أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

وفي الشق الذي يلي (باب بني شيبة الصغير) ودار الندوة ستة وأربعون طاقا ، فوقها مائة وأربع وسبعون شرافة.

وفي الشق اليماني خمسة وأربعون طاقا ، فوقها مائة وخمسون شرفة مجصّصة.

وفي الشق الغربي تسعة وعشرون طاقا ، فوقها أربع وتسعون شرافة.

وبين مخرج النبي صلّى الله عليه وسلم من الصفا وبين الركن الذي فيه منارة المسعى تسعة عشر طاقا.

فهذا ما في بطن المسجد من الشرف البيض. وأما خارج المسجد فبعض الشرف قائم وبعضه داخل في الدور.

ذكر

صفة سقف المسجد

وللمسجد الحرام سقفان أحدهما فوق الآخر ، فأما الأعلى منهما فمسقف [بالدوم](١) اليماني ، وأما الأسفل فمسقف بالساج والسيلج (٢) الجيد ، وبين السقفين فرجة قدر ذراعين ونصف. والسقف الساج مزخرف بالذهب ، مكتوب في دوارات من خشب فيه قوارع القرآن ، وغير ذلك من الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم والدعاء للمهدي (٣).

__________________

(١) في الأصل (الدرم) بالراء ، وهو تصحيف ، والدّوم : شجر يشبه النخل ، إلّا أنّه يثمر المقل ، وقيل : هو ضخام الشجر أيا كان. أنظر لسان العرب ١٢ / ٢١٨.

(٢) نوع من الخشب. تاج العروس ٢ / ٦٠.

(٣) أنظر الأزرقي ٢ / ٩٦ ـ ٩٧.

٢٠١

ذكر

الأبواب التي يصلى فيها على الجنائز بمكة المشرفة

وهي ثلاثة أبواب ، منها باب العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ ويعرف (ببني هاشم). فيه موضع قد هندم للجنائز لتوضع فيه.

ومنها باب بني عبد شمس ، وهو (باب بني شيبة الكبير).

ومنها باب الصفا وفيه موضع قد هندم أيضا فوضع فيه الجنائز وهو على (باب الصفا) صلي على سفيان بن عيينة حين مات.

فهذه الأبواب التي يصلى فيها على الجنائز ، وكان الناس فيما مضى من الزمان يصلون على الرجل المذكور في المسجد الحرام (١).

١٣٦٧ ـ وحدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، قال : سمعت من يذكر أنه صلي على أبي إهاب في المسجد الحرام.

ذكر

منارات المسجد الحرام وعددها وصفتها

وفي المسجد الحرام أربع منارات يؤذّن فيها مؤذنو المسجد وهي في زوايا

__________________

١٣٦٧ ـ ذكره ابن حجر في الإصابة ٤ / ١٢ ونسبه للفاكهي. وأبو إهاب ، هو : ابن عزيز بن قيس ابن سويد التميمي الدارمي. صحابي مشهور. راجع الإصابة.

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ٩٧. وذكره الفاسي في الشفاء ١ / ٣٢٩ نقلا عن الفاكهي ، ثمّ قال : ومراده (على الرجل المذكور) أي : المشهور.

٢٠٢

المسجد على سطحه ، يرتقى إليها بدرج. وعلى كل منارة باب يغلق عليها شارع في المسجد الحرام ، وعلى رؤوس المنارات شراف.

/ فأولها : المنارة التي تلي باب بني سهم ، تشرف على دار عمرو بن العاص ، وفيها يؤذن صاحب (١) الوقت بمكة.

والمنارة الثانية : تلي أجياد تشرف على الحزورة ، وسوق الخياطين ، وفيها يسحّر المؤذن في شهر رمضان (٢).

والمنارة الثالثة : تشرف على دار ابن عباد ، ودار السفيانيّين على سوق الليل (٣) ، ويقال لها (منارة المكيّين).

والمنارة الرابعة : بين المشرق والشام ، وهي مطلة على دار الإمارة ، وعلى الحذّائين والردم (٤). وفيها يتعبد أبو الحجّاج الخراساني ، ويكون فيها بالليل والنهار ، ويصلي الصلوات فيها ولا ينحدر منها إلا من جمعة إلى جمعة ، وكان رجلا صالحا فيما ذكروا.

