أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

فمنعه عمر ـ رضي الله عنه ـ أن يستلم الركن ، ثم يخرج إلى الصفا فأخذ بيده فاجترّه إلى الصفا ، فمنعه عمر ـ رضي الله عنه ـ أن يستلم ، فقال عراك بن مالك هذا الأمر ، أخبرت أنّ عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ صلت على ذلك السبع ، ثم ذهبت إلى الصفا فأراد بنو أخيها أن يستلموا الركن ، فقالت : أدركوهم ، فمنعتهم ، وخرجت كما هي ، ولم تستلم.

قال ابن جريج : وأخبرني جعفر بن محمد ، أنه سمع أباه يخبر أنه سمع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يخبر عن حجّة النبي صلّى الله عليه وسلم قال : حتى إذا أتينا البيت استلم الركن ، فطاف بالبيت سبعة أطواف ، رمل بين ذلك ثلاثة أطواف (١).

قال ابن جريج : وأخبرني أيضا عطاء ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سعى في عمره كلّها الأربع بالبيت وبين الصفا والمروة ، إلا أنهم ردّوه في الرابعة من الحديبية قبل أن يصل إلى البيت.

قال ابن جريج : وقال عطاء : وسعى أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ عام حج أو بعث النبي صلّى الله عليه وسلم.

قال عطاء : ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ـ رضي الله عنهم ـ والخلفاء هلم جرّا يسعون كذلك.

قال ابن جريج : وأخبرني عطاء أن النبي صلّى الله عليه وسلم سعى عام حجة الوداع ، وسعى قبلها.

قال عطاء : وأحب إليّ أن يسعى ، وان لم يسع فلا بأس.

__________________

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٦.

٢٢١

١٣٩٥ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل ، عن مغيرة ، عن ابراهيم ، قال : كانوا يقومون على الصفا والمروة قدر ما يقرأ الرجل عشرين أو خمسا وعشرين آية من سورة البقرة.

١٣٩٦ ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، قال : أنا يزيد بن هارون ، قال : أنا الأصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير أنه كان يحب إذا قام على الصفا والمروة أن يستقبل البيت حيث يراه / ثم يكون قيامه في الدعاء والتكبير قدر سورة النجم أو نحوها.

١٣٩٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن وهب بن الأجدع ، قال : كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يعلّم الناس ، فيقول : إذا قدم أحدكم حاجّا أو معتمرا فليطف بالبيت سبعا ، وليصلّ خلف المقام ركعتين ، ثم يأتي الصفا ، فيصعد عليه فيكبر عليه سبع تكبيرات ، بين كل تكبيرتين حمدا لله وثناءا عليه ، ويسأله لنفسه ، وصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٣٩٥ ـ إسناده صحيح.

فضيل ، هو : ابن عياض ، ومغيرة ، هو : ابن مقسم ـ وابراهيم ، هو : النخعي.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب من طريق : شعبة ، عن مغيرة به.

١٣٩٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقيّة رجاله موثقون.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب و١٠ / ٣٧٠ من طريق : يزيد بن هارون به. وفي كلا الموضعين : (قدر قراءة النبي صلّى الله عليه وسلم).

وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٦ وعزاه لابن المنذر.

١٣٩٧ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب و١٠ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ من طريق : ابن فضيل ، عن زكريا به. ورواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : جعفر بن عون ، عن زكريا به. وذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٦٧ ، وعزاه لأبي ذر وسعيد بن منصور بمعناه.

٢٢٢

١٣٩٨ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم الأحول ، عن أبي مجلز ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يهبط في السابعة ـ يعني في التكبيرة السابعة ـ.

١٣٩٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، قال : قال صالح بن مسعود : رأيت ابن الحنفية محمدا ـ رضي الله عنه ـ على الصفا رافعا يديه حتى خرج ابطاه وهو يدعو : ربّ الحرم ، ربّ الحرم.

قال صالح : يعني رب البيت الحرام ، رب البيت الحرام.

١٤٠٠ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا أبو عاصم [عن](١) عبادة ، قال : رأيت الحسن يسعى بين الصفا والمروة ، فغشي عليه ، فجاء من الغد فبنى من حيث قطع.

