أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

الحرّاني ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي ، قال : كان عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ جعل الدهر / على ثلاث ليال ، ليلة يبيت قائما حتى يصبح ، وليلة يبيت راكعا حتى يصبح ، وليلة يبيت ساجدا حتى يصبح.

١٥٩٠ ـ حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : ثنا المقرئ ، قال : ثنا أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : ما رأيت رجلا أفضل من عطاء.

١٥٩١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن اسماعيل بن أمية ، قال : كان عطاء يطيل الصمت ، فإذا تكلم يخيّل إلينا أنه يؤيّد.

١٥٩٢ ـ حدّثنا أبو بشر ـ إن شاء الله ـ قال : ثنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : أقام عطاء بن أبي رباح في المسجد أربعين سنة يصلي بالليل ويطوف.

١٥٩٣ ـ حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : سمعت أصحابنا المكيّين يقولون : كان المثنّى بن الصبّاح ، ومسلم بن خالد ـ وهو حدث ـ يبتدران

__________________

١٥٩٠ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٨٣ من طريق : عبد الحميد الحمّاني.

١٥٩١ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٨٣ عن ابن عيينة به.

١٥٩٢ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٨٤ من طريق : ابن جريج ، لكنّه قال : عشرين سنة.

١٥٩٣ ـ نقله الفاسي في العقد الثمين ٧ / ١٣٢ ، ونسبه للفاكهي.

٣٢١

المقام بعد صلاة العتمة ، فأيهما سبق إليه كان الآخر خلفه ، فلا يزالان يصليان إلى قريب من الصبح.

١٥٩٤ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا عبد الله بن ابراهيم ، عن أبيه ، قال : مرت بابن أبي نجيح ثلاثون سنة لم يستقبل أحدا بكلمة يكرهها ، ولم يمت حتى رأى البشرى.

* وكان بمكة هؤلاء الذين ذكرنا أمرهم في العبادة : طلق بن حبيب ، وطاوس ، وعطاء ، وابن أبي نجيح ، والمثنّى بن الصبّاح ، ومسلم بن خالد ، وغيرهم ، وابن جريج ، وعبد العزيز بن أبي روّاد.

١٥٩٥ ـ وحدّثنا به أبو يحيى (١) ، عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة ، قال : ثنا يوسف بن محمد ، عن عبد المجيد بن أبي روّاد ، قال : ما رأيت أبي مزح قط إلا مزحتين ، فإنه قال لنا يوما : يا بني هل رأيتم جملا على وتد؟ قال : فسكتنا. فقال : الجمل على الجبل. قال الله ـ تعالى ـ : (وَالْجِبالَ أَوْتاداً). قال : وقال لجليس له يقال له أبو رباح : لو تزوجت ، لعله أن يولد لك ولد فتسميه عطاء ، فيكون ابنك عطاء بن أبي رباح. ثم قال : أستغفر الله. إلى هنا لأبي يحيى.

__________________

١٥٩٤ ـ ميمون بن الحكم لم أقف عليه. وبقيّة رجاله موثّقون. وعبد الله بن ابراهيم ، هو : ابن عمر ابن كيسان الصنعائي.

أنظر عن أخبار المثنى بن الصبّاح ، ومسلم بن خالد ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩١.

١٥٩٥ ـ إسناده حسن.

يوسف بن محمد ، هو : ابن ابراهيم العطّار ، مفتي مكة. أنظر العقد الثمين ٧ / ٤٩٠.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٤٤٨ ، ٥ / ٥٠٩ ، وعزاه للفاكهي.

(١) في الأصل (وحدّثنا أبو يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ...) (وقال : ثنا) زائدة. لأنّ عبد الله هو أبو يحيى.

٣٢٢

وأما ابن جريج ، فذكروا أنه كان يحيي الليل كلّه صلاة ، فزعم بعض المكّيين أن صبيّة قالت لأمها لما مات ابن جريج ـ وكانت من جيرانه ـ : أين المشجب الذي كان يكون في هذا السطح؟ ـ سطح ابن جريج ـ. فقالت لها : يا بنية ، لم يك بمشجب ، ولكنه كان ابن جريج يصلي بالليل.

١٥٩٦ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الله بن ابراهيم ، قال : حدّثني أبي ، قال : سافر المغيرة بن حكيم إلى مكة أكثر من خمسين سفرا صائما محرما حافيا لا يترك صلاة السحر في السفر ، إذا كان السحر نزل فصلى ، ويمضي أصحابه فإذا صلى الصبح لحق بهم متى ما لحق. وكان المغيرة يكثر المقام بمكة ، وبها مات.

١٥٩٧ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا أبي ، قال : ما رأيت البيت بغير طائف إلا يوم مات المغيرة بن حكيم (١).

