أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

ذكر

ذرع المسجد الحرام وصفته

وذرع المسجد الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع.

وذرع المسجد طولا من باب بني جمح إلى باب بني هاشم الذي عند العلم الأخضر مقابل دار العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ فيما يزعمون أربعمائة ذراع وأربعة أذرع مع جدريه ، يمر ذلك في بطن الحجر لاصقا بجدر الكعبة. وعرض المسجد من باب دار الندوة إلى الجدر الذي يلي الوادي عند باب الصفا لاصقا بوجه الكعبة ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع.

وعرض المسجد الحرام من المنارة التي عند باب المسعى إلى المنارة التي عند باب بني شيبة الكبير مائتا ذراع وثمانية وسبعون ذراعا.

وذرع المسجد من منارة باب أجياد إلى منارة بني سهم مائتا ذراع وثمانية وسبعون ذراعا.

ذكر

عدد أساطين المسجد الحرام

وعدد أساطين المسجد الحرام من شقه الشرقي مائة وثلاث اسطوانات ، ومن شقه الغربي مائة اسطوانة وخمس أسطوانات ، ومن شقه الشامي مائة وخمس وثلاثون اسطوانة ، ومن شقه اليماني مائة وإحدى وأربعون اسطوانة.

فجميع ما فيه من الأساطين أربعمائة وأربع وثمانون اسطوانة ، طول كل اسطوانة عشرة أذرع ، وتدويرها ثلاثة أذرع. وبعضها يزيد على بعض في الطول والغلظ ، منها على الأبواب عشرون اسطوانة ، على الأول والذي يلي المسعى

١٨١

منها (١) ست ، ومنها على الأبواب التي تلي الوادي والصفا عشر ، ومنها على الأبواب التي [تلي](٢) باب بني جمح أربع ، وذرع ما بين كل اسطوانتين من أساطينه ستة أذرع وثلاث عشرة اصبعا (٣).

ذكر

صفة الأساطين

الاساطين التي رؤوسها مذهبة ، ثلاثمائة وإحدى وعشرون ، منها في الظلال التي تلي دار الندوة مائة وثلاثون (٤).

وفيما هناك كان يصلي ابن جريج وغيره من الفقهاء ، واسطوانة ابن جريج التي كان يصلي عندها رأسها مذهب مكتوب عليها بماء الذهب :

بسم الله ، أمر عبد الله ، عبد الله أمير المؤمنين بعمل هذه الاسطوانة.

والاسطوانة التي تليها مكتوب عليها : بسم الله ، أمر عبد الله ، عبد الله أمير المؤمنين ، بصنعة هذه الأساطين في المسجد الحرام ، على يدي ابن أبي الأزهر.

١٣٥٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سلام ـ أبو علي الخياط مولى عيسى ـ قال : سمعته يقول : صلى عبد الملك بن جريج تحت الظلال ، فأرسل

__________________

١٣٥٩ ـ سلام لم أقف على ترجمته.

(١) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي وابن رستة (على الأبواب التي تلي المسعى منها ستة).

(٢) سقطت من الأصل ، وأثبتّها من الأزرقي وابن رستة.

(٣) قارن بالأزرقي ٢ / ٨٢ ، والأعلاق النفيسة ص : ٤٤ ـ ٤٥.

(٤) أنظر الأزرقي ٢ / ٨٣ ، وابن رستة ص : ٤٥.

١٨٢

إليه عبد العزيز بن أبي روّاد ، ولقيه ، فقال : إنك منظور إليك ، ومن يراك تصلي تحت الظلال ظن أنها سنة فيأتمّ بك. فقال له ابن جريج : اني أجد صداعا. فقال عبد العزيز : فاخرج ، فإنك إذا فعلت ذلك رجوت ان يذهب الله عنك الصداع ، فخرج ابن جريج إلى مقدّم الصفوف ، فذهب عنه الذي / كان يجد في رأسه.

١٣٦٠ ـ وسمعت ابن أبي عمر ، يقول : عن رجل من أهل مكة ، قال : صليت العشاء الآخرة في المسجد الحرام ، وجلست فيه طويلا ، ثم انقلبت ، فأمرّ مما يلي الظلال التي تلي دار الندوة ، فإذا أنا برجل قائم يصلي ، وهو يردد هذه الآية (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ)(١) يرددها ويبكي فمكثت ليلا طويلا أسمعه ثم انصرفت إلى منزلي فنمت حتى إذا كان آخر الليل أتيت المسجد فإذا أنا بالرجل قائما وهو يردد الآية (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) ويبكي حتى إذا قلت قد طلع الفجر أو قرب طلوعه قال : (بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٢) فجلست إلى جنبه حتى صليت معه الصبح ، فالتفت فإذا أنا بسفيان الثوري.

هذا أو نحو هذا والله أعلم.

