أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٩١
٩٦٢ ـ حدّثنا هارون بن موسى بن طريف ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : حدّثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن مسافع الحجبي ، عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ نحوه موقوفا.
٩٦٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، ويعقوب بن حميد ، قالا : ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : وافقني ربّي. وقال يعقوب : وافقت ربّي في ثلاث ، فذكر احداهن ، قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١).
٩٦٤ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن الحباب ، قال : ثنا حماد ابن سلمة ، عن حجاج بن ارطأة ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ جاء بالمقام حتى وضعه تحت رجل ابراهيم ـ عليه السلام ـ.
__________________
٩٦٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.
رواه ابن خزيمة ، والبيهقي ، كما في تخريج الحديث (٩٦٠) ، لكنهما روياه مرفوعا لا موقوفا ، ولم أجد هذه الرواية موقوفة.
٩٦٣ ـ إسناده صحيح.
رواه أحمد ٢ / ٢٣ ـ ٢٤ ، من طريق : هشيم ، عن حميد الطويل ، به بأطول منه.
ومن طريق : ابن أبي عدي ، عن حميد به مطولا.
ورواه الدارمي ٢ / ٤٤ ، من طريق : يزيد بن هارون ، عن حميد به ، بلفظ يعقوب.
٩٦٤ ـ إسناده ضعيف.
حجاج بن أرطأة ، صدوق كثير الخطأ والتدليس.
(١) سورة البقرة : ١٢٥.
٩٦٥ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا عبد الجبّار بن سعيد ، عن ابن أبي سبرة ، عن موسى بن [سعد](١) عن نوفل بن معاوية الديلي ، قال : رأيت المقام في عهد عبد المطلب ملصقا بالبيت مثل المهاة.
٩٦٦ ـ وحدّثنا عبد الله بن شبيب الربعي ، قال : حدّثني عبد الجبّار بن سعيد المساحقي ، قال : حدّثني سليمان بن محمد العامري ، عن عمّه أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن اسحاق بن عبد الله ، عن عمر بن الحكم ، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : سألت عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ عن الأثر الذي في المقام ، فقال : كانت الحجارة على ما كانت عليه اليوم إلا أن الله ـ عزّ وجلّ ـ أراد أن يجعل المقام آية من آياته ، فلما أمر إبراهيم ـ عليه السلام ـ أن يؤذّن في الناس بالحج ، قام على المقام ، فارتفع المقام حتى كان أطول الجبال ، وأشرف على ما تحته ، فقال : يا أيّها الناس أجيبوا
__________________
٩٦٥ ـ إسناده ضعيف.
عبد الجبّار بن سعيد المساحقي ، سكت عنه البخاري ٦ / ٢٠٩ ، وابن أبي حاتم ٦ / ٣٢ ، وذكره ابن حبّان في الثقات ٧ / ١٣٦ ، وقال : روى عنه أهل بلده. وابن أبي سبرة ، هو : أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة. وموسى بن سعد ، هو : المدني ، مجهول. أنظر التقريب ٢ / ٢٨٣. ونوفل بن معاوية ، صحابي أسلم يوم الفتح وعاش مائة وعشرين سنة.
رواه الأزرقي ٢ / ٣٠ ، من طريق : ابن أبي عمر ، عن ابن أبي سبرة به ، وفيه : سئل أبو الوليد عن المهاة ، فقال : خرزة بيضاء. وذكره ابن حجر في الإصابة ٣ / ٥٤٧ ، ونسبه للفاكهي.
٩٦٦ ـ إسناده ضعيف جدا.
شيخ المصنّف ، إخباري ضعيف. اللسان ٩ / ٢٩٩. واسحاق بن عبد الله ، هو : ابن أبي فروة ، متروك ، كما في التقريب ١ / ٥٩. وعمر بن الحكم ، هو : ابن ثوبان.
رواه الأزرقي ٢ / ٣٠ ، من طريق : الواقدي ، عن ابن أبي سبرة به.
(١) في الأصل (سعيد) وهو تصحيف.
ربّكم ، قال : فأجابه الناس ، فقالوا : لبّيك اللهمّ لبّيك فكان أثره فيه ، فلما فرغ أمر بالمقام فوضعه قبلته ، فكان يصلي إليه مستقبل الباب ، ثم كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأمر أن يصلي إلى بيت المقدس من قبل أن يهاجر وبعد أن هاجر ، فأحبّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يصرفه إلى قبلته التي رضي لنفسه ولأنبيائه ، فكان صلّى الله عليه وسلم يصلي إلى الميزاب وهو بالمدينة ، ثم قدم مكة فكان صلّى الله عليه وسلم يصلي إلى المقام وهو ملصق بالكعبة حتى توفى رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
٩٦٧ ـ وحدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا عبد الجبّار بن سعيد ، عن ابن أبي سبرة ، عن موسى بن سعد ـ مولى لبني أسد بن عبد العزى ـ عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه [عن](١) عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ المقام مثل المهاة مقام إبراهيم الذي يصلي إليه ويكون قبلة للمسلمين.
