أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

فقال : خذها فتصدق بها. قال : يا أمير المؤمنين : أو خير من هذا؟ قال : وما هو؟ قال : قوم صحبوك من الشام في مظالم لهم ، فلم يصلوا إليك. قال : فأدخلهم عليّ. قال : فأدخلهم عليه ، فكتب لهم في مظالمهم فردّت إليهم.

وزاد غيره : فخرج سليمان إلى الطائف ، فلما قدم سليمان بن عبد الملك الطائف ، أتى مالا يقال له [الجال](١) بنخب ، فلقيه أبو زهير ـ أحد بني سالم من ثقيف ـ فقال : يا أمير المؤمنين ، اجعل منزلك عليّ. قال : إني أخاف أن أفدحك. قال : كلا ، إنّ الله ـ تعالى ـ قد رزق خيرا. قال : فنزل فرمى بنفسه على بطحاء الطائف ، فقيل له : الوطاء ، فقال : لا ، هذا البطحاء أحب إليّ وأعجب ، فألزمه بطنه ، وأتي بخمس رمّانات ، فأكلهنّ ، فقال : أعندكم غير هذا؟ قالوا : نعم ، فجعلوا يأتونه بخمس خمس ، حتى أكل سبعين رمانة ، ثم أتي بخروف وست دجاجات فأكلهن ، وأتوه بصبيب من الزبيب يكون قدر مكوك (٢) ، على نطع فأكله أجمع ، ثم نام فانتبه فدعا بالغداء ، فأكل مع أصحابه ، فلما فرغ دعا بالمناديل فكان فيها قلة ، وكثر الناس ، فلم يكن عنده من المناديل ما يسعهم ، فقال : كيف الحيلة يا أبا زهير؟ فقال أبو زهير : أنا أحتال ، فأمر بالضّرم (٣) والخزامى وما أشبهها من الشجر فأتى به فامتسح به سليمان ثم شمه ، فقال يا أبا زهير ، دعنا وهذا الشجر

__________________

(١) الجال : طرف وادي وجّ من الشرق. ويطلق الاسم اليوم على ناحية كبيرة أخذ يشملها العمران هناك. ومنها قرية تسمّى بهذا الاسم إلى اليوم ، وفيها مدرسة تعرف ب (مدرسة الجال) أنظر معجم معالم الحجاز ٢ / ١٠٨.

والنّخب : ـ بفتح النون ثم كسر الخاء المعجمة من فوق ـ واد بالطائف. أنظر المرجع السابق ٥ / ٢٧٥.

(٢) المكّوك ـ بوزن تنّور ـ مكيال معروف ، قيل يسع صاعا ونصف صاع ، وقيل غير ذلك. تاج العروس ٧ / ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٣) الضرم : شجر طيب الريح ، وكذلك دخانه. لسان العرب ١٢ / ٣٥٦.

والخزامى : عشبة طويلة العيدان ، صغيرة الورق ، حمراء الزهرة ، طيّبة الريح.

٣٠١

نمسح به أيدينا ، وخذ هذه المناديل فاعطها العامة ، ثم قال : يا أبا زهير ما هذا الشجر الذي ينبت عندكم ، أشجر الكافور؟ قال : لا فأخبره به فأعجب به سليمان (١).

وقد قال امرؤ القيس بن حجر الكندي يذكر هذا الشجر ويشبّهه بريق امرأة ، يشبّه ريقها وريحها بريح هذا الشجر فقال :

كأنّ المدام وصوب الغمام

وريح الخزامي ونشر القطر

يعلّ به برد أنيابها

إذا طرّب الباكر المستحر (٢)

قال : فلما فرغ ، قال أبو زهير : افتحوا الأبواب ، ففتحت الأبواب ، فدخل الناس فأصابوا من الفاكهة ، فأقام سليمان يومه ومن الغد ، ثم قال لعمر : [لا أرانا](٣) إلا قد أضررنا هذا الرجل ، فارحل عنه ، فنظر إلى الوادي ، فقال : لله در قسيّ (٤) أيّ واد أنزل أفرخه لو لا هذا الحرار (٥) ، ونظر إلى جرن (٦) فيها زبيب فظنها حرارا / فقال له عمر : هذه جرن الزبيب ، فأقام سبعا ، ثم رجع إلى مكة وقال لأبي زهير : اتبعني إلى مكة ، فلم يأته ، فقيل له : لو أتيته ، فقال : أقول له ماذا؟ أقول له : أعطني ثمن طعامي الذي قريتك بالأمس (٧)؟

__________________

(١) أنظر الخبر في العقد الفريد ٥ / ١٦٧.

