البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

واعتماده عليه ـ على عادته في سائر تصانيفه من الاعتماد على كتب السابقين وتضمين مضامينها في كتبه ـ وإجراء الزيادة اللازمة ، وحذف الزائد منها ، وتقديم ما حقه أن يقدّم ، وتأخير ما حقّه أن يؤخر ، حتى يخرج كتابه بالمنهجية الموسوعية الجامعة التي يرتضيها وهو يصرح بذلك فيقول : (ورتّبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب «البرهان» ، وأدمجت بعض الأنواع في بعض. وفصّلت ما حقّه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد ، والقواعد والشوارد ما يشنّف الآذان ، وسمّيته «بالإتقان في علوم القرآن»).

بلغت الأنواع عند السيوطي ثمانين نوعا ، بينما هي عند الزركشي سبعة وأربعون ، فيكون بذلك قد أضاف ثلاثة وثلاثين نوعا على ما في البرهان وهو عدد كبير يقارب ثلثي أنواع «البرهان» ، وهذه الزيادة منها ما هو توسعة لنوع واحد عند الزركشي ، كالنوع العاشر في «البرهان» وهو : معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل جعله السيوطي نوعين هما السابع أول ما نزل ، والثامن : آخر ما نزل ، وكالنوع السابع والسبعين في «البرهان» وهو : تفسير القرآن ، جعله السيوطي خمسة أنواع هي : الثاني والأربعون قواعد مهمة يحتاج المفسّر إلى معرفتها ، والسابع والسبعون : تفسيره ، والثامن والسبعون : شروط المفسر وآدابه ، والتاسع والسبعون : غرائب التفسير ، والثمانون : طبقات المفسرين. وهكذا.

ومنها ما هو جديد لم يذكره الزركشي في «البرهان» كالنوع السادس وهو : الأرضي والسمائي ، والنوع الثاني ، وهو : الحضري والسفري ، والرابع ، وهو : الصيفي والشتائي ، والخامس وهو : الفراشي والنومي ، والحادي عشر وهو : ما تكرر نزوله...

وقد تصرف السيوطي بالأنواع التي أخذها من «البرهان» فقدّم بعضها وأخّر بعضها الآخر ، واختصر بعضها ، ووسّع بعضها الآخر ، ومن أمثلة تقديمه وتأخيره للأنواع ، أنه جعل النوع الأول في «البرهان» وهو : سبب النزول ، تاسعا في «الإتقان» ، والتاسع في «البرهان» وهو : المكي والمدني ، أولا عنده ، والرابع في «البرهان» وهو : الوجوه والنظائر تاسعا وثلاثين عنده ، وهكذا...

ومن أمثلة اختصاره وتوسيعه للأنواع أنه جعل الناسخ والمنسوخ في (١٨) صفحة بينما جاء عند الزركشي في (٥) صفحات ، وهو يماثل أربع أضعافه تقريبا ، وجعل غريب القرآن في (٨٥) صفحة بينما هو عند الزركشي في (٦) صفحات ، وهذه الزيادة

٨١

ناشئة عن تضمينه لرسائل صغيرة لبعض الأئمة ، في هذا النوع ، كمسائل نافع بن الأزرق ، وغريب القرآن المأثور عن ابن عباس من رواية ابن أبي طلحة...

ومن الأنواع التي حذفها السيوطي من كتابه وكانت في البرهان : معاضدة السنّة للكتاب ، وتضمين الآيات في الرسائل والخطب ، وتصريفه ، وأسرار الفواتح ، وأحكامه..

وهذه جداول تبين الأنواع المشتركة بين الكتابين وما فارق فيه السيوطي الزركشي.

جدول يبين الأنواع التي انفرد بها «البرهان»

رقم النوع

اسم النوع

٤٣

مجاز القرآن

٣٢

 أحكامه (الفقهيّة)

 ٤٢

 معرفة وجوه المخاطبات

٣٥

 معرفة توهّم المختلف

٧

 أسرار الفواتح

٤٦

 أساليب القرآن وفنونه البلاغيّة

 ١٩

 تصريفه

 ٣٠

 تضمين الآيات في الرسائل والخطب

٤٠

 معاضدة السنة للكتاب

٢١

 فصاحة القرآن

٣

 الفواصل ورءوس الآيات

٢٢

 قراءاته

٢٣

 توجيه قراءاته

٦٧

 أقسامه

١٤

 تقسيمه بحسب سوره وترتيب السور والآيات وعددها

١١

 لغات القرآن (الأحرف السبعة)