٩٦٨ ـ حدّثنا محمد بن صالح قال : ثنا مكي بن ابراهيم ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن / عبّاس رضي الله عنهما ، قال : ليس في الأرض شيء من الجنّة إلا الركن والمقام ، وانهما جوهرتان من جوهر الجنة ، ولو لا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله ـ عزّ وجلّ ـ.
__________________
٩٦٧ ـ إسناده ضعيف.
طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي ، متروك.
رواه الأزرقي ٢ / ٢٩ ، من طريق : ابن جريج ، عن عطاء به ، بنحوه.
٩٦٨ ـ إسناده ضعيف جدا.
(١) سقطت من الأصل.
٩٦٩ ـ وحدّثنا أحمد بن محمد بن أبي بزّة ، قال : ثنا حفص بن عمر ، قال : ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ، وإليها يصيران ، ولو لا ما مس هذا الركن من الأنجاس لأبرأ الأكمه والأبرص.
٩٧٠ ـ حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد ، قال : ثنا محمّد بن يحيى البصري ، عن ابن إدريس بن سنّان بن بنت وهب بن منبه ، عن أبيه ، قال : وذكر مجاهد عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة نزلا من السماء ، لهما نور ، فلما وضعا في الأرض طفئ نورهما ، ولو لا ما اطفأ الله ـ عزّ وجلّ ـ من نورهما لأضاء ما بين السماء والأرض آنس الله ـ تعالى ـ بهما آدم ـ عليه السلام ـ فكانا يتلألأن تلألؤا من شدة بياضهما ، وأخذ آدم ـ عليه السلام ـ الركن فضمّه إليه استئناسا به ، ولو لا ما طبع الله ـ عزّ وجلّ ـ من أيدي الجاهلية لأبرأ الأكمه والأبرص ، وليس في الأرض شيء من الجنة إلا الركن والمقام فإنهما جوهرتان من جوهر الجنة ، يأتي كل واحد منهما يوم القيامة أعظم من أبي قبيس ، لهما عينان وشفتان يشهدان لمن و؟؟ افاهما بالوفاء.
٩٧١ ـ حدّثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، عن حجاج بن محمّد ، عن ابن
__________________
٩٦٩ ـ إسناده ضعيف.
تقدم برقم (١٧).
٩٧٠ ـ إسناده تقدم برقم (٢٩).
٩٧١ ـ إسناده صحيح.
حجاج بن محمد ، هو : الأعور.
روى بعضه ابن جرير ١ / ٥٣٦ ، من طريق : سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء.
جريج ، قال : سألت عطاء عن قوله ـ عزّ وجلّ ـ : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١) قال : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ (٢) ثم انتهى ، ثم قال : [أما](٣) مقام إبراهيم الذي ذكر ها هنا ، فمقامه هذا الذي في المسجد. قال عطاء : ومقام ابراهيم معه كثير ، مقام ابراهيم الحج ، ثم فسّر لي عطاء ، فقال : المعرّف والصلاتان بعرفة ، والمشعر ، والصفا ، والمروة ، ورمي الجمار ، والطواف بين الصفا والمروة. قلت : فسّره ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ؟ قال : لا ، ولكن مقام ابارهيم الحج كلّه. قال : قلت : اسمعت ذلك لهذا؟ قال : نعم سمعته منه.
٩٧٢ ـ حدّثنا محمّد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ـ تبارك وتعالى ـ : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١) قال : الحج كلّه مصلّى ومدعى.
ذكر
قيام ابراهيم عليه الصلاة والسلام على المقام
واذانه عليه بالحجّ وفضل المقام
٩٧٣ ـ أخبرني أحمد بن صالح ـ عرضته عليه ـ قال : ثنا علي بن عيسى ،
__________________
٩٧٢ ـ إسناده صحيح.
رواه ابن جرير ١ / ٥٣٧ ، من طريق : سفيان به.
٩٧٣ ـ شيخ المصنّف ـ ذكره المزي في تهذيب الكمال ص : ١١٨٨ ـ ولم أعرف حاله. وبقية رجال السند ثقات.
(١) سورة البقرة : ١٢٥.
