أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٣٩٦

ـ رضي الله عنه ـ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم نهى أن تقام الحدود في المساجد ، وان تتناشد فيها الأشعار ، وان يسلّ فيها السلاح.

١٢٦٩ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا سعيد بن سنان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : صلّى النبيّ صلّى الله عليه وسلم فقال : رجل من دعى إلى الجمل الأحمر؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : لا وجدت ، ألهذا؟ إنما بنيت المساجد لما بنيت له.

١٢٧٠ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم الجزري ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

١٢٧١ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن المنكدر ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد ، فقال : أيها الناشد ، غيرك الواجد.

١٢٧٢ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو الحكم ـ مروان بن

__________________

١٢٦٩ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم ٥ / ٥٥ ، وابن ماجه ١ / ٢٥٢ ، وابن خزيمة ٢ / ٢٧٣ ثلاثتهم من طريق : وكيع به. ورواه عبد الرزاق ١ / ٤٤٠ ، ومسلم ٥ / ٥٤ ، والبيهقي ٢ / ٤٤٧ ، وثلاثتهم من طريق : الثوري ، عن سعيد بن سنان به. ورواه ابن شبّة في تاريخ المدينة ١ / ٣٠ من طريق : سعيد بن سنان به.

١٢٧٠ ـ رجاله ثقات ، لكنه مرسل.

رواه الأزرقي ٢ / ٦٧ عن سفيان به.

١٢٧١ ـ إسناده صحيح ، لكنه مرسل.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤٤٠ ، عن سفيان به.

١٢٧٢ ـ في اسناده موسى بن أبي دارم ، ومروان بن عبد الحميد ، سكت عنهما ابن أبي حاتم ٨ / ١٤٢ ، ٢٥٧. والأخير ذكره ابن حبان في الثقات على ما قال ابن حجر في اللسان ٦ / ١٧.

١٢١

[عبد الحميد](١) قال : ثنا موسى بن أبي دارم ، عن وهب بن منبّه ، قال : بلغ عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن مجلس كان في المسجد في ناحية بني سهم ، يجلس فيه ناس من قريش يختصمون ، فترتفع أصواتهم ، فقال لي ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : انطلق بنا إليهم. قال : فانطلقنا ، حتى وقفنا عليهم ، فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : أخبرهم عن الكلام الذي كلم به الفتى أيوب ، وهو في بلائه. قال : قلت له : قال الفتى : يا أيوب أما كان في عظمة الله ، وذكر الموت ما يكل لسانك ، ويقطع قلبك ، ويكسر حجتك؟ يا أيوب ، أما علمت أن لله عبادا اسكتتهم خشية الله من غير عيّ ولا بكم ، وانهم لهم النبلاء الطلقاء الفصحاء الألباء العالمون بالله وأيامه ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله ـ تعالى ـ تقطعت قلوبهم ، وكلّت ألسنتهم ، وطاشت عقولهم وأحلامهم فرقا من الله ـ عزّ وجلّ ـ وهيبة له ، فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ بالأعمال الزاكية لا يستكثرون لله الكثير ، ولا يرضون له بالقليل ، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين ، وانّهم لأنزاه أبرار ، ومع المضيّعين والمفرّطين وانهم لأكياس أقوياء ، ناحلون ذائبون يراهم الجاهل / فيقول : مرضى ، وليسوا بمرضى وقد خولطوا وقد خالط القوم أمر عظيم.

قال أبو الحكم : وكتب إليّ رجل ، أنّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال لهم على إثر هذا الكلام : كفى لك ظالما أن لا تزال مخاصما ، وكفى بك إثما ان لا تزال مماريا ، وكفى لك إثما ان لا تزال محدّثا بغير ذكر ـ الله تعالى ـ.

__________________

(١) في الأصل (عبد الواحد) وهو خطأ.

١٢٢

ذكر

موضع قبور عذارى بنات اسماعيل عليه السلام

من المسجد الحرام

١٢٧٣ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، وحسين ، وعبد الجبار بن العلاء ، وغيرهم ، قالوا : ثنا سفيان ، عن النّضر بن الرّهيني ، قال : إنه سمع ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يقول : إن هذا المحدودب الذي يلي الركن الشامي قبور عذارى بنات اسماعيل. قال ابن أبي عمر في حديثه : فسئل سفيان أي مكان هو؟ فأشار بيده إلى الحجر مستقبل الركن الغربي الذي يلي الركن اليماني مقابل دار العجلة.