١٤٠١ ـ حدّثنا بكر بن خلف ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قطع عليه سعيه بين الصفا والمروة ، فبنى من حيث قطع عليه.

__________________

١٣٩٨ ـ إسناده صحيح.

١٣٩٩ ـ إسناده صحيح.

صالح بن مسعود ، هو : الجدلي. وثقه ابن معين. الجرح ٤ / ٤١٢.

١٤٠٠ ـ إسناده صحيح.

عبادة ، هو : ابن سلم الغزاري البصري.

١٤٠١ ـ إسناده صحيح.

ذكره المحبّ في القرى ص : ٣٧٤ ، عن ابن عمر بمعناه ولم ينسبه.

(١) سقطت من الأصل.

٢٢٣

١٤٠٢ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا معقل ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الاستجمار وتر ، ورمى الجمار وتر ، والسعى بين الصفا والمروة وتر ، والطواف وتر ، وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بوتر.

ذكر

فضل الصفا والمروة وعظم شأنهما

١٤٠٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لما طاف وصلى خلف المقام ، ثم أتى الحجر فاستلمه ، ثم خرج إلى الصفا ، وقال : نبدأ بما بدأ الله به ، فبدأ بالصفا وقرأ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)(١).

١٤٠٤ ـ حدّثنا عياش بن عبد العظيم العنبري ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ،

__________________

١٤٠٢ ـ رجاله ثقات ، إلّا أنّ أبا الزبير مدلس ، وقد عنعن.

والحسن بن محمد ، هو : ابن أعين الحرّاني. ومعقل ، هو : ابن عبد الله الجزري.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٣٩٣ ولم يعزه لأحد.

١٤٠٣ ـ إسناده صحيح.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٣١٣ عن جعفر به. وأحمد ٣ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، وأبو داود الطيالسي ١ / ٢٠٥ (تحفة المودود) ، والترمذي ٤ / ٩٤ ، ١١ / ٩١ ، والنسائي ٥ / ٢٣٩ ، ٢٤١ ، والأزرقي ٢ / ١١٦ ، كلّهم من طريق : جعفر به.

١٤٠٤ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨١ ب ، ومسلم ٩ / ٢٠ ـ ٢١ ، والبيهقي ٥ / ٩٦ كلّهم من طريق : هشام بن عروة به.

(١) سورة البقرة (١٥٨).

٢٢٤

عن هشام بن عروة ، قال : حدّثني أبي ، عن عائشة ـ رضي الله عنهما ـ قالت : ما أتم الله ـ تبارك وتعالى ـ حج رجل ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة ، ثم [قالت](١)(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما).

١٤٠٥ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : سمعت الزهري ، يحدّث عن عروة ، قال : قلت لعائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم ورضي عنها : ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا ، وما أبالي أن لا أطوف بينهما.

فقالت : بئس ما قلت يا ابن اختي ، طاف رسول الله صلّى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنّة ، وإنما كان من أهلّ لمناة الطاغية التي بالمشلّل لا يطوفون بين الصفا والمروة ، فلما كان الإسلام سألنا النبي صلّى الله عليه وسلم / عن ذلك ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) ولو كانت كما تقول لكانت : ولا جناح عليه ان لا يطّوّف بهما. قال الزهري : فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فقال : إنّ هذا العلم ، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون : إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب يقولون : إنّ طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية. وقال آخرون من الأنصار : إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر

__________________

١٤٠٥ ـ إسناده صحيح.

رواه الحميدي ١ / ١٠٧ عن سفيان به. والبخاري ٨ / ٦١٣ ، من طريق : الحميدي به مختصرا. ورواه مسلم ٩ / ٢٢ ، والترمذي ١١ / ٨٩ ، والنسائي ٥ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٣٣ ، كلّهم من طريق : سفيان به. ورواه البخاري ٣ / ٤٩٧ من طريق : شعيب ، عن الزهري به. والطبري ٢ / ٤٧ ، والبيهقي ٥ / ٩٦ ـ ٩٧ ، كلاهما من طريق : عقيل ، عن الزهري به.

(١) في الأصل (قلت).

٢٢٥

به بين الصفا والمروة ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) قال أبو بكر : فأراها قد نزلت في هؤلاء وفي هؤلاء.

