البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

أبو الحسن (١) في كتابه «جمال القرّاء».

قال أبو شامة رحمه‌الله (٢) : «وقد ورد إلى دمشق استفتاء من بلاد العجم عن القراءة الشاذة : هل تجوز القراءة بها؟ وعن قراءة القارئ عشرا ، كلّ آية بقراءة قارئ ، فأجاب عن ذلك جماعة من مشايخ عصرنا ؛ منهم شيخا الشافعية والمالكية حينئذ ، وكلاهما أبو عمر [و] (٣) وعثمان ـ يعني ابن الصلاح وابن الحاجب» (٤).

«قال شيخ الشافعية : يشترط أن يكون المقروء به على تواتر نقله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرآنا ، واستفاض نقله بذلك (٥) ، وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السّبع ؛ لأنّ المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهّد في الأصول ؛ فما لم يوجد فيه ذلك ما (٦) عدا العشرة فممنوع من القراءة به منع تحريم ، لا منع كراهة ، في الصلاة وخارج الصلاة ، وممنوع منه ممن (٧) عرف المصادر والمعاني ومن لم يعرف ذلك ، وواجب على من قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يقوم بواجب ذلك ، وإنما نقلها من نقلها من العلماء لفوائد فيها تتعلق بعلم العربية ، لا للقراءة بها (٨) ؛ هذا طريق من استقام سبيله. [ثم] (٩) قال : والقراءة الشّاذة ما نقل قرآنا من غير تواتر واستفاضة متلقاة بالقبول من الأئمة ، كما يشتمل عليه «المحتسب» (١٠) لابن جني وغيره. وأما القراءة بالمعنى على تجوّزه (١١) من غير أن ينقل (١٢) قرآنا فليس ذلك من القراءة

__________________

بدمشق عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م ، وصوّر في مؤسسة الرسالة ببيروت عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨١ م.

(١) هو علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي تقدمت ترجمته في ١ / ٢٠٦ وكتابه «جمال القراء وكمال الإقراء» طبع بتحقيق د. علي حسين البواب بمكتبة التراث في مكة المكرمة عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م.

(٢) في «المرشد الوجيز» ص : ١٨٣ ، وقد تصرّف الزركشي في نقله.

(٣) زيادة من المخطوطة وليست عند أبي شامة.

(٤) تقدمت ترجمة ابن الصلاح في ١ / ٢٨٦ ، وابن الحاجب في ١ / ٤٦٦.

(٥) عند أبي شامة : «أو استفاض نقله كذلك»

(٦) عند أبي شامة : «كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع..».

(٧) عند أبي شامة : «من».

(٨) تصحفت العبارة في المطبوعة كالتالي : «لفوائد منها ما يتعلق بعلم العربية لا القراءة بها»

(٩) ساقطة من المخطوطة ، وهي عند أبي شامة.

(١٠) كتاب «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات ولغات العرب» لعثمان بن جني النحوي (ت ٢٩٢ ه‍) طبع بتحقيق علي النجدي ناصف والدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي ، بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة عام ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م.

(١١) تصحفت عند الزركشي إلى : (تجويزه).

(١٢) تصحفت في المخطوطة إلى (ينقله).

٤٨١

الشاذة أصلا ؛ والمتجرّئ على ذلك متجرّئ على عظيم ، وضالّ ضلالا بعيدا ، فيعزّر ويمنع بالحبس ونحوه. ويجب منع القارئ بالشواذ وتأثيمه بعد تعريفه ، وإن لم يمتنع فعليه التعزير بشرطه. وأما (١) إذا شرع القارئ في قراءة فينبغي ألا يزال يقرأ بها ما بقي للكلام متعلق (٢) بما ابتدأ به. وما خالف هذا فمنه جائز وممتنع وعذره مانع من قيامه بحقه (٣) ، والعلم عند الله تعالى».

«وقال شيخ المالكية رحمه‌الله : لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا غيرها ، عالما بالعربية كان أو جاهلا ؛ وإذا قرأها قارئ ، فإن كان جاهلا بالتحريم عرّف به وأمر بتركها ، وإن كان عالما أدّب بشرطه ، وإن أصرّ على ذلك أدّب على إصراره ، وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك. وأما تبديل (آتَيْنا) (البقرة : ٥٣) «بأعطينا» و (سَوَّلَتْ) (يوسف : ١٨) «بزيّنت» ونحوه ؛ فليس هذا من الشواذ ، وهو (٤) أشد تحريما ، والتأديب عليه أبلغ ، والمنع منه أوجب».

«وأما القراءة بالقراءات المختلفة في آي العشر الواحد فالأولى ألاّ يفعل. نعم إن قرأ بقراءتين في موضع إحداهما مبنية على الأخرى مثل أن يقرأ (نَغْفِرْ لَكُمْ) (الأعراف : ١٦١) بالنون و (خطيئاتكم) بالرفع (٥) ومثل : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما) [بالكسر](فَتُذَكِّرَ) (٦) (البقرة : ٢٨٢) بالنصب ، فهذا أيضا ممتنع وحكم المنع كما تقدم».

قال الشيخ شهاب الدين : والمنع من هذا ظاهر ، وأمّا ما ليس كذلك [فلا] (٧) منع منه ؛

__________________

(١) ليست عند أبي شامة.

(٢) عند أبي شامة : (تعلق).

(٣) كذا عبارة الزركشي ، وأما عبارة أبي شامة ففيها اختلاف يسير ، وهي : «وعذر المرض منع من بيانه بحقّه»

(٤) في المخطوطة (بل هو) ، وكلمة «بل» ليست عند أبي شامة.

(٥) تصحفت عند الزركشي إلى : «بالجمع» والتصويب من أبي شامة وقراءة نافع وابن عامر «تغفر لكم» بالتاء المضمومة وفتح الفاء والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء وقرأ أبو عمرو «خطاياكم» من غير همز ، وابن عامر «خطيئتكم» بالهمز ورفع التاء من غير ألف على التوحيد ونافع كذلك إلا أنه على الجمع والباقون كذلك إلا أنهم يكسرون التاء. (التيسير ص : ١١٤).

(٦) ما بين الحاصرتين ساقط عند الزركشي ، وهو عند أبي شامة ، وقد أثبتناه لضرورة المعنى ، وقراءة حمزة (إن تضلّ) بكسر الهمزة والباقون بفتحها ، (فتذكّر) برفع الراء وتشديد الكاف قراءة حمزة ، وقراءة ابن كثير وأبو عمرو (فتذكر) بنصب الراء وتخفيف الكاف ، والباقون بنصب الراء وتشديد الكاف (فتذكّر) (التيسير ص : ٨٥).

(٧) ساقطة من المخطوطة وهي عند أبي شامة.

٤٨٢

فإن الجميع (١) جائز ، والتخيير فيه بأكثر من ذلك (٢) كان حاصلا بما ثبت من إنزال القرآن على سبعة حروف توسعة على القراء ؛ فلا ينبغي أن يضيّق بالمنع من هذا ولا ضرر فيه ، نعم أكره ترداد الآية بقراءات مختلفة كما يفعله أهل زماننا في جميع القراءات (٣) لما فيه من الابتداع ، ولم يرد فيه شيء عن (٤) المتقدمين ، وقد بلغني كراهته عن بعض متصدّري [٥٠ / ب] المغاربة المتأخرين».

قلت : وما أفتى به الشيخان (٥) نقله النوويّ في «شرح المهذب» (٦) عن أصحاب الشافعي فقال : «قال أصحابنا وغيرهم : لا تجوز القراءة في الصّلاة ولا غيرها بالقراءة الشاذة ؛ لأنها ليست قرآنا ؛ لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر ، والقراءة الشاذة ليست متواترة ، ومن قال غيره فغالط أو جاهل ، فلو خالف وقرأ بالشاذّ أنكر عليه قراءتها في الصلاة وغيرها ، وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة من قرأ بالشواذ. ونقل ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ ، ولا يصلّى خلف من يقرأ بها».

الأمر السابع : أن حاصل اختلاف القراء يرجع إلى سبعة أوجه (٧) :

(الأول) : الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركات بقائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ، ولا يغير معناها ؛ نحو (البخل) و (البخل) (٨) (النساء : ٣٧) ، و (ميسرة) و (ميسرة) (٩) (البقرة : ٢٨٠) ، و (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ [إِنْ أُمَّهاتُهُمْ]) (١٠) (المجادلة : ٢) ، و (هنّ

__________________

(١) تصحفت عند الزركشي إلى (جمع) والتصويب من أبي شامة

(٢) عبارة أبي شامة : «والتخيير في هذا ، وأكثر منه كان حاصلا...».

(٣) تصحفت عبارة الزركشي إلى : «جمع القرآن» والتصويب من أبي شامة.

(٤) تصحفت في المطبوعة إلى «من» والتصويب من أبي شامة.

(٥) يعني بهما ابن الصلاح ، وابن الحاجب.

(٦) المجموع شرح المهذب ٣ / ٣٩٢ ، كتاب الصلاة ، فصل في مسائل مهمة تتعلق بقراءة الفاتحة وغيرها في الصلاة بتصرّف.