٨٢

جدول يبين الأنواع المشتركة بين «الإتقان» و «البرهان»

رقم النوع في الاتقان

 رقم النوع في البرهان

 اسم النوع

 رقم النوع في الاتقان

 رقم النوع في البرهان

 اسم النوع

 ٣٥

 ٢٩

 آداب تلاوته

 ٣٧

 ١٦

 ما فيه من غير لغة الحجاز

٤٠

 ٤٧

 الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

 ٦٦

 ٣١

 أمثاله

٧٠

 ٦

 مبهماته

 ١

 ٩

 مكيه ومدنيّه

٦٨

 ٣٣

 جدله

 ١٦

 ١٢

 كيفية إنزاله

 ١٨

 ١٣

 جمعه

 ٧ و ٨

 ١٠

 أول ما نزل وآخر ما نزل

٥٢

 ٤٣

 حقيقته ومجازه

 ٦٢

 ٢

 مناسبات الآيات والسور

 ٤٣

 ٣٦

 محكمه ومتشابهه

 ٤٧

 ٣٤

 ناسخه ومنسوخه

٦١

 ٨

 في خواتم السور

 ٢٢ و ٢٧

 ٣٩

 متواتره ومشهوره وآحاده وشاذه

 ٧٥

 ٢٧

 خواصّه

 ٣٩

 ٤

 وجوهه ونظائره

 ٧٦

 ٢٥

 مرسوم الخط

 ٢٨

 ٢٤

 الوقف والابتداء

٩

 ١

 سبب النزول

١٧

 ١٥

 أسماء القرآن وأسماء سوره

 ٦٣

 ٥

 المتشابه (اللفظي)

٤٨

 ٣٥ و ٣٧

 المشكل وموهم الاختلاف والتناقض

٦٤

 ٣٨

 إعجازه

٤١

 ٢٠

 إعرابه

٣٨

 ١٧

 ما فيه من غير لغة العرب

٣٦

 ١٨

 غريبه

٧٧

 ٤١

 تفسيره

٧٣

 ٢٨

 أفضل القرآن وفاضله

٧٢

 ٢٦

 فضائله

٥٤

 ٤٤

 كنايته وتعريضه

٨٣

جدول يبين الأنواع الزائدة في «الإتقان»

على ما في «البرهان»

رقم النوع

 اسم النوع

 رقم النوع

 اسم النوع

 ٦

 الأرضي والسمائي

 ٧٨

 شروط المفسر وآدابه

٥٨

 بديع القرآن

 ٤٤

 مقدمه ومؤخره

٤٦

 مجمله ومبيّنه

 ٤٥

 أقسام معنى الكلام

٥٥

 في الحصر والاختصاص

 ٤٢

 قواعد مهمة يحتاج المفسّر إلى معرفتها

٢

 معرفة الحضري والسفري

 ١١

 ما تكرر نزوله

٢٠

 معرفة حفاظه ورواته

 ٣٢

 المدّ والقصر

٣٤

 في كيفية تحمّله

 ٣٠

 الإمالة والفتح وما بينهما

 ٥٧

 في الخبر والإنشاء

 ٦٥

 العلوم المستنبطة من القرآن

 ٣٣

 في تخفيف الهمز

 ٧١

 في أسماء من نزل فيهم القرآن

٣١

 في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب

 ١٥

 ما أنزل منه على بعض الأنبياء

٦٩

 فيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب

 ١٤

 ما نزل مشيّعا وما نزل مفردا

٥٣

 تشبيهه واستعاراته

 ١٢

 ما تأخر حكمه عن نزوله والعكس

٤

 الصيفي والشتائي

 ١٣

 ما نزل مفرّقا وما نزل جمعا

٨٠

 طبقات المفسرين

 ١١

 ما تكرر نزوله

٤٩

 مطلقه ومقيّده

 ١٠

 فيما أنزل على لسان بعض الصحابة

١٩

 عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه

 ٥٠

 منطوقه ومفهومه

٢١

 العالي والنازل من أسانيده

 ٣

 النهاري والليلي

 ٤٥

 عامّه وخاصّه

 ٥٦

 الإيجاز والإطناب

٧٩

 غرائب التفسير

 ٥١

 وجوه مخاطباته

٦٠

 فواتح السور

 ٢٩

 الموصول لفظا المفصول معنى

٦٤

 مفردات القرآن

 ٥

 الفراشي والنومي

                              