١٢٧٤ ـ وحدّثني ابن أبي بزّة ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده

__________________

١٢٧٣ ـ في اسناده (النضر بن الرّهيني) ولم أقف على ترجمته. والرّهيني (بفتح الراء ، وكسر الهاء ، بعدهما ياء ساكنة ، آخرها نون) هذه النسبة إلى : رهين ، وهو لقب : الحارث بن علقمة ، أو : النضر بن الحارث بن علقمة ، ويلقّب ب : الرّهين. أنظر الأنساب ٦ / ٢٠٧.

وقد فصّلت القول في من هو : الرّهين في موضع آخر. والذي وجدته ممن يحمل هذا اللقب راويا عن ابن الزبير وشيخا لسفيان ، هو : محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث بن علقمة الرّهيني ، العبدري ، المكي. أنظر الأنساب والجرح والتعديل ٨ / ٩٨ ، وتاريخ البخاري الكبير ١ / ٢٢٠ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٣٥٩. قلت : فلعلّ كنية محمد بن المرتفع هي : أبا النضر ، فسقطت (أبو) من النسخة ، والله أعلم. وقد وقعت لفظة (الرّهيني) عند عبد الرزاق (زهير) وعند الأزرقي (الزهري) ولعلّ كلاهما تصحيف ، والعلم عند الله.

وهذا الأثر رواه عبد الرزاق ٥ / ١٢٠ ، والأزرقي ٢ / ٦٦ كلاهما عن ابن عيينة به.

١٢٧٤ ـ والد ابن أبي بزّة ، وجدّه لم أعرف حالهما ، وابن أبي بزّة ، هو : أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم ، ابن أبي بزّة البزّي ـ ليّن الحديث ، حجة في القراءات. العقد الثمين ٣ / ١٤٢ ، واللسان ١ / ٢٨٣. والقاسم بن أبي بزّة ، مولى بني مخزوم ثقة. مات سنة (١١٥). التقريب ٢ / ١١٤.

١٢٣

القاسم بن أبي بزّة ، قال : هذا المحدودب مما يلي الركن الغربي إلى المصباح ـ وأشار بيده ـ قبور عذارى بنات اسماعيل. قال ابن أبي بزّة : وسمعت أبي ، يقول : تسوى البطحاء عند هذا الموضع ، ويجلس الإنسان قليلا فيحدودب.

١٢٧٥ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا أبو بكر بن عيّاش ، قال : ثنا الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما ، قبر اسماعيل ، وشعيب ، فقبر اسماعيل في الحجر مقابل الركن الأسود.

ذكر

الوضوء في المسجد الحرام

١٢٧٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا عمر بن هارون ، عن الثوري ، عن أبي هارون ، قال : رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يتوضأ في المسجد.

١٢٧٧ ـ حدّثنا محمد بن ميمون ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ،

__________________

١٢٧٥ ـ إسناده متروك.

الكلبي ، هو : محمد بن السائب ، متّهم بالكذب ، ورمي بالرفض.

وأبو صالح ، هو : باذام : ضعيف مدلس. التقريب ١ / ٩٣.

١٢٧٦ ـ إسناده متروك.

عمر بن هارون ، هو : البلخي : متروك. التقريب ٢ / ٦٤. وأبو هارون العبدي ، هو : عمارة بن جوين : متروك أيضا ، ومنهم من كذّبه. التقريب ٢ / ٤٩.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٩ ، عن الثوري به. وابن أبي شيبة ١ / ٣٦ من طريق : عطية العوفي ، عن ابن عمر.

١٢٧٧ ـ إسناده صحيح.

١٢٤

عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، قال : رأيت طاوسا يتوضأ في المسجد الحرام.

١٢٧٨ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا عمر بن هارون ، عن ابن أبي روّاد ، قال : رأيت طاوسا يتوضأ في المسجد.

١٢٧٩ ـ حدّثنا حسين ، قال : ثنا ابن عليّة ، عن ليث ، عن طاوس ، أنه كان يتوضأ في المسجد من غير حدث.

١٢٨٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام ، عن ابن جريج ، قال : قال إنسان لعطاء : يخرج الإنسان ، فيبول ، ثم يأتي المسجد حتى يدخل زمزم فيتوضأ ، قال : لا بأس بذلك ، وإن تخلّى فليدخل ان شاء غير متوضئ فليتوضأ في زمزم ، الدين سمح سهل (١).

قال ابن جريج : قال له إنسان : إني أرى أناسا يتوضؤون في المسجد.

فقال رجل : ليس به بأس. قلت : افتتوضأ أنت؟ قال : نعم. قلت : وضوءا حسنا تتمضمض وتستنشق؟ قال : نعم ، وأسبغ وضوئي في مسجد مكة (٢).

