الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ١

مجير الدين الحنبلي العليمي

الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ١

المؤلف:

مجير الدين الحنبلي العليمي


المحقق: عدنان يونس عبد المجيد أبو تبّانة
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة دنديس
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤
الجزء ١ الجزء ٢

النص

٦١

بسم الله الرحمن الرحيم (١)

الحمد لله المتفضل على خلقه بفتح أبواب الرحمة ، المحسن إلى أهل الملة الحنيفية (٢) بترادف الخير والرحمة (٣) ، الذي يسر لمن اختاره دينه أسباب علو الهمة ، وأنعم على عبيده سكان البيت المقدس (٤) بما منحهم من الإقامة به ، وكشف عنهم الغمة ، أحمده سبحانه على ما منّ به علينا من المجاورة للمسجد الأقصى (٥) ، وأشكره على مننه التي كثرت فلا تعد ولا تحصى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الفعال لما يريد ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي نصر به دينه وقمع كل جبار عنيد ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين أيد الله بهم الإسلام ، فمهدوا قواعد الدين من بعده وقاموا بنصرته أعظم قيام ، صلاة وسلاما دائمين إلى أن نلقاه ، إن شاء الله ، بدار السلام.

أما بعد (٦)) فهذا مختصر استخرت الله تعالى في جمعه ، وسألته المعونة لي بفضله في ترتيب وضعه ، يتضمن تاريخ البيت المقدس الذي هو على التقوى مؤسس ، وقصة السيد الجليل ، سيدنا إبراهيم الخليل (٧) ، وأبنائه السادة الكرام وغيرهم من الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام (٨) ، عنّ لي أن أجمعه من كتب المتقدمين وأهذب ألفاظه من فوائد المؤرخين ، وأذكر ما يتعلق ببيت المقدس من ابتداء أمره وبنائه ، وما وقع من أخباره وأنبائه ، من لدن سيدنا آدم ، عليه‌السلام ، إلى عصرنا هذا وهو أواخر (٩) عام تسعمائة من هجرة النبي المصطفى خير الأنام ،

__________________

(١) بسم الله الرحمن الرحيم أ ب : وبه نستعين د : رب يسر كريم ه : ـ ج.

(٢) الحنيفية : الحنيف الذي يؤمن بالرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم ، والحنيفية : شهادة أن لا إله إلا الله ، ينظر : ابن كثير ، تفسير ١ / ١٨٧.

(٣) الخير والرحمة أ ج د ه : + النعمة ب.

(٤) البيت المقدس أ ب ج د : بيت المقدس ه.

(٥) للمسجد الأقصى أ ب ج د ه : للمسجد الشريف الأقصى د.

(٦) أما بعد أ ب ج ه : وبعد د.

(٧) السيد الجليل سيدنا إبراهيم ب ج د ه : السيد الجليل إبراهيم أ.

(٨) عليهم الصلاة والسلام ب د ه : عليهم‌السلام أ ج.

(٩) أواخر أ د ه : أخر ب ج.

٦٢

إلى ذلك نبذة من الحوادث والأخبار وتراجم الأعيان على وجه الاختصار ، فاستعنت بالله سبحانه فيما قصدته ، وتوكلت عليه في تيسير ما تصورته ، وشرعت في ذلك طالبا من الله التوفيق والمنّ بالهداية لأقوم طريق ، فأذكر أولا نبذة يسيرة من تفسير أول سورة الإسراء وأسماء (١) المسجد الأقصى وبيت المقدس وما ورد من الخلاف في ابتداء أمره ، ثم أذكر (٢) أول ما خلق الله سبحانه وتعالى من مخلوقات إلى حين خلق آدم ، وأذكر سيدنا آدم ، عليه‌السلام ، ومن بعده من الأنبياء إلى إبراهيم ونبذة يسيرة من أخبارهم.

ثم أذكر قصة سيدنا إبراهيم الخليل (٣) ، عليه‌السلام ، ومولده ونبوته ونبذة من سيرته ومعجزاته وأولاده الكرام وهجرته وبناء الكعبة المشرفة وقصة الذبيح (٤) وشراء المغارة ووفاته وبناء السور السليماني المحيط بقبره وكونه صار مسجدا وذرعه طولا وعرضا ، وأذكر صفة المسجد وما هو مشتمل عليه ، وترتيب قبور الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام (٥) ، ونبذة من أخبار السماط (٦) الكريم ونظامه ، ثم أذكر (٧) ما بعد إبراهيم من الأنبياء إلى سيدنا موسى وأخيه هارون ، عليهما‌السلام ، ثم أذكر (٨) السبب في ملك سيدنا داود ، عليه‌السلام ، ونبذة (٩) يسيرة من سيرته واهتمامه ببناء المسجد الأقصى الشريف بإذن الله تعالى ، ثم أذكر عمارة سيدنا سليمان (١٠) ، عليه‌السلام ، لمدينة القدس الشريف (١١) والمسجد الأقصى وما كان عليه من الصفات التي من العجائب ، ونبذة من سيرة سيدنا سليمان ، ثم أذكر تخريبه على يد بخت

__________________

(١) وأسماء أ ج د ه : أو أسماء ب.

(٢) ثم أذكر أ ب ج د : وأذكرها ه.

(٣) إبراهيم الخليل أ ب ج د : الخليل إبراهيم ه.

(٤) الذبيح ب ج د ه : الذبح أ.

(٥) عليهم الصلاة والسلام أ ج د ه : عليهم‌السلام ب.

(٦) السماط : ما يمد ليوضع عليه الطعام في المآدب وغيرها ، والمقصود بسماط الخليل : الطعام الذي يطبخ ويوزع على المجاورين والواردين ، ويعرف في زماننا هذا بشوربة سيدنا إبراهيم ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٧ / ٣٢٥ ؛ المقريزي ، الخطط ٢ / ٤١٠ ؛ النابلسي ٢٥٢ ؛ المعجم الوسيط ٢ / ٢١٠.

(٧) ثم أذكر ما بعد إبراهيم ب ج د ه : ثم أذكر من بعد إبراهيم أ.

(٨) ثم أذكر أ ب ج : وأذكر ه : ـ د.

(٩) ونبذة أ ج د ه : ثم أذكر نبذة ب.

(١٠) ثم أذكر عمارة سليمان ... سيدنا سليمان أ ب ج ه : ـ د.

(١١) لمدينة القدس الشريف أ ج د ه : القدس الشريف ب / / من الصفات التي من العجائب أ ج د ه : الصفات والعجائب ب.

٦٣

نصر (١) والسبب فيه ، ثم أذكر عمارته الثانية (٢) على يد كورش (٣) ملك الفرس ، [١ / أ] وأذكر من كان من الأنبياء من بعد سليمان إلى / / سيدنا يونس ، عليهم‌السلام ، ثم أذكر (٤) سيدنا زكريا ويحيى وعيسى بن مريم ، عليهم‌السلام ، ونزول المائدة على عيسى وصعوده إلى السماء ونبذة من سيرته ، ثم أذكر خراب بيت المقدس الثاني على يد طيطوش (٥) وزوال دولة اليهود ، ثم أذكر عمارته الثالثة.