٨٤

منهج التحقيق

ووصف النسخة الخطية للكتاب

اتبعنا في تحقيق الكتاب القواعد الأخيرة التي وضعها أعضاء مجامع اللغة العربية والصادرة عن جامعة الدول العربية. ونبين خطتنا في إخراج وتحقيق هذا الكتاب :

أولا : قدّمنا للكتاب بدراسة فيها التعريف بالمؤلف ، وبعلوم القرآن ، وقيمة كتاب البرهان.

ثانيا : اعتنينا بنص الكتاب ، فقمنا بمقابلة النسخة المطبوعة على نسخة خطية ذكر المحقق السابق أنه اعتمدها ، ولكن تبين لنا أثناء المقابلة : أن كثيرا من نصوص النسخة الخطية ساقط من المطبوعة ، فأشرنا للفوارق بينهما في موضعها.

ـ اعتمدنا علامات الترقيم المتعارف عليها في عصرنا من نقطة ، وفاصلة ، ونقطتين ، وعلامتي التعجب والاستفهام...

ـ ميّزنا الآيات القرآنية بوضعها ضمن قوسين مزهرين هكذا (...) وأعقبنا كل آية بتخريجها من المصحف الشريف.

ـ ميّزنا الأحاديث النبوية الشريفة بقوسين هكذا «...».

ـ قمنا بتحديد النصوص المنقولة وبيان أوائلها وأواخرها ، لأن الزركشي قد يشير في نهاية بعضها بقوله انتهى ، وقد لا يشير ، وقد هان الأمر ـ بتوفيق الله ـ لتحديد النقولات من المصادر المطبوعة والمتوفرة ، وعسر فيما لم يطبع منها.

ـ قمنا بضبط الآيات والأحاديث والغريب.

ـ وضعنا على هامش الصفحات أرقام صفحات الطبعة الأولى للكتاب التي قام بتحقيقها الاستاذ محمد أبو الفضل ليتسنّى للقارئ الاستفادة من الطبعتين.

٨٥

ـ اعتمدنا الحاصرتين [...] لبيان اختلاف النصوص بين النسخ ، والزيادة في بعضها دون الآخر ، وأحيانا لزيادات مأخوذة من

المصادر التي ينقل منها الزركشي لا يستقيم المعنى بدونها ، أو يتغير.

ثالثا : أما حواشينا على النص فضمّناها ما يلي :

١ ـ وضعنا قائمة بالمصادر التي تبحث كل نوع من أنواع علوم القرآن في بدايته وهذا مما يساعد القارئ ويوسّع أمامه مجال البحث فيه من مصادر أخرى.

٢ ـ وضعنا قائمة بكل ما ألّف في كل نوع من الكتب ، مع بيان وضع كل كتاب ، بذكر من أشار للكتاب إن كان مفقودا ، أو ذكر مخطوطاته إن كان مخطوطا ، أو ذكر معلومات طبعه إن كان مطبوعا ورتّبنا قوائم هذه المؤلفات حسب التسلسل الزمني لوفيات مؤلفيها.

٣ ـ خرجنا القراءات القرآنية من مصادرها.

٤ ـ خرجنا الأحاديث النبوية من مصادرها.

٥ ـ خرجنا نقولات الأئمة فيما توفر لدينا من مصادرهم ، وقابلنا هذه النصوص المنقولة ، وبيّنّا الخلاف الناشئ من النسخ أو السقط أو التحريف.

٦ ـ عرّفنا بالأعلام المغمورين في الكتاب.

٧ ـ عرّفنا بالكتب المذكورة ، في المتن وبيّنّا وضع كل كتاب منها.

رابعا : وضعنا الفهارس الفنية المتنوعة التي تساعد القارئ على استخراج مسألته من الكتاب بسهولة ويسر ، فوضعنا فهرسا للشواهد القرآنية ، والقراءات والأحاديث النبوية الشريفة والآثار ، والأعلام ، والكتب الواردة في المتن والحواشي ، والاشعار والأمثال ، والقبائل ، والأمكنة ، والأزمنة ، ومصادر التحقيق ، ومحتويات الكتاب.

