الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ١

مجير الدين الحنبلي العليمي

الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ١

المؤلف:

مجير الدين الحنبلي العليمي


المحقق: عدنان يونس عبد المجيد أبو تبّانة
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة دنديس
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤
الجزء ١ الجزء ٢

أسكنت من كان في الأحشاء مسكنه

بالرغم من بيت الترب والحجر

أفديك فاطمة بنت ابن فاطمة

بنت الأئمة بنت الأنجم الزهر

ذكر أيوب عليه‌السلام

وهو رجل من أمة الروم ، لأنه من ولد العيص وهو أيوب بن موص بن رازح (١) بن العيص بن إسحاق / / بن إبراهيم الخليل ، عليه‌السلام ، وكانت له زوجة يقال لها رحمة ، وكان (٢) صاحب أموال عظيمة ، وكان له الثنية جميعها ، وهي من أعمال دمشق ، ملكا ، فابتلاه الله تعالى بأن أذهب أمواله حتى صار (٣) فقيرا ، ثم ابتلاه في جسده حتى تجذم ودود ، وبقي مرميا على مزبلة (٤) ، لا يطيق أحدا أن يشم رائحته وزوجته صابرة عليه تخدمه فتراءى لها إبليس اللعين ، وقال لها : اسجدي لي لأرد مالكم (٥) ، فاستأذنت أيوب ، فغضب ، وحلف ليضربها (٦) مائة سوط.

ثم عافاه الله تعالى ورزقه ورد على امرأته شبابها وحسنها (٧) ، وولدت له ستة وعشرون ذكرا (٨) ، ولما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا (٩) من النخل فيه مائة شمراخ (١٠) فيضرب به زوجته رحمة ، ليبر في يمينه (١١) ففعل.

وكان أيوب نبيا في عهد (١٢) يعقوب وعاش ثلاثا وتسعين سنة ، ومن ولد أيوب ابنه بشر ، وبعث الله بشرا بعد أيوب ، وسماه ذا الكفل ، وكان مقامه بالشام ، وقبره في قرية كفل حارس من أعمال نابلس.

__________________

(١) رازح أ ج د ه الطبري : واذح ب : تارخ الثعلبي : زارح التوراة.

(٢) وكان أ ج د ه : وكانت ب.

(٣) حتى صار أ ج د ه : فصار ب / / حتى تجذم ودود أ ج د ه : حتى تفجر دما ودودا ب.

(٤) مزبلة ب ج د ه : المزبلة أ.

(٥) لأرد مالكم أ ج د ه : وأنا أرد لكما مالكما ب.

(٦) ليضربها أ ج ه : ليضربنها ب د / / مائة سوط أ ل ج د : ـ ه.

(٧) وحسنها أ ج د ه : + وجمالها وشبابها ب.

(٨) ذكرا أ ج د : ولدا ب ه / / ولما أ ج د ه : فلما ب / / الله أ ج د : + تعالى ب ه.

(٩) عرجونا : ما يحمل التمر والغدق وهو من النخل كالعنقود من العنب ، ينظر : ابن منظور ، لسان ١٣ / ٢٨٤ ؛ المعجم الوسيط ٢ / ٥٩٢.

(١٠) الشمراخ : العنقود عليه عنب ، ينظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٩٣.

(١١) ليبر في يمينه أ د ه : كي يبر في يمينه ب ج.

(١٢) عهد أ د ه : زمن ب ج.

١٦١

ذكر شعيب عليه‌السلام

وهو نبي بعثه الله إلى أصحاب الأيكة وأهل مدين ، وقد اختلف في نسب شعيب ، فقيل : إنه من ولد إبراهيم ، وقيل : من ولد بعض الذين (١) آمنوا بإبراهيم ، وكانت الأيكة من شجر ملتف فلم يؤمنوا به.

فأهلك الله أصحاب الأيكة بسحابة أمطرت عليهم نارا يوم الظّلة ، وذلك أنهم رأوا حرا شديدا فدخلوا الأسراب (٢) فوجدوها أشر حرا ، فخرجوا منها فرأوا سحابة ، فاستظلوا بها ، فأمطرت عليهم نارا (٣) ، فاحترقوا ، وأهلك الله أهل مدين بالزلزلة. وجاء في الخبر : أن شعيبا كان خطيب الأنبياء ، عليهم‌السلام ، وكان ضرير البصر ، وقبر شعيب بقرية يقال لها : حطين من أعمال مدينة صفد وهو يبعد عن بيت المقدس نحو ثلاثة أيام.

ذكر سيدنا موسى الكليم (٤) عليه أفضل الصلاة والتسليم

وأخيه هارون عليه‌السلام

أقول ، وبالله التوفيق ، موسى نبي الله وكليمه وهو ابن عمران بن فاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، عليه‌السلام (٥) ، ولد لمضي ألف وخمسمائة وست وستين من الطوفان واسم أمه يوحانذ بنت لاوي بن يعقوب ، وكان فرعون مصر الوليد بن مصعب ، وكان قد تزوج آسية بنت مزاحم.

وقد روي أن الله تعالى لما خلق الحور العين في نهاية الحسن والجمال قالت الملائكة : آلهنا وسيدنا هل خلقت خلقا هو (٦) أحسن منهن؟ فجاءهم النداء (٧) : إني خلقت سيدات نساء العالمين وفضلتهن على الحور كفضل الشمس على الكواكب وهن : آسية بنت مزاحم ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خوليد ، وفاطمة بنت رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) ولد بعض الذين ب ج : ولد الذين أ د ه.

(٢) الأسراب أ ب ج د : الأسروب ه / / حرا أ ب ج ه : ـ د.

(٣) نارا ب ج د ه : النار أ.

(٤) الكليم أ ب ج ه : ـ د.

(٥) ابن إبراهيم عليه‌السلام أ ج د : بن إبراهيم الخليل سلام الله عليه ب : بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ه.

(٦) هو أ ج : ـ ب د ه.

(٧) النداء أ ج د ه : + من العلي الأعلى ب / / سيدات نساء ب : نساء أ ج د ه :/ / الحور أ د : + العين ب ج ه.

١٦٢

فلما وصفت آسية لفرعون أحب أن يتزوج منها ، فتزوجها على كره منها ومن أبيها ، وبذل لها أموالا (١) جزيلة وزفت إليه ودخل عليها ، فلما همّ بها أخذه الله عنها فلم يقدر عليها ، وكان ذلك (٢) حاله معها ، وكان قد رضي منها بالنظر إليها. فبينما هو معها في قبتها إذ سمع هاتفا يقول : ويلك يا فرعون لقد قرب زوال ملكك (٣) على يدي فتى من بني إسرائيل ، فقال فرعون لآسية : سمعت (٤)؟ هذا من عمل النساء.

ثم (٥) رأى عدة منامات أزعجته فاستدعى بالمعبرين وقص عليهم ما رآه ، فقال أحدهم : إن (٦) هذه الرؤيا تدل على مولود يولد ، يسلبك ملكك ، ويزعم أنه رسول إله السماء والأرض (٧) ، فيكون هلاكك وهلاك قومك على يديه. فلحقه (٨) من ذلك أمر شديد ، استشار وزراءه وأهل مملكته ، فأشاروا عليه أنه يوكل بالحبالى (٩) من يحملهن إلى داره حتى تكون ولادتهن عنده ، فإذا كان الولد (١٠) ذكرا قتله ، وإن كانت أنثى تركها ، ففعل ذلك ، فقتل اثني عشر ألف مولود وكان يعذب الحبالى (١١) حتى يسقطن ، فضجت الملائكة من ذلك إلى ربهم ، فأوحى الله إليهم : أن اسكنوا فإن له أجلا محدودا (١٢) إلى وقت محدود ، ثم بشرهم الله ، عز وجل (١٣) ، بمولود هو موسى ، عليه‌السلام ، وحملت أمه به (١٤).

