الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ١

مجير الدين الحنبلي العليمي

الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ج ١

المؤلف:

مجير الدين الحنبلي العليمي


المحقق: عدنان يونس عبد المجيد أبو تبّانة
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة دنديس
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤
الجزء ١ الجزء ٢

يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٩) (١).

ففشى (٢) ذلك في الناس حتى بلغ الخبر إلى النمروذ فدعاه إليه فقال : يا إبراهيم أرأيت الذي (٣) بعثك وتدعو إلى عبادته وتذكر عظيم قدرته ، ما هو؟ فقال له (٤) إبراهيم : هو ربي الذي يحيي ويميت ، قال النمروذ : أنا أحيي وأميت ، قال إبراهيم : كيف تحيي وتميت؟ قال : آخذ الرجلين (٥) قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمته ثم أعفو عن الآخر فأتركه فأكون قد أحييته ، فانتقل (٦) إبراهيم إلى حجة أخرى أعجز فإن حجته كانت لازمه لأنه أراد بالإحياء ، إحياء الميت فكان له أن يقول : فأحى من أمت إن كنت صادقا ، فانتقل إلى حجة أخرى أوضح من الأولى فقال (٧) : (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ.)(٨) أي تحير واندهش وانقطعت حجته. ولما أراد إبراهيم ، عليه‌السلام ، أن يرى قومه ضعف الذي كانوا عليه (٩) وضعف الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله (١٠) وعجزها إلزاما للحجة عليهم ، فجعل ينتظر لذلك فرصة إلى أن حضر عيدا (١١) لهم ، وكان لهم في كل سنة عيد يخرجون إليه ويجتمعون فيه ، فكانوا (١٢) إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام ، فسجدوا لها ثم عادوا إلى منازلهم.

فلما كان ذلك العيد قال (١٣) أبو إبراهيم : يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا

__________________

(١) الشعراء : [٧٨ ـ ٨٩].

(٢) ففشى أ ج د ه : قال : ففشى ب / / الخبر أ ج د ه : ـ ب / / النمروذ أ ب د : لنمروذ ج ه / / فقال أ ج د ه : وقال ب.

(٣) أرأيت الذي أ ه : أرأيت الملك ب ج د / / وتدعو إلى عبادته أ ه : وتدعوا الناس إلى الناس إلى عبادته ب : وتدعو إلى عبادته طاعته ج د.

(٤) فقال له ب : فقال أ ج د ه :/ / هو ربي أ ج د ه : والذي د / / قال النمروذ أ ج د ه : فقال نمروذ ب.

(٥) الرجلين أ د : رجلين ب ج ه.

(٦) فانتقل أ ج ه : قال فأنتقل ب : وانتقل د / / أخرى ب ج : ـ أ د ه / / أعجز أ ب : لأعجز ج : أعز د ه.

(٧) فقال أ ج د ه : فقال إبراهيم ب.

(٨) البقرة : [٢٥٨].

(٩) كانوا عليه أ ب ج ه : كانوا فيه د.

(١٠) دون الله أ د : دون الله تعالى ب : دون الله عز وجل ج ه.

(١١) عيدا أ د ه : عيد ب ج.

(١٢) فكانوا أ د : وكانوا ب ج ه / / فسجدوا لها أ د : فيسجدون لها ب : فيسجدوا لها ج : فيهتدوا إليها ه / / ثم عادوا أ د : ثم يعودون ب ه : ثم يعودوا ج.

(١٣) قال أ ج د ه : + آزر ب / / يا إبراهيم أ ج ه : لإبراهيم ب : ـ د.

١٠١

أعجبك (١) ديننا ، فخرج معهم فلما كان في بعض الطريق ألقى نفسه وقال : إني سقيم فقعد ومضوا وهو صريح ، فلما مضوا نادى في آخرهم ، وقد بقي ضعفاء الناس : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) (٥٧) (٢) فسمعوا منه (٣) ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة فإذا هم قد جعلوا طعاما فوضعوه بين يدي (٤) الآلهة وقالوا : إذا رجعنا وقد باركت الآلهة في طعامنا أكلنا (٥).

فلما نظر إليها إبراهيم (٦) ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإلى ما بين أيديها من الطعام قال لهم ، على طريق الاستهزاء : (فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ.) (٩١) (٧) ، فلما (٨) لم يجبه أحد قال (٩) : (ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (٩٢) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ) (٩٣) (١٠) ، وجعل يكسرها (١١) بفأس في يده حتى إذا لم يبق إلا الصنم الأكبر علق الفأس في عنقه ثم خرج فذلك (١٢) قوله تعالى : (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ.) (٥٨) (١٣).

فلما رجع القوم من عيدهم إلى بيت آلهتهم (١٤) ورأوا أصنامهم جذاذا (١٥) إلا كبيرا لهم قالوا : (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ.) (٥٩) (١٦) ـ أي المجرمين ـ قال الذين سمعوا قول (١٧) إبراهيم ، عليه‌السلام ، وتالله لأكيدن

__________________

(١) أعجبك أ ج د ه : لأعجبك ب.

(٢) الأنبياء : [٥٧].

(٣) منه أ ج د ه : كلامه ب.

(٤) يدي أ ج د ه : أيدي ب / / وقد أ ج د ه : تكون قد ب.

(٥) أكلنا أ ج د ه : فنأكله ب.

(٦) لما نظر إليها إبراهيم ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم أ ج د ه : فلما نظر إبراهيم عليه‌السلام إلى الأصنام ب / / أيديها أ : أيديهم ب ج د ه.

(٧) الصافات : [٩١].

(٨) فلما أ ه : فلم ب : لم ج د / / لم أ ج د : فلم ب ه.

(٩) أحد قال أ ج د ه : أحد منهم فقال ب.

(١٠) الصافات : [٩٢ ـ ٩٣].

(١١) يكسرها أ د ه : يكسرهم ب ج / / إذا أ د : ـ ب ج ه / / الأكبر أ د : الكبير ب ج ه / / علق أ ج د ه : فعلق ب.

(١٢) فذلك ب : في ذلك أ ج د ه.

(١٣) الأنبياء : [٥٨].

(١٤) بيت آلهتهم أ ب ج : بيت الأصنام د ه.

(١٥) جذاذا أ : + إلا كبيرا لهم ب ج ه د.

(١٦) الأنبياء : [٥٩].

(١٧) قول أ ج د ه : كلام ب / / إبراهيم عليه‌السلام أ : + حيث قال ب ج د ه.

١٠٢

أصنامكم (١) : (سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ) ـ يعيبهم ويسبهم ـ (يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٦٠) ـ وهو الذي نطق أنه صنع (٢) هذا ، فبلغ ذلك نمروذ الجبار وأشراف قومه ـ (قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ)(٣) ـ أي ظاهرا ـ (لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) (٦١) (٤) عليه أنه الذي فعله ، كرهوا أن يأخذوه بغير بينة ، فلما أتوا به (قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ (٦٢) قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) (٦٣) (٥) غضب من أن تعبدوا معه هؤلاء الصغار وهو أكبر منها (٦) فكسرهم وأراد إبراهيم ، عليه‌السلام ، بذلك إقامة الحجة عليهم ، فذلك قوله : (فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) (٦٣) (٧) حتى يخبروا من فعل ذلك بهم (٨).

روي عن أبي (٩) هريرة ، رضي‌الله‌عنه ، أن رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «لم يكذب إبراهيم ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلا ثلاث كذبات : كذبتان (١٠) منهن في ذات الله ، عز وجل ، قوله : أني سقيم ، وقوله : بل فعله (١١) كبيرهم هذا ، وقوله لسارة : هذه أختي» (١٢) ، وليس هذا من باب الكذب الحقيقي الذي يلام (١٣) فاعله وإنما أطلق الكذب على هذا تجوزا ، ويجوز أن يكون الله ، عز وجل (١٤) ، أذن له في ذلك لقصد الصلاح وتوبيخهم والاحتجاج عليهم كما أذن ليوسف ، عليه‌السلام ، حيث أمر مناديه فقال لإخوته (١٥) : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ.) (٧٠) (١٦) ، ولم يكونوا سرقوا فرجعوا إلى أنفسهم أي تفكروا بقلوبهم ورجعوا إلى عقولهم فقالوا : ما نراه إلا كما قال إنكم

__________________

(١) أصنامكم أ : + بعد أن تولوا مدبرين ب ج د ه.

(٢) صنع أ ج د ه : فعل ب / / هذا أ ج د ه : + بآلهتنا ب.

(٣) الناس أ ب ج د : ـ ه.

(٤) الأنبياء : [٦٠].