__________________

١٢٧٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

عمر بن هارون ، هو البلخي. متروك. وابن أبي روّاد ، هو : عبد العزيز.

رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٩ ، وابن أبي شيبة ، كلاهما من طريق : ابن أبي روّاد به.

١٢٧٩ ـ إسناده ضعيف.

ليث ، هو : ابن أبي سليم.

١٢٨٠ ـ إسناده حسن.

هشام ، هو : ابن سليمان المخزومي المكي : مقبول.

(١) رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٨ عن ابن جريج به.

(٢) رواه عبد الرزاق أيضا ١ / ٤١٨ ، عن ابن جريج به.

١٢٥

قال ابن جريج : وأخبرني ابن طاوس ، أنه رأى أباه يتوضأ في المسجد الحرام (١).

قال ابن جريج : ورأيت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يتوضأ في مسجد مكة.

قال ابن جريج : وأخبرني أبو خالد ، أن أبا هارون العبدي أخبره ، أنه رأى ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يتوضأ في المسجد (٢).

ذكر

القيام على باب المسجد مستقبل القبلة يدعو

١٢٨١ ـ / حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : حدّثت أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان إذا [جاء بابا في](٣) دار يعلى عند الخيّاطين (٤) استقبل البيت فدعا ، وخرج إليه بنات غزوان ، وكنّ مسلمات فدعون معه.

__________________

١٢٨١ ـ إسناده مرسل. وشيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

رواه عبد الرزاق ١ / ٧٧ عن ابن جريج به.

(١) رواه عبد الرزاق كذلك ١ / ٤١٩ ، عن ابن معمّر به.

(٢) رواه عبد الرزاق ١ / ٤١٨ ، عن ابن جريج به.

(٣) في الأصل (جاءنا يأتي) وهو تصحيف. ووقعت هذه اللفظة عند عبد الرزاق (حاذى بابا في)

(٤) باب الخيّاطين سيأتي الكلام عليه في (صفة أبواب المسجد الحرام) عند الفاكهي. وقد ذكر الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٨٨ أنه باب كان فيما بين باب الحزورة ، وباب بني جمح. وقلت : وباب الحزورة يكون بحذائه الآن باب الوداع. وباب بني جمح يحاذيه الآن باب العمرة. أفاد ذلك رشدي ملحس في تعليقاته على الأزرقي ١ / ٩١ ـ ٩٢. ولم يبق لهذا الباب أثر الآن.

١٢٦

١٢٨٢ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، وغيره ، قالوا : ثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، أظنه عن مجاهد ، قال : يكره أن يقام على باب المسجد فيستقبل الكعبة. وقال : إنما يصنعه أهل الكتاب اليهود والنصارى في كنائسهم.

١٢٨٣ ـ وحدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا مكّيّ بن ابراهيم ، عن عثمان ، عن مجاهد ، نحوه.

١٢٨٤ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : هل بلغك ان النبي صلّى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ كان يستقبل البيت حين يخرج فيدعو؟ قال : لا.

ثم أخبرني عطاء ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ ولم يسمعه منه ، أنه قال لمن يستقبل البيت كذلك يدعو إذا خرج عند خروجه ثم يصنعون : هذا كصنيع اليهود في كنائسها ، ادعوا في البيت ما بدا لكم ، ثم اخرجوا.

__________________

١٢٨٢ ـ عبد الكريم ، لم أميّزه ، فيحتمل أن يكون الجزري ، الثقة ، ويحتمل أن يكون ابن أبي المخارق ، الضعيف. فكلاهما في طبقة واحدة.

١٢٨٣ ـ إسناده صحيح.

محمد بن صالح ، هو البلخي. وعثمان ، هو : ابن الأسود المكي.

١٢٨٤ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٧٧ ، عن ابن جريج به.

١٢٧

ذكر

لقط القذى و [القشاش](١) من المسجد الحرام

وفضله وتحية المسجد الحرام

١٢٨٥ ـ حدّثنا أبو إسحاق عبد الوهاب بن فليح ، قال : ثنا اليسع بن طلحة ، عن مجاهد ، قال : لقط القذى من المسجد مهور حور العين.

١٢٨٦ ـ وحدّثني أحمد بن محمد النّوفلي ، قال : ثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : ثنا سلمة بن الفضل ، قال : ثنا أيمن بن نابل ، قال : سألت قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي صاحب النبي صلّى الله عليه وسلم فقلت : إنّ ريش الحمام قد كثر في المسجد ، فإذا سجد أحدنا دخل في عينه ، فقال : انفخوا ـ يعني الريش ـ.