١٣٦٨ ـ حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، قال : حدّثنيه [ابن](٥) صفوان القرشي ، قال : كان شيخ في بعض منارات الكعبة يتعبّد ، يكنّى بأبي

__________________

١٣٦٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

(١) قال الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤١ : ومراده بصاحب الوقت ـ والله أعلم ـ. الذي يقال له في هذا الزمان (رئيس المؤذنين). ثمّ قال : وهذا يخالف ما عليه الناس اليوم بمكة ، لأنّ منارة صاحب الوقت الآن هي : منارة باب بني شيبة. أ ه.

(٢) قال الفاسي في الشفاء ٢ / ٢٤١ بعد أن نقل كلام الفاكهي هذا (والذي عليه المؤذنون الآن بمكة ، أنّهم يسحّرون في جميع منائر المسجد الحرام) أ ه.

(٣) قال الفاسي : ٢ / ٢٤٠ (وهي المنارة التي فيها الميل الذي يهرول الساعي بين الصفا والمروة عنده).

(٤) وهي منارة باب بني شيبة ، على ما قال الفاسي.

وأنظر منائر المسجد الحرام في الأزرقي ٢ / ٩٧ ـ ٩٨.

(٥) في الأصل (ابن أبي صفوان) وهو خطأ. وهو : محمد بن عثمان بن صفوان بن أميّة الجمحي.

٢٠٣

الحجاج ، لا يكلّم الناس ، قال : فحج أمير المؤمنين هارون فأراده على أن يتكلم فأبى ، فمرّ به خصي ومعه شمعة ، فرآه في أطماره فصاح به تنحّ ، فلم يكترثه الشيخ ، قال : فضربه الخصي برجله ، فإذا هو قد طرحه. قال : فتسقط شرارة من الشمعة على ثياب الخصي ، فجعلوا يصبون عليه الماء ، فما أقلعت عنه حتى جعلته فحمة.

ذكر

قناديل المسجد الحرام وعددها

والثريات التي فيه وتفسير أمرها

وعدد القناديل أربعمائة قنديل وخمسة وخمسون قنديلا.

والثريات التي يستصبح فيها في شهر رمضان وفي الموسم ثماني ثريات ، أربع صغار وأربع كبار ، يستصبح في الكبار منها في شهر رمضان ، وفي المواسم.

ويستصبح منها بواحدة في سائر السنة على باب دار الإمارة ، وهذه الثريات في معاليق من شبه (١) ، ولها قصب من شبه ، تدخل هذه القصبة في حبل ثم تجعل في جوانب المسجد الأربعة ، في كل جانب واحدة يستصبح فيها في رمضان ، فيكون لها ضوء كثير ثم ترفع في سائر السنة (٢).

__________________

(١) تقدّم تفسيرها ، وهو : النحاس الأصفر.

(٢) أنظر الأزرقي ٢ / ٩٨ ـ ٩٩.

٢٠٤

ذكر

ظلّة المؤذنين التي يؤذن فيها المؤذنون

يوم الجمعة إذا خرج الإمام

فأول من عمل ظلّة المؤذنين التي على سطح المسجد الحرام يؤذن فيها المؤذنون يوم الجمعة إذا خرج الإمام فصار على المنبر ، عبد الله بن محمد بن عمران (١) الطلحي وهو أمير مكة في خلافة أمير المؤمنين هارون. وكان المؤذنون يجلسون يوم الجمعة قبل بنائها في الشمس في الصيف والشتاء. فكانت تلك الظلّة على حالها حتى كانت سنة أربعين ومائتين ، فغيرها عبد الله بن محمد بن داود ، وبناها بناء محكما وجعلها بطاقات خمس ، وإنما كانت قبل ذلك ظلة ، وكان الذي تولى عملها محمد بن اسماعيل الخصاص.

ذكر

الدور التي تشرع على المسجد الحرام

فمنها دار أمير المؤمنين التي عند باب بني عبد شمس ، فيها فتح فتح في دار عيسى بن علي يرى منه / الكعبة من قام على المروة.

ثم دار الفضل بن الربيع ، في الشق الشامي.

ثم دار الندوة ، في دبرها طريق يخرج منه إلى السويقة وهي اليوم لأبي أحمد الموفق بالله أخي أمير المؤمنين ، سلمها له الحارث بن عيسى.

ثم دار العجلة ، بينها وبين دار الندوة الباب الذي يخرج منه إلى قعيقعان ، وكانت لأمير المؤمنين المهدي ، وكان إلى جنبها دار لبكار بن رباح.

__________________

(١) أنظر ترجمته في العقد الثمين ٥ / ٢٦١.