قال أبو بشر : وزعموا أنه كان رجلا صالحا (٢).

١٥٩٨ ـ حدّثني أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : حدّثني محمد بن أبي عمر ، قال : حدّثني عمرو بن عمر (٣) الوهطي ، قال : أقبلت من الطائف ،

__________________

١٥٩٦ ـ إسناده حسن.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٧ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥ عن الفاكهي.

١٥٩٧ ـ إسناده صحيح.

١٥٩٨ ـ عمرو بن عمر الوهطي ، لم أقف عليه.

(١) رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٩ من طريق : أبي بشر.

(٢) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٧ / ٢٥٥ عن الفاكهي.

(٣) كذا في الأصل ، وفي العقد الثمين (عمير).

٣٢٣

وأنا على بغل لي ، فلما كنت بمكة حذو المقبرة نعست فرأيت في منامي وأنا أسير كأن في المقبرة فسطاطا مضروبا فيه سدرة ، فقلت : لمن هذا الفسطاط والسدرة؟ فقالوا : لمسلم بن خالد ، وكأنهم الأموات ، فقلت لهم : ولم فضّل عليكم بهذا؟ قالوا : بكثرة الصلاة ، قال : قلت : فابن جريج؟ قالوا : هيهات رفع ذاك في علّيّين ، وغفر لمن شهد جنازته (١).

* وكان القسّ ، وهو : عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار من عباد أهل مكة ، فسمّي القسّ لعبادته.

وكان محمد بن طارق / الذي ذكر ابن شبرمة في شعره كان يطوف في كل ليلة سبعين أسبوعا ، وفي كل يوم سبعين أسبوعا. قال ابن فضيل : فكسّرت ذلك فإذا هي سبعة فراسخ (٢).

١٥٩٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن شبرمة ، أنه قال له في كرز الحارثي ، ومحمد بن طارق ، وكان محمد بن طارق من عباد أهل مكة ، فقال ابن شبرمة لهما :

لو شئت كنت ككرز في تعبّده

أو كابن طارق حول البيت في الحرم

قد حال دون لذيذ العيش خوفهما

وسارعا في طلاب الفوز والكرم

قال سفيان : فحدثت به ابن المبارك ، فقال : حدّثت به شعبة ، فقال : كيف هو؟ أعده عليّ. قال : قلت : أيّ شيء تصنع بهذا؟ إنما هذا شعر! قال : لو كنت في مقبرة بني شكر لأتيتك حتى اسمعه منك.

__________________

١٥٩٩ ـ إسناده صحيح.

ذكره الذهبي في السير ٦ / ٨٥ ، والفاسي في العقد ٢ / ٣٠.

(١) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٧ / ١٨٩ عن الفاكهي.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٣٠.

٣٢٤

١٦٠٠ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : سمعت ابن شبرمة ، يقول : فذكر نحوه (١).

وأما القسّ (٢) ، فله أخبار كثيرة سأذكر بعضها.

١٦٠١ ـ حدّثنا محمد بن عبيد الأموي ـ أبو بكر ـ عن خلاد بن يزيد ، قال : سمعت شيوخا من أهل مكة منهم سليم يذكر أن القسّ كان عند أهل مكة من أحسنهم عبادة ، وأظهرهم تبتلا ، وأنه مرّ يوما بسلّامة (٣) ـ جارية كانت لرجل من قريش ، وهي التي اشتراها يزيد بن عبد الملك ـ فسمع غناءها ، فوقف يستمع ، فرآه مولاها فدنا منه فقال : هل [لك](٤) ان تدخل فتسمع؟ فتأبّى عليه ، فلم يزل به حتى سمح. وقال : أقعدني في موضع لا أراها ولا تراني. فقال : أفعل. فدخل : فتغنت ، فأعجبته ، فقال مولاها : هل لك أن أحوّلها إليك؟ فتأبّي ، ثم سمح ، فلم يزل يسمع غناءها حتى شغف بها ، وعلم ذلك أهل مكة ، فقالت له يوما : أنا والله أحبك. قال : وأنا والله أحبك. قالت : وأحب أن أضع فمي على فمك. قال : وأنا والله. قالت : وأحب والله أن الصق صدري بصدرك ، وبطني ببطنك ، قال : وأنا والله.

قالت : فما يمنعك؟ والله إنّ الموضع لخال. قال : اني سمعت الله ـ عزّ وجلّ ـ

__________________

١٦٠٠ ـ إسناده حسن.

١٦٠١ ـ سليم : كذا في الأصل ، وفي العقد الثمين (سليمان) ولم أميّزه.

(١) رواه أبو نعيم في الحلية ٥ / ٨١ من طريق : علي بن المنذر به.