١٢٨٧ ـ حدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن خالد بن سلمة الفأفاء ، قال : ثنا مسعر ، عن علي بن بذيمة ، قال : كانت امرأة سوداء

__________________

١٢٨٥ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، قال فيه أبو حاتم : مكي صدوق. الجرح ٥ / ٥٣٦. واليسع بن طلحة ، قال أبو حاتم : شيخ صدوق ليس بالقوى ، منكر الحديث. الجرح ٩ / ٣٠٩.

١٢٨٦ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن حميد الرازي : حافظ ضعيف. التقريب ٢ / ٢٥٦.

١٢٨٧ ـ إسناده منقطع.

وعبد الرحمن بن خالد لم أقف على ترجمته. وعلي بن بذيمة (بفتح الموحدة وكسر المعجمة) ثقة مات سنة (بضع وثلاثين ومائة) التقريب ٢ / ٣٢.

(١) في الأصل (القماش).

١٢٨

تلتقط القذى من المسجد ، فماتت فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إنّ الذين يلتقطون القذى من المسجد هم الذين يلتقطون الياسمين في الجنة.

١٢٨٨ ـ حدّثنا ابن أبي يوسف ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، عن محمد بن مسلم ، قال : بلغني أنه من ابتلع ريقه إعظاما للمسجد وإنزاها له ، أبدله الله ـ تعالى ـ بها صحة في جسمه.

١٢٨٩ ـ حدّثني أبو المسلم حريز بن المسلم الصنعاني ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، عن المطلب بن حنطب ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة أو آية من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها.

١٢٩٠ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن

__________________

١٢٨٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

ومحمد بن مسلم ، هو : الطائفي.

١٢٨٩ ـ إسناده ضعيف.

المطّلب بن حنطب ، هو : المطّلب بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب : صدوق كثير التدليس والارسال. التقريب ٢ / ٢٥٤.

وقد روى هذا الحديث الترمذي ١١ / ٣٧ من طريق : ابن أبي روّاد به. ثم قال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. وقال : ذاكرت به محمد بن اسماعيل (أي البخاري) فلم يعرفه واستغربه. ثم نقل الترمذي عن الدارمي : لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ثم قال الدارمي : وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس. أ ه.

ورواه أبو داود ١ / ١٨٣ ، وابن خزيمة ٢ / ٢٧١ ، والبيهقي ٢ / ٤٤٠ ، ثلاثتهم من طريق : ابن أبي روّاد به.

١٢٩٠ ـ إسناده صحيح.

رواه الطبراني في الكبير ١٨ / ١٧٤ من طريق : ابن مهدي به.

١٢٩

مهدي ، قال : حدّثني عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً)(١) قال : هو المسجد ، يقول : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

ذكر

إرسال الريح في المسجد الحرام

١٢٩١ ـ / حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا زيد بن حباب ، قال : ثنا قزعة بن سويد بن حجير الباهلي ، قال : حدّثني حميد الأعرج المكي ، قال : سمعت عطاء ، وسأله رجل من أهل مكة قد سمّاه : أكون في المسجد الحرام فأجد الريح في بطني؟ قال : لا بأس أن ترسلها.

١٢٩٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : إحداث الرجل في مسجد مكة أو في مسجده في البيت عمدا غير راقد؟ قال : أحب إلى أن لا يفعل ، قاله غير مرة.

١٢٩٣ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا زيد بن حباب ، قال : ثنا

__________________

١٢٩١ ـ إسناده ضعيف.

قزعة بن سويد ، ضعيف. التقريب ٢ / ١٢٦.

١٢٩٢ ـ إسناده حسن.

هشام ، هو : ابن سليمان المخزومي.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٢٣ من طريق : ابن جريج به. ولم يذكر قوله (قاله غير مرّة) بل ذكر مكانه (فهل من رشى؟ قال : لا).

١٢٩٣ ـ إسناده حسن.

زيد بن حباب ، صدوق. التقريب ١ / ٢٧٣. ومحمد بن سواء صدوق أيضا. التقريب ٢ / ١٦٨.

(١) سورة النور (٦١).

١٣٠

محمد بن سوّار البصري ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت الحسن البصري ـ رضي الله عنه ـ وسئل عن الرجل يكون في المسجد فيجد الريح؟ قال : لا بأس أن يرسلها.