٢٠٥

١٣٦٩ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر وسمعته منه يحدّث به ، قال : حدّثني بكّار ابن رباح ـ مولى الأخنس بن شريق ـ قال : أرسل إليّ أمير المؤمنين المهدي فسامني بمنزلي إلى جنب دار العجلة ، وأراد أن يدخله في دار العجلة ، فأعطاني به أربعة ألاف دينار ، فقلت له : ما كنت لأبيع جوار أمير المؤمنين. فقال : أعطوه أربعة ألاف دينار ، ودعوا له منزله ، قال بكّار فقلت حين مات :

الا رحمة الرّحمن في كلّ شارق

على رمّة رشّت بها سبدان

لقد غيّب القبر الّذي فيه سؤدد

وكفّين بالمعروف تبتدران

ثم صارت دار العجلة اليوم لأمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله.

وفي الشق الغربي ، دار زبيدة الكبيرة التي بنتها.

ثم دار جعفر بن يحيى بن خالد ، صارت بعد ذلك لزبيدة.

وليس في الشق الذي يلي الوادي شيء إلا دار القوارير التي بناها حماد البربري لأمير المؤمنين هارون ، ثم صارت اليوم لموسى بن بغا ، قبضها له اسحاق ابن محمد الجعفري ، وهو والي المدينة.

ذكر

الدور التي تستقبل المسجد الحرام من جوانبه

خارجا في الوادي ولا تلزق به وتفسير ذلك

فمنها مما يلي الشام : دار شيبة بن عثمان. وخزانة الكعبة تحتها. وهي إلى جنب دار الإمارة.

__________________

١٣٦٩ ـ بكار بن رباح ، ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٤٢.

٢٠٦

ثم دار الفضل بن الربيع ، وهي اليوم في الصوافي عند دار حجير بن أبي إهاب.

ودار صاحب البريد التي يسكنها أصحاب البرد بمكة.

ودار مسرور خادم زبيدة. وذلك كله في الجانب الشامي.

ومن الجانب الغربي : دار إسحاق بن ابراهيم ، كانت لعبيد الله بن الحسن ، ثم صارت لإسحاق بن ابراهيم ، وهي اليوم لعلي بن جعفر البرمكي.

ودار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ.

ودار ابن عبد الرزاق الجمحي.

ومن الجانب اليماني : دار عمرو بن عثمان التي تستقبل باب الخياطين.

وإلى جانبها دار ابن بريع. ودار سعيد بن مسلم الباهلي. ودار بنت الأشعث عند التمارين. ودار ابراهيم بن مدبّر الكاتب. ودار عيسى بن محمد المخزومي عند فم خط الحزامية ، خربها ابن أبي (١) الساج فهي خراب إلى اليوم.

ثم دار المعيدي على فوّهة أجياد الكبير ، صارت لمحمد بن أحمد بن سهيل اليوم ، فأخرجها الخياطون والجزارون في أيام الفتنة فيهم ، وكانت قبل ذلك لجعفر بن خالد بن برمك.

ومن الجانب الشرقي : دار عيسى بن موسى ، كان سفيان بن عيينة ـ رضي الله عنه ـ يسكن فيها ، ثم صارت متوضيات لزبيدة إلى اليوم. وإلى جانبها / دار لبعض ولد محمد بن عبد الرحمن ، عند أصحاب الصابون.

__________________

(١) هو : محمد بن أبي الساج. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٢٥. وكانت فتنته سنة (٢٦٦) على ما ذكر ابن الأثير في الكامل. وسيأتي تفصيل القول عن دار عيسى المخزومي عند كلام المصنّف على رباع بني مخزوم بعد الأثر رقم (٢١٥٧).

٢٠٧

ودار أبي عزارة ، ومحمد بن ابراهيم الملكيين ، وهي بقية الدار التي كان فيها حلف الفضول ، وهي اليوم لصاعد بن مخلد.

ودار عباس بن محمد المشرفة على باب أجياد الصغير.

ثم دار يحيى بن خالد بن برمك وتعرف اليوم بأبي أحمد بن الرشيد.

ثم دار شقيقه فيها البزازون وبين يديها الصيارفة.

ثم دار المطلب بن حنطب التي باعتها أم عيسى بنت سهيل بن عبد العزى ابن المطلب المخزومية من محمد بن داود فبناها. ثم صارت لابنه عبد الله بن محمد بن داود وبه تعرف شارعة على الصفا والوادي.

