البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

النوع التاسع عشر

معرفة التصريف (١)

وهو ما يلحق الكلمة ببنيتها ، وينقسم قسمين : (أحدهما) جعل الكلمة على صيغ مختلفة بضروب من المعاني. وينحصر في التصغير ، والتكبير (٢) ، والمصدر ، واسمي الزمان والمكان ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، والمقصور ، والممدود. (والثاني) تغيير الكلمة لمعنى طارئ عليها. وينحصر في الزيادة ، والحذف ، والإبدال ، والقلب ، والنقل ، والإدغام.

وفائدة التصريف : حصول المعاني المختلفة [المتّسعة] (٣) المتشعبة عن معنى واحد ؛ فالعلم به أهمّ من معرفة النحو في تعرّف اللغة ؛ لأن التصريف نظر في ذات الكلمة والنحو نظر في عوارضها وهو من العلوم التي يحتاج إليها المفسّر.

قال ابن فارس (٤) : «من فاته علمه فإنه المعظم ؛ لأنا نقول «وجد» كلمة مبهمة ، فإذا صرفناها اتضحت (٥) ، فقلنا في المال «وجدا» وفي الضالة : «وجدانا» وفي الغضب «موجدة» (٦)

__________________

(١) انفرد الزركشي بذكر هذا النوع ولم يذكره سائر الأئمة الذين ألّفوا في علوم القرآن ، وإنما ذكروا عوضا عنه «تجويد القرآن» ـ وهو علم جمعت مسائله من علم الصرف ـ وانظر الإتقان للسيوطي ١ / ٢٦٣ ـ ٢٧٧ ، النوع الحادي والثلاثون : في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب ، والنوع الثاني والثلاثون : في المدّ والقصر ، والنوع الثالث والثلاثون : في تخفيف الهمز.

ومما ألّف في هذا النوع «المصادر في القرآن» للفراء ، يحيى بن زياد أبو زكريا (ت ٢٠٧ ه‍) ، ذكره ياقوت في معجم الأدباء ٢٠ / ١٤. «والأفعال في القرآن» دراسة للدكتور خالد إسماعيل ، طبع في دار الحرية ببغداد عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م. «ودراسات لأسلوب القرآن الكريم» لمحمد عبد الخالق عضيمة ، وقد عالج الجانب الصرفي في القرآن في القسم الثاني منه ، طبع على نفقة جامعة الإمام محمد بن سعود بمطبعة السعادة في القاهرة عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م.

(٢) في المخطوطة : (التكسير).

(٣) ساقطة من المطبوعة.

(٤) انظر الصاحبي : ١٦٢.

(٥) في الصاحبي : (أفصحت).

(٦) في المخطوطة : (توجدة).

٤٠١

وفي الحزن «وجدا» وقال تعالى : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجن : ١٥) ، وقال تعالى : (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات : ٩) ؛ فانظر كيف تحول المعنى بالتصريف من الجور إلى العدل (١). ويكون ذلك في الأسماء والأفعال ؛ فيقولون للطريق في الرمل : خبّة (٢) ، وللأرض المخصبة والمجدبة : خبّة» وغير ذلك.

وقد ذكر الأزهريّ (٣) أن مادة «دكر» بالدال المهملة مهملة غير مستعملة ، فكتب التاج الكندي (٤) على الطّرة ما ذكر أنه مهمل : مستعمل ، قال الله تعالى : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) (يوسف : ٤٥) ، (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر : ١٥). وهذا الذي قاله سهو أوجبه الغفلة عن قاعدة التصريف ؛ فإن الدال في الموضعين بدل من الذال ؛ لأن ادّكر أصله «اذتكر» افتعل من الذكر ، وكذلك مدّكر أصله «مذتكر» مفتعل من الذكر أيضا ، فأبدلت التاء ذالا والذال (٥) كذلك ، وأدغمت إحداهما في الأخرى فصار اللفظ بهما كما ترى.

وقال الزمخشري في تفسير قوله تعالى : (سَوَّلَ لَهُمْ) (محمد : ٢٥) «سهل لهم ركوب المعاصي من السّول وهو الاسترخاء ، وقد اشتقه من السّؤل من لا علم له بالتصريف والاشتقاق جميعا» (٦) يعرّض بابن السّكّيت (٧).

وقال أيضا (٨) : «من بدع التفاسير أن «الإمام» في قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ

__________________

(١) العبارة في الصاحبي ص : ١٦٢ (من العدل إلى الجور).

