تقديره «هي» :. فتية : خبر (تكون) منصوب بالفتحة. تسعى : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). ببزتها : جار ومجرور متعلقان بـ (تسعى) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. لكل : جار ومجرور متعلقان بـ (تسعى). جهول : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة «الحرب أوّل» : حسب ما قبلها ، أو ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «تكون فتية» : صلة الموصول لا محلّ لها. وجملة «تسعى» : في محلّ نصب صفة لـ (فتية).

والشاهد فيه قوله : «والحرب أوّل ما تكون ...» حيث أنّث الحرب بدليل التاء في (تكون) و (تسعى).

٦٩٦ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ١٢٣ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٥٧٦ (نشم) ، ١٤ / ٩٦ (بني) ؛ وتهذيب اللغة ١١ / ٣٨١ ، ١٥ / ٤٩٢ ؛ ومقاييس اللغة ١ / ٣٠٢ ؛ وتاج العروس (نشم) ، (بني) ؛ وكتاب العين ٦ / ٢٧٠ ؛ وبلا نسبة في المخصص ٦ / ٣٩.

اللغة : عارض : من عرض القوس ليرمي بها. النشم : شجر جبليّ تتخذ منه القسيّ ، واحدته نشمة. الزوراء : القوس المائلة الجوانب. الباناة : هي القوس التي ينتحي عنها وترها ، وفيها قلب والأصل : بانية ، وقيل : رجل باناة ، أي : يحني صلبه إذا رمى السهم ، وذلك عيب في القوس.

المعنى : يريد أنّ هذا الرامي ماهر لا يحني صلبه إذا رمى السهم ، فلا يذهب بسهمه إلى غير هدفه.

الإعراب : عارض : نعت لـ «رام» الوارد في البيت السابق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : (هو). زوراء : مفعول به لـ «عارض» منصوب بالفتحة. من نشم : جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ (زوراء) بتقدير (مصنوعة من نشم). غير : صفة لـ «رام» مجرورة بالكسرة. باناة : مضاف إليه مجرور بالكسرة. على وتره : جار ومجرور متعلقان بـ (باناة) ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه.

والشاهد فيه قوله : «زوراء» وهي صفة مؤنثة للقوس وهذا دليل على تأنيث «القوس».

٦٩٧ ـ التخريج : البيت للقطامي في ديوانه ص ٤٤ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٨٦ ؛ واللمع في العربية ص ٣٠٣ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٤٦٦ (قدم) ؛ والمقتضب ٢ / ٢٧٣ ؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ٥ / ١٢٨ ؛ وما

٥٢٧

وأنما الحقوا تصغيرها التاء ، وإن كان الاسم على أزيد من ثلاثة أحرف ، لأنّه لما لم يتمكن ، لم يكن للتأنيث ما يعلم به إلّا التصغير ، فلو لم تلحق التاء في التصغير ، لتوهّم أنّه مذكّر.

و «العرس» أنثى (١) بدليل لحاق وصفها تاء التأنيث ، تقول : «هذه عرس طيبة». فأما تصغيرهم لها «عريس» بغير تاء ، فشاذّ ذهب به مذهب التعريس. و «الدار» أنثى بدليل قوله تعالى : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ)(٢).

و «النار» أنثى ، قال الله تعالى : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(٣). و «عروض» الشعر مؤنثة ، و «العروض» : اسم موضع ، فمذكّر. وكذلك «الصعود» أنثى وهو ما ارتفع من الأرض. و «الهبوط» و «الحدور» ، وهو لما انحدر من الأرض.

و «الكؤود» : عقبة صعبة المرتقى. كل ذلك مؤنث.

__________________

ينصرف وما لا ينصرف ص ٧٠ ؛ والمقتضب ٤ / ٤١.

المعنى : يا امرأة لا تجربة كبيرة لديها ، ولا تملك حلما وأناة ، أنا استبق الزّمان ، فأغتنم من لذات العيش قبل أن أكبر وأغدو صاحب تجارب.

الإعراب : قديديمة : خبر مرفوع بالضمّة لمبتدأ محذوف ، بتقدير (امرأة قديديمة). التجريب : مضاف إليه مجرور بالكسرة. والحلم : «الواو» : للعطف ، «الحلم» : معطوف على «التجريب» مجرور بالكسرة. إنني : «إنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم (إنّ). أرى : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). غفلات : مفعول به منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنه جمع مؤنّث سالم. العيش : مضاف إليه مجرور بالكسرة. قبل : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلّق بـ (أرى). التجارب : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة «هي قديديمة» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «إنني أرى» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «أرى» : في محلّ رفع خبر (إنّ).

والشاهد فيه قوله : «قديديمة التجريب» حيث ظهرت علامة التأنيث في تصغير «قدّام» وهذا دليل على أن «قدّام» مؤنثة.

(١) في المخصص ١٧ / ١٩ أنها ممّا يذكّر ويؤنّث.

(٢) سورة يوسف : ١٠٩.

(٣) سورة التحريم : ٦.

