أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

١١٠٥ ـ حدّثني إسحاق بن ابراهيم الطبري ، قال : ثنا بقيّة بن الوليد ، عن ثور ، عن مكحول ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : النظر في زمزم عبادة وهي تحطّ الخطايا.

١١٠٦ ـ حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا الحسن / بن أحمد بن أبي شعيب الجزّار ، قال : ثنا مسكين بن بكير ، قال : ثنا محمد بن المهاجر ، عن ابراهيم بن أبي حرّة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، وفيه طعام من الطعم وشفاء من السقم ، وشرّ ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بحضرموت عليه كرجل الجراد من الهوام يصبح يتدفق ويمسى لا بلال فيه.

١١٠٧ ـ وحدّثنا هديّة بن عبد الوهاب الكلبي ، قال : ثنا الفضل بن موسى ، قال : ثنا عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس

__________________

١١٠٥ ـ إسناده ضعيف مرسل.

إسحاق بن ابراهيم الطبري ، ضعيف. أنظر لسان الميزان ١ / ٣٤٤.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٧ نقلا عن الفاكهي.

١١٠٦ ـ إسناده حسن.

مسكين بن بكير ، هو : أبو عبد الرحمن الحذّاء. وابراهيم بن أبي حرّة ، وثقة أحمد وابن معين وأبو حاتم. أنظر الجرح ٢ / ٩٦.

رواه الطبراني في الكبير ١١ / ٩٨ ، من طريق : الحسن بن أحمد بن أبي شعيب به.

وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٨٦ ، وعزاه للطبراني في الكبير وقال : ورجاله ثقات ، وصححه ابن حبّان.

١١٠٧ ـ إسناده حسن.

وتقدم هذا الأثر برقم (١٠٧٩) قبل الحديث المرفوع هناك.

٤١

ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّه رأى رجلا يشرب من ماء زمزم ، فقال : هل تدري كيف تشرب من ماء زمزم؟ قال : وكيف أشرب من ماء زمزم يا أبا عباس؟ فقال : إذا أردت أن تشرب من ماء زمزم فانزع دلوا منها ثم استقبل القبلة ، وقل : بسم الله ، وتنفّس ثلاثا حتى تضلّع ، وقل : الّلهم إنّي أسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وشفاء من كل داء.

١١٠٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان ، قال : أخبرني أبو سعيد ، عن رجل من الأنصار ، عن أبيه ، عن جده ، قال : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : آية ما بيننا وبين المنافقين أن يدلوا دلوا من ماء زمزم أو يطّلعوا فيها ، ما استطاع منافق قط يطّلع فيها.

١١٠٩ ـ وحدّثني عبد الله بن منصور ، عن عبد الله بن هارون ، عن خلف ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : يحوّل الله ـ عزّ وجلّ ـ زمزم بين النار والجنة ، فإذا عبر الناس الصراط دنوا فشربوا فرشحوا عرقا أطيب من ريح المسك ، فلم يبق في الصدر غشّ ولا غمّ ولا غلّ ولا تحاسد ولا تباغض الا ذهب مع عاهات الجسد ، فيدخلون الجنة فتقول لهم الملائكة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها

__________________

١١٠٨ ـ في اسناده من لم يسمّ.

أبو سعيد ، هو : صاحب مقاتل ، ذكره المزّي في التهذيب ص : ٩١٨ ، في ترجمة عثمان بن ساج ، ولم أقف على ترجمته.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٢ ، من طريق : سعيد بن سالم به.

١١٠٩ ـ إسناده متروك.

خلف ، هو : ابن خليفة. وسعيد الإسكاف ، هو : ابن طريف الحنظلي الكوفي : متروك ، ورماه ابن حبّان بالوضع ، وكان رافضيّا. التقريب ١ / ٢٨٧. والأصبغ بن نباتة ، هو : الحنظلي الكوفي ، متروك أيضا ، ورمي بالرفض. التقريب ١ / ٨١.

٤٢

خالِدِينَ)(١) يقول : (طبتم) ذهبت عنكم العاهات والآفات والتحاسد والتباغض والغلّ والغمّ والغشّ.

١١١٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، قال : سمعت عليا ـ رضي الله عنه ـ يقول : خير واد في الناس وادي مكة ، وواد بالهند الذي أهبط فيه آدم ـ عليه السلام ـ ومنه يؤتى بهذا الطيب الذي تطيبون به ، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف ، وواد بحضرموت يقال له : برهوت ، وخير بئر في الناس بئر زمزم ، وهي في وادي مكة ، وشر بئر في الناس برهوت ، وهي في وادي برهوت تجمع فيها أرواح الكفار.