ثم أذكر سيد الأولين والآخرين ، وحبيب رب العالمين ، محمدا ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦) ، ونبذة من سيره الشريفة وقصة المعراج وما وقع له ليلة الإسراء بالمسجد الأقصى الشريف ، وهجرته وبناء مسجده (٧) الشريف ، وتحويل القبلة من صخرة بيت المقدس إلى المسجد الحرام ، ونبذة من أخبار وغزواته ووفاته ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أذكر نبذة من فضائل المسجد الأقصى وما ورد فيه (٨) ، ثم أذكر الفتح العمري الذي يسّره الله ، سبحانه وتعالى ، على يد أمير المؤمنين (٩) عمر بن الخطاب ، رضي‌الله‌عنه ، وعمارته على يده (١٠) ، ومن دخله من أعيان الصحابة واستوطنه ، وأذكر المهدي الذي يكون آخر الزمان (١١) بالقدس ، ثم أذكر بناء عبد الملك بن مروان لقبة الصخرة (١٢) والمسجد

__________________

(١) بخت نصر : ولي عرش بابل من عام ٦٠٥ إلى ٥٦٢ ق. م ، وهو الذي فتح بيت المقدس ، وانتصر على بني إسرائيل ودمر هيكلهم وانصرف إلى بابل ومعه السبابا من بني إسرائيل ، وتقول التوراة اليهودية : أن نقمة الله حلت به فاختلط عقله ، ينظر : الدينوري ٢٣ ؛ الطبري ، تاريخ ١ / ٥٤٢ ؛ الثعلبي ١٨٣ ـ ١٨٦ ؛ القزويني ٢٩٦ ؛ الدباغ ٨ / ٨٣.

(٢) الثانية د : الثالثة أ ب ج ه.

(٣) كورش : وهو كورش الثاني الكبير (٥٨٥ ـ ٥٢٩ ق. م) ملك فارس (٥٥٠ ـ ٥٢٩ ق. م) يعد المؤسس للأمبراطورية الإخمينية ، فتح بابل وأنهى الأسر البابلي وسيطر على سوريا وفلسطين ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٢٩ ؛ الطبري ، تاريخ ١ / ٥٣٦ ؛ المسعودي ١ / ٢٣١ ؛ بعلبكي ٢ / ٩٩٢.

(٤) أذكر أ ج د ه : + مولد ب.

(٥) طيطوش : ويقال له طيطوس وهو امبراطور روماني ولد سنة ٤٠ م ، وتوفي ٨١ م ، كان قائد للرومان في الحرب مع اليهود ، وقد أنهى الحرب عام ٧٠ م ، وأخذ أورشليم وقتل سكانها وبدد شملهم ، ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٦٠٦ ؛ المسعودي ١ / ٣١٢ ـ ٣١٣ ؛ المقدسي ، البدء ٣ / ٢١١ ؛ البستاني ٦ / ٢٩٦.

(٦) محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم أ ج د ه : ـ د.

(٧) مسجده أ ب ج د : مسجد ه.

(٨) فيه أ ب ج د : ه / / الله سبحانه وتعالى أ د ه : الله تعالى ب ج.

(٩) أمير المؤمنين أ ب ج د : ـ ه.

(١٠) يده أ ج د ه : يديه ب.

(١١) يكون آخر الزمان أ ج د ه : يكون في آخر الزمان ب / / بالقدس أ ج د ه : + الشريف ب.

(١٢) الصخرة أ : + الشريفة ب ج د ه / / والمسجد أ د ه : وبناء المسجد ب ج / / أخبار أ ب ج ه : ـ د.

٦٤

الأقصى وما وقع في ذلك ، وأذكر طرفا من أخبار عبد الله بن الزبير ، رضي‌الله‌عنه ، وما وقع له مع الحجاج بن يوسف بأمر عبد الملك وهدم الكعبة وبناءها مرة بعد أخرى (١) ، ونبذة من أخبارها ، وذرع المسجد الحرام طولا وعرضا وعدد أبوابه ومنائره (٢) ، ثم أذكر جماعة من أعيان التابعين والعلماء والزهاد ممن دخل بيت المقدس زائر ومستوطنا قبل استيلاء الفرنج عليه ، ثم أذكر تغلب الفرنج واستيلائهم على بيت المقدس بعد ذلك لضعف دولة الفاطميين وسوء تدبيرهم ، ثم أذكر الفتح الصلاحي الذي يسّره الله تعالى على يد السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (٣) ، تغمده الله برحمته (٤) ورضي عنه ، وما وقع له من الغزوات ونبذة من سيرته ووفاته ، ثم أذكر ما وقع بعده من تسليم القدس للفرنج وانتزاعه منهم مرة بعد أخرى لوقوع الخلف بين ملوك بني أيوب.

ثم أذكر (٥) صفة المسجد الأقصى وما هو عليه في عصرنا وذرعه طولا وعرضا وكذلك صحن الصخرة الشريفة وارتفاع القبة ، ثم أذكر غالب ما في بيت المقدس من المدارس والمشاهد مما هو مجاور (٦) سور المسجد الأقصى وغيره ، وأسماء من عرفته من الواقفين للمدارس وما اطلعت عليه من تواريخ أوقافهم ، ثم أذكر ما بظاهر بيت المقدس من عين سلوان (٧) وعين المقذوفات (٨) ، وبئر أيوب (٩) وطور زيتا (١٠)(١١) وقبر مريم (١٢) ، والساهرة (١٣) وبيت

__________________

(١) مرة بعد أخرى أ ب ج ه : مرة أخرى بعد أخرى د.

(٢) ومنائره ب ج د ه : ومنابره أ.

(٣) صلاح الدين الأيوبي : أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي الملقب بالملك الناصر صلاح الدين ، صاحب الديار المصرية والشامية والفراتية واليمنية ، أصله من قرية دوين في أذربيجان ، وهو بطل معركة حطين ومحرر القدس ، توفي في صفر سنة ٥٨٨ ه‍ / ١١٣٩ م ، ينظر : ابن شداد ، سيرة صلاح الدين ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ٢١٢ ـ ٢٢٤ ؛ ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٥٨٩ ؛ ابن خلكان ٧ / ١٣٩ ؛ اليافعي ٣ / ٤٣٩ ـ ٤٦٥ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.

(٤) تغمده الله برحمته أ ب ج د : وأسكنه فسيح جناته ه / / ورضي عنه أ ج ه : ـ ب : ورضوانه د.

(٥) ثم أذكر أ ب ج د : وأذكر ه.

(٦) مجاور ب ج ه : بجوار أ د / / سور أ ج د ه : لسور ب.

(٧) ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٤ / ٢١١ ؛ العليمي ٢ / ٥٧ ؛ العليمي ٧٨.

(٨) ينظر : العليمي ٢ / ٥٤ ؛ العليمي ٧٩.

(٩) ينظر : العليمي ٢ / ٥٨ ؛ العليمي ٧٩ ؛ الدباغ ٨ / ١٥٢.

(١٠) وطور زيتا أ ج د ه : وطول زيتا ب.

(١١) ينظر : العليمي ٢ / ٦٠ ؛ العليمي ٨٣ ؛ الدباغ ٨ / ١٥.

(١٢) ينظر ابن بطوطة ١ / ١٨٤ ؛ العليمي ٢ / ٦١ ؛ العليمي ٨٥ ؛ النابلسي ١٥١ ؛ الدباغ ٨ / ٢٠.

(١٣) ينظر : العليمي ٢ / ٦٣.

٦٥

لحم (١) ورملة فلسطين (٢) واللد (٣) وغيرها (٤).

ثم أذكر نبذة من أخبار مدينة سيدنا (٥) الخليل ، عليه‌السلام ، وما فيها وما حولها مما اشتهر من المشاهد والأماكن المقصودة للزيارة ، وأذكر الإقطاع التميمي ، ثم أذكر جماعة من أعيان ملوك الإسلام ممن تولى على بيت المقدس وبلد سيدنا الخليل ، عليه‌السلام ، وفعل فيهما الخير من أنواع البر والعمارة ، ثم أذكر ما تيسر من أعيان علماء البلدتين من المذاهب الأربعة ومن ولي فيهما من المناصب الحكمية والوظائف الدينية ، ومن عرف (٦) بالزهد والصلاح ، وأذكر في تراجمهم (٧) نبذة مما اطلعت عليه من الحوادث والأخبار مما لا يخلو من فائدة ، إن شاء الله تعالى ، ثم أذكر (٨) ختم الكتاب بذكر ترجمة ملك العصر والزمان وهو (٩) مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي (١٠) ، نصره الله تعالى ، وأذكر (١١) مدرسته الشريفة فإنها (١٢) من محاسن بيت المقدس لا سيما كونها بالمسجد الأقصى الشريف ، وهي آخر مدرسة بنيت فيه ، وأذكر ابتداء ولايته السلطنة ، وأحوال بيت المقدس وبلد سيدنا الخليل (١٣) ، عليه‌السلام ، في أيامه ، وسبب بناء مدرسته وتولية مشيختها

__________________

(١) بلدة على بعد ١٠ كم عن القدس وفيها ولد المسيح عليه‌السلام ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ١ / ٦١٨ ؛ الحميري ١٢٣ ؛ العليمي ٩٠ ؛ شرّاب ٢٠٠.