٥٢٨

و «الكأس» أنثى بدليل قوله تعالى : (بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ)(١). وقول الشاعر [من المنسرح] :

٦٩٨ ـ من لم يمت عبطة يمت هرما

الموت كأس والمرء ذائقها

وأما «الموسى» فالغالب عليها التأنيث ، وقد تذكّر ، والدليل على تأنيثها قوله [من الطويل] :

٦٩٩ ـ فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها

[فما ختنت إلّا ومصّان قاعد]

__________________

(١) سورة الصافات : ٤٥ ـ ٤٦.

٦٩٨ ـ التخريج : البيت لأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص ٤٢ ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٥٧ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٤٧ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٧٠ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٢١ ؛ والعقد الفريد ٣ / ١٨٧ ؛ ولسان العرب ٦ / ١٨٨ ، ١٩٠ (كأس) ، ٧ / ٣٤٧ (عبط) ؛ ولعمران بن حطان في ديوانه ص ١٢٣ ؛ وبلا نسبة في المنصف ٣ / ٦٧.

اللغة : مات عبطة : مات شابّا صحيحا. الهرم : الشيخوخة.

المعنى : إن الموت كأس لا بدّ للإنسان من تذوّقها ، فمنهم من يموت صغيرا صحيحا معافى ، ومنهم من يموت كبيرا فانيا.

الإعراب : من : اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ. لم : حرف جزم وقلب ونفي. يمت : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). عبطة : حال منصوبة بالفتحة. يمت : فعل مضارع مجزوم (جواب الشرط) بالسكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). هرما : حال منصوبة بالفتحة. الموت : مبتدأ مرفوع بالضمّة. كأس : خبر مرفوع بالضمّة. والمرء : «الواو» : للعطف ، «المرء» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. ذائقها : خبر مرفوع بالضمّة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة «لم يمت» : فعل الشرط لا محلّ لها. وجملة «يمت هرما» : جواب شرط جازم غير مقترن بـ (الفاء) أو (إذا) لا محلّ لها. وجملة «الموت كأس» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «المرء ذائقها» : معطوفة عليها لا محلّ لها ، ومجموع جملتي الشرط والجواب خبر للمبتدأ «من».

والشاهد فيه قوله : «كأس والمرء ذائقها» حيث دلّت (ها) في الخبر (ذائقها) على تأنيث (الكأس).

٦٩٩ ـ التخريج : البيت لزياد الأعجم في ديوانه ص ٦٤ ؛ ولسان العرب ٧ / ٩١ (مصص) ؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٤٠٦ ؛ وإصلاح المنطق ص ٢٩٦ ، ٣٥٩ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٤٤ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ٢٩١ ؛ ولسان العرب ٦ / ٢٢٣ (موس) ، ١٥ / ٣٩١ (وسي).

اللغة : الموسى : ما يحلق به ، من الوسي : الحلق. ختنت : قطعت من بظرها قطعة. المصان : الحجّام لأنّه يمصّ الدم.

المعنى : يهجو خالد بن عتاب بن ورقاء ، ويعيّره بأن امرأته قد ختنت بالموسى والحجّام قاعد يتفرّج ، وهذا مما يحرم على المرأة المسلمة.

٥٢٩

والدليل على تذكيرها قول الراجز :

٧٠٠ ـ موسى الصّناع من سعى به

و «الجزور» و «القلوص» مؤنثتان ، والدليل على تأنيث «القلوص» قوله [من الطويل] :

٧٠١ ـ وعطّل قلوصي في الرّكاب فإنّها

ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا

__________________

الإعراب : فإن : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «إن» : حرف شرط جازم. تكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون ، وحرّك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. الموسى : اسم (تكن) مرفوع بضمّة مقدّرة. جرت : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة ، و «التاء» : للتأنيث ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). فوق : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة. بظرها : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. فما : «الفاء» : رابطة لجواب الشرط ، «ما» : حرف نفي. ختنت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، ونائب «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). إلا : حرف يفيد الحصر. ومصان : «الواو» : حاليّة ، «مصّان» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. قاعد : خبر مرفوع بالضمّة.

وجملة «تكن الموسى جرت» : فعل الشرط لا محلّ لها. وجملة «جرت» : في محلّ نصب خبر (تكن). وجملة «ختنت» : في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة «مصان قاعد» : في محلّ نصب حال. وجملة «إن تكن ... فما ختنت» بحسب الفاء.

والشاهد فيه قوله : «تكن الموسى جرت» حيث وضح تأنيث (الموسى) بتاء (تكن) وبتاء (جرت).

٧٠٠ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في المخصص ١٧ / ١٧. والرواية فيه :

* موسى الصّناع مرهف شباته*

اللغة : الصناع : الحاذقة الماهرة.

المعنى : إن من مشى بالنّميمة عليه هو موسى المرأة الحاذقة.

الإعراب : موسى : مبتدأ مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف. الصناع : مضاف إليه مجرور بالكسرة. من : اسم موصول في محلّ رفع خبر (موسى). سعى : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). به : جار ومجرور متعلقان بـ (سعى).