(٢) هو : عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار المكي ، الملقّب ب (القسّ). وهو ثقة عابد. أنظر التقريب ١ / ٤٨٧.

(٣) أنظر أخبارها في الأغاني ٨ / ٣٣٤. وهي من مولّدات المدينة ، أخذت الغناء عن معبد وابن عائشة.

(٤) سقطت من الأصل ، وألحقتها من العقد الفريد والعقد الثمين.

٣٢٥

يقول (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)(١) وأنا أكره أن يكون خلة ما بيني وبينك تؤول بنا إلى عداوة يوم القيامة. قالت : يا هذا أتحسب أنّ ربي وربك لا يقبلنا. ان نحن تبنا إليه؟ قال : بلى ، ولكن لا آمن أن أفاجأ ، ثم نهض وعيناه تذرفان ، فلم يرجع بعد ، وعاد إلى ما كان عليه من النسك (٢).

١٦٠٢ ـ وحدّثني أبو الحسن ـ أحمد بن عمرو بن جعفر ـ عن الزبير بن أبي بكر ، عن بكّار بن رباح ، قال : كان عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار من بني جشم بن معاوية ، وكان حليفا لبني جمح ، وكانت أصابت جدّة منّة من صفوان بن أمية ، وكان ينزل مكة ، وكان من عبّاد أهلها ، فسمي القسّ من عبادته ، فمرّ ذات يوم بسلّامة ، فوقف يسمع غناءها ، فرآه مولاها ، فدعاه إلى أن يدخل عليها ، فذكر نحو الحديث الأول ، وزاد فيه : ونظر إليها فأعجبته ، فسمع غناها فشغفت به وشغف بها ، وكان ظريفا ، فقال فيها:

أمّ سلّام لو وجدت من الوج

د عشر الّذي بكم أنا لاقي

أمّ سلّام أنت شغلي وهمّي

والعزيز المهيمن الخلّاق

/ أمّ سلّام جدّدي لي وصلا

وارحميني هديت ممّا ألاقي

__________________

١٦٠٢ ـ إسناده ضعيف.

بكّار بن رباح ، ترجمه ابن حجر في اللسان ٢ / ٤٢ ، وقال : أتى بخبر منكر.

وأنظر الخبر في الأغاني ٨ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، من طريق : الزبير بن بكار به ، ولكنّه لم يذكر الأبيات ، وكذلك في العقد الفريد ١٧ / ١٤ ـ ١٥ مع اختلاف في اللفظ ، وزيادة في الشعر.

(١) سورة الزخرف (٤٣).

(٢) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٣٧٦ نقلا عن الفاكهي بسنده. المتقدّم. كما ذكره أبو الفرج في الأغاني ٨ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد ٧ / ١٤ ـ ١٥.

٣٢٦

وزاد فيه : فعلم أهل مكة بذلك فسموها سلامة القس ، وزاد فيه : فقال. وقال أيضا:

إنّ سلّامة الّتي

أفقدتني تجلّدي

لو تراها والعود في

نحرها حين تبتدي

للسّريجيّ والغريض

وللقرم معبد

خلتهم تحت عودها

حين تدعوه باليد

١٦٠٣ ـ وحدّثني أبو محمد عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق البلخي ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : دخل عبد الله بن أبي عمار ـ وهو يومئذ شيخ أهل الحجاز ـ على نخّاس في حاجة له. قال : فألفاه يعرض قينة ، فعلقها ، فاشتهر بذكرها حتى مشى عطاء وطاوس ومجاهد فاقبلوا عليه باللوم والعذل ، فأنشأ يقول :

يلومني فيك أقوام أجالسهم

فما أبالي أطار اللّوم أم وقعا

وترقّى خبره إلى عبد الله (١) بن جعفر بالشام ، فلم يكن له همّ غيره ، فقدم حاجا ، فأرسل إلى مولى الجارية ، فاشتراها بأربعين ألفا ، ودفعها إلى قيّمة جواريه ، وقال لها : زيّنيها وحلّيها. قال : ففعلت ، ودخل عليه أصحابه ،

__________________

١٦٠٣ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن إسحاق البلخي. ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ٧ / ١٩٥ ، وقال : كتب عنه أبي بالرى. ومحمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، ضعفه ابن معين. الجرح والتعديل ٨ / ٣. ولسان الميزان ٥ / ٢٣٦ ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٣٧٧ ونسبه للفاكهي. وابن عبد ربه في العقد الفريد ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.

(١) هو : ابن أبي طالب ، الجواد المشهور.