(٢) رملة فلسطين : هي مدينة الرملة الفلسطينية المحتلة والتي كانت عاصمة وحاضرة فلسطين إلى أن احتلها الفرنجة سنة ١٠٩٩ م / ٤٩٢ ه‍ ، وسميت بالرملة لكثيرة الرمل فيها ، وفيها الكثير من الآثار الإسلامية ، ينظر : الحميري ٢٦٨ ؛ العليمي ٩١ ؛ شرّاب ٤١٧.

(٣) لد : مدينة فلسطينية محتلة ، تقع على مسافة ١٦ كم جنوبي شرق يافا ، ترتفع ٥٠ م عن البحر ، بلغ عدد سكانها قبل نكبة عام ١٩٤٨ م (١٨٢٥٠) نسمة ، ينظر : أبو الفداء ، تقويم ٢٣٧ ؛ الحميري ٥١٠ ؛ العليمي ٩٨ ؛ شرّاب ٦٣٧ ـ ٦٣٨.

(٤) وغيرها أ ج د ه : وغير ذلك.

(٥) سيدنا أ ج د ه : + إبراهيم ب / / عليه‌السلام أ ج د ه : عليه الصلاة السلام ب.

(٦) ومن عرف أ ج د ه+ فمنهم ب.

(٧) تراجمهم ب ج د ه : التراجم أ.

(٨) ثم أذكر ختم أ : ثم أختم ب ج د ه.

(٩) هو أ : هو ج د ه ـ ب.

(١٠) الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباي المحمودي الأشرفي ، ثم الظاهري ، سلطان الديار المصرية ومن ملوك الجراكسة ، وكان مملوكا اشتراه الأشرف برسباي صغيرا ، وتلقب بعد بيعته بالسلطنة بالملك الأشرف ، توفي عام ٩٠١ ه‍ / ١٤٩٦ م ، ينظر : السخاوي ، الضوء ٣ / ٢٠٢ ؛ العليمي ٣٧٩ ـ ٣٨٣ ؛ ابن إياس ٣ / ٣.

(١١) وأذكر ب ج د ه : وذكر أ.

(١٢) فإنها أ ج : وإنها ب د : ـ ه / / بالمسجد أ ج د ه : في المسجد ب.

(١٣) وبلد سيدنا الخليل أ ج د ه : وأحوال بلد سيدنا الخليل ب / / عليه‌السلام أ ج د ه : عليه الصلاة ـ والسلام د / / وسبب أ ج د ه : وأذكر سبب ب.

٦٦

لشيخ الإسلام كمال / / الدين (١) أبي المعالي محمد بن أبي شريف الشافعي (٢) ، أدام [١ / ب] الله النفع بعلومه ، وأذكر تاريخ مولده وأسماء مصنفاته وما تيسر من ترجمته ، واجتهدت (٣) في إيجاز لفظ هذا الكتاب حسب الإمكان طلبا للاختصار.

وسميته ب (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل) وإذا منّ الله بإكماله كان تاريخا للقدس والخليل خاصة ولغيرهما عامة ، فإنه يكون فيه تاريخ المساجد الثلاثة وغيرها ، فالكعبة المشرفة ذكرها بالنسبة إلى ذكر قصة سيدنا الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، ومسجد النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذكره بالنسبة لذكره (٤) الشريف ، وغير ذلك من الحوادث بالنسبة لارتباط الأخبار بعضهما ببعض ، وحين عزمي على جمعه لم أقصد ذلك وإنما قصدت ذكر ما يتعلق بالقدس والخليل فقط ، فتأملت ما قصدت جمعه فرأيت الحال (٥) يتطرق إلى ذكر جميع ذلك لأمور لا تخفى على من تأمل ، والله يعلم أني لم أقصد بذلك الفخر (٦) ، ولا أن يقال إني من جملة المصنفين لعلمي بحقيقة حالي في التقصير وأن بضاعتي في العلم مزجاة ، وإنما دعاني لذلك أن غالب بلاد الإسلام قد اعتنى بها الحفاظ وكتبوا ما يتعلق بتاريخها مما يفيد أخبارها الواقعة في الزمن السابق (٧).

وبيت المقدس لم أطلع له على شيء من ذلك يختص به ، وإنما ذكروا في التواريخ أشياء في أماكن متفرقة ، ورأيت الأنفس متشوقة إلى شيء من هذا النمط الذي قصدت فعله ، وإن بعض (٨) العلماء كتب شيئا يتعلق بالفضائل فقط ، وبعضهم تعرض لذكر الفتح العمري وعمارة بني أمية ، وبعضهم ذكر (٩) الفتح الصلاحي

__________________

(١) كمال الدين أ : الشيخ كمال الدين ب : كمال الملة والدين ج د ه.

(٢) كمال الدين أبي شريف : هو محمد بن محمد بن أبي بكر بن أبي شريف القدسي الشافعي ، ولد في بيت المقدس ونشأ بها ، وحفظ القرآن الكريم ، وقدم القاهرة وأخذ عن علمائها ، ثم تولى مشيخة الصلاحية ، ومن تصنيفه : الإسعاد لشرح الإرشاد في الفقه ، واللوامع في الأصول ، والفرائض في حل شرح العقائد ، توفي سنة ٩٠٠ ه‍ / ١٤٩٥ م ، ينظر : السخاوي ٩ / ٦٤ ـ ٦٧ ؛ العليمي ٢ / ٣٧٧ ـ ٣٨٢ ؛ العليمي ٤٧٤ ـ ٤٧٩.

(٣) واجتهدت أ د : واجتهد ب ج ه.

(٤) لذكره أ ج د ه : إلى ذكره ب.

(٥) فرأيت الحال أ ب ج : فإذا الحال د : ـ ه.

(٦) الفخر أ ب ج د : ـ ه.

(٧) السابق أ ب : السالف ج د ه.

(٨) وإن بعض أ : فإن بعض ب ج ه / / يتعلق ب ج د ه : ـ أ.

(٩) وبعضهم ذكر ... مما ليس فيه كثير فائدة أ ب ج د : ـ ه.

٦٧

واقتصر عليه ولم يذكر ما وقع بعده ، وبعضهم ذكر (١) تاريخا تعرض فيه إلى ذكر بعض جماعة من أعيان بيت المقدس مما ليس فيه كبير فائدة ، وأحببت (٢) أن أجمع بين ذكر البناء والفضائل والفتوحات وتراجم الأعيان ، وذكر بعض الحوادث المشهورة ليكون تاريخا كاملا ، والله سبحانه المسؤول وهو المأمول أن يمنّ عليّ بتيسير إتمامه ، وكما وفقني لبدايته يعينني على إكماله وختامه ، وأن ينفعني والمسلمين بما فيه ، إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

نبذة يسيرة من تفسير أول سورة الإسراء

وذكر أسماء المسجد الأقصى

قال الله سبحانه وتعالى (٣) وهو أصدق القائلين في كتابه العزيز : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١) (٤).