(٢) سورة آل عمران : ٩٧.
(٣) في الأصل (ما).
قال : ثنا سفيان ، عن ابن [أبي](١) نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : لمّا فرغ إبراهيم ـ عليه السلام ـ من بناء البيت أمره الله ـ عزّ وجلّ ـ أن ينادي في الحج ، فقام على المنار ، فقال : يا أيها الناس إنّ ربّكم قد بنى لكم بيتا فحجّوه وأجيبوا الله ـ عزّ وجلّ ـ قال : فأجابوه في أصلاب الرجال وأرحام النساء : أجبناك / أجبناك لبّيك اللهمّ لبّيك. قال : فكل من حجّ اليوم فهو ممّن أجاب إبراهيم على قدر ما لبّى.
٩٧٤ ـ حدّثنا محمّد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله تعالى : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ (٢) فذكر نحوه.
٩٧٥ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن الثوري ، عن سلمة ، عن مجاهد ، قال : فوقرت في قلب كل مؤمن.
٩٧٦ ـ حدّثنا حسين قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن داود ، عن عكرمة بن خالد المخزومي ، قال : لما فرغ إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ من بناء البيت
__________________
٩٧٤ ـ إسناده صحيح.
رواه ابن جرير ١٧ / ١٤٤ ، من طريق : ابن أبي نجيح ، وابن جريج ، عن مجاهد بنحوه.
٩٧٥ ـ إسناده صحيح.
رواه ابن جرير ١٧ / ١٤٥ ، من طريق : منصور عن مجاهد.
٩٧٦ ـ إسناده صحيح.
داود ، هو : ابن أبي هند.
رواه ابن جرير ١٧ / ١٤٥ ، من طريق : ابن أبي عدي به.
(١) سقطت من الأصل.
(٢) سورة الحج : ٢٧.
قام على المقام فنادى نداء فسمعه أهل الأرض : ألا إنّ ربّكم قد بنى بيتا فحجّوه. قال داود : فأرجو أن يكون من حجّ اليوم ممّن أجاب إبراهيم ـ عليه السلام ـ.
٩٧٧ ـ حدّثنا اسماعيل بن سالم ، قال : أخبرنا هشيم ، قال : انا الفضل بن عطية ، عن مجاهد ، قال : إنّ إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ قام على المقام ، فقال : إنّ ربّكم يأمركم أنّ تحجّوا هذا البيت ، فأجابه الخلق بالتلبية : لبّيك اللهمّ لبّيك.
٩٧٨ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ (١) قال : قال ابراهيم : يا أيّها الناس استجيبوا لربّكم ، فوقرت في قلب كل مؤمن.
٩٧٩ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا الأحوص بن [جوّاب](٢) عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، نحوه ، إلا أنه قال : تطاول المقام بإبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ حتى كان كأطول جبل.
__________________
٩٧٧ ـ إسناده حسن.
رواه ابن جرير ١٧ / ١٤٤ ، من طريق : ابن أبي نجيح عن مجاهد مختصرا.
٩٧٨ ـ إسناده صحيح.
رواه ابن جرير ١٧ / ١٤٥ ، من طريق : جرير ، عن منصور ، به. والأزرقي ٢ / ٢٩ ، من طريق : ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، به.
٩٧٩ ـ إسناده حسن.
رواه عبد الرزاق ٥ / ٩٧ ، من طريق : أبي سعيد ، عن مجاهد مطولا. ومن طريق : ابن جريج عن مجاهد مختصرا.
(١) سورة الحج : ٢٧.
(٢) في الأصل (خوات) وهو تصحيف.
٩٨٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : حدّثنا سفيان ، قال : سمعت ابن أبي نجيح ، أو بلغني عنه ، عن مجاهد ، في قوله ـ تعالى ـ : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١) قال : فمقام إبراهيم المشاعر كلّها عرفة والمزدلفة ومنى ومواقف الحج كلّها.
قال الأخطل (٢) يهجو جريرا ويفخر بقومه ويذكر وطئهم هذه المشاعر :
[فانعق بضأنك](٣) يا جرير فإنّما |
|
منّتك نفسك في الخلاء ضلالا |
منّتك نفسك أن تسامي دارما |
|
[أ] وأن توازي حاجبا وعقالا (٤) |
ولقد وطئن على المشاعر من منى |
|
حتّى قذفن على الجبال جبالا |
٩٨١ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا الأحوص بن [جوّاب] قال : ثنا سفيان ، عن رجل ، من أهل الشام ، عن مجاهد قال : تطاول المقام بإبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ حتى كان كأطول جبل من الجبال ، فنادى : أيها الناس أجيبوا ربّكم ، فأسمع من تحت التخوم ، فمن حجّ من ذلك اليوم إلى يوم القيامة فهو ممّن استجاب لابراهيم ـ عليه السلام ـ.