وكان (١٥) فرعون قد منع وزراءه وكبراء مملكته من الاجتماع بأهلهم ، لأنه كان

__________________

(١) لها أموالا أ د ه : لهم أموالا ب : له أموال ج.

(٢) وكان ذلك أ ب ج : وكان هذا د ه.

(٣) زوال ملكك أ ج د : زوالك وزوال ملكك ب ه / / يدي فتى أ ج د : يد نبي ب ه.

(٤) سمعت؟ هذا من عمل النساء أ ج د ه : سمعت هذا؟ قالت له : سمعت لكن هذا من عمل النساء ب.

(٥) ثم أ ج د ه : + إن فرعون ب / / منامات أ ب ج د : منايات ه.

(٦) إن أ ج د ه : ـ ب / / مولود يولد أ ج د ه : + من بني إسرائيل ب.

(٧) إله السماء والأرض أ ج د ه : + يأتي إليك ب / / فيكون أ ج د ه : وسيكون ب.

(٨) فلحقه أ ج د ه : فلما سمع فرعون ذلك لحقه ب / / أمر شديد أ د ه : غم شديد فجمع وزراء مملكته واستشارهم ب.

(٩) بالحبالى أ ج د ه : على النساء الحبالى ب.

(١٠) الولد أ د ه : المولود ب ج / / كانت أ : كان ب ج د ه / / ففعل ذلك أ ج د ه : + ولم يزل ب / / فقتل أ ج د ه : حتى قتل ب.

(١١) الحبالى أ ج د ه : النساء الحبالى ب / / يسقطن أ ج د ه : + حملهن ب.

(١٢) محدودا أ : ممدودا ب ج د ه د.

(١٣) عز وجل أ : تعالى ب ج ه : ـ د.

(١٤) وحملت ب : وحمل أ ج د ه.

(١٥) وكان أ د ه : فكان ب ج.

١٦٣

قد بلغه أن ذلك (١) المولود يكون من أقرب الناس إليه ، وكان عمران / / من أقرب الناس إليه لا يفارقه (٢) ، فبينما عمران قاعد عند رأس فرعون إذ نظر إلى امرأته ، وقد حملت إليه على جناح ملك ، فلما نظر إليها فزع فزعا شديدا ، وقام على قدميه ، وقال لها : ما الذي جاء بك (٣)؟ فقال له الملك : إن الله يأمرك أن تواقع أهلك (٤) على فراش فرعون ليكون ذلك هوانا لفرعون (٥) ، ثم جذب الملك فراش فرعون من تحته ، وألقاه لعمران ، وتوارى الملك ، فواقعها فحملت بموسى ، عليه‌السلام ، ثم احتملها الملك إلى دارها ، هذا وكان على باب فرعون ألف من الحرس (٦) والأعوان.

فلما أصبح دخل عليه المنجمون والكهنة وقالوا لفرعون : إن المولود الذي كنا نحذرك منه قد حملت به أمه (٧) ، وقد ظهر نجمه وعلا شعاعه ، فاشتد فزعه (٨) وزاد احتياطه.

ولما مضت مدة الحمل ، أخذ أمه الطلق في نصف الليل ، وليس عندها (٩) أحد إلا أختها ، فلما وضعته ونوره يتلألأ (١٠) ، فرحت به إلا أنها مكروبة لخوفها من فرعون وأعوانه ، فسألت الله (١١) أن يحفظه عليها وأن يرزقها الصبر ، فاستوى موسى قاعدا (١٢) وقال لها : يا أمي لا تخافي ولا تحزني إن الله معنا.

وسمع فرعون (١٣) في تلك الليلة هاتفا في قصره وهو يقول : ولد موسى وهلك فرعون. فصار كل صنم في تلك الليلة منكوسا (١٤) ، وأصبح فرعون ممتلئا

__________________

(١) ذلك أ ج د ه : ـ ب.

(٢) لا يفارقه أ ج : فكان شأنه أن لا يفارقه ب ه : ـ د.

(٣) بك أ ج د ه : + في هذا الوقت ب.

(٤) أهلك أ ج د ه : زوجتك ب.

(٥) لفرعون أ د : له ب ج : ـ د.

(٦) الحرس أ ج : الحراس ب د ه.

(٧) أمه أ ج د ه : + في هذه الليلة ب.

(٨) فزعه أ د ه : فزع فرعون ب ج / / احتياطه أ ج ه : اختباطه ب : إحباطا د.

(٩) وليس عندها أ ج : ولم يكن عندها ب د ه.

(١٠) ونوره يتلألأ أ ج د : نظرت إلى نوره وهو يتلألأ ب : ـ ه / / فرحت به أ ج د : ففرحت ب ه.

(١١) الله أ ج د ه : + تعالى ب.

(١٢) فاستوى موسى قاعدا أ ج د ه : فما استتمت دعاءها ونظرت إلى موسى فإذا هو قد استوى قاعدا ب.

(١٣) وسمع فرعون أ ب ج د : وكان فرعون قد سمع ه / / في تلك الليلة أ ب ج د : ـ ه.

(١٤) منكوسا أ د ه : منكسا ب ج.

١٦٤

غضبا (١) وشدد في طلب المولودين.

وكانت أم موسى إذ خرجت في حاجة تعمد (٢) إلى موسى ، فتضعه في مهده في التنور (٣) ، وتغطيه ، فاتفق أنها خرجت يوما وكانت أختها قد عجنت عجينا وأرادت الخبز (٤) ، فأمرت بسجر التنور ، فسجروه ولم يعلم أحد أن موسى في التنور ، وكان قد وقع (٥) في قلب هامان أن الولد في بيت عمران ، فكبس داره فقال (٦) : ها هنا مولود ، فقالت أختها : كيف يكون ها هنا مولود وعمران محبوس عندكم؟ فجعل هامان يفتش حتى جاء إلى التنور (٧) يسجر نارا فانصرف ، وعلم أنه لا يكون مولود في التنور.

فرجعت (٨) أم موسى فإذا بالأعوان والحرس قد خرجوا من دارها ، فكادت تزهق روحها من الغم (٩) ، فدخلت منزلها وقالت : هل نظر هامان إلى ولدي في التنور (١٠)؟ وأسرعت نحو التنور فإذا هو مسجور والنار تعلو منه ، فلطمت وجهها (١١) وقالت : ما ينفعني الحذر قد أحرقتم ولدي ، فناداها موسى : لا تخافي عليّ يا أماه فإن الله ، عز وجل (١٢) ، منعني من النار فلم تحرقني فأدخلت يدها (١٣) وأخرجته ولم تمسها النار.

__________________

(١) غضبا أ د : غيظا ب ه : غيضا ج / المولودين أ ج د ه : + تلك الليلة ب.

(٢) تعمد أ ب ج د : تعتمد ه / / فتضعه في مهده في التنور أ ج د ه : وتضعه في مهده وتضعه في التنور ب.

(٣) في التنور أ ج د ه : في النار ب.

(٤) الخبز أ د ه : أن تخبز ب : تخبز ج / / ولم يعلم أحد أن أ ج د : ولم تعلم أن فيه موسى ب : فلم يعلم أحد أن ه.

(٥) وكان قد أ ج د ه : وقد ب / / الولد أ ج د ه : المولود ب.

(٦) فقال : أ ج : وقال ب د ه.

(٧) التنور أ ج د ه : + فوجده ب.