(٧) تقدمت الأوجه السبعة في النوع الحادي عشر ١ / ٣٠٥ ، وهي مما نقله ابن عبد البر عن ابن قتيبة.

(٨) قرأ حمزة والكسائي (بالبخل) بفتح الباء والخاء وقرأ الباقون (بالبخل) بضم الباء وإسكان الخاء (التيسير ص : ٩٦).

(٩) قرأ نافع (ميسرة) بضم السين ، والباقون بفتحها (التيسير ص : ٨٥).

(١٠) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة ، وقراءة الرفع (ما هنّ أمهاتهم) على اللغتين الحجازية والتميمية قاله الزمخشري في الكشاف ٤ / ٧١.

٤٨٣

أَطْهَرُ لَكُمْ) و (أَطْهَرُ لَكُمْ) (١) (هود : ٧٨) ، (وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ) ، وهل يجازى إلاّ الكفور (٢) (سبأ : ١٧).

(الثاني) : الاختلاف في إعراب الكلمة في حركات بما يغيّر معناها ، ولا يزيلها عن صورتها في الخط ، نحو (رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا) و (رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا) (٣) (سبأ : ١٩) ، و (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) و (تَلَقَّوْنَهُ) (٤) (النور : ١٥) ، و (ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) و (بَعْدَ أُمَّةٍ) (٥) (يوسف : ٤٥) وهو كثير يقرأ به ، لما صحت روايته ووافق العربية..

(الثالث) : الاختلاف في تبديل حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ، ولا يغيّر صورة الخط بها في رأي العين ؛ نحو (كَيْفَ نُنْشِزُها) وننشرها (٦) (البقرة : ٢٥٩) ، و (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) و (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) (٧) (سبأ : ٢٣) ، و (يَقُصُّ الْحَقَ) ويقضي الحقّ (٨) (الأنعام : ٥٧) وهو كثير يقرأ به إذا صحّ سنده ووجهه لموافقته لصورة الخط في رأي العين.

__________________

(١) قرأ عيسى بن عمر البصري : (أطهر) بنصب الراء (تفسير الطبري ١٢ / ٥٢).

(٢) قرأ حفص وحمزة والكسائي (وَهَلْ نُجازِي) بالنون وكسر الزاي ـ (إلا الكفور) بنصب الراء ، والباقون يجازى بالياء وفتح الزاي ، ورفع (الْكَفُورَ). (التيسير ص : ١٨١).

(٣) تفسير الطبري ٢٢ / ٥٨ ـ ٥٩ ، والبحر المحيط ٧ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣.

(٤) قال ابن جني في كتابه المحتسب ٢ / ١٠٤ قراءة عائشة ، وابن عباس رضي‌الله‌عنهم ، وابن يعمر ، وعثمان الثقفي : إذا تلقونه أي تسرعون فيه ، وقراءة ابن السّميفع : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) أي تلقونه من أفواهكم ، وقراءة الناس : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) ، وذكر ابن خالويه في المختصر في شواذ القراءات ص ١٠٠ : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) قراءة اليماني ، و: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) بتشديد التاء قراءة ابن كثير ، وقال : إن في هذا الحرف عشر قراءات. وانظر تفسير القرطبي ١٢ / ٢٠٤.

(٥) قراءة ابن عباس رضي‌الله‌عنهما : (بَعْدَ أُمَّةٍ) ، وقراءة شبل بن عروة : (بَعْدَ أُمَّةٍ) (ابن خالويه ، المختصر ص : ٦٤).

(٦) قرأ الكوفيون وابن عامر : (نُنْشِزُها) بالزاي ، والباقون بالراء (التيسير : ٨٢).

(٧) قراءة ابن عامر : (فزع) بفتح الفاء والزاي ، والباقون بضم الفاء وكسر الزاي : (فزع). (التيسير ص : ١٨١) ، وقرأ الحسن : (فزع) بزاي خفيفة وعين مهملة. و (فرغ) بفتح الفاء والراء المشددة والغين عن الحسن بخلاف وقتادة وأبي المتوكل ، و (فرغ) عن الحسن وقتادة بخلاف عنهما ، وروي عن الحسن أنه قرأ : (فرغ) بضم الفاء وتشديد الراء مع الكسر والغين (المحتسب ٢ / ١٩١ ـ ١٩٢) بتصرف.

(٨) قراءة الحرميان وعاصم : (يقص) بالصاد المضمومة ، والباقون بالضاد مكسورة والوقف لهم في هذا ونظيره بغير ياء اتباعا للخط (التيسير : ١٠٣).

٤٨٤

(الرابع) : الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتابة ولا يغيّر معناها نحو : (إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً) وإلا زقية واحدة (١) (يس : ٢٩) و (كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) وكالصّوف المنقوش (٢) (القارعة : ٥) فهذا يقبل إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به اليوم لمخالفته لخط المصحف ، ولأنه إنما ثبت عن آحاد (٣).

(الخامس) : الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها في الخط ويزيل معناها ، نحو (الم* تَنْزِيلُ الْكِتابِ) (السجدة : ١ و ٢) في موضع (الم* ذلِكَ الْكِتابُ) (البقرة : ١ و ٢).

و (طَلْحٍ مَنْضُودٍ) (الواقعة : ٢٩) وطلع منضود (٤) فهذا لا يقرأ به أيضا لمخالفته الخط ، ويقبل منه ما لم يكن فيه تضادّ لما عليه المصحف.

(السادس) : الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو ما روي عن أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه أنه قرأ عند الموت : وجاءت سكرة الحقّ بالموت (٥) (ق : ١٩) ، وبهذا قرأ ابن مسعود ؛ فهذا يقبل لصحة معناه إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به لمخالفته المصحف ، ولأنه خبر (٦) واحد.

(السابع) : الاختلاف بالزيادة والنقص في الحروف والكلم نحو (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (يس : ٣٥) (وَما عَمِلَتْ) (٧) ونعجة أنثى (٨) (ص : ٢٣) ونظائره ، فهذا يقبل منه ما لم يحدث حكما لم يقله أحد ، ويقرأ منه ما اتفقت عليه المصاحف في إثباته وحذفه ، نحو : (تَجْرِي تَحْتَهَا) في براءة عند رأس المائة ، [و (مِنْ تَحْتِهَا)] (٩) ، و (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) في الحديد (الآية : ٢٤) ، وفإنّ الله الغنيّ (١٠) ونحو ذلك مما اختلف فيه

__________________

(١) قرأ ابن مسعود : زقية ، ابن خالويه ، (المختصر ص : ١٢٥).

(٢) قراءة ابن مسعود : كالصوف المنقوش بالقاف (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٧٨)

(٣) في المخطوطة (الآحاد).

(٤) قراءة علي رضي‌الله‌عنه : و (طلع) بالعين (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٥١).

(٥) ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٤٤ ، وانظر تفسير الطبري ٢٦ / ١٠٠.

(٦) تصحفت في المطبوعة إلى (غير).

(٧) قال الزمخشري في الكشاف ٣ / ٢٨٦ وقرئ (وَما عَمِلَتْ) من غير ضمير ، وهي في مصاحف أهل الكوفة كذلك وفي مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام مع الضمير.

(٨) وهي قراءة ابن مسعود (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٣٠).

(٩) ساقطة من المخطوطة ، وهي قراءة ابن كثير بزيادة (من) وخفض التاء ، والباقون بدون (من) وفتح التاء. (التيسير ص : ١١٩).

(١٠) وهي قراءة نافع وابن عامر بحذف (هو) والباقون بإثباتها (التيسير : ٢٠٨).

٤٨٥

المصاحف التي وجّه بها عثمان إلى الأمصار فيقرأ به إذ لم يخرجه عن خطّ المصحف ، ولا يقرأ منه ما لم تختلف فيه المصاحف ، لا يزاد شيء لم يزد فيها ، ولا ينقص شيء لم ينقص منها.

الأمر الثامن (١) ، قال أبو عبيد في كتاب «فضائل القرآن» (٢) : «إن القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها ؛ وذلك كقراءة عائشة وحفصة : حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى صلاة العصر (٣) (البقرة : ٢٣٨) ، وكقراءة ابن مسعود : والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيمانهما (٤) (المائدة : ٣٨).

ومثل قراءة أبيّ : للّذين يؤلون من نسائهم تربّص أربعة أشهر فإن فاءو فيهن (٥) (البقرة : ٢٢٦) ، وكقراءة سعد بن أبي وقاص : وإن كان له أخ أو أخت من أمّه (٦) فلكلّ... (النساء : ١٢).

وكما قرأ ابن عباس : لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربّكم في مواسم الحج (٧) (البقرة : ١٩٨) ـ قلت (٨) : وكذا قراءته : وأيقن أنّه الفراق (القيامة : ٢٨) وقال : ذهب الظن ، قال أبو الفتح (٩) : «يريد أنّه ذهب اللفظ الذي يصلح للشك ؛ وجاء اللّفظ الذي هو مصرّح (١٠) باليقين» انتهى ـ. وكقراءة جابر : فإنّ الله من بعد إكراههنّ لهنّ غفور رحيم (١١)

__________________

(١) تصحفت في المخطوطة إلى (الثالث).