١١١١ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا عمرو بن عاصم ، عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ نحوه ، وزاد فيه : بئر ماؤها بالنهار أسود كأنه القيح تأوى إليه الهوام.

١١١٢ ـ وحدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن أبان بن تغلب ،

__________________

١١١٠ ـ إسناده صحيح.

فرات القزّاز ، هو ابن أبي عبد الرحمن الكوفي.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١١٦ ، والأزرقي ٢ / ٥٠ ، كلاهما من طريق : ابن عيينة به.

وذكره ياقوت في معجم البلدان ١ / ٤٠٥ ، والمحبّ في القرى ص : ٤٨٨ ـ ٤٨٩ ، وقال : وأخرج طرفا منه سعيد بن منصور.

١١١١ ـ إسناده ضعيف.

علي بن زيد : ضعيف. ويوسف بن مهران : ليّن الحديث.

١١١٢ ـ إسناده صحيح إلى أبان.

(١) آية (٧٣) من سورة الزمر.

٤٣

عن رجل من أهل اليمن ، قال : أمسى عليّ الليل وأنا ببرهوت فسمعت فيه أصوات أهل الدنيا ، وسمعت قائلا يقول : يا دومة يا دومة ، قال : فسألت رجلا من أهل الكتاب ، وأخبرته بالذي سمعت ، فقال : إنّ الملك الذي على أرواح الكفار يقال له : دومة (١).

قال سفيان : وأخبرني رجل أنه أمسى فيه ، فكان فيه أصوات الحاج.

قال سفيان : وسألت رجلا من أهل حضرموت ، فقال : لا يستطيع أحد أن يمشي فيه بالليل (٢).

١١١٣ ـ / حدّثنا حسين بن حسن ، وأبو عمّار ، الحسين بن (حريث) (٣) المروزيّان ، قالا : ثنا يحيى بن سليم ، قال : حدّثني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، قال أبو عمار في حديثه : قال : دخلنا على وهب بن منبّه في دار الحمّام. قالا جميعا : نعوده بأعلى مكة ، قال : فاستسقى بعضنا ، فسقي ماء زمزم ، فقال بعضنا : لو استعذبت يا فلان ، فقال : ما لي شراب ولا غسل ولا وضوء غيرها من حين أدخل مكة إلى أن أخرج منها ، واني لأجده مكتوبا في كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ : برّة شراب الأبرار ، واني لأجده في كتاب الله : المضنونة ، ضنّ بها لكم ، والذي نفسي بيده لا يرد بها عبد مسلم فيشرب منها إلا أورثه الله شفاء ، وأخرج منه داء.

__________________

١١١٣ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٦٣ ـ ٦٤ كلاهما من طريق : ابن خثيم به ، بنحوه. وذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٤٨٧ ، وعزاه للأزرقي ، وسعيد بن منصور.

(٢،١) ذكرهما ياقوت في معجم البلدان ١ / ٤٠٦.

(٣) في الأصل (حرب) وهو تصحيف.

٤٤

١١١٤ ـ وحدّثني محمد بن أبي عمر ، ومحمد بن ميمون ، قالا : ثنا سفيان ، عن صدقة بن يسار ، قال : سمعت [رجلان من](١) المختارين أبي عبيد يقول : ترون هذه البئر التي بالكوفة في رحبة علي فإن عينا من زمزم تمدها.

١١١٥ ـ حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا محمد بن رمح المصري ، قال : ثنا الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، قال : إنّه بلغه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث عينا له إلى مكة ، فكان يكمن النهار حتى إذا كان الليل أتى إلى زمزم ، فشرب منها ، فلبث بذلك ليالي ، ثم إنه رجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فسأله : ما كان عيشك؟ فأخبره أنه كان يأتي إلى زمزم فيشرب منها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : انها شفاء من سقم وجزاء من طعم.

١١١٦ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا ابن أبي أويس ، عن أبيه ، قال : حدّثني حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : خير عد (٢) في الأرض زمزم.

__________________

١١١٤ ـ إسناده إلى صدقة بن يسار صحيح.

١١١٥ ـ إسناده منقطع.

سعيد بن أبي هلال ، صدوق من السادسة ، مات بعد (١٣٠). التقريب ١ / ٣٠٧.

ذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٢٣ وعزاه للفاكهي.

١١١٦ ـ إسناده ضعيف.

حسين بن عبد الله ، هو : ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني.

ضعيف ، كما في التقريب ١ / ١٧٦.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّ صوابها (رجلا عن).

(٢) العدّ (بالكسر) هو : الماء الجاري الدائم الذي له مادة لا تنقطع ، كماء العين والبئر. تاج العروس ٢ / ٤١٦.

