أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

ذكر

الأصنام التي كانت بين الصفا والمروة

١٤٣٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : ثنا داود ، عن عامر ، قال : كان صنم بالصفا يدعى : إساف ، ووثن بالمروة يدعى : نائلة. قال : فكان أهل الجاهلية يسعون بينهما. قال : فلما جاء الإسلام رمي بهما ، فقال : إنما كان ذلك يصنعه أهل الجاهلية من أجل أوثانهم ، فأمسكوا عن السعي بينهما ، قال : فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ..) الآية (١) فذكّر الصفا من أجل أن الوثن الذي كان عليه مذكّر ، وأنّثت المروة من أجل أنّ الوثن الذي كان عليها مؤنث.

١٤٣٩ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا سعيد بن سالم القدّاح ، قال : قال عثمان بن ساج : أخبرني محمد بن اسحاق ، أنّ عمرو بن لحيّ نصب على الصفا صنما يقال له : نهيك مجاود الريح ، ونصب على المروة صنما يقال له : مطعم الطير.

__________________

١٤٣٨ ـ إسناده حسن.

رواه الطبري في التفسير ٢ / ٤٦ من طريق : محمد بن المثنى ، عن عبد الوهاب به.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٠ ، وقال : رواه الفاكهي ، واسماعيل القاضي في الأحكام.

١٤٣٩ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ١ / ١٢٤ من طريق : جدّه ، عن سعيد بن سالم به.

(١) سورة البقرة (١٥٨).

٢٤١

١٤٤٠ ـ حدّثنا محمد بن علي المروزي ، قال : ثنا [عبيد الله](١) بن موسى ، قال : ثنا موسى بن عبيدة ، عن يعقوب بن زيد ، ومحمد بن المنكدر ، قالا : فكان بها يومئذ ـ يعني يوم فتح مكة ـ ستة وثلاثون [وثنا](٢) على الصفا صنم ، وعلى المروة صنم ، وما بينهما محفوف بالأوثان.

ذكر

ذرع ما بين الركن إلى الصفا ، وذرع ما

بين الصفا والمروة وتفسير ذلك

وذرع ما بين الركن الأسود والصفا مائتا ذراع وإثنان وستون ذراعا وثماني عشرة إصبعا.

وذرع ما بين المقام إلى باب المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

وذرع ما بين [باب](٣) المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا إلى وسط الصفا / مائة ذراع واثنتا عشرة اصبعا.

وعلى الصفا اثنتا عشرة درجة من حجارة. ومن وسط الصفا إلى علم المسعى الذي حذاء المنارة مائة ذراع واثنان وأربعون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

والعلم اسطوانة طولها ثلاثة أذرع ، وهي مبنية في حد المنارة ، وهي من الأرض

__________________

١٤٤٠ ـ إسناده ضعيف.

موسى بن عبيدة ، هو : الربذي.

(١) في الأصل (عبد الله).

(٢) في الأصل (وثن).

(٣) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الأزرقي.

٢٤٢

على أربعة أذرع ، وهي ملبسة فسيفساء أخضر ، وفيها لوح طوله ذراع وثماني عشرة اصبعا ، وعرضه ذراع مكتوب فيه بالذهب ، وفوقه طاق ساج. وذرع ما بين العلم الذي في حدّ المنارة إلى العلم الأخضر الذي على باب المسجد ـ وهو المسعى ـ مائة ذراع واثنا عشر ذراعا. والسعي بين العلمين. وطول العلم الذي على باب المسجد عشرة أذرع وأربع عشرة اصبعا. منها اسطوانة مبيضة ستة أذرع ، وفوقها اسطوانة طولها ذراعان وعشرون إصبعا ، وهي ملبسة فسيفساء أخضر ، وفيها (١) لوح طوله ذراع وثماني عشرة إصبعا. واللوح مكتوب فيه بالذهب (٢).

فكان على ذلك حتى كانت سنة ست وخمسين ومائتين ، فعمره بشر الخادم ، وجدّده ، وكتب عليه اسم الخليفة المعتمد على الله أمير المؤمنين ، وانه أمر بعمارته.

وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى المروة خمسمائة ذراع واثنتا عشرة اصبعا. وعلى المروة خمس عشرة درجة.

وذرع ما بين الصفا والمروة سبعمائة ذراع وستة وستون ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.

وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنهما ـ وبينهما عرض المسعى ـ خمسة وثلاثون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

ومن العلم الذي على باب دار العباس ـ رضي الله عنه ـ إلى العلم الذي عند دار ابن عبّاد بحذاء العلم الذي في حد المنارة ـ وبينهما الوادي ـ مائة ذراع وواحد وعشرون ذراعا (٣).