وجملة «موسى الصناع من» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «سعى» : صلة الموصول لا محلّ لها.

والشاهد فيه : أن «موسى» مذكر بدليل أنه أعاد الضمير عليه مذكرا.

٧٠١ ـ التخريج : البيت لمالك بن الريب في ديوانه ص ٤٧ ؛ ولسان العرب ٣ / ٨٢ (برد) ؛ والتنبيه والإيضاح ٢ / ٩ ؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٩٥ ؛ ومقاييس اللغة ١ / ٢٤٢ ؛ ومجمل اللغة ١ / ٢٦٠ ؛ وأساس البلاغة (برد) ، (قود).

اللغة : القلوص من الإبل : الشابة ، أو الناقة الطويلة القوائم ؛ وتعطيلها في الرّكاب : إزاحة الرّكاب عنها حتى لا تركب ، ليعلم بذلك موت صاحبها.

٥٣٠

و «الذود» أنثى ، والدليل على ذلك قوله [من الوافر] :

ثلاثة أنفس وثلاث ذود

لقد جار الزمان على عيالي (١)

فأسقط الهاء من عدده. وكذلك كلّ اسم جمع لما لا يعقل.

و «الغول» أنثى بدليل قوله [من البسيط] :

٧٠٢ ـ فما تدوم على شيء تكون به

كما تلوّن في أثوابها الغول

__________________

المعنى : أزح الرّكاب عن ناقتي حتى يعلم الناس موتي ، فتبرد أكباد الأعداء ، ويفرحون ، وتبكي عليّ الأصدقاء والأحبّاء.

الإعراب : وعطّل : «الواو» : حسب ما قبلها ، «عطل» : فعل أمر مبني على السكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). قلوصي : مفعول به منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. في الركاب : جار ومجرور متعلقان بـ (عطّل). فإنها : «الفاء» : استئنافية ، «إنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم (إنّ). ستبرد : «السين» : حرف استقبال ، «تبرد» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). أكبادا : مفعول به منصوب بالفتحة. وتبكي : «الواو» : للعطف ، «تبكي» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الياء ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). بواكيا : مفعول به منصوب بالفتحة.

وجملة «عطل» : حسب ما قبلها ، أو ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «فإنها ستبرد» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «ستبرد» : في محلّ رفع خبر (إنّ). وجملة «وتبكي» : معطوفة على سابقتها في محلّ رفع خبر.

والشاهد فيه قوله : «قلوصي .. فإنّها ستبرد ... وتبكي» حيث دلّت هذه الكلمات على تأنيث القلوص ؛ الضمير المتصل (ها) في (فإنها) ، و «التاء» في (تبرد) و (تبكي).

(١) تقدم بالرقم ٤٨٤.

٧٠٢ ـ التخريج : البيت لكعب بن زهير في ديوانه ص ٨ ؛ والمخصص ١٧ / ٥ ؛ والمذكّر والمؤنّث للأنباري ص ٤١١ ؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٩٦١ ، ٩٨٨.

اللغة : الغول : حيوان خرافي يتلوّن ألوانا من السحرة والجنّ.

المعنى : إنّها سريعة التبدّل ، لا تبقى على حال واحدة ، تتغير من الحبّ إلى الكره ، كما تتلوّن الغول في أثوابها حسب الحاجة.

الإعراب : فما : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «ما» : حرف نفي. تدوم : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). على شيء : جار ومجرور متعلقان بـ (تدوم). تكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمّة ، و «اسمها» : ضمير مستتر تقديره (هي). به : جار ومجرور متعلقان بخبر (تكون) المحذوف. كما : «الكاف» : اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : تلونها مثل تلون الغول في أثوابها. والمصدر المؤول من «ما» والفعل «تلون» مجرور بالإضافة ، «ما» : حرف مصدري. تلون : فعل مضارع مرفوع بالضمّة. في أثوابها : جار ومجرور متعلقان بـ (تتلوّن) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. الغول : فاعل (تتلون) مرفوع بالضمّة.

وجملة «تدوم» : بحسب الفاء. وجملة «تكون به» : في محلّ جرّ صفة لـ (شيء). وجملة «تتلون الغول» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «تلوّن ... الغول» حيث دلّت التاء فى (تتلون) على تأنيث الغول.

٥٣١

و «العناق» أنثى بدليل جمعهم لها على «أعنق» ، و «أفعل» لا تكون جمعا لـ «فعال» المذكّر ، وأيضا فإن لها مذكرا في مقابلها من غير لفظها وهو «جدي».

وكذلك «الرخل» أنثى وهي الشاة. و «الضبع» أنثى أريد به الحيوان أو السنة الجدبة ، بدليل قوله [من البسيط] :

٧٠٣ ـ [أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر]

فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع

والمذكر «ضبعان».