٤٥

١١١٧ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا غندر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، كذا (١) قال : ما رأيت ابن عباس رضي الله عنهما أطعم ناسا قطّ إلا سقاهم من ماء زمزم ، وكان ـ رضي الله عنه ـ إذا صام الأيام أحب أن يكون في صومه يوم الجمعة.

١١١٨ ـ وحدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا أبو داود ، ووهب بن [جرير](٢) قالا : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم.

١١١٩ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني علي بن صالح ، قال : ثنا عبد الصمد بن علي ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان أهل مكة لا يشتكون ركبهم ولا يسابقون أحدا إلا سبقوه ، ولا يصارعون أحدا إلا صرعوه ، حتى رغبوا عن ماء زمزم فبدل بهم.

__________________

١١١٧ ـ إسناده صحيح.

ذكره الصالحي في سبل الهدى ١ / ٢١١ ، وقال : رواه أبو نعيم في الحلية ، وصحح الدمياطي اسناده.

١١١٨ ـ إسناده صحيح.

ذكره السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢٢٣ ، وعزاه للفاكهي.

١١١٩ ـ إسناده ضعيف.

علي بن صالح ، هو : المدني ، مستور كما في التقريب. وعبد الصمد بن علي لم أقف على ترجمته.

ذكره المحبّ الطبري ص : ٤٨٨ ، وعزاه لأبي ذرّ في المناسك.

(١) في الأصل (عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال) ولكونها زائدة حذفتها.

(٢) في الأصل (حزم) وهو تصحيف.

٤٦

١١٢٠ ـ وحدّثني أبو إسحاق اسماعيل بن داود البصري ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ماء زمزم طيب لا برد.

١١٢١ ـ حدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا أيوب ابن ثابت [المكي](١) ، عن صفية بنت بحرة ، قالت : رأيت قصعة لأم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ توضع في المسجد ، فيصب فيها ماء زمزم ، فكنا إذا طلبنا من أهلنا الطعام ، قالوا : اذهبوا إلى صحفة أمّ هانئ.

ذكر

غسل أهل مكة الموتى بماء زمزم

لبركته وفضله

١١٢٢ ـ حدّثنا العباس بن محمد الدّوري ، قال : ثنا سعيد بن عامر ، قال : ثنا صالح بن رستم ، أبو عامر الخزاز ، عن ابن أبي مليكة قال : كنت

__________________

١١٢٠ ـ شيخ المصنّف لم نقف عليه. وعبد الرحمن بن سلام الجمحي : صدوق كما في التقريب ١ / ٤٨٣.

١١٢١ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن صالح : الأنماطي البغدادي. وأبو حذيفة ، هو : موسى بن مسعود النهدي : صدوق سيئ الحفظ. التقريب ٢ / ٢٨٨. وأيوب بن ثابت : ليّن الحديث. التقريب ١ / ٨٩. وصفية بنت بحرة ، ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين ٤ / ٣٨٦.

١١٢٢ ـ إسناده حسن.

صالح بن رستم ، صدوق كثير الخطأ. التقريب ١ / ٣٦٠.

نقل بعضه الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٨.

(١) في الأصل (مكي).

٤٧

أوّل من بشر اسماء بالاذن في إنزال عبد الله بن الزبير. قال : فانطلقنا إليه فما تناولنا / منه شيء (١) إلا تابعنا. قال : وقد كانت اسماء وضع لها مركن فيه ماء زمزم وشبّ يماني ، فجعلنا نناولها عضوا عضوا فتغسله ، ثم نأخذه منها فنضعه في الذي يليه ، فلما فرغت منه أدرجناه في أكفانه ، ثم قامت فصلّت عليه ، وكانت تدعو : الّلهم لا تمتني حتى تولّيني جنّته (٢) فما أتت عليها جمعة حتى ماتت.

* وأهل مكة على هذا إلى يومنا يغسلون موتاهم بماء زمزم إذا فرغوا من غسل الميت وتنظيفه جعلوا آخر غسله بماء زمزم تبركا به.

ذكر

حمل ماء زمزم للمرضى وغيرهم

من مكة إلى الآفاق

١١٢٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وحسين بن حسن ، قالا : أنا سفيان ، عن أبي نعيم بن نافع ، عن ابن أبي حسين ، قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث إلى سهيل بن عمرو يستهديه من ماء زمزم فبعث إليه براوية أو راويتين ، وجعل عليهما كرّا غوطيّا.

__________________

١١٢٣ ـ اسناده مرسل ، وأبو نعيم بن مانع لم نقف على ترجمته.

وابن أبي حسين ، هو : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي النوفلي.