قال المفسرون (٥) ، رضي‌الله‌عنهم (٦) : سبحان هي تنزيه الله تعالى من كل سوء ووصفه بالبراءة من كل نقص ، وتكون سبحان بمعنى التعجب ، أسرى بعبده ليلا أي سيره والعبد هو محمد ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يختلف في ذلك أحد من الأمة ، من المسجد الحرام ، يعني مكة إلى المسجد الأقصى ، هو مسجد بيت القدس ، الذي باركنا حوله ، يعني بالأنهار والأشجار والثمار (٧).

وعن ابن عباس (٨) في قوله تعالى : باركنا حوله فلسطين والأرض ويأتي ذكر فلسطين فيما بعد إن شاء الله تعالى ، وأما الأردن فهو نهر الشريعة المذكور في قوله

__________________

(١) ذكر أ : كتبه ب ج د ه / / إلى ذكر أ ج د ه : لذكر ب.

(٢) وأحببت أ د : فأحببت ب ج ه.

(٣) قال الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين في كتابه العزيز أ د : قال الله تعالى في كتابه العزيز بعد قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ب ج ه.

(٤) الإسراء : [١].

(٥) ينظر : ابن كثير ، تفسير ٣ / ٣ ـ ٧.

(٦) رضي‌الله‌عنهم أ ج د ه : رضي الله تعالى عنهم ب.

(٧) والثمار أ د ه : والأثمار ب ج.

(٨) ابن عباس : عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، رضي‌الله‌عنهما ، الإمام البحر عالم العصر ، ابن عم رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مات صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولعبد الله ثلاث عشرة سنة ، وقد دعي له أن يفقه في الدين ويعلمه التأويل ، توفي ابن عباس في الطائف سنة ٦٨ ه‍ / ٦٨٧ م ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٧٣ ؛ ابن سعد ١ / ٢٧٨ ـ ٣٨٤ ؛ ابن حبان ، تاريخ ١٤٨ ؛ الذهبي ، تذكرة ١ / ٤٠ ؛ ابن العماد ١ / ٢٩٤.

٦٨

تعالى : (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ)(١) وهو بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملة وتشديد النون (٢).

وقال أبو القاسم السهيلي (٣) قوله (٤) : الذي باركنا حوله يعني الشام والشام بالسريانية الطيب سميت بذلك لطيبها وخصبها ، وقيل : باركنا حوله (٥) بمقابر الأنبياء ، وقبلتهم ومهبط الملائكة والوحي ، وفيه يحشر الناس يوم القيامة ، وسمي الأقصى لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام ، وقيل : كان هذا أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظم بالزيارة (٦) ، وقيل : لبعده عن الأقذار والخبائث ، وروي أنه سمي الأقصى لأنه وسط الدنيا لا يزيد شيئا ولا ينقص.

/ / وقوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (٣) (٧)(٨) ، [٢ / أ] روي عن أبي هريرة (٩) ، رضي‌الله‌عنه ، قال : أقسم ربنا جل جلاله بأربعة أشياء فقال : والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين. قال : التين طور سيناء مسجد دمشق ، والزيتون طور زيتا مسجد بيت المقدس ، وطور سينين حيث كلم الله موسى ، عليه‌السلام ، وهذا البلد الأمين جبل مكة.

ومن أسماء بيت المقدس إيليا همزة مكسورة ثم ياء آخر الحروف ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء آخر الحروف ثم ألف ممدودة كسر ياء وحكى (١٠) فيها القصر ومعناه بيت الله المقدس ، وبيت المقدس بفتح الميم وسكون القاف أي المكان

__________________

(١) البقرة : [٢٤٩].

(٢) ينظر : ابن عباس ، تفسير ٢٣٣.

(٣) أبو القاسم السهيلي : عبد الرحمن بن الخطيب أبي محمد عبد الله بن الخطيب السهيلي ، الإمام المشهور صاحب كتاب الروض الأنف في شرح سيرة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سكن إشبيلية ولازم القاضي ابن العربي ، وتوفي في مراكش سنة (٥٨١ ه‍ / ١١٥٨ م) ، ينظر : ابن خلكان ٣ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ؛ الذهبي ، تذكرة ٤ / ١٣٤٨ ؛ المقري ٢ / ٣٧٤.

(٤) قوله ب ج د ه : ـ أ.

(٥) باركنا حوله بمقابر الأنبياء أ : غير ذلك ، وقيل سماء مباركا لأنه مقر الأنبياء ب ج د ه.

(٦) بالزيارة أ ب ج : للزيارة ب د.

(٧) التين : [١ ـ ٣].

(٨) وطور سينين وهذا البلد الأمين أ ب ج ه : ـ د.

(٩) أبو هريرة : عبد الرحمن الدوسي اليماني ، حفظ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الكثير ، وعن أبي بكر ، وعن عمر ، وكان من حفظة العلم ، وكان أحفظ من روى الحديث في دهره ، توفي سنة ٥٨ ه‍ / ٦٧٩ م ، ينظر : ابن خياط ، الطبقات ١٩٢ ؛ ابن سعد ٤ / ٢٤٣ ـ ٢٥٤ ؛ ابن حبان ، تاريخ ١٨١ ؛ الذهبي ، تذكرة ١ / ٣٢ ـ ٣٣ ؛ ابن حجر ، الإصابة ٤ / ١٩٩.

(١٠) وحكى أ : وحكى ب ج د : وحاكى ه.

٦٩

المطهر من بالذنوب واشتقاقه من القدس وهي الطهارة والبركة ، فمعنى بيت المقدس المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب ويقال : المرتفع المنزه عن الشرك ، والبيت المقدس (١) بضم الميم وفتح الدال المشددة أي المطهر وتطهيره إخلاؤه من الأصنام ، وبيت المقدس بضم الدال ومكونها لغتان ، ومن أسماء بيت المقدس شلم بشين معجمة وتشديد اللام ، ويروى بالمهملة وكسر اللام ، ويروى شلم (٢) ومعناه بالعبرانية بيت السلام وصهيون بكسر الصاد المهملة ، ويقال لمسجد بيت المقدس الزيتون ولا يقال له الحرم.

وقد اختلف في أول من بنى مسجد بيت المقدس ، قبل داود ، عليه‌السلام ، وروى (٣) بعض العلماء أن أول من بناه الملائكة بأمر الله تعالى ، وقيل (٤) إن الذي بناه إسرافيل ، عليه‌السلام ، وقد روى المحدثون عن أبي ذر (٥) ، رضي‌الله‌عنه ، أنه قال : (قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما؟ قال : أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد (٦) فصل فإن الفضل فيه) (٧).

وقد روي أن الملائكة بنوا المسجد الحرام قبل خلق آدم بألفي عام فكانوا يحجونه ، قال الإمام أبو العباس القرطبي (٨) : يجوز أن يكون بناه يعني مسجد بيت المقدس الملائكة بعد بنائها البيت الحرام (٩) بإذن الله تعالى ، وظاهر (١٠) الحديث

__________________

(١) والبيت المقدس أ ج د ه : وبيت المقدس ب.

(٢) شلم ب د ه : سلم أ ج.

(٣) وروى أ ج د ه : فروى ب.

(٤) وقيل أ : ويقال ب ج د ه.

(٥) أبو ذر الغفاري : جندب بن جنادة بن سكن ، كان من السابقين إلى الإسلام ، وهو من قبيلة غفار ، لم يشهد بدرا ، ولكن ألحقه عمر بالبدريين ، قال فيه الرسول ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يرحم الله أبا ذر ، يعيش وحده ويموت وحده ويحشر وحده» وكانت وفاته في الربذة سنة (٣١ ه‍ / ٦٥٠ م) ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ١٤٦ ؛ الذهبي ، تذكرة ١ / ١٦ ؛ ابن حجر ، الإصابة ٤ / ٦١ ـ ٦٣.

(٦) بعد أ ج د ه : ـ ب.

(٧) ينظر : مسلم ١ / ٣٧٠.