__________________
٩٨٠ ـ إسناده ضعيف.
رواه ابن جرير ١ / ٥٣٦ ، من طريق : سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بنحوه.
٩٨١ ـ في إسناده من لم يسمّ.
روى نحوه عبد الرزاق ٥ / ٩٧ ، من طريق : أبي سعيد ، عن مجاهد.
(١) سورة البقرة : ١٢٥.
(٢) ديوانه ص : ٥٠. وقد تقدم فيه البيت الأخير. وهذه الأبيات ضمن قصيدة له.
(٣) تصحفت هذه العبارة في الأصل إلى (فانفق نصابك) ولا معنى له يناسب ما يريد الأخطل. وما أثبته من الديوان ، وهي كلمة تجري مجرى المثل عند ما يحتقر المخاطب ، يقال له : انعق غنمك ، أي : اغرب عنّا ، وامض أنت ومن معك.
(٤) في الأصل (وأن توازي) والتصويب من الديوان.
٩٨٢ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو ابن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، قال : إنّ ابراهيم ـ عليه السلام ـ لمّا أمر أن يؤذن بالحجّ ، فذكر نحوه ، وزاد فيه : قال : فكانت من المؤمنين قولهم : لبّيك اللهمّ لبّيك ، اجابة إلى ما دعاهم إليه.
٩٨٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا علي بن عاصم ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : المقام من جوهر الجنة.
٩٨٤ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم الطوسي ، قال : ثنا يحيى بن سعيد / عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قرأ : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١).
٩٨٥ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عمّن حدّثه ، عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يطوف ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : هذا مقام أبينا ابراهيم. قال عمر ـ رضي الله
__________________
٩٨٢ ـ إسناده صحيح.
٩٨٣ ـ إسناده حسن.
رواه الأزرقي ٢ / ٢٩ ، من طريق : عطاء ، عن ابن عبّاس ، بأطول منه.
٩٨٤ ـ إسناده صحيح.
رواه ابن جرير ١ / ٥٣٥. ومعنى الخبر أن قراءة النبي صلّى الله عليه وسلم لهذه الآية (واتّخذوا) ـ بكسر الخاء ـ ، على صيغة الأمر ، خلافا لمن قرأها ، (واتخذوا) ـ بفتح الخاء ـ على وجه الخبر. أنظر تفسير ابن جرير.
٩٨٥ ـ في إسناده من لم يسمّ.
رواه ابن جرير ١ / ٥٣٤ ، من طريق : أنس بن مالك عن عمر ـ رضي الله عنهما ـ.
(١) سورة البقرة : ١٢٥.
عنه ـ : أفلا نتّخذه مصلّى؟ فقال : فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١).
ذكر
الأثر الذي في المقام وموضع قدم إبراهيم
عليه الصلاة والسلام فيه وتفسيره
٩٨٦ ـ حدّثنا هارون بن موسى بن طريف ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : إنّ أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ حدّثه ، قال : رأيت المقام فيه أصابعه وأخمص قدميه والعقب غير أثر أذهبه مسح الناس بأيديهم.
٩٨٧ ـ حدّثنا أحمد بن حفص اليماني ، وسلمة بن شبيب ، قالا : ثنا يزيد ابن أبي حكيم ، عن ربيعة بن صالح ، عن الزهري ، أنه سمع أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يقول نحو ذلك.
٩٨٨ ـ حدّثنا ابن أبي سلمة ، قال : ثنا [عبد الجبّار](٢) بن سعيد ، عن
__________________
٩٨٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.
٩٨٧ ـ في إسناده من لم أميّزه.
يزيد بن أبي حكيم ، هو : العدني. وربيعة بن صالح ، الذي أظنّه أنه محرّف ، فلعلّه (ربيعة بن أبي عبد الرحمن) فهو المذكور في هذه الطبقة. والله أعلم.
٩٨٨ ـ في إسناده مسكوت عنه.
أبو بكر بن عبد الله ، هو : ابن أبي سبرة. سكت عنه البخاري ٦ / ٢٣٤ ، وابن أبي حاتم ٦ / ١٥٦. وعثمان ، ذكره ابن حبّان في الثقات ٥ / ١٥٧ باسم (عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع). وجدّه ، ذكره الحافظ في الإصابة ١ / ٥٠٩ ، وقال : رافع غير منسوب ، وأنا أظن أنه : أبو رافع الصحابي المشهور أه. ثم ذكر هذا الخبر ونسبه إلى الفاكهي.