ومنها في الظلال [التي](٣) يلي باب بني جمح ، أربع وخمسون ، ومنها في الظلال التي تلي الوادي ، اثنتان وأربعون ، ومنها في الظلال التي تلي المسعى ، اثنتان وتسعون ، وفي ثلاث أساطين من العدد كراسيها حمر ، وهي في الشق الذي يلي الوادي منها مما يلي بطن المسجد كرسيان ، ومنها في الظلال

__________________

(١) الزخرف (٨٠).

(٢) الزخرف (٨١).

(٣) في الأصل (الذي).

١٨٣

واحدة ، وفوق رؤوس الكراسي التي على الأساطين ملابن (١) ساج منقوشة بالزخرف والذهب ، وفي الأساطين أربع وأربعون اسطوانة مبنية بالحجارة في الظلال التي تلي باب بني جمح ، ست وعشرون. ومنها في الظلال التي تلي الوادي ثماني عشرة. وعلى ست عشرة اسطوانة من أساطين الرخام كراس (٢) من حجارة منقوشة بالجص ، منها واحدة مما يلي باب بني جمح ، ومنها في الشق الذي يلي الوادي خمس عشرة ، أربع تلي بطن المسجد ، واحدى عشرة في الظلال. ومن الأساطين الرخام سبع وعشرون كراسيها التي تلي الأرض حجارة ، وهي من عمل أبي جعفر أمير المؤمنين.

منها في شق دار الندوة سبع ، ومنها في شق بني جمح عشرون. وعدد الأساطين التي تلي أبواب المسجد من كل ناحية مائة واحدى وخمسون ، مما يلي دار الندوة خمس وأربعون ، ومما يلي باب بني جمح ثلاثون ، ومما يلي الوادي أربع وأربعون ، ومما يلي المسعى اثنتان وثلاثون ، وفي الأساطين اسطوانتان حمراوان مخططتان ببياض ، واسطوانتان مما يلي بطن المسجد على باب دار الندوة احداهما بنفسجية والأخرى حمراء ، وفي شق باب شيبة الكبير اسطوانتان بيضاوان ملونتان (٣) محددتان (٤) مسيّرتان.

ومما يلي بطن المسجد أيضا اسطوانتان عدسيتان برشاوان.

وعلى باب المسعى اسطوانتان خضراوان مسيّرتان ، وهما على باب العباس.

واسطوانة غبراء مما يلي بطن المسجد على باب الوادي مما يلي المسجد ، وهي أغلظ اسطوانة في المسجد ، خضراء.

__________________

(١) الملابن : جمع ملبن ، وقد تقدّم التعريف به.

(٢) في الأصل (كراسي) وعند الأزرقي (كراسيها).

(٣) كذا في الأصل ، وفي الأعلاق النفيسة (ملتويان) ولعلّه أقرب.

(٤) كذا في الأصل ، وفي الأزرقي ، والأعلاق (محززتان) بالزاي المعجمه.

١٨٤

ومما يلي بطن المسجد من شق الوادي اسطوانتان منقوشتان مكتوبتان بالذهب إلى أنصافهما وهما على باب الصفا ، واسطوانتان أيضا على باب الصفا بحذائهما مما يلي السوق منقوشتان مكتوبتان بالذهب بينهما طريق النبي صلّى الله عليه وسلم من المسجد إلى الصفا / وفي وجه المسجد مما يلي الصفا اسطوانتان مسيرتان شارعتان في المسجد ، إحداهما في أعلى هذا الشق ، والأخرى في أسفله (١).

ذكر

الطاقات وعددها وذرعها

وعلى الأساطين أربعمائة طاقة وثمان وتسعون طاقة ، منها في ظلال المسجد مما يلي دار الندوة والإمارة والعجلة مائة واثنتان وأربعون طاقة. ومنها في الظلال التي تلي باب بني جمح ودار زبيدة اثنتان وتسعون طاقة. ومنها في الظلال التي تلي الوادي مائة وخمس وأربعون طاقة.

ومنها في الظلال التي تلي المسعى تسع وأربعون (٢) طاقة ، منها في الطيقان التي تلي بطن المسجد الحرام مائة واحدى وخمسون ، من ذلك مما يلي دار الندوة ست وأربعون. ومما يلي باب بني جمح ودار زبيدة تسع وعشرون ، ومما يلي الوادي خمس وأربعون. ومنها مما يلي المسعى احدى وثلاثون.

وذرع ما بين الركن الأسود إلى مقام ابراهيم تسعة وعشرون ذراعا وتسع أصابع. وذرع ما بين جدر الكعبة من وسطها إلى المقام سبعة وعشرون ذراعا.

وذرع ما بين شاذروان الكعبة إلى المقام ستة وعشرون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. ومن الركن الشامي إلى المقام ثمانية وعشرون ذراعا وتسع عشرة اصبعا.

__________________

(١) أنظر الأزرقي ٢ / ٨٣ ـ ٨٤ ، والأعلاق النفيسة ص : ٤٥ ـ ٤٦.