(٨) أبو العباس القرطبي : أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري ، المالكي ، المحدث ، نزيل الإسكندرية كان من كبار الأئمة ، ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، وسمع بالمغرب من جماعة ، واختصر الصحيحين ، وصنف المفهم في شرح مختصر مسلم ، وتوفي في ذي القعدة سنة (٦٥٦ ه‍ / ١٢٥٨ م) ، ينظر : ابن كثير ، البداية ١٣ / ٢١٣ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٧ / ٦٤ ؛ ابن العماد ٥ / ٤٧٣.

(٩) البيت الحرام ج د ه : البيت أ : البيت المعمور ب.

(١٠) وظاهر ب ج د ه : ظاهر أ.

٧٠

يدل على ذلك ، والله أعلم.

ومن العلماء من قال : بنى مسجد بيت المقدس آدم ، عليه‌السلام ، ومنهم من قال : أسسه سام (١) بن نوح ، عليهما‌السلام ، ومنهم من قال : أول من بناه وأري موضعه يعقوب بن إسحاق ، عليه‌السلام (٢) ، وروي أن أباه إسحاق أمره أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأمره أن ينكح من بنات خاله ، فلما توجه إلى خاله لينكح ابنته أدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسدا حجرا ، فرأى فيما يرى النائم أن سلما منصوبا إلى باب من أبواب السماء والملائكة تعرج فيه وتنزل (٣) فأوحي إليه : أني أنا الله لا إله إلا أنا وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك ، ثم أنا معك أحفظك حتى أردك إلى هذا المكان فأجعله بيتا تعبدني فيه فهو بيت المقدس ، وقد تأول بعض العلماء معنى الحديث الشريف الوارد أن بناء المسجد الأقصى كان بعد بناء المسجد الحرام بأربعين سنة على أن المراد به بناء يعقوب ، عليه‌السلام ، لمسجد بيت المقدس بعد بناء إبراهيم الخليل ، عليه‌السلام ، الكعبة المشرفة (٤) ، والله أعلم.

والحديث الشريف المتقدم وهذه الأقوال (٥) تدل على أن بناء داود وسليمان ، عليهما‌السلام ، إياه إنما كان على أساس قديم لا أنهما المؤسسان له بل هما مجددان ، وكل قول من الأقوال في المسجد الأقصى لا ينافي الآخر فإنه يحتمل أن يكون بناه الملائكة أولا ثم جدده آدم (٦) ، عليه‌السلام ، ثم سام بن نوح ، عليهما‌السلام ، ثم يعقوب بن إسحاق ، عليهما‌السلام (٧) ، ثم داود وسليمان ، عليهما‌السلام ، فإن كل نبي منهم بينه وبين النبي (٨) الآخر مدة تحتمل أن يجدد / / فيها البناء المتقدم قبله ، والقول بأن سام بن نوح أسسه ظاهر ، فإن سام بن نوح هو الذي اختط مدينة بيت المقدس (٩) وبناها ، وكان ملكا عليها فلا يبعد أن يكون جدد أساس

__________________

(١) أسسه سام أ ب ج د : أسسه ابنه ه.

(٢) عليه‌السلام أ ج د ه : عليها‌السلام ب / / وروي أن أباه إسحاق أ ب ج : وروي عن إسحاق ه : ـ د.

(٣) وتنزل أ ب ج ه : وتترع د / / فأوحي إليه أ ج د ه : فأوحى الله إليه ب.

(٤) الكعبة المشرقة أ ج ه : الكعبة الشريفة ب د.

(٥) الأقوال أ د ه : + الواردة ب ج / / بناء أ : بناه ب ج د ه.

(٦) آدم أ ب ج د : ـ ه.

(٧) ثم سام ... إسحاق ، عليهما‌السلام أ ب ج ه : ـ د.

(٨) النبي أ ج د : ـ ب ه.

(٩) بيت المقدس أ ب ج ه : القدس ه.

٧١

المسجد (١) حين بنائه المدينة ، ولكن يحمل على تجديده للبناء (٢) لا تأسيسه ، والله أعلم.

وأما مدينة القدس فكانت أرضها في ابتداء الزمان صحراء بين أودية وجبال وهي خالية لا أبنية فيها ولا عمران (٣) ، فأول من بناها واختطها سام بن نوح ، عليهما‌السلام ، وكان ملكا عليها وكان يلقب مليكيصادق (٤) بفتح الميم وسكون اللام وكسر الكاف وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الصاد المهملة وبعدها ألف ، ثم دال مهملة مكسورة وبعدها قاف ، ومعناه بالعبرانية ملك الصدق.

ومما حكي في أمر بناء القدس في تواريخ الأمم السالفة أن مليكيصادق نزل بأرض بيت المقدس وقطن بكهف (٥) من جبالها يتعبد فيه واشتهر أمره حتى بلغ ملوك الأرض الذين هم بالقرب من أرض بيت المقدس وبالشام وسدوم (٦) وغيرها (٧) ، وعدتهم اثنا عشر ملكا فحضروا إليه ، فلما رأوه وسمعوا كلامه اعتقدوه وأحبوه حبا شديدا ، ودفعوا له مالا ليعمر به مدينة القدس ، فاختطها وعمرها وسميت يروشلم (٨) ، وتقدم أن معناه بالعبرانية بيت السلام (٩) ، فلما انتهت عمارتها اتفق الملوك كلهم أن يكون مليكيصادق ملكا عليها ، وكنوه (١٠) بأبي الملوك ، وكانوا بأجمعهم تحت طاعته واستمر حتى مات بها ، وسيأتي (١١) ذكر مولده ووفاته عند ذكر والده نوح ، إن شاء الله تعالى.

ولما بنيت القدس (١٢) كان محل المسجد في وسطها وهو صعيد واحد والصخرة الشريفة قائمة في وسطه حتى بناه داود ثم سليمان ، كما سنذكره إن شاء الله (١٣).

__________________

(١) جدد أساس المسجد أ ج : جدد المسجد ب : أسس المسجد د ه.

(٢) يحمل على تجديده للبناء أ : + القديم ب : يحتمل أن يجدد البناء المتقدم مثله ج د : يحتمل على تجديده البناء القديم ه.

(٣) لا أبنية فيها ولا عمران أ ج د ه : لا بناء فيها ولا عمارة ب.

(٤) ورد ذكر لهذا الملك بالتوراة ، ينظر : التكوين ١٤ / ١٨ ـ ١٩.

(٥) بكهف أ ب ج د : ـ ه.

(٦) سدوم : مدينة من مدائن لوط ، عليه‌السلام ، كان قاضيها يقال له سدوم ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٣ / ٢٦٦ ؛ البغدادي ، مراصد ٢ / ٧٠٠ ؛ الحميري ٣٠٨.

(٧) وغيرها أ ج د : وغيرهما ب ه.

(٨) يروشلم أ ج د ه : بروشلم ب.

(٩) بيت السلام أ ب ج د : دار السلام ه / / اتفق أ ج ه : اتفقت ب د.

(١٠) وكنوه أ ب ج ه : فكنوه د وكانوا أ ب ج : فكانوا د ه.

(١١) وسيأتي أ ب : ويأتي ج د ه.

(١٢) القدس أ ج د ه : بيت المقدس ب.

(١٣) إن شاء الله أ د : + تعالى ب ج ه.