١٢٩٤ ـ حدّثنا يحيى بن الربيع ، قال : ثنا جدّي قال : ثنا الربيع بن صبيح ، قال : سأل رجل عطاء وأنا معه ، فقال : يا أبا محمد ، بتّ في المسجد الحرام ثم خرجت ، فقضيت حاجتي من الغائط والبول ، ثم رجعت فنمت من غير أن أمس ماء؟ قال : لا بأس.

ذكر

تحصيب المسجد الحرام وأخذ الحصاة منه

١٢٩٥ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، عن يعقوب بن عطاء ، أنه سمع عطاء يكره أن يحصب المسجد الحرام من غير حصباء الحرم.

١٢٩٦ ـ حدّثني أبو بشر ، قال : ثنا سعيد بن (١) الحكم ، عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني ، قال : خرجت من المسجد وفي كمّي حصاة ، فقال أبي : أرددها إلى المسجد.

__________________

١٢٩٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وكذا جدّه.

١٢٩٥ ـ إسناده ضعيف.

يعقوب بن عطاء ، هو : ابن أبي رباح المكي. ضعيف. التقريب ٢ / ٣٧٦.

١٢٩٦ ـ إسناده حسن.

عبد الله بن بكر المزني ، صدوق. التقريب ١ / ٤٠٤.

(١) في الأصل (أبي الحكم) وهو خطأ ، فهو : سعيد بن الحكم بن أبي مريم.

١٣١

١٢٩٧ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا المعتمر ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : إنّ الحصاة إذا خرج بها من المسجد لتصيح.

وكان المسجد الحرام يحصب في كل سنة بأربعمائة دينار أو أقل فيما مضى ، حتى كان زمن فتنة اسماعيل بن يوسف الطالبي في سنة إحدى وخمسين ومائتين ، فقطع ذلك عنه زمانا ، حتى قدم بشر الخادم في سنة ست وخمسين ومائتين ، فحصبه ، فكان فيه ذلك الحصباء حتى كان سنة اثنين وستين ومائتين ، فجاء سيل عظيم فذهب بالحصباء منه حتى عري من الحصباء (١) ، فحصبه محمد بن أحمد بن سهل اللطفي ، وكان له جمال بمكة ، فبعث بها إلى موضع يقال له (علي) (٢) فحملت الحصباء ، وحصبه به فهو فيه إلى اليوم.

ذكر

صلاة مؤذني المسجد الحرام يوم الجمعة

على سطح المسجد وغيره لصلاة الامام

١٢٩٨ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : المؤذنون يصلون يوم الجمعة على ظهر المسجد أو المنارة بصلاة الإمام والنساء؟ قال : لا بأس به.

__________________

١٢٩٧ ـ إسناده ضعيف.

ليث ، هو : ابن أبي سليم.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٤١٣ ـ ٤١٤ من طريق : أسباط ، عن ليث به.

١٢٩٨ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٤ من طريق : حفص بن غياث ، عن ابن جريج به.

(١) أنظر اتحاف الورى ٢ / ٣٣٨ ، وشفاء الغرام ٢ / ٦٤.

(٢) قال ياقوت (علي) بوزن ظبي ، موضع في جبال هذيل. معجم البلدان ٤ / ١٤٩.

١٣٢

١٢٩٩ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن زياد بن سعد ، عن من سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول : كنا نصلي معه على ظهر المسجد.

١٣٠٠ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، عن ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ نحوه.

١٣٠١ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن زياد بن سعد ، عن بعض المدنيين ، قال : إنّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ صلى في حجرة ميمونة ـ رضي الله عنها ـ بصلاة الامام.

١٣٠٢ ـ حدّثنا أبو بشر / قال : ثنا العلاء بن عبد الجبار قال : ثنا سعيد بن سلام العطار عن مالك بن دينار قال : أخبرني من رأى أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ صلى فوق سطح المسجد بصلاة الامام.

__________________

١٢٩٩ ـ في اسناده من لم يسمّ.

١٣٠٠ ـ إسناده حسن.

محمد بن يزيد ، هو : ابن خنيس المكي : مقبول. التقريب ٢ / ٢١٩.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٣ ، من طريق : وكيع ، عن ابن أبي ذئب به.

١٣٠١ ـ في اسناده من لم يسمّ.

١٣٠٢ ـ إسناده متروك.

سعيد بن سلام العطّار ، قال ابن نمير : كذّاب. وقال أبو حاتم : منكر الحديث.

الجرح ٤ / ٣٢.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٣ من طريق آخر بلفظ : كان أنس يجمّع مع الامام ، وهو في دار نافع بن عبد الحارث ـ بيت مشرف على المسجد ، له باب إلى المسجد ـ فكان يجمّع فيه ، ويأتمّ بالامام.