(٢) في المخطوطة : (حبّة).

(٣) محمد بن أحمد الأزهر صاحب «تهذيب اللغة» تقدّم ١ / ٣٠٩.

(٤) هو زيد بن الحسن بن زيد أبو اليمن تاج الدين الكندي البغدادي النحوي المقرئ المحدّث أخذ اللغة عن أبي منصور موهوب الجواليقي ، وقرأ عليه جماعة القراءة والنحو واللغة له خزانة كتب جليلة في جامع بني أميّة. ت ٥٩٧ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ١١ / ١٧١).

(٥) في المخطوطة (دالاّ والدال) بدون إعجام.

(٦) انظر قوله في «الكشاف» ٣ / ٤٥٨ عند تفسير الآية في سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٧) هو يعقوب بن إسحاق ، أبو يوسف بن السّكّيت. أقبل على تعلّم النحو من البصريين والكوفيين ، فأخذ عن أبي عمرو الشيباني والفرّاء وابن الأعرابي والأثرم وروى عن الاصمعي وأبي عبيدة. وأخذ عنه : أبو سعيد السّكّري وميمون بن هارون الكاتب وغيرهم. من أعلم الناس باللغة والشعر. ومن تصانيفه : «إصلاح المنطق» و «القلب والابدال» و «الأمثال» وغيرها. توفي سنة (٢٤٣). (ياقوت ، معجم الأدباء ٢٠ / ٥٠).

(٨) انظر قوله في «الكشاف» ٢ / ٣٦٩ عند تفسير الآية في سورة الإسراء ، نقله الزركشي بتصرف ، وهذا القول في تفسير الآية منقول عن محمد بن كعب القرظي ، ذكره القرظي في «الجامع لأحكام القرآن» ١٠ / ٢٩٧ عند تفسير الآية من سورة الإسراء.

٤٠٢

بِإِمامِهِمْ) (الإسراء : ٧١) جمع «أم» وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمّهاتهم دون آبائهم ، لئلا يفتضح أولاد الزنا ، قال : وليت شعري أيهما أبدع ، (١) أصحة لفظة [أمه] (٢) أم بهاء حكمته» (١).

يعني أن «أما» لا يجمع على «إمام» ، هذا كلام من لا يعرف الصناعة ، ولا لغة العرب.

وقال الراغب (٤) في قوله تعالى : (فَادَّارَأْتُمْ فِيها) (البقرة : ٧٢) : هو (٥) (تفاعلتم) ، فأريد (٦) منه الإدغام تخفيفا ، وأبدل [من] (٧) التاء دال (٨) ، فاجتلب لها ألف الوصل ، فحصل [على] (٩) (افّاعلتم) (١٠).

وقال بعض الأدباء : (فَادَّارَأْتُمْ) «افتعلتم» ؛ وغلط من أوجه :

أولا : أن (فَادَّارَأْتُمْ) على ثمانية أحرف ، و «افتعلتم» على سبعة [أحرف] (١١).

والثاني : أن الذي يلي ألف الوصل تاء فجعلها دالا.

(١٢) [والثالث : أن الذي يلي الثاني دال ، فجعلها تاء] (١٢).

والرابع : أن الفعل الصحيح العين لا يكون ما بعد تاء الافتعال [٤٤ / ب] إلاّ متحركا ، وقد جعله هذا ساكنا.

والخامس : أن هاهنا قد دخل بين التاء والدال زائد ، وفي «افتعلت» لا يدخل ذلك.

والسادس : أنه أنزل الألف منزلة العين ، وليست بعين.

__________________

(١) عبارة المخطوطة (صحة لفظ ، أم بهاء حكمة).

(٢) ليست في المخطوطة وليست في «الكشاف».

(٤) انظر «مفردات القرآن» ص ١٦٩ مادة «درأ».

(٥) عبارة المخطوطة (أصله تفاعلتم) ، وعبارة الراغب (هو تفاعلتم ، أصله تدارأتم).

(٦) في المخطوطة (فأبدل).

(٧) ليست في المخطوطة.

(٨) في المخطوطة (دالا).

(٩) ليست في المخطوطة.

(١٠) تصحفت في الأصول إلى (تفاعلتم) والتصويب من عبارة الراغب.

(١١) ساقطة من المخطوطة.

(١٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

٤٠٣

والسابع : أن تاء (١) «افتعل» قبله حرفان ، وبعده حرفان و (فَادَّارَأْتُمْ) بعدها (٢) ثلاثة أحرف» (٣).