٣٢٧

فقال : ما لي لا أرى ابن أبي عمار زارنا؟ فأخبروه ، فدخل عليه ، فلما أراد أن ينهض استجلسه ، فقال : ما فعل حب فلانة؟ قال : في اللحم والدم والمخ والعصب والعظام ، قال وتعرفها؟ قال : وأعرف غيرها ، قال : قد ضممنا واحدة ، والله ما رأيتها. قال : فدعا بها فجاءت ترفل في الثياب والحلي ، فقال : هي هذه؟ قال : نعم. قال : خذ بيدها ، فقد وهبتها لك ، أرضيت؟ قال : إي والله وفوق الرضا. قال : لكني والله لا أرضى اعطيكها كيلا تغتم بك وتغتم بها ، احمل معها يا غلام مائة ألف درهم.

١٦٠٤ ـ حدّثنا أحمد بن عمرو بن جعفر ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري ، عن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة ، عن أبيه ، عن جده ، نحوا من الحديث الأول ، وزاد فيه : فقال ابن جعفر : أتعرف معلمتها؟ قال وكيف لا أعرفها ، وبصوت لها بليت؟! قال : وما هو؟ قال : سمعت سلامة تقول بصوت لها لم أسمع أحسن منه ، فأحببتها من أجل ذلك الصوت ، قال : أتحب أن تسمعه؟ قال : وكيف لي بذلك؟ لعله يسلّي عني بعض ما أجد. فقال عبد الله لعزّة ، ـ وعزة كانت معلمة تعلم الغناء ـ : أبرزي ، فبرزت ، وأخذت عودا فضربت به :

بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا

حتى أتمت صوتها ، فغشي عليه بعد شهيق شديد ، فقال ابن جعفر : أثمنا فيه ، الماء الماء ، فنضحوا على وجهه الماء ، فأفاق وهو واله العقل حيران كالسكران ، فأقبل عليه ابن جعفر ، فقال : أبلغ منك هذا حب فلانة؟ قال :

__________________

١٦٠٤ ـ إسناده ضعيف.

وأنظر الأغاني ٨ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، ٣٣٩ ، على تقديم وتأخير ، وحذف لبعض الأبيات.

٣٢٨

بأبي أنت وأمي ، هو ما ترى. قال عبد الله : أتحب أن تسمع هذا الصوت من سلّامة؟ قال : أخاف إن سمعته منها مت ، وها أنا ذا سمعته ممن لا أحبها ، فمن أجل حبها كادت نفسي أن تذهب ، فكيف منها وأنا لا أقدر على ملكها؟ وعلى الله أتوكل ، وأنا أسأل الله الصبر والفرج ، إنه على ما يشاء قدير. قال عبد الله : فتعرف سلّامة / ان رأيتها؟ قال : وأعرف غيرها ، قال : فإنّا قد اشتريناها لك ، والله ما نظرت إليها ، وأمر بها فأخرجت ترفل في الحلي والحلل ، فقال : هي هذه بأبي أنت وأمي ، والله لقد أحييتني ، وفرّجت غمي ، وأنمت عيني وأبرأت قرح فؤادي ، ورددت إليّ عقلي ، وجعلتني أعيش بين قومي وأصحابي كالذي كنت ، ودعا له دعاء كثيرا ، فقال عبد الله : إني والله لا أرضى أن أعطيكها هكذا ، يا غلام ، احمل معه مائة ألف درهم لكيلا تهتم بها ، وتهتم بك ، قال : فراح بها وبالمال قال وقال فيها أيضا :

ما بال قلبك لا يزال تهيجه

ذكر عواقبه عليك سقام

باتت تعلّلنا وتحسب أنّنا

في ذاك أيقاظ ونحن نيام

حتّى إذا إنصدع الصّباح لناظر

فإذا وذلك بيننا أحلام

قد كنت أعذل في الصّبا أهل الصّبا

عجبا بما تأتي به الأيّام

فاليوم أعذرهم وأعلم أنّما

سبل الضّلالة والهدى أقسام

إنّ الّتي طرقتك بين ركائب

تمشي بمزهرها وأنت حرام

لتصيد لبّك أو جزاء مودة

إنّ الرّفيق له عليك ذمام

ليت المزاهر والمعازف جمّعت

طرّا وأوقد بينهنّ ضرام

إن تنا دارك لم أراك وإن أمت

فعليك مني نظرة وسلام

قال : وقال ابن أبي عمار أيضا :

٣٢٩

طال ليلي فبتّ ما أطعم النّو

م فواقا إلّا أرقت فواقا

إثر حيّ بانوا بسلّامة القل

ب يريدون غربة وفراقا

قرّبوا جلّة الجمال مع الصّب

ح قبيل الصّبح ونوقا عتاقا

فاتّبعت الجمال بالطّرف حتّى

سحق الطّرف دونهم انسحاقا

قال : وقال ابن أبي عمار ، أيضا في سلّامة (١) :