(٨) فرجعت أ ج د ه : ثم رجعت ب / / فإذا أ ج د ه : وإذا ب / / الأعوان والحرس أ ج ه : + فلما رأتهم ب د / / الحرس أ ج ه : الحراس ب د.

(٩) الغم أ ج د ه : الغم والهم ب.

(١٠) التنور أ ج د : + قالوا لا ب : ـ ه / / وأسرعت أ ج د ه : ثم أسرعت أم موسى ب.

(١١) وجهها أ د ه : على وجهها ب : ـ ه / / ينفعني أ ج د ه : نفعني ب.

(١٢) عز وجل أ ج د ه : تعالى ب / / منعني من النار فلم تحرقني أ ج د ه : قد منعني من النار وأن النار لا تحرقني ، فمدي يدك إليّ فإن النار لا تصل إلينا ولا تحرقنا ب.

(١٣) يدها أ ج د ه : + في التنور ب.

١٦٥

قصة التابوت (١)

فلما كان بعد أربعين يوما صنعت له تابوتا ، وكان عمران توفي قبل أن يتم لموسى أربعون يوما ، فعمدت إلى ذلك التابوت وفرشته وأرضعت موسى وكحلته ودهنته وألقته في التابوت وأغلقت عليه بابه وهي تبكي ، ثم احتملت التابوت في نصف الليل ومعها أختها وجاءت إلى شاطىء النيل فألقته في اليم (٢) وبكت فسمعت النداء : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٧) (٣).

وبقي التابوت في النيل أربعين يوما ، وقيل : ثلاثة أيام ، وقيل : ليلة واحدة. وصعد فرعون إلى صرح له ، فجلس وهو مشرف على النيل ، فألقت الريح التابوت حذاء قصره (٤) ، وكان له سبع بنات ليس فيهن واحدة إلا فيها (٥) أنواع الأمراض ، وكان في داره حوض عظيم يركد فيه الماء ، فكن يغتسلن فيه ، فلم يزل (٦) التابوت يجري حتى ركض في ذلك الحوض ، فبادرت الكبيرة وأخذت التابوت وفتحته فإذا فيه موسى ، عليه‌السلام ، وله شعاع ونور كنور (٧) الشمس ، فأخرجته فلما لمسته ذهب ما كان بها من البلاء ، وتناولنه (٨) ما بينهن حتى شفين مما كن فيه من الأمراض ، وصرن صحاحا من بلائهن ببركته ، فأخذنه ودخلن به إلى آسية وذكرن لها القصة ، فنظرت (٩) إليه وأخرجته وقبلته وحملته إلى فرعون.

فلما رآه (١٠) فزع فقالت له : أيها الملك ، لا تخف وذكرت له حديث التابوت وكيف ذهب بلاء البنات (١١) ببركته فلما رآه قال : يا آسية أخاف أن يكون هذا عدوي

__________________

(١) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٣٨٨ ؛ المقدسي ، البدء ٣ / ٨٣ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ٩٧.

(٢) في اليم ... وبقي التابوت أ ب ج ه : ـ د / / النداء أ ج د ه : + من العلا ب.

(٣) القصص : [٧].

(٤) حذاء قصره أ ج د : تحت قصره ب : إلى حذاء قصره ه / / فيهن أ د ه : منهن ب ج.

(٥) فيها أ د : وبها ب ج ه / / أنواع الأمراض أ د ه : سائر الأمراض ب ج / / عظيم أ ج د ه : ـ ب / / فكن أ د ه : وكن البنات ب وكن ج / / فيه الماء أ ج د ه : + من النيل ب.

(٦) فلم يزل التابوت يجري حتى ركض في ذلك الحوض أ ج د ه : فلم تزل الريح بأمر الله تسوق التابوت إلى أن دخل في هذا الحوض وركد ب.

(٧) كنور أ ج د ه : كشعاع ب.

(٨) وتناولته ما بينهن حتى شفين مما كن فيه من الأمراض أ ج د ه : فتناولته الثانية ولمسته فعوفيت ، ولم يزل يتناولنه حتى عوفيت السبع بنات ب.

(٩) فنظرت إليه وأخرجته أ ج د ه : فلما رأتهن قد عوفين أحبته ونظرت ب.

(١٠) رآه أ ج د : + فرعون ب : رآه الفرعون ه / / فزع أ د ه : + منه ب ج.

(١١) ذهب بلاء البنات أ ج ه : عوفيت البنات ب : ـ د / / قال أ ج د ه : فقال ب / / أخاف أ ج د ه : إني أخاف ب.

١٦٦

ولا بد (١) من قتله ، وقالت له : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً)(٢) ، وقالت (٣) : أيها الملك / / أنت من قتله متمكن في أي وقت شئت ، وأنت ليس لك ولد (٤) فأطعم الناس لأجله ، ولم تزل به حتى فعل ذلك ، فجاع الطفل وأتي (٥) بالمراضع فلم يقبل ثدي واحدة منهن ، وذلك قوله تعالى : (* وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ)(٦) يعني (٧) لا يرضع من غير أمه.

قصة الرضاع (٨)(٩)

ثم بلغ أمه وصول التابوت إلى قصر فرعون فقالت لبنتها كلثوم : أخرجي فقصي أمره ، فجاءت قصر فرعون فإذا هو في حجر آسية ، فقالت لها : (أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) (١٢) (١٠) ، فلم تعرفها (١١) آسية أنها ابنة عمها لرثاثة ثيابها ، فقال فرعون : من هؤلاء القوم؟ فقالت : هم من آل إبراهيم ، فأمر بإتيانهم ، فحضرت أم موسى فعرفتها آسية أنها امرأة عمها عمران ، فأعطتها الصبي ، فلما أخذته ضحك وارتضع منها (١٢).

فقال لها فرعون : إني أرى لك لبنا كثيرا فهل لك ولد؟ فقالت : هل ترك أهلك (١٣) ولدا لم يقتلوه؟ فقال لها فرعون : ويلك من قتل ولدك؟ فقالت : الملك أعلم بذلك ، ولا يعلم فرعون أنها امرأة عمران ، واستمرت عند آسية سنة (١٤) ، ثم

__________________

(١) ولا بد أ ج د ه : وأنا لا بد لي ب / / وقالت له أ د : وقالت ب ج ه / / لا تقتلوه القرآن : لا تقتله أ ب ج د ه.

(٢) القصص : [٩].

(٣) وقالت أ : + له ب ج ه / / أيها الملك أ ج د ه : + إنه في قبضتك ب / / أنت أ ج ه : وإنك ب : أن د / / أنت أ ب ج د : ـ ه.

(٤) ولد أ ج د ه : + ذكر ب.

(٥) وأتي أ ج د ه : + فأتي ب.

(٦) القصص : [١٢].

(٧) يعني أ د ه : معناه ب : معني ج.

(٨) قصة الرضاع أ ج د ه : ذكر قصة الرضاع ب.

(٩) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٣٨٩ ، الثعلبي ٩٨ ؛ المقدسي ، البدء ٣ / ٨٤ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ٩٨ ؛ النجار ١٥٩.

(١٠) القصص : [١٢].

(١١) تعرفها أ د ه : تعلم ب ج.

(١٢) وارتضع أ ج د ه : ورضع ب.

(١٣) أهلك أ ج د ه : + وأعوانك ب / / لم أ ج : ولم ب د ه.

(١٤) سنة أ ج د ه : + كاملة ب / / انصرفت أ ج د ه : + من عندها ب.

١٦٧

انصرفت مسرورة مستبشرة.