__________________

(١) عند الأزرقي (وفوقها).

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ١١٨ ـ ١١٩.

(٣) المرجع السابق ٢ / ١١٩.

٢٤٣

ذكر

ذرع طواف السبع الواجب بالكعبة

وهو ثمانمائة وستة وثلاثون ذراعا وعشرون إصبعا.

ومن المقام إلى الصفا مائتا ذراع وسبعة وسبعون ذراعا.

ومن الصفا إلى المروة طواف واحد سبعمائة وستة وستون ذراعا ، واثنتا عشرة اصبعا. يكون بينهما سبع : خمسة آلاف وثلاثمائة ذراع وخمسة وسبعون ذراعا ، واثنتا عشرة اصبعا (١).

ذكر

ذرع ما بين الصفا والمروة وتفسيره

ومن الركن الأسود إلى المقام ، ومن المقام إلى الصفا ، ومن الصفا إلى المروة ستة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع وثمانية وثلاثون ذراعا وسبع عشرة إصبعا (٢).

١٤٤١ ـ أخبرني محمد بن يوسف ـ مولى بني جمح ـ قال : ثنا أبو قرّة ـ موسى بن طارق ـ ، عن إبن جريج ، عن عطاء ، وعن الحسن بن مسلم ، عن طاوس عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم فرغ من طوافه عند المروة.

__________________

١٤٤١ ـ إسناده صحيح.

(١) الأزرقي ٢ / ١٢٠ ، والأعلاق النفيسة ص : ٥٣ ـ ٥٤.

(٢) الأزرقي ٢ / ١٢٠ ، والأعلاق النفيسة ص : ٥٤.

٢٤٤

ذكر

بناء درج الصفا والمروة

/ قال : وكان الصفا والمروة يسند فيهما من سعى بينهما شيئا ، ولم يكن فيهما بناء ولا درج ، فكانا كذلك كما ذكر بعض المكيّين ، حتى كان في آخر خلافة أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين ، فعملهما عبد الصمد

بن علي بن عبد الله بن عباس ، فجعل لها درجا وسوّاها وأوطأها ، فدرجها إلى اليوم قائمة.

وقد كانت تعمر وتكحّل بالنورة ، وكان أول من أحدث فيها بناء بعد بناء عبد الصمد بن علي ، وكحلها بالنورة ، مبارك الطبري في خلافة المأمون (١).

ذكر

أول من استصبح بين الصفا والمروة

وقال بعض أهل مكة : إن خالد بن عبد الله القسري أول من استصبح بين الصفا والمروة في خلافة سليمان بن عبد الملك في الحج وفي رجب.

قال : وأول من أحدث بهذه النفّاطات (٢) التي بين الصفا والمروة أمير المؤمنين المعتصم بالله ، أمر بها لطاهر بن عبد الله حين حجّ في سنة تسع [عشرة](٣) ومائتين في ليالي الحجّ ، يريد بذلك إضاءة الطريق له. ثم هي

__________________

(١) الأزرقي : ٢ / ١٢٠ ، وابن رسنة ص : ٥٤. وقد أزيلت هذه الدرج في التوسعة السعودية الجديدة وأصبح موضع الدرج منحدر مبلط هو وجميع المسعى وأدخل المسعى في الحرم في هذه التوسعة.

(٢) النفّاطات : واحدتها : نفّاطة ، وهي ضرب من السرج : تاج العروس : ٥ / ٢٣٣.

(٣) في الأصل (وعشرين) وهو خطأ. وما أثبتناه هو الصحيح ، لأن المعتصم توفي سنة (٢٢٧). انظر تاريخ الطبري ٦ / ٧٠٦ ، والأزرقي ١ / ٢٧٨ ، وحجة طاهر بن عبد الله ، والاستصباح له كان في سنة (٢١٩). انظر إتحاف الورى : ٢ / ٢٩٠.

٢٤٥

يستصبح بها في الموسم إلى يومنا هذا. وكانت هذه السنة مباركة عند أهل مكة ، أصاب الناس فيها وربحوا ، فيقال لها إلى اليوم : سنة ابن طاهر.