(٢) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي (تسع وتسعون).

١٨٥

ومن الركن الذي فيه الحجر الأسود إلى حدّ حجرة زمزم ، ستة وثلاثون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

ومن الركن الأسود إلى رأس بئر زمزم أربعون ذراعا.

ومن وسط جدر الكعبة إلى حد المسعى مائتا ذراع وثلاثة عشر ذراعا.

ومن وسط جدر الكعبة إلى الجدر الذي يلي باب بني جمح مائة ذراع وتسعة وتسعون ذراعا. ومن وسط جدر الكعبة إلى الجدر الذي يلي الوادي مائة ذراع وواحد وأربعون ذراعا وثماني عشرة اصبعا.

ومن وسط جدر الكعبة الذي يلي باب (١) الحجر إلى الجدر الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وتسعة وثلاثون ذراعا وأربع عشرة اصبعا.

ومن ركن الكعبة الشامي إلى حد المنارة التي تلي المروة مائتا ذراع وأربعة وستون ذراعا.

ومن ركن حد الكعبة الغربي إلى حد المنارة التي تلي باب بني سهم مائتا ذراع وثمانية أذرع واثنتا عشرة اصبعا.

ومن الركن اليماني إلى المنارة التي تلي أجياد الكبير مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا وست عشرة اصبعا.

ومن الركن الأسود إلى المنارة التي تلي المسعى والوادي مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا.

ومن الركن الأسود إلى وسط باب الصفا مائة ذراع وخمسون ذراعا وست أصابع.

ومن الركن الشامي إلى وسط باب بني شيبة مائتا ذراع وخمسة وأربعون ذراعا وخمس أصابع.

__________________

(١) كذا في الأصل ، ولم ترد هذه اللفظة لا في الأزرقي ، ولا في الأعلاق النفيسة.

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ٨٤ ـ ٨٦. والأعلاق النفيسة ص : ٤٦ ـ ٤٧.

١٨٦

ومن الركن الأسود إلى سقاية العباس ـ رضي الله عنه ـ وهو بيت الشراب ـ خمسة وتسعون ذراعا.

ومن باب بني شيبة إلى المروة ثلاثمائة ذراع وتسعة وتسعون ذراعا.

ومن الركن الأسود إلى الصفا مائتا ذراع / واثنان وتسعون ذراعا وثماني عشرة اصبعا.

ذكر

صفة جدرات المسجد الحرام وحدودها

ومن المقام إلى جدر المسجد الذي يلي المسعى مائة ذراع وثمانية وثلاثون ذراعا (١).

ومن المقام إلى الجدر الذي يلي باب بني جمح مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا.

ومن المقام إلى الجدر الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وخمسة وأربعون ذراعا.

ومن المقام إلى الجدر الذي يلي الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، ومن المقام إلى حدّ حجرة زمزم اثنان وعشرون ذراعا.

ومن المقام إلى حرف رأس زمزم أربعة وعشرون ذراعا وعشرون اصبعا.

ومن وسط سقاية العباس ـ رضي الله عنه ـ إلى جدر المسجد الذي يلي المسعى مائة ذراع.

ومن وسط السقاية إلى الجدر الذي يلي باب بني جمح مائتا ذراع وواحد وتسعون ذراعا.

ومن وسط السقاية إلى الجدر الذي يلي دار الندوة مائتا ذراع.

__________________

(١) كذا ، وعند الأزرقي ، وابن رستة (مائة ذراع ، وثمانية وثمانون ذراعا).

١٨٧

ومن وسط السقاية إلى الجدر الذي يلي الوادي خمسة وثمانون ذراعا (١).

وجدرات المسجد التي تلي بطن المسجد ملبسة فسيفساء ، كلها مشجرة بالفسيفساء منها ألوان من الأشجار. والنقش بذلك الفسيفساء.

ذكر

صفة أبواب المسجد الحرام وعددها وذرعها

وفي المسجد الحرام من الأبواب ثلاثة وعشرون بابا فيها ، أربعون طاقا.

منها في الشق الذي يلي المسعى ـ وهو الشرقي ـ خمسة أبواب ، وهي إحدى عشرة طاقة.

من ذلك الباب الأول : وهو الباب الكبير ، الذي يقال له اليوم (باب بني شيبة) (٢) وهو باب بني عبد شمس ، وبهم كان يعرف في الجاهلية والإسلام عند أهل مكة ، فيه اسطوانتان ، وعليه ثلاث طاقات ، والطاقات طولها عشرة أذرع ، ووجوهها منقوشة بفسيفساء ، وعلى الباب روشن (٣) ساج منقوش مزخرف بالذهب والزخرف ، طول الروشن سبعة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع ، واثنتا عشرة اصبعا. ومن الروشن إلى الأرض سبعة عشر ذراعا. وعلى باب المسجد في أعلى الجدر يواجه من دخل من الباب كتاب فيه مكتوب بفسيفساء ، فيه ذكر عمارة المهدي له ، واسم من عمله. وما بين جدري الباب أربعة وعشرون ذراعا ، وجدرا الباب ملبسان رخاما أبيض وأحمر. وفي العتبة مراق داخلة في المسجد ينزل بها إليه.