وصف النسخة الخطّية للكتاب

تهيّأ لنا قبل الشروع بتحقيق الكتاب نسخة من كتاب «البرهان» محفوظة في مكتبة مدينة الملحقة بمكتبة طوب قبوسراي باسطنبول رقم (١٧٠) ، ويوجد لها صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات العربية ، التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة.

٨٦

وهذه النسخة كاملة ، ومكتوبة بخط النسخ المعتاد ، منقولة عن نسخة أخرى جاء في آخرها أنها كتبت في رابع عشر شهر شعبان من شهور سنة تسع وسبعين وثمانمائة.

بلغ عدد أوراقها (٣٣٢) ورقة ، ومسطرتها (٣١) سطرا في الصفحة الواحدة ، وقد جاء فهرس للأنواع في بدايتها.

وقد اتخذناها أصلا في عملنا ، وقابلناها مع النسخة المطبوعة التي قام الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم بإخراجها من ثلاث نسخ كما يذكر ، إحداها هذه التي ذكرنا ، واثنتين أخريين هما :

١ ـ نسخة مكتوبة بقلم نسخ واضح ؛ قوبلت على أصلها ؛ كما قوبلت على نسخة بخط المصنف ، طالعها بعض العلماء وأثبتوا بعض التعليقات على حواشيها ؛ ومنهم العلامة محب الدين بن الشحنة المتوفي سنة ٨١٥ ه‍ مكتوبة بخط قديم ربما كان في عصر المصنف ، كتبها أحمد بن أحمد المقدسيّ.

والموجود من هذه النسخة الجزء الأول ينتهي بانتهاء الكلام في أقسام معنى الكلام ويقع في مائة وستين ورقة ، وعدد أسطر صفحاتها سبعة وعشرون سطرا.

وهي محفوظة بدار الكتب المصرية بمكتبة طلعت ؛ برقم ٤٥٦ ـ تفسير.

٢ ـ نسخة وقعت في مجلدين : الأول كتب بخط نسخ واضح مضبوط بالحركات ؛ ويبدو أنه من خطوط القرن التاسع ويقع في ست ومائتي ورقة ، وعدد أسطر كل صفحة خمسة وعشرون سطرا ؛ وبه بياضات متفرقة في بعض المواضع.

والثاني يكمّل هذه النسخة مكتوب بخطوط حديثة متعددة ، آخره مؤرخ في ١١ ذي القعدة سنة ١٣٣٥ بدون ذكر للأصل المنسوخ عنه ، وبه أيضا بياضات متفرقة في بعض الأماكن ومواضع نقص. ويقع في ست وثلاثمائة ورقة ؛ وعدد أسطر كل صفحة خمسة وعشرون سطرا. وهي محفوظة بالخزانة التيمورية برقم ٢٥٦ تفسير.

تنبيه

بعد طبع الجزء الأول وقفنا على فوائد تخدم نص الكتاب ، لذا ألحقناها بآخر الجزء الأول برقم متسلسل ، وأشرنا في حاشية كل موضع منها إلى الرقم.

٨٧

٨٨

٨٩

٩٠

٩١

٩٢

البرهان في علوم القرآن للإمام

بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي

٩٣

سندنا بكتاب البرهان في علوم القرآن

لمؤلفه الإمام بدر الدين الزركشي

يقول الفقير إلى عفو ربه العليّ ، يوسف بن عبد الرحمن بن فؤاد المرعشليّ : أروي هذا الكتاب بالإسناد المتّصل إلى مؤلفه إجازة عن شيخنا أبي الفيض محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي ـ حفظه الله ـ عن الشيخ حسن بن سعيد يماني ، عن السيّد حسين بن محمد الحبشي المكي ، عن أبيه ، عن المفتي السيّد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل ، عن الصفي السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل ، عن السيّد يحيى بن عمر مقبول الأهدل ، عن السيّد علي بن أبي بكر البطّاح الأهدل ، عن السيّد أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل الملقب بسراج العلوم ، عن السيّد الصدّيق بن محمد الخاص ، عن العلاّمة حميد بن عبد الله السندي المدني ، عن الشهاب أحمد بن محمد بن حجر الهيثمي ، عن الحافظ أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، قال : أخبرنا بها العلاّمة تقي الدين أحمد بن محمد الشمني إجازة عن أبيه العلاّمة كمال الدين محمد الشمني ، عن مؤلفه العلاّمة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي.