وقال ابن جني (٤) : «من قال : «اتخذت» «افتعلت» من الأخذ ؛ فهو مخطئ. قال : وقد ذهب إليه أبو إسحاق الزجاج (٥) ، وأنكره عليه أبو عليّ (٦) ؛ وأقام الدلالة (٧) على فساده ، وهو أنّ ذلك يؤدي إلى إبدال الهمزة تاء وذلك غير معروف».

__________________

(١) ساقطة من كتاب المفردات.

(٢) العبارة في المخطوطة (بعد التاء ثلاثة).

(٣) نهاية كلام الأصفهاني انظر المفردات ص : ١٦٩ مادة (درأ).

(٤) تقدمت ترجمته في ١ / ٣٦١ ، وانظر قوله في الخصائص ٢ / ٢٨٧ ، باب في زيادة الحرف عوضا من آخر محذوف.

(٥) تقدّمت ترجمته في ١ / ١٠٥.

(٦) تقدّمت ترجمته في ١ / ٣٧٥.

(٧) في المخطوطة (الأدلة).

٤٠٤

النوع العشرون

[إعراب القرآن]

ومعرفة الأحكام من جهة إفرادها وتركيبها (١)

ويؤخذ ذلك من علم النحو ؛ وقد انتدب الناس لتأليف إعراب القرآن ومن أوضحها كتاب

__________________

(١) للتوسع في هذا النوع انظر : الفهرست لابن النديم ص : ٣٧ و ٥٨ و ٦٠ و ٦٥ و ٨٦ و ٩٢. والإتقان للسيوطي ٢ / ٢٦٠ ـ ٢٨٠ ، النوع الحادي والأربعون في معرفة إعرابه ، ومفتاح السعادة لطاش كبري ٢ / ٣٨٠ ، علم معرفة إعرابه ، وكشف الظنون لحاجي خليفة ١ / ١٢١ ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٤٩١. علم معرفة إعرابه ، وإيضاح المكنون للبغدادي ١ / ١٠٠ ، ومناهل العرفان للزرقاني ٢ / ٣٤١ ، المبحث السادس عشر في أسلوب القرآن الكريم. وانظر مقالة : «دراسة لأسلوب القرآن» لمحمد عبد الخالق عضيمة ، نشر في مجلة الأزهر ، مج ٣١ ، ١٣٧٩ ه‍ / ١٩٦٠ م ، ومقالة «أبو زكريا التبريزي وإعراب القرآن» لأهيف سنو ، نشر في مجلة حوليات الصادرة عن جامعة القديس يوسف في بيروت ، ع ١. ومعجم الدراسات القرآنية للصفار ١٩ و ١٢٣ ، ومعجم مصنّفات القرآن الكريم لعلي شواخ ١ / ١٦٩.

ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع ـ سوى ما ذكره الزركشي ـ «إعراب القرآن» لقطرب ، محمد بن المستنير ، ت ٢٠٦ ه‍ (ابن النديم ، الفهرست : ٥٨) ، «الجمع والتثنية في القرآن» لأبي زكريا الفراء ، ت ٢٠٧ ه‍ (معجم الأدباء لياقوت ٢٠ / ١٤) ، «معاني القرآن» لأبي زكريا الفراء (ت ٢٠٧ ه‍) طبع الجزء الأول منه في القاهرة بتحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار ، بدار الكتب المصرية عام ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م ، وطبع الجزء الثاني في القاهرة بتحقيق محمد علي النجار في الدار المصرية للتأليف والنشر عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م ، وطبع الجزء الثالث بتحقيق عبد الفتاح شلبي ، في الهيئة المصرية العامة للكتاب عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م وطبعت الأجزاء الثلاثة مصوّرة عن الطبعات الأولى عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م في بيروت بدار عالم الكتب للنشر «إعراب القرآن» لأبي عبيدة معمر بن المثنى ت ٢١١ ه‍ ، مخطوط محفوظ في الخزانة الرامفورية (انظر تذكرة النوادر ص : ١٤ ، وبروكلمان ٢ / ١٤٥ وابن النديم في الفهرست ص ٦٠ ، ولعله مجاز القرآن) «إعراب القرآن» للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة ت ٢٢١ ه‍ (ذكره رياضي زادة في متمم كشف الظنون ص : ٢٢٩) «إعراب القرآن» لأبي مروان عبد الملك بن حبيب القرطبي ، ت ٢٣٨ ه‍ (القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٢٠٦) «إعراب القرآن» لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني ، ت ٢٤٨ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ٤ / ٢٥٨) «إعراب القرآن» لابن قتيبة عبد الله بن مسلم ، ت ٢٧٦ ه‍ (ابن النديم ، الفهرست ص :