(٢) ديوانه ص : ٩٦. والشعر والشعراء ١ / ٣١٣. والمدام : الخمر. وصوب الغمام : ماء السحاب.

والقطر : العود الذي يتبخّر به.

(٣) في الأصل (أترانا) وما أثبتناه هو اللائق بالسياق.

(٤) يريد قسي بن منبّه ، هو : ثقيف. المحبّر ص : ١٣٥ ، ٣٢٧.

(٥) الحرار : جمع حرّة ، وهي : أرض ذات حجارة سود نخرات ، كأنّها احرقت بالنار. اللسان ٤ / ١٧٩.

(٦) الجرن ، واحده (جرين) وهو موضع تجفيف التمر والزبيب. وهو كالبيدر للحنطة. النهاية ١ / ٢٦٣.

(٧) أنظر هذا الخبر في العقد الفريد ٥ / ١٦٧.

٣٠٢

وقال بعض أهل مكة : إنّ أمير المؤمنين المهدي جاء إلى مكة في شهر رمضان ، فجاور بها وأقام إلى الموسم (١).

ثم جاء أمير المؤمنين هارون بعده في سنة ثماني وثمانين ومائة ، يريد الجوار بمكة ، فأقام بمكة ، وأخرج لأهل المدينة ومكة نصف عطاء فأعطاهم (٢).

فسمعت محمد بن أبي عمر يقول : أخذت في ذلك العطاء مائة درهم ، وأخذ أخي مثلها ، وكان أمير المؤمنين هارون إذا صلى يطوف بالبيت ، وكان يعجّل العصر ، ثم يدخل الطواف ، فيطوف حتى المغرب ، فسمعت ابن شبيب المغير يقول : رأيت أمير المؤمنين هارون دخل الطواف ، فأحصيت له من صلاة العصر إلى صلاة المغرب ستة عشر أسبوعا يصلي بين كل سبعين ركعتين.

وقال ابن أبي عمر فيما سمعته ـ انشاء الله ـ يقول : كان يطوف ويطوف معه إبناه محمد والمأمون ، وقوّاده يزيد بن مزيد ، ونفر ، فإذا أعيوا دخلوا الحجر ، فصلوا فيه وجلسوا ، وأمير المؤمنين يطوف في حشمه ، فإذا أحسوه طالعا من باب الحجر الشامي قاموا على أرجلهم بأجمعهم حتى يمضي ويجاوزهم عند الركن الغربي ثم يجلسون. وسمعت ابن أبي عمر يقول : كان أمير المؤمنين هارون يطوف بالبيت يوما فدخل الفضيل بن عياض من باب المسجد يريد الطواف ، وكان مع هارون حشم وجند ، فأمر بهم فأخرجوا من الطواف ، وبقي في بعض حشمه ، فدخل الفضيل بن عياض فالتقى هو وأمير المؤمنين ، فسلّم كل واحد منها على الآخر ، وطافا ، فلما فرغا من طوافهما أو احدهما ، وقف أمير المؤمنين وفضيل بن عياض فتكلّما وتناجيا ، قال ابن أبي

__________________

(١) أنظر تاريخ الطبري ٩ / ٣٣٧ ، وإتحاف الورى ٢ / ٣٠٢.

(٢) تاريخ الطبري ١٠ / ٩٥ ، والمحبّر لابن حبيب ص : ٣٨ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٠٠ وإتحاف الورى ٢ / ٢٤٥.

٣٠٣

عمر : فأخبرني من سمع الفضيل بن عياض ، ولم أسمعه من الفضيل لأن الناس كثروا فأخبرني من سمعه يقول له : يا أمير المؤمنين ، يا حسن الوجه ، حسّن هذا الوجه الحسن عن النار ، وأدم الحجّ والعمرة ، فإني لا أظن خليفة بعدك يحج بعدك.

قال ابن أبي عمر : فما حجّ علينا خليفة بعد (١).

وقال ابن أبي عمر : ورأيت في كتابه : مات فضيل بن عياض بمكة سنة سبع وثمانين (٢) ليلة الأربعاء لإثنتي عشرة ليلة مضت من المحرّم. ومات عبد الله ابن رجاء يوم الأربعاء لأربع عشرة بقين من شوال سنة ثماني وثمانين ومائة ، ومات سفيان بن عيينة آخر يوم من جمادي الآخرة سنة ثماني وتسعين ومائة ، وصلّى عليه بعد صلاة الظهر ابراهيم بن داود بن عيسى على باب الصفا.

ذكر

من كره الجوار بمكة مخافة الذنوب بها وغلاء السعر

على أهلها ، وذكر الاختلاف إليها وتفسير ذلك

١٥٤٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا وكيع ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : / كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا قدم مكة يقول : الّلهم لا تجعل منايانا بها.