١٤٠٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن عاصم الأحول ، قال : قلت لأنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : أرأيت قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) كأنكم كنتم تكرهون الطواف بين الصفا والمروة ، فقال : كانتا من الجاهلية فتركناها حتى نزلت هذه الآية.

١٤٠٧ ـ حدّثنا محمد بن يوسف ، قال : ثنا أبو قرّة ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، أنه كان يكره أن يدخل البيت حتى يطوف بين الصفا والمروة ، قال : فإن فعل فلا بأس.

١٤٠٨ ـ حدّثنا أبو حمة اليماني ، قال : أنا أبو قرّة ، عن عثمان بن الأسود ، عن عطاء ، قال : بلغنا أن موسى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ طاف بين الصفا والمروة في عباءة قطوانية يقول : لبيك اللهم لبّيك ، فيجيبه ربّه ـ تبارك وتعالى ـ فيقول : لبّيك يا موسى ، وهذا أنا معك.

__________________

١٤٠٦ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري في التفسير ٨ / ١٧٦ ، والترمذي ١١ / ٩١ ـ ٩٢ ، والطبري ٢ / ٤٦ ، والبيهقي ٥ / ٩٧ ، كلّهم من طريق : الثوري ، عن عاصم الأحول به. ورواه البخاري أيضا ٣ / ٥٠٢ من طريق : ابن المبارك ، عن عاصم به. ومسلم ٩ / ٢٤ ، من طريق : ابن أبي شيبة ، عن عاصم به بنحوه.

والنسائي في الكبرى (أنظر تحفة الأشراف ١ / ٢٤٥).

١٤٠٧ ـ إسناده صحيح.

١٤٠٨ ـ إسناده إلى عطاء صحيح.

٢٢٦

ذكر

كيف يوقف بين الصفا والمروة وحد المسعى

والدعاء عليهما وفضل ذلك

١٤٠٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج قال : قال عطاء : خرج النبي صلّى الله عليه وسلم من باب بني مخزوم إلى الصفا (١) ، فبلغني أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يسند فيهما قليلا في الصفا والمروة غير كثير (٢) ، فيرى من ذلك البيت الحرام ، قال : ولم يكن حينئذ هذا البنيان. ثم عاودته بعد ذلك فقلت له أخبرني : ثمّ (٣) كان النبي صلّى الله عليه وسلم يبلغ من الصفا والمروة؟ قال : كان يسند فيهما (٤). قلت : لا. قلت له : أوصف ذلك لك ، وسمّي حيث كان يبلغ فتصفه لي؟ قال : لا ، كان يسند فيهما قليلا. قال : قلت له : كيف ترى الآن؟ قال : كذلك أسند فيهما قليلا. قلت : أولا أسند فيهما حتى أرى البيت؟ قال : لا ، ثم لا ، إلا أن تشا ـ غير مرة قال لي ذلك ـ فأمّا ان يكون حقّا عليك فلا. ولم يخبرني أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان يبلغ المروة البيضاء. قال : كان يسند فيهما قليلا ، ولم يبلغ ذلك (٥).

قال ابن جريج : وسأل إنسان عطاء [أيجزئ](٦) عن الذي يسعى بين الصفا والمروة والرقي لا يرقى على واحد منهما ، وأن يقوم بالأرض قائما؟ قال :

__________________

١٤٠٩ ـ إسناده إلى عطاء حسن.

(١) رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٨ ب من طريق : أبي أسامة عن ابن جريج به. ورواه الأزرقي أيضا كما سيأتي.

(٢) ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٦٦ ، وعزاه لسعيد بن منصور بمعناه.

(٣) كذا ، ويريد بها (أين).

(٤) كذا العبارة في الأصل ، ولعلّ فيها سقطا ، وهكذا جاءت العبارة مضطربة عند الأزرقي.

(٥) رواه الأزرقي ٢ / ١١٦ من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج ، به بنحوه.

(٦) في الأصل (الحربي) والتصويب من الأزرقي.

٢٢٧

أي لعمري ، وماله؟ قال : وكان عطاء / يقول : يستقبل البيت بين الصفا والمروة ، لا بد من استقباله (١).