٧٢

ذكر أول ما خلق الله سبحانه وتعالى

قال ابن عباس ، رضي‌الله‌عنهما : أول ما خلق الله تعالى اللوح المحفوظ فحفظه بما كتب الله فيه مما كان ويكون لا يعلم ما فيه إلا الله عز وجل ، وهو من درة بيضاء دفتاه (١) ياقوتتان حمراوتان ، وهو في عظم لا يوصف. وخلق الله له قلما (٢) من جوهرة طولها مسيرة خمسمائة عام مشقوق السن ينبع منه النور كما ينبع من أقلام أهل الدنيا المداد ، ثم نودي القلم أن اكتب فاضطرب من هول النداء حتى صار له ترجيع كترجيع الرعد ثم جرى في اللوح بما هو كائن (٣) وما هو فاعله في الوقت الذي يفعله إلى يوم القيامة وامتلأ (٤) اللوح وجف القلم سعد من سعد ، وشقي من شقي. وخلق الله الماء ثم خلق ، بعد ذلك درة بيضاء في عظم السموات والأرضين ، ثم ناداها الرب سبحانه (٥) ، فاضطربت وذابت من هول النداء حتى صارت ماء يموج (٦) بعضها في بعض ، ثم نودي أن اسكن فاستقر وهو ماء صافر لا كدر فيه ولا موج ولا زبد (٧).

خلق العرش والكرسي والريح

ثم خلق الله تعالى العرش والكرسي من جوهرتين عظيمتين ووضعهما على تيار الماء قال الله تعالى (٨) : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ)(٩).

قال ابن عباس (١٠) ، رضي‌الله‌عنهما : كل صانع بنى الأساس فإذا تم (١١) يتخذ عليه السقف ، وإن الله تعالى خلق السقف أولا ثم خلق الأساس لأنه خلق العرش قبل السموات والأرضين ، ثم خلق الله الريح وجعل لها أجنحة (١٢) لا يعلم كثرتها إلا

__________________

(١) دفتاه أ ب ج د : حافتان ه / / حمراوتان أ ج د ه : حمراوان ب.

(٢) وخلق الله له قلما أ د ه : خلق الله قلما ب : خلق الله له قلما ج.

(٣) بما هو كائن ... وجف القلم أ ب د ه : ـ د.

(٤) وامتلأ أ ج ه : فامتلأ ب : ـ د.

(٥) سبحانه أ : + وتعالى ب ج د ه.

(٦) يموج ب ج وه : تموج أ.

(٧) ينظر : ابن كثير ، تفسير ٤ / ٧٨٣.

(٨) قال الله تعالى أ ب : قال تعالى ج د ه.

(٩) هود : [٧].

(١٠) ينظر : ابن كثير ، البداية ١ / ١٤.

(١١) فإذا تم ... الأساس أ ب ج ه : ـ د.

(١٢) ثم خلق الله الريح وجعل لها أجنحة أ ب ج د : ثم خلق الريح له أجنحة ه.

٧٣

الله ، وأمرها أن تحمل (١) هذا الماء ، وكان العرش على الماء ، والماء على الريح ، ثم خلق الله حملة العرش وهم اليوم أربعة (٢) ، فإذا كان يوم القيامة أمدهم الله بأربعة أخر (٣) ، فذلك قوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) (١٧) (٤) وهم في عظم لا يوصفون ، ثم خلق الله حول العرش حية محدقة به رأسها من درة بيضاء وجسدها من ذهب وعيناها ياقوتتان لا يعلم / / عظم تلك الحية إلا الله تعالى ، فالعرش عرش العظمة والكبرياء ، والكرسي كرسي الجلالة والبهاء (٥) ، لأن الله تعالى لا حاجة له إليهما فقد كان قبل تكوينهما لا على مكان.

خلق الأرضين والجبال والبحار

لما أراد الله خلق الأرضين أمر الريح أن تضرب الماء بعضه في بعض فلما اضطرب ازبدّ (٦) وارتفعت (٧) أمواجه وعلا بخاره ، فأمر الله الزبد أن يجمد فصار يابسا (٨) فهو الأرض ، فدحاها على وجه الماء في يومين ، فذلك قوله تعالى : (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ)(٩).

ثم أمر تلك الأمواج فسكنت فهي الجبال فجعلها عماد الأرض ، فذلك قوله تعالى : (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ)(١٠)(١١) ، فلولاها لماجت الأرض وعروق هذه الجبال متصلة بعروق جبل قاف (١٢) ، وهو الجبل المحيط (١٣) بالأرض ، ثم خلق الله تعالى سبعة أبحر فأولها محيط بالأرض وراء جبل قاف وكل بحر منها محيط بالبحر الذي يقدمه (١٤).

__________________

(١) أن تحمل أ ج د ه : أن تحتمل ب / / الماء أ ب ج د : المكان ه.

(٢) أربعة أ ب ج د : أربع ه.

(٣) أخر ب ج د ه : أخرى أ.

(٤) الحاقة : [١٧].

(٥) والبهاء أ ج د ه : أو البهاء ب.

(٦) أزبد : بحر مزبد أي مائج يقذف بالزبذ ، أي الرغوة ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٣ / ١٩٢.

(٧) وارتفعت أ ب ج د : وارتفعه ه / / فأمر الله الزبد ب ج د ه : فأمر الزبد أ.

(٨) يابسا ب ج د ه : يبسا أ.

(٩) فصلت : [٩].

(١٠) الأنبياء : [٣١].

(١١) وجعلنا ب ج د ه : فجعلنا أ / / هم القرآن الكريم : بكم أ ب ج د ه.

(١٢) جبل قاف : هو الجبل المحيط بالأرض وأصول الجبال من جبل قاف ، وزعم بعضهم أن وراءه عوالم وخلائق لا يعلمها إلا الله ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٤ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩.

(١٣) الجبل المحيط ... قاف أ ب ج د : ـ ه.

(١٤) يقدمه أ د : تقدمه ب ج ه.

٧٤

وأما هذه البحار التي على وجه الأرض فإنها بمنزلة الخليج لها وفي تلك البحار من الخلائق والدواب ما لا يعلم عدده (١) إلا الله تعالى ، وخلق الله عز وجل (٢) هذه البحار وما فيها من الدواب في اليوم الثالث ، ثم خلق أرزاقها وقدرها في اليوم الرابع فذلك (٣) قوله تعالى : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) (١٠) (٤) وهي سبع (٥) أرضين كل أرض تلي الأخرى ، وكانت الأرض تموج بأهلها كالسفينة تذهب وتجيء لأنه لم يكن لها قرار ، فأهبط الله ملكا ذا بهاء عظيم (٦) وقوة ، فأمره (٧) الله أن يدخل تحتها فيحملها على منكبه فأخرج الله له يدا في المغرب ويدا في المشرق ، وقبض على أطراف الأرض فأمسكها (٨) ، ثم لم يكن لقدميه قرار فخلق الله له صخرة مرتفعة من ياقوتة خضراء وأمرها حتى دخلت تحت قدمي (٩) الملك فاستقرت قدما الملك عليها ، ثم لم يكن للصخرة قرار فخلق الله لها نورا عظيما صفته لا يحيط بها إلا الله تعالى لعظمها (١٠) ، وأمره أن يدخل تحت الصخرة فحملها على ظهره وقرونه ، ثم لم يكن للثور قرار فخلق الله له (١١) حوتا عظيما لا يقدر أحد أن ينظر إليه لعظمه ، ولبروق عينيه ، وأمره الله تعالى (١٢) أن يصير تحت قوائم الثور واسم هذا الحوت بهموت ، ثم جعل قراره على الماء وتحت الماء هواء (١٣) وتحت الهواء الظلمة ، فالأرضون (١٤) كلها على منكبي الملك والملك على الصخرة والصخرة على الثور والثور على الحوت

__________________

(١) عدده أ ب د : عددهم ج ه.

(٢) عز وجل أ ج د ه : تعالى ب / / خلق أ ب ه : + الله ب ج.

(٣) فذلك أ ج د ه : وذلك ب.

(٤) فصلت : [١٠].

(٥) سبع أ ب د : سبعه ج ه.

(٦) عظيم أ ب ج : ـ ه.

(٧) فأمره أ ج د ه : وأمره ب / / يدا في المغرب ويدا في المشرق أ ج د : يدا في المشرق ويدا في المغرب ب ه.