(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد ق ٤٨ / ب (مخطوطة توبنجن) بتصرّف.

(٣) تفسير الطبري ، ٢ / ٣٤٨ ، والمصاحف لابن أبي داود : ٨٣ مصحف عائشة أم المؤمنين وص ٨٥ ، مصحف حفصة أم المؤمنين ، وص : ٨٧ مصحف أم سلمة ، رضي‌الله‌عنهن.

(٤) كما في تفسير الطبري ٦ / ١٤٨.

(٥) قرأ عبد الله : فإن فاءو فيهن وقرأ أبي فإن فاءو فيها وروي (فيهن) كقراءة عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنهما والضمير عائد إلى الأشهر. (أبو حيان ، البحر المحيط ٢ / ١٨٢).

(٦) تصحفت في المطبوعة إلى : (أم) والتصويب من فضائل القرآن لأبي عبيد وتفسير الطبري ٤ / ١٩٤.

(٧) أخرجه أبو عبيد في فضائله ص : ٣ (في القسم المطبوع من ضمن مجلة إسلاميكا). ذكرها ابن خالويه في المختصر ص : ١٢٠.

(٨) القول للزركشي ، وليس عند أبي عبيد في الفضائل.

(٩) ابن جني ، في المحتسب ٢ / ٣٤٢.

(١٠) في المحتسب (تصريح).

(١١) تصحف في المطبوعة إلى (له غفور رحيم) والتصويب من أبي عبيد ، والقراءة ذكرها القرطبي في التفسير ١٢ / ٢٥٥.

٤٨٦

(النور : ٣٣) ، فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسّرة للقرآن ، وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك ، فكيف إذا روي عن كبار الصحابة ، ثم صار في نفس القراءة! فهو الآن أكثر من [٥١ / أ] التفسير وأقوى ؛ فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف (١) معرفة صحة التأويل ؛ على أنّها من العلم الذي لا يعرف العامة فضله ؛ إنما يعرف ذلك العلماء ، وكذلك (٢) يعتبر بها وجه القرآن ؛ كقراءة من قرأ : (يَقُصُّ الْحَقَ) (الأنعام : ٥٧) (٣) [فلما وجدتها في قراءة عبد الله (٤) : يقضي الحقّ] (٣) علمت أنها (٥) إنما هي (يقضي) فقرأتها على (٥) ما في المصحف ؛ واعتبرت صحتها بتلك القراءة ، وكذلك قراءة من قرأ : (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) (النمل : ٨٢) ، ثم [لمّا] (٦) وجدتها في قراءة أبيّ «تنبئهم» (٧) علمت أن وجه القراءة (تُكَلِّمُهُمْ) في أشباه من هذا كثيرة».

(٨) [(فائدة) : حكى الجاحظ عن النهي أنهم كانوا يكرهون أن يقولوا : «قراءة عبد الله» و «قراءة سالم» و «قراءة أبي» و «قراءة زيد» بل يقال : «فلان كان يقرأ كذا وفلان كان يقرأ بوجه كذا»] (٨).

(فائدة) : قيل قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، راجعة إلى أبيّ ، وقراءة ابن عامر إلى عثمان بن عفان ، وقراءة عاصم وحمزة والكسائي إلى عثمان وعليّ وابن مسعود.

(فائدة) : قال [ابن] (٩) مجاهد : إذا شك القارئ في حرف هل هو (١٠) [بالياء أو بالتاء فليقرأه بالياء فإن القرآن يذكّر وإن شك في حرف هل هو مهموز أو غير مهموز ، فليترك الهمز.

وإن شكّ في حرف هل يكون موصولا أو مقطوعا فليقرأ بالوصل. وإن شك في حرف هل هو] (١٠) ممدود أو مقصور؟ فليقرأ بالقصر ، وإن شكّ في حرف : هل هو مفتوح أو مكسور؟ فليقرأ بالفتح ؛ لأن الأوّل غير لحن في بعض المواضع.

__________________

(١) عبارة أبي عبيد : «من علم هذه الحروف».

(٢) تصحفت في المطبوعة إلى «ولذلك يعتبر بهما» والتصويب من أبي عبيد.

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٤) قرأ الحرميان وعاصم : (يقص) بالصاد المضمومة والباقون بالصاد مكسورة والوقف لهم في هذا ونظيره بغير ياء اتباعا للخط (التيسير : ١٠٣).

(٥) عبارة أبي عبيد : «علمت أنت أنها إنما هي يقضي الحق فقرأتها أنت على ما...» بزيادة أنت في موضعين.

(٦) ساقطة من المخطوطة ، وهي موجودة عند أبي عبيد.

(٧) انظر تفسير البحر المحيط لأبي حيان ٧ / ٩٧.

(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

(٩) ساقطة من المخطوطة.

(١٠) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

٤٨٧

النوع الثالث والعشرون

معرفة توجيه القراءات وتبيين

وجه ما ذهب إليه كل قارئ (١)

وهو فن جليل ، وبه تعرف (٢) جلالة المعاني وجزالتها ، وقد اعتنى الأئمة به ، وأفردوا فيه كتبا ، منها كتاب «الحجّة (٣)» لأبي عليّ الفارسيّ ، وكتاب «الكشف (٤)» لمكي وكتاب «الهداية» للمهدوي (٥) ، وكلّ منها قد اشتمل على فوائد (٦)

__________________

(١) هذا النوع تابع لسابقه.

(٢) في المخطوطة (يعرف).

(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (الحجج) ، وتقدمت ترجمة المؤلف في ١ / ٣٧٥ والكتاب طبع في القاهرة بدار الكاتب العربي باسم «الحجة في علل القراءات السبع» بتحقيق علي النجدي ناصف ، وعبد الحليم النجار ، وعبد الفتاح الشلبي عام ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م ، وطبع أيضا في دمشق بدار المأمون للتراث باسم «الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم مجاهد» تحقيق محمد بدر الدين القهوجي ، وبشير جويجاتي وظهر المجلد الأول منه عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٥ م

(٤) طبع كتاب «الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها» لمكي بن أبي طالب القيسي القيرواني الأندلسي (ت ٤٣٧ ه‍) بتحقيق محيي الدين رمضان ، بمجمع اللغة العربية بدمشق عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م في مجلدين وصوّر بمؤسسة الرسالة في بيروت عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م.

(٥) تصحّف الاسم في المخطوطة إلى : «المهدي» وهو أحمد بن عمار بن أبي العباس الإمام أبو العباس المهدوي نسبة إلى المهدية بالمغرب ، رحل وقرأ على محمد بن سفيان وقرأ عليه غانم بن الوليد ت بعد ٤٣٠ ه‍ (الذهبي ، معرفة القراء ١ / ٣٩٩ ، وابن الجزري ، غاية النهاية ١ / ٩٢) وللمهدوي في هذا الموضوع أيضا كتاب «الموضح في علل القراءات».

(٦) ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع ـ سوى ما ذكره المصنف ـ : «احتجاج القراءات للمبرّد ، محمد بن يزيد بن عبد الأكبر ، ت ٢٨٥ ه‍ (الفهرست : ٦٥) «جامع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك وشرحه» لابن جرير الطبري ، محمد بن جعفر. ت ٣١٠ ه‍ (بروكلمان ٣ / ٥٠) «احتجاج القراءات» لابن السراج ، أبي بكر محمد بن السري بن سهل البغدادي ، ت ٣١٦ ه‍ (الفهرست : ٦٨) «الاحتجاج للقراء» لابن درستويه ، أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد ، ت ٣٣٠ ه‍ (الفهرست ٣٨ و ٦٩) «احتجاج ـ