ذكر

تحريم الحرم ، وحدوده ، وتعظيمه ، وفضله ،

وما جاء في ذلك ، وتفسيره

١٤٤٢ ـ حدّثنا محمد بن ميمون ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا الوليد ابن مسلم ، قال : حدّثني الأوزاعي ، قال : حدّثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدّثني أبو سلمة ، قال : حدّثني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : لمّا فتح الله ـ تعالى ـ على رسوله صلّى الله عليه وسلم مكة قام ، فحمد الله ـ تعالى ـ وأثنى عليه ، ثم قال : إنّ مكة لم تحلّ لأحد كان قبلي ، وإنما أحلّت لي ساعة من نهار ، وإنها لن تحلّ لأحد بعدي ، فلا ينفّر صيدها ، ولا يختلى شوكها ، ولا تحلّ ساقطتها إلا لمنشد ، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين ، أما أن يفدى ، وإما أن يقتل. فقال عباس ـ رضي الله عنه ـ : ألا الإذخر يا رسول الله ، فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الا الإذخر فقام أبو شاه ـ رجل من أهل اليمن ـ فقال : اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : اكتبوا لأبي شاه. فقلت للأوزاعي : ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال : هذه الخطبة من رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٤٤٢ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم ٩ / ١٢٨ ، وأبو داود ٢ / ٢٨٥ ، والترمذي ١ / ١٣٥ والبيهقي ٥ / ١٧٧ ، ١٩٥ كلّهم من طريق : الأوزاعي به. ورواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٤٩٥ ، والبخاري ١ / ٢٠٥ كلاهما من طريق : شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير به بنحوه.

٢٤٦

١٤٤٣ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن محمد ابن عمرو ، عن أبي سلمة ...... (١)

١٤٤٤ ـ ...... (١) بن آدم قال : ثنا مفضّل بن مهلهل ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم يوم فتح مكة : إنّ هذا البلد حرام ، حرّمه الله ـ تعالى ـ لم يحلّ فيه القتل لأحد قبلي ، وأحلّ لي ساعة ، ثم هو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا ينفّر صيده ، ولا يعضد شوكه ، ولا يلتقط لقطته إلا من عرّفها ، ولا يختلى خلاها. فقال العباس ـ رضي الله عنه ـ : ألا الاذخر / فإنه لبيوتهم وقينهم.

فقال صلّى الله عليه وسلم : الا الاذخر ، ولا هجرة ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا.

__________________

١٤٤٣ ـ إسناده صحيح.

١٤٤٤ ـ إسناده صحيح ـ إن شاء الله ـ.

ابن آدم ، سقط اسمه من الأصل ، هو : يحيى. وقد بيّنته روايات : أحمد ، ومسلم ، والنسائي كما يأتي ـ والفاكهي يروي عن يحيى بن آدم بواسطة شيخيه : محمد بن العلاء (أبو كريب) ، وعبدة بن عبد الله الصفّار.

وقد روى هذا الحديث أحمد في المسند ١ / ٣١٥ ـ ٣١٦ عن يحيى بن آدم ، عن مفضل به بلفظه. ورواه من طريق يحيى أيضا : مسلم ٩ / ١٢٦ ، والنسائي ٥ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤. ورواه ـ البخاري ٣ / ٤٤٩ ، ٤ / ٤٦ ، وأبو داود ٢ / ٢٨٦ ، والنسائي ٥ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، والبيهقي ٥ / ١٩٥ كلّهم من طريق : جرير ، عن منصور به. ورواه الترمذي ٧ / ٨٨ من طريق : زياد البكائي ، عن منصور به مختصرا.

(١) في الأصل (عن أبي سلمة بن آدم ، قال : ثنا مفضل ... الخ) وهذا خطأ واضح ، فأبو سلمة هو : ابن عبد الرحمن بن عوف ، وهو يروي عن أبي هريرة ، وكأنّ الفاكهي ـ رحمه الله ـ أراد أن يأتي برواية متابعة لرواية يحيى بن أبي كثير السابقة ، فأسقط الناسخ سطرا فخلط بين هذا الحديث والذي بعده.

٢٤٧

١٤٤٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني [حسن](١) بن مسلم ، عن مجاهد ، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ حرّم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام بحرام الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى يوم القيامة ، لم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، ولم تحلّ لي إلا ساعة من نهار ، فهي حرام بحرام الله ـ تعالى ـ إلى يوم القيامة ، لا ينفّر صيدها ، ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد.

فقال العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ : الا الإذخر يا رسول الله ، فإنه لا بد منه ، أنه للقين والبيوت ، قال : فسكت النبي صلّى الله عليه وسلم ثم قال : الا الاذخر للقين فإنه حلال.

قال أبو الزبير : سمعت عبيد بن عمير ، يخبر بهذا أجمع ، وزاد فيه : ولا يخاف آمنها.