(٨) فأمسكها أ ج د ه : وأمسكها ب.

(٩) قدمي أ د : أقدام ب ج ه.

(١٠) لعظمها أ ب ج د : لعظمتها ه / / تحت الصخرة أ ج د ه : تحتها ب / / وقرونه أ ج د ه : وقيل على قرونه ب.

(١١) الله له أ ج د ه : للصخرة ب.

(١٢) وأمره الله تعالى أن يصير أ ب ه : وأمره حتى صار ج د.

(١٣) هواء أ ه : الهواء ب ج د.

(١٤) فالأرضون ج د ه : والأرضون أ ب.

٧٥

والحوت على الماء والماء على الهواء والهواء على الظلمة ، ثم انقطع علم الخلائق ، بما تحت الظلمة.

العقل

ثم خلق الله (١) العقل فقال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، ثمّ قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إليّ منك ، بك آخذ وبك أعطي وعليك أثيب وبك أعاقب.

وروي عن النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : «العاقل هو الصادق الطويل صمته الذي يسلم الناس من شره فإن الله تعالى (٢) يدخله الجنة وإن الله تعالى ليعاقب العاقل (٣) يوم القيامة بما لا يعاقب به الجاهل وإن الجاهل هو الكاذب بلسانه الخائض فيما لا يعنيه ، وإن كان قارئا أو كاتبا» ، ثم قال : «ما تزين العبد بزينة أحسن من العقل وما من شيء أقبح من الجهل» (٤).

فالعقل ما يحصل به التمييز وهو بعض العلوم الضرورية ، وهو غريزة نص عليه الإمام أحمد ، رضي‌الله‌عنه ، والمشهور عنه : أنه في الدماغ وفاقا للحنفية ، وعند أصحاب أحمد والشافعي والأطباء أن محله القلب وله اتصال بالدماغ. قال أصحاب أحمد : العقل يختلف فعقل بعض الناس أكثر.

خلق الله السماوات وسكانها وصفات (٥) الملائكة وخلق الشمس والقمر

قال ابن عباس ، رضي‌الله‌عنهما : أمر الله تعالى البخار الذي علا من / / الماء أن يعلو الهواء فخلق (٦) منه السماء في يومين ، فكانت أرضا واحدة في يومين ، وسماء واحدة في يومين ، وما بينهما (٧) في ستة أيام ، ثم تفتقت السماء والأرض خوفا من ربها فصارت سبع سماوات وسبع أرضين فذلك قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ

__________________

(١) الله أ ج د ه : + تعالى ب / / فقال له فأدبر ب د ه ـ أ ج / / ثم قال أ ج د ه : ثم قال له ب.

(٢) فإن الله تعالى يدخله الجنة ب د : ـ أ ج ه.

(٣) ليعاقب العاقل أ : ليعاقب العاقل يوم القيامة ب ج د : ـ ه الجاهل هو الكاذب أ ب ج ه : الجاهل الكاذب د.

(٤) ينظر : ابن الجوزي ، الموضوعات ١ / ٧٤ ، وقال عنه أنه حديث موضوع ولا يصح أي حديث في فضل العقل.

(٥) وصفات أ : صفة ب ج د ه.

(٦) فخلق أ ج ه+ الله تعالى ب د.

(٧) وما بينهما في ستة أيام أ ج د ه : وما بينهما في يومين ب.

٧٦

كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما)(١)(٢) ، ثم قال : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها)(٣)(٤).

فالسماء الأولى (٥) من زبرجدة خضراء وسكانها ملائكة على صور البقر.

والثانية (٦) من ياقوتة حمراء وسكانها ملائكة على صور العقاب.

والثالثة (٧) من ياقوتة صفراء وسكانها ملائكة على صور النسور.

والرابعة (٨) من فضة بيضاء سكانها ملائكة على صور الخيل.

والخامسة (٩) من ذهب وسكانها ملائكة على صور الحور العين.

والسادسة (١٠) من درة بيضاء وسكانها ملائكة على صفة الولدان.

والسابعة (١١) من نور يتلألأ وسكانها ملائكة على صور بني آدم.

وهؤلاء الملائكة لا يفترون عن التسبيح ، فذلك قوله تعالى : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) (٢٠) (١٢) فأفضل الملائكة جبريل (١٣) ، وهو الروح الأمين له ستة أجنحة في كل جناح مائة جناح وله وراء ذلك جناحان أخضران ينشرهما ليلة القدر وجناحان ينشرهما عند هلاك القرى والأجنحة كلها من أنواع الجواهر.

وإسرافيل (١٤) ملك عظيم الشأن له أربعة أجنحة ، جناح يسدّ به المشرق ،

__________________

(١) الأنبياء : [٣٠].

(٢) السموات والأرض أ ج د : السماوات والأرض ب : الأرض والسماء ه.

(٣) فصلت : [١٢].

(٤) سموات أ ج د ه : سماوات ب.

(٥) فالسماء الأولى أ ب ج د : السماء الأولى ه / / صور البقر أ : صورة البقر ب : صفة البقر ج د ه.

(٦) والثانية أ ج د ه : والسماء الثانية ب / / صور العقاب أ : صورة العقبان ب : صفة العقاب ج د ه.

(٧) والثالثة أ ج د ه : والسماء الثالثة ب / / صور النسور أ ج : صورة النسور ب : صفة النسور د ه.

(٨) والرابعة أ ج د ه : والسماء الرابعة ب / / صور الخيل أ ج : صورة الخيل ب : صفة الخيل د ه.

(٩) والخامسة أ ج د ه : والسماء الخامسة ب / / صور الحور أ ج د ه : صورة الحور ب.

(١٠) والسادسة أ ج د ه : والسماء السادسة ب / / صفة الولدان أ ج : صورة الولدان ب : صور الولدان د ه.

(١١) والسابعة أ ج د ه : والسماء السابعة ب / / صور بني آدم أ : صورة بني آدم ب : صفة بني آدم ج د ه.

(١٢) الأنبياء : [٢٠].

(١٣) فأفضل الملائكة جبريل أ ج د ه : فأفضلهم جبريل ب.

(١٤) وإسرافيل أ ج د ه : ويليه إسرافيل وهو ب له أ ج د ه : وله ب.

٧٧

وجناح يسد به المغرب ، والثالث يسد به ما بين السماء والأرض ، والرابع قد التئم (١) به قدماه تحت الأرض السابعة السفلى ورأسه قد انتهى إلى أركان قوائم العرش وبين عينيه لوح من جوهرة ، فإذا أراد الله أن يحدث في عباده أمرا أمر القلم أن يخط في اللوح ، ثم يدلي اللوح إلى إسرافيل فيكون بين عينيه ، ثم ينتهي الوحي إلى جبريل (٢) ، وهو أقرب من إسرافيل.

ومن وراء البيت المعمور ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله تعالى ، وفي السماء السابعة البحر المسجور.

وأما ملك الموت عزرائيل فسكنه في السماء الدنيا (٣) ، وقد خلق الله له عيونا بعدد من يذوق طعم الموت (٤) ، رجلان في تخوم الأرضين ورأسه في السماء العليا عند آخر الحجب ووجهه مقابل للوح المحفوظ وهو ينظر إليه وكل الخلق بين عينيه ولا يقبض روح مخلوق إلا بعد أن يستوفي رزقه (٥) وينقضي أجله (٦).

الشمس والقمر (٧)

ثم خلق الله الشمس والقمر ، فالشمس من نور عرشه والقمر من نور حجابه الذي يليه وأثنى الله عليهما فقال : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ)(٨) ، ثم وكل بهما جمعا من الملائكة يرسلونهما بمقدار ويقبضونهما بمقدار (٩) ، فذلك قوله

__________________

(١) التئم أ : التئم ب ج د ه / / السفلى أ د : ـ ب ج ه / / إلى أركان أ ب : في أركان ج د ه.