٤٨٨

وقد صنّفوا أيضا في توجيه القراءات الشواذّ ، ومن أحسنها كتاب «المحتسب (١)» لابن

__________________

القراءات» لابن مقسم ، أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم بن يعقوب ، ت ٣٣٢ ه‍ (الفهرست : ٣٦) «الفصل بين أبي عمرو والكسائي» لأبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم البزار ، ت ٣٤٩ ه‍ (الفهرست : ٣٥) «السبعة بعللها الكبير» للنقاش ، أبي طاهر ، علي بن عبد الواحد ت ٣٥١ ه‍ (الفهرست : ٨٦) «الحجة» لابن خالويه ، الحسين بن أحمد بن محمد ، ت ٣٧٠ ه‍ (الفهرست : ٧٣). «شرح الغاية في القراءات العشر وعللها» لأبي علي الفارسي ، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار (ت ٣٧٧ ه‍) صاحب «الحجّة» ، مخطوط في الخزانة التيمورية : ٣٤٤ تفسير (معجم الدراسات القرآنية : ٥١٠) «المختار في معاني قراءات أهل الأمصار» (في القراءات الثمان) لأبي بكر أحمد بن عبيد الله بن إدريس (؟) وهو كتاب حسن التأليف أداره على معاني ما اختلفت به القراء الثمانية ، السبعة ، ويعقوب الحضرمي (كشف الظنون ٢ / ١٦٢٣) «الإرشاد في معرفة مذاهب القراء السبعة وشرح أصولهم» لأبي الطيب بن غلبون ، عبد المنعم بن عبد الله ت ٣٨٩ ه‍ (فهرسة ابن خير : ٢٥) «حجة القراءات» لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة (القرن ٤ ه‍) طبع بتحقيق سعيد الأفغاني بجامعة بن غازي بليبيا ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٤ م في ٨١٤ ص ، وصوّر بمؤسسة الرسالة ببيروت ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م في ٨١٦ ص «معاني القراءات» للخمي ، عبد الواحد بن الحسين ت ٤١٠ ه‍ (غاية النهاية ١ / ٩١٠). «الموضح في علل القراءات» لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت نحو ٤٤٠ ه‍) صاحب «الهداية» مخطوط يوجد منه نسختان في معهد المخطوطات بالقاهرة ، ويوجد منه نسخة في الخزانة العامة بالرباط : ١٣٩ ولها صورة بدار الكتب القطرية : ٤ ، باسم «الموضح في تعليل وجوه القراءات» (معجم مصنفات القرآن الكريم ٤ / ١٦٩) «علل القراءات» لسلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمد النيسابوري ، ت ٥١١ ه‍ (طبقات المفسرين للسيوطي : ١٣) «الكشف في نكت المعاني والإعراب وعلل القراءات المروية عن الأئمة السبعة» للباقولي ، أبي الحسن علي بن الحسين النحوي (ت ٥٤٣ ه‍) حققه عبد الرحمن محمد العمار كرسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بالرياض ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م (أخبار التراث العربي ٣٤ / ٢٥) وحققه أيضا محمد الدالي كرسالة دكتوراه بجامعة دمشق ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م (أخبار التراث العربي ٣٥ / ١٥) «علل القراءات» لأبي عبد الله محمد بن طيفور الغزنوي ت ٥٦٠ ه‍ (طبقات المفسرين للسيوطي : ٣٣) «الموضح في وجوه القراءات وعللها» لأبي عبد الله ، نصر بن علي بن محمد الشيرازي (كان حيا ٥٦٥ ه‍) مخطوط بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض : ٨٨٣ ف مصورة عن نسخة مكتبة راغب باشا باسطنبول ، ويوجد له صورة أيضا بمعهد المخطوطات بالكويت (أخبار التراث العربي ٣٢ / ٧) «أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر وشيء من الشواذ» لملك النحاة ، أبي نزار الحسن بن أبي الحسن. ت ٥٦٨ ه‍ (معجم الأدباء ٣ / ٧٥) «حجة المقتدي» للاسكندري ، عبد الواحد بن عبد المهيمن ت ٦٢٩ ه‍ (غاية النهاية ١ / ٩٢٠) «طلائع البشر» لقمحاوي حسين بن عبد الواحد ، ١٣٩٩ ه‍ طبع بمكتبة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة ١٣٨٥ ه‍ / ١٩٦٥ م. «القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب» لعبد الفتاح القاضي ، طبع بدار احياء الكتب العربية بالقاهرة ١٣٧٢ ه‍ / ١٩٥٢ م وبدار الكتب العربي ، ببيروت ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م.

(١) طبع كتاب «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها» بتحقيق علي النجدي ناصف وعبد الفتاح إسماعيل شلبي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م في مجلدين.

٤٨٩

جنّي ، وكتاب أبي البقاء (١) ، وغيرهما (٢).

وفائدته كما قال الكواشي (٣) : أن يكون دليلا على حسب المدلول عليه ، أو مرجّحا ؛ إلاّ أنّه ينبغي التنبيه على شيء ؛ وهو أنه قد ترجّح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة الأخرى ؛ وهذا غير مرضيّ ؛ لأن كلتيهما متواترة ، وقد حكى أبو عمر (٤) الزاهد في كتاب اليواقيت» عن ثعلب أنه قال : «إذا اختلف الإعراب في القرآن (٥) عن السبعة لم أفضّل إعرابا على إعراب في القرآن ؛ فإذا خرجت إلى الكلام ، كلام الناس ، فضّلت الأقوى ؛ وهو حسن».

وقال أبو جعفر النحاس (٦) ـ وقد حكى اختلافهم في ترجيح [قراءة] (٧) (فَكُّ رَقَبَةٍ) (البلد : ١٣) بالمصدرية والفعلية فقال : «والديانة تحظر الطعن على القراءة التي قرأ بها الجماعة ، ولا يجوز أن تكون مأخوذة إلا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد قال : «أنزل القرآن على سبعة أحرف (٨)» فهما قراءتان حسنتان ، لا يجوز أن تقدّم إحداهما على الأخرى».

وقال في سورة المزّمّل (٩) : «السّلامة عند أهل الدّين أنه إذا صحّت القراءتان عن الجماعة ألاّ يقال : إحداهما أجود ؛ لأنهما جميعا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيأثم من قال ذلك ؛ وكان رؤساء (١٠) الصحابة رضي‌الله‌عنهم ينكرون مثل هذا».

__________________

(١) هو أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (ت ٦١٦ ه‍) وكتابه «إعراب القراءات الشواذ» مخطوط في دار الكتب المصرية رقم ١٩٩ ، ومنه صورة بمعهد المخطوطات العربي رقم ١٣ تفسير ، ويقوم بتحقيقه خليل بنيات الحسون ، في بغداد (أخبار التراث العربي ٢٨ / ١٦).

(٢) راجع في القراءات الشواذ وتوجيهها النوع السابق.

(٣) موفق الدين ، تقدم التعريف به في ١ / ٢٧٢.

(٤) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (عمرو) ، وتقدم التعريف به في ١ / ٣٩٣ ، وكتابه ذكره ياقوت في معجم الأدباء ١٨ / ٢٣٢ باسم «اليواقيت في اللغة».

(٥) في المخطوطة «القراءات».

(٦) «إعراب القرآن» ٥ / ٢٣١ ـ ٢٣٢.

(٧) ساقطة من المطبوعة.

(٨) تقدم تخريج الحديث انظر في النوع الحادي عشر ص ٣٠٣.

(٩) إعراب القرآن ٥ / ٦٢.

(١٠) في المخطوطة (رءوس) وفي «إعراب القرآن» رؤساء.

٤٩٠

وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة (١) رحمه‌الله : «قد أكثر المصنّفون في القراءات والتفاسير من الترجيح بين قراءة (ملك) و (مالِكِ) (الفاتحة : ٤) حتى إنّ بعضهم يبالغ إلى حدّ يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى ؛ وليس (٢) هذا بمحمود (٢) بعد ثبوت القراءتين ؛ واتّصاف (٣) الربّ تعالى بهما ؛ ثم قال : حتى إني أصلّي بهذه في ركعة ، وبهذه في ركعة».

[٥١ / ب] وقال صاحب «التحرير (٤)» : «وقد ذكر التوجيه في قراءة (وعدنا) و (واعَدْنا) (٥) : (البقرة : ٥١) لا وجه للترجيح بين بعض القراءات السبع وبعض في مشهور كتب الأئمة من المفسرين والقرّاء والنحويين ؛ وليس ذلك راجعا إلى الطريق حتى يأتي هذا القول ؛ بل مرجعه بكثرة الاستعمال في اللغة والقرآن ، أو ظهور المعنى بالنسبة إلى ذلك المقام».

وحاصله أن القارئ يختار رواية هذه القراءة على رواية غيرها ، أو نحو ذلك ؛ وقد تجرأ بعضهم على قراءة الجمهور في (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ) (آل عمران : ٣٩) فقال : أكره التأنيث لما فيه من موافقة دعوى الجاهلية في زعمها أن الملائكة إناث ؛ وكذلك كره بعضهم قراءة من قرأ بغير تاء ؛ لأن الملائكة جمع.

وهذا كلّه ليس بجيّد ، والقراءتان متواترتان ؛ فلا ينبغي أن تردّ إحداهما البتّة ؛ وفي قراءة عبد الله : فناداه جبريل (٦) ما يؤيد أن الملائكة مراد به الواحد.

فصل

وتوجيه القراءة الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة ، ومن أحسن ما وضع فيه

__________________

(١) المرشد الوجيز : ١٧١ ، بتصرّف.

(٢) عبارة المخطوطة (المحمود).

(٣) في المخطوطة (اتصاف).

(٤) هو محمد بن سليمان بن الحسن أبو عبد الله البلخي الحنفي المعروف بابن النقيب ، ولد بالقدس سنة ٦١١ ه‍ كان أحد العلماء الزهاد عابدا متواضعا أمّارا بالمعروف نهّاء عن المنكر لا يخاف من ذي سطوة. له تفسير مشهور في نحو مائة مجلد (ت ٦٩٨ ه‍) بالقدس (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ١٤٤) وكتابه «التحرير والتحبير في التفسير» مخطوط في مكتبة فاتح رقم ١٧٧ ، ومنه نسخة مصورة في معهد المخطوطات المصورة رقم ٧١.

(٥) قراءة أبي عمرو (واعَدْنا) بغير ألف وقراءة الباقين : (واعَدْنا) بالألف (التيسير ص : ٧٣).

(٦) البحر المحيط ٢ / ٤٤٦.

٤٩١

كتاب «المحتسب» (١) لأبي الفتح ؛ إلا أنه لم يستوف ، وأوسع منه كتاب أبو البقاء العكبري (١).