فلما صار لموسى ثلاث سنين دعا به فرعون ، وأقعده في حجره ، وجعل يلاعبه ، فقبض موسى ، عليه‌السلام ، بيده (١) لحية فرعون ولطمه بالأخرى ، فقال فرعون في نفسه : لا شك أن يكون هذا (٢) عدوي ، فهم بقتله فأسرعت إليه آسية ، وقالت له (٣) : إن الصبيان لهم حركة ولعب من غير معرفة ولا عقل وأنا أريك أنه لا يعقل ، فأمرت بإحضار طشت من فضة ، ووضعت فيه تمرة (٤) وجمرة ، وقدمته لموسى ، عليه‌السلام ، وقالت : خذ يا ولدي أيهما شئت ، فأراد موسى أن يأخذ التمرة (٥) ، فضرب جبريل بيده على الجمرة ، فأخذ موسى بيده (٦) الجمرة ، ورفعها إلى فيه فاحترق لسانه ، فرماها من فيه ، وبكى بكاء شديدا.

فقالت له : الآن علمت ذلك (٧) ولو كان له عقل لم يؤثر الجمرة على التمرة؟ فسكت فرعون عند ذلك ، ثم أظهر الله آياته وبانت معجزات موسى ، عليه‌السلام ، وأنبته الله نباتا حسنا ، وأعطاه الله حلما وعلما في دينه ودين آبائه.

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى)(٨). قال ابن عباس : الأشد : ما بين الثمان (٩) والعشرين سنة إلى ثلاثين سنة (١٠) ، واستوى : إذا صار ابن أربعين سنة ، وكان يذكر لبني إسرائيل ما في فرعون وما هو عليه من الضلالة ، وكان موسى (١١) يأمر فرعون بالمعروف وينهاه عن المنكر ، ويبغضه في الكفر حتى شاع ذلك في البلد وأنه مخالف رأي فرعون.

__________________

(١) بيده أ ب ج د : ـ ه.

(٢) أن يكون هذا أ د ه : أن هذا الذي يكون ب : أن هذا يكون ج.

(٣) وقالت له أ ب ج : فقالت له د : فقالت ه.

(٤) تمرة أ ج د ه : جمرة ب / / خذ يا ولدي أ ج د ه : يا ولدي خذ ب.

(٥) أن يأخذ التمرة أ : أن يمد يده ويأخذ التمرة ب : أن يأخذ الدرة ج د ه.

(٦) بيد أ ج د : يده ب ه / / إلى فيه أ ب : إلى فمه ج ه : إلى فاه د / / فاحترق لسانه أ ب د ه : فأحرقت لسانه.

(٧) الآن علمت ذلك أ ج د ه : أرأيت لو ب / / عقل أ د ه : + أكان ب : ما كان ج / / لم يؤثر أ د ه : أكان يؤثر ب : ما كان يؤثر ج.

(٨) القصص : [١٤].

(٩) الثمان والعشرين سنة أ د ه : الثمان وعشرين سنة ب ج.

(١٠) في تفسير ابن عباس ، الأشد : إذا بلغ ثماني عشرة سنة ، ينظر : ابن عباس ٣٢٤.

(١١) موسى أ ب ج ه : + عليه‌السلام د / / ويبغضه أ د ه : ويعظه ب ج.

١٦٨

قصة القبطي (١)

وقوله تعالى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ)(٢)(٣) ، وذلك أن موسى ، عليه‌السلام ، كان يمشي في بعض الأيام ، فوجد إسرائيليا وقبطيا يختصمان ، فاستغاث به (٤) الإسرائيلي ، فوكز (٥) القبطي في صدره فمات ، فندم موسى : (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)(٦) فأعلم أهل المدينة فرعون بفعل موسى (٧) ، فلم يصدق.

ثم أصبح موسى وهو خائف أن يأخذ بدم القتيل ، فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه على آخر من القبط ، والقبطي يقول : قتل ابن عمي بالأمس ، فقال : يا موسى أعنّي على هذا القبطي ، فإنه يريد أن يحملني إلى فرعون ، فقال له موسى ، كما أخبر الله تعالى : (إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) (١٨) (٨) ، فحزن الفتى من كلامه ، وعلم (٩) أن موسى قد ندم على ما كان منه بالأمس.

ثم إن موسى لم يجد بدا من نصرته لأنه قد استغاث به فدنا موسى من القبطي ونزع الإسرائيلي من يده ، فظن القبطي أنه يريد قتله ، فقال ، كما أخبر الله تعالى : (يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) (١٩) (١٠).

ثم دخل القبطي على فرعون ، فأخبره (١١) أن موسى قتل رجلا ، فأرسل فرعون في طلبه ، وأذن لأولياء المقتول أن يقتلوه حيثما وجدوه ، فسمعه رجل مؤمن من آل

__________________

(١) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٣٩١ ؛ الثعلبي ٩٩ ؛ المقدسي ، البدء ٣ / ٨٤ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ٩٨ ؛ النجار ١٦٣.

(٢) القصص : [١٥].

(٣) يقتتلان القرآن الكريم أ ب ج د : يقتلان ه.

(٤) فاستغاث به أ ج د ه : فاستغاثه ب.

(٥) فوكز أ ج د ه : + موسى ب / / موسى أ ج د ه : + بفعله ب.

(٦) القصص : [١٦].

(٧) فأعلم أهل المدينة فرعون بفعل موسى أ ج : فذهب بعض القبط إلى فرعون وأعلمه بذلك ب : فنمّ أهل المدينة لفرعون بفعل موسى د ه.

(٨) القصص : [١٨].

(٩) فحزن الفتى من كلامه وعلم أ ج د ه : فحزن الفتى وعلم من كلامه ب.

(١٠) القصص : [١٩].

(١١) فأخبره أ ج د ه : وأخبره ب / / رجلا أ د ج : نفسا د ه : + بالأمس ب.

١٦٩

فرعون ، فأقبل إلى موسى (١) فقال ، كما أخبر الله تعالى بينهما : (يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ)(٢)(٣).

قصة أرض مدين (٤)

فلم يزل موسى ، عليه‌السلام ، يسير حتى صار إلى أرض مدين في اليوم السادس أو السابع وبه جهد من الجوع والعطش ، فإذا (٥) بجماعة من أهل مدين على بئر لهم يسقون أغنامهم ، ونظر (٦) امرأتين تذودان ، أي تمنعان ، أغنامهما عن الماء من بين الرعاة وهم ما بين العشرة إلى الأربعين ، فقال موسى (٧) للمرأتين : ما خطبكما؟ يعني ما قصتكما : (قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ)(٨)(٩) ، يعني يصرفوا مواشيهم عن الماء ، لأننا امرأتان (١٠) لا نطيق أن نسقي ولا نستطيع أن نزاحم الرجال وأبونا شيخ كبير وهو (١١) شعيب وهو نبي القوم ، وكلهم يحسدونه على ما أتاه الله ، قال لهما موسى : وهذا الماء لهم خاصة؟ قالتا : لا ، بل لجميع الخلق ، وكانوا إذا فرغوا عمدوا إلى حجر عظيم (١٢) يطبقونه على رأس البئر لئلا يقدر أحد على تنحيته.

فسكت موسى ، عليه‌السلام ، حتى فرغ الناس من سقي أغنامهم ، فأطبقوا (١٣) الحجر وانصرفوا ، فقام موسى وقال للمرأتين : قربا أغنامكما من الحوض ، ثم إنه تقدم إلى البئر وضرب الصخرة برجله ، فرماها أربعين ذراعا على ضعفه من الجوع ، فسقى أغنامهما (١٤) ، فلما فرغ من ذلك تولى إلى الظل وهي شجرة

__________________

(١) إلى موسى أ ج د ه : على موسى ب / / فقال ، كما أخبر الله تعالى بينهما أ د ه : وأخبره وقال ب : كما قال الله عنهما ج.