__________________

١٥٤٧ ـ إسناده حسن.

عبد الله بن سعيد ، هو : ابن أبي هند. صدوق ربّما وهم. التقريب ١ / ٤٢٠.

رواه البيهقي في الكبرى ٩ / ١٩ من طريق : عبد الله بن سعيد به.

(١) حلية الأولياء ٨ / ١٠٥.

(٢) يعني : ومائة.

٣٠٤

لأنها كانت مهاجرا.

١٥٤٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن محمد بن قيس ، عن أبي بردة ، عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال : سألت النبي صلّى الله عليه وسلم أيكره للرجل أن يموت بالأرض التي هاجر منها؟ قال : نعم.

١٥٤٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن محمد بن سوقة ، قال : سمعت الشّعبي يقول : لأن أقيم بحمام أعين أحب إليّ من أن أقيم بمكة. قال سفيان : يعني : أنه يخاف ذنوب الحرم.

١٥٥٠ ـ حدّثنا علي بن الحنزي ، قال : ثنا سفيان ، عن اسماعيل ، عن قيس ، قال : ما أبالي بمكة أقمت أو بحمام أعين. يعني : تعظيما لمكة وتعظيم حرمتها والذنب فيها سبعون ذنبا فيما سواها.

__________________

١٥٤٨ ـ إسناده صحيح.

محمد بن قيس ، هو : المدني القاصّ.

رواه البيهقي ٩ / ١٩ ، والواقدي في المغازي ٣ / ١١١٦ من طريق : سفيان به.

١٥٤٩ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ من طريق : سفيان ، عن محمد بن قيس ـ كذا ـ عن الشعبي به. و (حمّام أعين) موضع بالكوفة ، منسوب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص.

معجم البلدان ٢ / ٢٩٩.

١٥٥٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقية رجاله ثقات. واسماعيل ، هو : ابن أبي خالد ، وقيس ، هو : ابن أبي حازم.

٣٠٥

١٥٥١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن ابراهيم ، قال : ما كانوا يعتمرون في السنة إلا مرة ، وكان الاختلاف أحبّ إليهم من المقام.

قال ابن أبي عمر : قال سفيان : الهائم فيها كالعامل.

١٥٥٢ ـ حدّثنا محمد بن العلاء ، قال : ثنا يوسف بن كامل ، قال : ثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : ثنا الحسن بن عمرو ، قال : حدّثني الفضيل ، قال : سألت ابراهيم عن الجوار؟

قال : فرخّص فيه ، وقال : إنما كره ليغلوا السعر ، وكره لمن هاجر منها أن يقيم بها.

١٥٥٣ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال ثنا سفيان ، قال : سمعت زكريا ، قال : سألت الشعبي : لأي شيء كرهت المقام بمكة؟ قال : لكتاب النبي صلّى الله عليه وسلم لخزاعة : من أسلم منكم في أرضه فهو مهاجر إلا ساكن مكة ، إلا أن يقدم حاجا أو معتمرا.

__________________

١٥٥١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ من طريق : الثوري ، به بنحوه. وقوله : الهائم فيها كالعامل أنظر الأثر (١٥٦٠).

١٥٥٢ ـ يوسف بن كامل سكت عنه ابن أبي حاتم ٩ / ٢٢٨ وبقية رجاله ثقات.

والحسن بن عمرو ، هو الفقيمي ، وفضيل ، هو : ابن عمرو الفقيمي ـ أخوه ـ.

١٥٥٣ ـ إسناده صحيح إلى الشعبي.

زكريا ، هو : ابن أبي زائدة.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ من طريق : ابن عيينة بنحوه.

٣٠٦

١٥٥٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا شيخ من بني غفار في الموسم ، عن أبيه ، قال : كان أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ يقيم بعد قضاء نسكه ثلاثا ، ثم يخرج.

١٥٥٥ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى الزّمّاني ، قال : ثنا بشر بن المفضّل ، قال : ثنا يحيى بن أبي إسحاق ، قال : سألت أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : هل أقام بمكة؟ يعني : النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال : نعم أقمنا بها عشرا.

١٥٥٦ ـ حدّثنا محمد بن ادريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا أبو صفوان المرواني عبد الله بن سعيد ، عن عمر بن أبي معروف ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كان عمر ـ رضي الله عنه ـ إذا صدر الحاج ، قال : يا أهل العراق ، إلحقوا بعراقكم ، ويا أهل اليمن ، إلحقوا بيمنكم ، ويا أهل الشام إلحقوا بشامكم ، ثلاثا ، ثم لا يبقينّ بها أحد.