٩٤

[١ / أ] بسم الله الرحمن الرحيم

[وصلى الله على سيدنا محمد وسلّم] (١)

قال الشيخ الإمام العالم العلامة ، وحيد الدهر ، وفريد العصر ، جامع أشتات الفضائل ، وناصر الحق بالبرهان من الدلائل ، أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله (٢) الزركشي الشافعيّ ، بلغه الله منه ما يرجوه : الحمد لله الذي نوّر بكتابه القلوب ، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب ، فأعيت بلاغته البلغاء ، وأعجزت حكمته الحكماء ، وأبكمت فصاحته الخطباء.

أحمده أن جعل الحمد فاتحة أسراره ، وخاتمة تصاريفه وأقداره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ، ونبيّه المرتضى ، الظافر من المحامد بالخصل (٣) ، الظاهر بفضله على ذوي الفضل ، معلّم الحكمة ، وهادي الأمة ، أرسله بالنور الساطع ، والضياء اللامع ، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار ، وصحبه الأخيار.

أما بعد فإنّ أولى ما أعملت فيه القرائح (٤) ، وعلقت به الأفكار اللواقح ، الفحص عن أسرار التنزيل ، والكشف عن حقائق التأويل ، الذي تقوم به المعالم ، وتثبت الدعائم ، فهو

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

(٢) في المخطوطة زيادة : (محمد).

(٣) في المخطوطة : (الخطل) والصواب ما أثبتناه بالصاد. قال في القاموس : الخصل : إصابة القرطاس ، وقد أخصل الرامي. والخطل ـ محركة ـ خفة وسرعة ، والكلام الفاسد الكثير ، والطّول ، والاضطراب في الإنسان والفرس والرمح ، والقلوي ، والتبختر ، وقد تخطّل في مشيته. ومن السهام ما لا يقصد قصد الهدف.

(٤) العبارة في المخطوطة : (ما أعلمت فيه الفوالح) ، والصواب ما أثبتناه تمشّيا مع السجعة.

٩٥

العصمة الواقية (١) ، والنعمة الباقية ، والحجّة البالغة ، والدلالة الدامغة ، وهو شفاء الصدور ، والحكم العدل عند مشتبهات الأمور ؛ وهو الكلام الجزل ، [وهو] (٢) الفصل الذي ليس بالهزل ، سراج لا يخبو ضياؤه ، وشهاب لا يخمد نوره وسناؤه (٣) ، وبحر لا يدرك غوره. بهرت بلاغته العقول ، وظهرت فصاحته على كلّ مقول (٤) ، وتظافر إيجازه (٥) وإعجازه ، وتظاهرت حقيقته ومجازه ، وتقارن في الحسن مطالعه ومقاطعه ، وحوت كل البيان جوامعه وبدائعه ، قد أحكم الحكيم صيغته (٦) ومبناه ، وقسّم لفظه ومعناه ، إلى ما ينشط السامع ، ويقرّط المسامع ، من تجنيس أنيس ، وتطبيق لبيق ، وتشبيه نبيه ، وتقسيم وسيم ، وتفصيل أصيل ، وتبليغ بليغ ، وتصدير بالحسن جدير ، وترديد (٧) ماله مزيد ؛ إلى غير ذلك مما احتوى (٨) من الصياغة البديعة ، والصناعة الرفيعة ، فالآذان بأقراطه حالية ، والأذهان من أسماطه غير خالية ؛ فهو من تناسب ألفاظه ، وتناسق أغراضه ، قلادة ذات اتساق ؛ ومن تبسم [زهره] (٩) ، وتنسّم نشره ، حديقة مبهجة للنفوس والأسماع والأحداق ؛ كل كلمة [منه] (١٠) لها من نفسها طرب ، ومن ذاتها عجب ، ومن طلعتها (١١) غرّة ، ومن بهجتها درّة ، لاحت عليه بهجة القدرة ، ونزل ممن له الأمر ، فله على كل كلام سلطان وإمرة (١٢) ، بهر (١٣) تمكّن فواصله ، وحسن (١٤) ارتباط أواخره بأوائله (١٥) ، وبديع إشاراته ، وعجيب انتقالاته ؛ من قصص باهرة ، إلى مواعظ زاجرة (١٦) ،

__________________

(١) العبارة في المخطوط : (الذي يقوم به العالم ، ويثبت الدعائم ، فهو العظمة الوافية). والصواب ما أثبتناه للسجعة.