(٥) الأنبياء : [٦٢ ـ ٦٣].

(٦) منها أ ج د ه : منهم ب.

(٧) الأنبياء : [٦٣].

(٨) ذلك هم أ ج د ه : هم ذلك ب.

(٩) روى عن أ ج د ه : روى أبو هريرة ب.

(١٠) كذبتان أ د ه : ثنتان ب ج / / وقوله ... هذا أ ب ج ه : ـ د.

(١١) بل فعله ب ج د ه : بل فعلهم أ.

(١٢) ينظر : البخاري ، الجامع ٣ / ٢٤٠ ؛ الطبري ، تاريخ ١ / ٢٤٦.

(١٣) يلام أ د : يذم ب ج : ـ ه / / أطلق أ د : إطلاق ب ج : ـ ه / / تجوزا أ د : تجوز ب : يجوز ج : ـ ه.

(١٤) عز وجل أ ج د ه : تعالى ب / / أذن له أ ج د ه : قد أذن ب / / وتوبيخهم أ ب ج د : ـ ه.

(١٥) لإخوته أ ب ج د : لأخيه ه.

(١٦) يوسف : [٧٠].

١٠٣

أنتم الظالمون ، يعني بعبادتكم من لا يتكلم ثم نكسوا على رؤوسهم أي ردوا إلى الكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم وقالوا : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ.)(١) فكيف نسألهم؟.

فلما اتجهت الحجة عليهم إلى إبراهيم (٢) ، عليه‌السلام ، (قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً)(٣) إن عبدتموه ولا يضركم إن تركتم عبادته (أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ ـ) أي نتنا وقذرا لكم ـ (وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(٤) ، فلما ألزمتهم (٥) الحجة وعجزوا عن الجواب (قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) (٦٨) (٦)(٧) ، إن كنتم ناصرين.

فلما جمع نمروذ قومه لإحراق إبراهيم ، صلوات (٨) الله وسلامه عليه ، حبسوه في بيت وبنوا بنيانا كالحظيرة (٩) قيل : طوله في السماء ثلاثون ذراعا وعرضه (١٠) عشرون ذراعا وملؤه من الحطب وأوقدوا فيه النار ليطرحوه (١١) فيها ، فلم يطيقوا لشدة الحر أن يقربوها ولا علموا كيف يلقوه فيها فجاء إبليس وعلمهم عمل المنجنيق (١٢) فعملوه. ثم عمدوا إلى إبراهيم الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، فرفعوه على رأس البنيان وقيدوه ، ثم وضعوه في المنجنيق مقيدا مغلولا وألقوه في النار فكانت عليه بردا وسلاما.

ولما أرادوا إلقاءه في النار أتاه خازن المياه فقال (١٣) : إن أردت أخمدت النار ، وأتاه (١٤) خازن الريح فقال : إن شئت طيرت النار في الهواء ، فقال إبراهيم ،

__________________

(١) الأنبياء : [٦٥].

(٢) إلى إبراهيم أ : لإبراهيم ب ج د ه.

(٣) الأنبياء : [٦٦].

(٤) الأنبياء : [٦٧].

(٥) ألزمتهم أ ج د ه : لزمتهم ب / / حرقوه أ ج د ه : أحرقوه ب.

(٦) الأنبياء : [٦٨].

(٧) فاعلين أ ج د ه : + أي ب / / ناصرين أ ج د ه : + لها ب.

(٨) صلوات الله وسلامه عليه أ ج د ه : ـ ب.

(٩) كالحظيرة أ ج د ه : كالحضيرة ب / / طوله ب ج د : طولها أ ه.

(١٠) وعرضه ب ج د : وعرضها أ ه / / وأوقدوا فيه أ ب ج د : وأوقدوا عليه ه.

(١١) ليطرحوه ... يلقوه فيها ه : ليطرحوه ... يلقوه فيه ب : ـ أ ج د / / الحر أ ج د ه : حر النار ب.

(١٢) المنجنيق : وجمعه مجانيق ، آلة من خشب لقذف الحجر على العدو من مسافات بعيدة وأصلها يوناني ، ينظر : القلقشندي ، صبح الأعشي ٢ / ١٣٧ ؛ عاشور ٤٧٧ ؛ المنجد ٧٧٦.

(١٣) فقال أ ج د ه : وقال يا إبراهيم ب / / أخمت أ ج د ه : أخمدها لك فقال لا ب.

(١٤) وأتاه أ ج ه : ثم أتاه ب د / / الريح أ د : الرياح ب ج ه / / فقال أ ج د ه : وقال ب / / طيرت أ

١٠٤

صلوات الله وسلامه عليه (١) : لا حاجة لي إليكم ، حسبي الله ونعم الوكيل.

ولما ألقي في النار كان ابن ستة عشر سنة وقد مدحه الله في كتابه العزيز بقوله تعالى : (* وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ)(٢) ، والكلمات التي ابتلاه الله بها من أجل شرائع (٣) الإسلام ومن أعز ما امتحن به أهل الإيمان ، ولذلك مدحه الله ، عز وجل (٤) ، بقوله : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (٣٧) (٥) ، ومعنى التوفية هو الإتمام لما طولب (٦) به في دينه ونفسه وماله وولده ، فأتم الجميع على الوجه المطلوب ، ولما صنع له نمروذ (٧) المنجنيق وألقاه في النار ظهر تحقيق (٨) الابتلاء وصدق الولاء ، وذلك أنه لما نزل به من عدوه ، وأنزل ووضع في المنجنيق استغاثت الملائكة قائلة : يا رب هذا خليلك قد نزل به من عدوك ما أنت أعلم به ، فقال الله تعالى لجبريل : اذهب إليه فإن استغاث بك (٩) فأغثه وإلا فاتركني وخليلي ، فتعرض له جبريل وهو يقذف به في لجة الهواء إلى النار ، وقال له : هل لك من حاجة؟ فقال : أما إليك فلا ، وأما إلى الله فبلى ، قال جبريل : فاسأل (١٠) ربك ، فقال إبراهيم : حسبي من سؤالي علمه بحالي.

فلم يستنصر بغير الله ولا جنحت همته لما سوى الله بل استسلم لحكم الله (١١) مكتفيا تدبير الله ، عز وجل ، عن تدبير نفسه ، فأثنى الله عليه بقوله تعالى : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (٣٧) (١٢) ، ونجاه من النار (١٣) ، وقال لها : (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)(١٤).

__________________

ج : + لك ب د ه.

(١) صلوات الله وسلامه عليه أ ج د ه : عليه‌السلام ب / / إليكم أ ج د : بكم ب : إليكما ه.

(٢) البقرة : [١٢٤].

(٣) أجل شرائع أ ب ج : حمله شرائع د : ـ ه / / من أجل ... الإتمام أ ب ج د : ـ ه / / ومن أعز أ ج د ه : وأعز ب.

(٤) عز وجل أ ج د ه : تعالى ب.

(٥) النجم : [٣٧].

(٦) طولب أ ب ج ه : طلب د / / دينه ونفسه وماله وولده أ ج د : دينه وماله ونفسه وولده ب ه.

(٧) نمروذ أ ج د ه : النمروذ ب.

(٨) تحقيق أ ب ج د : تحقق ه / الولاء أ ب ج د : القول ه.

(٩) بك أ ب ج د : إليك ه.

(١٠) فاسأل أ ج د ه : فسل ب.

(١١) لحكم الله أ ج د : لحكمه ب ه / / تدبير الله عز وجل أ ج د : بتدبيره ب ه.

(١٢) النجم : [٣٧].

(١٣) ونجاه من النار وقال لها أ ج د ه : فقال الله تعالى للنار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ونجاه من النار ب.

(١٤) الأنبياء : [٦٩].

١٠٥

قال كعب الأحبار (١) : جعل كل شيء يطفيء عنه النار إلا الوزغ (٢) فإنه كان ينفخ في النار ، قال الثعلبي (٣)(٤) : فلذلك أمر النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بقتلها وسماها فويسقة.

وعن علي (٥) ، رضي‌الله‌عنه ، أنه قال : إن البغال كانت تتناسل ، وكانت أسرع [٨ / ب] الدواب في نقل الحطب لنار إبراهيم ، فدعا عليها (٦) / / فقطع الله نسلها.

وقال بعض أهل العلم (٧) : لو لم يقل الله سبحانه (وَسَلاماً) لأهلكه بردها. وقيل : إنه لم يبق في ذلك الوقت نار تشتعل بمشارق (٨) الأرض ولا مغاربها إلا خمدت ظانة أنها المعينة بالخطاب.