(٢) القصص : [٢٠ ـ ٢١].

(٣) يا موسى أ ب ج ه : ـ د.

(٤) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٣٩١ ؛ الثعلبي ١٠٠ ؛ المقدسي ، البدء ٣ / ٨٥ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ٩٨ ؛ النجار ١٦٤.

(٥) فإذا أ ج د ه : وإذا ب.

(٦) ونظر أ ج د ه : فنظر ب.

(٧) موسى أ ب ج ه : ـ د.

(٨) القصص : [٢٣].

(٩) يعني أ د ه : أي ب ج.

(١٠) امرأتان ب : امرأتين أ ج د ه.

(١١) وهو أ ج د ه : ـ ب / / أتاه الله أ ج د ه : + من الغنم وغيرها ب.

(١٢) حجر عظيم أ ج د ه : حجر كبير عظيم ب / / لئلا يقدر أ ج د ه : لا يقدر ب.

(١٣) فأطبقوا أ ج د ه : فاجتمعوا وطبقوا ب / / من أ د : إلى ب ج ه.

(١٤) فسقى أغناهما ، فلما فرغ من ذلك أ ج د ه : ولما فرغ من سقي أغنامهما ب.

١٧٠

كانت (١) هناك ، فقال : (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) (٢٤) (٢).

فانصرفت المرأتان إلى أبيهما شعيب ، فأخبرتاه (٣) بما كان ، فقال لإحداهما (٤) : اذهبي فأتيني به ، فأقبلت إلى موسى ، وأومأت إليه فقالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، فقام موسى ومرت المرأة بين يديه ، فكشف الريح عن ساقيها (٥) ، فقال لها موسى : تأخري ورائي ودليني على الطريق ، فتأخرت وكانت تقول : عن يمينك وشمالك (٦) وقدامك حتى وقف على باب شعيب ، فبادرت المرأة لأبيها (٧) وأخبرته ، فأذن له بالدخول ، وشعيب يومئذ شيخ كبير وقد كف بصره ، فسلم موسى عليه (٨) ، فرد عليه‌السلام وعانقه ، ثم أجلسه بين يديه ، وسأله عن حاله وقصته ، فأخبره الخبر (٩) ، فقال : لا تخف نجوت من القوم الظالمين ، ودعا له بطعام ، فأكل على اسم الله ، فلما (١٠) فرغ من أكله حمد الله وأثنى عليه بالجميل ، فقالت بنت شعيب ، واسمها صافورا : (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (٢٦) (١١). فرغب شعيب فيه لأجل قوته (١٢) وأمانته ، فقال : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ) فرضي موسى و (قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) (٢٨) (١٣) ، فرضي شعيب وجمع المؤمنين من أهل مدين وزوجه ابنته صافورا ، ودخل موسى البيت ، وأقام (١٤) يرعى غنم شعيب عشر حجج وهي عشر سنين.

__________________

(١) كانت أ ب ج ه : ـ د.

(٢) القصص : [٢٤].

(٣) فأخبرتاه أ ج د ه : وأخبرتاه ب.

(٤) لإحداهما أ : لأحدهما ب د ه : لأحدهن ج.

(٥) ساقيها أ : ساقها ب ج د ه / / ورائي أ ج د ه : خلفي ب.

(٦) وشمالك أ د ه : عن شمالك ب ج / / وقدامك أ ج د ه : خلفك وقدامك ب.

(٧) لأبيها أ د ه : إلى أبيها ب ج.

(٨) عليه أ ج : + السلام ب د ه.

(٩) الخبر أ ج د ه : بخبره وقص عليه قصته ب / / ودعا له بطعام أ د : وأتاه بطعام ب : فدعا له بطعام د ه / / فأكل على اسم الله أ ج د ه : فقال : بسم الله الرحمن الرحيم وأكل ب.

(١٠) فلما أ ج د ه : ولما ب / / الله أ ج د ه : + تعالى ب.

(١١) القصص : [٢٦].

(١٢) لأجل قوته أ د : لقوته ب ج ه.

(١٣) القصص : [٢٧ ـ ٢٨].

(١٤) وأقام أ ج د ه : وجعل.

١٧١

قصة رجوعه من أرض مدين (١)

ثم قصد موسى ، عليه‌السلام ، المسير (٢) إلى أهله ، فبكى شعيب وقال : يا موسى كيف تخرج عني وقد ضعفت وكبرت؟ فقال له (٣) : قد طالت غيبتي عن أمي وخالتي وهارون أخي وأختي فإنهم في مملكة (٤) فرعون ، فقام شعيب وبسط يديه (٥) ، وقال : يا رب إبراهيم الخليل ، وإسماعيل الصفي ، وإسحاق الذبيح ، ويعقوب الكظيم ، ويوسف الصديق ، رد قوتي وبصري ، فأمن موسى على دعائه ، فرد الله عليه بصره وقوته ثم أوصاه بابنته. وسار موسى وأهله وضرب خيمته على الوادي وأدخل أهله فيها ، وهطلت السماء بالمطر والثلج ، وكانت امرأته حاملا فأخذها الطلق ، فأراد أن يقدح فلم يظهر له نار ، فاغتم لذلك ، فإذا (٦) هو بنار من بعيد (قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (٢٩) (٧) ، فلما دنا (٨) منها رأى نارا (٩) ممتدة من السماء إلى شجرة عظيمة من العوسج (١٠) وقيل : من العناب ، فتحير وخاف ، فلما أتاها نودي من جانب الواد (١١) الأيمن من الشجرة أن : (يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) (١٦) (١٢) ، ثم قال : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨))(١٣).

__________________

(١) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٣٩٩ ؛ الثعلبي ١٠٢ ؛ المقدسي ، بدء ٣ / ٨٥ ؛ النجار ١٧٣.

(٢) المسير أ د ه : السير ب : الرجوع ج.

(٣) فقال له أ د ه : فقال موسى ب : ـ ج.

(٤) مملكة أ ج د ه : أسر ب.

(٥) بسط يديه أ ج د ه : وبسط يديه إلى ربه ب.

(٦) فإذا أ ج د ه : وإذا ب / / من بعيد أ ج د ه : من بعد ب د.

(٧) القصص : [٢٩].

(٨) فلما دنا منها أ ج د ه : + فأتى نحو النار.

(٩) نارا ممتدة أ ج د ه : نورا ممتدا ب ج د ه.

(١٠) العوسج : جنس نبات شائك من الفصيلة الباذنجية له ثمر مدور أحمر كأنه خرز العقيق ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٢ / ٣٢٤ ؛ المعجم الوسيط ٢ / ٦٢١.

(١١) من جانب الواد الأيمن أ ج د ه : من شاطىء الوادي الأيمن ب.

(١٢) طه : [١٢ ـ ١٦].

(١٣) طه : [١٧ ـ ١٨].

١٧٢

قال تعالى (١) ، عز وجل : (أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) (٢٠) (٢). فلما رآها ولى مدبرا ولم يعقب فسمع النداء : أيملك (٣) أحد الموت والحياة إلا الله ، عز وجل (٤)؟ فرجع موسى إلى موضعه والحية على حالها ، فقال عز وجل : (خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١))(٥) ، وأدخل (٦) يده في كمه ليأخذها فسمع النداء : أرأيت لو آذنت لها أن تضربك أكان يغنيك كمك (٧)؟ فكشف يده وأدخلها في فيها (٨) فإذا هي عصى ، قال الله عز وجل : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)(٩) ، أي من غير برص ، آية أخرى مع العصى ، فعند ذلك أنس موسى وذهب عنه الخوف ، قال الله تعالى (١٠) : يا موسى إني اخترتك على الناس برسالاتي وبكلامي لأبعثك لعبد من عبيدي كفر بنعمتي وتسمى باسمي واستعبد عبيدي ولو لا حلمي (١١) لأهلكته ، ولكن هان عليّ وأنا مستغن عنه أمهله لأقيم عليه حجتي فبلغه رسالاتي وادعه إلى عبادتي.