ثم دار الأرقم بن أبي الأرقم (١) المخزومي دبر دار أحمد بن اسماعيل بن علي على الصفا.

ثم دار صيتة مولاة العباسية.

ثم دار الخيزران لولد موسى أمير المؤمنين ، وهي اليوم أو بعضها لأبي عمارة بن أبي ميسرة.

ودار القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني ، مشرعة على منارة المسجد والوادي. ثم دار عباد بن جعفر عند العلم الأخضر.

ودار يحيى بن خالد بن برمك ، تشرف على سوق الليل والوادي يقال إنه اشتراها بثمانين ألفا وأنفق عليها عشرين ومائة ألف دينار ، ثم هي اليوم في يد ورثة وصيف.

ودار موسى بن عيسى في أصلها الميل الأخضر ، وهو علم المسعى.

ثم دار جعفر بن سليمان عند زقاق العطارين.

__________________

(١) قال الفاسي في العقد الثمين ٣ / ٢٨١. وهذه الدار عند الصفا. وهي مشهورة بالخيزران ، لأنّها صارت إليها.

٢٠٨

ودار الأزهرين. ودار أمير المؤمنين التي بناها حماد البربري على الصيادلة فاحترقت. ثم صارت اليوم لأبي عيسى بن المتوكل.

ثم دار الفضل بن الربيع ، بناها وأراد أن يسويها بدار ابن علقمة فمنع من ذلك ، فجعل اسطوانة في ركن الدار مما يلي دار ابن علقمة ، فيقال إنّ أمير المؤمنين قال له حين رآها : ما أشبه دارك هذه بعجوز تمشي على عكاز.

ثم دار نافع بن علقمة الكناني ، كان أمير المؤمنين قبضها ثم ردها عليهم.

وقال بعض المكيّين : كان لآل طلحة بن عبيد الله فيها شيء فأخذه نافع ابن علقمة منهم في ولايته على مكة (١).

ويقابلها دار عيسى بن علي.

وإلى جانب دار عيسى بن علي منزل أبي غبشان الخزاعي بين دار عيسى ابن علي ، وبين دار عيسى بن جعفر التي فيها الحذاؤون ، وهي اليوم بيد ورثة أحمد المولد ، بينها وبين دار الإمارة طريق إلى السويقة وما ناحاها.

ودار أحمد بن سهل إلى جنب دار ابن علقمة ، وهي من الدور التي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.

ذكر

السعي بين الصفا والمروة وسنة السعي بينهما

ومبتدأ ذلك كيف كان وتفسيره

١٣٧٠ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، وابراهيم بن أبي يوسف ـ يزيد

__________________

١٣٧٠ ـ إسناده حسن. وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٤٨ ، وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : ورجاله ثقات ، وذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٥٠٢ ، ٥٠٣ ، وعزاه لابن خزيمة والفاكهي.

(١) انظر العقد الثمين : ٧ / ٣٢٣ ، ٣٢٤

(٢) صدر قرار تحديد عرض المسعى من لجنة علمية برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاة ومنهم والدي الشيخ عبد الله بن دهيش برقم ٥٠٣ في ٣٠ / ٦ / ١٣٨٠ ه‍ وصدق بالأمر الملكي رقم ٢٧ / ٤ / ٢ / ٢٣٨ في ١١ / ٢ / ١٣٨٠ ه

٢٠٩

أحدهما على صاحبه ـ قالا : ثنا يحيى بن سليم ، قال : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الطفيل قال : سألت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن السعي بين الصفا والمروة. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : لما بعث الله ـ تبارك وتعالى ـ جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ أتى ابراهيم ـ عليه السلام ـ يريه المناسك ، عرض له الشيطان الخبيث بين الصفا والمروة بأمر الله ـ تعالى ـ / أن يجيز الوادي. وقال ابن أبي يوسف : قبل أن يعرض له الخبيث ، قالا : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فكانت سنة.

١٣٧١ ـ حدّثنا الحسن بن محمد الزعفرانيّ ، قال : ثنا اسماعيل بن عليّة ، عن أيوب ، قال : نبّئت عن سعيد بن جبير ، أنه حدّث عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : أول من سعى بين الصفا والمروة أم اسماعيل.

١٣٧٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان عن ابن أبي حسين ، عن أبي الطفيل ، قال : قلت لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إنّ قومك يزعمون أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم رحل بالبيت ، وبين الصفا والمروة وهي سنة ، فقال : صدقوا وكذبوا.