قال ابن جريج : أخبرني ابن طاوس ، عن أبيه ، انه كان لا يدع أن يرقى الصفا والمروة حتى يبدو له البيت منها ، ثم يستقبل البيت (٢).

قال ابن جريج : وأخبرني نافع ، قال : كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يخرج إلى الصفا فيبدأ به ، فيرقى فيه حتى يبدو له البيت ، ثم يستقبله لا ينتهي في كل ما حج أو اعتمر حتى يرى البيت من الصفا والمروة ، ثم يستقبله منهما. قال : فيبلغ من الصفا قراره فيه قدر قدمي الإنسان قط ، بل يعجز عن قدميه حتى يخرج منهما أطراف قدميه لا يقوم فيها إلا في (٣) كلما حج أو اعتمر. قال : أظنه والله رأى النبي صلّى الله عليه وسلم يقوم فيها (٤).

قال ابن جريج : وأخبرني نافع ، حيث كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يقوم من المروة قال : كان لا يأتي المروة البيضاء على يمينه حتى يصعد فيها (٥).

قال ابن جريج : وقال عطاء : ولم اسمع بدعاء معلوم إلا [أن](٦) يدعو الإنسان بما بدا له (٧).

قال ابن جريج : وأخبرني ابن طاوس ، عن أبيه ، أنه كان يطيل القيام عليهما مستقبلا البيت (٨).

__________________

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٦.

(٢) المرجع السابق ٢ / ١١٦ ـ ١١٧.

(٣) كذا في الأصل.

(٤) الأزرقي ٢ / ١١٧.

(٥) رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧١ ب ، والأزرقي ٢ / ١١٧.

(٦) ليست في الأصل وزدناها ليستقيم المعنى.

(٧) رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٥ ب من طريق : يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج به.

(٨) رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٨٦ من طريق : وهب ، عن ابن طاوس ، به بنحوه.

٢٢٨

١٤١٠ ـ حدّثنا عبد الرحمن بن يونس السرّاج ، ويعقوب بن حميد ، قالا : ثنا حاتم بن اسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم رقي على الصفا حتى رأى البيت ، فكبّر الله ـ تعالى ـ ووحّده ، وقال : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلّا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك. وقال : فعل هذا ثلاث مرات حتى أتى المروة ، ففعل على المروة كما فعل على الصفا.

١٤١١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن أيوب السختياني ، عن نافع ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان يدعو على الصفا والمروة : الّلهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك ، وجنّبني حدودك ، الّلهم اجعلني ممن يحبّك ، ويحبّ ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين ، الّلهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى عبادك الصالحين ، الّلهم يسّر لي لليسرى ، وجنّبني للعسرى ، واغفر لي في الآخرة والأولى ، الّلهم اجعلني من أئمة المتّقين ، واجعلني من ورثة جنّة النّعيم ، ولا تخزني يوم يبعثون. قال سفيان : وزاد ابن جريج : انه ليسأل الله ـ تعالى ـ ان يقضي مغرمه.

__________________

١٤١٠ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧٧ ب ، ٤ / ٨٦ ، ١٠ / ٣٦٩ ، ومسلم ٨ / ١٧٠ ، وأبو داود ٢ / ٢٤٨ ، وابن ماجه ٢ / ١٠٢٢ ، والطبري ٢ / ٥٠ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٥٠ ، والبيهقي في السنن ٥ / ٧ ، ٩ ، ٩٣ ، ١١١. وفي دلائل النبوّة ٥ / ٤٣٣ ، كلّهم من طريق : حاتم به.

١٤١١ ـ إسناده صحيح.

رواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : ابراهيم بن طهمان ، عن أيوب به. وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٦ ونسبه لسعيد بن منصور وابن المنذر.