(٢) ساقطة من المطبوعة.

(٣) في المخطوطة : (ومناره) ، والصواب ما أثبتناه للسجعة.

(٤) في المخطوطة : (معقول).

(٥) في المخطوطة : (إنجازه).

(٦) في المخطوطة : (صنعته).

(٧) في المخطوطة : (وتزيّد).

(٨) في المطبوعة : (أجرى).

(٩) ساقطة من المخطوطة ، والعبارة فيها : (ومن تنسيم وتنسم نشره).

(١٠) ساقطة من المخطوطة.

(١١) في المخطوطة : (طلعها).

(١٢) في المخطوطة (وأجرة).

(١٣) في المخطوطة : (قهر).

(١٤) في المخطوطة : (أحسن).

(١٥) في المطبوعة : (وأوائله).

(١٦) في المخطوطة : (حارة).

٩٦

وأمثال سائرة ، وحكم زاهرة ، وأدلة على التوحيد ظاهرة ، وأمثال بالتنزيه والتحميد سائرة ، ومواقع تعجّب واعتبار ، ومواطن تنزيه واستغفار ؛ إن كان سياق الكلام ترجية بسط (١) ، وإن كان تخويفا قبض ، وإن كان وعدا أبهج ، وإن كان وعيدا أزعج ، وإن كان دعوة حدب ، وإن كان زجرة (٢) أرعب ، وإن كان موعظة أقلق ، وإن كان ترغيبا شوّق.

ذا ، وكم فيه من مزايا

وفي زواياه من خبايا

[و] (٣) يطمع الحبر في التقاضي

فيكشف الخبر عن قضايا

فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب ، وصرّفه بأبدع معنى وأغرب أسلوب ، لا يستقصي معانيه فهم الخلق ، ولا يحيط بوصفه على الإطلاق ذو اللسان الطّلق ، فالسعيد من صرف همته إليه ، ووقف فكره وعزمه عليه ، والموفّق من وفقه [الله] (٤) لتدبره ، واصطفاه للتذكير به وتذكّره ، فهو يرتع منه في رياض ، ويكرع منه في حياض.

أندى على الأكباد من قطر النّدى

وألذّ في الأجفان من سنة الكرى

يملأ القلوب بشرا (٥) ، ويبعث القرائح عبيرا ونشرا ، يحيى القلوب بأوراده ، ولهذا سمّاه الله روحا ؛ فقال : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) (غافر : ١٥) ؛ فسمّاه روحا لأنه يؤدي إلى حياة الأبد ، ولو لا الروح لمات الجسد ، فجعل هذا الروح سببا للاقتدار ، وعلما على الاعتبار.

يزيد على طول التأمّل بهجة

كأن العيون الناظرات صياقل

وإنما يفهم [١ / ب] بعض معانيه ، ويطّلع على أسراره ومبانيه ؛ من قوي نظره ، واتسع مجاله في الفكر وتدبّره ؛ وامتد باعه ؛ و[رقّت] (٦) طباعه ، وامتدّ في فنون الأدب ، وأحاط بلغة العرب.

__________________

(١) العبارة في المخطوطة : (إن كان ترجية الكلام سياق بسط).

(٢) في المخطوطة : (زجرا).

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) في المخطوطة : (بشرى).

(٦) في المخطوطة : (رقّ).

٩٧

قال الحرالّي (١) في جزء سماه : «مفتاح الباب المقفل ، لفهم القرآن (٢) المنزل» (٣) : «لله [تعالى] مواهب ، جعلها أصولا للمكاسب ، فمن وهبه عقلا يسّر عليه السبيل ، ومن ركّب فيه خرقا نقص ضبطه من التحصيل ، ومن أيّده بتقوى الاستناد (٤) إليه في جميع أموره علّمه وفهّمه». قال : «وأكمل العلماء من وهبه الله [تعالى] فهما في كلامه ، ووعيا عن كتابه ، وتبصرة في الفرقان (٥) ، وإحاطة بما شاء من علوم القرآن ، ففيه تمام شهود ما كتب (٦) الله لمخلوقاته من ذكره الحكيم ؛ بما يزيل بكريم عنايته من خطإ (٧) اللاعبين ؛ إذ فيه كلّ العلوم.