__________________

١٣٧١ ـ في إسناده جهالة ، وقد سمع أيوب من سعيد بن جبير كما قال الحافظ في الفتح ٦ / ٤٠٠.

رواه البخاري ٦ / ٣٩٦ من طريق : أيوب وكثير بن كثير ، عن سعيد به في حديث طويل.

١٣٧٢ ـ إسناده صحيح.

ابن أبي حسين ، هو : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي. ورواه مسلم في الحج ٩ / ١١ ـ ١٢ من طريق : ابن أبي عمر به.

٢١٠

١٣٧٣ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مثله ، الا أنه قال : صدقوا قد فعله صلّى الله عليه وسلم وكذبوا ، ليست بسنة.

١٣٧٤ ـ حدّثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : ثنا جعفر بن عون ، عن سفيان الثوري ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : رآهم يسعون بين الصفا والمروة ليري المشركين قوته.

١٣٧٥ ـ وحدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا اسماعيل بن داود ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول : فيما الرملان والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله؟ ومع ذلك فلا ندع شيئا كنا نفعله في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

__________________

١٣٧٣ ـ إسناده حسن.

رواه أبو داود ٢ / ٢٤١ ، من طريق : أبي عاصم الغنوي ، عن أبي الطفيل به ، في ـ حديث طويل.

١٣٧٤ ـ إسناده حسن.

عاصم بن كليب ، هو : ابن شهاب. هو ووالده صدوقان.

رواه الحميدي ١ / ٢٣٢ ، والبخاري ٣ / ٥٠٢ ، ومسلم ٩ / ١٣ ، والترمذي ٤ / ٩٦ ، والنسائي ٥ / ٢٤٢ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٣٩ ، كلّهم من طريق : عطاء ، عن ابن عباس ، به.

١٣٧٥ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

اسماعيل بن داود ، هو : المحرّقي. قال أبو حاتم : ضعيف الحديث جدا. الجرح ٢ / ١٦٧.

قلت : لكنّه لم ينفرد بالرواية عن هشام ، بل تابعه عبد الملك بن عمرو ، وجعفر بن عون رواه أبو داود ٢ / ٤٣ ، من طريق : عبد الملك بن عمرو ، عن هشام به. وابن ماجه ٢ / ٩٨٤ من طريق : جعفر بن عون ، عن هشام بن سعد به.

٢١١

١٣٧٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يقول : ثنا أبو مجلز في قول الله ـ تبارك وتعالى ـ (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ)(١) قال : لما فرغ ابراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ من البيت أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ فأراه الطواف بالبيت. وأراه قال : بين الصفا والمروة.

١٣٧٧ ـ وحدّثنا يحيى بن أكثم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن التيساني ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سئل عن رجل بدأ بالصفا والمروة قبل ان يطوف بالبيت؟ قال صلّى الله عليه وسلم : يطوف بالبيت ولا حرج.

١٣٧٨ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن صالح بن درهم الباهلي ، قال سمعت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ورجل يسأله عن السعي فقال : افتح بالصفا ، واختم بالمروة ، قال : (٢) خفت ان لا تحصى فخذ معك احجارا. أو قال : حصيات ، فكلما جئت إلى الجبل أو الصفا ألقيت واحدة ، والمروة أخرى.

__________________

١٣٧٦ ـ إسناده حسن.

١٣٧٧ ـ إسناده صحيح.

الشيباني هو : أبو اسحاق. سليمان بن فيروز.

رواه أبو داود ٢ / ٢٨٥ ، والدار قطني ٢ / ٢٥١ ، والبيهقي ٥ / ١٤٦ ، كلّهم من طريق : جرير بن عبد الحميد به.

١٣٧٨ ـ إسناده صحيح.

(١) سورة البقرة (١٢٧).

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّها (إن خفت).

٢١٢

ذكر

رقي النبي صلّى الله عليه وسلم على الصفا وذكره إيّاه

وما جاء فيه

١٣٧٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا أبو معاوية.

وحدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدّثنا أبو اسامة ـ جميعا ـ عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : لمّا نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(١) ورهطك منهم المخلصين ـ قال وهي قراءة عبد الله ـ خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى أتى الصفا ، فصعد عليه ، ثم نادى يا صاحباه ، قال : فاجتمع الناس إليه صلّى الله عليه وسلم فبين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله ، فقال صلّى الله عليه وسلم / : يا بني عبد المطلب ، يا بني قصي ، يا بني عبد مناف ، يا بني ، يا بني ، أرأيتم لو أخبرتكم أنّ خيلا بسفح الجبال تريد أن تغير عليكم أصدقتموني؟ قالوا : نعم ، قال صلّى الله عليه وسلم : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب : تبّا لكم سائر اليوم ، ما دعوتمونا إلا لهذا ، قال : فنزلت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) قال أبو أسامة : هكذا قرأ الأعمش ، قالوا : ما جرّبنا عليك كذبا.

__________________

١٣٧٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ١ / ٣٠٧ ، والبخاري ٨ / ٥٠١ ، ومسلم ٣ / ٨٢ ـ ٨٣ والترمذي ١٢ / ٢٥٩ ، والنسائي في الكبرى ـ تحفة الأشراف ٤ / ٤٣٧ ، والطبري في التفسير ١٩ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، ٣٠ / ٣٣٦ وفي التاريخ ٢ / ٢١٦ ، والبيهقي في دلائل النبوّة ٢ / ١٨١ ، كلّهم من طريق : الأعمش به.

(١) سورة الشعراء (٢١٤).

٢١٣

١٣٨٠ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، قال : قال ابن اسحاق : حدّثني الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : صعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم فنادى يا لغالب ، فخرجوا إليه من المسجد والدور من سمع صوته ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا آل لؤى فرجع إلا من كان من لؤى. ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا لكعب ، فرجع إلا من كان من كعب. ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا لقصي ، فرجع إلا من كان من آل قصي ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا لعبد مناف ، فرجع إلا من كان من آل عبد مناف ، ثم قالوا : هذه عبد مناف فما تريد؟ قال صلّى الله عليه وسلم : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، وأنتم هم ، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ، ولا من الآخرة نصيبا إلا ان تقولوا : لا إله إلّا الله ، ثم ذكر نحو حديث الأعمش بطوله.

١٣٨١ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الأموي ، قال : ثنا أبو عوانة ، قال : ثنا عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(١) قام رسول الله صلّى الله عليه وسلم

__________________

١٣٨٠ ـ إسناده متروك.

الكلبي ، هو : محمد بن السائب ، متّهم بالكذب. وأبو صالح هو : باذام ، ضعيف مدلس. التقريب ١ / ٩٣.

رواه البلاذري في أنساب الأشراف ١ / ١١٩ من طريق : الكلبي به.

١٣٨١ ـ إسناده حسن.

محمد بن عبد الملك ، هو : ابن أبي الشوارب صدوق. التقريب ٢ / ١٨٦.

رواه مسلم ٣ / ٧٩ ، والطبري ١٩ / ١١٩ ، كلاهما من طريق : محمد بن عبد الملك به.

ورواه البخاري ٨ / ٥٠١ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ١٧٧ كلاهما من طريق : سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة به بنحوه. ورواه ابن اسحاق في المغازي ص : ١٤٧ من طريق : سعيد المقبري ، عن أبي هريرة به بنحوه.

(١) الشعراء (٢١٤).

٢١٤

يذكر نحو حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وزاد فيه : فقال : يا بني هاشم ، انقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب ، انقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد ، انقذي نفسك من النار ، اني لا أملك لكم من الله شيئا ، غير أنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها.

١٣٨٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن عمران بن [أبي](١) الحكم ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قالت قريش للنبي صلّى الله عليه وسلم : ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهبا ، فإن أصبح لنا ذهبا اتبعناك. فقال صلّى الله عليه وسلم : او تفعلون؟ فدعا ربه ، فأتاه جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال : إنّ ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا ، فمن كفر بعد منهم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب الرحمة والتوبة. فقال صلّى الله عليه وسلم : بل باب الرحمة والتوبة.

١٣٨٣ ـ حدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا عمرو بن العباس ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن يعقوب [القمّي](٢) ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قالت قريش

__________________

١٣٨٢ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٤ / ٢٦ (طبعة أحمد شاكر) و٥ / ٧٨ من طريق : سفيان الثوري به. وذكره الهيثمي في المجمع ٧ / ٥٠ ، وعزاه للبزّار ، من طريق : عمران بن أبي الحكم به.

١٣٨٣ ـ إسناده حسن.

عمرو بن العباس صدوق : ربما وهم. التقريب ٢ / ٧٣.