٢٢٩

١٤١٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني نافع مولى ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وقلت له : هل [من](١) قول كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يلزمه؟ قال : لا تسأل عن ذلك. قال : يكبّر ويدعو. قلت : هل من قول كان يلزمه؟ قال : لا تسأل عن ذلك ، فإنّ ذلك ليس بواجب ، فأبيت أن أدعه حتى يخبرني. قال : فإنه كان يطيل القيام حتى لو لا الحياء منه لجلست. قال : فيكبّر عبد الله ثلاثا ، ثم يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يدعو طويلا يرفع صوته ويخفضه حتى انه ليسأله أن يقضي عنه مغرمه فيما يسأله ، ثم يكبّر ثلاثا ثم يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يدعو / طويلا يرفع صوته ويخفضه ، حتى أنه ليسأله أن يقضي مغرمه فيما يسأله ، ثم يكبّر ثلاثا ، ثم يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يدعو طويلا يرفع صوته ويخفضه ، حتى إنه ليسأله ان يقضي مغرمه فيما يسأله ، ثم يكبّر ثلاثا ثم ، يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يسأل طويلا كذلك ، حتى يقول هؤلاء التكبيرات والقول الذي معهن لا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ثم يسأل طويلا كذلك ، حتى يقول هؤلاء التكبيرات ، الثلاث والقول معهن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء

__________________

١٤١٢ ـ إسناده حسن.

رواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : صدقة ، عن ابن جريج به.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من البيهقي.

٢٣٠

قدير ، سبع مرات ، بينهن الدعاء والمسألة الطويلة ، يقول ذلك على الصفا والمروة كلما حجّ أو اعتمر.

١٤١٣ ـ حدّثنا (١) وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن عبيد الله ابن أبي يزيد ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يسعى بين الصفا والمروة من مجلس آل عباد إلى زقاق ابن أبي حسين. قال سفيان : هو بين هذين العلمين.

١٤١٤ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا مطرف بن عبد الله ، قال : ثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، أنه سمع عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وهو على الصفا يدعو ، يقول : الّلهم إنك قلت (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(٢) وإنك لا تخلف الميعاد ، واني أسألك كما هديتني للإسلام ان لا تنزعه منّي حتى توفّاني وأنا مسلم.

١٤١٥ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : فسعى النبي صلّى الله عليه وسلم ، المسعى في بطن مكة فقط.

__________________

١٤١٣ ـ إسناده صحيح.

ذكره البخاري معلّقا ، وقال الحافظ في الفتح ٣ / ٥٠٢ : وصله الفاكهي.

١٤١٤ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقيّة رجاله ثقات.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٣١٤ ـ ٣١٥ ، والبيهقي ٥ / ٩٤ من طريق مالك. وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٦ وعزاه لسعيد بن منصور ، وابن المنذر.

١٤١٥ ـ إسناده حسن.

(١) كذا في الأصل.

(٢) سورة غافر (٦٠).

٢٣١

قال ابن جريج : عن صالح مولى التوأمة ، انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه. وعن أبي جابر البياضي ، عن سعيد بن المسيب ، انهما قالا : السنّة في الطواف بين الصفا والمروة أن ينزل من الصفا يمشي حتى يأتي بطن المسيل ، فإذا جاءه سعى حتى يظهر منه ، ثم يمشي حتى يأتي المروة (١).

قال ابن جريج : وأخبرني نافع مولى ابن عمر ، قال : فينزل ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ من الصفا فيمشي حتى إذا كان بباب [بني](٢) عبّاد سعى حتى ينتهي إلى مسلك إلى المسجد الذي بين دار ابن أبي حسين ودار بنت قرطة ، سعيا دون الشدّ وفوق الرملان ، ثم يمشي مشيه الذي هو مشيه ، حتى يرقى المروة ، فيجعل المروة أمامه وبيمينه. قال : ولا يأتي حجر المروة (١).

قال ابن جريج : وأخبرني أبو الزبير ، انه سمع جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يسأل عن السعي؟ فقال : السعي من بطن المسيل (١).

١٤١٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : حدّثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، قال : حدّثني من رأى عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ يقوم في الحوض الأسفل من الصفا.

قال سفيان : كان حوضا مثل الحوض الذي يسقى فيه الإبل ، أسفل من الصفا.

__________________

١٤١٦ ـ في إسناده جهالة.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧١ ب ، والبيهقي ٥ / ٩٥ ، كلاهما من طريق : سفيان به.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٧ من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج به ، وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٢ وعزاه للفاكهي مختصرا.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من المرجعين السابقين.