(١) سورة البقرة : ١٢٥.
(٢) في الأصل (عبد الحميد) وهو تحريف ، فهو المساحقي.
أبي بكر بن عبد الله ، قال : حدّثني عثمان بن عبيد الله بن رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ـ وكان قد رحل مع قريش الرحلتين ـ قال : الأثر الذي في المقام أنّ امرأة اسماعيل ـ عليه السلام ـ جاءته ـ يعني ابراهيم ـ بالمقام وهو على دابته البراق ، فوضع رجله اليمنى ، وأدنى شق رأسه الأيمن فغسلته ثم حوّلت الحجر فوضع رجله اليسرى ففعل مثل ذلك ، فهو أثره في المقام.
٩٨٩ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا ابن ثور ، عن ابن جريج عن مجاهد فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ (١) أي : قدمه في المقام آية بيّنة ، وكان يقول أيضا : الآية [البيّنة](٢) مقام إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
٩٩٠ ـ حدّثني ابن أبي سلمة ، قال : ثنا عبد الجبّار بن سعيد ، عن ابن أبي سبرة ، عن موسى بن سعد ـ مولى لبني أسد ـ قال : قال عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : رأيت المقام وموضع العقب وهو حين قام إبراهيم ـ عليه السلام ـ على المقام فاذّن في الناس بالحجّ.
__________________
٩٨٩ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.
ابن ثور ، هو : محمد.
رواه ابن جرير ٤ / ١١ ، من طريق : ابن أبي نجيح ، وليث ، عن مجاهد بنحوه.
والأزرقي ٢ / ٢٩ ، من طريق : الزنجي ، عن ابن جريج به.
٩٩٠ ـ إسناده ضعيف.
موسى بن سعد مجهول. كذا في التقريب ٢ / ٢٨٣.
(١) سورة آل عمران : ٩٧.
(٢) في الأصل (البيت).
٩٩١ ـ حدّثنا اسماعيل بن سالم ، قال : أنا اسماعيل بن عليّة ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله ـ تعالى ـ فيه : آياتٌ بَيِّناتٌ (١) قال : عدهن الحسن وأنا أنظر إلى أصابعه : مقام إبراهيم ، ومن دخله كان آمنا.
وقال بعض الناس : إنّ رجلا كان بمكة يقال له جريج ـ يهودي أو نصراني ـ فأسلم بمكة ، ففقد المقام ذات ليلة ، فطلب فوجد عنده أراد أن يخرجه إلى ملك الروم ، قال : فأخذ منه ، وضربت عنق جريج (٢).
وقال العجّاج يذكر مقام ابراهيم والأثر الذي فيه :
الحمد لله العليّ الأعظم |
|
باني السّموات بغير سلّم |
وربّ هذا الأثر المقسّم |
|
من عهد إبراهيم لم يطسّم |
بحيث دلّى قدما لم تذ؟؟ أم (٣) |
وقوله : المقسم يعني : المحسن يقال : فلان قسيم الوجه إذا كان حسنا.
وقوله : لم تذ؟؟ أم ، أي : لم تعب.
/ ذكر
الجلوس خلف المقام ومن جلس خلفه
٩٩٢ ـ حدّثنا محمّد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي ليلى ،
__________________
٩٩١ ـ إسناده صحيح.
أبو رجاء ، هو : محمد بن سيف الأزدي.
رواه ابن جرير ٤ / ١١ ، من طريق : عبّاد ، عن الحسن ، به.
٩٩٢ ـ إسناده حسن بالمتابعة.
ابن أبي ليلى ، هو : محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، صدوق سيء الحفظ جدا. ـ
(١) سورة آل عمران : ٩٧.
(٢) ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢١٠ نقلا عن الفاكهي.
(٣) ذكرها ابن منظور في اللسان ١٢ / ٣٦٢ ، ٤٨٢. وقوله : يطسم ، أي : لم يدرس ، من : طسم الطريق ، أي : درس ، وطمس.
عن عطاء ، عن زيد بن خالد الجهني ، أنه سمعه ـ خلف المقام ـ يقول : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : من جهّز غازيا أو خلفه في أهله كان له مثل أجره.
٩٩٣ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا ابن ثور ، قال : قال ابن جريج : إني وعطاء لجالسان وراء المقام ذات عشية ما معنا أحد ، إذ جاء الأعمش فاستقبلته ، فقال : يا أبا محمد أنبأتني أنك سمعت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : أهللنا بالحجّ خالصا. فقال له : قد أخبرناك فدعنا منك.