١٣٣

١٣٠٣ ـ حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا ابن مهدي ، عن سعيد بن مسلم بن بانك ، عن سالم بن عبد الله ، أنه فعل ذلك.

١٣٠٤ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : سألت عطاء عن الرجل يصلي على أبي قبيس بصلاة الامام؟ فقال : صلاته جائزة وليس له أجر التضعيف.

ذكر

فضل الأذان بمكة والحسبة فيه

بغير أجرة ، وتفسير ذلك

١٣٠٥ ـ حدّثنا ابراهيم بن مرزوق البصري ـ ومسكنه مصر ـ قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : ثنا محمد بن عيسى ، قال : ثنا محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم من أول من يدخل الجنة؟ قال صلّى الله عليه وسلم : الأنبياء والشهداء ، والمؤذّنون ، مؤذنو الكعبة ، ومؤذنو بيت المقدس ، ومؤذنو مسجدي ، ثم سائر الناس على قدر أعمالهم.

__________________

١٣٠٣ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٣ من طريق : أبي عامر العقدي ، عن سعيد بن مسلم به.

١٣٠٤ ـ إسناده صحيح.

١٣٠٥ ـ محمد بن عيسى لم نعرفه. وبقية رجاله موثقون.

ذكره الهندي في كنز العمال ٧ / ٦٨٩ وعزاه لابن سعد في الطبقات ، والحاكم في تاريخه ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وضعفه.

١٣٤

١٣٠٦ ـ حدّثني محمد بن علي النجار ـ بصنعاء ـ قال : ثنا محمد بن محرز البغدادي ، قال : ثنا خالد بن يزيد العمري ، قال : ثنا المعلى بن هلال ، عن نفيع أبي داود ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : الحجاج إذا ماتوا قبل أن يحلوا خرجوا من قبورهم يوم القيامة ، وهم يؤذنون ، ويغفر الله للمؤذن المحتسب مدّ صوته ، ويشهد له كل ما سمعه من شجر ، أو حجر أو رطب أو يابس ، ويعطيه الله ـ تعالى ـ كلّ شيء سأله من أذانه واقامته ، ويعطيه الله ـ عزّ وجلّ ـ من الأجر بعدد من صلّى بأذانه وإقامته ، ويعطيه الله ـ تبارك وتعالى ـ كلّ يوم أذن فيه كأجر خمسين شهيدا ، أو مثل أجر جامع القرآن ، وحامل الفقه ، ومثل أجر من يصوم النهار ، ويقوم الليل كله ، ومثل أجر الحاج والمعتمر والمجاهد في سبيل الله ، وتتلقاهم الملائكة حين يخرجون من قبورهم بنجائب من ياقوت حمر ، ازمتها من زبرجد أخضر ، ألين من الحرير ، ورحائلها من ذهب ، مياثرها من سندس ، وفوق السندس الاستبرق ، تيجانهم من ذهب ، مكللة بالدر والياقوت والزبرجد ، نجائبهم لها أجنحة ، خطاها مد البصر ، كل رجل منهم جعد أمرد ، جمّته جعدة على ما تشتهي نفسه ، حشوها المسك الأذفر ، لو أن مثقالا من مسك رأسه انتثر بالمشرق وجد ريحه أهل المغرب ، على كل رجل منهم ثلاثة اسورة ، سوار من ذهب ، وسوار من فضة ، وسوار من لؤلؤ ، في أعناقهم أطوقة من ذهب مكللة بالدر والياقوت والزبرجد ، يمشى مع كل رجل

__________________

١٣٠٦ ـ إسناده موضوع.

خالد بن يزيد العمري ، أبو الهيثم المكي : كذّبه أبو حاتم ، ويحيى ، وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات عن الاثبات ؛ لسان الميزان ٢ / ٣٨٩. والمعلّى بن هلال ، هو : الطحان الكوفي. اتفق النقاد على تكذيبه. التقريب ٢ / ٢٦٦. ونفيع بن الحارث ، هو : أبو داود الأعمى : متروك ، وقد كذّبه ابن معين. التقريب ٢ / ٣٠٦.

١٣٥

منهم بسبعين حربة من نور ، يشيّع كل رجل منهم سبعون ألف ملك من قبورهم إلى المحشر ، يقال لهم : تعالوا انظروا إلى بني آدم وبني إبليس كيف يحاسبون فذلك قوله : ـ عزّ وجلّ ـ (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً)(١).

١٣٠٧ ـ حدّثني محمد بن علي النجار ، قال : حدّثني أحمد بن ياسين البغدادي ، قال : ثنا مقاتل بن صالح ، عن سلام الطويل ، عن عباد بن كثير ، عن أبي الزبير ، / عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم ، مثله.