وكان (٩) حين وضع في المنجنيق ورمي به جرد عن ثيابه ولم يترك عليه إلا (١٠) السراويل فقصد بعض السفهاء أن ينزع السراويل عنه فشلت يده ، وكان مقيدا (١١) بقيود وتلقاه جبريل ، عليه‌السلام ، فلم يضره ألم الهوى ، فلما استقر على الأرض ، وهي إذ ذاك جمرا أحمرا (١٢) يلتهب ويتوقد لم يؤثر فيه شيء من حرارة النار (١٣) ، وظهر للناظرين إليه والمراقبين له أن الأرض التي سقط عليها مخضرة مورقة (١٤)

__________________

(١) كعب الأحبار أ ج د ه : + رضي‌الله‌عنه ب / جعل أ د ه : فجعل ب : وجعل ج.

(٢) الوزغ : سام أبرص ، يطلق على الذكر والأنثى ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٨ / ٤٥٩ ؛ المعجم الوسيط ٢ / ١٠٧١ ، والخبر حديث عن الرسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رواه ابن ماجه ٢ / ٢٥٥ ؛ والإمام أحمد ٦ / ٨٣.

(٣) الثعلبي : أبو إسحاق أحمد إبراهيم الثعلبي النيسابوري المعز المشهور ، صنف كتاب التفسير الكبير ، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء ، توفي سنة ٤٢٧ ه‍ / ١٠٣٤ م ؛ ينظر : ابن خلكان ١ / ٧٩ ـ ٨٠ ؛ ابن العماد ٣ / ٢٣٠.

(٤) الثعلبي أ ج د ه : + رضي‌الله‌عنه ب.

(٥) وعن علي أ د ه : وعن علي رضي‌الله‌عنه أنه قال ب ج / / إن البغال ... لنا إبراهيم أ ب ج د : ـ ه.

(٦) فدعا عليها أ ج د ه : + إبراهيم ب.

(٧) وقال بعض أهل العلم أ د : وقال بعض العلماء ب ج ه.

(٨) بمشارق أ ب ج د : لا في المشارق ه.

(٩) وكان أ ج د ه : + إبراهيم ب / / جرد عن أ د ه : جرد عنه ب : جرد عنه ج.

(١٠) إلا أ ج د ه : سوى ب / / يده أ ج د ه : يداه ب.

(١١) مقيدا أ ب ج ه : + مغلولا د. / / وتلقاه أ ج د ه : فتلقاه ب / / فلم أ د : ولم ب : ـ ج ه.

(١٢) أحمرا أ ج د ه : أحمر ب / / يلتهب ويتوق أ د ه : تلتهب وتتوقد ب ج / / ولم يؤثر أ د ه : فلم يؤثر ب ج.

(١٣) حرارة النار أ ج د : حرارتها ب ه / / للناظرين إليه أ ب : للرائين ج د ه / / والمراقبين له أ ج د ه : ـ ب.

(١٤) مورقة أ ج : مونقة ب د ه.

١٠٦

وجليسه جليس صالح حسن الوجه والهيئة كأحسن ما رآه (١) راء ، ثم ألبسه قميصا من ثياب الجنة وفك قيده وآنسه وقال له : ربك يقرئك السلام ويقول لك : أما علمت أن النار (٢) لا تضر أحبابي؟ فقال ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) : حسبي الله ونعم الوكيل.

وكان ، عليه‌السلام ، أول من جرد (٤) ثيابه في سبيل الله فلذلك كساه الله وادخر (٥) له كسوة يكتسي بها أول الخلق يوم القيامة كل ذلك وهو بمشهد من الخلق ينظرون إليه ، فلما رأوه (٦) وقد أكرمه الله بما أكرمه به آمن بالله جمع كبير في سر (٧) خوفا من النمروذ.

وخرج إبراهيم من مكانه وهو يمشي (٨) وفارقه جبريل ، عليه‌السلام ، فأقبل نحو منزله فأرسل إليه النمروذ (٩) وسأله عن كسوته ورفيقه فقال : إنه ملك أرسله إليّ ربي ، وقص عليه القصة (١٠) ، فقال نمروذ : إن إلهك الذي تعبده لإله عظيم وإني مقرب قربانا إليه لما رأيت (١١) من عزته وقدرته فيما صنع بك حين أبيت (١٢) إلا عبادته ، فقرب أربعة آلاف بقرة ، ثم احترم إبراهيم بعد ذلك وكف عنه.

وقد عذب الله النمروذ بإرسال (١٣) البعوض عليه وعلى جيشه فأكلت لحومهم ودماءهم (١٤) ، وتركتهم عظاما ، ودخلت واحدة منها في منخر الملك نمروذ ، فلبثت في منخره أربعمائة (١٥) سنة عذبه الله تعالى بها ، فكان يضرب رأسه بالمرازب (١٦) في

__________________

(١) رآه أ+ راء ب ج د ه / / وقال له أ ج د ه : وقال له جليسه ب.

(٢) النار أ ب ج ه : ـ د.

(٣) فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم أ ج د ه : فقال الخليل عليه‌السلام ب.

(٤) جرد أ ب ج د : تجرد ه / / سبيل الله أ ج د ه : + تعالى ب.

(٥) وادخر أ ب ج د : ـ ه / / يكتسي أ ب د : يكسى ج ه / / وهو أ ب ج د : ـ ه.

(٦) رأوه أ : رآه قومه ب ه : رأوه قومه ج.

(٧) في سر أ ب ج ه : في السر د / / النمروذ أ د ه : نمروذ ب ج.

(٨) وهو يمشي ب ج ه : يمشي أ د.

(٩) النمروذ أ ج د ه : نمروذ ب / / وسأله أ د ه : يسأله ب ج / / ورفيقه أ ج د ه : وعن رفيقه ب.

(١٠) القصة أ ج د ه : قصته ب / / فقال نمروذ أ د ه : فقال له نمروذ ب ج.

(١١) لما رأيت أ ج د ه : وذلك لما رأيت ب.

(١٢) حين أبيت أ ب ج د : حتى أبيت د.

(١٣) بإرسال أ ج د ه : بإرساله د / / عليه وعلى جيشه أ ج د ه : عليه وعلى حاشيته وجيوشه ب.

(١٤) دماءهم أ ج ه : شربت دماءهم ب د.

(١٥) أربعمائة أ ب ج ه : أربعين سنة د / / الله تعالى ه : الله ب : الله عز وجل أ ج د.

(١٦) المرازب : مفردها المرزبة : مشددة الباء ، عصية من حديد ، والعامة تستعملها للعصا القصيرة الغليظة ، جمعها مرازب ، ينظر : الحسيني ٤٦٠.

١٠٧

المدة كلها حتى أهلكه الله ، عز وجل ، وسلط الله على مدينة كوثا (١) الزلازل حتى خربت.

قال الثعلبي (٢)(٣) : لما حاجة إبراهيم في ربه قال النمروذ : إن كان ما يقول حقا فلا أنتهي حتى أعلم ما في السماوات ، فبنى صرحا عظيما ببابل (٤) ورام الصعود (٥) إلى السماء لينظر إلى إله إبراهيم ، عليه‌السلام ، واختلف في طول الصرح في السماء فقيل : خمسة آلاف ذراع ، وقيل : فرسخا (٦).

ثم عمد إلى أربعة أفراخ من النسور وأطعمها (٧) اللحم والخبز حتى كبرت ، ثم قعد في تابوت ومعه غلام له (٨) وقد حمل القوس والنشاب ، وجعل لذلك التابوت بابا من أعلاه وبابا من أسفله ، ثم ربط التابوت بأرجل النسور وعلق اللحم على عصي فوق التابوت ، ثم خلى عن النسور فطارت (٩) النسور ، طمعا في اللحم حتى أبعدت في الهواء ، وحالت الريح بينها وبين الطيران ، فقال لغلامه : افتح الباب الأعلى فانظر ، ففتح (١٠) فإذا السماء كهيئتها ، وفتح الباب الأسفل فإذا الأرض سوداء مظلمة ، ونودي : أيها الطاغي (١١) أين تريد؟ فأمر عند ذلك غلامه (١٢) فرمى بسهم فعاد إليه السهم متلطخا بالدم ، فقال : كفيت شر (١٣) إله السماء.

__________________

(١) كوثا : قرية في العراق فيها تلال من رماد ، يقال : إنه رمال النار التي أوقدها نمروذ لإحراق إبراهيم ، عليه‌السلام ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٤ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ؛ القزويني ٤٤٩ ؛ البغدادي ، مراصد ٣ / ١١٨٥ ؛ القرماني ٣ / ٤٥١.

(٢) ينظر : الثعلبي ٥٧.