رواه الحاكم في المستدرك ٢ / ٣٦٢ من طريق : جعفر بن إياس به. وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(١) سقطت من الأصل.

(٢) في الأصل (العمي) بالعين ، وهو تصحيف. فهو : يعقوب بن عبد الله بن سعد.

٢١٥

للنبي صلّى الله عليه وسلم : ادع لنا ربّك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ، فذكر نحو حديث الثوري.

١٣٨٤ ـ وحدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا قبيصة ، قال : ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قام النبي صلّى الله عليه وسلم على الصفا فجعل يدعوهم قبائل قبائل.

١٣٨٥ ـ / حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : قالت قريش للنبي صلّى الله عليه وسلم : اجعل لنا الصفا ذهبا. قال : ويكون لكم مثل المائدة لبني اسرائيل؟ فأبوا.

ذكر

الرمل بين الصفا والمروة ، وموضع القيام عليها

وكيف فعل النبي صلّى الله عليه وسلم في ذلك ، وتفسيره

١٣٨٦ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ،

__________________

١٣٨٤ ـ إسناده حسن.

قبيصة ، هو : ابن عقبة.

١٣٨٥ ـ إسناده مرسل.

١٣٨٦ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٦ / ٤٠٤ ، وابن ماجه ٢ / ٩٩٥ كلاهما من طريق : هشام الدستوائي به.

ورواه ابن أبي شيبة ٤ / ٦٩ من طريق : هشام ، عن بديل ، عن ميسرة ، عن صفيّة بنت شيبة به. وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٤٨ ، وعزاه للطبراني في الكبير ، وقال : رجاله رجال الصحيح.

٢١٦

قال : أنا هشام ، عن بديل ، عن صفيّة بنت شيبة ، عن أمّ ولد شيبة ، قالت : إنّها أبصرت النبي صلّى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة ، وهو يقول : لا يقطع الابطح إلا شدّا.

١٣٨٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لمّا تصرمت قدماه في بطن المسيل رمل حتى خرج منه.

١٣٨٨ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا عبد الله بن نمير ، عن عبيد الله ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يسعى في بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة. قال : وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يفعله.

١٣٨٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن

__________________

١٣٨٧ ـ إسناده صحيح.

رواه الحميدي ٢ / ٥٣٤ ، والنسائي ٥ / ٤٣ ، من طريق : سفيان به بنحوه. ورواه النسائي ٥ / ٢٤٣ ، والبيهقي ٥ / ٩٣ من طريق : مالك ، عن جعفر به. ورواه ابن خزيمة ٤ / ٢٣٠ من طريق : يحيى بن سعيد ، عن جعفر به بأطول منه.

١٣٨٨ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

ذلك لضعف شيخ المصنّف : محمد بن سليمان الشطوي ـ لكنّه توبع ـ فقد رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧٧ أ من طريق : ابن نمير به. ومن طريقه رواه مسلم في الصحيح ٩ / ٦ ـ ٧. ورواه البيهقي ٥ / ٩٤ من طريق : عيسى بن يونس ، عن عبيد الله به ، بأطول منه.

وذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٩ ونسبه لسعيد بن منصور.

١٣٨٩ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

ذلك أنّ سماع ابن فضيل من عطاء بعد اختلاطه. لكن تابعه الثوري عند النسائي وروايته عن عطاء ، قبل الاختلاط.

٢١٧

السائب ، عن كثير بن جمهان ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يمشي في المسعى بين الصفا والمروة ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، أتمشي من الصفا إلى المروة؟ فقال : إن سعيت فقد رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يسعى ، وإن أمشي فقد رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يمشي ، وأنا شيخ كبير.

١٣٩٠ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا الثوري ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

١٣٩١ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن [شقيق](١) بن سلمة ، عن مسروق ، قال : قدم ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ معتمرا وقدمت عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقلت : أيهما أبدأ؟ فقلت : ألزم ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ثم آتي أمّ المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ فأسلّم عليها. قال : فلزمت ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فبدأ عبد الله ، فاستلم الركن ، ثم أخذ على يمينه ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا ، ثم أتى المقام ،

__________________

رواه أبو داوود ٢ / ٢٤٧ من طريق : زهير ، عن عطاء. والترمذي ٤ / ٩٧ من طريق : ابن فضيل ، والنسائي ٥ / ٣٤١ من طريق الثوري ، عن عطاء. وابن ماجه ٢ / ٩٩٥ من طريق : الجراح من عطاء. والبيهقي ٥ / ٩٩ كرواية أبي داوود.