٤٠٥

__________________

٨٦) «إعراب القرآن» للمبرد محمد بن يزيد ت ٢٨٥ ه‍ (فهرست ، ابن النديم ص : ٦٥) «إعراب القرآن» لأبي العباس أحمد بن يحيى ، ثعلب ت ٢٩١ ه‍ (ذكره الزركلي في الأعلام ، وانظر تاريخ التفسير ص : ٩٤) «سراج الهدى في معاني القرآن وإعرابه» للشيباني الرياضي ، إبراهيم بن محمد الكاتب الأديب البغدادي ت ٢٩٨ ه‍. (نفح الطيب ٢ / ٧٥٦) «معاني القرآن وإعرابه» لإبراهيم بن السري الزجاج (ت ٣١١ ه‍) طبع في القاهرة بتحقيق عبد الجليل شلبي ونشرته لجنة إحياء التراث الإسلامي عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م وصوّرته بالأوفست المكتبة العصرية في بيروت عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م. وطبع بعنوان «إعراب القرآن» في القاهرة بتحقيق إبراهيم الأبياري عام ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م ، ويعرف أيضا باسم : «مختصر إعراب القرآن» (انظر تاريخ التراث ١ / ٢٢٢) «إعراب القرآن» لأبي جعفر النحاس (ت ٣٣٨ ه‍) طبع في بغداد بتحقيق زهير غازي زاهد ونشرته وزارة الأوقاف عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م وطبعه مجدّدا في بيروت بعالم الكتب عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م «رياضة الألسن في إعراب القرآن ومعانيه» لابن أشتة الأصبهاني ، ت ٣٦٠ ه‍ (الفهرست لابن النديم ص : ٣٧) «إعراب القرآن» لابن فارس اللغوي ت ٣٦٩ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ١ / ٨٤) «إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم» لابن خالويه (ت ٣٧٠ ه‍) طبع في القاهرة ، بدار الكتب المصرية ، عام ١٣٦٠ ه‍ / ١٩٤١ م ، وفي حيدرآباد بدائرة المعارف العثمانية عام ١٣٦٠ ه‍ / ١٩٤١ م ، وصوّر في بغداد بمكتبة المثنى عن طبعة حيدرآباد عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م وله إعراب القراءات السبع وعللها» مخطوطة باستنبول ، مكتبة مراد آغا ، ويوجد منه نسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية ، وفي جامعة محمد بن سعود بالرياض رقم ٨٧٩ ف (أخبار التراث العربي ٣٢ / ٥) ، «الإغفال» (فيما أغفله الزجاج من المعاني) لأبي علي الفارسي (ت ٣٧٧ ه‍) حققه كرسالة ماجستير محمد حسن محمد إسماعيل جامعة عين شمس كلية الآداب عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م (معجم الدراسات القرآنية ص : ١١٧) «مشكل إعراب القرآن» لابن فورك محمد بن الحسن ت ٤٠٦ ه‍ فهرسة ابن خير : ٦٩) «إعراب القرآن» لأبي القاسم علي بن طلحة ت ٤٢٤ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ٥ / ٢٢٦) «البيان في إعراب القرآن» للطلمنكي ، أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري الأندلسي ت ٤٢٩ ه‍ (ابن الجزري ، غاية النهاية ١ / ١٢٠) «الزاهي في اللمع الدالة على مستعملات الإعراب» لمكي بن أبي طالب القيسي ت ٤٣٧ ه‍ (معجم الأدباء ١٩ / ١٢٠) «إعراب القراءات» ويسمّى «إعراب القرآن» (وهو تلخيص كتاب الحوفي) لإسماعيل بن خلف الصقلي (ت ٤٥٥ ه‍). مخطوط ، الجزء الأول منه بدار الكتب الوطنية بتونس ٤٩٧٨ والنصف الثاني منه في الإسكندرية ن ٣٤٧٥ ج. (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٧٦) ، «الملخص في إعراب القرآن» لأبي زكريا التبريزي (ت ٥٠٢ ه‍) طبع بتحقيق أهيف سنو في بيروت ونشرته مجلة «حوليّات» الصادرة عن معهد الآداب العربية بجامعة القديس يوسف ، العدد الأول ، وقامت بتحقيقه سهام الشريف عبد الله في المدينة المنورة (أخبار التراث ٩ / ١١ و ٢١ / ١٣). «استيعاب البيان في معرفة مشكل إعراب القرآن» لمحمد بن أبي العافية المقرئ ت ٥٠٩ ه‍ (فهرسة ابن خير ص : ٦٩) «إعراب القرآن» لإسماعيل بن محمد الطليحي الأصبهاني (ت ٥٣٥ ه‍) ، يقوم بتحقيقه إبراهيم محمود الحاج كرسالة ماجستير بالسعودية عام ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م (أخبار التراث العربي ٢٩ / ١٣) «البيان في غريب إعراب القرآن» لابن الأنباري كمال الدين عبد الرحمن بن محمد (٥٧٧ ه‍) طبع بتحقيق طه عبد الحميد طه ومراجعة مصطفى السقا ، بالقاهرة ونشرته دار الكاتب العربي ، والهيئة المصرية عام ١٣٨٩ ـ ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٦٩