فقال موسى : (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي) (٢٨) ـ يعني ليعرفوا كلامي ـ (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢))(١٢)(١٣) يعني (١٤) عونا لي على الرسالة ، قال تعالى : (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٣٦) (١٥) ، ثم ذكر ما كان منه من قتل النفس فخافهم فقال : رب إني قتلت منهم نفسا : (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤) قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) (١٥) (١٦) ، ثم قال اذهبا ، يعني هو وهارون (١٧)(اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) (٤٣)

__________________

(١) قال تعالى أ : قال الله تعالى ب ج د ه.

(٢) طه : [١٩ ـ ٢٠].

(٣) أيملك أ ج د ه : هل يملك ب / / إلا الله أ د ه : غير الله ب ج.

(٤) عز وجل أ ج د ه : الله تعالى ب.

(٥) طه : [٢١]. (٦) وأدخل أ : فأدخل ب ج د ه.

(٧) كمك ب : ـ أ ج د ه.

(٨) فيها أ ج د ه : فمها ب / / عصى أ ج د ه : + كما كانت ب.

(٩) طه : [٢٢].

(١٠) الله تعالى أ ج د ه : ـ ب.

(١١) حلمي أ د ـ : + وكرمي ب ج.

(١٢) طه : [٢٥ ـ ٣٢].

(١٣) ليعرفوا أ ج ه : يعرفوا ب : ـ د.

(١٤) يعني أ ج د ه : + يكون ب / / قال تعالى أ ه : قال الله تعالى ب ج د.

(١٥) طه : [٣٦].

(١٦) الشعراء : [١٤ ـ ١٥].

(١٧) وهارون أ ج د ه : وأخيه هارون د.

١٧٣

(فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (٤٤) قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (٤٥) قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (٤٦) فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ)(١). وهذه المخاطبة له وحده (٢) ، والرسالة له ولأخيه هارون.

ومر موسى في المخاطبة مع ربه عز وجل وصافورا (٣) بنت شعيب قد اشتد بها الأمر (٤) في الطلق ، فسمع بأنينها سكان ذلك الوادي ، فأتوا إليها وأوقدوا عندها نارا وجلسوا إليها (٥) ، ثم أقبل موسى إلى أهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا.

قصة دخوله إلى مصر

وأوحى (٦) الله تعالى إلى هارون بقدوم أخيه موسى وهو يومئذ وزيرا من وزراء فرعون لا يفارقه ليلا ولا نهارا ، وكانت الأبواب مغلقة فاحتمله الملك إلى قارعة الطريق ثم قال له : امض يا هارون واستقبل أخاك فقال له هارون : كيف (٧) أسلك الطريق في هذا الليل وأنا لا أعرفه ، فنزل عليه جبريل وبشره بالرسالة بأخيه موسى إلى فرعون (٨) ثم احتمله الملك حتى أتى به إلى شاطىء النيل فالتقيا وتعانقا وبشره بالرسالة ، ثم أقبلا يريدان أمهما فاجتمعا بها وأخبرها موسى بما كان من أمره ، ثم حمل جبريل هارون من عند أمه إلى منزل فرعون.

ثم خرج موسى متنكرا ونظر (٩) ما أحدثه فرعون بأرض مصر من البنيان ، ثم قصد الاجتماع بفرعون ، فحضر إلى بابه ، فمنهم من يعرفه ، ومنهم من ينكره ، ثم علم به فرعون فتغير لونه (١٠) وارتعدت مفاصله ، ثم إن هامان أمسكه

__________________

(١) طه : [٤٣ ـ ٤٧].

(٢) له وحده ... مع ربه ب ج د ه : ـ أ.

(٣) وصافورا أ ج د ه : وزوجته صافورا ب.

(٤) اشتد بها الأمر في الطلق أ ج د ه : اشتد بها الطلق ب / / بأنينها أ ج د ه : أنينها ب / / ذلك أ ج د ه : ـ د.

(٥) وجلسوا إليها أ ج د ه : وجلسوا عندها ب / / إلى أهله أ ج د ه : ـ د.

(٦) وأوحى أ د : فأوحى ب ج ه / / أخيه أ ج د ه : ـ ب / / وهو يومئذ أ ج د ه : وهارون كان ب.

(٧) كيف أ ج د ه : وكيف ب.

(٨) إلى فرعون ... بأخيه موسى ب ج د ه : ـ أ.

(٩) ونظر أ ج د ه : ينظر ب.

(١٠) لونه ب : ـ أ ج د ه.

١٧٤

وحبسه وأخبر فرعون بأمره وأنه حبسه ، فدعا فرعون بالفراشين وزين قصره واستحضره (١).

فلما نظر فرعون إلى موسى (٢) عرفه ولكنه قال له : من أنت؟ قال : أنا عبد الله ورسوله وكليمه ، قال فرعون (٣) : إنك عبدي وابن أمتي ، قال موسى : إن الله (٤) أعز من أن يكون له ندا أو ضدا ، قال له فرعون : فأنت رسول / / إليّ وحدي؟ قال (٥) : إليك وإلى جميع أهل مصر ، قال له : فبماذا أرسلت ، قال : لتقولوا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن موسى عبده ورسوله ، قال له فرعون : فما حجتك فإنك لكل مدع بينة (٦) ، فقال موسى : إن أتيتك ببينة واحدة تؤمن بي؟ قال : نعم ، قال موسى : يا هارون انزل عن الكرسي (٧) ، فنزل هارون ثم قال : يا فرعون (إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ) ـ يعني بالبناء ونقل الحجارة (٨) ـ (قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ)(٩) ، فتحير (١٠) فرعون لأنه كان عنده أن هارون شاهد على أخيه لاختصاصه به وقربه منه.

ثم قال : فمن ربكما يا موسى؟ (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى)(١١) ، وكان هارون كلما تكلم أخوه موسى بشيء صدقه فيه فأعانه (١٢) عليه ، فغضب فرعون على هارون وخلع ما عليه من اللباس حتى بقي (١٣) بالسراويل ، فبادر موسى ونزع مدرعة (١٤) مما عليه فألبسها هارون ، ثم نزل

__________________

(١) واستحضره أ ج د ه : وأحضره ب.

(٢) إلى موسى ب : ـ أ ج د ه / / له أ ج د ه : ـ ب / / من أنت أ ب د : ـ ج ه.

(٣) قال فرعون أ د : فقال فرعون ب : قال له فرعون ج ه / / قال موسى أ ج د ه : فقال موسى ب.

(٤) الله أ د : عز وجل ب ج ه / / ندا أو ضدا أ ج ه : ند وضد ب : ضد وند د / / قال له فرعون أ د : فقال له فرعون ب : قال فرعون ج ه.

(٥) قال أ ج د ه : فقال موسى ب.

(٦) بينة أ ج د : بينة وبرهانا ب : ـ ه.

(٧) عن الكرسي أ ب ج د : على الكرسي ه.

(٨) الحجارة أ ج د ه : الأحجار ب.

(٩) طه : [٤٧].

(١٠) فتحير أ ج د ه : قال فتحير ب / / لأنه كان عنده أن هارون شاهد على أخيه أ ج د ه : لأن هارون كان عنده وهو يظن : أنه يساعده على أخيه ب.

(١١) طه : [٥٠].