قال ابن جريج : وأخبرني عبد الكريم بخطبة النبي صلّى الله عليه وسلم هذه عن مجاهد ، قال : سمعت عكرمة مولى ابن عباس يذكر هذا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.

١٤٤٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا ابن أبي عدي ، عن داود بن أبي هند ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم

__________________

١٤٤٥ ـ إسناده مرسل.

رواه عبد الرزاق في المصنّف ٥ / ١٤٠ عن ابن جريج ، بطوله. وابن أبي شيبة ١٤ / ٤٨٩ من طريق : أبي الخليل ، عن مجاهد به.

١٤٤٦ ـ إسناده حسن.

(١) في الأصل (حسين) وهو خطأ.

٢٤٨

قال يوم فتح مكة ، وهو مسند ظهره إلى الكعبة : إنّ هذا البلد لا يعضد شوكه ، ولا ينفّر صيده ، ولا يختلى خلاه ، ولم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، وإني سألت ربي فأحلّت لي ساعة من نهار. فناداه العباس ـ رضي الله عنه ـ فقال : إلّا الاذخر يا رسول الله ، فإن الناس يجعلونه على ظهور بيوتهم ، فقال صلّى الله عليه وسلم : إلّا الاذخر.

١٤٤٧ ـ حدّثنا الحسين بن عبد المؤمن ، قال : ثنا علي بن عاصم ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث ، وزاد فيه : إلّا الاذخر لا غنى لأهل مكة عنه ، هو لسقوف بيوتهم وقبورهم.

١٤٤٨ ـ حدّثنا الحسين بن عبد المؤمن ، قال : ثنا علي بن عاصم ، عن خالد الحذّاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

قال عكرمة : تدرون ما قوله لا ينفّر صيدها؟ قال : لا يقيموه من الظل ، وينزل مكانه.

__________________

١٤٤٧ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد ، هو الهاشمي ، ضعيف ، كبر ، فتغيّر ، وصار يتلقّن التقريب ٢ / ٣٦٥.

رواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٤٩٦ ـ ٤٩٧ من طريق : محمد بن فضيل ، عن يزيد به.

١٤٤٨ ـ إسناده حسن.

رواه البخاري ٤ / ٤٦ من طريق : عبد الوهاب ، عن خالد به. وكذلك في مواضع أخرى من صحيحه.

٢٤٩

١٤٤٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وسعيد بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة. قال سعيد بن عبد الرحمن في حديثه : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قالا جميعا : إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ حرّم مكة ، لم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، لا يختلى خلاها ، ولا يعضد شجرها ، ولا ينفّر صيدها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد. فقال العباس ـ رضي الله عنه ـ : يا رسول الله : إلّا الاذخر. قال صلّى الله عليه وسلم : إلّا الاذخر.

١٤٥٠ ـ حدّثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن حنش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : فذكر نحوه.

١٤٥١ ـ حدّثنا حسين بن حسن قال : أنا يزيد بن زريع.

١٤٥٢ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى الزمّاني ، قال : ثنا عبد الوهاب ، جميعا قالا : ثنا خالد الحذاء / عن عكرمة. قال عبد الوهاب في حديثه : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم نحوه.

__________________

١٤٤٩ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٤٢ من طريق : معمر ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عبّاس به ، ولم يذكر عكرمة. ورواه النسائي ٥ / ٢١١ ، عن سعيد بن عبد الرحمن به.

١٤٥٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

حنش ، هو : حسين بن قيس الرحبي الواسطي : متروك. التقريب ١ / ١٧٨.

١٤٥١ ـ ١٤٥٢ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٢٥٣ ، والبخاري ٤ / ٤٦ ، والبيهقي ٥ / ١٩٥ ، ثلاثتهم من طريق : عبد الوهاب به.

٢٥٠

١٤٥٣ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا ابراهيم بن حمزة ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي عتيق ، قال : إنّ البيت يبعث يوم القيامة شهيدا بما يعمل حوله.

١٤٥٤ ـ حدّثنا تميم بن المنتصر ، قال : أنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : لا يسكن مكة سافك دم ، ولا مشّاء بنميم.

١٤٥٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وابراهيم بن أبي يوسف ، قالا : أنا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، قال : ثنا جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم لمّا نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب الناس ، فقال : يا أيها الناس لا تسألوا نبيّكم عن الآيات ، هؤلاء قوم صالح سألوا نبيّهم ـ عليه السلام ـ أن يبعث الله ـ عزّ وجلّ ـ لهم آية ، فبعث الله لهم الناقة ، فكانت الناقة ترد من هذا الفجّ فيشربون من مائهم يوم وردها ، ويحتلبون من لبنها ، مثل الذي كانوا يرتوون من مائها يوم غبّها ، قال : فكانت تصدر من هذا الفجّ ، فعتوا عن أمر ربهم ، فعقروها ، فوعدهم

__________________

١٤٥٣ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقية رجاله موثقون.