الا قل لهذا القلب هل أنت تصبر

وهل أنت عن سلّامة القلب مقصر

يقولون : أقصر عن سليمى وذكرها

وكيف وفي رأسي خشاش مضيّر (٢)

أرى هجرها والقتل مثلين فاقصروا

ملامكم فالقتل أعفى وأيسر

وإنّي أرجّيها وقد حال دونها

من الأرض مجهول المسافة أغبر

إذا جاوزت حوران من رمل عالج (٣)

وأحرزها شيء مع البعد منشر

هنالك لا دار يواتيك قربها

ولا وصل إلّا عبرة وتذكّر

ألا ليت أنّي حيث صارت بها النّوى

جليس لسلمى كلّما عجّ مزهر

وأنّي إذا ما الموت حلّ بنفسها

يزال بنفسي قبلها حيث تقبر

يهيج هواها القلب [من](٤) بعد سلوة

إلى أمّ سلّام الحمام المقرقر

إذا أخذت في الصّوت كاد جليسها

يطير إليها قلبه حين ينظر

كأنّ حماما راعبيا (٥) مؤدّيا

إذا نطقت من صدرها يتقشّر

__________________

(١) أنظر بعض هذا الشعر في الأغاني ٨ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠.

(٢) الخشاش : عظم رقيق في الرأس. و (مضيّر) أصابه الضر ، وهو : المرض. أراد أن شدّة تفكره بها أورثه مرضا في رأسه ، فكيف ينساها؟. أنظر اللسان ٤ / ٢٩٥ و٦ / ٢٩٦.

(٣) حوران : بلد واسع من أعمال دمشق ، وعاصمتها بصرى. ياقوت الحموي ٢ / ٣١٧.

وعالج ـ باللام المكسورة والجيم ـ موضع بين فيد والقريات. ياقوت ٤ / ٧٠.

(٤) سقطت من الأصل ، وزدناها لضرورة الوزن.

(٥) الراعبي جنس من الحمام ، والحمامة الراعبيّة هي التي ترعّب في صوتها ترعيبا ، وهو شدّة الصوت.

لسان العرب ١ / ٤٢١.

٣٣٠

١٦٠٥ ـ / وحدّثني أحمد بن عمرو بن جعفر ، عن العتبي ، نحو حديث الزبير الأول ، وزاد فيه : قال : وقدم بعد هذا الكلام محمد بن الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان ، فقيل له : هل في مكرمة لا يسبق إليها؟ قال : نعم ، فأخبر بقصته ، فسارع إلى شرائها ، فقيل لعبد الرحمن بن أبي عمار ، فقال : إنّ اليمين قد سبقت أن لا نجتمع ، وقال عبد الرحمن بن أبي عمار في ذلك :

فيا حزنا إذ صار حبّي وحبّها

سماعا وفيما بيننا لم يكن بذل

ويا عجبا أنّي أكاتم حبّها

وبي وبها في النّاس قد ضرب الطّبل

ذكر

إعطاء أهل مكة القسم والعطاء وأول من فعله

١٦٠٦ ـ حدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا نوح بن يزيد المؤدّب ، قال : ثنا ابراهيم بن سعد ، عن محمد بن اسحاق ، عن عيسى بن معمر ، عن عبد الله بن عمرو الفغواء ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : بعثني النبي صلّى الله عليه وسلم

__________________

١٦٠٥ ـ العتبي ، هو : محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي. ذكره الخطيب في التاريخ ٢ / ٣٢٤ وقال : كان صاحب أخبار ورواية للآداب ، وكان من أفصح الناس توفي سنة (٢٢٨).

١٦٠٦ ـ إسناده ضعيف.

عيسى بن معمر ليّن الحديث. التقريب ٢ / ١٠٢. وعبيد الله بن الفغواء ـ بفتح الفاء وسكون المعجمة ـ : مستور. التقريب ١ / ٤١٧.

رواه أبو داود ٤ / ٣٦٧ من طريق : محمد بن يحيى بن فارس عن نوح به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي ١٠ / ١٢٩. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٤٩٨ وقال : رواه عمر بن شبّة ، والبغوي من طريق : ابن إسحاق ، عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء ، عن أبيه.