__________________

(١) أنظر الأزرقي ٢ / ٨٦ ، وابن رستة ص : ٤٧ ـ ٤٨.

(٢) قال الاستاذ ملحس : يسمّى اليوم (باب السلام).

(٣) الروشن : الرفّ. أنظر لسان العرب ١٣ / ١٨٠.

١٨٨

والباب الثاني : طاق طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، كان يفتح في رحبة كانت في موضع دار القوارير ، وهو (باب دار القوارير) (١).

والباب الثالث : طاق واحد طوله عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع ، وهو (باب النبي) صلّى الله عليه وسلم كان يخرج منه ويدخله من منزله الذي في زقاق العطّارين ، يقال له : مسجد خديجة ـ رضي الله عنها ـ.

والباب الرابع : فيه اسطوانتان وعليهما ثلاث طاقات / طول كلّ طاقة ثلاثة عشر ذراعا. ووجوه الطاقات وداخلها منقوشة بالفسيفساء. وعلى الباب روشن ساج منقوش بالزخرف والذهب ، طوله ستة وعشرون ذراعا ، وعرضه ثلاثة أذرع واثنتا عشرة اصبعا. ومن أعلى الروشن إلى العتبة ثلاثة وعشرون ذراعا. وما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا. والجدران ملبسان رخاما أبيض وأحمر وأخضر ، ورخاما مموّها منقوشا بالذهب ، يرتقى إليه بسبع درجات. وهو (باب العباس) بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وعنده علم المسعى من خارج.

وعلى جدار الباب مستقبل من دخل المسجد كتاب بفسيفساء اسود كتب باسم عبد الله بن محمد بن داود ، سنة عمل المسجد الحرام ، يذكر أن الخليفة كتب إليه في عمارته ، فعمره وذكر كلاما فيه (٢).

والباب الخامس : وهو باب بسوق الليل ، وهو مستقبل الوادي. وسعة ما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا. وفيه اسطوانتان عليهما ثلاث طاقات ، طول كل طاقة ثلاثة عشر ذراعا. ووجوه الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء وعارض الباب ملبّس صفائح رخام أبيض وأحمر وأصفر ، ورخاما منقوشا مموّها

__________________

(١) قال الأستاذ ملحس : قد اندثر هذا الباب ، ولا يعرف مكانه بالضبط.

(٢) هذه الزيادة ليست عند الأزرقي ولا ابن رستة.

١٨٩

بالذهب. وفوق الباب روشن ساج منقوش بالذهب والزخرف ، طوله أربعة وعشرون ذراعا. وعرضه ثلاثة أذرع واثنتا عشرة اصبعا. ومن أعلى الروشن إلى عتبة الباب ثلاثة وعشرون ذراعا. وفي عتبة [الباب](١) خمس درجات إلى بطن الوادي (٢).

وفي الشق الذي يلي الوادي ، وهو شق المسجد اليماني ، سبعة أبواب ، وسبعة عشر طاقا.

منها الباب الأول : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا ، وثماني عشرة اصبعا. وفي العتبة خمس درجات ، وهو الباب الأعلى يقال له (باب بني عائذ).

والباب الثاني : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، وفي العتبة ثلاث درجات في بطن الوادي ، وهو (باب أبي سفيان بن عبد الأسد).

والباب الثالث : وهو باب الصفا ، فيه أربع أساطين عليها خمس طاقات ، طول كل طاقة في السماء ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. والطاق الأوسط أربعة عشر ذراعا. ووجوه الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء.

[واسطوانتا](٣) الطاق الأوسط أيضا منها منقوشتان مكتوب عليهما بالذهب. وما بين جدري الباب ستة وثلاثون ذراعا. وجدر الباب ملبّس رخاما منقوشا

__________________

(١) في الأصل (البابين) والتصويب من الأزرقي وابن رستة.

(٢) أفاد الأستاذ ملحس ، أنّ هذا الباب ، هو : باب علي.

(٣) في الأصل (واسطوانتان).