٤٠٦

__________________

١٩٧٠ م «إعراب القراءات الشواذ» لأبي البقاء العكبري ت ٦١٦ ه‍ يقوم بتحقيقه خليل بنيات الحسون في بغداد (أخبار التراث العربي ٢٨ / ١٦) «إعراب الفاتحة» لعبد اللطيف بن يوسف البغدادي ، ت ٦٢٩ ه‍ (ذكره قاسم القيسي في تاريخ التفسير ص : ٩٤) «التبيان في إعراب القرآن» (ومعه كشاف الآيات) لابن يعيش ، يعيش بن علي بن يعيش ، ت ٦٤٣ ه‍ (معجم الدراسات القرآنية ص : ١٠٨) «المستنهى في البيان والمنار للحيران في إعراب القرآن وأسراره المغربة ومعانيه المعجبة» لابن يعيش الصنعاني ، محمد بن علي بن أحمد (ت ٦٨٠ ه‍) والكتاب رسالة دكتوراه قدمها كاظم عبد السادة عيسى بجامعة عين شمس بالقاهرة عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م (أخبار التراث العربي ٣٥ / ١٤ ـ ١٥) «فاتحة الإعراب بإعراب الفاتحة» لمحمد بن محمد تاج الدين الإسفرايني (ت ٦٨٤ ه‍) طبع بتحقيق حسين البدري النادي بالقاهرة ، دار الزيني للطباعة عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م ، وطبع بتحقيق د. عفيف عبد الرحمن في الأردن جامعة اليرموك عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م «البستان في إعراب مشكلات القرآن» للأحنف أحمد بن أبي بكر بن عمر ت ٧١٧ ه‍ (مجلة معهد المخطوطات العربية ١ / ٢٠٠) ، «المجيد في إعراب القرآن المجيد» للسفاقسي أبي إسحاق إبراهيم بن محمد (ت ٧٤٢ ه‍) يقوم بتحقيق الجزء الثاني منه محمد عطا موعد كرسالة ماجستير ، في جامعة دمشق عام ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ٣٢ / ٢٢) ومخطوطاته في المكتبة التيمورية رقم ٤٦٦ ، وفي مكتبة الأزهر رقم ٢٨٢ ، وفي دار الكتب المصرية رقم ٢٢٢ تفسير ، وفي دار الكتب الظاهرية رقم ٥٣٠. (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٩٤) «إعراب القرآن» للمرادي الحسن بن قاسم المصري ، ت ٧٤٩ ه‍ (ذكره الزركلي في الأعلام) «الحكم والأناة في إعراب قوله تعالى (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ)» للسبكي علي بن عبد الكافي ت ٧٥٦ ه‍ (كشف الظنون ١ / ٦٧٥) «الدر المصون في علوم الكتاب المكنون» ويسمى «إعراب القرآن» للسمين الحلبي أحمد بن يوسف (ت ٧٥٦ ه‍) يطبع بتحقيق د. أحمد محمد الخراط في دمشق بدار القلم منذ العام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م ، وقد ظهر منه ستة مجلدات. «المسائل السفريّة في النحو» ويسمّى : «إعراب مواضع من القرآن» لابن هشام جمال الدين عبد الله بن يوسف (ت ٧٦١ ه‍) طبع بتحقيق حاتم الضامن في بغداد ضمن مجلة المورد عام ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م وطبع في بيروت بمؤسسة الرسالة مستلا من مجلة المورد عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م وطبع في بغداد ضمن مجلة المجمع العلمي عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م ، وطبع بتحقيق علي حسين البواب بالرياض عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م (أخبار التراث العربي ٥ / ٢٨ و ٦ / ٢٩ و ٩ / ٢٩) «مسائل في إعراب القرآن» لابن هشام أيضا ، طبع بتحقيق صاحب أبو جناح في مجلة «المورد» البغدادية ، مج ٣ ، ع ٣ ، س ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م «إعراب القرآن» لأبي جعفر الرعيني ، ت ٧٧٩ ه‍ (كشف الظنون ١ / ١٢٣) «ضمائر القرآن» للكرماني محمد بن يوسف ، ت ٧٨٦ ه‍ (الدرر الكامنة ٤ / ٣١٠) «مختصر إعراب القرآن للسفاقسي» تأليف الصرخدي ، محمد بن سليمان بن عبد الله (ت ٧٩٢ ه‍) مخطوط ، النصف الثاني منه في الظاهرية ، بدمشق (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٩٤) «إعراب القرآن» للتفتازاني سعد الدين بن مسعود (ت ٧٩٢ ه‍) مخطوط في طوب قابي (انظر الكشافات التحليلية لمجلة المورد ص : ٩٣) «تحفة الإخوان في إعراب بعض آيات القرآن» للثعالبي ، عبد الرحمن الجزائري ت ٨٧٥ ه‍ (إيضاح المكنون ١ / ٢٣٩) «التنبيه» في إعراب القرآن ، أعرب فيه الجزء الأخير من القرآن لإسحاق بن محمود بن حمزة ، من علماء القرن التاسع الهجري (كشف الظنون ١ / ١٢٢) «المعاني المجلة في إعراب البسملة» للسيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت

٤٠٧

__________________

٩١١ ه‍) طبع بالمطبعة الحميدية بالقاهرة عام ١٣٢٢ ه‍ / ١٩٠٤ م «إعراب القرآن» لزكريا الأنصاري (ت ٩٢٦ ه‍) منه نسخة بخط المؤلف في الخزانة التيمورية رقم : ٣٠٠ ، وله مصوّرة في معهد المخطوطات رقم ٢٠ تفسير (معجم الدراسات القرآنية ص : ١١٥) «سراج الهدى في القرآن ومشكله وإعرابه» لأبي اليسر إبراهيم بن أحمد الشيباني الرياضي ت ٩٢٨ ه‍ (إيضاح المكنون ٢ / ٩) «إعراب القرآن» لنشانجي زادة أحمد بن محمد ت ٩٨٦ ه‍ (ذكره قاسم القيسي في تاريخ التفسير ص : ٢٤٠) «إعراب قوله تعالى (قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ)» للخفاجي ، أحمد بن عمر (ت ١٠٦٩ ه‍) مخطوط ضمن مجموع في المكتبة التيمورية رقم ٣٣١ (معجم الدراسات القرآنية ص : ١١٧) «الدرر في إعراب أوائل السور» لأحمد بن محمد بن محمد المصري (ت ١١٩٧) مخطوط ضمن مجموع في مكتبة الأزهر رقم : ١٢٩ مجاميع ٢٤٩٠ ، والمكتبة التيمورية رقم ٥٨٥ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٨٥) «نحو القرآن» لأحمد عبد الستار الجواري ، طبع بمطبعة المجمع العلمي العراقي ببغداد عام ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٥ م في (١١٧) ص «إعراب مائة آية من سورة البقرة» للزعبي ، محمد عفيف طبع في بيروت عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م «إعراب القرآن الكريم» لمحيي الدين الدرويش طبع في حمص ـ دار الإرشاد «إعراب سورة آل عمران» لعلي حيدر ، أمين مجمع اللغة العربية بدمشق سابقا ـ دمشق منشورات دار الحكمة عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م وله «إعراب القرآن الكريم» مخطوط (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٧٣) «أثر القرآن الكريم في اللغة العربية» لأحمد حسين حمد ، بحث مقدم إلى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام ١٣٥٢ ه‍ / ١٩٣٣ م (معجم الدراسات القرآنية ص : ٦٢) «دراسات لأسلوب القرآن الكريم» لمحمد عبد الخالق عضيمة طبع على نفقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، بالرياض عام ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م «أثر القرآن الكريم في اللغة العربية» لأحمد حسن الباقوري ، طبع بالقاهرة عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م «أثر القرآن الكريم في اللغة العربية» لمحمد عبد الواحد حجازي ، طبع في القاهرة بمكتبة الأزهر عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م «أثر القرآن والقراءات في النحو العربي» لمحمد سمير نجيب اللبدي طبع في الكويت بدار الثقافة عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م «أثر القراءات القرآنية في تطور الدرس النحوي» لعفيف دمشقية طبع بمعهد الإنماء العربي في لبنان عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٨ م «أثر القراءات القرآنية في الدراسات النحوية» لعبد العال سالم مكرم طبع في الكويت ونشرته مؤسسة علي جرّاح الصباح عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٨ م «ظاهرة الإعراب في النحو العربي وتطبيقها في القرآن الكريم» لأحمد سليمان ياقوت طبع في الرياض بجامعة الملك سعود ـ عمادة شئون المكتبات بجامعة الرياض عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م «إعراب القرآن بين النحاس ومكي وابن الأنباري» دراسة عبد العزيز بن ناصر السبر طبع في الرياض كرسالة ماجستير في جامعة الإمام محمد (أخبار التراث العربي ٥ / ١٣) «تناوب حروف الجر في لغة القرآن» لمحمد حسن عوّاد طبع في عمان بدار الفرقان عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م «تفسير البحر المحيط» (دراسة) لعلي الشباح ، رسالة دكتوراه حصل عليها من الكلية الزيتونية للشريعة. تونس عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م (أخبار التراث العربي ٤ / ٣٩) «دراسة نحوية لكتاب مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب» أعدها يحيى بشير مصري كرسالة جامعية بجامعة الإمام محمد بن سعود عام ١٤٠٢ ه‍ (أخبار التراث العربي ٥ / ١٣) «إعراب القرآن» لمحمد علي طه الدرة ، يطبع بدار الحكمة في دمشق.