(٣) الثعلبي أ ج د ه : + رضي‌الله‌عنه ب / / النمروذ أ ج د ه : نمروذ ب / / إن كان ما يقول أ د ه : ما تقول ب ج.

(٤) بابل : اسم ناحية في العراق ومنها الكوفة والحلة ، وهي المدينة الشهيرة بالخراب قرب الحلة ، يقال : إن إبراهيم ولد فيها ، ينظر : البغدادي ، مراصد ١ / ١٤٥ ؛ الحميري ٧٣ ؛ القرماني ٣ / ٣٢٤.

(٥) الصعود أ ج د ه : + منه ب / / لينظر أ د ه : لنظر ب ج / / عليه‌السلام ... إلى الشام أ ب ج د ه : ـ ج.

(٦) فرسخا أ : فرسخان ب د ه : ـ ج.

(٧) وأطعمها أ د ه : فأطعمها ب : ـ ج.

(٨) غلام له أ ب د : غلامه ه : ـ ج / / وقد أ ج د ه : قد ب / / النشاب أ د ه : + معه ب : ـ ج.

(٩) فطارت أ : + النسور ب د ه : ـ ج.

(١٠) ففتح أ د ه : ففتحه ب : ـ ج.

(١١) أيها الطاغي أ د ه : أيها العاصي ه : ـ ج.

(١٢) فأمر عند ذلك غلامه أ د ه : فعند ذلك أمر غلامه ب : ـ ج / / بسهم أ د ه : سهما ب : ـ ج / / فعاد إليه السهم متلطخا أ ج د ه : فعاد السهم إليه وهو ملطخ ب.

(١٣) شر ب د ه : شغل أ : ـ ج.

١٠٨

واختلف في ذلك السهم بأي شيء تلطخ فقيل : سمكة في السماء من بحر معلق في الهواء ، وقيل : أصاب طيرا من الطيور فتلطخ بدمه.

ثم أمر نمروذ غلامه أن يصوب العصي ، وينكس اللحم ففعل ذلك ، فهبطت النسور بالتابوت ، فسمعت الجبال خفقان هبوط (١) التابوت والنسور ، ففزعت وظنت أن (٢) قد حدث في السماء أمرا أو أن الساعة قد قامت ، فذلك قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) (٤٦) (٣).

ثم أرسل الله ريحا على صرح نمروذ (٤) ، فألقت رأسه في البحر ، وانكفأت بيوتهم ، وأخذت نمروذ الرجفة ، وتبلبلت ألسن الناس حين سقط الصرح من الفزع ، فتكلموا بثلاثة وسبعين (٥) لسانا ، فلذلك سميت بابل لتبلبل الألسنة بها.

واستجاب لإبراهيم ، عليه‌السلام ، رجال (٦) من قومه حين / / رأوا صنع الله ، [٩ / أ] عز وجل ، من برد النار عليه (٧) وغير ذلك من المعجزات ، فآمن به لوط وهو ابن أخيه ، وآمنت به سارة زوجته ، وقد ذكر المؤرخون (٨) والمفسرون (٩) قصة إبراهيم ، عليه‌السلام ، مع نمروذ (١٠) وما وقع له بأبسط من هذا والغرض في هذا الكتاب الاختصار ، والله المستعان.

ذكر هجرة (١١) إبراهيم الخليل عليه‌السلام

لما نجى (١٢) الله خليله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من النمروذ الجبار ، استجاب له رجال من قومه (١٣) على خوف من نمروذ وملأه ، ثم إن إبراهيم ومن كان آمن معه من

__________________

(١) خفقان هبوط ب د : ـ أ ج ه.

(٢) أن أ د ه : أنه ب : ـ ج / / أمرا أ د ه : حادث ب : ـ ج.

(٣) إبراهيم : [٤٦].

(٤) أرسل الله ريحا على صرح نمورذ أ د ه : أرسل الله تعالى على صرح نمروذ ريحا ب : ـ ج.

(٥) بثلاثة وسبعين أ د : بثلاث وسبعين ب : باثنتين وسبعين ه : ـ ج.

(٦) رجال أ د ه : جماعة ب : ـ ج.

(٧) عليه أ د ه : ـ ب ج.

(٨) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٢٤٠ ـ ٢٥٠ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ٥٣ ـ ٥٨.

(٩) ينظر : ابن كثير ، تفسير ١ / ١٦٧ ـ ١٦٩.

(١٠) نمروذ أ د ه : + وأخباره ب : ـ ج.

(١١) هجرة أ ب د : هجرته ه : ـ ج.

(١٢) نجى أ ب د : نجاه ه : ـ ج / / الله أ د : + تعالى ب ه : ـ ج / / خليله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من النمروذ أ د ه : خليله من نار النمروذ ب : ـ ج.

(١٣) رجال من قومه أ د ه : رجال وآمن معه قوم ب : ـ ج.

١٠٩

أصحابه (١) أجمعوا على فراق نمروذ وقومهم ، فقالوا لقومهم : (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ)(٢) ، فخرج (٣) هو وأهله ومن معه من قومه فنزل الرّها (٤)(٥) ثم سار إلى مصر ، ويقال : إلى بعلبك (٦) ، وصاحبها (٧) فرعون ، فذكر لفرعون جمال سارة زوج الخليل ، عليه‌السلام ، وهي ابنة عمه هاران (٨) ، فسأل إبراهيم عنها فقال : هذه أختي ، يعني في الإسلام ، خوفا أن يقتله ، فقال له : زينها وأرسلها إليّ.

فأقبلت سارة إلى الجبار ، وقام إبراهيم يصلي ، فلما دخلت عليه ورآها ، أهوى إليها ليتناولها (٩) بيده فأيبس الله يده ورجله ، فلما تخلى عنها أطلقه الله (١٠) ، وتكرر ذلك منه ، فأطلقها ووهبها هاجر.

وفي بعض الأخبار أن الله تعالى رفع الحجاب بين إبراهيم وسارة (١١) حتى ينظر لها (١٢) من وقت خروجها من عنده إلى وقت انصرافها كرامة لهما صلوات الله عليهما وتطيبا لقلب إبراهيم ، عليه‌السلام.

ثم سار إبراهيم من مصر إلى الشام وأقام (١٣) بين الرملة وإيلياء ، فهو أول من هاجر من موطنه (١٤) في ذات الله حفظا لإيمانه. ولما نزل في الموضع الذي يعرف بوادي السبع (١٥) وهو شاب لا مال له ، فأقام حتى كثر ماله وشاخ وضاق على أهل

__________________

(١) أصحابه أ ب : الصحابة د ه : ـ ج.

(٢) الممتحنة : [٤].

(٣) فخرج أ ه : ورحل إبراهيم ب : وخرج إبراهيم د : ـ ج.

(٤) فنزل الرها أ ج د ه : فنزلوا بالرها ب / / سار أ ب د : ساروا ه : ـ ج.

(٥) الرها : بضم أوله ويمد ويقصر : مدينة بالجزيرة فوق حران بينهما ستة فراسخ ، ذات عيون كثيرة ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٣ / ١٢٠ ؛ الصوري ٢ / ٢٦٥ ؛ البغدادي ، مراصد ٢ / ٦٤٤ ؛ الحميري ٢٧٣.

(٦) بعلبك : مدينة في شرقي لبنان على طريق دمشق ، فيها أبنية أعجمية وآثار وقصور ، ينظر : البكري ، معجم البلدان ١ / ٣٦٠ ؛ البغدادي ، مراصد ١ / ٢٠٨ ؛ الحميري ، ١٠٩ ؛ القرماني ٣ / ٣٢١.

(٧) وصاحبها أ د ه : + يومئذ ب : ـ ج / / جمال سارة أ د : حسن سارة وجمالها ب ه : ـ ج / / زوج أ د : زوجة ب ه.

(٨) هاران أ ب د : هاردن ه : ـ ج / / فسأل أ د ه : فسئل ب : ـ ج.

(٩) إليها ليتناولها أ د ه : أراد أن يتناولها ب : ـ ج / / ورجله أ د ه : وجله ب : ـ ج.

(١٠) أطلقه الله ... ووهبها هاجرا أ د ه : أطلق الله يده ورجله ب : ج.

(١١) وسارة أ ه : وبين سارة ب د ج.

(١٢) لها أ : إليها ب د ه : ـ ج / / لهما أ ه : لها ب د : ـ ج.

(١٣) وأقام أ ج د ه : أقام ب.

(١٤) موطنه أ ه : وطنه ب ج د / / في الموضع أ د ه : بالموضع ب ج.