ابن أبي عتيق ، هو : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر.

١٤٥٤ ـ إسناده ضعيف.

سماع شريك بن عبد الله من عطاء بعد الاختلاط.

رواه عبد الرزاق ٥ / ١٥١ من طريق : شريك به. والأزرقي ٢ / ١٣٣ من طريق : حمّاد بن سلمة ، عن عطاء ، بنحوه مطوّلا.

١٤٥٥ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣٢ من طريق : الزنجي ، عن ابن خثيم به. والطبري ٨ / ٢٣٠ من طريق : عبد الرزاق ، عن معمّر ، عن ابن خثيم به.

٢٥١

الله ـ تبارك وتعالى ـ وعدا عليه غير مكذوب ، ثم جاءتهم الصيحة ، فأهلك الله ـ تعالى ـ من كان تحت مشارق السموات ومغاربها منهم ، إلّا رجلا كان في حرم الله ـ عزّ وجلّ ـ فمنعه حرم الله من عذاب الله. وزاد ابراهيم بن أبي يوسف في هذا الحديث ، عن يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قالوا : يا رسول الله من هو؟ قال : أبو رغال ، قيل : يا رسول الله ومن أبو رغال؟ قال : أبو ثقيف.

١٤٥٦ ـ حدّثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : الحرم كله مقام ابراهيم ـ عليه السلام ـ.

١٤٥٧ ـ حدّثنا محمد بن صالح البلخي ، قال : ثنا محمد بن فضيل ، قال : ثنا الوليد بن جميح ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قام على المنبر ، فذكر حديث الجسّاسة والدجّال ، فقال : ما يأتي بابا من أبوابها ـ يعني : المدينة ـ إلا عليه ملك صالت سيفه ، يمنعه منها ، وبمكة مثلها.

١٤٥٨ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ،

__________________

١٤٥٦ ـ إسناده حسن.

حميد بن مسعدة : صدوق.

١٤٥٧ ـ إسناده حسن.

الوليد بن عبد الله بن جميع : صدوق يهم. التقريب ٢ / ٣٣٣.

١٤٥٨ ـ إسناده ضعيف ، مع جهالة فيه.

يزيد بن أبي زياد ضعيف. وكان شيعيا. التقريب ٢ / ٣٦٥.

رواه أحمد ٤ / ٣٤٧ من طريق : يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عيّاش بن أبي ربيعة ، بلا واسطة. وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٣٧ وعزاه لابن الحاج في منسكه. وذكره الهندي في كنز العمّال ١٢ / ٢١٢ وعزاه لأحمد والطبراني.

٢٥٢

عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن رجل ، عن عيّاش ابن أبي ربيعة ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : لا تزال [هذه الأمة](١) بخير ما عظّموا الحرمة [حقّ](٢) تعظيمها ، فإذا ضيّعوا ذلك هلكوا.

١٤٥٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، قال : إنّ رجلين من خزاعة قتلا رجلا من هذيل بالمزدلفة ، فأتوا إلى أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ يستشفعون بهما على النبي صلّى الله عليه وسلم فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ حرّم مكة ولم يحرّمها الناس ، لم تحلّ لأحد قبلي ، ولا تحلّ لأحد بعدي ، ولم تحلّ لي إلّا ساعة من نهار ، ثم هي حرام بحرام الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى يوم القيامة ، فلا يستنّ بي أحد فيقول : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد قتل بها ، وإني لا أعلم أحدا أعتى على الله ـ عزّ وجلّ ـ من ثلاثة : رجل قتل بها ، أو رجل / قتل بذحول الجاهلية ، ورجل قتل غير قاتله ، وأيم الله ليودينّ هذا القتيل.

١٤٦٠ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا ابن عليّة ، عن عبد الرحمن ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي شريح

__________________

١٤٥٩ ـ إسناده مرسل.

رواه أحمد ٤ / ٣١ ـ ٣٢ من طريق : عبد الرحمن بن اسحاق ، عن الزهري به مختصرا. ومن طريق : يونس ، عن ابن شهاب ، عن مسلم بن يزيد ، عن أبي شريح به بنحوه. ورواه الأزرقي ٢ / ١٢٤ من طريق : ابن عيينة به.

وقوله (ذحول) جمع : ذحل ، وهي العداوة. النهاية ٢ / ١٥٥.