وقال الشافعيّ رضي‌الله‌عنه : «جميع ما تقوله الأمة شرح للسنّة ، وجميع السنّة شرح للقرآن ، وجميع القرآن شرح أسماء الله الحسنى ، وصفاته العليا (٨) ـ زاد غيره : وجميع الأسماء الحسنى شرح لاسمه الأعظم ـ وكما أنّه أفضل من كل كلام سواه ، فعلومه أفضل من كلّ علم عداه ؛ قال تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى) (الرعد : ١٩) وقال تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (البقرة : ٢٦٩) [و] (٩) قال مجاهد (١٠) : الفهم والإصابة في القرآن. وقال : [وقال مقاتل] (١١) : يعني علم القرآن.

__________________

(١) هو علي بن أحمد بن الحسن التجيبي ، أبو الحسن الحرالّي ، نسبة إلى حرالّة ، بفتح الحاء والراء المهملتين.

وبعد الألف لام مشدّدة مكسورة ـ قرية من أعمال مرسية في جزيرة الأندلس. ولد بمراكش ، له تفسير فيه عجائب ، أخذ العربية عن ابن خروف ، مال إلى النظريات وعلم الكلام ، وله تأليف في المنطق ، وشرح الأسماء الحسنى ، توفي في حماة عام ٦٣٧ ه‍ (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٨٦).

(٢) في المطبوعة : (الكتاب).

(٣) ذكره البغدادي في إيضاح المكنون ٢ / ٥٢٣ باسم «مفتاح الباب المقفل على فهم القرآن المنزل» ، يوجد منه نسخة خطية في المكتبة الوطنية بباريس رقم (١٣٩٨) (١) وله شرح باسم «عروة المفتاح» يوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (١) (١) ، ١٨٠ (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي بالألمانية ١ / ٤١٤).

(٤) في المخطوطة : (الإسناد).

(٥) غير واضحة في المخطوطة.

(٦) في المخطوطة : (كتبه).

(٧) في المخطوطة : (عطا).

(٨) في المخطوطة : (العلى).

(٩) زيادة من المخطوطة.

(١٠) هو مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي التابعي المقرئ المفسّر ، روى عن كثير من كبار الصحابة كما حدّث عنه الكثير من الرواة. وله تفسير مطبوع ، قال قتادة : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد. توفي بمكة سنة ١٠٤ ه‍. (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ٣٠٥).

(١١) عبارة : (وقال مقاتل) ساقطة من المخطوطة. ومقاتل هو ابن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني ، أبو الحسن

٩٨

وقال سفيان بن عيينة (١) في قوله تعالى : (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) ، (الأعراف : ١٤٦) قال : أحرمهم فهم (٢) القرآن.

وقال سفيان الثوريّ (٣) : لا يجتمع فهم القرآن والاشتغال بالحطام في قلب مؤمن أبدا.

وقال عبد العزيز بن يحيى الكنانيّ (٤) : «مثل علم القرآن مثل الأسد لا يمكّن من غلته (٥) سواه».

قال ذو النون المصريّ (٦) : «أبي الله عزوجل أن يكرم (٧) قلوب البطّالين مكنون حكمة القرآن».

وقال عزوجل : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام : ٣٨). وقال : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ [الْقُرْآنَ]) (٨) (النساء : ٨٢).

__________________

ـ البلخي المفسّر. كان حافظا للتفسير. قال عنه الشافعي : الناس عيال على مقاتل بن سليمان في التفسير. توفي سنة نيف وخمسين ومائة. (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٠١).

(١) هو سفيان بن عيينة ، أبو محمد الهلالي الكوفي ، أخذ عنه الكثير من الأئمة كابن المبارك والشافعي وابن حنبل. كان إماما حجّة حافظا واسع العلم ، كبير القدر. قال الشافعي : لو لا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال أحمد : ما رأيت أعلم بالسنن منه. توفي في جمادى الآخرة سنة (١٩٨) (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ١٩٢).

(٢) في المخطوطة : (في).