١٥٥٧ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا

__________________

١٥٥٤ ـ في إسناده مجهول.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٢ ـ ٢٣ من طريق : ابن عيينة به.

١٥٥٥ ـ إسناده حسن.

يحيى بن أبي إسحاق : صدوق ، ربما أخطأ. التقريب ٢ / ٣٤٢.

١٥٥٦ ـ إسناده ضعيف.

عمر بن أبي معروف ، منكر الحديث. قاله ابن عدي ـ كما في لسان الميزان ٢ / ٣٣٢. وابن أبي مليكة ، لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ من طريق : وكيع ، عن عمر بن أبي معروف ، ولفظه : لا تقيموا بعد النفر إلّا ثلاثا.

١٥٥٧ ـ عبد الرحمن بن القاسم ، وأبوه ، لم أقف عليهما.

٣٠٧

عبد الرحمن بن القاسم بن حسن [القاصّ](١) عن أبيه ، قال : كان عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ إذا قدم مكة كأنه على النصف (٢) حتى يخرج.

١٥٥٨ ـ حدّثنا محمد بن العلاء ، قال : ثنا يوسف بن كامل ، قال : ثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : ثنا الحسن بن عمرو الفقيمي ، قال : سمعت الشعبي ، يقول : ما أبالي جاورت بمكة أو جاورت بناحية ارارة (٣).

١٥٥٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، وذكر عنده هارون ابن [رئاب](٤) فقال : ـ رحمة الله ـ ، إن كان ليخفي الزهد ، وكان إذا قدم مكة لا يقيم إلا ثلاثا ، وكان يكون تلك الأيام كلها في المسجد حتى يخرج.

١٥٦٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : أتى رجل سفيان بن عيينة ـ رضي الله عنه ـ بعد العصر ، فقال : إني قدمت من كذا وكذا ، وتركت لأهلي نفقة عندهم ، وأنا / أريد أن أقيم هاهنا إلى الموسم ، فما ترى؟ ـ وذلك في رجب ـ. قال : إستخر الله ـ تعالى ـ ، واستقدره ، فقال له أبو زيد

__________________

١٥٥٨ ـ يوسف بن كامل مسكوت عنه الجرح ٩ / ٢٢٨. وبقية رجاله ثقات.

١٥٥٩ ـ هارون بن رئاب ، هو : التيمي. ثقة عابد. من السادسة. التقريب ٢ / ٣١١.

١٥٦٠ ـ أبو زيد المدائني ، هو : حمّاد بن دليل.

(١) في الأصل (القاضي) وهو تصحيف.

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّها (الرضف) وهي الحجارة التي حميت بالشمس أو النار. واحدتها : رضفة.

أنظر لسان العرب ٩ / ١٢١.

(٣) كذا في الأصل ، ولم أجدها في المراجع البلدانية. وقد ذكر ياقوت (أرّان) في معجمه ١ / ١٣٦ ، وهو اسم لولاية واسعة مشهورة قرب أذربيجان. وهو من أصقاع أرمينية. فلعلّه المقصود هنا لبعده وشهرته عند الناس. والله أعلم.

(٤) في الأصل (رباب) وهو تصحيف.

٣٠٨

المدائني : إن كان وكّل ثمّ من يقوم عليهم (لا يأمره) (١) أن يقيم بمكة؟ قال : لا والله لا أقول له ان يقيم بمكة ، ما رأيت بلدة (لم (٢) ضيق) على أهلها من مكة ، تضاعف فيها السيئات كما تضاعف فيها الحسنات ، والهائم فيها كالعامل.

ذكر

إقامة المهاجر بمكة والتوقيت في ذلك

١٥٦١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : إنّ عمر بن عبد العزيز سأل جلساءه : أيّ شيء سمعتم في المقام بمكة؟ فقال له السائب بن يزيد : سمعت العلاء بن الحضرمي ، يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إقامة المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثا.

١٥٦٢ ـ حدّثنا [محمود](٣) بن غيلان ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا

__________________

١٥٦١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢١ ، والحميدي ٢ / ٣٧٣ ، وأحمد ٤ / ٣٣٩ ، ومسلم ٩ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، والترمذي ٤ / ١٧٤ وصحّحه. والنسائي ٣ / ١٢٢ كلّهم من طريق : سفيان به.

ورواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ أ ، والبخاري ٧ / ٢٦٦ ، وابن ماجه ١ / ٣٤١ ثلاثتهم من طريق : حاتم بن اسماعيل ، عن عبد الرحمن بن حميد به. ورواه أبو داود ، من طريق : الدراوردي ، عن عبد الرحمن بن حميد به.