٢٣٢

ذكر

أين يقف من المروة وما جاء في ذلك

١٤١٧ ـ حدّثنا أبو سعيد الربعي ، قال : ثنا اسحاق بن محمد بن اسماعيل الفروي ، قال : ثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي / قال : حدّثني نافع بن أبي أنس ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، قال : لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة عام الفتح ، طاف بالبيت ، ثم أتى الصفا ، فوقف عليه ، ثم المروة ، فرأيته صعدها من بين الصخرتين.

١٤١٨ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن سليم بن مسلم ، عن المثنّى بن الصبّاح ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : صعد النبي صلّى الله عليه وسلم على المروة ، فوقف ، وجعل المروة البيضاء عن يمينه لم يتقدّمها ولم يتأخر عنها ، جعلها بينه وبين الطريق التي إلى دار عتبة بن فرقد ، وآل الحضرمي.

١٤١٩ ـ وحدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنه كان إذا أتى على المروة جعل المروة فوق رأسه على يساره.

__________________

١٤١٧ ـ إسناده ضعيف.

أبو سعيد الربعي ، هو : عبد الله بن شبيب. واه ، ضعيف الحديث. كما في لسان الميزان ٣ / ٢٩٩.

١٤١٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

سليم بن مسلم ، هو : الخشّاب المكي. قال النسائي : متروك الحديث. وقال أحمد : لا يساوي شيئا : لسان الميزان ٣ / ١١٣.

١٤١٩ ـ إسناده صحيح.

٢٣٣

١٤٢٠ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : من طاف بين الصفا والمروة راكبا فليجعل المروة البيضاء في ظهره ، ليستقبل البيت وليدع الطريق ، طريق المروة ، وليأخذ بين دار عبد الله بن عبد الملك ـ وأقول أنا : وهي دار منارة المنقوشة ـ قال ابن جريج : وبين المروة البيضاء في الطريق ـ دار طلحة بن داود ـ حتى يجعل المروة في ظهره (١).

وزعم بعض المكيّين أنّ مشايخهم كانوا يتحرّون ذلك ، ويرون أن النبي صلّى الله عليه وسلم وقف فيه ، وهو في أعلى شيء من الدرج ، على يسار الواقف عند شظيتين من الجبل ، صخرة متفرّق مقدمها كالذراع أو أكثر قليلا ، ضيق مؤخرها ، ارتفاعها ذراع أو أكثر.

وكان مرو المروة كثيرا قد ذهب به الناس حتى شدّ عبد الصمد (٢) بن علي المروة الكبيرة بالنورة ، وهو بناء درج المروة.

ذكر

الله ـ عزّ وجلّ ـ بين الصفا والمروة

وما جاء في الحديث بينهما

١٤٢١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر قال : ثنا سفيان.

__________________

١٤٢٠ ـ إسناده حسن.

١٤٢١ ـ إسناده ليّن.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١١٨ من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج.

(٢) ترجمته في العقد الثمين ٥ / ٤٣٩. وكان أميرا على مكة.

٢٣٤

١٤٢٢ ـ وحدّثنا ابن كاسب ، قال : ثنا عيسى بن يونس جميعا ، عن عبيد الله بن أبي زياد القدّاح ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ـ عزّ وجلّ ـ.

١٤٢٣ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا حبيب المعلّم ، عن عطاء ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ بنحوه موقوفا.

١٤٢٤ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، وحسين بن حسن ، قالا : ثنا فضيل بن عياض ، عن يزيد بن أبي زياد ، قال : رأيت أبا جعفر ، والحسن وآخر معهما. وقال حسين في حديثه : ومجاهدا يتكلمون بين الصفا والمروة.

ذكر

من كره الركوب بين الصفا والمروة

١٤٢٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن عمرو بن علقمة الكناني ، عن إبن أبي

__________________

١٤٢٢ ـ إسناده ليس بالقوي.

عبيد الله بن أبي زياد ، هو : المكي. ليس بالقوي. التقريب ١ / ٥٣٣.

تقدّم تخريج هذا الأثر برقم (٤٠٩).

١٤٢٣ ـ إسناده حسن.

١٤٢٤ ـ إسناده ضعيف.

يزيد بن أبي زياد ، كبر فتغيّر ، فصار يتلقّن.

التقريب ٢ / ٣٦٥. وأبو جعفر : هو محمد الباقر. والحسن ، هو : البصري.

١٤٢٥ ـ إسناده صحيح.