١٤٦٠ ـ إسناده حسن.

رواه البيهقي ٨ / ٢٦ من طريق : يزيد بن زريع ، عن عبد الرحمن بن اسحاق به.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مسند أحمد.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من مسند أحمد.

٢٥٣

العدوي ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحو من بعض هذا الحديث ، وزاد فيه : أو طالب بدم الجاهلية أهل الإسلام ، أو نظّر عينيه في المنام ما لم تبصراه.

١٤٦١ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن رجل من قريش ، قال : ذهبت مع عمي إلى بيت المقدس ، فمررنا على عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ وكان عبد الله أوّل من نزل الرملة ، فقال له : ما رأيت مثل ما صنعت بنفسك ، نزلت بهذه الأرض ، أفلا كنت قريبا من ابن عمك معاوية؟ قد كان لك مكرما ، فإن كرهت ذلك أفلا نزلت مهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلم وموضع قبره ، فإن كرهت ذلك أفلا كنت مع قومك في حرم الله ـ عزّ وجلّ ـ؟ فقال : أما ما ذكرت من ابن عمي فهو كما قلت ، ولكن أجد في كتاب الله أميرا يلقى الله وليس له عذر ، ولا لجلسائه ، فيدعوه الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : ألم أكرمك؟ ألم أسلّحك؟ ألم أعطك نحو هذا؟ فيؤمر به وبجلسائه إلى النار ، فأخاف أن يكون ذلك. وأما ما ذكرت من أمر المدينة ، فإنّها مهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولكنّ أهل المدينة قد أترفوا ، وسيصيبهم وبال ذلك. وأما ما ذكرت من أمر مكة ، فإنّها كما قلت ، ولكن أجد في كتاب الله ـ تعالى ـ رجلا يستحلّها ، وتستحلّ به ، عليه نصف عذاب الأمة. قال : فسمعت غير هذا القرشي يقول : اسمه عبد الله.

١٤٦٢ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا ابن

__________________

١٤٦١ ـ في إسناده جهالة.

١٤٦٢ ـ أحمد بن سليمان لم أعرفه ، وبقيّة رجاله موثقون.

رواه ابن جرير في التفسير ١٧ / ١٥٣ من طريق : حجاج ، عن ابن جريج به.

٢٥٤

ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ)(١) قال : الحرمات : مكة والحج والعمرة ، وما نهى الله عنه من معاصيه كلها.

١٤٦٣ ـ حدّثنا محمد بن أبان البلخي ، قال : ثنا خطّاب بن عمر الصنعاني ، قال : حدّثني محمد بن يحيى المازني ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : أربع محفوظات ، وسبع ملعونات ، فأما المحفوظات فمكة والمدينة وبيت المقدس ، ونجران ، وأما الملعونات : فبرذعة ، وصعدة ، وأثافت وطهر ، ومكلا ، ودلان ، وعدن.

١٤٦٤ ـ حدّثنا عبد الرحمن بن يونس ، قال : ثنا عيسى بن راشد البعلي ، قال : ثنا عبد الله بن شبرمة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ما من أسير يدخل الحرم إلا حقن دمه.

__________________

١٤٦٣ ـ إسناده ضعيف.

فيه خطّاب بن عمر الصنعاني. ذكره ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٤٠٠ ، وقال : مجهول.

رواه العقيلي في الضعفاء ٢ / ٢٥ في ترجمة خطّاب بن عمر.

وبرذعة : ويروى بالدال المهملة ـ بلد في أقصى أذربيجان. ياقوت ١ / ٣٧٩.

وصعدة : مدينة معروفة باليمن. وأتافت : قرية من قرى اليمن.

ياقوت ١ / ٨٩. و (ظهر) ـ بالفتح ثم السكون ـ قال ياقوت ٤ / ٦٣ : موضع كانت فيه وقعة بين عمرو بن تميم وبني حنيفة. و (دلان) : قرية في اليمن قريبة من ذمار. ياقوت ٢ / ٤٦٠.

١٤٦٤ ـ في إسناده عيسى بن راشد ، وهو مسكوت عنه. الجرح ٦ / ٢٧٥ ، وبقيّة رجاله موثقون.

(١) سورة الحج (٣٠).

٢٥٥

١٤٦٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني إسماعيل بن أمية ، قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : لئن أخطئ سبعين خطيئة بركبة ، أحبّ إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة.

١٤٦٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : أخبرني عمرو بن شعيب ، قال : إنّ عبد الله ابن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ كان يضرب فسطاطا في الحل ، وله مسجد في الحرم يصلي فيه.