١٩٠

بالذهب ، ورخاما أبيض وأحمر وأخضر ولون لازورد. وفي عتبات الباب ست درجات. وفي الدرجة الرابعة ، إذا خرجت من المسجد حذو الطاق الأوسط ، رصاصة تشبه الحجر علامة من رصاص في ذلك الموضع ، ذكر المكيّون أن النبي صلّى الله عليه وسلم وطئ في موضعها حيث خرج إلى الصفا ، وكانت هذه الرصاصة في وسط الزقاق / يتحرّونها ويحذونها (١) موطئ طريق النبي صلّى الله عليه وسلم وزعموا انه كان يقال لهذا الباب (باب بني عدي بن كعب) ، كانت دور بني عدي بن كعب ما بين الصفا إلى المسجد وموضع الجنبذ (٢) التي يسقى فيها الماء وعند بركة الصفا هلم جرا إلى رحبة المسجد فلما وقعت الحرب بين بني عبد شمس وبني عدي بن كعب تحولت بنو عدي إلى دور بني سهم وباعوا منازلهم جميعا فيما هنالك فيما يذكرون الا آل صداد ، [وآل المؤمّل](٣) فأما اليوم فيقال له (باب بني مخزوم) وبهم يعرف ، وقد قالوا : هو لبني مخزوم (٤) ، واحتجّوا في ذلك بالحديث.

١٣٦١ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : بلغني أن النبي صلّى الله عليه وسلم خرج من باب بني مخزوم. وفي أعلى هذا الباب كتاب مكتوب بفسيفساء أمر به عبد الله بن محمد (٥) ان يكتب لما عمل في المسجد الحرام.

__________________

١٣٦١ ـ إسناده ضعيف.

رواه البيهقي ٥ / ٧٢ من طريق : ابن جريج ، عن عطاء ، به بنحوه.

(١) يحذونها ـ أي : يتخذونها قدوة وأمتثالا ـ من حذاه أي : احتذاه.

(٢) كذا في الأصل ، وفي الأعلاق (الجنبذة) وفي الأزرقي (الجنبزة) بالزاي.

(٣) في الأصل (وقال المؤملي) وهو تصحيف. والتصويب من الأزرقي وابن رستة.

(٤) قارن ما تقدّم في هذا الفصل بما عند الأزرقي ٢ / ٨٦ ـ ٩٠ ، وابن رستة ص : ٤٨ ـ ٥٠.

(٥) هو : عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى العباس ، أمير مكة. ترجمته في العقد ٥ / ٢٤٣.

١٩١

١٣٦٢ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان الصفّار ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، قال : دخل النبي صلّى الله عليه وسلم المسجد فطاف سبعا ، وقريش جلوس بين باب بني مخزوم وباب بني جمح ، فقال صلّى الله عليه وسلم بيده وأشار إليهم وإلى أوثانهم (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ)(١) ثم خرج صلّى الله عليه وسلم فجاء ابن الزبعري ، وإذا قريش تسبّه ، فقال : ما لكم؟ [فقالوا](٢) : ان ابن أبي كبشة سبّنا ، وسبّ أوثاننا. فلما ان كان من العشى لقي ابن الزبعري ، فقال : يا محمد أهي لنا ولآلهتنا خاصة دون الأمم أو هي لجميع الأمم؟ قال : بل هي لكم ولجميع الأمم ، قال ابن الزبعري : خصمتك وربّ الكعبة ، فإنك تثنى على عيسى وأمه خيرا ، وقد عبد فنزلت (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)(٣) ابن الزبعري السهمي ، قال ابن جريج في حديثه هذا : وقال : مجاهد (أولئك عنها مبعدون) عيسى وعزير والملائكة.

ويقال : إن عبد العزيز بن أبي رواد كان يصلي مما يلي باب الصفا.

١٣٦٣ ـ حدّثني أبو عبيدة محمد بن محمد المخزومي ، قال : حدّثني حفص بن عمر بن رفيع ، قال : كنّا جلوسا عند عبد الملك بن جريج ، فإذا برجل من آل باذان يقال له : فلان ، أتاه ، فقال له : يا أبا الوليد ، من الرافضي من

__________________

١٣٦٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقيّة رجاله موثقون. وابن ثور ، هو محمد بن ثور الصنعاني.

وأنظر سيرة ابن هشام ١ / ٣٨٥ ، وتفسير الطبري ١٧ / ٩٦ ـ ٩٧ وسبل الهدى والرشاد ٢ / ٦١٢.

١٣٦٣ ـ شيخ المصنّف ، وشيخ شيخه لم نعرفهما.

(١) سورة الأنبياء (٩٨).

(٢) في الأصل (قال).

(٣) سورة الأنبياء (١٠١).

١٩٢

الناس؟ قال : من يرفض أحدا من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلم وكرهه. قال : فأقمنا بعد ذلك فإذا [بعبد العزيز](١) بن أبي روّاد قد طلع ، وكان يصلي عند باب الصفا ، وكان ابن جريج يعظّمه إذا رآه ويوقّره ويفسح له في مجلسه. وقال لفلان سله : وهو مقبل إذا جاء وجلس واطمأن فنسأله عن مسألة ابن باذان ، فلما جلس وتحدّث ساعة ، سأله عن مسألة ابن باذان ، فقال له : جعلت فداك يا أبا [عبد المجيد](٢) من الرافضي؟ قال : الرافضي من كره أحدا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم أو كان له علي (٣) عيب سوء. قال : فلما قام الرجل وذهب وكان الناس يتهمون [عبد العزيز](٤) بقول الإرجاء ، وآخرون يقولون : بقول الخوارج. قال فلما قال هذا الكلام رفع ابن جريج يده ، فقال : الحمد لله ربّ العالمين ، كان الناس يقولون في هذا الرجل بهذه الأشياء ، ولقد كنت أعلم أنّ مثل هذا لا يعيب (٥) لأحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم إلا بخير.