(١٥) وادي السبع : نسبة إلى بئر السبع ، وهي منطقة تشمل جميع الأراضي بين غزة والخليل ، ينظر : الدباغ ١ / ١٢٢.

١١٠

الموضع (١) مواضعهم من كثرة ماله ومواشيه. فقالوا له : ارحل (٢) عنا فقد آذيتنا بمالك أيها الشيخ الصالح ، وكانوا يسمونه بذلك ، فقال لهم : نعم (٣) ، فلما همّ بالرحيل ، قال بعضهم لبعض : جاءنا وهو فقير وقد جمع عندنا هذا المال كله فلو قلنا له (٤) أعطنا شطر مالك وخذ شطر ، فقالوا له ذلك ، فقال لهم ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) : صدقتم جئتكم وكنت شابا فردوا عليّ شبابي وخذوا ما شئتم من مالي فخصمهم ورحل (٦).

فلما كان وقت ورود (٧) الغنم الماء جاءوا يستقون فإذا الآبار قد جفت ، فقال بعضهم لبعض : الحقوا الشيخ الصالح (٨) واسألوه الرجوع إلى موضعه فإنه إن لم يرجع هلكنا وهلكت مواشينا ، فلحقوه فوجدوه بالموضع (٩) الذي يعرف بالمغار (١٠)(١١) ، وسألوه أن يرجع ، فقال : إني لست براجع ، ودفع إليهم سبع شياة من غنمه ، فقال (١٢) : أوقفوا كل شاة على بئر فإن الماء يرجع وإنما سمي ذلك الوادي واد السبع لأنه دفع إليهم سبع شياة من غنمه ، وقال لهم : اذهبوا بها معكم فإنكم إذا أوردتموها البئر ظهر الماء (١٣) ، حتى يكون عينا معينا طاهرا (١٤) كما كان ، فاشربوا ولا يقربها امرأة حائض.

فرجعوا بالأغنام ، فلما وقفت على البئر ظهر الماء ، فكانوا يشربون

__________________

(١) على أهل الموضع أ ج د ه : أهل البلد ب.

(٢) ارحل أ ج د ه : يا شيخ ارحل ب.

(٣) نعم أ ج د ه : + أرحل عنكم ب / / جاءنا أ ج د ه : أنه قد جاء عندنا ب.

(٤) فلو قلنا له أ ب ج د : فقولوا له ه / / شطر أ ج د ه : الشطر ب.

(٥) صلى‌الله‌عليه‌وسلم أ ج د ه : ـ ب / / صدقتم أ د ه : يا قوم صدقتكم ب ج / / وكنت شابا أ ج د ه : + واليوم صرت شيخا ب.

(٦) ورحل أ ج د ه : + عنهم ب.

(٧) ورود أ ج د ه : ورد ب.

(٨) الشيخ الصالح أ ج د ه : + الذي كنتم في بركته ب / / الرجوع ب : أن يرجع أ ج د ه.

(٩) بالموضع أ ج د ه : في الموضع ب / / الذي يعرف أ ج د ه : المسمى ب.

(١٠) بالمغار أ ج د : بالغار ب : بالمغارة ه / / يرجع أ ج د ه : الرجوع ب / / فقال أ ج د ه : وقال لهم ب / / إليهم أ ج د ه : لهم ب.

(١١) المغار : قرية فلسطينية محتلة منذ عام ١٩٤٨ م ، وهي من قرى قضاء الرملة وكانت منزلا لقبيلة لخم ، ينظر : الدباغ ، ٤ / ٥٩٩ ؛ شرّاب ٦٨٢.

(١٢) فقال : أوقفوا ... من غنمه أ ج د ه : ـ ب.

(١٣) ظهر الماء أ ج د ه : ظهر لكم الماء / / حتى يكون عينا ... ظهر الماء أ ب ج د ه : ـ د.

(١٤) معينا طاهرا كما كان أ ج د ه : ـ ب / / فاشربوا أ ج د ه : فاملؤوا واشربوا واسقوا مواشيكم ب.

١١١

منها وهي على تلك الحالة (١) حتى أتت امرأة حائض واغترفت منها فغاض (٢) ماؤها.

ورحل إبراهيم ، عليه‌السلام ، ونزل اللجون (٣) ، فأقام (٤) بها ما شاء الله (٥) ، ثم أوحى الله إليه أن انزل حبرى ، فرحل ونزل عليه جبريل ، عليه‌السلام ، وميكائيل ، عليه‌السلام ، بحبرى وهما يريدان قوم لوط ، عليه‌السلام ، فخرج إبراهيم ، عليه‌السلام ، ليذبح (٦) العجل ، فانفلت منه ، ولم يزل حتى دخل مغارة حبرون (٧) ، فنودي : يا إبراهيم سلم على عظام أبيك آدم ، عليه‌السلام ، فوقع ذلك في نفسه (٨) ، ثم ذبح العجل وقربه إليهم ، وكان من شأنه ما نص الله ، عز وجل ، في كتابه (٩) ، وسنذكر ملخص القصة عند ذكر سيدنا إسحاق ، عليه‌السلام.

فمضى إبراهيم معهم إلى قرب ديار قوم لوط ، فقالوا له : أقعدها هنا ، فقعد وسمع صوت الديكة (١٠) في السماء ، فقال : هذا هو الحق اليقين ، فأيقن بهلاك القوم ، فسمي ذلك الموضع مسجد اليقين (١١) ، وهو على نحو فرسخ من بلد سيدنا الخليل (١٢) ، عليه‌السلام ، ثم رجع إبراهيم ، عليه‌السلام ، ويأتي (١٣) ذكر القصة ملخصا عند ذكر سيدنا لوط ، عليه‌السلام.

__________________

(١) وهي على تلك الحالة أ ج د ه : وهي على حالها لم تنقص أبدا واستمرت على تلك الحالة ب.

(٢) فغاض أ ب ج د : فغار ه.

(٣) اللجون : بلد بالأردن بينه وبين طبرية عشرون ميلا مر بها إبراهيم الخليل ، عليه‌السلام ، حين خرج من مصر ، ينظر : البغدادي ، مراصد ٣ / ١٢٠٠ ؛ أبو الفداء ، تقويم ٢٢٧.

(٤) فأقام أ ج د : وأقام ب ه.

(٥) الله أ ج د ه : + تعالى ب / / فرحل ونزل أ ج د ه : فنزل بها ب / / جبريل عليه‌السلام وميكائيل عليه‌السلام أ ج د ه : جبريل وميكائيل عليهما‌السلام ب / / عليه‌السلام أ ج د ه : ـ ب.

(٦) ليذبح العجل أ ج ه : ليذبح لهم عجلا ب : ـ د / / فانفلت أ ج د ه : + العجل ب.

(٧) حبرون : هو اسم لمدينة إبراهيم عليه‌السلام ، وغلب عليها اسمها الخليل ، ويقال حبرى ، ينظر : البغدادي ، مراصد ١ / ٣٧٦.

(٨) في نفسه أ ج د ه : في نفس إبراهيم عليه‌السلام ب.

(٩) كتابه أ د ه : + العزيز ب ج.

(١٠) صوت الديكة أ ب ج ه : صوت الملائكة د.

(١١) مسجد اليقين : لا تزال آثاره موجودة في قرية بني نعيم شرقي الخليل ، وبه قبر يقال إنه لسيدنا لوط ، عليه‌السلام ، المحقق.

(١٢) الخليل أ ج د ه : إبراهيم الخليل ب / / عليه‌السلام أ ج د ه : ـ ب / / إبراهيم أ ج د ه :+ الخليل ب.

(١٣) ويأتي أ ج د : وسيأتي ب ه.

١١٢

قصة بناء الكعبة المشرفة وذكر إسماعيل عليه‌السلام

قد تقدم أن إبراهيم الخليل ، عليه‌السلام ، لما سار إلى مصر ومعه زوجته سارة ، ووهبها (١) فرعون مصر هاجر ، فلما قدم إلى الشام ، وأقام بين الرملة وإيلياء (٢) ، وكانت سارة لا تحمل ، فوهبت هاجر لإبراهيم ، عليه‌السلام ، فوقع عليها (٣) ، فولدت إسماعيل ، عليه‌السلام ، ومعنى إسماعيل بالعبراني : مطيع الله ، وكانت ولادته لمضي ست وثمانين سنة من عمر إبراهيم (٤).