وأما «الإبل» ، و «الغنم» و «الضأن» و «المعز» فمؤنثات ، لأنّها أسماء جموع مما لا

__________________

٧٠٣ ـ التخريج : البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٢٨ ؛ والأشباه والنظائر ٢ / ١١٣ ؛ والاشتقاق ص ٣١٣ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ١٣ ، ١٤ ، ١٧ ، ٢٠٠ ، ٥ / ٤٤٥ ، ٦ / ٥٣٢ ، ١١ / ٦٢ ؛ والدرر ٢ / ٩١ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٧٩ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ١١٦ ، ١٧٩ ؛ وشرح قطر الندى ص ١٤٠ ؛ ولجرير في ديوانه ١ / ٣٤٩ ؛ والخصائص ٢ / ٣٨١ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٩٩ ، ٨ / ١٣٢ ؛ والشعر والشعراء ١ / ٣٤١ ؛ والكتاب ١ / ٢٩٣ ؛ ولسان العرب ٦ / ٢٩٤ (خرش) ، ٨ / ٢١٧ (ضبع) ؛ والمقاصد النحويّة ٢ / ٥٥ ؛ وبلا نسبة في الأزهيّة ص ١٤٧ ؛ وأمالي ابن الحاجب ١ / ٤١١ ، ٤٤٢ ؛ والإنصاف ١ / ٧١ ؛ وأوضح المسالك ١ / ٢٦٥ ؛ وتخليص الشواهد ص ٢٦٠ ؛ والجنى الداني ص ٥٢٨ ؛ وجواهر الأدب ١٩٨ ، ٤١٦ ، ٤٢١ ؛ ورصف المباني ص ٩٩ ، ١٠١ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١١٩ ؛ وشرح ابن عقيل ص ١٤٩ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٤٧ (أما) ؛ ومغني اللبيب ١ / ٣٥ ؛ والمنصف ٣ / ١١٦ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٣.

اللغة والمعنى : أبو خراشة : كنية الشاعر خفاف بن ندبة. النفر : جماعة من الناس ، وهنا تعني الكثرة. الضبع : حيوان معروف ، وهنا تعني السنوات المجدبة.

يقول : يا أبا خراشة لا تفخر عليّ بكثرة عدد رجالك ، فإنّما قومي لم تكن قلّتهم بسبب الجوع والحرمان ، ولم تؤثّر فيهم السنوات المجدبة. ولكن بسبب الجهاد والحرب ، وهذا هو عزّهم ومجدهم.

الإعراب : أبا : منادى منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستة ، وهو مضاف. خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنّه ممنوع من الصرف. أمّا : مركّبة من «أن» المصدرية و «ما» الزائدة ، أتي بها للتعويض عن «كان» المحذوفة. أنت : اسم «كان» المحذوفة. ذا : خبر «كان» المحذوفة منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة ، وهو مضاف. نفر : مضاف إليه مجرور. فإنّ : الفاء : للتعليل. إنّ : حرف مشبّه بالفعل. قومي : اسم «إنّ» منصوب ، وهو مضاف ، والياء : مضاف إليه. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تأكلهم : فعل مضارع مجزوم. و «هم» : ضمير في محلّ نصب مفعول به. الضبع : فاعل مرفوع.

وجملة (أبا خراشة ..) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة (أنت ذا نفر) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول. وجملة (إنّ قومي ..) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافية ، أو تعليليّة. وجملة (لم تأكلهم الضبع) في محلّ رفع خبر «إنّ».

والشاهد فيه قوله : «لم تأكلهم الضبع» حيث دلّت التاء في (تأكلهم) على تأنيث (الضبع).

٥٣٢

يعقل. وأما «الأروى» فاختلف فيه ، فقيل يقع على المذكر والأنثى «أرويّة» ، وقد قيل : إنّه اسم جمع يتناول المؤنث والمذكر ، فهو مؤنث على قياس أسماء الجموع لما لا يعقل وهو الصحيح. والدليل على أنّها تقع على المذكر والمؤنث قولهم : «ما أنت إلا كبارح الأروى قلّ ما يرى» (١). ولا يخصّون مذكرا من مؤنث.

والدليل على تأنيثها قوله [من الطويل] :

٧٠٤ ـ فمالك من أروى تعاديت بالعمى

وصادفت كلّابا مطلّا وراميا

والعقاب أنثى بدليل قولهم [من الطويل] :

٧٠٥ ـ كأنّي بفتخاء الجناحين لقوة

[دفوف من العقبان طأطأت شملالي]

__________________

(١) هذا القول من أمثال العرب ، وهو برواية «أنت كبارح الأروى» في المستقصى ١ / ٣٧٩ ؛ وبرواية «كبارح الأروى» في جمهرة الأمثال ٢ / ١٦٩. يضرب لمن تطول غيبته.

٧٠٤ ـ التخريج : البيت لابن أحمر في ديوانه ص ١٧٣ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٥ (أبي) ؛ وتهذيب اللغة ٣ / ١١٦ ، ١٥ / ١٠٤ ؛ وتاج العروس (عدو) ، (أبي) ؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١٥ / ٤١ (عدا) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٣٦ ، ١٠٩١ ؛ ومجمل اللغة ٣ / ٤٥٦ ؛ والمخصص ٥ / ٧٢ ، ٦ / ١٢٥ ، ١٣ / ١٥٥.