(١٢) فأعانه أ ج د : وأعانه ب ه / / وخلع أ ج د ه : فخلع ب / / ما عليه أ ج د ه : ما كان عليه ب.

(١٣) بقي أ ج د ه : + هارون ب / / موسى أ ج د ه : + عليه‌السلام ب / / فألبسها أ ج د ه : وألبسها ب / / هارون أ د : لهارون ب ج ه.

(١٤) مدرعة : الدراعة وهي ثوب من صوف ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٨ / ٨٢ ؛ المعجم الوسيط ١ / ٢٨٠.

١٧٥

جبريل (١) بقميص من الجنة فأفرغه على هارون ، فتحير من أمره ، ثم أمر هامان بحملهما إلى داره ومداراتهما على أن يرجعا إلى طاعته ويشركهما (٢) فيما هو فيه ، فلم يلتفتا لقوله ، فجاء هامان وأخبر فرعون بامتناعهما (٣).

فأمر بإحضارهما (٤) وقال لموسى : (قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (١٨) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) ـ يعني القتل ـ (قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (٢٠) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٢١) (٥) ، يعني إليك يا فرعون ، ثم قال له : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) (٢٢) (٦) ، يعني أنك جعلت بني إسرائيل عبيدا لك تذبح أبناءهم وتستحيي نساءهم ، وكان فرعون متكئا ، فاستوى جالسا (٧) ، فقال : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) (٢٣) (٨) ، قال موسى : (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) (٢٤) (٩) ، فالتفت فرعون وقال لمن حوله (١٠) : ألا تسمعون؟ يعني إلى قول موسى ، قال موسى : (قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (٢٦) ـ قال فرعون ـ (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (٢٧) ـ قال موسى ـ (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (٢٨) قال ـ فرعون ـ (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) (٣٠) ـ يعني آية بينة ـ (قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١))(١١)(١٢).

قصة الحية واليد البيضاء (١٣)

فبينما هما في المجادلة إذا بالعصا قد اضطربت في كف موسى فناداه جبريل :

__________________

(١) جبريل أ ج د ه : + عليه‌السلام ب / / فأفرغه على هارون أ ج د ه : ـ د / / فتحير من أمره أ د ه : فتحير فرعون في أمره ب.

(٢) ويشركهما فيما هو فيه أ ج د ه : ـ ب / / لقوله أ ج د ه : إلى قوله ب / / فجاء هامان ب : ـ أ ج د ه.

(٣) بامتناعهما أ ج د ه : أهما لم يقبلا ذلك ولم يلتفتا إلى قوله.

(٤) فأمر بإحضارهما أ د ه : فأحضرهما فرعون ب : فأحضرهما ج.

(٥) الشعراء : [١٨ ـ ٢١].

(٦) الشعراء : [٢٢].

(٧) جالسا أ ب ج : فجلس د.

(٨) الشعراء : [٢٣].

(٩) الشعراء : [٢٤].

(١٠) لمن حوله أ د : إلى من حوله ب ج ه / / ألا تسمعون أ ب د : ألا تستمعون ج ه.

(١١) الشعراء : [٢٦ ـ ٣١].

(١٢) كنتم تعقلون أ ب ج د : كنتم تفعلون ه.

(١٣) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٤٠٢ ؛ الثعلبي ١٠٥ ؛ المقدسي ، البدء ٣ / ٨٧ ؛ النجار ١٨٩.

١٧٦

أن ألقها يا نبي الله (١)(فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) (٢٠) (٢) يعني ثعبان مبين أعظم ثعبان (٣) ، والناس ينظرون إليه ، وقام على رجليه حتى أشرف على الحائط ، وجعل يقلع الصخور من قصر فرعون ويهدمها ، ثم تتنفس (٤) في البيوت والمخازن (٥) ، فاشتعلت نارا ، وجعلت تهيج كما يهيج الجمل ولها صوت كالرعد (٦) ، والناس يهربون منها ، وآسية تنظر وتتعجب من ذلك ، فلما نظر فرعون إلى ذلك وثب عن سريره ، وقد أحدث في ثيابه ، وأخذت الحية ذيل ثيابه حتى رمى بنفسه خلف السرير ، وقال : يا موسى بحق التربية والرضاع وبحق آسية ، قال : فلما سمع موسى بذكر آسية صاح بالحية فأقبلت نحوه كالكلب ، فأدخل يده في فمها ، وقبض على لسانها ، فإذا هي عصا كما كانت بقدرة الله ، عز وجل (٧).

فلما نظر فرعون إلى ذلك قال : يا موسى! لقد تعلمت (٨) سحرا عظيما هل عندك غير هذا؟ قال : نعم وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها وإذا هي بيضاء ولها نورا (٩) ، ثم ردها إلى جيبه وأخرجها على لونها الأول ، فأقبل فرعون على قومه وقال : (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ (٣٥))(١٠).

قصة السحرة (١١)

ثم أقبل الملأ من قوم فرعون عليه وقالوا : أيها الملك (١٢)(إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) (٦٣) (١٣) ، وقالوا : (أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٣٦) بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (٣٧))(١٤)(١٥). فأمر فرعون بذلك

__________________

(١) يا نبي الله أ د ه : يا موسى ب : يا موسى يا نبي الله ج / / يعني أ ج د ه : أي ب.

(٢) طه : [١٩ ـ ٢٠].

(٣) أعظم ثعبان أ ج د ه : ـ ب.

(٤) ثم تتنفس أ ج د ه : وجعلت تتنفس ب.

(٥) والمخازن أ : والخزائن ب ج د ه / / فاشتعلت أ ج د ه : واشتعلت ب.

(٦) كالرعد أ ج د ه : + القاصف ب / / وآسية تنظر وتتعجب من ذلك أ ب ج ه : ـ د.

(٧) عز وجل أ ج د ه : تعالى ب.

(٨) تعلمت سحرا أ ج د ه : حويت سحرا ب / / عظيما أ ب ج ه : كثيرا د.

(٩) نورا أ : نور ب ج د ه / / الأول أ ج د ه : + كما كانت ب.

(١٠) الشعراء : [٣٥].

(١١) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٤٠٧ ؛ الثعلبي ١٠٥ ؛ النجار ١٨٩.

(١٢) الملك أ : + إن ب ج د ه.

(١٣) طه : [٦٣].

(١٤) الشعراء : [٣٦ ـ ٣٧].

(١٥) سحار القرآن ب : ساحر أ ج د ه.

١٧٧

وأرسل قصاده (١) إلى جميع البلاد ، فاجتمع إليه سبعون ألف ساحر وهم أحذق الخلق ، / / ثم بعث إلى موسى ودعاه ، وقال فرعون للسحرة : اجتهدوا أن تغلبوا موسى.

ثم اجتمع الناس في صعيد واحد لينظروا من يكون الغالب. وخرج فرعون بجنده. وأقبل (٢) موسى وهارون وقد أحدقت بهم الملائكة ، وكان السحرة قد أخرجوا ثلاثمائة وقر (٣) من الحبال والعصي ، وسحروا أعين الناس ، فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ، فامتلأ الوادي من العصي والحبال وجعلت تركض بعضها على بعض : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) (٦٧) ـ وأوحى الله إليه ـ (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (٦٨) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (٦٩))(٤) ، فزال عن موسى الخوف وقال : (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (٨١) (٥) ثم ألقى عصاه في وسط الوادي ، وبطل ما أظهروه من السحر ، فإذا (٦) حبال وعصي ، وصارت عصا موسى ثعبان لها سبع رؤوس ، ثم أتت على حبالهم وعصيهم ، فابتلعتها عن آخرها وجميع ما في الوادي (٧) من زينة فرعون ، ثم حملت على السحرة ، فولوا هاربين على وجوههم ، ثم اجتمعوا في موضع واحد وقالوا : ما هذا بسحر (٨) إنا آمنا بربنا ، ثم خرجوا جميعهم ساجدين ، فاغتم فرعون لذلك ، وقال للسحرة (٩) : (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ)(١٠) ، فقطع (١١) أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وأمر بصلبهم أجمعين.