ذكر

تولية النبي صلّى الله عليه وسلم أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ

الأذان عند الكعبة وتعليمه إياه وصفة أذانه

كيف كان وتفسير ذلك

١٣٠٨ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي مسلمة ، قال : ثنا خلف بن الوليد ، وسعيد ابن سليمان ، قالا : ثنا الهذيل بن بلال ، قال : حدّثني ابن أبي محذورة ، عن أبيه ، أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال : جعل لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم الأذان

__________________

١٣٠٧ ـ إسناده ضعيف جدا.

سلام الطويل : متروك. التقريب ١ / ٣٤٢. وشيخ المصنّف وشيخ شيخه ، ومقاتل بن صالح ، لم أعرفهم.

١٣٠٨ ـ إسناده ضعيف.

الهذيل بن بلال المدائني. قال ابن معين : ليس بشيء. وقال أبو حاتم : محله الصدق ؛ يكتب حديثه. وقال أبو زرعة : ليّن ليس بالقوى. الجرح ٩ / ١١٣. وابن أبي محذورة ، هو : عبد الملك.

رواه أحمد ٦ / ٤٠١ من طريق : خلف بن الوليد ، عن الهذيل به. وذكره الهيثمي في المجمع ١ / ٣٣٦ ، ونسبه لأحمد ، وقال : فيه رجل لم يسمّ.

(١) سورة مريم (٨٥).

١٣٦

ولموالينا ، وجعل السقاية لبني عبد المطلب ، وجعل الحجابة لبني عبد الدار.

١٣٠٩ ـ حدّثنا محمد بن يوسف ، قال : أنا أبو قرّة موسى بن طارق ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عثمان بن السائب ، قال : أخبرني أبي ، وأم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال في حديثه عن النبي صلّى الله عليه وسلم : حين خرج إلى حنين ، فدعاني وأجلسني بين يديه ، فمسح على ناصيتي ، وبارك عليّ ثلاث مرات ، ثم قال : اذهب فأذن عند البيت الحرام.

قال : قلت كيف يا رسول الله؟ قال : فعلّمني صلّى الله عليه وسلم الأذان كما يؤذن الآن أهل مكة : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمدا رسول الله ، أشهد أنّ محمدا رسول الله ... فذكر الأذان حتى قال : حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ـ في الأولى من الصبح ـ الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله. وذكر في حديثه عن الأذان قال : وعلّمني رسول الله صلّى الله عليه وسلم الاقامة مرّتين مرّتين ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، مرتين ـ حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، مرتين ـ حيّ على الفلاح ـ مرتين ـ.

__________________

١٣٠٩ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ٢٠٣ ، وأحمد ٦ / ٤٠١ ، والطيالسي (١ / ٧ منحة المعبود) والدارمي ١ / ٢٧١ ، ومسلم ٤ / ٨٠ ، والترمذي ١ / ٣٠٨ (وصحّحه) وابن ماجه ١ / ٢٣٥ ، والنسائي ٢ / ٤ ، والبيهقي ١ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣ ، كلّهم من طريق : مكحول عن ابن محيريز به. ورواه عبد الرزاق ١ / ٤٥٧ ـ ٤٥٩ من طريق : مولى أبي محذورة ، وزوجته ، عن أبي محذورة به. ومن طريق عبد الرزاق ، رواه أحمد ٣ / ٤٠٨ ، وأبو داود ١ / ١٩٦ ، وابن خزيمة ١ / ٢٠٠. ورواه الدارقطني من طرق : عن ابن جريج به. وأنظر الحديث (١٣١١).

١٣٧

١٣١٠ ـ حدّثنا محمد بن يوسف الجمحي ، قال : أنا أبو قرّة موسى بن طارق السكسكي ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك ابن أبي محذورة ، قال : إنّ عبد الله بن محيريز أخبره ـ وكان يتيما في حجر أبي محذورة ـ أن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ أخبره أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال له : قم فأذّن بالصلاة ، في مقفل رسول الله صلّى الله عليه وسلم من حنين ، قال : فقمت بين يديه فألقى عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه ، فقال : قل : الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : ارجع فامدد صوتك ، ثم قل : أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله. ثم دعاني حين قضيت الأذان ، فأعطاني صرّة فيها شيء من فضة ، ثم وضع صلّى الله عليه وسلم يده على ناصية / أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ ثم أمرّها على وجهه ، ثم بين ثدييه ، ثم على كبده ، ثم بلغت يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم سرّة أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : بارك الله فيك ، وبارك عليك. فقلت : يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة ، قال : صلّى الله عليه وسلم قد أمرتك به ، وذهب كل شيء كان يا رسول الله من كراهية في نفسي ، وعاد ذلك كله محبة للنبي صلّى الله عليه وسلم ، قال : فقدمت على عتاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ عامل رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمكة ، فأذّنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال :

__________________

١٣١٠ ـ إسناده حسن.