٣٣١

بمال إلى أبي سفيان ليقسمه بمكة ، فقال لي عمرو بن أمية : أصحبك. قال : فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه وسلم فقال : أما سمعت قول القائل : أخوك البكري ولا تأمنه؟ قال : فخرجت حتى إذا كنت بالأبواء (١) ، قال : إنّ لي حاجة إلى قومي بودان (٢). قلت : نعم ، فذهب وذكرت قول النبي صلّى الله عليه وسلم فشددت على راحلتي حتى إذا كنت بالأصافر (٣) التفتّ ، فإذا جماعة مقبلون ، فأوضعت بعيري ففتّهم ، فلما نزلت لحقني عمرو بن أمية ، فقال : إنّما خرج معي قومي. قال : فقدمت مكة فدفعت المال إلى أبي سفيان.

١٦٠٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا محمد بن محمد ابن عبد الرحمن ، عن ابن أبي الرداد المدني ، عن عبد الرحمن بن زاده ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث إلى قريش (٤) يقسم عليهم وهم كفار ، فخرج به حتى جاءهم به فقسمه عليهم ، فرده عليه أشراف قريش ، فجاء أبو سفيان في أناس من قريش ، فقالوا : أعطنا ما ردّ عليك قومنا ، فنحن نقبله منك. فقال : لا حتى استأمر

__________________

١٦٠٧ ـ محمد بن عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن زاده ، وأبوه ، لم أعرفهم.

(١) الأبواء : سيرد التعريف بها (إن شاء الله) في موضع قبر أم النبي صلّى الله عليه وسلم.

(٢) ودّان ـ بالفتح ـ : قرية بين مكة والمدينة ، قريبة من الجحفة ، على ما ذكر ياقوت. وأفاد البلادي:

أن هذه البلدة تقع قرب مستورة ، وقد اندثرت اليوم ، وتقع آثارها على بعد (١٢) كم من مستورة ، وأنّ جزءا من آثارها قد ابتلعته الرمال. أنظر ياقوت الحموي ٥ / ٣٦٥ ، ومعجم معالم الحجاز ٩ / ١٣٢ ـ ١٣٥.

(٣) الأصافر : ثنايا سلكها النبي صلّى الله عليه وسلم إلى بدر ، سمّيت بذلك لصفرها ، أي خلوّها. ياقوت ١ / ٢٠٦. وأنظر معجم معالم الحجاز ١ / ١٠٨.

(٤) كذا في الأصل ، ولعلّه قد سقط اسم الرجل الذي بعثه النبي صلّى الله عليه وسلم من هنا ، ولعلّه المذكور في الأثر السابق.

٣٣٢

فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقدم الرجل على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : هلا أعطيته من قبله منهم.

١٦٠٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وسعد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قدم مكة فأعطى الناس عشرة دراهم ، عشرة دراهم ، فمر به عبد فأعطاه عشرة دراهم ، فلما ولى قيل له : يا أمير المؤمنين انه عبد ، فقال : دعه.

١٦٠٩ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إذا قدم مكة فيّض المال فيضا ، بدأ بقريش ، ثم العرب ، ثم الموالي ، ثم الفرس ، ثم الحبش.

قال ابن جريج في حديثه هذا : وأخبرني أبي أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فرض لجبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ وأقربائه أربعة آلاف ، أربعة آلاف.

١٦١٠ ـ وحدّثني أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ، قال : يقال : إنّ ابن الزبير ـ رضي الله عنه ـ كسى أصحابه ثيابا ، فسأله أبو العباس السائب ابن فروخ أن يكسوه معهم ، فأبى فأنشأ يقول :

__________________

١٦٠٨ ـ إسناده منقطع.

عمرو بن دينار لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ. تهذيب الكمال ص : ١٠٣٢.

١٦٠٩ ـ إسناده منقطع.

ابن جريج لم يدرك أحدا من الصحابة. التقريب ١ / ٥٢٠.

١٦١٠ ـ أنظر المنازل والديار ٢ / ٤٥. والأبيات في البيان والتبيين ١ / ٢٣٣ على اختلاف فيها.

٣٣٣

/ كست أسد إخوانها ولو أنّني

ببلدة إخواني إذا لكسيت

فلم أر قوما مثل قومي تحمّلوا

إلى الشّام مظلومين منذ بريت

[و](١) أعظم أحلاما وأكثر نائلا

وأعرف بالمسكين حيث يبيت

إذا مات منهم ريّس قام ريّس

بصير بأمر المسلمين زميت (٢)

قال : ثم قدم الشام على عبد الملك ، فلما دخل عليه قال : أنت القائل :

كست أسد إخوانها ولو أنّني

ببلدة إخواني إذا لكسيت؟

قال : نعم. قال : فقال هاتوا الثياب واطرحوا عليه ، فطرح عليه من الثياب وغيرها من الخز حتى صاح : الموت ، أخشى أن أموت من الغم ، قال ، فقال له : لو لم تقل هذا ما زلنا نطرحها عليك.