١٥٦٢ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٠ ـ ٢١. ومن طريقه رواه : أحمد ٥ / ٥٢ ، ومسلم ٩ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، والنسائي ٣ / ١٢٢.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّ صوابها (ألا تأمره).

(٢) كذا في الأصل. وفيها اضطراب.

(٣) في الأصل (محمد) وهو تصحيف. ـ

٣٠٩

ابن جريج ، أنّ اسماعيل بن محمد بن سعد أخبره ، أنّ حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره ، أن السائب بن يزيد أخبره ، أنه سمع العلاء بن الحضرمي ، يقول : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : نحوه.

١٥٦٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا هشيم بن بشير ، عن المغيرة ، عن ابراهيم ، قال : كان يحبّ للمعتمر أن يقيم بمكة ثلاثا ، ثم ينفر ، قال : وقال ابراهيم : إن العمرة ليست بلعب ، إذا قدم فلا يحلّ رحله حتى يرجع.

١٥٦٤ ـ حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : ثنا أحمد بن عبد الملك الحرّاني ، قال : ثنا زهير ، قال : ثنا عمرو بن دينار المكي ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إذا أتيت مكة نهارا فلا تبت ، وإذا أتيتها ليلا فلا تصبح. يقول : يخرج منها مخافة الذنوب.

ذكر

الصبر على حر مكة وفضل ذلك

١٥٦٥ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : سمعت أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ

__________________

١٥٦٣ ـ رجاله ثقات ، إلّا أن هشيما عنعن ، وهو مدلس.

١٥٦٤ ـ إسناده صحيح.

زهير ، هو : ابن معاوية بن خديج.

١٥٦٥ ـ إسناده متروك.

عبد الرحيم بن زيد العمّي ، كذّبه ابن معين. ـ

٣١٠

يقول : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : من صبر على حرّ مكة ساعة من نهار تباعدت عنه النار.

١٥٦٦ ـ حدّثنا أحمد بن صالح ، قال : ثنا أحمد بن الجراح ، قال : ثنا عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه ، إلا انه قال : تباعدت منه جهنم مائة عام ، وتقرّبت منه الجنة مسيرة مائة عام.

١٥٦٧ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : أنا عيسى بن عبيد الكندي ، عن ابراهيم الصائغ ، عن حماد ، عن ابراهيم ، قال : كل يوم من أيام الحر بشهر ، وكل يوم من سائر الأيام بعشر.

١٥٦٨ ـ حدّثني محمد بن علي الصائغ ، قال : ثنا أبو عمران موسى بن محمد

__________________

رواه العقيلي في الضعفاء ١ / ٢٢٦ ، من رواية ابن عباس ، وقال : هذا حديث باطل لا أصل له. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧٩٢ ، وعزاه لأبي الشيخ بن حيّان.

١٥٦٦ ـ إسناده متروك.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير أيضا ، وعزاه لأبي الشيخ بن حيّان.

١٥٦٧ ـ إسناده حسن.

عيسى بن عبيد ، وابراهيم بن ميمون الصائغ : صدوقان.

١٥٦٨ ـ إسناده ضعيف.

موسى بن محمد بن حيّان. قال ابن أبي حاتم ٨ / ١٦١ : ترك أبو زرعة حديثه.

رواه ابن أبي شيبة ٣ / ٤٢ من طريق : داود ، عن خالد بن أبي عثمان ، عن أيوب ، عن عبد الله بن يسار ، وأخيه سليط ، عن ابن عمر ، بنحوه. هكذا في مصنّف ابن أبي شيبة وفي سنده اضطراب يبيّنه ما يأتي.

٣١١

ابن حبّان البصري ، عن [خالد](١) قال : ثنا أيوب [و](٢) سليط [إبنا](٣) عبد الله بن يسار [قالا :](٤) إن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان يصوم المحرّم بمكة ، وهي أرض حارة ، وكان إذا أصابه الحر بلّ ثوبه ونضح بالماء.

وهذا هو خالد [أبي](٥) بن عثمان.

ذكر

المرض بمكة وفضله وما جاء في ذلك

١٥٦٩ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : من مرض / يوما بمكة كتب الله ـ تعالى ـ له من العمل الصالح الذي كان يعمله لسبع سنين ، فإن كان غريبا ضوعف ذلك.

١٥٧٠ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن سليم بن مسلم المكي ، عن المثنى

__________________

١٥٦٩ ـ إسناده متروك.