٩٩٤ ـ حدّثنا ابن أبي مسرة ، قال : سمعت الحميدي ، يقول : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : رأيت عمرو بن عبيد ليلة جالسا خلف المقام لا يصلّي ، فأتيته ، فقال : يا سفيان ألم ينهك أبوك عن إتياننا؟ قال : قلت : دعني من هذا أراك الليلة جالسا لا تصلّي. قال : إني وعكت الليلة ، ولا أقدر على الصلاة ، أكره أن أنام فأتعوّد النوم.
__________________
ـ رواه أحمد ٥ / ١٩٢ ، من طريق : عطاء عن زيد به ، والترمذي في الجهاد ٧ / ١٢٧ ، من طريق : ابن أبي عمر به ، وحسنه. ومن طريق : عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، والنسائي في الصوم (في الكبرى) من طريق : سفيان به. وابن ماجه في الجهاد ٢ / ٩٢٢ من طريق : عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء به ، وكلّهم لم يذكر لفظة (خلف المقام).
٩٩٣ ـ تقدم إسناده برقم (٩٨٩).
٩٩٤ ـ إسناده صحيح.
ذكر
موضع المقام من أول مرّة وردّه إلى موضعه
وذكر السيل الذي أصابه في الجاهلية والإسلام
٩٩٥ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن سليم ، عن ابن جريج ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن سعيد بن جبير ، أنه قال : كان المقام في وجه الكعبة ، وانما قام عليه ابراهيم حين ارتفع البنيان ، فأراد أن يشرف على البناء قال : فلما كثر الناس خشي عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن يطئوه بأقدامهم ، فأخرجه إلى موضعه هذا الذي هو به اليوم حذاء موضعه الذي كان به قدام الكعبة.
٩٩٦ ـ وحدّثنا محمد بن صالح ، ثال : ثنا مكي بن ابراهيم ، قال : ثنا ابن جريج ، قال : سمعت عطاء وغيره من أصحابنا (١) أنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ أول من رفع المقام ، فوضعه في موضعه الآن ، وإنّما كان في قبل البيت.
٩٩٧ ـ حدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا عيسى بن يونس ، قال : ثنا هشام
__________________
٩٩٥ ـ إسناده ضعيف.
سليم ، هو : ابن مسلم الخشاب المكي. قال أحمد : ليس يسوى حديثه شيئا. وقال ابن معين : ليس بثقة. الجرح ٤ / ٣١٤. وانظر شفاء الغرام ١ / ٢٠٢.
٩٩٦ ـ إسناده منقطع.
رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٨ ، عن ابن جريج به بنحوه.
٩٩٧ ـ إسناده مرسل.
رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٨ ، عن معمر ، عن هشام به.
(١) عند عبد الرزاق (يزعمون أن) فكأنها سقطت من الأصل.
ابن عروة ، عن أبيه قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم صلّى إلى الكعبة وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بعده ، وعمر ـ رضي الله عنه ـ شطر إمارته ، ثم إنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١) فحوّله إلى المقام.
٩٩٨ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه. قال عبد العزيز : أراه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : إنّ المقام كان في زمن النبي صلّى الله عليه وسلم إلى سقع البيت.
وقال بعض المكيين : كان بين المقام وبين الكعبة ممر العنز (٢).
٩٩٩ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يحيى بن محمد ، عن سليم ابن مسلم ، عن عمر بن قيس ، عن عمرو بن دينار ، قال : كان المقام في موضعه الذي هو به اليوم ، وكانت السيول قبل أن يحصن المسجد تدخله فتدفعه من موضعه ، وتخرجه ، حتى جاء سيل عظيم في ولاية عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ / فدفعه حتى ألصقه بالكعبة ، فبلغ ذلك عمر ـ رضي الله عنه ـ فخرج عمر ـ رضي الله عنه ـ فزعا حتى قدم مكة ، وهو يريد إعادته إلى موضعه الذي كان فيه ، فطلب علم ذلك فجاءه المطّلب بن أبي وداعة ـ وكان مسنا ـ بذلك.
__________________
٩٩٨ ـ إسناده حسن.
رواه الأزرقي ٢ / ٣٥ من طريق : ابن أبي عمر ، عن سفيان ، عن هشام ، عن أبيه ، ولم يقل : عن عائشة. وسقع البيت : ناحيته.
٩٩٩ ـ إسناده ضعيف جدا.
عمر بن قيس ، هو : أبو حفص المكي ، المعروف ب (سندل). متروك. قاله في التقريب ٢ / ٦٢.