اللغة : الأروى : جمع أروية وهي أنثى الوعل. تعادى القوم : مات بعضهم إثر بعض في شهر واحد أو عام واحد ، ولعلّها من العدوى والإصابة. الكلّاب : صاحب الكلاب. المطلّ : الشاخص ، البادي.

المعنى : يبدو أنك تشبهين أنثى الوعول التي أصابها العمى ، ولمحت صاحب كلاب يعدو إثرها ، وراميا ينوي اصطيادها ، فخافت إلى حدّ خوفك.

الإعراب : فما : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «ما» : اسم استفهام في محلّ رفع خبر مقدّم. لك : جار ومجرور متعلقان بـ (ما). من أروى : «من» : حرف جرّ زائد ، «أروى» : اسم مجرور لفظا ، منصوب محلا على أنه تمييز. تعاديت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بالعمى : جار ومجرور بكسرة مقدّرة على الألف ، متعلقان بـ (تعاديت). وصادفت : «الواو» : للعطف ، «صادفت» : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. كلّابا : مفعول به منصوب بالفتحة. مطلّا : صفة (كلّابا) منصوبة بالفتحة. وراميا : «الواو» : للعطف ، «راميا» : معطوف على (كلّابا) منصوب بالفتحة.

وجملة «فمالك من أروى» : بحسب الفاء. وجملة «تعاديت» : في محلّ جر أو نصب صفة لـ (أروى) على اللفظ أو على المحل. وجملة «صادفت» : معطوفة عليها.

والشاهد فيه قوله : «أروى تعاديت بالعمى وصادفت» حيث جاء بتاء التأنيث المتحركة دليلا على تأنيث (أروى).

٧٠٥ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٨ ؛ ولسان العرب ٩ / ١٠٤ (دفف) ،

٥٣٣

يريد : بعقاب فتخاء الجناحين. وكذلك قوله [من الطويل] :

 ...

عقاب تدلّت من شماريخ ثهلان (١)

وكذلك «الطير» و «الوحش» لأنّهما من أسماء جموع ما لا يعقل. قال [من الطويل] :

٧٠٦ ـ وقد أغتدي والطير في وكناتها

[بمنجرد قيد الأوابد هيكل]

__________________

١١ / ٣٧١ (شمل) ؛ وتهذيب اللغة ٧ / ٣٠٨ ، ١١ / ٣٧٢ ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٢٧ ؛ وتاج العروس ٢٣ / ٣٠٣ (دفف) ؛ وكتاب الجيم ٣ / ٢١٨ ؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٣ / ٤١ (فتخ) ؛ وتاج العروس ٧ / ٣٠٩ (فتخ) ؛ والمخصص ٧ / ١٢٥.

اللغة : فتخاء الجناحين : ليّنتهما. اللقوة : العقاب ، طائر جارح. الدفوف : الذي يدنو من الأرض في طيرانه إذا انقضّ. شملالي : شمالي. طأطأها : خفضها.

المعنى : يصف امرؤ القيس فرسه بالسرعة ، فيشبّهها بطائر جارح ، لين الجناحين ، يطير قريبا من الأرض ، منقضّا على فريسته ، ثم يستدرك بأنه خفض يده الشمال ليمسك باللجام.

الإعراب : كأني : «كأنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب اسمها. بفتخاء : جار ومجرور متعلقان بخبر (كأن) المحذوف ، بتقدير (كأني ممسك بفتخاء). الجناحين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنّى. لقوة : بدل من (فتخاء) مجرور بالكسرة. دفوف : صفة (لقوة) مجرورة بالكسرة. من العقبان : جار ومجرور متعلقان بصفة أخرى من «لقوة». طأطأت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. شملالي : مفعول به منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.

وجملة «كأني ممسك» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «طأطأت» : استئنافية لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «كأني بفتخاء» حيث وصف العقاب وصفا مؤنّثا (فتخاء) ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه.

(١) تقدم بالرقم ١٠٧.

٧٠٦ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ١٩ ؛ وإصلاح المنطق ص ٣٧٧ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ١٥٦ ، ٢٤٣ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٦٦ ، ٦٨ ، ٣ / ٥١ ؛ ولسان العرب ٣ / ٣٧٢ (قيد) ، ١١ / ٧٠٠ (هكل) ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٤١٠ ، ٣ / ٤١ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٥٠ ؛ والخصائص ٢ / ٢٢٠ ؛ ورصف المباني ص ٣٩٢ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٦٢ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٨٧ ؛ والمحتسب ١ / ١٦٨ ، ٢ / ٢٤٣.

اللغة : الغدوة : الرواح صباحا. الوكنة : عش الطير. منجرد : قصير الشعر. قيد الأوابد : ممسك بالوحوش السائمة. هيكل : ضخم الجثة.