١٥٧٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

سليم بن مسلم المكي ، هو المعروف ب (الخشّاب). قال أحمد : ليس يسوي حديثه ـ

(١) في الأصل (مجالد) وهو تصحيف ، وعليه نبّه المصنّف في نهاية الأثر ، وأنظر ترجمته في التاريخ الكبير ٣ / ١٦٤ والثقات لابن حبّان ٦ / ٢٦٦.

(٢) في الأصل (بن) وهو خطأ ، فأيوب وسليط أخوان ، وهما ابنا عبد الله بن يسّار ، وكلاهما يروي عن ابن عمر ، وروى عنهما خالد بن أبي عثمان. أنظر التاريخ الكبير ١ / ٤١٩ والجرح والتعديل ٢ / ٢٥١ ، ٤ / ٢٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ١٦٤.

(٣) في الأصل (قال : أنبأنا) وهو خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٤) في الأصل (قال) والصواب ما أثبتّ.

(٥) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مراجع ترجمة خالد. ـ

٣١٢

ابن الصبّاح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : مكة رباط ، وجدّة جهاد.

ذكر

ما وصفت عليه مكة من أمر الآخرة

والمكاره وتعظيم الحرم

١٥٧١ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم وعن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : خلق الله ـ تعالى ـ مكة فوضعها على المكروهات والدرجات. فقال رجل لسعيد بن جبير : وما الدرجات أبا عبد الله؟ قال : الجنة.

١٥٧٢ ـ حدّثنا ابراهيم المقدسي ، قال : ثنا سلام بن واقد المروزي ، قال : ثنا عبد الرحيم بن زيد العمّى ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : بنيت مكة على مكروهات الدنيا ودرجات الجنة.

__________________

شيئا. وقال ابن معين : ليس بثقة. الجرح والتعديل ٤ / ٣١٥. والمثنى بن الصبّاح ، ضعيف اختلط بأخرة. التقريب ٢ / ٢٢٨.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٧ ونسبه للفاكهي.

١٥٧١ ـ إسناده متروك.

١٥٧٢ ـ إسناده متروك.

٣١٣

١٥٧٣ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن أحمد بن سليمان ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : من دخل مكة فتواضع لله ـ تعالى ـ وآثر رضاء الله ـ عزّ وجلّ ـ على جميع أمره ، لم يخرج منها حتى يغفر له.

ذكر

صوم شهر رمضان بمكة

١٥٧٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر الأزدي ، قال : ثنا عبد الرحيم بن زيد العمّي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : من أدركه شهر رمضان بمكة ، فصامه كلّه ، وقام منها ما تيسّر منه ، كتب الله ـ تعالى ـ له مائة ألف شهر رمضان بغير مكة ، وكتب له كلّ يوم عتق رقبة ، وكلّ ليلة عتق رقبة ، وكل يوم حملان فرس في سبيل الله ـ عزّ وجلّ ـ وكل يوم حسنة ، وكلّ ليلة حسنة.

١٥٧٥ ـ وحدّثني أبو محمد اسماعيل بن محمود ، عن هاشم بن الوليد ،

__________________

١٥٧٣ ـ إسناده ليّن.

أحمد بن سليمان ، صدوق له أغلاط ، ضعفه بسببها أبو حاتم. التقريب ١ / ١٧.

وعبد الله بن منصور. سكت عنه الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٨.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧٧٦ وعزاه للديلمي.

١٥٧٤ ـ إسناده متروك.

١٥٧٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

جويبر ، هو : ابن سعيد البلخي ، ضعيف جدا. التقريب ١ / ١٣٦.

ذكره الهندي في كنز العمّال ٨ / ٤٧٦ مختصرا ، وعزاه للبيهقي في شعب الايمان ، وابن عساكر.

٣١٤

قال : ثنا حمّاد بن سليمان السّدوسيّ ، قال : ثنا أبو الحسن ، ـ قال أبو محمد : أبو الحسن ، هو : جويبر ـ عن الضحّاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّه سمع النبيّ صلّى الله عليه وسلم يقول : ان الجنة لتنجّد (١) وتزخرف من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كانت أوّل ليلة من شهر رمضان ، هبّت ريح من تحت العرش ، يقال لها : المثيرة ، تصفق ورق أشجار الجنة ، وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ، وتجيء الحور العين حتى تقف بين يدي شرف الجنة ، فينادين : هل من خاطب إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ فيزوّجه؟ ثم يقلن : يا رضوان ، ما هذه الليلة؟ فيجيبهم بالتلبية ، ثم يقول : يا خيرات حسان ، هذه أول ليلة من شهر رمضان ، فتحت أبواب الجنان / للصائمين من أمة أحمد صلّى الله عليه وسلم ، قال : ثم يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : يا رضوان ، افتح باب الجنان. يا مالك ، اغلق أبواب النار عن الصائمين من أمة أحمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ يا جبريل إهبط إلى الأرض فصفّد مردة الشياطين ، وغلّهم بالأغلال ، ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي صيامهم. قال : ويقول الله ـ عزّ وجلّ ـ في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرار : هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ من يقرض المليء غير المعدم؟ والوفيّ غير المظلوم؟ قال : ولله ـ عزّ وجلّ ـ في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجب العذاب ، فإذا كان في آخر شهر رمضان أعتق في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره ، فإذا كانت ليلة القدر يأمر جبريل ـ عليه

__________________

(١) تنجد : تزيّن. النهاية ١ / ١٣٦.