٢٣٥

مليكة ، قال : إن عائشة ـ رضي الله عنها ـ تركت العمرة سنتين [فقالت](١) ما يمنعني إلا / الطواف بين الصفا والمروة ، وأكره أن أركب بين الصفا والمروة.

١٤٢٦ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : قلت لمجاهد : أخبرني من رأى أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ زوج النبي صلّى الله عليه وسلم تطوف بين الصفا والمروة بعدما أسنت وبغلتها تقاد معها. فأعجبه ذلك.

١٤٢٧ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا أبو أسامة ، قال : ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : رأيت الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ يوكيء ما بين الصفا والمروة.

١٤٢٨ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : انه كان يراهم يطوفون بين الصفا والمروة ركبانا ، فيعيب عليهم فيعتلّون له بالمرض فيقول : لقد خاب هؤلاء وخسروا.

__________________

١٤٢٦ ـ إسناده صحيح.

١٤٢٧ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، هو : الشطوي : ضعيف. التقريب ٢ / ١٦٧.

ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٦٩ ، وعزاه لأبي ذر الهروي ، لكنّه نسبه لابن الزبير ، ولعلّه أخطأ ، إنّما يعرف هذا من فعل الزبير والده. وفسّر الإبكاء بالسعي الشديد ، وقيل : أن يسدّ فمه فلا يتكلّم. والأول أقرب ، وأنظر لسان العرب ١٥ / ٤٠٦.

١٤٢٨ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٦ أ من طريق : هشام به. وذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٣٧٢ ، وعزاه لرزين.

(١) في الأصل (فقال).

٢٣٦

ذكر

من رخّص في الركوب بين الصفا والمروة

١٤٢٩ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا شبابة بن سوّار ، عن المغيرة بن مسلم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : طاف رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالبيت وبين الصفا والمروة على راحلته.

١٤٣٠ ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي بزّة ، قال : ثنا ابراهيم بن سليمان بن داود البلخي ، قال : ثنا عمر بن قيس ، قال : أخبرني عطاء بن أبي رباح ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة فطاف بالبيت سبعا ، وصلى خلف المقام ركعتين ، ثم خرج إلى

__________________

١٤٢٩ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، هو : الشطوي. ضعيف. وأنظر الخبر (٤٦٨).

١٤٣٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن قيس ، هو : المكي : متروك. التقريب ٢ / ٦٢.

رواه الأزرقي ٢ / ١٥٤ من طريق : طلحة بن عمرو به. وذكره ابن حجر في المطالب العالية ١ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ، ونسبه لابن أبي عمر في مسنده. وقال محقّقه : فيه طلحة بن عمرو المكي ، وهو متروك. ورواه ابن سعد في الطبقات ٢ / ١٤١ من طريق : أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، قالا : فذكره.

والشعر هذا ينسب إلى أبي أحمد بن جحش كما تقدّم في الخبر (٦٢٦) والزيادة في البيت الأول من الفاكهي نفسه.

والثانية والثالثة من أنساب الأشراف ١ / ٢٠٠ ، وقد ذكره ياقوت في معجم البلدان ٥ / ١٨٣ بزيادة (أرض بها) في المواضع الثلاثة. وقد ذكر ابن حجر هذا الشعر هكذا :

حبّذا مكّة من وادي

بها أهلي وعوّادي

بها ترسخ أوتادي

بها أمشي بلا هادي

ووقع في أنساب الأشراف (ترشح) بالشين المعجمة ، والحاء المهملة.

٢٣٧

الصفا ، فأتي بناقته فركبها ، فأتاه عبد الله بن أم مكتوم ـ رجل من بني عامر ابن لؤى ، وكان مكفوفا ـ قال : يا رسول الله ، اعطني خطام راحلتك حتى أطوف بك ، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم : إني أخاف ان لا تهدي ، قال : فأخذ بخطام راحلة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو يقول :

يا حبّذا مكّة من وادي

[ارض بها] أهلي وعوّادي

[إنّي بها] امشي بلا هادي

[إنّي بها] ترسخ أوتادي

حتى فرغ النبي صلّى الله عليه وسلم من طوافه.

١٤٣١ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الأحوص بن الحكيم ، قال : رأيت أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يطوف بين الصفا والمروة راكبا على حمار.