وقد تقدّم الكلام على هذا الحديث برقم (١٠٨٨).

(١) كذا في الأصل.

(٢) جنّته ـ بضم الجيم ـ أي : دفنه. النهاية ١ / ٣٠٧.

٤٨

١١٢٤ ـ حدّثنا أبو العباس ، عن خلّاد الجعفي ، قال : ثنا زهير [عن](١) هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : إنّ عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تحمل ماء زمزم ، وكانت تخبر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

١١٢٥ ـ حدّثني عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا ابراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، قال : ثنا عبد الله بن المؤمّل ، عن [أبي](٢) الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ يستهديه ماء زمزم ، فبعث إليه سهيل ـ رضي الله عنه ـ بماء زمزم.

١١٢٦ ـ وحدّثني أبو العباس ، أحمد بن محمد ، عن خلّاد الجعفي ، قال : ثنا زهير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : إنّ عائشة ـ رضي الله عنها ـ حملت من ماء زمزم في القوارير للمرضى ، وقالت : حمله رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الأدواء والقرب ، وكان يصبّه على المرضى ويسقيهم.

__________________

١١٢٤ ـ إسناده حسن.

خلاد الجعفي ، هو : ابن يزيد الكوفي. وزهير ، هو : ابن معاوية.

رواه الترمذي ٤ / ١٨٣ ، والحاكم ١ / ٤٨٥ ، والبيهقي ٥ / ٢٠٢ كلّهم من طريق : خلاد به. وقال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. وذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٥٩ وزاد نسبته للبيهقي في شعب الإيمان.

١١٢٥ ـ إسناده ضعيف.

ابراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، سكت عنه ابن أبي حاتم ٢ / ١٢١. وعبد الله بن المؤمّل ، هو : المخزومي المكي ، ضعيف الحديث.

رواه البيهقي ٥ / ٢٠٢ من طريق : ابراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٨٦ ، وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط.

١١٢٦ ـ تقدم برقم (١١٢٤).

(١) في الأصل (بن) وهو خطأ.

(٢) في الأصل (ابن) ، وهو خطأ.

٤٩

١١٢٧ ـ حدّثني عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا حسان بن عبّاد ، عن محمد بن سليمان ، عن حرام بن هشام ، عن أبيه ، عن أم معبد ـ رضي الله عنها ـ قالت : مرّ بي بخيمتي غلام سهيل بن عمرو ، [أزيهر](١) ومعه قربتا ماء ، فقلت : ما هذا؟ فقال : إنّ محمدا كتب إلى مولاي سهيل بن عمرو وأخبرني مولاي سهيل أنه كتب إليه يستهديه ماء زمزم ، فأنا أعجل السير لكيلا تنشف القرب.

١١٢٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن أبي هاشم ـ يعني : اسماعيل بن كثير المكي ـ عن عطاء ابن أبي رباح ، قال : إنّ كعبا حجّ فحمل معه ست عشرة راوية أو اثنتي عشرة راوية من ماء زمزم إلى الشام.

__________________

١١٢٧ ـ إسناده ضعيف.

حسان بن عبّاد ، ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ١٩٠ ، وقال : هو مجهول.

ومحمد بن سليمان ، هو : ابن مسمول المكي المخزومي. قال أبو حاتم : ليس بالقوي ، ضعيف الحديث ، كان الحميدي يتكلّم فيه. الجرح ٧ / ٢٦٧.

وهشام والد حرام ، هو : ابن حبيش الخزاعي.

ذكره الحافظ في الاصابة ١ / ٤٥ ، وعزاه للفاكهي. والمتّقي في كنز العمّال ١٤ / ١٢١ ، وعزاه للفاكهي أيضا.

١١٢٨ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٨ / ٩٥ ، والأزرقي ٢ / ٥٢ ، عن عطاء بنحوه. وذكره المحبّ في القرى ص : ٤٩١ ونسبه للواقدي.

(١) في الأصل (وأزيهر) والواو زائدة ، لأن أزيهر هو مولى سهيل. أنظر الاصابة.

٥٠

١١٢٩ ـ وحدّثني أبو العباس ، عن حسن بن الربيع ، عن مسلم أبي عبد الله ، عن الحسن الجفري ، عن حبيب ، قال : قلت لعطاء : آخذ من ماء زمزم؟ قال : نعم ، قد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يحمله في القوارير ، وحنّك به الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ بتمر العجوة.

ذكر

شرب النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ من ماء زمزم

والتابعين بعدهم وتفسير ذلك كله

١١٣٠ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبيه ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، / عن [عبيد الله بن أبي رافع](١) ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم دعا بسجل من ماء زمزم ، فشرب منه ، وتوضأ ، وقال : انزعوا على سقايتكم يا بني عبد المطلب ، فلولا أن تغلبوا عليها لنزعت.