(٢) جبريل أ ج د ه : + عليه‌السلام ب.

(٣) السماء الدنيا أ ب ج د : سماء الدنيا ه.

(٤) يذوق طعم الموت ب ج د ه : يذوق الموت أ / / الأرضين أ ج د ه : الأرض ب.

(٥) يستوفي رزقه أ ب د : يستوفي أجله ج ه.

(٦) هذه الأقوال ليس لها أصل صحيح من كتاب أو سنة ، وقد روى ابن الجوزي بعض هذه الأحاديث الموضوعة والتي اعتمد عليها المصنف ومنها : (أن رجلا من اليهود أتى النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، هل احتجب الله من خلق غير السماوات؟ قال : نعم ، بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور وسبعون حجابا من در أبيض ... قال : فخبرني عن ملك الله الذي يليه! .... قال فإن الملك الذي يليه ، إسرافيل ، ثم جبريل ، ثم ميكائيل ، ثم ملك الموت) قال ابن الجوزي : عن هذا الحديث أنه موضوع ، ينظر : ابن الجوزي ، الموضوعات ١ / ١١٧.

(٧) الشمس والقمر أ ج د ه : خلق الشمس والقمر ب.

(٨) إبراهيم : [٣٣].

(٩) ويقبضوهما بمقدار أ ب ج ه : ـ د.

٧٨

تعالى : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ)(١) ، فما نقص من أحدهما زاد في الآخر. وقال أهل التوراة (٢) : ابتدأ الله في خلق الخلق (٣) في يوم الأحد وانتهى في السبت ، فاستوى على العرش فيه ، فاتخذوا السبت عيدا. وقال النصارى : وقع الابتداء في الاثنين والانتهاء في الأحد ، ثم استوى على عرشه فيه (٤) ، فاتخذوا الأحد عيدا.

قال ابن عباس (٥) : كان الابتداء في السبت والانتهاء الجمعة سيد الأيام وهو عند الله (٦) أعظم من يوم الفطر ويوم الأضحية وفيه ست فضائل :

فيه خلق الله آدم (٧) ، وفيه نفخ الروح فيه ، وفيه تاب الله عليه ، وفيه توفاه (٨) ، وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا من الله إلا أعطاها إياه ما لم يسأل (٩) حراما ، وفيه تقوم الساعة.

الجنة والنار (١٠) وما فيهما

ثم خلق الله الجنة وهي ثمان جنان (١١) : أولها دار الجلال من اللؤلؤ الأبيض ، ثم دار السلام (١٢) من الياقوت الأحمر ، ثم جنة المأوى من الزبرجد (١٣) الأخضر ، ثم جنة الخلد (١٤) من المرجان (١٥) الأصفر ، ثم جنة النعيم من الفضة البيضاء ، ثم

__________________

(١) الحديد : [٦].

(٢) ابتدأ الله في خلق الخلق أ د ه ج : ابتدأ الله تعالى الخلق ب.

(٣) السبت أ ب ج ه : يوم السبت د / / وقالت النصارى أ ب ج د : وقال النصارى ه / / الاثنين أ د : يوم الاثنين ب ج ه.

(٤) عرشه أ ج د ه : العرش ب.

(٥) ابن عباس أ : + رضي‌الله‌عنه ج د : + رضي‌الله‌عنهما ب ه / / الجمعة ب ج ه.

(٦) عند الله أ ب ج ه : عبد الله د / / ست أ : ستة ب ج د ه.

(٧) آدم أ ج د ه : + عليه‌السلام ب.

(٨) توفاه ب ج د : توفي أ / / لا يسأل الله العبد أ د ه : لا يسأل العبد فيها ب : لا يسأل أحد فيها ج / / من الله أ ج د ه : ـ ب / / أعطاها أ د : أعطاه ج ه : أعطاه الله ب.

(٩) يسأل أ ج د ه : يكن ب.

(١٠) الجنة والنار وما فيهما أ ج : ذكر الجنة والنار وما فيهما ب د : وفيه خلق النة والنار ه.

(١١) جنان أ د ه : جنات ب ج.

(١٢) دار السلام أ ج د ه : + وهي ب / / جنة المأوى أ ج د ه : + وهي ب.

(١٣) الزبرجد : الزمرّد وهو حجر كريم ذو ألوان كثيرة ، أشهرها الأخضر والأصفر القبرصي ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٣ / ١٩٤ ؛ شيخ الربوة ٢٣٠ ؛ المعجم الوسيط ١ / ٤٠٤.

(١٤) جنة الخلد ١ ج د ه : + وهي ب / / جنة النعيم أ ج د ه : + وهي ب.

(١٥) المرجان : صنف من صغار اللؤلؤ ، لها هيكل وكلس أحمر ، ويعد من الأحجار الكريمة ، ينظر : الرازي ٦٢٠ ؛ شيخ الربوة ١٠٤ ؛ المعجم الوسيط ٢ / ٨٩٥.

٧٩

الفردوس (١) من الذهب ، ثم دار القرار من المسك ، ثم جنة عدن من الدر (٢).

وهي مشرفة على الجنان لها بابان من الذهب (٣) بين كل مصراع كما بين [٤ / أ] السماء والأرض / / وبناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة (٤) ، بلاطها المسك ، وترابها العنبر ، وحشيشها الزعفران ، وقصورها اللؤلؤ ، وغرفها الياقوت ، وأبوابها الجوهر ، وفيها أنهار منها : نهر الرحمة ونهر الكوثر وهو لنبينا محمد ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) ، ونهر الكافور ، ثم التسنيم ، ثم السلسبيل ، ثم الرحيق وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله (٦) ، وللجنان ثمانية أبواب وفيها من الحور العين ما لا يقدر على وصف حسنهن (٧) ، إلا الذي خلقهن.

وأما جهنم فلها سبعة أبواب : فأولها (٨) جهنم ، وثانيها لظى ، والثالث الحطمة ، والرابع السعير ، والخامس سقر ، والسادس الجحيم ، والسابع الهاوية. ولها سبع طباق (٩) ، وفيها أشجار من النار شوكها كأمثال الرماح الطوال تتلظى بالنيران عليها (١٠) ثمار من نار في كل ثمرة حية تأخذ بأجفان عيني (١١) الكافر وشفتيه تسقط لحمه إلى قدميه ، وفيها عقارب وأسود وذئاب وكلاب من نار وزبانية بأيديهم مقامع من نار ، وعليها تسعة عشر من الملائكة كما قال الله تعالى (١٢) : (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) (٢٩) (١٣) ، وقال تعالى : (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٦) (١٤).

__________________

(١) الفردوس أ ج د ه : + وهي ب / / من الذهب أ ج د ه : + الأحمر ب / / ثم أ ج د ه : + جنة ب / / القرار من أ ج د ه : القرار وهي من ب.

(٢) من الدر أ ج د ه : وهي من الدر ب.

(٣) الذهب أ : ذهب ب د ه.

(٤) لبنة من ذهب ولبنة من فضة أ ج د ه : لبنة من فضة ولبنة من ذهب د.

(٥) لنبينا محمد ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ج د ه : لنبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم أ ب.

(٦) الله أ د ه : + تعالى ب ج.

(٧) وصف حسنهن أ : وصفهن ب د : وصفهن وحسنهن ج ه.

(٨) فأولها أ ج د ه : أولها ب / / وثانيها أ : والثاني ب ج د ه.

(٩) طباق أ ب : طبقات ج د ه / / كأمثال أ ب ج : مثل ه.

(١٠) عليها أ ج د : وعليها ب ه.

(١١) عيني أ : عين ب ج د ه / / وشفتيه أ ج د ه : وشفته ب.

(١٢) وقال تعالى أ ج د : وقال الله تعالى ب ه.

(١٣) المدثر : [٢٨ ـ ٢٩].

(١٤) التحريم : [٦].

٨٠