٤٠٨

«الحوفيّ» (١) ومن أحسنها كتاب «المشكل» (٢) ، وكتاب أبي البقاء العكبري (٣) ،...

__________________

المجاهيل ـ «إعراب القرآن وعدة آياته» للحسن بن محمد بن نصر (ت؟) خط بمكتبة الحجيات انظر فهرس داود الحلبي (معجم الدراسات القرآنية ص : ١١٦) «إعراب القرآن» للحمروني عبد الكريم محمد الصالح (ت؟) مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس ٤٩٩٠ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٧٧) «إعراب وجوه القرآن» لأحمد بن علي المقرئ مخطوط بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء رقم ٢٠ ضمن مجموع تفسير. (معجم الدراسات القرآنية ص : ١١٧) «إعراب القرآن» لمجهول ، مخطوط ، الجزء الثاني منه مصوّر في جامعة الدول العربية برقم ٢١ (معجم الدراسات القرآنية ص ١١٦) «إعراب القرآن» لمجهول ، مخطوط ، جزء منه بمكتبة الحرمين بمكة رقم : ٢٩٢ (معجم مصنفات القرآن ١ / ١٨٣) «مختصر إعراب سورة الفاتحة» لمجهول مخطوط في مكتبة الأزهر ضمن مجموع برقم ٩٧٧ مجاميع بخيت ، ٤٦١٣٠ (معجم الدراسات القرآنية ص : ١٢٥) «إعراب القرآن» لمجهول ، مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس رقم ٤٨٨٠ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٩١) ، «إعراب القرآن» لمجهول مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس : ٤٤٠٣ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٧٧) «إعراب قوله تعالى : (إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)» لمجهول ، مخطوط بالمكتبة التيمورية رقم ٣٦٢ (معجم الدراسات القرآنية ص : ١١٧) «مشكل إعراب القرآن» لمجهول ، مخطوط بمكتبة الأوقاف رقم ٢٤٢٤ (معجم الدراسات القرآنية ص ١٢٥).

(١) هو علي بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن النحوي الحوفي ، فاضل عالم بالنحو والتفسير ، دخل مصر فطلب العربية وقرأ على أبي بكر الأدفوني وأخذ عنه وأكثر وطالع الكتب ، صنّف في النحو مصنّفا كبيرا عنى به النحويون استوفي فيه العلل والأصول ، ت ٤٣٠ ه‍ (القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٢١٩) ، وكتابه ذكره القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٢٢٠ باسم «إعراب القرآن» وذكر أنه يقع في عشرة مجلدات منه أجزاء بدار الكتب المصرية رقم ٥٩ تفسير وله تلخيص لإسماعيل بن خلف المقرئ (ت ٤٥٥ ه‍).