/ والباب الرابع : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا ، وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا. وفي عتبة الباب خمس درجات في بطن الوادي. ويقال لهذا الباب (باب بني مخزوم) أيضا.

والباب الخامس : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر

__________________

(١) في الأصل (عبد العزي) وهو تحريف.

(٢) في الأصل (عبد الحميد) وهو تصحيف.

(٣) كذا في الأصل ولعلّها (عليهم).

(٤) في الأصل (عبد العزى).

(٥) كذا في الأصل.

١٩٣

ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا ، وفي عتبة الباب سبع درجات. وهذا الباب من أبواب بني مخزوم.

والباب السادس : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا.

وفي عتبة الباب ست درجات ، وكان يقال لهذا الباب (باب بني تيم بن مرّة). وكان بحذاء دار عبد الله بن جدعان ، ودار عبيد الله بن معمر بن عثمان ، فدخلتا في الوادي ، حيث وسع المهدي المسجد الحرام. وقد فضلت من دار عبد الله (١) بن جدعان فضلة ، كانت في أيديهم تلك الفضلة يحوزونها ويكرونها ويقبلونها ، حتى كانت سنة ست وأربعين ومائتين ، فاشتراها محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم الزينبي (٢) ، وهو والي مكة ، ثم صارت لابن يزداد مولى أمير المؤمنين.

والباب السابع : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا. وما بين جدري الباب أربعة عشر ذراعا وثماني عشرة اصبعا. وفي عتبة الباب خمس درجات. وهذا الباب مما يلي دور بني عبد شمس ، وبني مخزوم. كان يقال له (باب أم هانئ) بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ. وعلى الأساطين التي على أبواب المسجد كراس مما يلي الوادي ، وباب بني سهم ، وباب بني جمح ساج منقوش بالزخرف والذهب (٣).

وفي الشق الذي يلي باب بني جمح ستة أبواب ، وعشر طاقات.

الباب الأول : وهو الذي يلي باب المنارة التي تلي أجياد الكبير ، فيه

__________________

(١) في الأصل (ابن عبد الله).

(٢) ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٢٢.

(٣) أنظر لما تقدّم الأزرقي ٢ / ٩٠ ـ ٩١ ، والأعلاق النفيسة ٥٠ ـ ٥١.

١٩٤

اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاق ثلاثة عشر ذراعا ، وما بين جدري الباب خمسة أذرع ، وفي عتبة الباب سبع درجات وهو يقال له : باب حكيم بن حزام ، وبني الزبير بن العوام والغالب عليه اليوم (باب الحزامية) (١) لأنه يلي الخط الحزامي.

والباب الثاني : فيه اسطوانتان عليهما ثلاث طاقات طول كل طاق في السماء ثلاثة عشر ذراعا ، وما بين جدري الباب واحد وعشرون ذراعا. وفي عتبة الباب خمس درجات. والباب يستقبل دار عمرو بن عثمان بن عفان يقال له اليوم : (باب الخياطين) (٢).

والباب الثالث : فيه اسطوانة عليها طاقان ، طول كل طاقة في السماء ثلاثة عشر ذراعا. ووجوه الطاقين منقوش بالفسيفساء. وما بين جدري الباب خمسة عشر ذراعا. وفي عتبة الباب سبع درجات. وبين يدي الباب بلاط يمر عليه سيل المسجد من سرب تحت هذا الباب. وذلك الفسيفساء من عمل أبي جعفر أمير المؤمنين ، وهو آخر عمله إلى ذلك الموضع وهو (باب بني جمح) (٣).

والباب الرابع : / طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه خمسة أذرع. وعليه باب مبوّب كان يشرع في زقاق كان بين يدي دار زبيدة وبين المسجد. كان ذلك الزقاق مسلوكا ، وهو (باب أبي البختري) بن هاشم الأسدي. كان يستقبل داره التي دخلت في دار زبيدة ، فيها بئر الأسود ، للأسود بن المطلب بن أسد ، وهي بئر جاهلية مدفونة في بعض حوانيت دار

__________________

(١) أفاد الأستاذ ملحس أنّه الباب الذي يسمّى (باب الوداع).

(٢) هكذا في الأصل ، وفي الأزرقي. وعند ابن رستة (الحناطين) بالحاء المهملة بعدها نون. وورد عند الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ما يفيد أنّ اسم هذا الباب هو (باب ابراهيم) ثم قال : وابراهيم المنسوب إليه هذا الباب خياط كان عنده على ما قيل أ ه.