ذكر

ما يؤمر به أهل مكة من التجريد في الحج

١٦١١ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام ، وعبد المجيد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : وجه اهلال أهل مكة ، أن يهل أحدهم حين توجه دابته نحو منى ، وإن كان ماشيا فحين يوجه نحو منى.

١٦١٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ،

__________________

١٦١١ ـ إسناده حسن.

١٦١٢ ـ إسناده صحيح.

ذكره المحبّ الطبري ص : ٩٥ وعزاه لسعيد بن منصور.

(١) زدناها لضرورة الوزن.

(٢) الزميت : الحليم الساكن ، القليل الكلام. اللسان ٢ / ٣٥.

٣٣٤

عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن السائب ، قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يا أهل مكة ، تجردوا وإن لم تهلوا.

١٦١٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يا أهل مكة ، يقدم الناس عليكم شعثا وأنتم مدّهنون؟ إذا رأيتم الهلال فأهلّوا.

١٦١٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة ان يحرم في الهلال ، فكان يلبّي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبّون ان يتجرد الناس في أيام العشر ويتشبهوا بالحاج.

__________________

١٦١٣ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٩٤ أ من طريق : عبد الرحمن بن القاسم به.

وذكره المحبّ في القرى ص : ٩٤ وعزاه لمالك ، ولسعيد بن منصور.

١٦١٤ ـ إسناده حسن.

أبو جراب ، هو : محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن أميّة الأصفر.

كان واليا على مكة. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٧٩.

والخبر نقله الفاسي في العقد الثمين وعزاه للفاكهي.

٣٣٥

ذكر

ما يؤمر به أهل مكة وينهون عنه

١٦١٥ ـ حدّثنا ابراهيم بن يوسف المقدسي ، قال : ثنا عبد الله بن يوسف ، قال : ثنا خالد بن يزيد بن صبيح المري ، عن طلحة بن عمرو المكي ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : يا معشر قريش ، يا معشر أهل مكة ، إنكم بحذاء وسط السماء ، وأقل الأرض ثيابا ، فلا تتخذوا المواشي.

١٦١٦ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه كان يقول : لا أرى لأهل مكة أن يحرموا بالحج حتى يخرجوا ، ولا يطوفوا بالصفا والمروة حتى يرجعوا.

١٦١٧ ـ حدّثنا محمد بن علي بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، يقول : أنا ابن المبارك ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن ابن عباس

__________________

١٦١٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

طلحة بن عمرو المكي ، الحضرمي : متروك.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٩٨١ بنحوه. وعزاه لأبي داود في المراسيل ، والبيهقي في سننه ، عن علي بن الحسين مرسلا.

١٦١٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٩٥ أ من طريق : حبيب ، عن عطاء ، به بنحوه.

١٦١٧ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وأبوه ، هو : علي بن الحسن بن شقيق. وبقيّة رجاله ثقات.

٣٣٦

ـ رضي الله عنهما ـ بنحوه ، وزاد فيه ، قال : وكان عطاء يقول : لغير أهل مكة إذا قدموا طافوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم خرجوا بعد ذلك.

ذكر

وداع أهل مكة إذا أرادوا مخارجهم

١٦١٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، ثنا سفيان الثوري ، عن ابن جريج ، عن عطاء في أهل مكة : إذا خرجوا إلى بواديهم يودّعون.

١٦١٩ ـ حدّثنا أبو بشر ، ومحمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن عمر بن قيس ، قال : إنّ عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ ودّع البيت ثم قرأ كتابا على الناس ، فأعاد الوداع.

١٦٢٠ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، قال : زعم البصريون أن أيوب كان يودّع ، ثم يأتي مجلس عمرو ، فيجلس عنده طويلا.

__________________

١٦١٨ ـ إسناده صحيح.

١٦١٩ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس المكي ـ سندل ـ متروك.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ١٠٧ من طريق : سفيان الثوري ، عن رجل لم يكن يسمّيه ، عن عمر بن عبد العزيز.

١٦٢٠ ـ في إسناده جهالة.

٣٣٧

ذكر

القصص بمكة ، وهو ذكر الله والدعاء

في المسجد الحرام خلف المقام

قال : وكان القاص يقوم في المسجد الحرام بعد صلاة الصبح ، فيذكر الله ـ تعالى ـ ويدعو ويؤمن الناس ، وذلك خلف المقام بعد تسليم الإمام ، وكان عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أول من فعله ثم هلم جرّا (١).

١٦٢١ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن يوسف بن ماهك ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عند عبيد بن عمير ، وعبيد يقصّ ، فرأيت عينيّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ تهرقان دمعا ، وزاد غيره : وهو يقول : لله درك يا ابن قتادة ، ماذا تجيء به ، أو نحوه.