(١) سورة البقرة : ١٢٥.
(٢) ذكره الفاسي في الشفاء ١ / ٢٠٧ نقلا عن الفاكهي.
١٠٠٠ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي الأشرس ، قال : كان سيل أمّ نهشل قبل أن يعمل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الرّدم بأعلى مكة ، فاحتمل المقام من مكانه ، فلم يدر أين موضعه ، فلما قدم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مكة سأل : من يعلم موضعه؟ فقام المطّلب بن أبي وداعة السهمي ، فقال : أنا يا أمير المؤمنين ، قد كنت قدرته وذرعته بمقاط ـ وتخوفت هذا عليه ـ من الحجر إليه ، ومن الركن إليه ، ومن وجه الكعبة ، قال : ائت به ، فجاء به فوضعه في موضعه هذا وعمل الردم عند ذلك.
قال سفيان : فذلك الذي حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : إنّ المقام كان عند سقع البيت ، فاما موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن ، وأما ما يقول الناس إنه كان هناك فلا. وذكر عمرو بن دينار نحو حديث ابن أبي الأشرس هذا لا أميّز أحدهما من صاحبه.
١٠٠١ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يحيى بن محمد ، قال : سمعت بعض المكّيين يقول : كان الخيط الذي جاء به المطلب إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ مثنيّا ، فمدّه ثم وضع المقام إلى زمزم ، والى الحجر الأسود ، والى الركن الشامي ، فوجده على ما قال المطّلب.
__________________
١٠٠٠ ـ إسناده ضعيف جدا.
حبيب بن أبي الأشرس ، منكر الحديث. قاله ابن أبي حاتم في الجرح ٣ / ٩٨. وقال أحمد والنسائي : متروك. أنظر لسان الميزان ٢ / ١٦٧.
رواه الأزرقي ٢ / ٣٥ ، من طريق : ابن أبي عمر به. وذكره المتقي في الكنز ١٤ / ١١٧ وعزاه للأزرقي.
١٠٠١ ـ إسناده منقطع.
١٠٠٢ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه نحوه. وزاد فيه : فقال رجل من آل عائذ بن عبد الله بن مخزوم : أنا والله يا أمير المؤمنين أعلم بموضعه الأول ، ثم ذكر نحو حديث ابن عيينة.
ذكر
مسح المقام وتقبيله وتعظيمه
١٠٠٣ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة ، عن أبيه ، قال : كان الحجّاج يوما يصلّي بالناس في المسجد الحرام ، فمال المقام فتناوله الحجاج ليسويه برجله ، فتقدم محمد بن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ فغطّاه بثوبه ثم سوّاه بيده.
١٠٠٤ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن بشير ، قال : رأيت ابن الزبير وأتى على قوم يمسحون المقام ، فقال : انكم لم تؤمروا بمسحه ، انما أمرتم بالصلاة. وزاد غيره : عنده.
__________________
١٠٠٢ ـ إسناده منقطع.
أبو الزناد لم يدرك عمر. أنظر تهذيب الكمال ص : ٦٧٩.
١٠٠٣ ـ إسناده حسن.
مغيرة ، هو : ابن مقسم الضبّي. أبوه ذكره البخاري في الكبير ٨ / ٣٣ ، وابن أبي حاتم ٨ / ٤١٤ ، وسكتا عنه. وذكره ابن حبّان في الثقات. قاله في تعجيل المنفعة ص : ٤١٠.
رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٩ ، من طريق : الثوري ، عن مغيرة به.
١٠٠٤ ـ إسناده ضعيف.
بشير ، غير منسوب ، ذكره ابن حجر في التقريب ١ / ١٠٤ وقال : مجهول. ـ
١٠٠٥ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : انا ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : أرأيت أحدا يقبّل المقام أو يمسّه؟ قال : أما أحد يعتبر به فلا.
١٠٠٦ ـ حدّثنا محمد بن علي الشقيقي ، قال : سمعت أبي ، يقول : أخبرنا أبو حمزة ، عن ابراهيم الصائغ ، عن عطاء أنه كره أن يقبّل الرجل المقام أو يمسحه.
١٠٠٧ ـ حدّثنا أبو عمّار ـ الحسين بن حريث ـ قال : ثنا علي بن عاصم ، عن المغيرة ، عن أبيه ، قال : أراد الحجّاج أن يجعل رجله على المقام ، فنهاه محمّد بن علي ـ رضي الله عنهما ـ.