١٤٦٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن

__________________

١٤٦٥ ـ إسناده منقطع.

اسماعيل بن أميّة ، هو : ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي ثقة مات سنة (١٤٤) ولم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٨ من طريق : ابن جريج به. وذكره ياقوت في معجم البلدان ٣ / ٦٣ ونسبه لأبي سعيد المفضّل الجندي في فضائل مكة.

و (ركبة) : ذكر ياقوت فيها أقوالا ، مدارها على أنّها أرض بعد مكة على يومين منها ، وحدّدها الأستاذ ملحس ب (١٦٠) كم عن مكة و (٦٥) كم عن الطائف. وهي أرض سهلة فسيحة يحدّها من الشرق جبل حضن ، ومن الغرب سلسلة جبال الحجاز العليا ومن الجنوب جبال عشيرة ، والعرجية والطائف. أنظر معجم البلدان لياقوت ٣ / ٦٣. وتعليقات الأستاذ ملحس على الأزرقي ٢ / ١٣٤. ومعجم معالم الحجاز للبلادي ٤ / ٦٨ ـ ٧١.

١٤٦٦ ـ إسناده حسن.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٢٨ ، والأزرقي ٢ / ١٣١ وابن جرير في التفسير ١٧ / ١٤١ وأبو نعيم في الحلية ١ / ٢٩٠ ، كلّهم من طريق : مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، بنحوه. وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٣٧ ، وعزاه لأبي ذر.

١٤٦٧ ـ إسناده منقطع.

مجاهد لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ أنظر تهذيب الكمال ٣ / ١٣٠٥.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣٧ من طريق : الزنجي ، عن مجاهد به.

٢٥٦

ابن جريج ، قال : قال مجاهد : حذّر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قريشا الحرم ، قال : كان بها ثلاثة أحياء من العرب فهلكوا ، لئن اخطئ اثنتي / عشرة خطية بركبة أحب إليّ من ان أخطئ خطية واحدة بمكة.

١٤٦٨ ـ حدّثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ خطب الناس ، فقال : يا معشر قريش ، إنّ هذا البيت قد وليه ناس من طسم ، فعصوا ربّه واستخفّوا بحقه ، واستحلّوا حرمته ، فأهلكهم الله ، ثم وليتموه ، فلا تعصوا ربّه ، ولا تستخفّوا بحقه ، ولا تستحلّوا حرمته ، وصلاة فيه أفضل من مائة صلاة بركبة.

١٤٦٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن مسعر ، عن مصعب بن شيبة ، عن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قال : كانت الأمم من بني اسرائيل إذا جاءوا ذا طوى خلعوا نعالهم تعظيما للحرم.

١٤٧٠ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا

__________________

١٤٦٨ ـ إسناده منقطع.

قتادة لم يدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ. أنظر تهذيب الكمال ٢ / ١١٢١.

ذكره الهندي في كنز العمّال ١٤ / ١٠٣ وعزاه لأبي عروبة.

١٤٦٩ ـ إسناده ضعيف.

مصعب بن شيبة ، هو : العبدري ، المكي : ليّن الحديث. التقريب ٢ / ٢٥١.

رواه الأزرقي ٢ / ١٣١ من طريق : جدّه ، عن سفيان به.

وذكره المحبّ في القرى ص : ٦٣٧ وعزاه لابن الحاج في منسكه.

١٤٧٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقيّة رجاله موثقون. لكنّ خبر ابن جريج منقطع.

٢٥٧

[ابن](١) ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : (آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ)(٢) يبتغون الأجر والتجارة ، حرّم الله على كل أحد إخافتهم.

قال ابن جريج : وقال آخرون : الحاج ، نهى أن يقطع سبيلهم ، وذلك أنّ الحطم بن ضبيعة بن شر حبيل بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن بكر بن وائل ، واسمه شريح ، ولكن غلب عليه الحطم وهو قول الشاعر :

قد لفّها اللّيل بسواق حطم (٣)

فلذلك سمي الحُطَم ، الذي قال له طرفه بن العبد :

فلو شاء ربّي كنت عمرو بن مرثد (٤)

وهو من بني بكر بن وائل ، قدم على النبي صلّى الله عليه وسلم ليرتاد وينظر ، فقال للنبي صلّى الله عليه وسلم : أنا سيّد قوم ، وداعية قوم ، فأعرض عليّ ما تقول. فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : ادعوك إلى الله ـ تعالى ـ وإلى ان تعبده ولا تشرك به شيئا ، وتشهد أن

__________________

(١) في الأصل (أبو) وهو خطأ.

(٢) سورة المائدة (٢).