__________________

١١٢٩ ـ إسناده ضعيف.

الحسن الجفري ، هو : ابن أبي جعفر البصري ، ضعيف الحديث.

وحبيب ، هو : ابن أبي ثابت. ومسلم أبو عبد الله ، لم أقف على ترجمته.

ذكره الهيثمي ٣ / ٢٨٧ ، وقال : رواه الطبراني في الكبير ، وفيه من لم أعرفه.

١١٣٠ ـ تقدم اسناده برقم (٨٢٤).

رواه الإمام أحمد ١ / ١٥٦ ـ ١٥٧ ، من طريق : عبد الرحمن بن عيّاش ، عن زيد ابن علي به. في حديث طويل. ورواه عبد الله بن أحمد فيما زاده على مسند أبيه ١ / ٧٦ من طريق : أحمد بن عبدة البصري ، عن المغيرة بن عبد الرحمن به ، ضمن حديث طويل أيضا. والترمذي ٤ / ١١٩ من طريق : سفيان ، عن عبد الرحمن بن الحارث به ، وقال : حسن صحيح. والأزرقي ٢ / ٥٥ من طريق : مسلم بن خالد ، عن عبد الرحمن بن الحارث به. وذكره المتقي الهندي في الكنز ١٤ / ١٢٣ ، وعزاه للأزرقي.

(١) في الأصل (عبد الله بن رافع) والصواب ما أثبتناه.

٥١

١١٣١ ـ حدّثنا محمد بن ادريس بن عمر ، قال : ثنا خلّاد بن يحيى ، قال : ثنا يوسف [أبو عبدة](١) البصري ، عن ثابت ، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى زمزم ، فنزع دلوا ، فشرب منه ، ثم مجّ فيه ، ثم صبّه في زمزم.

١١٣٢ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا [خالد](٢) الحذّاء ، عن عكرمة ، قال : أظنه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أتى زمزم ، فقال : اعملوا فإنكم على عمل صالح ، ثم أتى السقاية.

١١٣٣ ـ وحدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا مكي بن ابراهيم ، قال : ثنا المثنى بن الصبّاح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، قال : إنه طاف مع عبد الله بن [عمرو](٣) ـ رضي الله عنهما ـ بالبيت يوم النحر ، ثم ذهب إلى سقاية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فشربا من شرابها ، ثم رجعا إلى زمزم ، فدعا بماء فشرب منه ، ثم صبّ على رأسه ، ثم قال : هكذا رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يصنع ، ثم قال النبي صلّى الله عليه وسلم : يا بني عبد المطلب حافظوا على سقايتكم ، لولا أني أخاف أن تغلبوا عليها لنزعت معكم.

__________________

١١٣١ ـ إسناده ليّن.

١١٣٢ ـ تقدّم اسناده برقم (٤٦١).

رواه البخاري ٣ / ٤٩١ ، وابن خزيمة ٤ / ٣٠٦ ، كلاهما من طريق : خالد الحذّاء به.

١١٣٣ ـ إسناده ضعيف.

المثنى بن الصبّاح : ضعيف ، اختلط بأخرة.

(١) في الأصل (أبو عبيدة) وهو تصحيف ، إنّما هو : يوسف بن عبدة البصري ، أبو عبدة ، وهو ليّن الحديث. التقريب ٢ / ٣٨١.

(٢) في الأصل (خلدة) وهو تحريف.

(٣) في الأصل (عمر) وهو تصحيف.

٥٢

١١٣٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن أبان بن تغلب ، عن الحكم ، نحوه وزاد فيه : لنزعت حتى يؤثر الحرير بظهري.

* وقد قال الفضل بن (١) عبد الرحمن بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب يذكر فضل بني عبد المطلب في زمزم فقال :

لقد فضّل الرّحمن آل محمّد

بعلم وكان الله بالنّاس أخبرا

سقاهم ليسقوا الحاجّ في الحجّ زمزما

وخطّ لهم في جنّة الخلد كوثرا

١١٣٥ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج ، قال : أخبرني ابن جريج ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لمّا قضى طوافه يوم دخل مكة ، فركع ركعتين ، ثم انصرف إلى زمزم ، فاطلع فيها وقال : لو لا أن تغلب بنو عبد المطلب على سقاية الحاج لنزعت منها بيدي ، ثم انصرف ، فجلس في ناحية المسجد ، ثم دعا بسجل من ماء زمزم ، وتوضأ منه ، والمسلمون يبتدرون وضوءه يصبون على وجوههم ، والمشركون ينظرون ويقولون : ما رأينا ملكا قطّ بلغ هذا ولا أشبهه ، ماذا يصنعون بالوضوء؟!