١٤٣٢ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا خارجة بن الحارث ، قال : رأيت عراك بن مالك يطوف بين الصفا والمروة على حمار.

١٤٣٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار ، قالا : ثنا سفيان ، عن

__________________

١٤٣١ ـ إسناده ضعيف.

الأحوص بن حكيم : ضعيف الحفظ. التقريب ١ / ٤٩.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٦ أ عن محمد بن فضيل ، عن الأحوص به.

١٤٣٢ ـ إسناده حسن.

خارجة بن الحارث : صدوق. التقريب ١ / ٢١٠.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٦٦ أ من طريق : ابن مهدي به.

١٤٣٣ ـ إسناده صحيح.

٢٣٨

ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) : أنه كره الركوب بين الصفا والمروة إلا من ضرورة. وقال عطاء بن أبي رباح : لا بأس به.

١٤٣٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابرا ـ رضي الله عنه ـ يقول : طاف النبي صلّى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالبيت وبين الصفا والمروة على راحلته ليراه الناس وليشرف وليسألوه ، إن الناس غشوه.

ذكر

طواف أهل الجاهلية بين الصفا والمروة

وما كانوا يقولون بينهما ويفعلون

١٤٣٥ ـ / حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن [عبيد الله](٢) بن أبي يزيد ، عن أبيه ، عن سباع بن ثابت ، أنه سمعه يقول : كان أهل الجاهلية إذا طافوا بين الصفا والمروة يقولون :

اليوم قرّي عينا بقرع المروتينا

__________________

١٤٣٤ ـ إسناده حسن. تقدم برقم (٤٦٧).

١٤٣٥ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن حجر في الإصابة ٢ / ١٢ ـ ١٣ ، وقال : أخرجه البغوي وابن قانع في الصحابة. وذكر بعضه ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٣٢٢ ، ونسبة لابن قانع من طريق : ابن عيينة. وأنظر العقد الثمين ٤ / ٥١٠ ـ ٥١١.

(١) كان هنا لفظة (قال) فحذفتها ليتّسق السياق.

(٢) في الأصل (عبد الله) والصواب ما أثبت.

٢٣٩

قال أبو ذؤيب الهذلي يذكر ذلك من فعل العرب في الجاهلية :

حتّى كأنّي للحوادث مروة

بقفا المشقّر كلّ يوم تقرع (١).

١٤٣٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدّث عن أبي مجلز ، قال : كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة ، فقال المسلمون : إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما)(٢) قال : فرويت أن أبا مجلز كان يرى انهما ليسا بواجبين. قال أبو المعتمر : كم من أمر جميل يقوله (٣) الناس وليس بواجب.

١٤٣٧ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : قال لي معاوية ـ رضي الله عنه ـ : قصّرت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمشقص أعرابيّ حين نزل من المروة في حجته.

__________________

١٤٣٦ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠١ وعزاه للفاكهي ، وصحّح إسناده.

١٤٣٧ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو داود من طريق : عبد الرزاق به. وأحمد ٤ / ٩٦ والبخاري ٣ / ٥٦١ ، ومسلم ٨ / ٢٣١ ثلاثتهم من طريق : الحسن بن مسلم ، عن طاوس به. ورواه النسائي ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤ من طريق : هشيم بن حجير ، عن طاوس به.

(١) البيت في شرح أشعار الهذليّين للسكري ١ / ٩ ، وجاء فيه بلفظ (بصفا المشرّق). وكذا أورده الطبري في التفسير ٢ / ٤٤ ، والحموي في معجم البلدان ٥ / ١٣٣ ، ونقل السكري عن الأصمعي أنّ : المشرّق ، هو : المصلى أو مسجد الخيف ، وعن أبي عبيدة بأنّه : سوق الطائف. وفي معجم البلدان ٥ / ١٣٥ (بصفا المشقر) ونقل عن الأصمعي أنّه جبل لهذيل. والبيت أورده الزبير في النسب ١ / ٣١٦ بلفظ :

وكأنّ قلبي للحوادث مروة

بقفا المشقّر كلّ يوم تقرع

(٢) سورة البقرة (١٥٨).

(٣) في المنتقى (يفعله).

٢٤٠