المعنى : غالبا ما أنهض قبل الطيور صباحا ، على فرسي الضخم للصيد ، فيلحق بالطريدة ولا يترك منها حتى الوحوش الشاردة.

٥٣٤

وقال الآخر [من الطويل] :

٧٠٧ ـ إذا الوحشضمّ الوحش في ظللاتها

[سواقط من حرّ وقد كان أظهرا]

والقلت ، نقرة في الجبل تمسك الماء ، أنثى.

__________________

الإعراب : وقد : «الواو» : حسب ما قبلها ، «قد» : حرف تكثير. أغتدي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والطير : «الواو» : حالية ، «الطير» : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. في وكناتها : «في» : حرف جر ، «وكناتها» : اسم مجرور وهو مضاف و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف. بمنجرد : جار ومجرور متعلقان بالفعل أغتدي. قيد : صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. الأوابد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. هيكل : صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة.

وجملة «وقد أغتدي» : بحسب الواو. وجملة «والطير في وكناتها» : في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله : «والطير في وكناتها» حيث جاءت كلمة «الطير» مؤنثة بدليل الضمير «ها» في «وكناتها».

٧٠٧ ـ التخريج : البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص ٧٤ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٨٤ ؛ والكتاب ١ / ٦٣ ؛ ولسان العرب ٧ / ٣١٧ (سقط)

اللغة : ظللاتها : جمع ظلّة ، وهي شيء يستتر به من الحرّ والبرد. أظهر : دخل في وقت الظهيرة.

المعنى : فإذا ما نزلت الوحوش تستتر بما يقيها الحرّ ، عند انتصاف النهار ، (جواب الشرط في بيت تال).

الإعراب : إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمّن معنى الشرط متعلق بالجواب. الوحش : فاعل مرفوع بالضمّة لفعل محذوف ، بتقدير (إذا ضمّ الوحش). ضمّ : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). الوحش : مفعول به منصوب بالفتحة. في ظللاتها : جار ومجرور متعلّقان بـ (ضمّ) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. سواقط : حال منصوبة بالفتحة. من حرّ : جار ومجرور متعلقان بـ (سواقط). وقد : «الواو» : حاليّة ، «قد» : حرف تحقيق وتقريب. كان : فعل ماض ناقص ، و «اسمها» : ضمير مستتر تقديره (هو). أظهرا : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو) ، و «الألف» : للإطلاق.

وجملة «ضمّ» : فعل شرط غير جازم في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة «ضمّ» الظاهرة : تفسيرية لا محلّ لها. وجملة «قد كان أظهرا» : في محلّ نصب حال. وجملة «أظهرا» : في محلّ نصب خبر (كان).

والشاهد فيه قوله : «الوحش في ظللاتها» حيث دلّ بالضمير المتصل في (ظللاتها) على تأنيث (الوحش).

٥٣٥

والدلو أنثى بدليل قولهم [من الوافر] :

٧٠٨ ـ وليس الرّزق عن طلب حثيث

ولكن ألق دلوك في الدّلاء

تجئك بملئها طورا وطورا

تجئك بحمأة وقليل ماء

و «جهنّم» و «سقر» ، و «لظى» مؤنثات بدليل قوله تعالى : (هذِهِ جَهَنَّمُ)(٢). (وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ)(٣). وقوله أيضا : (نَزَّاعَةً لِلشَّوى)(٤).

وكذلك «الطست» و «الطسّ» ، و «الشمس» أنثى. قال الله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ

__________________

٧٠٨ ـ التخريج : البيتان لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص ١٦٠ ، ٣٠٤ ، ٤٢٥ ؛ وجمهرة الأمثال ١ / ٧٤ ؛ وبلا نسبة في أساس البلاغة (دلي) ؛ وفصل المقال ص ٢٩٣ ؛ وكتاب الأمثال ص ١٩٩ ؛ والمستقصى ١ / ٣٣٨ ؛ ومجمع الأمثال ٢ / ٩٠ ؛ والمخصص ١٦ / ٣١.

اللغة : الحثيث : المتواصل ، الشاق. الحمأة : الطين الأسود في قعر البئر.

المعنى : ليس الغنى لمن يطلبه بمشقّة متواصلة ، ولكنّه حظّ يهبه الله ـ جلّ وعزّ ـ لمن يشاء ، والبرهان أن تلقي بدلوك فيمن ألقوا دلاءهم في بئر ماء ، فمرّة تسحبه وقد جاء بالماء النمير ، ومرّة يأتيك بالطين والشوائب ، وهكذا في الأرزاق.