فحزنت (٥) سارة لذلك ، ووهبها الله إسحاق ولدته ولها تسعون سنة ، ثم غارت سارة من هاجر وابنها (٦) ، وطلبت من إبراهيم أن يخرجهما عنها ، فسار بهما إلى الحجاز (٧) ، وتركهما بمكة بإذن الله تعالى ، وليس بمكة يومئذ أحد ولا بها ماء ، ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء (٨) فيه ماء ، ثم قفل إبراهيم ، عليه‌السلام ، منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ وقالت له ذلك مرارا ، وهو لا يلتفت إليها فقالت له : الله أمرك بهذا؟ قال : نعم ، فقالت : إذا لا يضيعنا الله ، ثم رجعت فانطلق إبراهيم ، عليه‌السلام ، حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه ، استقبل القبلة بوجهه ، ثم دعا بهذه لدعوات ، ورفع يديه فقال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (٣٧) (٩).

وجعلت أم إسماعيل ، عليه‌السلام ، ترضعه وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء ، وعطش ابنها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى ، فانطلقت كراهة أن تنظر

__________________

(١) ووهبها ب : وهبها أ ج د ه.

(٢) وإيلياء أ ج د ه : إيلياء ب / / لا تحمل أ ج د : لا تحبل ب ه / / فوهبت أ ج د ه : وهبت ب.

(٣) فوقع عليها أ ج د : فواقعها ب ه / / فولدت أ ج د ه : وولادت ب / / بالعبراني أ ج : بالعبرانية ب د ه.

(٤) إبراهيم أ ج د ه : + عليه‌السلام ب.

(٥) فحزنت أ ج د : فغارت وحزنت ب ه.

(٦) وابنها أ ج د : ومن ولدها ب ه.

(٧) فسار بهما إلى الحجاز أ ج د ه : فأخذهما إبراهيم وسار بهما إلى أرض الحجاز ب / / بمكة أ ج د ه : + وذلك كله ب.

(٨) وسقاه أ ب ج د : وإناء ه.

(٩) إبراهيم : [٣٧].

١١٣

إليه (١) ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر (٢) إليه ، هل ترى أحدا؟ فلم تر أحدا ، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي ، رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة فقامت عليها ، ونظرت هل ترى أحدا؟ فلم تر أحدا ، ففعلت ذلك سبع مرات ، قال ابن عباس (٣) : قال النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فلذلك سعى الناس بينهما» (٤) ، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا ، فقالت : صه (٥) ، تريد نفسها ، ثم تسمعت فسمعت أيضا (٦) ، فقالت : قد سمعت إن كان عندك غوث فأغث ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه ـ أو قال بجناحه ـ حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوطه وتقول بيدها (٧) هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تقول بعد ما تغرف : زم زم.

قال ابن عباس ، رضي‌الله‌عنه : قال النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ، أو قال : لو لم تغرف من الماء ، لكانت زمزم عينا معينا» (٨).

قال : فشربت وأرضعت ولدها (٩) فقال لها الملك : لا تخافي الضيعة فإن هاهنا بيت الله ، عز وجل (١٠) ، يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وأن الله لا يضيع أهله ، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه (١١) وشماله.

ثم نزل هناك أبيات من جرهم ، وشب إسماعيل ، عليه‌السلام ، وتعلم العربية منهم ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ، وماتت هاجر (١٢) ، فجاء إبراهيم ، عليه‌السلام ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته فقالت : خرج يبتغي لنا الصيد ، ثم سألهم (١٣) عن عيشتهم فقالت : نحن بشر وشكت إليه بعلها ، فقال لها : إذا جاء

__________________

(١) تنظر إليه أ ج د ه : + وهو على تلك الحالة ب / / يليها أ د ه : إليها ب ج.

(٢) تنظر أ ج د ه : وجعلت تنظر ب / / فلم تر أحدا أ ج د ه : لعلها تنظر أحدا ب.

(٣) عباس أ ج د ه : + رضي‌الله‌عنهما.

(٤) ابن كثير : قصص الأنبياء ١٤٦.

(٥) صه أ د : مه ب ج ه.

(٦) فسمعت أيضا أ د ه : فسمعت الصوت ثانيا ب ج.

(٧) بيدها أ ج د ه : بيديها ب.

(٨) البخاري ٢ / ٥٣ ؛ باب المساقاة.

(٩) ولدها أ ج د : ابنها ب ه.

(١٠) بيت الله عز وجل أ ج د ه : بيت الله الحرام ب / / يبنيه أ ج د ه : وسيبنيه ب.

(١١) يمينه ب : يمنه أ ج د ه.

(١٢) هاجر أ ج د ه : أمه ب.

(١٣) ثم سألهم أ ج د : ثم سألها ب ه.

١١٤

زوجك اقرئي عليه‌السلام (١) وقولي له يغير عتبة بابه.

فلما جاء إسماعيل أخبرته بما كان ، قال : ذلك كان أبي (٢) قد أمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك ، فطلقها وتزوج منهم أخرى (٣).

فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله تعالى ، ثم أتاهم بعد ذلك فلم يجده ، فسأله امرأته فقالت : خرج يبتغي لنا رزقا (٤) ، قال : كيف أنتم؟ فقالت : نحن بسعة وخير من الله تعالى (٥) ، وأثنت على بعلها خيرا ، وشكرت الله تعالى ، فقال (٦) : ما طعامكم؟ قالت : اللحم ، قال : فما شرابكم؟ قالت : الماء ، قال : اللهم بارك لهم في اللحم والماء ، ثم قال لها (٧) : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه (٨) السلام وامريه / / أن [١٠ / أ] يثبت عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل أخبرته بما كان (٩) ، قال : ذلك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك.

ثم لبث عنهم (١٠) ما شاء الله ، ثم جاء وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد (١١) والولد بالوالد (١٢) ، ثم شرعا في بناء الكعبة.

وقد اختلف في أول من بنى الكعبة ، فقيل : الملائكة بإذن الله تعالى ، وقيل : آدم ، عليه‌السلام ، واندرس (١٣) زمن الطوفان ، ثم أظهره الله ، عز وجل ، ...

__________________

(١) أقرئي عليه‌السلام أ د : فاقرئيه السلام ب : ـ ج ه.

(٢) ذلك كان أ د ه : ـ ب ج / / قد أ ج د : ـ ب ه.

(٣) وتزوج منهم أخرى أ : وتزوج بأخرى منهم ب د ه : تزوج غيرها د.

(٤) رزقا أ : صيدا ب : الصيد ج د ه / / قال أ ج د ه : فقال لها ب.

(٥) من الله تعالى ب : ـ أ ج د ه / / وأثنت على بعلها خيرا وشكرت الله تعالى ب د : وأثنت على الله عز وجل أ ه : ـ ج.

(٦) فقال أ د ه : + لها ب : ـ ج / / قال أ د ه : فقال ب : ـ ج.

(٧) ثم قال لها ب د ه : ـ أ ج.

(٨) عليه أ د ه : + مني ب : ـ ج.

(٩) كان أ د ه : قال ب : ـ ج / / قال أ د ه : فقال ب : ـ ج.

(١٠) ثم لبث عنهم أ د ه : ثم إنه لبث ب : ـ ج / / ثم لبث عنهم ... فجعل إبراهيم يبنيه أ ب د ه : ـ ج / / جاء أ : + بعد ذلك ب د ه : ـ ج / / وإسماعيل أ د ه : وكان إسماعيل ب : ـ ج / / نبلا أ ج د ه : + له ب.

(١١) كما يصنع الوالد بالولد أ ب د : فصنع إليه ه : ـ ج.

(١٢) والولد بالوالد أ ب ه : ـ ج د.

(١٣) واندرس من أ د : ولكن اندرس في زمان ب ه : ـ ج / / عز وجل أ د ه : تعالى ب : ـ ج.

١١٥

لإبراهيم (١) ، عليه‌السلام ، وقصة بناء إبراهيم ، عليه‌السلام ، مشهورة وملخصها :

إن إبراهيم لما سار من الشام وقدم مكة قال : يا إسماعيل إن الله أمرني أن أبني له هنا بيتا (٢) ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها ، فقال إسماعيل : أطع ربك (٣) ، فقال إبراهيم : وقد أمرك أن تعينني ، فقال : إذا أفعل ، فجعل (٤) إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجارة وكانا كلما بنيا دعيا فقالا : (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (١٢٧) (٥) ، وكان وقوف إبراهيم (٦) على حجر وهو يبني ، وذلك الموضع هو مقام إبراهيم ، واستمر البيت على ما بناه (٧) إبراهيم إلى أن هدمته قريش سنة خمس وثلاثين من مولد رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبنوه.