(٣) قال الفاسي : (باب بني جمح) لا أثر له الآن ، ثم أفاد أنّ موضعه بمحاذاة باب ابراهيم المتقدم.

١٩٥

زبيدة (١) ، وذلك بعد أن بنيت دار زبيدة ، وكانت بنيت في سنة ثمان وثمانين.

١٣٦٤ ـ فحدّثني علي بن حرب الموصلي ، قال : دخلنا على ابن وهب في دار زبيدة ، وهي ستا (٢) فسمعنا منه فيها سنة ثمان وثمانين ومائة.

حدّثني بعض المكيّين : أنّ ذلك الزقاق كان يباع فيه فيما مضى الدجاج والحمام ، وكان مسلوكا مخترقا إلى السويقة وما ناحاها.

والباب الخامس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه أربعة أذرع واثنتا عشرة أصبعا. والباب مبوّب يشرع في زقاق دار زبيدة أيضا وهو الباب الذي يصعد منه اليوم إلى دار زبيدة.

والباب السادس : طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع واثنتا عشرة اصبعا ، وفي العتبة خمس درجات وهو (باب بني سهم) (٣).

وفي الشق الذي يلي دار الندوة ، وهو الشق الشامي من الأبواب ستة أبواب.

الباب الأول : وهو يلي المنارة التي تلي باب بني سهم ، طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه أربعة أذرع. وفي عتبة هذا الباب سبع درجات ، فإذا كثر التراب من السيول ذهبت أربع ، وبقيت منه ثلاث درجات. وهو

__________________

١٣٦٤ ـ علي بن حرب الموصلي ، ذكره ابن أبي حاتم ٦ / ١٨٣ وقال : كتبت عنه مع أبي ، وهو صدوق.

(١) أنظر الأزرقي ٢ / ٩١ ـ ٩٣ ، وابن رستة ص : ٥١ ـ ٥٢.

(٢) كذا في الأصل.

(٣) قال الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٣٠ : (باب بني سهم) هو : باب المسجد المعروف الآن ب (باب العمرة). وهو الصحيح.

١٩٦

(باب دار عمرو بن العاص) ومنه يدخل سيل قعيقعان إذا عظم إلى المسجد الحرام حتى حزّ في جدري الباب حزا. وجعل عليه طبق من خشب الساج على قدر الباب يمنع السيل ، يجعل ذلك الطبق عليه إذا جاء السيل وكثر الماء ، فإذا نضب الماء رفع من موضعه.

والباب الثاني : قد سدّ موضعه ، والباب بيّن. وهو (باب دار العجلة) قد بني وسد بالبناء وموضعه بين لمن تأمله.

والباب الثالث : وهو (باب دار العجلة).

والباب الرابع : وهو (باب قعيقعان) طاق طوله في السماء عشرة أذرع ، وعرضه سبعة أذرع وست أصابع. وفي عتبة الباب ثماني درجات يقال له (باب حجير بن أبي إهاب).

والباب الخامس : وهو (باب دار الندوة).

والباب السادس : طاق طوله في السماء تسعة أذرع ، وعرضه خمسة أذرع. وفي عتبة هذا الباب ثماني درجات في بطن المسجد ، وهو (باب دار شيبة ابن عثمان) يسلك منه إلى السويقة (١).

وفي هذا الشق درجة يصعد منها إلى دار الإمارة درجات من رخام عليها درابزين.

وفي هذا الشق جناح من ساج شارع من دار العجلة ، كان شرع للمهدي أيام بنيت في سنة ستين ومائة على يدي محمد بن ابراهيم إذ كان بمكة (٢).

__________________

(١) أفاد الأستاذ ملحس أنّه الباب الذي سمي (باب الزيادة) لكونه في صدر زيادة دار الندوة.

(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ٩٣ ـ ٩٤ ، وابن رستة ص : ٥٢ ـ ٥٣. ومحمد بن ابراهيم المذكور ، هو : ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، أمير مكة والطائف. أنظر ترجمته في العقد الثمين ١ / ٤٠١.

١٩٧

١٣٦٥ ـ وسمعت عبد الرحمن بن محمد الجدي يذكر أنه رأى محمد بن ابراهيم خلف المقام يصلي فكان فيه ذلك الجناح على حاله حتى دخلت المبيّضة ، فقطعه حسين بن حسن ووضع الجناح لاصقا بالكواء التي / كانت أبواب الجناح وذلك في سنة المائتين في الفتنة (١) ، فأقامت على ذلك من الخراب حتى أمر أمير المؤمنين المعتصم بالله في سنة إحدى وعشرين ومائتين بعمارة دار العجلة ، فأشرع الجناح وجعل شباكه بالحديد ، وجعلت عليه أبواب مزررة تطوى وتنشر ، فهو قائم إلى يومنا (٢). وكان حسين قد خرّب دار العجلة خرابا شديدا حتى قال في ذلك شاعر من أهل مكة ، وذكر رجلا يدعو عليه ويتمثل في شعره بخراب دار العجلة ، فقال :