١٣٩٠ ـ إسناده صحيح.

١٣٩١ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ١١٧ ـ ١١٨ ، والبيهقي ٥ / ٩٥ كلاهما من طريق : ابن عيينة به.

وذكر بعضه المحبّ في القرى : ٣٦٨ وعزاه لسعيد بن منصور.

(١) في الأصل (سفيان) وهو تصحيف.

٢١٨

فصلى وراءه ركعتين ، ثم عاد إلى الركن ، فاستلمه ، ثم خرج إلى الصفا ، فقام على صدع فيه ، فأهلّ ، فقلت : إنّ الناس ينهون عن الاهلال في هذا المكان! قال : لكني آمرك به ، أتدري ما التلبية؟ إنّما هي استجابة استجاب بها موسى لربه.

ثم هبط ، فلما أتى بطن الوادي رمل ، وقال : ربّ اغفر وارحم ، وأنت الأعزّ الأكرم.

١٣٩٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن هشام ، عن واصل ، عن موسى بن عبيد ، عن صفية بنت شيبة ، [قالت](١) : كنت في خوخة لي ، فرأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة ، ورأيته إذا أتى على بطن الوادي يسعى حتى تبدو ركبتاه.

١٣٩٣ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : أنا وكيع ، عن ابراهيم بن يزيد ، عن الوليد / بن عبد الله بن أبي مغيث ، عن صفية بنت شيبة ، عن

__________________

١٣٩٢ ـ في إسناده مسكوت عنه.

هشام ، هو : ابن حسان. وواصل ، هو : مولى ابن عيينة ، صدوق.

أمّا موسى بن عبيد فقد ترجمه البخاري في الكبير ٧ / ٢٩١ ، وابن أبي حاتم في الجرح ٨ / ١٥١ ، وابن حجر في تعجيل المنفعة ص : ٤١٥ ، وسكتوا عنه.

والحديث رواه أحمد ٦ / ٤٠٤ من طريق : حمّاد بن زيد ، عن بديل بن ميسرة ، عن المغيرة بن حكيم ، عن صفية ، عن امرأة منهم ، ثمّ ذكر نحو هذا الحديث. ومثله في مصنّف ابن أبي شيبة ٤ / ٦٩ ، وسنن النسائي ٥ / ٢٤٢ ، والبيهقي ٥ / ٩٨.

١٣٩٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

ابراهيم بن يزيد ، هو : الخوزي ، المكي. متروك. التقريب ١ / ٤٦.

ذكره المحبّ في القرى ص : ٣٦٨ وعزاه للملّا في سيرته.

(١) في الأصل (قال).

٢١٩

امرأة من بني نوفل ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : ـ وهو يسعى مما يلي الوادي ـ ربّ اغفر وارحم ، إنك أنت الأعزّ الأكرم.

١٣٩٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : لما دخل النبي صلّى الله عليه وسلم مكة لم يلو ولم يعرّج ، ولم يبلغنا أنه دخل بيتا ولا عرّج ولا لوى لشيء في حجّته هذه ، وفي عمره كلها. قال عطاء : إن قدم معتمر فدخل المسجد ان (١) يطوف لا يمنع الطواف ولا يصلي تطوعا حتى يسعى. قال : وإن وجد الناس في المكتوبة ، فصلى معهم ، ولا أحب أن يصلي بعدها شيئا حتى يطوف (٢).

قال ابن جريج : وكان عطاء يقول : ليس دخول البيت على الناس بواجب.

قال ابن جريج : وأخبرني اسماعيل بن أمية ، عن نافع ، قال : كان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ إذا قدم طاف ، ثم صلى ركعتين عند المقام ، ثم استلم الركن ، ثم خرج إلى الصفا.

قال ابن جريج : وقال عطاء : من شاء حين يخرج إلى الصفا استلم الركن ، ومن شاء ترك. وقال : وإن يستلم أحب إليّ ، وإن لم يفعل فلا بأس (٣).

قال ابن جريج : أخبرت أن عمر بن عبد العزيز منع سليمان بن عبد الملك حين صلى سليمان على سبع إحرامه حين أراد الخروج إلى الصفا ،

__________________

١٣٩٤ ـ إسناده إلى عطاء حسن.

(١) كذا في الأصل.

(٢) رواه الأزرقي ٢ / ١١٤ ـ ١١٥.

(٣) المرجع السابق ٢ / ١١٥.

٢٢٠