الإعراب : وليس : «الواو» : حسب ما قبلها ، «ليس» : فعل ماض ناقص. الرزق : اسم (ليس) مرفوع بالضمّة. عن طلب : جار ومجرور متعلّقان بخبر (ليس) المحذوف ، بتقدير (وليس الرزق موفورا). حثيث : صفة (طلب) مجرورة بالكسرة. ولكن : «الواو» : استئنافية ، «لكن» : حرف استدراك. ألق : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة (الياء) من آخره ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). دلوك : مفعول به منصوب بالفتحة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. في الدلاء : جار ومجرور متعلقان بـ (ألق). تجئك : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. بملئها : جار ومجرور متعلقان بـ (تجئك) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. طورا : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلّق بـ (تجئك). وطورا : «الواو» : للعطف ، «طورا» : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلّق بالفعل بعده. تجئك : فعل مضارع معطوف على (تجئك) مجزوم مثله بالسكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. بحمأة : جار ومجرور متعلقان بـ (تجئك). وقليل : «الواو» : للعطف ، «قليل» : معطوف على (حمأة) مجرور بالكسرة. ماء : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة «ليس الرزق ممكنا» : حسب ما قبلها. وجملة «ألق» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «تجئك» : جواب الطلب لا محلّ لها. وجملة «تجئك» : معطوفة على سابقتها لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «ألق دلوك ... تجئك» حيث دلت التاء في (تجئك) على تأنيث الدلو.

(١) سورة الرحمن : ٤٣.

(٢) سورة المدثر : ٢٧ ـ ٢٨.

(٣) سورة المعارج : ١٦.

٥٣٦

كُوِّرَتْ)(١). وكذلك «الريح» ، بدليل : (الرِّيحَ الْعَقِيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ)(٢). وكذلك سائر أسماء الرياح إلا «الأزيب» (٣) و «الإعصار».

و «المنجون» أنثى وهي أداة السانية.

وكذلك «المنجنيق». و «شعوب» اسم المنيّة أنثى بدليل قوله [من الوافر] :

٧٠٩ ـ ونائحة تنوح بقطع ليل

على ميت أهانته شعوب

و «الأفعى» أنثى. والذكر «الأفعوان» ، تقول : «لدغته الأفعى».

وكذلك «الأرض». قال الله تعالى : (وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها)(٥).

__________________

(١) سورة التكوير : ١.

(٢) سورة الذاريات : ٤١ ـ ٤٢.

(٣) الأزيب : من أسماء الجنوب ، ولا فعل من لفظها. انظر : المخصص ١٧ / ٣.

٧٠٩ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.

اللغة : النائحة : التي تبكي ميتا وتعدّد مناقبه. قطع الليل : ظلمة آخره ، أو القطعة منه. شعوب : اسم المنية (الموت).

المعنى : كثيرا ما سمعت النائحات تبكي في ظلام الليل على من فقدنه ممنّ ماتوا.

الإعراب : ونائحة : «الواو» : واو ربّ ، «نائحة» : اسم مجرور لفظا ، مرفوع محلّا على أنه مبتدأ. تنوح : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). بقطع : جار ومجرور متعلقان بـ (تنوح). ليل : مضاف إليه مجرور بالكسرة. على ميت : جار ومجرور متعلّقان بـ (تنوح). أهانته : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. شعوب : فاعل مرفوع بالضمّة.

وجملة «ونائحة تنوح» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «تنوح» : في محلّ رفع خبر لـ (نائحة). وقد تكون صفة لـ «نائحة» والخبر محذوف ، وهذا الصواب عند من يوجب وصف مجرور «رب» قبل الإخبار عنه أو ذكر العامل فيه. وجملة «أهانته» : في محلّ جرّ صفة لـ (ميت).

والشاهد فيه قوله : «أهانته شعوب» حيث دلّت تاء التأنيث الساكنة في (أهانته) على تأنيث (شعوب).

(٤) سورة الشمس : ٥ ـ ٦.

٥٣٧

ومما يؤنّث ولا يجوز تذكيره من غير أعضاء الحيوان مما كثر استعماله : «سراويل». قال قيس [من الطويل] :

٧١٠ ـ أردت لكيما يعلم النّاس أنّها

سراويل قيس والوفود شهود

__________________

٧١٠ ـ التخريج : البيت لقيس بن سعد بن عبادة في خزانة الأدب ٨ / ٥١٤ ؛ ولسان العرب ١١ / ٣٣٤ (سرل) ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢١٥.

المعنى : لامه الناس حين خلع سراويله بحضرة معاوية فذكر أنه إنما فعل ذلك ليعلم الناس ضخامة جثته.

الإعراب : أردت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. لكيما : «اللام» : حرف جر ، و «كي» : حرف مصدري وناصب ، والمصدر المؤول من «كي» والفعل «يعلم» مجرور باللام والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف للمبتدأ «أردت» على رأي من يجيز مجيء الجملة مبتدأ ، وهذا نادر ، والأرجح أن المبتدأ هو المصدر المؤول بإيحاء المعنى من الفعل «أردت» والتقدير : إرادتي كائنة ليعلم ، وعلى هذا النحو اختلفوا في قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ)[النساء : ٢٦] و «ما» : زائدة. يعلم : فعل مضارع منصوب بالفتحة. الناس : فاعل مرفوع بالضمّة. أنّها : «أنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب اسمها ، والمصدر المؤول من «أن» ومعموليها سدّ مسد مفعولي «يعلم». سراويل : خبر (أنّ) مرفوع بالضمّة. قيس : مضاف إليه مجرور بالكسرة. والوفود : «الواو» : حاليّة ، «الوفود» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. شهود : خبر مرفوع بالضمّة.