(٣) هذا شطر بيت ، وتكملة هذا الشعر كما ورد عند ابن جرير :

ليس براعي إبل ولا غنم

ولا بجزّار على ظهر الوضم

باتوا نياما وابن هند لم ينم

الخ. وقوله : (الحطم) هو : الراعي العنيف الشديد في رعيه للإبل ، في سوقها ، وايرادها ، واصدارها ، وغير ذلك ، وقوله (الوضم) : هو : كلّ شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو حصير ، أو ما إلى ذلك.

وقائل هذه الأبيات كما ترى : هو الحطم بن هند ، ونسبت لأبي زغبة الخزرجي ، قالها يوم أحد ، ولرشيد بن رميض العنزي. أنظر لسان العرب ١٢ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ، وتفسير الطبري ٦ / ٥٨ ـ ٥٩.

(٤) ديوانه ص : ٣٦. وأول البيت : فلو شاء ربّي كنت قيس بن خالد ـ وهذا البيت ضمن معلّقته المشهورة.

٢٥٨

محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت.

قال الحطم : في أمرك هذا غلظة ، أرجع إلى قومي فأذكر لهم ما ذكرت ، فإن قبلوا قبلت معهم ، وإن ادبروا كنت معهم. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم : فأت قومك ، فلما خرج نظر صلّى الله عليه وسلم إلى قفاه ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : لقد دخل إليّ بوجه كافر ، وخرج من عندي بقفا غادر ، وما أرى الرجل مسلما ، فمرّ على سرح لأهل المدينة ، فانطلق به ، فطلبه أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ففاتهم ، وقدم اليمامة ، وحضر الحجّ فتجهّز تاجرا حاجا ، وكان عظيم التجارة ، فبلغ أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم تجهّزه وإقباله إلى البيت ، فاستأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلم أن يلقوه فيقتلوه ويأخذوا ما معه ، فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ)(١) الأجر والتجارة ، وقد احظوه (٢).

١٤٧١ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يوسف بن موسى القطّان ، قال : سمعت جرير بن عبد الحميد ، يقول : سمعت يزيد بن أبي زياد ، أنه يكره رفع الأصوات بمكة.

١٤٧٢ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا إسرائيل ، قال : أنا يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، قال : إذا دخلت الحرم فلا تدفعن أحدا ، ولا تؤذينّ ، ولا تزاحم.

قال أبو جعفر : يريد بقوله : لا ترفع الأصوات تعظيما لمكة.

__________________

١٤٧١ ـ إسناده حسن.

يوسف بن موسى القطان : صدوق. التقريب ٢ / ٣٨٣.

١٤٧٢ ـ إسناده حسن.

وأبو جعفر ، هو : محمد بن عبد الملك الواسطي ، شيخه.

(١) سورة المائدة (٢).

(٢) رواه ابن جرير في التفسير ٦ / ٥٨ ـ ٥٩.

٢٥٩

١٤٧٣ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا حفص / بن عمر ، قال : ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، قال : سئل النبي صلّى الله عليه وسلم عن الدجال ، فقال : ما من نبيّ إلا وقد حذّر قومه الدجّال ، نوح فمن دونه ، فاحذروه ، يطوف القرى كلّها غير مكة والمدينة لن يدخلها ، الملائكة على حافتي مكة والمدينة.

١٤٧٤ ـ حدّثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن حنش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم قال : فأعدى الأعداء من عدا على الله ـ عزّ وجلّ ـ في حرم الله ، أو قتل غير قاتله ، أو قتل بذحول الجاهلية ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ على نبيه صلّى الله عليه وسلم (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ)(١).

١٤٧٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الله بن شريك ، عن بشر بن غالب ، قال : قال ابن الزبير للحسين بن علي ـ رضي

__________________

١٤٧٣ ـ إسناده مرسل.

١٤٧٤ ـ إسناده ضعيف جدا.

حنش ، لقب ل (حسين بن قيس الرحبي ، الواسطي) وهو متروك. التقريب ١ / ١٧٨.

رواه الطبري ٢٦ / ٤٨ من طريق : محمد بن عبد الأعلى به.

١٤٧٥ ـ إسناده حسن.

بشر بن غالب ، سكت عنه ابن أبي حاتم ٢ / ٣٦٣ ، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين ٤ / ٦٩.

رواه ابن أبي شيبة ١٥ / ٩٥ من طريق : أبي الأحوص ، عن عبد الله بن شريك ، به بنحوه. والفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٥٣ من طريق : الحميدي ، عن سفيان به.

(١) سورة محمد (١٣).

٢٦٠