٣١٥

السلام ـ فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ، ومعه لواء أخضر ، فيركز اللواء على ظهر الكعبة ، وله ستمائة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ، ويبثّ جبريل ـ عليه السلام ـ الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصلّ وذاكر ، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر ، قال جبريل ـ عليه السلام ـ : يا معشر الملائكة ، الرحيل الرحيل. فيقولون : يا جبريل ، ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمّة أحمد صلّى الله عليه وسلم؟ فيقول ـ عليه السلام ـ : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم ، وغفر لهم إلا أربعة ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : وهؤلاء الأربعة : مدمن خمر ، وعاقّ والديه ، وقاطع رحم ، ومشاحن. قيل : يا رسول الله ، وما المشاحن؟ قال صلّى الله عليه وسلم : المصارم. فإذا كانت ليلة الفطر سمّيت تلك الليلة : الجائزة ، فإذا كان غداة الفطر يبعث الله ـ عزّ وجلّ ـ الملائكة فيمضون في الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع خلق الله ـ تعالى ـ إلا الجن والأنس ، يقولون : يا أمة محمد صلّى الله عليه وسلم اخرجوا إلى ربّ كريم ، يعطي الجزيل ويغفر العظيم ، فإذا برزوا إلى مصلاهم ، يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ للملائكة : يا ملائكتي ، ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ قال : تقول الملائكة : إلهنا وسيدنا جزاؤه أن يوفّى أجره. قال ـ جلّ وعلا ـ : فإني أشهدكم أنّي قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضاي ومغفرتي. ويقول : يا عبادي ، سلوني ، فو عزّتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكموه ، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم ، وعزتي لأسترن عليكم عثرتكم ما راقبتموني ، وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود ، انصرفوا مغفورا لكم ، قد أرضيتموني ورضيت عنكم. قال : فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان.

٣١٦

١٥٧٦ ـ وحدّثني اسماعيل بن محمود ، قال : ثنا ابراهيم بن أحمد الخزاعي / قال : ثنا ابراهيم بن هدبة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : لو أذن الله ـ تعالى ـ للسموات والأرض أن تكلما لبشرتا من صام شهر رمضان بالجنة.

ذكر

عبّاد أهل مكة وزهّادهم

١٥٧٧ ـ حدّثنا عبد الله بن شبيب الربعي ، قال : ثنا اسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني وهب بن كيسان ، قال : إنّ أول من صفّ رجليه في الصلاة ، عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فاقتدى به كثير من القرّاء ، وكان مجتهدا.

١٥٧٨ ـ حدّثنا أبو صالح محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ إذا قام يصلي كأنه عود.

__________________

١٥٧٦ ـ إسناده موضوع.

رواه العقيلي ٣ / ٦٨ من طريق : أبي عمرو ، عن يونس ، وقال : هو إسناد مجهول لا يعرف. ورواه ابن عدي ٧ / ٢٥١٣ من طريق : نافع بن عبد الله ، عن أنس بنحوه.

والمتّهم فيه : ابراهيم بن هدية ، أبو هدية. قال أبو حاتم : كذّاب. وقال ابن معين : كذّاب خبيث. الجرح ٢ / ١٤٤.

١٥٧٧ ـ إسناده ضعيف. عبد الله بن شبيب : واهي الحديث. اللسان ٣ / ٢٩٩.

١٥٧٨ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ١٣ / ٣٨٨ من طريق : جرير ، عن منصور ، به. وذكره الذهبي في سير النبلاء ٣ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩.

٣١٧

١٥٧٩ ـ وحدثت أن أبا بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة ، عن منصور ، عن مجاهد ، نحوه.

١٥٨٠ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : أخبرني شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ أحسن الناس صلاة كأنه خرقة.

١٥٨١ ـ حدّثنا أبو صالح محمد بن زنبور. وحدّثنا محمد بن عقبة السدوسي ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، قال : سمعت أبا إسحاق السبيعي ، يقول : ما رأيت أحدا كان أعظم سجدة بين عينيه من عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ.