وقد يستبشع ظاهر الشاذّ بادي الرأي فيدفعه التأويل ، كقراءة : (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) (٢) (الأنعام : ١٤) ، على بناء الفعل الأول للمفعول دون الثاني ؛ وتأويل الضمير في (وَهُوَ) راجع إلى الوليّ. وكذلك قوله : (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) (٣) (الحشر : ٢٤) بفتح الواو والراء ؛ على أنّه اسم مفعول ، وتأويله أنه مفعول لاسم الفاعل ، الذي هو البارئ ، فإنه يعمل عمل الفعل ؛ كأنه قال : الذي برأ المصوّر. وكقراءة : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (٤) (فاطر : ٢٨) ، وتأويله أن الخشية هنا بمعنى الإجلال والتعظيم ؛ لا الخوف. وكقراءة : (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) (٥) (آل عمران : ١٥٩) بضم التاء على التكلم لله تعالى ؛ وتأويله على معنى : فإذا أرشدتك إليه وجعلتك تقصده. وجاء قوله : (عَلَى اللهِ) على الالتفات ؛ وإلاّ لقال : «فتوكّل عليّ» ، وقد نسب العزم إليه في قول أم سلمة «ثم عزم الله لي» (٦) ، وذلك على سبيل المجاز ، وقوله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ) (آل عمران : ١٨).

__________________

(١) تقدم الكلام عنه في أول النوع.

(٢) هذه قراءة الأعمش (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ٣٤١).

(٣) وهي قراءة اليماني (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٥٤).

(٤) قرأ الجمهور بنصب الجلالة ورفع العلماء ، وروي عن عمر بن عبد العزيز ، وأبي حنيفة ، عكس ذلك ، ولعل ذلك لا يصحّ عنهما ، وقد رأينا كتبا في الشواذ ولم يذكروا هذه القراءة ، وإنما ذكرها الزمخشري ، وذكرها عن أبي حيوة أبو القاسم يوسف بن جبارة في كتابه «الكامل» (أبو حيان ، البحر المحيط ٧ / ٣١٢).

(٥) وهي قراءة أبي نهيك وجعفر بن محمد (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ٢٣).

(٦) من حديث لأم سلمة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها أخرجه مسلم في صحيحه ٢ / ٦٣٣ ، كتاب الجنائز (١١) ، باب ما يقال عند المصيبة (٢) الحديث (٥) ولفظه : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها. فلما توفّي أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ ثم عزم الله لي فقلتها ، قالت : فتزوّجت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقولها «ثم عزم الله لي» أي خلق لي عزما ، والعزم عقد القلب على إمضاء الأمر.

٤٩٢

النوع الرابع والعشرون

معرفة الوقف والابتداء (١)

[تعريفه]

وهو فنّ جليل ، وبه يعرف كيف أداء القرآن. ويترتب على ذلك فوائد كثيرة واستنباطات غزيرة. وبه تتبيّن معاني الآيات ، ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات.

[التصنيف فيه]

وقد صنف فيه الزّجاج (٢) قديما كتاب «القطع والاستئناف» ، وابن...

__________________

(١) للتوسع في هذا النوع انظر الفهرست لابن النديم ص ٣٨ ـ ٣٩ الفن الثالث من المقالة الأولى الكتب المؤلفة في الوقف والابتداء في القرآن ، والكتب المؤلفة في وقف التمام ، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص ٣٥٣ باب في أدب الوقف والابتداء ، والنشر في القراءات العشر لابن الجزري ١ / ٢٢٤ ، الوقوف والابتداء ، والإتقان للسيوطي ١ / ٢٣٠ النوع الثامن والعشرون في معرفة الوقف والابتداء ومقدمة منار الهدى للأشموني ص ١٣ فوائد مهمة وترتيب العلوم للمرعشي : ١٣٠ وكشف الظنون لحاجي خليفة ٢ / ١٤٧٠ كتاب الوقف في كلا ، وفي ٢ / ٢٠٢٤ علم الوقوف ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٥٧٠ علم الوقوف ، ومقدمة معجم الدراسات القرآنية ص ٤٧ أول من ألف في الوقوف ، ومقدمة التحقيق لكتاب منار الهدى لبسام عبد الوهاب الجابي ص ٥ ، ومقدمة التحقيق لكتاب المكتفي في الوقف والابتداء للدكتور يوسف المرعشلي ، و «علامات الوقف في القرآن» لحسن مأمون (مقال في مجلة منبر الإسلام ، س ٢٢ ، ع ٨ ، عام ١٣٨٤ ه‍ / ١٩٦٤ م) ، «وعلامات الوقف في القرآن» لمحمد الفحام ، (مقال في مجلة منبر الإسلام ، س ٣٠ ، ع ٣ ، عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م).

(٢) كذا في المطبوعة والمخطوطة ولعل في العبارة سقطا أدى إلى خلل وتقدير السقط : «وصنف ابن النحاس» فالزجاج هو إبراهيم بن السري بن سهل النحوي المفسر تقدم في ١ / ١٠٥ ، وكتابه «الوقف والابتداء» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ٢ / ١٤٧١ وأما «القطع والائتناف» فهو لابن النحاس أبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل ، تقدم في ١ / ٣٥٦ ، وقد طبع في بغداد بتحقيق أحمد خطاب العمر ، ضمن منشورات وزارة الأوقاف العراقية سنة ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م في مجلد ضخم يقع في (٩٤٢) صفحة.

٤٩٣

الأنباري (١) ، وابن عباد (٢) ، والدّاني (٣) ، والعماني (٤) ، وغيرهم (٥).

[أهميته]

وقد جاء عن ابن عمر أنهم كانوا يتعلّمون ما ينبغي أن يوقف عنده ، كما يتعلّمون

__________________

(١) هو أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري تقدم في ١ / ٢٩٩ ، وكتابه «إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عزوجل» طبع بالمطبعة التعاونية في دمشق بتحقيق محيي الدين عبد الرحمن رمضان ونشره المجمع العلمي العربي ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م وأعاد المحقق طبعه في الأردن ضمن منشورات جامعة اليرموك (نشرة أخبار التراث العربي ٢٢ / ٢٢ سنة ١٩٨٥).

(٢) هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عباد المكي البغدادي النحوي المقرئ كان مقدّما في علم القراءات بارعا في النحو وعلوم العربية قرأ النحو على أبي سعيد السيرافي النحوي. وأخذ عنه القراءة أبو العباس أحمد بن الفرج بن منصور بن محمد بن الحجاج بن هارون. صنّف كتاب «الوقف والابتداء» وأجاد فيه وسمعه منه أبو العباس المذكور توفي سنة ٣٣٤ ه‍ (ذكره ياقوت في معجم الأدباء ١٩ / ٢٨) ، وذكر الكتاب أيضا حاجي خليفة في (كشف الظنون ٢ / ١٤٧١).

(٣) هو أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني تقدم ذكره في ١ / ١٤٩ ، وله مؤلفات في الوقف والابتداء ، الأول : «الاهتداء في الوقف والابتداء» مخطوط في الأزهر برقم (٢٧٦) ٢٢٢٨٣ (انظر معجم الدراسات القرآنية ص ٤٦٦) ، الثاني : «الوقف على كلاّ وبلى» ذكره الداني نفسه في كتابه «المكتفي» عند الآية (١١٢) من سورة البقرة ، الثالث : «المكتفي في الوقف والابتداء» وله تسميات عدة منها : «الوقف التام والوقف الكافي والحسن» ، ومنها : «الوقف والابتداء» ، ومنها : «المكتفي في معرفة الوقف التام والكافي والحسن» ، وقد طبع أولا بتحقيق يوسف المرعشلي في بيروت ، مؤسسة الرسالة سنة ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م وطبع ثانيا بتحقيق جايد زيدان مخلف في بغداد ضمن منشورات وزارة الأوقاف سنة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م ، ويحققه عبد الحليم بن محمد نصار السلفي كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض سنة ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م (نشرة أخبار التراث العربي ١٤ / ٢٧)

(٤) هو أبو محمد الحسن بن علي بن سعيد العماني ، إمام فاضل محقق ، كان نزل مصر وذلك بعيد الخمسمائة. (ابن الجزري ، غاية النهاية ١ / ٢٢٣) وله كتابان في الوقوف : «المغني في معرفة وقوف القرآن» ذكره العماني نفسه في مقدمة كتابه «المرشد في «معنى الوقف» ، الثاني هو : «المرشد في معنى الوقف التام والحسن الكافي والصالح والجائز والمفهوم وبيان تهذيب القراءات وتحقيقها وعللها» مخطوط بجامعة استانبول القسم العربي رقم (٦٨٢٧) ذكره ششن في نوادر المخطوطات ٢ / ٢٥١.