عبد العزيز بن عبد الملك : مقبول. التقريب ١ / ٥١٠.

رواه الشافعي في الأم ١ / ٨٤ ـ ٨٥ ، وابن ماجه ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، كلاهما من طريق : ابن جريج به. ورواه البيهقي في الكبرى ١ / ٣٩٣ من طريق الشافعي.

١٣٨

وأخبرني بذلك من أدركت من أهلي ممن أدرك أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ على ما أخبرني عبد الله بن محيريز ـ رضي الله عنه ـ.

١٣١١ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا أبو عاصم ، وعبد الرزاق ، قال : أبو عاصم : ثنا ابن جريج ، قال : أخبرني عثمان بن السائب ، وأم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحو حديث أبي قرّة. وذكر مثل أذان أهل مكة اليوم وأقامتهم سواء ، وزاد فيه : لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى حنين ، خرجت عاشر عشرة من أهل مكة نطلبهم ، فسمعناهم يؤذّنون للصلاة ، فقمنا نستهزئ بهم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت ، فأرسل إلينا فاذّنا رجلا رجلا وكنت آخرهم ، فقال حين أذنت : تعال ، فأجلسني صلّى الله عليه وسلم بين يديه ، ومسح على رأسي.

قال : وأخبرني هذا الحديث عثمان بن السائب ، عن أبيه ، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة ، وزاد فيه : قال عبد الرزاق في حديثه : فإذا أقمت فقلها مرتين مرتين : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، أسمعت؟ قال : فكان أبو محذورة ـ رضي الله عنه ـ لا يجزّ ناصيته ، ولا يفرقها ، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مسح عليها.

__________________

١٣١١ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق في المصنّف ١ / ٤٥٦ ـ ٤٥٨ به. وأبو داود ١ / ١٩٧ من طريق : شيخ المصنّف به مختصرا. والبيهقي ١ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ، ٤١٨ من طريق : عبد الرزاق به.

ورواه النسائي ٢ / ٧ ، والدارقطني ١ / ٢٣٤ ، والبيهقي ١ / ٤١٨ ثلاثتهم من طريق : حجاج ، عن ابن جريج به.

ورواه البيهقي في الكبرى أيضا ١ / ٤١٧ من طريق : روح بن عبادة ، عن ابن جريج به.

١٣٩

١٣١٢ ـ فحدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا أيوب ابن ثابت ، عن صفية بنت [بحرة](١) ، قالت : رأيت أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ إذا قعد يضع قصّته في الأرض ، فقيل له في ذلك ، فقال : مسح رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده على رأسي ، ولا أحلق موضع يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

١٣١٣ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا ابراهيم بن نافع ، عن عمرو بن دينار ، قال : إن أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ كان يؤذّن مثل أذانهم.

١٣١٤ ـ وحدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال : أذن مؤذن لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ قبل أبي محذورة فجاء أبو محذورة ـ رضي الله عنه ـ فألقاه في بئر زمزم.

١٣١٥ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : أنشدني عمّي مصعب بن عبد الله لبعض شعراء قريش في أذان أبي محذورة ـ رضي الله عنه ـ قال الزبير : واسمه أوس بن مغيرة بن لوذان :

إنّي ورب الكعبة المستورة

وما تلا محمّد من سورة

والنّعرات من أبي محذورة

لأفعلنّ فعلة مذكورة

__________________

١٣١٢ ـ إسناده ليّن.

أبو حذيفة ، هو : موسى بن مسعود النهدي : صدوق سيء الحفظ التقريب ٢ / ٢٨٨.

وأيوب بن ثابت المكي : ليّن الحديث. التقريب ١ / ٨٩. وصفية بنت بحرة ، ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين ٤ / ٣٨٦.

١٣١٣ ـ إسناده صحيح.

١٣١٤ ـ إسناده صحيح.

تقدّم تخريجه برقم (١١٦٤).

١٣١٥ ـ أنظر أنساب الأشراف ١ / ٥٢٦.

(١) في الأصل (بحيرة) والتصحيح من ثقات ابن حبان.

١٤٠