__________________

(١) وأرسل قصاده ب : ـ أ ج د ه.

(٢) وأقبل أ ج د ه : فأقبل ب.

(٣) الوقر : الحمل الثقيل ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٥ / ٢٨٩ ؛ المعجم الوسيط ٢ / ١٠٤٩.

(٤) طه : [٦٧ ـ ٦٩].

(٥) يونس : [٨١].

(٦) فإذا أ ج د ه : وإذا هو ب.

(٧) الوادي : ب ج د ه.

(٨) بسحر أ : سحر ب ج د ه / / جميعهم أ د ه : بأجمعهم ب : أجمعهم ج.

(٩) للسحرة أ ب ج ه : ـ د / / له القرآن ب : به أ ج د ه / / علمكم السحر أ ج د ه : + فسوف تعلمون ب.

(١٠) الشعراء : [٤٩].

(١١) فقطع أ ج د ه : فأمر بقطع ب.

١٧٨

قصة الصرح (١)

ثم أقبل فرعون على هامان (٢) ، وقال له (٣) : (ابْنِ لِي صَرْحاً) ـ يعني قصرا مشيدا ـ (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً)(٤) ـ يعني في الرسالة (٥) ، فجمع هامان خمسين ألف بناء وصانع ، وأخذوا (٦) في ذلك ، وأسسوه حتى بنوا الصرح ، وارتفع في الهواء ارتفاعا لم يبلغه أحد من الخلق (٧) ، أراد الله أن يفتنهم فيه.

واشتد (٨) ذلك على موسى وهارون لأن بني إسرائيل كانوا معذبين في بنائه ، فلما فرغوا منه (٩) ارتقى فرعون فوقه ، وأخذ سهما فرمى به نحو السماء فرد إليه وهو ملطخ دما (١٠) ، قال : قد قتلت إله موسى ، ثم أمر الله جبريل ، عليه‌السلام (١١) ، أن يهدم الصرح ، فجعل عاليه سافله ، ومات كل من كان فيه من الفعلة ممن كان على دين فرعون.

قصة الآيات التسع (١٢)

ثم أخذ الله قوم فرعون بالآيات التسع وهي أنه (١٣) حبس عنهم المطر ، فأجدبت الأرض (١٤) ، وماتت المواشي ، وخرب الصرح ، وجاءهم الطوفان ، فدام عليهم ثمانية أيام بلياليها ، وبعث الله عليهم الجراد ، فأكل جميع ما عندهم ، ثم

__________________

(١) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٤٠٥ ؛ الثعلبي ١٠٧ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ١٠٤ ؛ النجار ١٨٤.

(٢) هامان : وزير فرعون الذي تولى بناء الصرح ، ينظر : الثعلبي ١٠٨.

(٣) وقال له أ ج د ه : ـ د.

(٤) غافر : [٣٦ ـ ٣٧].

(٥) الرسالة أ ج د ه : رسالته ب.

(٦) وأخذوا أ ج د ه : وأخذ ب / / وأسسوه أ د : أسسوا ج ه : ولم يزالوا ب.

(٧) من الخلق أ ج د ه : من بني آدم ب / / أراد الله أن يفتنهم فيه أ ج د ه : ـ ب.

(٨) واشتد أ ج د ه : قال : واشتد ب / / موسى وهارون أ : هارون وموسى ب ج د ه.

(٩) منه أ ج د ه : من بنائه وارتفاعه ب / / فرمى أ : ورمى ب ج د ه.

(١٠) دما أ ج د ه : بالدم ب / / قال أ ج د ه : فقال الكلب ب / / ثم أمر الله أ : فأمر الله عز وجل ب : ثم أمر الله عز وجل ج د ه.

(١١) عليه‌السلام أ : ـ ب ج د ه / / فجعل أ ج د ه : وجعل د.

(١٢) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٤١٩ ؛ الثعلبي ١٠٩ ؛ النجار ١٩٧.

(١٣) ثم أخذ الله قوم فرعون بالآيات التسع وهي أنه أ : ثم إن الله ب ج د ه / / حبس عنهم أ ج ه : حبس عن قوم فرعون ب : حبس عليهم د.

(١٤) الأرض أ ج د ه : + عليهم ب.

١٧٩

القمل (١) حتى أكل جميع ما على وجه الأرض ، ووقع في ثيابهم يقرضها ، ويقرض (٢) أيديهم ، ثم أرسل الله عليهم الضفادع ، وكانت أشد عليهم من جميع ذلك (٣) ، لأنها كانت تقتحم في الطعام وفي دورهم وفي ثيابهم ، ثم أوحى الله لموسى (٤) : (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ)(٥) ، فصار دما عبيطا (٦) من وقته ، فاشتد بهم العطش.

وكان الفرعوني والإسرائيلي يعمدان إلى موضع واحد يستقيان (٧) ، فإذا أخذ الإسرائيلي يكون ماء ، وإذا أخذ القبطي (٨) يكون دما ، فدام ذلك ثمانية أيام حتى أجهدهم (٩) العطش ، وكان بين كل آية أربعون يوما فهذه التسع آيات.

قصة المسخ وقتل آسية

ثم دعا موسى (١٠) عليهم وأمن هارون على دعائه ، فمسخ الله سبحانه وتعالى كثيرا منهم حتى أصبح الرجال والنساء والصبيان حجارة ، ثم إن آسية أظهرت الإنكار على فرعون ، وواجهته (١١) بقبح القول ، فقتلها لعنه الله ، ثم بعث الله الظلمة على أهل مصر ثلاثة أيام (١٢) ، فلم يعرفوا الليل من النهار.

قصة النيل

وانقطع عنهم النيل فضجوا إلى فرعون ، فخرج بهم على أن يجري لهم النيل ، فلما قرب من النيل أوقفهم وانفرد عنهم بحيث لا يرونه فنزل عن فرسه (١٣) ورفع

__________________

(١) ثم القمل أ ج د ه : ثم بعث الله القمل ب.

(٢) يقرضها ويقرض أ ج د ه : فقرضها وقرض ب / / وكانت أ ج د ه : فكانت ب / / أشد عليهم أ ج د ه : عليهم أشد ب.

(٣) جميع ذلك أ ج د ه : الكل ب / / في الطعام أ ج د ه : في طعامهم ب / / وفي ثيابهم أ ب ج د : ـ ه.

(٤) الله لموسى أ : الله تعالى إلى موسى ب : الله إلى موسى ج د ه.

(٥) الشعراء : [٦٣].

(٦) دما عبيطا : أي طريا ، ينظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٨١.

(٧) يستقيان ب : ـ أ ج د ه.

(٨) القبطي أ ج د ه : الفرعوني ب.

(٩) أجهدهم ب ج د ه : أجهدوا أ / / التسع آيات أ ج د ه : الآيات التسع ب.

(١٠) موسى عليهم أ : عليهم موسى ب ج د ه.

(١١) وواجهته أ ب د : وأوجعته ج : وواجعته ه / / لعنه الله أ ج : لعنة الله عليه ب د ه.

(١٢) ثلاثة أيام أ ب ج د : ـ ه.

(١٣) فنزل عن فرسه أ ج د ه : + فمرغ وجهه على الأرض ب.

١٨٠