(٥) ومن الكتب المؤلفة في الوقف والابتداء ـ سوى ما ذكره المؤلف ـ «الوقف والابتداء» لضرار بن صرد المقرئ ت ١٢٩ ه‍ (ابن النديم ، الفهرست : ٣٨) «الوقوف» لشيبة بن نصاح المدني (ت ١٣٠ ه‍) (غاية النهاية ١ / ٣٣٠) «الوقف والابتداء» لأبي عمرو بن العلاء. ت ١٥٤ ه‍. (العش الخطيب البغدادي ص ٩٥) «الوقف والابتداء» لحمزة بن حبيب الزيات. ت ١٥٦ ه‍ (الفهرست : ٣٨) «وقف التمام» لنافع بن عبد الرحمن. ت ١٦٩ ه‍ (ذكره ابن النحاس في القطع والائتناف : ٧٥ ، وابن النديم في الفهرست : ـ

٤٩٤

__________________

٣٩) «الوقف والابتداء» الكبير للرؤاسي محمد بن أبي سارة أبو جعفر (توفي في حدود ١٧٠ ه‍) وله أيضا «الوقف والابتداء» الصغير (الفهرست : ٧١) «الوقف والابتداء» لعلي بن حمزة الأسدي أبو الحسن الكسائي إمام اللغة في الكوفة ت ١٨٩ ه‍ (الأشموني منار الهدى : ١٤) «وقف التمام» لأحمد بن موسى اللؤلؤي (توفي في النصف الثاني من القرن الثاني) (الفهرست : ٣٩ ، وقد تصحف اسم المؤلف عنده إلى أحمد بن عيسى والتصويب من ابن الجزري في غاية النهاية ١ / ١٤٣) «الوقف والابتداء» لليزيدي يحيى بن المبارك ت ٢٠٢ ه‍ (الفهرست : ٣٨) «وقف التمام» ليعقوب بن إسحاق الحضرمي ت ٢٠٥ ه‍ (القطع والائتناف : ٧٥ ، والفهرست : ٣٩) «الوقف والابتداء» للفراء أبي زكريا يحيى بن زياد. ت ٢٠٧ ه‍ (الفهرست : ٢٠٧) «الوقف والابتداء» لمعمر بن المثنى أبي عبيدة البصري. ت ٢١٠ ه‍ (منار الهدى : ١٤) «وقف التمام» لسعيد بن مسعدة أبو الحسن الأخفش. ت ٢٢١ ه‍ (القطع والائتناف : ٧٥ ، والفهرست : ٣٩ و ٥٨). «الوقف والابتداء» لخلف بن هشام أحد القراء العشرة ت ٢٢٩ ه‍ (الفهرست : ٣٨) «الوقف والابتداء» لأبي جعفر النحوي محمد بن سعدان الضرير. ت ٢٣١ ه‍ (الفهرست : ٣٨) «وقف التمام» لأبي الحسن روح بن عبد المؤمن ت ٢٣٥ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «الوقف والابتداء» لليزيدي عبد الله بن يحيى بن المبارك أبو عبد الرحمن. ت ٢٣٧ ه‍ ، (الفهرست : ٣٨ و ٥٦) «وقف التمام» لنصير بن يوسف أبو المنذر النحوي. ت ٢٤٠ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «الوقف والابتداء» لأبي عمر الدوري حفص بن عمر بن عبد العزيز. ت ٢٤٨ ه‍ ، (الفهرست : ٣٨) «المقاطع والمبادي» لأبي حاتم السجستاني سهل بن محمد ، ت ٢٤٨ ه‍ (القطع والائتناف : ٧٥ ، كشف الظنون ٢ / ١٧٨١ ، وذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي بالعربية ٢ / ١٦١) «الوقف والابتداء» لمحمد بن عيسى بن إبراهيم أبي عبد الله المتمرى ت ٢٥٣ ه‍ ، (منار الهدى : ١٤) «الوقف والابتداء» لابن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بن عبيد. ت ٢٨١ ه‍ (سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٠٤) «الوقف والابتداء» لأبي بكر الجعدي محمد بن عثمان بن مسبح ت ٢٨٨ ه‍ (ابن النديم الفهرست : ٣٨) «الوقف والابتداء» لأبي علي الدينوري النحوي اللغوي. ت ٢٨٩ ه‍ (الأشموني منار الهدى : ١٤) «الوقف والابتداء» لثعلب أبي العباس أحمد بن يحيى ت ٢٩١ ه‍ (الفهرست : ٨١) «الوقف والابتداء» لأبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي ت ٢٩١ ه‍ (الفهرست : ٣٨) «الوقف» لأبي العباس الفضل بن محمد توفي في النصف الثاني من القرن الثالث) وهو كتاب ردّ به على كتاب «المقاطع والمبادي» لأبي حاتم السجستاني ، مخطوط في المتحف البريطاني أول (١٥٨٩) (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي بالعربية ٢ / ١٦١) «الوقف والابتداء» لابن كيسان أبي الحسن محمد بن أحمد. ت ٢٩٩ ه‍ ، (الفهرست : ٣٨ و ٨٩) «الوقف والابتداء» لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن أوس (في حدود ٣٤١ ه‍) مخطوط في تركيا مكتبة شهيد علي باشا ٣١ ، (بروكلمان ، تاريخ الأدب ـ بالعربية ٤ / ٥) «الوقوف» لوكيع أحمد بن كامل بن خلف. ت ٣٥٠ ه‍ ، (الفهرست ص ٣٥) «الوقوف» لأبي حفص الآملي عمر بن علي بن منصور ت ٣٥١ ه‍ (غاية النهاية ١ / ٥٩٥) «الوقف والابتداء» لابن مقسم أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب. ت ٣٥٤ ه‍ (الفهرست : ٣٦) «الوقف والابتداء» للسيرافي أبي سعيد الحسن بن عبد الله. ت ٣٦٨ ه‍ (الفهرست : ٦٨) «الوقف والابتداء» للغزّال أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن. ت ٣٦٩ ه‍ (سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢١٧) «الوقف والابتداء لهشام بن عبد الله ، ت؟ (الفهرست ص ٣٨) «الوقف والابتداء» لأحمد بن الحسين بن مهران

٤٩٥

__________________

ت ٣٨١ ه‍ وله أيضا «وقوف القرآن» ، و «المقاطع والمبادي» (معجم الأدباء ٣ / ١٣ ـ ١٤) «الوقف والابتداء» للصاحب بن عبّاد ، الوزير أبي القاسم إسماعيل بن عبّاد ، ت ٣٨٥ ه‍ (إنباه الرواة ١ / ٢٣٨) «الوقف والابتداء» لابن جني أبي الفتح عثمان إمام الأدب والنحو (ت ٣٩٢ ه‍) ، (الفهرست : ٩٥) «وقوف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القرآن» لأبي عبد الله محمد بن عيسى البريلي المعروف بالمغربي (ت ٤٠٠ ه‍) رسالة مخطوطة ضمن مجموع في المكتبة القادرية ببغداد رقم (١٠٧). (معجم الدراسات القرآنية : ٥١٩) وقد تصحّف اسم المؤلف فيه إلى عبد الله بن محمد بن عيسى ، (وانظر معجم المؤلفين ١١ / ١٠٣) «الإبانة في الوقف والابتداء» لأبي الفضل الخزاعي محمد بن جعفر بن عبد الكريم (ت ٤٠٨ ه‍) مخطوط في فاس خزانة القرويين برقم (١٠٥٤) (قائمة نوادر المخطوطات بجامعة القرويين : ٧ ، وانظر سيزكين ، تاريخ التراث العربي ١ / ٣٣) «اختصار القول في الوقف على كلا وبلى ونعم في كتاب الله» لمكي بن أبي طالب القيسي. ت ٤٣٧ ه‍ طبع في الرياض ضمن مجلة عالم الكتب العدد (٢) سنة ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م بتحقيق أحمد حسن فرحات ، ثم طبع في دمشق مكتبة الخافقين سنة ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م ولمكي أيضا : «شرح كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله العزيز» طبع في دمشق بدار المأمون للتراث ، بتحقيق أحمد حسن فرحات سنة ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م ولمكي أيضا : «الوقف على كلا وبلى في القرآن» طبع في بغداد ، بتحقيق حسين نصار ، مجلة كلية الشريعة ولمكي أيضا «الهداية في الوقف على كلا» (مفتاح السعادة ٢ / ٨٤) ولمكي أيضا : «شرح التمام والوقف» (إنباه الرواة ٣ / ٣١٨) وله أيضا : «شرح معنى الوقف على قوله تعالى (لا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ)» وله : «منع الوقف على قوله تعالى : (إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى)» وله : «شرح اختلاف العلماء في الوقف على قوله تعالى (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ)» (إنباه الرواة ٣ / ٣١٧) ولمكي أيضا «الوقف» وهي قصيدة رائية تقع في ١٣١ بيتا ، مخطوط بالمغرب / الرباط الخزانا العامة برقم ٦٧٢ / ١٣٧١ (فهرس مخطوطات الرباط ٣٥) «الوقف والابتداء» للغزّال أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن (ت ٥١٦ ه‍) مخطوط بالمكتبة الأحمدية حلب (١٤٧) ، وبمعهد المخطوطات (١٠٢) ، والتيمورية (١٦٢) (معجم الدراسات القرآنية : ٥٦٦) «الوقف والابتداء» للصدر الشهيد أبو محمد حسام الدين عمر بن عبد العزيز الحنفي ت ٥٣٦ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٤٧١) «مقدمة في الوقف والابتداء» لأبي حميد عبد العزيز بن علي الأندلسي (ت ٥٦٠ ه‍) مخطوط في صوفيا (فهرس مخطوطات مكتبة صوفيا : ١٠٨) وله أيضا : «نظام الأداء في الوقف والابتداء» وتسمى «المقدمة في الوقف والابتداء» مخطوط في الخزانة التيمورية برقم (٣٩٧) (فهرس الخزانة التيمورية ١ / ٢٧١) ، ومنه نسخة في مكتبة تشستربتي برقم (٣٩٢٥) (معجم الدراسات القرآنية : ٥٦٠) «الإيضاح في الوقف والابتداء» لأبي عبد الله محمد بن طيفور الغزنوي السجاوندي (ت ٥٦٠ ه‍) مخطوط منه ٤ نسخ بمكتبة الأوقاف ببغداد ٤٢٨١ ، ٩٩٦١ ، ونسختان بالمكتبة الأزهرية [١٦٤] ١٦٢٠٢ ، [٢٥٣] ٢٢٢٦٠ ، ونسختان في برلين ٣٤١٢ ، ٢٣٧٦ ، ونسخة بمكتبة عباس حلمي القصاب ، دار التربية الإسلامية ببغداد رقم ١١ ، وفي مكتبة صوفيا برقم ١٢٦ ق ، ونسخة بالظاهرية بدمشق ٥٧٩٤ (معجم الدراسات القرآنية : ٤٦٧ ، وفهرس الظاهرية : ٢٥ ، ومقدمة المكتفي في الوقف والابتداء : ٦٨) وللمؤلف أيضا : «الوقف والابتداء» مخطوط بمكتبة عبد الرحمن الصائغ بالموصل ١٩١ ، ونسخة بالمكتبة المحمدية بالجامع الزيواني بالموصل برقم ٤٢٠ و ٢١٩ ، وبمكتبة النبي شيت بالموصل : ١٥٤ ونسخة بجامعة الملك سعود : ١٢٩٠ ، وبجامعة محمد بن سعود : ٢٧٢٢ مصورة من مكتبة جامعة اسطنبول ،