١٥٨٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، قال : قال لي طاوس وأنا أطوف معه : والله ما سمعت رجلا أحسن قراءة من طلق بن حبيب ، ورفع طاوس يديه إلى السماء ، وسئل : أيّ الناس أحسن قراءة؟ قال : من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله. قال : وكان طلق كذلك.

__________________

١٥٧٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٣٥ ، من طريق : زائدة به.

١٥٨٠ ـ إسناده صحيح.

١٥٨١ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ١٣ / ٣٨٨ عن أبي بكر بن عيّاش به. وذكره الذهبي في السير ٣ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ من طريق : ابن عيّاش أيضا.

١٥٨٢ ـ إسناده ضعيف.

عبد الكريم ، هو : ابن أبي المخارق البصري ، نزيل مكة. ضعيف. التقريب ١ / ٥١٦. رواه أبو نعيم في الحلية ٣ / ٦٤ عن سفيان ، عن عبد الكريم موقوفا عليه.

٣١٨

١٥٨٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، قال : كان طلق بن حبيب إذا قام إلى الصلاة يفتتح البقرة ، فلا يركع حتى يبلغ العنكبوت.

١٥٨٤ ـ حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدّثني المعتمر بن سليمان ، عن [شعيب](١) بن درهم ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : كان بين عينيّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مثل الشراك البالي من البكاء.

١٥٨٥ ـ حدّثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا المطّلب بن زياد الثقفي ، عن عبد الله بن عيسى ، قال : كان في وجه عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ [خطان أسودان](٢) من البكاء.

__________________

١٥٨٣ ـ إسناده ضعيف.

عبد الكريم ، هو : ابن أبي المخارق أيضا.

رواه أبو نعيم في الحلية ٣ / ٦٤ من طريق : الحميدي ، عن سفيان. وذكره الذهبي في السير ٤ / ٦٠٢.

١٥٨٤ ـ إسناده صحيح.

أبو رجاء العطاردي ، هو : عمران بن ملحان.

رواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٥ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٣٢٩ من طريق : معتمر به.

١٥٨٥ ـ إسناده منقطع.

المطّلب بن زياد ، صدوق ، ربما وهم. التقريب ٢ / ٢٥٤.

وعبد الله بن عيسى ، هو : ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهو ثقة إلّا أنّه لم يدرك أحدا من الصحابة ـ أنظر تهذيب الكمال ص : ٧٢١.

(١) في الأصل (سعيد) وهو تصحيف. فهو شعيب بن درهم ، أبو درهم ، أو أبو زياد ، القرشي ـ مولاهم ـ البصري. قال ابن معين : ليس به بأس. الجرح ٤ / ٣٤٤. وذكره ابن حبان في الثقات ٦ / ٤٣٧.

(٢) في الأصل (خطين أسودين).

٣١٩

١٥٨٦ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : قال له مجاهد ـ يعني طاوسا ـ : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيتك في الكعبة تصلي ورسول الله صلّى الله عليه وسلم قائم على بابها ، وهو يقول : اكشف قناعك ، وبيّن قراءتك ، فقال له : اسكت لا يسمع هذا منك أحد. قال : فتخيل إلينا أنه انبسط في حديثه وكان كثيرا ما [يتقنّع](١).

١٥٨٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، قال : أخبرني طاوس ، ولو رأيت طاوسا لعلمت أنه لا يكذب.

١٥٨٨ ـ وحدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا نعيم بن حماد ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج عن عطاء ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إني لأحسب طاوسا من أهل الجنة.

١٥٨٩ ـ وحدّثني محمد بن علي المروزي ، قال : ثنا عبد الغفار بن داود

__________________

١٥٨٦ ـ إسناده صحيح.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٧٠٦ ـ ٧٠٧ من طريق : ابن أبي عمر به.

وذكره الذهبي في السير ٥ / ٣٩ من طريق : سفيان.

١٥٨٧ ـ إسناده صحيح.

رواه علي بن الجعد في المسند ١ / ٤٠٠ ، والفسوي ١ / ٧٠٥ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٩ كلّهم من طريق : الزهري به.

١٥٨٨ ـ إسناده حسن.

ذكره الذهبي في السير ٥ / ٣٩ ، عن عطاء.

١٥٨٩ ـ إسناده ضعيف.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ١٥١ مختصرا.

(١) في الأصل (يتتعتع) والتصويب من الفسوي. وقد ذكر ابن سعد في الطبقات ٥ / ٥٣٨ عدة آثار أن طاوسا كان كثيرا ما يتقنّع ، فإذا جاء الليل حسر.

٣٢٠