__________________

١١٣٤ ـ اسناده صحيح إلى الحكم لكنه مرسل.

وقوله (الحرير) كأنه يريد حبل الحرير الناعم ، كناية عن كثرة النزع ، لأن الناعم لا يؤثر بقليل النزع ، والله أعلم.

١١٣٥ ـ إسناده منقطع.

(١) الفضل بن عبد الرحمن ، كان شيخ بني هاشم في وقته ، وسيّدا من ساداتهم ، وشاعرهم وعالمهم.

مات سنة (١٧٣) أنظر معجم الشعراء للمرزياني ص : ١٧٩. وطبقات فحول الشعراء ١ / ٧٦.

٥٣

١١٣٦ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيه ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم أتي بدلو من ماء زمزم ، فشرب واستنثر خارجا من الدلو ومضمض ثم مجّ فيه.

قال مسعر : مسكا أو أطيب من المسك.

١١٣٧ ـ وأخبرني اسماعيل بن سالم ـ وسمعته منه ـ قال : أنا [هشيم](١) ، قال : أنا مغيرة ، وعاصم ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم وهو قائم.

١١٣٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، ومروان ، عن عاصم ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ نحوه. قال مروان في حديثه : قال عاصم : فحلف عكرمة ما كان صلّى الله عليه وسلم يومئذ إلا على بعير.

__________________

١١٣٦ ـ رجاله ثقات ، إلّا أن عبد الجبّار بن وائل ، قيل إنه لم يسمع من أبيه. أنظر تهذيب الكمال ص : ٧٦٣.

ومسعر ، هو : ابن كدام ، وعبد الجبّار بن وائل ، هو : ابن حجر. ووائل صحابي مشهور.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٧ من طريق : سفيان به.

١١٣٧ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٣٧٢ ، ومسلم ١٣ / ١٩٨ ، والترمذي ٨ / ٧٥ ، والنسائي ٥ / ٢٣٧ ، وابن ماجه ٢ / ١١٣٢ كلّهم من طريق : الشعبي به.

١١٣٨ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٣ / ٤٩٢ ، ومسلم ١٣ / ١٩٧ ، وابن خزيمة ٤ / ٣٠٦ ، والأزرقي ٢ / ٥٧ ، والبيهقي ٥ / ١٤٧ كلّهم من طريق : عاصم به.

(١) في الأصل (هشام) وهو تصحيف.

٥٤

١١٣٩ ـ حدّثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، قال : ثنا عمرو بن عاصم ، قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن قيس بن سعد ، عن مجاهد ، / عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : جاءنا النبي صلّى الله عليه وسلم إلى زمزم ، فنزعنا له دلوا فشرب ، ثم مجّ في الدلو ، ثم صببناه في زمزم ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : لو لا ان تغلبوا عليها لنزعت بيدي.

١١٤٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : جاءنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ورديفه أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ فسقيناه من هذا النبيذ.

١١٤١ ـ وحدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر.

١١٤٢ ـ وحدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم (١) ، قال :

__________________

١١٣٩ ـ إسناده حسن.

عمرو بن عاصم ، هو : الكلابي : صدوق في حفظه شيء. التقريب ٢ / ٧٢. رواه أحمد ١ / ٣٧٢ من طريق : روح وعفّان ، عن حماد بن سلمة به.

١١٤٠ ـ إسناده ضعيف.

علي بن زيد بن جدعان : ضعيف. وشيخه يوسف بن مهران : ليّن الحديث. رواه أحمد ١ / ٢٩٢ من طريق : عفّان ، عن حمّاد ابن سلمة به.

١١٤١ ـ إسناده صحيح.

١١٤٢ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٧ ، من طريق : سعيد بن سالم ، عن عثمان ، عن حنظلة به.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّه سقط من الأسناد (عثمان بن ساج) ، فإن سعيد بن سالم لا يروي عن حنظلة مباشرة بل بواسطة شيخه (عثمان بن ساج). وهكذا رواه الأزرقي وأنظر تهذيب الكمال ص : ٣٤٤.

ثم إنّ لفظة (قال) في السند لعلّها (قالا).

٥٥

أنا حنظلة بن أبي سفيان ، عن طاوس ، نحو هذه الأحاديث ، وزاد فيه : ثم قال : إنّكم على عمل صالح ، فلو لا أن تتّخذ سنّة لأخذت بالرشاء وبالدلو.