٤٩٦

__________________

ومنه نسخة بمعهد المخطوطات بالكويت ، (معجم الدراسات القرآنية : ٤٦٦ ، ٥٦٤ ، ٥٦٦ ، ٥٦٨ وانظر نشرة أخبار التراث العربي ٢٩ / ٨ ، ٣٢ / ٧) ، ويسمى كتابه أيضا : «وقوف القرآن» ، «وأوقاف القرآن» «الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي» لأبي العلاء الهمذاني العطار الحسن بن أحمد بن الحسن (ت ٥٦٩ ه‍) منه نسخة في طوب قبو بتركيا برقم (١٦٤٢) (فهرس طوب قبو ١ / ٤١٧) ، ونسخة في تشستربتي برقم (٣٥٩٥) (الأعلام للزركلي ٢ / ١٨١ ط ٤) ، ونسخة في لالولي ٦٩ (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي ، الذيل ١ / ٧٢٤) ، «الاهتداء في الوقف والابتداء» لعيسى بن عبد العزيز موفق الدين الاسكندري. ت ٦٢٩ ه‍ ، (إيضاح المكنون ١ / ١٥١) «علم الاهتداء في الوقف والابتداء» للسخاوي علم الدين أبي الحسن علي بن محمد (ت ٦٤٣ ه‍) مخطوط بالتيمورية برقم (٢٢٥) (فهرس الخزانة التيمورية ١ / ٢٧٠) «التنبيهات على معرفة ما يخفي من الوقوفات» للزواوي عبد السلام بن علي بن عمر. ت ٦٨١ ه‍ (غاية النهاية ١ / ٣٨٦) «الاقتداء ـ أو الاقتضاء ـ في معرفة الوقف والابتداء» للنكزاوي معين الدين عبد الله بن محمد بن عبد الله (ت ٦٨٣ ه‍) مخطوط منه نسخة في الزيتونة ١ / ١٣٦ ، (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي الذيل ١ / ٧٢٩) ، ومنه نسخة في الظاهرية برقم (٨٣٩٠) و (٨٣٨٠) انظر (فهرس الظاهرية علوم القرآن ص ٢٢) ، ومنه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم ١٢٢ / ١٠٩٨٩ (معجم الدراسات القرآنية : ٤٦٣) «وصف الاهتداء في الوقف والابتداء» للجعبري برهان الدين أبي محمد إبراهيم بن عمر السراج (ت ٧٣٢ ه‍) مخطوط بتركيا مكتبة طرابرون ٤١٨ ، (نوادر المخطوطات لششن ١ / ٤٠٨) ونسخة في الاسكوريال ٢ / ١٣٩٠ (بروكلمان تاريخ الأدب العربي الذيل ٢ / ١٣٥) ، وفي مكتبة الأوقاف في الخزانة العامة بالرباط ، ومنه صورة بجامعة محمد بن سعود بالرياض (٢٨٠٤) ونسخة بمكتبة جامعة الدول العربية بالكويت (نشرة أخبار التراث العربي ٣٢ / ٧) «علم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء» لابن الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد بن علي بن همام ت ٧٤٥ ه‍. (كشف الظنون ٢ / ١١٦٠) «الاهتداء في الوقف والابتداء» لابن الجزري محمد بن محمد بن محمد. ت ٨٣٣ ه‍ (النشر ١ / ٢٢٤) «تعليق على وصف الاهتداء» لابن الجزري أيضا ، مخطوط بتونس في المكتبة الوطنية برقم (٣٩٨٣ م) (مقدمة المكتفي في الوقف والابتداء : ٧٠) «أوقاف القرآن» للنظام النيسابوري. الحسن بن محمد بن الحسين القمي (ت بعد ٨٥٠ ه‍) ذكر الزركلي في الأعلام أنه مطبوع ولم نقف على معلومات طبعه «لحظة الطرف في معرفة الوقف» للكركي إبراهيم بن موسى. ت ٨٥٣ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٥٤٧) وله أيضا «الإسعاف في معرفة القطع والاستئناف» (كشف الظنون ١ / ٨٥) «المقصد لتخليص ما في المرشد من الوقف والابتداء» لشيخ الإسلام الأنصاري أبي يحيى زكريا بن محمد (ت ٩٢٥ ه‍) مطبوع بالقاهرة بولاق سنة ١٢٨٠ ه‍ / ١٨٥٠ م ، وطبع بالقاهرة بهامش «تنوير المقباس» للفيروزآبادي سنة ١٢٩٠ ه‍ / ١٨٦٠ م وطبع في بولاق سنة ١٣٠٥ ه‍ / ١٨٧٥ م ، وطبع في القاهرة بمطبعة محمد مصطفى سنة ١٣١٣ ه‍ / ١٨٨٣ م ، وطبع في القاهرة بمطبعة البابي الحلبي سنة ١٣٥٣ ه‍ / ١٩٣٤ م وصوّر بالأوفست في دار المصحف بدمشق سنة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م عن طبعة محمد مصطفى «تحفة العرفان في بيان أوقاف القرآن» لأحمد بن مصطفى أبي الخير طاش كبري زاده (ت ٩٦٨ ه‍) مخطوط بالقاهرة الخزانة التيمورية برقم (٢٠٥) (فهرس الخزانة التيمورية ١ / ٢٦٩) «منار الهدى في بيان الوقف والابتداء» للأشموني أحمد بن عبد الكريم الشافعي ، (من أعيان القرن الحادي عشر) مطبوع في القاهرة بولاق طبعة حجرية سنة ١٢٨٦ ه‍ / ١٨٦٩ م ، وطبع في القاهرة بالمطبعة الخيرية ومعه ـ

٤٩٧

القرآن (١). وروي عن ابن عباس : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ) (النساء : ٨٣) قال : فانقطع [له] (٢) الكلام (٣).