عجّل الله لك الخزي كما

عجّل الخزي لدار العجلة

بعد سكنى ريّس النّاس[بها](٣)

صار تلّا وعاد فيها مزبلة

ذكر

ذرع طول جدرات المسجد الحرام

وذرع جدر المسجد الحرام الذي يلي المسعى ـ وهو الشرقي ـ ثمانية عشر ذراعا في السماء. وفي هذا الجدر تحت الشرافات المكشوفات كتاب مكتوب بفسيفساء ، كان أمر به عبد الله بن محمد بن داود أن يكتب.

وطول الجدر الذي يلي الوادي ـ وهو الشق اليماني ـ اثنان وعشرون ذراعا.

وطول الجدر الذي يلي باب بني جمح ـ وهو الغربي ـ اثنان وعشرون

__________________

١٣٦٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

(١) راجع عن فتنة هؤلاء إتحاف الورى ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٧١.

(٢) أنظر الأزرقي ٢ / ٩٤ ، وابن رستة ص : ٥٣.

(٣) زدناها في البيت ليستقيم الوزن.

١٩٨

ذراعا ، واثنتا عشرة اصبعا.

وطول الجدر الذي يلي دار الندوة ـ وهو الشق الشامي ـ سبعة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا.

وعلى جدار المسجد الحرام مقابل دار الإمارة مما يلي الصحن مكتوب بفسيفساء أسود : أمر بكتابته عبد الله بن محمد بن داود ، يذكر فيه عمارته للمسجد الحرام (١).

ذكر

عدد الشرافات التي في ظهر المسجد وخارجه

وعدد الشرافات اللائي على جدرات المسجد الحرام من خارجه مائتا شرافة واثنتان وسبعون شرافة ونصف.

منها في الجدر الذي يلي المسعى ثلاث وسبعون.

ومنها في الجدر الذي يلي الوادي مائة وتسع عشرة.

ومنها في الجدر الذي يلي باب بني جمح ، خمس وسبعون.

ومنها في الجدر الذي يلي دار الندوة خمس شرافات ونصف.

وفي جدرات المسجد من خارج روازن (٢) منقوشة بالجص نافذة إلى المسجد ، ووجوهها منقوشة بالجص ، وعلى الطاقات تشابيك حديد. ووجوه الشرف منقوش بالجص [وسيل](٣) سطح المسجد من الشق الذي يلي المسعى ، والشق الذي يلي دار الندوة يجري سيله في سربين محفورين على جدر المسجد ، ثم يسيل في اسطوانة مبنية على باب بني عبد شمس الكبير ، ثم يصير إلى سقاية

__________________

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ ، وابن رستة ص : ٥٣ ـ ٥٤.

(٢) روازن ، واحدها روزن ، هي : الكوّة النافذة. تاج العروس ٩ / ٢١٥.

(٣) في الأصل (وسائر) وصحّحناها من الأزرقي.

١٩٩

مدبولة (١) على باب المسجد بين يدي دار القوارير ، عليها شباك وباب مغلق.

[وسيل شق الوادي وشق بني جمح](٢) يذهب في سرب قد جعل في الجدار ، كان يسيل في سقاية عند الخياطين ، مدبولة ، كانت الخيزران أم الخليفتين موسى وهارون قد حفرتها هنالك في موضع الرحبة التي استقطعها / جعفر بن يحيى فبنى فيها الدار التي على البقّالين والخياطين ، ثم صارت بعده لزبيدة.

١٣٦٦ ـ حدّثنا محمد بن [أبي](٣) عمر ـ إن شاء الله ـ أن جعفر بن يحيى لما بناها وشرع جناحها كان من يأتي المسجد في فتنة منها حتى يدخل المسجد من حسنها ، فلما بنيت هذه الدار صرف سيل المسجد ، فصار في سرب عظيم ، وهو بميزاب من ساج يسكب في البئر التي على باب البقّالين التي حفرها المهدي عوضا من بئر قصي بن كلاب التي يقال لها (العجول) دخلت في المسجد الحرام حين وسعه المهدي.

ذكر

عدد الشراف التي في بطن المسجد

وما يشرع من الطيقان في الصحن

وفي شق المسجد الشرقي الذي فيه المسعى واحد وثلاثون طاقا ، فوقها مائة شرافة مجصصة.

__________________

١٣٦٦ ـ ذكره الأزرقي ٢ / ٩٥ ـ ٩٦ ضمن كلام طويل.

(١) مدبولة ، أي : معمرة ومصلحة. تاج العروس ٧ / ٣١٧.

(٢) العبارة في الأصل (وسيل الوادي الذي شق بني جمح) ، وأصلحناها من الأزرقي.

(٣) سقطت من الأصل.

٢٠٠