١١٤٣ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : إنّي أرى أناسا يشربون من النبيذ إذا أفاضوا ، فحقّ ذلك على الناس؟ فقال : أمّا النبيذ فإنما أخذ به عباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ بعد النبي صلّى الله عليه وسلم ، ولكن نبي الله صلّى الله عليه وسلم لمّا أفاض نزع هو بنفسه بالدلو لا ينزع معه أحد ، فشرب ، ثم أفرغ ما بقي في الدلو في البئر ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : لو لا خشية أن يغلبكم الناس على سقايتكم لم ينزع أحد غيري.

قال : فنزع صلّى الله عليه وسلم هو بنفسه الدلو الذي شرب منها لم يعنه على نزعها أحد.

قال ابن جريج : وأخبرني ابن طاوس عن أبيه ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم شرب من النبيذ ، ومن زمزم ، وقال : لو لا ان تكون سنّة لنزعت. فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ربّما فعلت. قال : قلت : ما ربّما فعلت. قال : ربما فعلت (١).

قال ابن جريج : قال عطاء : لا يخطيني إذا أفضت أن أشرب من ماء زمزم. قال : وقد كنت فيما مضى أنزع مع النازع الدلو الذي أشرب منها إتّباع السنّة ، فأما منذ كبرت ولا انزع ينزع لي فاشرب ، وان لم يكن بي ظمأ إتّباع صنيع محمد صلّى الله عليه وسلم فأمّا من النبيذ فمرّة اشرب منه ومرة لا أشرب (٢).

قال : وإنما كانت سقايتهم هذه الذي يسقون عليها.

قال : كان لزمزم حوضان في الزمن الأول فحوض بينها وبين الركن

__________________

١١٤٣ ـ إسناده حسن.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ٥٥ ، وفي آخره (أي : ربّما نزعت).

(٢) المصدر السابق ٢ / ٥٦.

٥٦

يشرب منه الماء ، وحوض من ورائها للوضوء له سرب يذهب فيه الماء من نحو باب وضوءهم الآن. قال : فيصبّ الماء النازع وهو قائم على البئر في هذا من قربها من البئر (١).

قال : ولم يكن عليها شباك حينئذ ، ولم يكن وضوء آل عباس هذا حينئذ. قال : فأراد معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ أن يستقي في دار الندوة ، فأرسل إليه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إنّ ذلك ليس لك.

فقال : صدق فسقى حينئذ بالمحصّب. ثم رجع فسقى بعد بمنى (٢).

قال : فرأيت عقيل بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ شيخا كبيرا يفتل الغرب. قال : وكانت عليها غروب ودلاء. قال : ورأيت رجالا بعد منهم ، ما معهم مولى في الأرض يلفّون أرديتهم في القمص ، فينزعون حتى إنّ أسافل قمصهم لمبتلة ينزعون قبل الحج وأيام منى وبعده (٣).

قال ابن جريج : وأخبرني [حسين] بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، وداود بن علي بن عبد الله ، يزيد احدهما على صاحبه : أنّ رجلا نادى ابن عباس / فقال : السنّة تبتغون بهذا النبيذ أم هو أهون عليكم من اللبن والعسل؟ قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : جاء النبي صلّى الله عليه وسلم عباسا فقال : أسقونا.

فقال : إنّ هذا النبيذ شراب قد مغث ومرث أو لا نسقيك لبنا أو عسلا؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : اسقونا مما تسقون منه الناس. قال : فأتي النبي صلّى الله عليه وسلم ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار بعساس فيها النبيذ ، فلما شرب النبي صلّى الله عليه وسلم عجل قبل أن يروى فرفع ، فقال : أحسنتم هكذا اصنعوا. قال ابن عباس

__________________

(١) المصدر السابق ٢ / ٥٩.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٦٠.

(٣) المصدر السابق ٢ / ٥٦ ، وفيه (يلقون أرديتهم فينزعون في القمص).

٥٧

ـ رضي الله عنهما ـ : فرضاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذلك أحب إليّ من أن تسيل شعابها علينا لبنا وعسلا (١).

قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي (٢) لهب يفخر بزمزم والمشاعر بمكة :

وإن لنا البطحاء والمرو والصّفا

وإنّا ولاة البيت ذي الحجب والحجر

وإنّا سقاة الوافدين لحجّهم

إلى الله يرجون الثّواب من الأجر

لنا منهل نروي به كلّ وارد

مقيم لحجّاج العتيق وللحضر

من العسل الصّافي يشاب بزمزم

ومعتصر يأتيك من طيب العصر

١١٤٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام ، وعبد المجيد ، عن ابن جريج ، بإسناده مثل الحديث الحديث (٣).

__________________

١١٤٤ ـ إسناده صحيح.