__________________

«التبيان في آداب حملة القرآن» لنووي سنة ١٣٠٧ ه‍ / ١٨٨٩ م ، وطبع في القاهرة بالمطبعة الميمنية سنة ١٣٢٢ ه‍ / ١٩٠٤ م ، وفي القاهرة بمطبعة البابي الحلبي سنة ١٣٥٣ ه‍ / ١٩٣٤ م وفي القاهرة مصطفى البابي الحلبي ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م ، وصوّر بالأوفست بدار المصحف في دمشق سنة ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م عن نسخة المطبعة الخيرية. «الوقف» لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الجمل ت ١١٠٧ ه‍ ، (الأعلام ١ / ٦٨) «رسالة في وقوف لازمة» لساجقلي زاده محمد المرعشي (ت ١١٤٥ ه‍) مخطوط بالقاهرة الخزانة التيمورية ضمن مجموع برقم (١٢٤) (فهرس الخزانة التيمورية ١ / ٢٦٩) «أوقاف القرآن» لعبد الله بن محمد بن يوسف المعروف بيوسف أفندي زادة (ت ١١٦٧ ه‍) مخطوط بجامعة الإمام محمد بالرياض : ١٤٢٥ (معجم مصنفات القرآن : ٤ / ٢٧) «وابل الندى المختصر من منار الهدى في بيان الوقف والابتداء» ويسمى «أوائل الندى» للفاسي ، عبد الله بن مسعود (من القرن الثاني عشر) مخطوط في الأزهر (٨) ٤٠٧ ، ونسخة أخرى برقم ١٢٨٣ وأخرى في بخيت برقم ٤٣٦٧١ وعنوانها «أوائل الندى» (معجم الدراسات القرآنية ص ٤٦٥ ، ٥٦٢) «كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن» لمحمد الصادق الهندي (كان حيا سنة ١٢٩٥ ه‍) طبع في كاستلي سنة ١٢٩٠ ه‍ / ١٨٧٣ م (معجم سركيس ص ١٦٦٨) «تحفة من أراد الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء» لحسين الجوهري (؟) مخطوط في الأزهر برقم (١٣٤٢) امبابي (٤٨١٣٢) (معجم الدراسات القرآنية ص ٤٧٥) «رسائل في الوقف» ست رسائل نشر أكثرها في مجلة المقطّم ، لعبد العزيز بن أمين ، مصر مطبعة الأخبار سنة ١٣٢٧ ه‍ / ١٩٠٧ م (معجم الدراسات القرآنية : ٤٣٣) «منظومة في لوازم الوقف في القراءات» لمجهول ، مخطوط ضمن مجموع في المكتبة القادرية ببغداد رقم (١٠٧) (معجم الدراسات القرآنية : ٥٥٩) «رسالة في معرفة وقف النبي» صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمجهول ولعله أبو عبد الله محمد بن عيسى البريلي المعروف بالمغربي (ت ٤٠٠ ه‍) وقد تقدم ، مخطوط في الأزهر برقم (٢٧٤) ٢٢٢٨١ (معجم الدراسات القرآنية : ٥٠٠) «وقوف القرآن» لمجهول ، مخطوط في الأوقاف العراقية ببغداد رقم (٤٢٨١) انظر (معجم الدراسات القرآنية : ٥٦٨) «الوقف والابتداء» لمجهول ، مخطوط بالخزانة التيمورية برقم (٢٨٠) (فهرس الخزانة التيمورية ١ / ٢٧١) «رسالة في الوقف والوصل» لمجهول مخطوط بالخزانة التيمورية برقم (٢٢٧) (فهرس الخزانة التيمورية ١ / ٢٦٩) «بيان أوقاف سيدنا جبريل عليه‌السلام» وهي عشرة مواضع لمجهول ، مخطوط بالظاهرية رقم ٦٥٦٩ ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية : ٤٦٩).

(١) أخرجه عن ابن عمر رضي‌الله‌عنه ، أبو جعفر النحاس في القطع والائتناف : ٨٧ باب ذكر قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتبيينه إياها... ، وذكر تعلم أصحابه القرآن كيف كان ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ١ / ٣٥ كتاب الإيمان باب كيف يتعلم القرآن وقال : (صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة) ووافقه الذهبي ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٣ / ١٢٠ كتاب الصلاة باب البيان أنه إنما قيل يؤمهم أقرؤهم.

(٢) ليست في المطبوعة.

(٣) أخرجه عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، الطبري في التفسير ٥ / ١١٦ عند تفسير الآية ضمن سورة النساء.

٤٩٨

واستأنس له ابن النحاس (١) بقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم للخطيب : «بئس الخطيب أنت (٢)» حين قال : «ومن يعصهما» ـ [ووقف] (٣) ـ قال : فقد كان ينبغي أن يصل كلامه فيقول : «ومن يعصهما فقد غوى» ، أو يقف على : «ورسوله فقد رشد ؛» فإذا كان مكروها في الخطب ففي كلام الله أشدّ.

وفيما ذكره نزاع ليس هذا موضعه ، وقد سبق حديث : «أنزل [القرآن] (٣) على سبعة أحرف كلّ كاف شاف ؛ ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة ، أو آية رحمة بآية عذاب» (٤).

وهذا تعليم للتمام ؛ فإنه ينبغي أن يوقف على الآية التي فيها ذكر العذاب والنار ، وتفصل عمّا بعدها نحو : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ولا توصل بقوله : (٥) [(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (البقرة : ٨٢) ، وكذا قوله : (حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ)] (٥) (غافر : ٦) ، ولا توصل بقوله : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) وكذا : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) (الشورى : ٨) ؛ ولا يجوز أن يوصل بقوله : (وَالظَّالِمُونَ) وقس على هذا نظائره (٦).

__________________

(١) هو أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس تقدم ذكره في ١ / ٣٥٦ ، وانظر قوله في كتابه القطع والائتناف : ٨٨ باب ذكر قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتبيينه إياها وإنكاره الوقف على غير تمام...

(٢) الحديث أخرجه من رواية عدي بن حاتم رضي‌الله‌عنه ، مسلم في الصحيح ٢ / ٥٩٤ كتاب الجمعة (٧) ، باب تخفيف الصلاة والخطبة (١٣) ، الحديث (٤٨ / ٨٧٠) ولفظه «أن رجلا خطب عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :...». وأهل القراءات يحملون الحديث على الوقف القبيح في قوله «من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما...» كما صرح به النحاس والداني وغيرهما ، ويشهد لذلك رواية أحمد في المسند ٤ / ٣٧٩ ، ونصها : «عن عدي بن حاتم رضي‌الله‌عنه قال : جاء رجلان إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتشهد أحدهما فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بئس الخطيب أنت قم» وسيأتي الحديث في ٣ / ٦٣ ، القسم التاسع من النوع السادس والأربعين.

(٣) ساقط من المخطوطة.

(٤) تقدم تخريج الحديث في ١ / ٢١٢ من رواية أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، وأخرجه الطبري في مقدمة التفسير ١ / ١٤ من رواية أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي‌الله‌عنه.

(٥) ساقط من المخطوط.

(٦) قول الزركشي (وهذا تعليم للتمام) إلى ص ٣٤٩ ، نقله بتصرف عن ابن النحاس في القطع والائتناف من صفحة ٨٩ ـ ٩٧ باب ذكر قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٩٩

[شروطه]

وهذا الفنّ معرفته تحتاج إلى علوم كثيرة ؛ قال أبو بكر بن مجاهد (١) : «لا يقوم بالتّمام إلا نحويّ عالم بالقراءات عالم بالتفسير ، والقصص وتلخيص بعضها من بعض ، عالم باللّغة التي نزل بها القرآن». وقال غيره : وكذا علم الفقه ؛ ولهذا : من لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب وقف عند قوله : (وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً) (النور : ٤).

فأما احتياجه إلى معرفة النحو [٥٢ / أ] وتقديراته ، فلأنّ من قال في قوله تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (الحج : ٧٨) : إنه منصوب بمعنى «كملّة» (٢) أو أعمل فيها ما قبلها ، لم يقف على ما قبلها (٣) [ومن نصبها على الإغراء وقف على ما قبلها] (٣).

وكذا الوقف على قوله : (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) (الكهف : ١) ، ثم يبتدئ (قَيِّماً) لئلا يتخيل كونه صفة له ؛ إذ العوج لا يكون قيّما ؛ وقد حكاه [ابن] (٤) النحاس عن قتادة.

وهكذا الوقف على ما [في] (٤) آخره هاء ؛ فإنك في غير القرآن تثبت الهاء إذا وقفت ، وتحذفها إذا وصلت ؛ فتقول : قه وعه ، وتقول : ق زيدا ، وع كلامي ؛ فأمّا في القرآن من قوله تعالى : (كِتابِيَهْ) (الحاقة : ١٩) و (حِسابِيَهْ) (الحاقة : ٢٠) و (سُلْطانِيَهْ) (الحاقة : ٢٩) و (ما هِيَهْ) (القارعة : ١٠) و (لَمْ يَتَسَنَّهْ) (البقرة : ٢٥٩) و (اقْتَدِهْ) (الأنعام : ٩٠) ؛ وغير ذلك ، فالواجب أن يوقف عليه بالهاء ؛ لأنه مكتوب في المصحف بالهاء ، ولا يوصل ، لأنه يلزم في حكم العربية إسقاط الهاء في الوصل ؛ فإن أثبتها خالف العربية ، وإن حذفها خالف مراد المصحف ، ووافق كلام العرب ، وإذا هو وقف عليه خرج من الخلافين ، واتّبع المصحف وكلام العرب. (فإن قيل) : فقد [وقف و] (٥) جوزوا الوصل في ذلك. (قلنا) : أتوا به على نية الوقف ؛ غير أنّهم قصّروا زمن الفصل بين النطقين ، فظن من لا خبرة له أنهم وصلوا وصلا محضا ، وليس كذلك.

__________________

(١) هو أحمد بن موسى بن العباس تقدم ذكره في ١ / ٣٥١ وقول ابن مجاهد ذكره ابن النحاس بتوسع في القطع والائتناف ص ٩٤ باب ما يحتاج إليه من حقق النظر في التمام.

(٢) تصحفت في الأصول إلى (كلمة) والتصويب من معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٣١ ، وانظر القطع والائتناف : ٩٥ ، وتفسير القرطبي ١٢ / ١٠١.

(٣) ساقط من المطبوعة.

(٤) ليست في المخطوطة.

(٥) ليست في المطبوعة.

٥٠٠