(٣) هو سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري ، صاحب تفسير مشهور ، حدّث عن أبيه وحبيب بن أبي ثابت والأسود بن قيس وغيرهم ، وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن وهب وقبيصة وغيرهم. قال ابن المبارك : لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان توفي بالبصرة سنة (١٦١). (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ١٨٦).

(٤) هو عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكناني سمع عن كثير من الأئمة منهم سفيان بن عيينة والشافعي. واشتهر بصحبته للشافعي وتفقّه على مذهبه. (الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ١٠ / ٤٤٩).

(٥) في المطبوعة : (غيله) قال الرازي : والغيل ـ بالكسر ـ الأجمة ، وموضع الأسد غيل. والغيلة ـ بالكسر ـ الاغتيال (مختار الصحاح).

(٦) هو ثوبان بن إبراهيم أبو الفيض المصري اشتهر بلقب (ذي النون). كان أحد العلماء الورعين في وقته له الكثير من العبارات والإشارات في علم الحقيقة ، وله القول المشهور مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك. توفي سنة ٢٤٥. (ابن الملقّن ، طبقات الأولياء ٢١٨).

(٧) العبارة في المطبوعة : (إلا أن يحرم).

(٨) ساقطة من المخطوطة.

٩٩

وقال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة : ٦) قال : «القرآن» (*) يقول : أرشدنا إلى علمه.

وقال الحسن البصريّ (١) : «[علم] (٢) القرآن ذكر لا يعلمه إلا الذكور من الرجال» وقال الله جلّ ذكره : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ). (النساء : ٥٩) وقال تعالى : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ) (الشورى : ١٠) ؛ يقول : إلى كتاب [الله] (٣)».

وكلّ علم من العلوم منتزع من القرآن ، وإلا فليس له برهان. قال ابن مسعود : «من أراد العلم فليثوّر (٤) القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين» رواه البيهقي (٥) في «المدخل» (٦) وقال : «أراد به أصول العلم».

وقد كانت الصحابة رضي‌الله‌عنهم علماء ؛ كل منهم مخصوص بنوع من العلم كعليّ رضي الله تعالى عنه بالقضاء ، وزيد بالفرائض ، ومعاذ بالحلال والحرام ، وأبيّ (٧) بالقراءة ،

__________________

(*) انظر الملحق برقم (١).

(١) هو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري. أحد كبار التابعين رأي عليا وطلحة وعائشة. روي عن كثيرين من أكابر الصحابة والتابعين. قال محمد بن سعد كان الحسن جامعا عالما رفيعا فقيها ثقة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا. توفي سنة ١١٠. (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٦).

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) أي لينقّر عنه ويفكر في معانيه وتفسيره وقراءته (ابن الأثير ، النهاية ١ / ٢٢٩).

(٥) هو أحمد بن الحسين بن علي أبو بكر البيهقي النيسابوري ، الفقيه الجليل وهو من أجلّ أصحاب الحاكم ، روى عنه الكثير من العلماء. قرأ الكلام على مذهب الأشعري. له الكثير من المؤلفات كالأسماء والصفات وشعب الإيمان ، ودلائل النبوة والسنن الكبرى ، والصغرى ، توفي سنة ٤٥٨. (السبكي ، طبقات الشافعية ٣ / ٣).

(٦) طبع كتاب «المدخل إلى السنن الكبرى» للإمام البيهقي بتحقيق محمد ضياء الرحمن الأعظمي ، في دار الخلفاء للكتاب الإسلامي بالكويت عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م ، بمجلد واحد ، والحديث أخرجه أيضا مسدّد بن مسرهد في مسنده ، عزاه له الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ٣ / ١٣٣ ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٩ / ١٤٦ (الطبعة الأولى) ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٦٥ : «رواه الطبراني بأسانيد ، ورجال أحدها رجال الصحيحين». وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس. عزاه له المتقي الهندي في كنز العمال ١ / ٥٤٨ ، ولم أجده في المسند المطبوع.

(٧) هو الصحابي الجليل ، أبيّ بن كعب بن قيس أبو المنذر الأنصاري. عرض القرآن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أخذ عنه القراءة ابن عبّاس وأبو هريرة شهد بدرا والمشاهد كلها ومناقبه كثيرة وفيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب» توفي سنة ٢٠. (الذهبي ، معرفة القراء الكبار ١ / ٢٨).

١٠٠