هشام ، هو : ابن سليمان المخزومي.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ٥٦ من طريق : ابن جريج به. وابن سعد ٤ / ٢٥ ـ ٢٦ من طريق : مندل ، عن حسين بن عبد الله ، عن جعفر بن تمام ، عن ابن عباس.

وقوله (مغث ومرث) أي : نالته الأيدي وخالطته. النهاية ٤ / ٣٦٥.

(٢) شاعر من فصحاء بني هاشم ، كان معاصرا للفرزدق. وفي شعره رقّة ، وقد مدح عبد الملك بن مروان ، وهو أول هاشمي يمدح أمويّا ، مات في خلافة الوليد بن عبد الملك.

أنظر نسب قريش ص : ٩٠ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ص : ١٧٨. والمؤتلف والمختلف للآمدي ص : ٣٥.

والتبيين في نسب القرشيين ص : ١١٨. والأغاني ١٦ / ١٧٥.

(٣) كذا في الأصل.

٥٨

ذكر

الشرب من نبيذ السقاية (١)

١١٤٥ ـ حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا أبو بكر ، قال : ثنا سلام بن سليم ، عن ابراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن مولاه السائب بن عبد الله ، قال : كان السائب يأمرني أن أشرب من سقاية آل عباس ـ رضي الله عنهم ـ ويقول : إنه من تمام الحج.

قال (٢) : وحدّثنا أبو بكر ، عن حماد بن أسامة ، عن محمد بن أبي اسماعيل ، قال : إن سعيد بن جبير أتى السقاية بعد أن طاف بالبيت ، وصلى ركعتين ، فسقانا محمد بن علي نبيذا ، فشرب منه سعيد بن جبير وسقاني.

١١٤٦ ـ وحدّثنا أبو بشر بكر بن خلف قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن بكر ، أنه كان يستحب أن يدخل الحاج الكعبة ويشرب من نبيذ السقاية ، ويستقي من زمزم ، فيشرب ان استطاع.

__________________

١١٤٥ ـ إسناده ليّن.

ابراهيم بن مهاجر ، ليّن الحديث. كما في الجرح والتعديل ٢ / ١٣٣. وأبو بكر ، هو : ابن أبي شيبة. والسائب بن عبد الله ، هو : ابن أبي السائب المخزومي. كان شريكا للنبي صلّى الله عليه وسلم في الجاهليّة. أنظر الاصابة ٢ / ١٠.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ. وذكره الهيثمي في المجمع ٢ / ٢٨٦ وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : وفيه راو لم يسمّ ، وبقيّة رجاله ثقات.

١١٤٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ من طريق : محمد بن أبي عدي به.

(١) وهو ماء يلقى فيه تمر أو زبيب أو نحوهما ليحلو به الماء وحد الجائز منه ما لم يسكر ، انظر المحلى ٧ / ٤٧٨ ـ ٥٠٦ والمغنى ١٠ / ٣٤١.

(٢) القائل ، هو : أبو العباس الكديمي ، شيخه في الأثر السابق.

وهذا الأسناد صحيح إلى سعيد بن جبير. والأثر في مصنّف ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ.

٥٩

١١٤٧ ـ حدّثني أبو العباس ، قال : ثنا أبو بكر ، قال : ثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن حسن بن صالح ، عن ابراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد ابن غفلة ، أنه قال : اشرب من نبيذ السقاية.

١١٤٨ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن طاوس ، قال : كان أبي يقول : شرب نبيذ انسقاية من تمام الحج.

١١٤٩ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن ابن أبي ذئب ، عن المنذر ، قال : رأيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يكرع من حياض زمزم.

وقال الفضل بن العباس اللهبي في زمزم :

ولنا حوضان لم يعطهما

غيرنا الله ومجد قد تلد

حوضنا الكوثر حقّ المصطفى

يرغم الله به أهل الحسد

ولنا زمزم حوض قد بدا

حيث مبنى البيت في خير بلد

وقال الفضل أيضا في زمزم :

حوض النبي وحوضنا من زمزم

ظمىء امرؤ لم يروه حوضانا

فإذا رأيت شريبنا ومقامه

من حوضنا فشريبنا أروانا

متمكنا يقضي وينفذ امره

حتّى يكون كأنّه اسقانا

__________________

١١٤٧ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ.

١١٤٨ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ٥٧ من طريق : سفيان ، عن ابن طاوس به ، في خبر طويل.

وكذلك في ٢ / ٥٥ من طريق : ابن جريج عن ابن طاوس به ، بأطول منه.

١١٤٩ ـ إسناده لا بأس به.

المنذر ، هو : ابن أبي المنذر : مقبول ، كما في التقريب ٢ / ٢٧٥.

٦٠