وقال ابن أبي عمر : وكان عبد الرحمن بن القاسم القاصّ يقصّ بمكة.

١٦٢٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن

__________________

١٦٢١ ـ رجاله ثقات ، إلّا أنّ هشيما مدلس وقد عنعن. لكنّه توبع عند ابن سعد كما سيأتي. وأبو بشر : هو : جعفر بن اياس.

رواه ابن سعد في الطبقات ٤ / ١٦١ ـ ١٦٢ من طريق : أبي عوانة ، عن أبي بشر به. وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣٠٥ من طريق : هشيم به. وأنظر ابن كثير في البداية والنهاية ٩ / ٦.

١٦٢٢ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٨ / ٢٥ من طريق : الأوزاعي عن عطاء مختصرا. و٣ / ٤٧٩ ـ ٤٨٠ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء مطوّلا لكنه لم يذكر نصيحة عائشة لعبيد. ورواه عبد الرزاق ٣ / ٢١٩ من طريق : ابن خثيم ، عن عبد الله بن عياض ، فذكر نحوه. وابن سعد في الطبقات ٥ / ٤٦٣ من طريق : عبد الملك ، به بنحوه.

(١) ذكره ابن سعد في الطبقات ٥ / ٤٦٣.

٣٣٨

دينار ، عن عطاء ، قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقالت : لا هجرة بعد الفتح. وقالت لعبيد : أقصص يوما ودع يوما لا تملّ الناس.

١٦٢٣ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : رأيت عبيد بن عمير يقصّ في المسجد الحرام.

١٦٢٤ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، قال : رأيت عبد الله بن كثير الداري يقص على الجماعة بمكة (١).

وقال ابن أبي عمر : هو الذي كان عليه العمل ببلدنا ، فكان القصص على ذلك بمكة زمانا طويلا ، ثم عاودوه منذ قريب ، ثم تركوه بعد ذلك.

ذكر

فقهاء أهل مكة وما يفخر به أهل مكة على الناس

١٦٢٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن داود ـ يعني : ابن سابور ـ عن مجاهد ، قال : نفخر على الناس بأربعة : فقيهنا ابن عباس

__________________

١٦٢٣ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٤ من طريق : الحميدي عن سفيان به.

١٦٢٤ ـ إسناده صحيح.

١٦٢٥ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن سعد في الطبقات ٥ / ٤٤٥ ، والفسوي ٢ / ٢٢ ـ ٢٣ ، وأبو نعيم ٣ / ٢٦٧ ثلاثتهم من طريق : سفيان به.

(١) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٥ / ١٨١ من طريق : علي بن المديني عن ابن عيينة. وذكره الذهبي في السير ٥ / ٣١٩ من طريق : ابن عيينة. والفاسي في العقد الثمين ٥ / ٢٣٧.

٣٣٩

ـ رضي الله عنهما ـ ، وقارئنا عبد الله بن السائب ، ومؤذننا أبي محذورة ، وقاصّنا عبيد بن عمير.

١٦٢٦ ـ حدّثنا ابن أبي يوسف ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن حنظلة بن أبي سفيان ، عن عطاء ، أنه كان يقول : نفاخر الناس بأربعة : بقاصنا عبيد بن عمير ، وبقارئنا عبد الله بن السائب ، وبمؤذننا أبي محذورة ، وبفقيهنا ابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ.

قال : وقال عطاء : ما رأيت مجلسا أحسن من مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أعظم جفنة ، ولا أكثر حديثا.

١٦٢٧ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبجر ، قال : إنما فقه أهل مكة حين نزل ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بأظهرهم.

١٦٢٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : ثنا الهيثم بن جميل ، قال : ثنا عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت عطاء يقول : ما رأيت مجلسا أكرم / من مجلس ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، أكثر فقها ، وأعظم جفنة ، أصحاب

__________________

١٦٢٦ ـ ابن أبي يوسف ، لم أقف عليه ـ وبقية رجاله ثقات. وأنظر الأثر (١٦٢٨).

١٦٢٧ ـ إسناده صحيح.

ابن أبجر ، هو : عبد الملك بن سعيد بن حيّان.

رواه الفسوي ١ / ٥٤٠ من طريق الحميدي ، عن سفيان به.

١٦٢٨ ـ إسناده حسن.

عبد الجبّار بن الورد ، هو : العتكي : صدوق يهم. التقريب ١ / ٤٦٦.

رواه الفسوي ١ / ٥١٢ ، ٥٢٠ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٧٤ ـ ١٧٥ كلاهما من طريق : عبد الجبّار بن الورد به. ورواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٢١ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء به. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٣٢٤ وعزاه للبغوي في معجم الصحابة.

٣٤٠