وجملة «أردت» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «يعلم» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة «الوفود شهود» : في محلّ نصب حال.

والشاهد فيه قوله : «أنها سراويل» حيث دلّ الضمير المتصل (ها) في (أنها) على تأنيث السراويل.

٥٣٨

باب ما يذكّر ويؤنّث من أعضاء الحيوان

«العين» تذكّر وتؤنّث. يقال : «هذه عين حسنة وحسن». و «اللسان» يذكّر ويؤنث ، والغالب عليه التذكير ، فمن ذكّره جمعه على «ألسنة» ومن «أنث» جمعه على «ألسن» ، قال الله تعالى : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ)(١). وعلى التذكير جاء ما وقع منه في القرآن. وقال رؤبة [من الرجز] :

٧١١ ـ أو تلحج الألسن فينا ملحجا

__________________

(١) سورة النور : ٢٤.

٧١١ ـ التخريج : الرجز للعجاج في ديوانه ٢ / ٤١ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣٨٦ (لسن) ؛ وتهذيب اللغة ٤ / ١٤٨ ؛ وكتاب العين ٣ / ٨٠ ؛ وتاج العروس (لسن) ؛ ولرؤبة في لسان العرب ٢ / ٣٥٦ (لحج) (وفيه أنّ الأزهري نسبه للعجاج) ؛ وتاج العروس ٦ / ١٨٥ (لحج) ؛ وليس في ديوانه ؛ وبلا نسبة في المخصص ١٢ / ١١٤.

اللغة : اللحج : الميل. الألسن : جمع لسان.

المعنى : وتميل الألسن فينا ميلا عن الحسن إلى القبيح.

الإعراب : أو : حرف عطف. تلحج : فعل مضارع مرفوع بالضمّة. الألسن : فاعل مرفوع بالضمّة. فينا : جار ومجرور متعلقان بـ (تلحج). ملحجا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة.

والجملة معطوفة على ما سبقها.

والشاهد فيه قوله : «تلحج الألسن» حيث جمع «لسان» على «ألسن» مما يدل على تأنيث «اللسان» ؛ ويروى الرجز بـ (يلحج) وعليه فلا شاهد فيه.

٥٣٩

وكذلك «الإبط» الغالب عليه التذكير ، وقد حكي من كلامهم : «رفع سوطه حتى برقت إبطه» (١) ، فأنّث ، وأما «الذراع» فمذهب سيبويه أنّه مؤنّث ولا يجوز تذكيره. والدليل على تأنيثه [من الرجز] :

وهي ثلاث أذرع وأصبع (٢)

فجمعه وحذف التاء من عدده.

ومن ذهب إلى أنّه مذكّر استدلّ على ذلك بأنّ العرب إذا سمّت به صرفته ، فلو كان مؤنثا لمنع الصرف. ولا حجة في ذلك. لأنّ الموجب لصرفه أنّه قد كثر تسمية المذكر به حتى صار كأنّه من أسمائه في الأصل ، فلذلك صرف.

و «المتن» يذكّر ويؤنث يقال : متن عريض ، وأما «القفا» فمن أهل اللغة من ذهب إلى أنّه لا يجوز فيه إلّا التأنيث بدليل قوله [من الوافر] :

٧١٢ ـ وما المولى وإن عرضت قفاه

بأحمل للمحامد من حمار

__________________

(١) المخصص ١٧ / ١٤.

(٢) تقدم بالرقم ١٧٤.

٧١٢ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في لسان العرب ١٥ / ١٩٢ (قفا) ؛ وتهذيب اللغة ٩ / ٣٢٧ ؛ وتاج العروس (قفا).

اللغة : المولى : العبد الذي صار حرّا.

المعنى : ليس المولى ـ وإن جاء بما يوجب حمده ـ بأكثر محامد من الحمار.

الإعراب : وما : «الواو» : حسب ما قبلها ، «ما» : حرف نفي بمعنى (ليس). المولى : اسم (ما) مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف. وإن : «الواو» : اعتراضية ، «إن» : حرف شرط جازم. عرضت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث. قفاه : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. بأحمل : «الباء» : حرف جرّ زائد ، «أحمل» : اسم مجرور لفظا بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، منصوب محلّا على أنه خبر (ليس). للمحامد : جار ومجرور متعلقان بـ (أحمل). من حمار : جار ومجرور متعلقان بـ (أحمل)

وجملة «ما المولى بأحمل» ؛ حسب ما قبلها. وجملة «إن عرضت» مع الجواب المحذوف : الشرطية اعتراضية لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «عرضت قفاه» حيث دلّت تاء التأنيث الساكنة في (عرضت) على تأنيث القفا.

٥٤٠