وكان بناء الكعبة بعد مضي مائة سنة من عمر إبراهيم (٨) ، فيكون بالتقريب بين بناء الكعبة وبين الهجرة الشريفة ألفان وسبعمائة وثلاث وتسعون سنة ، وقد مضى (٩) من الهجرة إلى عصرنا هذا تسعمائة سنة كاملة ، فيكون الماضي من بناء إبراهيم الخليل الكعبة الشريفة (١٠) إلى آخر سنة تسعمائة من الهجرة الشريفة ثلاثة آلاف وستمائة وثلاث وتسعين سنة ، والله أعلم.

وسيأتي ذكر ما وقع في الكعبة الشريفة من الهدم والبناء في السيرة الشريفة المحمدية ، وفي ذكر بناء عبد الملك بن مروان مسجد (١١) بيت المقدس ، إن شاء الله تعالى.

قصة الذبيح

ثم أمر الله ، عز وجل ، إبراهيم ، عليه‌السلام ، أن يذبح ولده ، وفداه الله بكبش ، وقد اختلف في الذبيح هل هو إسحاق أم إسماعيل؟. فأهل

__________________

(١) لإبراهيم عليه‌السلام أ : + حتى بناه ب د ه : ـ ج / / إبراهيم أ د ه : + عليه‌السلام ب.

(٢) هنا بيتا أ : بيتا ها هنا ب : ها هنا بيتا د ه : ـ ج / / فقال أ د ه : + إسماعيل ب : ـ ج.

(٣) أطع ربك أ د ه : السمع والطاعة لما قال ربنا ب : ـ ج / / فقال أ د ه : قال ب : ـ ج.

(٤) فجعل أ ب د : وجعل ه : ـ ج / / يبنيه أ د ه : يبني ب : ـ ج / / وكانا أ ج د ه : فكانا ب / / دعيا أ ج د ه : دعوا ب.

(٥) البقرة : [١٢٧].

(٦) إبراهيم ب د ه : ـ أ ج.

(٧) ما بناه أ ب ه : بناء د : ـ ج.

(٨) من عمر إبراهيم أ ج ه : من مولد إبراهيم عليه‌السلام ب : ـ ج.

(٩) وقد مضى ... وتسعين سنة أ ب د : ـ ج ه.

(١٠) الكعبة الشريفة ب د ه : ـ أ ج.

(١١) مسجد أ د ه : لمسجد ب : ـ ج.

١١٦

الكتابين (١) يقولون : على أنه إسحاق وهو قول علي وابن مسعود (٢) وكعب ومقاتل (٣) وقتادة (٤) وعكرمة (٥) والسدي (٦).

وقال ابن عباس (٧) ، رضي‌الله‌عنهما : هو إسماعيل وهو قول سعيد بن المسيب (٨) ، والشعبي (٩) ، والحسن (١٠) ، ومجاهد (١١) ، وكلا القولين يروي عن

__________________

(١) فأهل الكتابين أ د ه : فالكتابيون يقولون ب : ـ ج.

(٢) ابن مسعود : هو عبد الله بن مسعود بن غافل ... بن مخزوم ، من المسلمين الأوائل وأحد المبشرين بالجنة وأحد أعمدة العلم وكان خادما للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، توفي سنة ٣٢ ه‍ / ٦٥٢ م ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ١٤٤ ؛ ابن سعد ٣ / ١١١ ؛ ابن عبد البر ٣ / ٩٨٧.

(٣) مقاتل : أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير ، أصله من بلخ وانتقل للبصرة ودخل بغداد واشتهر بتفسير القرآن الكريم ، وقد اختلف فيه أهل الحديث من حيث التضعيف أو التوثيق ، وتوفي سنة ١٥٠ ه‍ / ٧٦٧ م ، ينظر : ابن سعد ٧ / ٢٦٣ ؛ ابن خلكان ٥ / ٢٥٥ ؛ الذهبي ، ميزان ٤ / ١٧٣.

(٤) قتادة : هو قتادة بن دعامة السدوسي وأبوه ولد بالدعامية إعرابيا وأمه سريرة من مولدات الإعراب ويكنى قتادة أبا الخطاب ، مفسر حافظ ضرير ، توفي سنة ١١٧ ه‍ / ١٧١ م ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٢٦٢ ؛ ابن سعد ٧ / ١٧١ ؛ ابن خلكان ٤ / ٨٥.

(٥) عكرمة : أبو عبد الله بن عبد الله مولى عبد الله بن عباس أصله من البربر ، وروى عن جماعة من الصحابة ، وعن الزهري وعمرو بن دينار والشعبي ، واختلف في تاريخ وفاته قيل : في سنة ١٠٧ ه‍ / ٧٢٥ م ، وقيل : ١٠٦ ه‍ / ٧٢٤ م ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٢٥٨ ؛ ابن سعد ٥ / ٢١٧ ؛ ابن خلكان ٣ / ٣٦٥ ؛ الذهبي ، ميزان ٣ / ٩٣.

(٦) السدي : إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، صاحب التفسير ، توفي سنة ١٢٧ ه‍ / ٧٤٤ م ، ينظر : ابن سعد ٦ / ٣١٨.

(٧) ابن عباس ب : ابن عباس بن عبد الملك أ : ابن عباس بن عبد المطلب رضي‌الله‌عنهما د : العباس بن عبد المطلب ه : ـ ج.

(٨) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب من بني عمران بن مخزوم : كان أفقه أهل الحجاز ، وأعمر الناس للرؤيا ، ولد لسنتين من خلافة عمر ، وتوفي بالمدينة سنة ٩٤ ه‍ / ٧١٢ م ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٢٤٨ ؛ ابن سعد ٢ / ٢٩١ ؛ ابن خلكان ٢ / ٣٧٥ ؛ ابن العماد ١ / ١٠٢.

(٩) الشعبي : عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي ، وهو من حمير وعداده في همذان ، ويكنى أبا عمرو ، وكان مولده لمضي ست سنين من خلافة عثمان ، وكان كاتبا لعامل ابن الزبير على الكوفة ، وهو أحد أعيان التابعين ، وتوفي سنة ١٠٥ ه‍ / ٧٢٣ م ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٢٥٥ ؛ ابن سعد ٦ / ٢٥٩ ؛ البخاري ، التاريخ الصغير ١ / ٢٧٨.

(١٠) الحسن : هو الحسن بن علي أبي طالب ، سبط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبه جمع الله المسلمين ، توفي عام ٥٨ ه‍ / ٦٧٧ م ، ينظر : البخاري ، التاريخ الصغير ١٢٥ ؛ المقدسي ، البدء ٥ / ٢٣٥ ؛ السيوطي ، تاريخ الخلفاء ٢٢٣.

(١١) مجاهد : هو مجاهد بن جبر ، وكان مولى لقيس بن السائب المخزومي ، وهو من علماء التابعين يكنى أبا الحجاج ، ومات بمكة وهو ساجد سنة ١٠٣ ه‍ / ٧٢١ م ، وهو ابن ٨٣ سنة ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٣٥٣.

١١٧

الرسول (١) ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمن قال إن الذبيح إسحاق فقد احتج بقوله ، عز وجل : (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) (١٠١) (٢) ، فلما بلغ معه السعي أمره بذبح من بشر به وليس في القرآن أنه بشر بولد غير إسحاق. ومن قال إنه إسماعيل (٣) احتج له بما قيل إن ذكر البشرى بإسحاق بعد الفراغ من قصة المذبوح ، قال (٤) تعالى : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) (١١٢) (٥) ، فدل على أن المذبوح غيره.

وأما قصة الذبيح (٦) ، فقال البغوي (٧) : قال السدي : لما دعا إبراهيم ، عليه‌السلام ، فقال : (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) (١٠٠) (٨) ، وبشر به ، فقال : هو إذا ذبيح ، فلما ولد وبلغ معه السعي ، قال له : أوف بنذرك. هذا هو السبب في أمر الله تعالى إياه بذبح ابنه ، فقال عند ذلك (٩) لابنه : انطلق نقرب قربانا لله ، عز وجل. فأخذ سكينا وحبلا وانطلق معه حتى ذهب بين الجبال ، فقال له (١٠) الغلام : يا أبت أين قربانك؟ فقال له : (يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ.) (١٠٣) (١١) ، ـ انقادا وخضعا لأمر الله (١٢) ـ أي صرعه على الأرض ، فقال له ابنه الذي أراد ذبحه ، يا أبت أشدد رباطي حتى لا أضطرب ، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي شيء فينقص أجري وتراه أمي فتحزن عليّ ، واستحد شفرتك ، واسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون عليّ [١٠ / ب] فإن الموت شديد ، وإذا أتيت أمي ، فاقريء عليها‌السلام / / مني ، وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي ، فافعل فإنه عسى أن يكون (١٣) إسلاء لها عني ، فقال له

__________________

(١) الرسول أ د ه : رسول الله ب : ـ ج.