__________________
ـ رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٦١ من طريق : وكيع عن الثوري به. وعبد الرزاق ٥ / ٤٩ ، من طريق : الثوري ، عن نسير بن ذعلوق عن ابن الزبير به. وذكره المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٥٤ في ترجمة (بشير) ونسبه لأبي داود في كتاب المسائل. يعني : مسائله للإمام أحمد ـ قلت : وبشير غير نسير ، فلا تصحيف ، والله أعلم.
١٠٠٥ ـ تقدم إسناده برقم (٢٨).
رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٩ عن ابن جريج به.
١٠٠٦ ـ إسناده حسن.
أبو حمزة ، هو : محمد بن ميمون السكري.
١٠٠٧ ـ إسناده حسن.
المغيرة ، هو : ابن مقسم الضبي.
ذكر
الصلاة خلف المقام وأين تستحب الصلاة فيه
والدعاء خلف المقام
١٠٠٨ ـ / حدّثنا محمّد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين قدم مكة فطاف بالبيت سبعا فقرأ : وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١) فصلّى خلف المقام ، ثم أتى الحجر فاستلمه.
١٠٠٩ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عبد الملك بن عمير عن رجل من بني الحارث بن كعب يقال له [أبو الأوبر](٢) قال : كنت قاعدا عند أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فقال : وربّ هذه الكعبة لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلّى وعليه نعلاه عند المقام ، فانصرف وهما عليه.
__________________
١٠٠٨ ـ إسناده صحيح.
رواه الترمذي ٤ / ٨٨ ، وأبو داود في الحروف ٤ / ٤٤ ، والنسائي في الحج ٥ / ٢٣٦ ، وابن ماجه في الصلاة ١ / ٣٢٢ ، كلّهم من طريق : جعفر بن محمد به.
١٠٠٩ ـ إسناده حسن.
أبو الأوبر ، هو : زياد الحارثي ، ذكر ابن حبّان في ثقات التابعين ٤ / ٢٥٧ ، والدولابي في الكنى ١ / ١١٧ ، وابن حجر في تعجيل المنفعة ص : ١٤١ ، وقال : هو مشهور بكنيته ، ووثقه ابن معين ، وابن حبّان.
رواه أحمد في المسند ٢ / ٣٦٥ ، من طريق : زائدة عن عبد الملك بن عمير به.
(١) سورة البقرة : ١٢٥.
(٢) في الأصل (الأوبر) وهو خطأ.
١٠١٠ ـ حدّثني أبو الحسن علي بن ماهان ، قال : ثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، قال : بينما أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عند المقام يصلي حتى أتاه رجل ، فقال له : يا أبا هريرة أنت قلت للناس : لا يصلّوا في نعالهم؟ فقال : معاذ الله ، غير اني وربّ هذه الحرمة صلّيت خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلم في هذا المكان ، ونعلاه في رجليه فانصرف وهما عليه.
١٠١١ ـ وحدّثنا محمد بن اسحاق بن يزيد ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا صالح بن حيّان ، عن [ابن](١) بريدة ، عن أبيه ، قال : إنه كان مع النبي صلّى الله عليه وسلم في اثنين وأربعين من أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ والنبي صلّى الله عليه وسلم يصلّي إلى المقام ، وهم خلفه جلوس ، فلما قضى صلاته أهوى فيما بينه وبين الكعبة كأنه يريد أن يأخذ شيئا ، ثم انصرف إلى أصحابه فثاروا فأشار صلّى الله عليه وسلم إليهم بيده : اجلسوا ، فجلسوا ، فقال صلّى الله عليه وسلم : رأيتموني حين فرغت من صلاتي أهويت بيدي فيما بيني وبين الكعبة كأني أريد أن آخذ شيئا؟ قالوا : نعم يا رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم : إنّ الجنة عرضت عليّ فلم أر مثل ما فيها من الخير والحسن والأعاجيب ، وإنّه مرّت بي خصلة من عنب فأعجبتني فأهويت لآخذها فسبقتني ، ولو أخذتها لغرستها بين أظهركم حتى تأكلوا من فاكهة
__________________
١٠١٠ ـ إسناده صحيح.
تقدم برقم (٧٣٧).
١٠١١ ـ في إسناده محمد بن اسحاق بن يزيد ، كذبه ابن أبي حاتم في الجرح ٧ / ١٩٦. وانظر لسان الميزان ٥ / ٦٧. وصالح بن حيّان ، هو : القرشي ، ضعيف.
رواه أحمد في المسند ٥ / ٣٥١ ، عن محمد بن عبيد الطنافسي به.
(١) في الأصل (أبي) وهو خطأ ، انما هو : عبد الله بن بريدة بن الحصيب ، أبو سهل المروزي.