(٢) الصافات : [١٠١].

(٣) أنه إسماعيل أ د ه : أن الذبيح إسماعيل ب : ـ ج.

(٤) قال أ : فقال ب د ه : ـ ج.

(٥) الصافات : [١١٢].

(٦) ينظر : ابن عباس ، تفسير ٣٧٧.

(٧) البغوي : الحافظ الثقة الكبير مسند العالم أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي الأصل البغدادي ، مولده سنة ٢١٤ ه‍ / ٨٤٩ م وبكر بالسماع ، فسمع من علي بن الجعد وعلي بن المدني وأحمد بن حنبل ، وخلق كثير ، وجمع ، وصنف معجم الصحابة ، وتوفي سنة ٣١٧ ه‍ / ٩٢٩ م ، ينظر : الذهبي ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٠٧ ـ ٧٤٠ ؛ ابن حجر ، لسان ٣ / ٣٢٨ ؛ ابن العماد ٢ / ٢١٥.

(٨) الصافات : [١٠٠].

(٩) فقال عند ذلك أ د ه : فعند ذلك قال ب : ـ ج.

(١٠) فقال له أ د ه : قال ب : فقال ج.

(١١) انقادا أ ه : أي انقادا ب ج د.

(١٢) الصافات : [١٠٢ ـ ١٠٣].

(١٣) فافعل فإنه عسى أن يكون أ ب : فعسى أن يكون ج د ه.

١١٨

إبراهيم (١) ، عليه‌السلام : نعم العون أنت يا بني على أمر الله تعالى ، ففعل (٢) ما أمره به ابنه ، وقبله بين عينيه ، وقد ربطه وهو يبكي ثم وضع السكين ، وكان (٣) يجرها على حلقه فلا تقطع ، فقال الابن عند ذلك : يا أبتي كبني (٤) لوجهي على جبيني ، فإنك إذا نظرت في وجهي رحمتني وأدركتك الرأفة فتحول بينك وبين (٥) أمر الله تعالى ، وأنا لا أنظر إلى الشفرة فأجزع ، ففعل ذلك إبراهيم ، عليه‌السلام (٦) ، ثم وضع السكين على قفاه ، فانقلبت السكين (٧) ، ونودي : يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ، فنظر إبراهيم فإذا هو بجبريل ، عليه‌السلام ، ومعه كبش أكلح أقرن ، فقال (٨) : هذا فداء ابنك فاذبحه دونه ، فكبّر جبريل ، عليه‌السلام ، وكبّر الكبش ، وكبّر إبراهيم ، عليه‌السلام ، وكبّر ابنه فأخذ إبراهيم الكبش وأتى به المنحر من منى فذبحه ، وكان ذلك الذبح (٩) كبشا ، رعى في الجنة أربعين خريفا.

قال القرطبي : سأل (١٠) عمر بن عبد العزيز ، رضي‌الله‌عنه ، رجلا كان من علماء اليهود ـ أسلم وحسن إسلامه ـ أي ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال : إسماعيل ، ثم قال : يا أمير المؤمنين إن اليهود لتعلم ذلك ، ولكنهم يحسدونكم معاشر العرب على أن يكون أبوكم (١١) هو الذي أمر الله بذبحه ويزعمون أنه إسحاق أبوهم.

وروى الثعلبي عن الصنابحي (١٢)(١٣) قال : كنا عند معاوية ، فذكروا إسماعيل

__________________

(١) إبراهيم أ ج : + عليه‌السلام ب د ه.

(٢) ففعل أ ج د ه : + إبراهيم ب / / ابنه أ ج د ه : الغلام ب.

(٣) السكين وكان أ د ه : السكين على حلقه وجعل ب : السكين على قفاه ج.

(٤) كبني أ ب ج د : أكبني ه / / لوجهي على جبيني أ د ه : على وجهي ب : على جبيني ج / / في وجهي أ ج د ه : إلى وجهي ب.

(٥) بينك وبين أ ج د ه : بيني وبينك وبين ب / / إلى أ ج د ه : ـ ب.

(٦) ففعل ذلك إبراهيم عليه‌السلام أ ج د ه : ففعل إبراهيم ذلك ب / / إبراهيم أ : + عليه‌السلام ب ج : عليه الصلاة والسلام ه.

(٧) فانقلبت السكين أ ج د ه : فانقلبت ب.

(٨) فقال أ ج د : وقال ب : قال ه.

(٩) الذبح أ د ه : الذبيح ب ج.

(١٠) سأل أ ج د ه : سئل ب.

(١١) أبوكم ب : أباكم أ ج د ه.

(١٢) الصنابحي : عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ، قبيلة من اليمن نسب إليها ، وكان مسلما على عهد الرسول ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقصده ، فلما انتهى إلى الجحفة لحقه الخبر بموته وهو معدود في كبار التابعين ، روى عن أبي بكر ، وعمر ، وبلال ، وعبادة بن الصامت ، وكان فاضلا ذو عبادة ، روى عن عطاء بن يسار ، ومرثد اليزيدي ، ينظر : ابن سعد ٧ / ٣٨ ؛ ابن عبد البر ٢ / ٨٤١.

(١٣) الصنابحي أ د ه : الصنهاجي ب ج.

١١٩

الذبيح أو إسحاق ، فقال (١) : على الخبير سقطتم ، كنت عند رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء رجل فقال له : يا ابن الذبيحين ، فضحك رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، وما الذبيحان؟ فقال : «إن عبد المطلب لما حفر زمزم ، نذر لئن سهل الله تعالى له أمرها ليذبحن أحد أولاده ، فخرج السهم على عبد الله (٢) ، فمنعه أخواله ، قالوا له : بل افد ابنك بمائة من الإبل ففداه ، والثاني إسماعيل ، عليه‌السلام (٣) ، فمن (٤) زعم أن الذبيح إسحاق فيقول : كان موضع الذبح بالشام على ميلين من إيلياء وهي بيت المقدس ، وزعمت اليهود أنه كان على صخرة بيت المقدس ، ومن يقول إنه إسماعيل فيقول : إن ذلك كان بمكة (٥) ، وأرسل الله إسماعيل إلى قبائل اليمن وإلى العماليق.

وزوج إسماعيل ابنته من ابن أخيه العيص بن إسحاق وعاش إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة ، ومات بمكة ، ودفن عند قبر أمه هاجر بالحجر (٦) ، وكانت وفاته بعد وفاة أبيه إبراهيم ، عليه‌السلام (٧) ، بثمان وأربعين سنة.

ولما ماتت سارة بعد وفاة هاجر ، تزوج إبراهيم (٨) امرأة من الكنعانيين ، وولدت منه ستة نفر (٩) وهم : يقشان ، وزمران ، ومدان ، ومديان ، ويشق ، وشوخ (١٠) ؛ ثم تزوج امرأة أخرى فولدت له خمسة بنين ، وكان جميع أولاد إبراهيم ، عليه‌السلام ، ثلاثة عشر ولدا مع إسماعيل وإسحاق ، وكان (١١) إسماعيل أكبر ولده (١٢) ، فأنزل الله إسماعيل أرض الحجاز ، وإسحاق أرض الشام ، وفرق سائر ولده في البلاد ، والله أعلم.

__________________

(١) فقال أ ج د ه : وقال ب.

(٢) عبد الله أ ج د ه : ولده عبد الله ب / / فمنعه أخواله أ ج د ه : + من ذلك ب.

(٣) عليه‌السلام أ ج د ه : ـ د.

(٤) فمن أ ج د ه : ومن ب.

(٥) بمكة أ ج د ه : + المشرفة ب.

(٦) الحجر : حجر الكعبة ، وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم ، عليه‌السلام ، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة فسمي حجرا لذلك ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٢ / ٢٥٥.

(٧) عليه‌السلام ب ج د ه : إبراهيم أ.

(٨) إبراهيم أ ج د ه : + الخليل عليه‌السلام ب.

(٩) نفر أ ج د ه : ـ ب / / يشق أ ب ج ه : يقشام د.

(١٠) وشوخ أ د ه : وشرخ ب : وسوح ج / / وكان أ ج د ه : فكان ب / / وكان جميع ... وإسحاق أ ج ه : فكان جميع ... وإسحاق ب : ـ د.

(١١) وكان أ ج د ه : فكان ب.

(١٢) ولده أ د ه : أولاده ب ج / / فأنزل الله أ د ه : فأثر إسماعيل ب : فأنزل إسماعيل ج.

١٢٠