(٢) كتاب «مشكل إعراب القرآن» لمكي بن أبي طالب حموش أبو محمد القيسي العلاّمة المقرئ ولد بالقيروان ورحل لمصر والحجاز ، قرأ القراءات على أبي الطيّب بن غلبون ، كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية حسن الفهم والخلق جيد الدين والعقل ت ٤٣٧ ه‍ (الذهبي ، معرفة القراء الكبار ١ / ٣٩٥) ، وكتابه طبع بتحقيق د. حاتم الضامن ، في بغداد وزارة الإعلام عام ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٥ م وصوّر في مؤسسة الرسالة عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م ، وطبع أيضا بتحقيق ياسين السوّاس بمجمع اللغة العربية بدمشق ، عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م وطبع بدار المأمون عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م.

(٣) هو عبد الله بن الحسين العكبري تقدم في ١ / ١٥٩ ، وكتابه «إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن» طبع لأول مرة بهامش تفسير الجلالين طهران ١٢٧٧ ه‍ / ١٨٦٠ م ، وظهرت الطبعة الثانية له بهامش الفتوحات الإلهية القاهرة مط. مصطفى محمد ١٣٠٣ ه‍ / ١٨٨٥ م والثالثة بهامشه أنموذج جليل للرازي القاهرة مط. شرف ١٣٠٣ ه‍ / ١٨٨٥ م. والرابعة في القاهرة مط. الميمنية ١٣٠٦ ه‍ / ١٨٨٨ م ، والخامسة بهامشه أنموذج جليل للرازي القاهرة مط الميمنية صوّر بدار العلم للجميع بيروت ١٣٢١ ه‍ / ١٩٠٣ م (معجم سركيس : ٢٩٥) ، والسادسة في القاهرة المط. التجارية ١٣٤٢ ه‍ / ١٩٢٣ م والسابعة في القاهرة نشرها مصطفى البابي الحلبي ١٣٥٥ ه‍ / ١٩٣٦ م ، والثامنة بتحقيق إبراهيم عطوة عوض

٤٠٩

و (١) كتاب المنتجب الهمذاني (١) وكتاب الزمخشريّ (٢) ، وابن عطية (٣) ، وتلاهم الشيخ أبو حيان (٤).

قالوا (٥) : والإعراب يبين المعنى ؛ وهو الذي يميّز المعاني ، ويوقف على أغراض المتكلمين ؛ بدليل قولك : ما أحسن زيدا ، ولا تأكل السمك وتشرب اللبن ، وكذلك فرّقوا بالحركات وغيرها بين المعاني ، فقالوا : «مفتح» للآلة التي يفتح بها ، و «مفتح» لموضع الفتح ، و «مقصّ» للآلة ، و «مقصّ» للموضع الذي يكون فيه القصّ. ويقولون : امرأة «طاهر» من الحيض ؛ لأن الرجل يشاركها في الطهارة.

وعلى الناظر في كتاب الله ، الكاشف عن أسراره ، النظر في هيئة الكلمة وصيغتها ومحلّها ، ككونها مبتدأ أو خبرا ، أو فاعلة أو مفعولة ، أو في مبادئ الكلام أو في جواب ، إلى غير ذلك من تعريف أو تنكير ، أو جمع قلّة أو كثرة ، إلى غير ذلك.

ويجب عليه مراعاة أمور :

أحدها ـ وهو أول واجب عليه ـ [أن يفهم] (٦) معنى ما يريد أن يعربه مفردا كان أو مركبا قبل الإعراب ؛ فإنه فرع المعنى ؛ ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور إذا قلنا بأنها من المتشابه الذي استأثره الله بعلمه ؛ ولهذا قالوا في توجيه النصب في (كَلالَةً) (٧) في قوله تعالى : (وَإِنْ

__________________

القاهرة مصطفى البابي الحلبي ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦١ م وطبع باسم «التبيان في إعراب القرآن» بتحقيق علي محمد البجاوي بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م ، وطبع بتحقيق محمد نجيب قباوة بجامعة دمشق كرسالة دكتوراه عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م. (أخبار التراث العربي ١٦ / ٩) ، وطبع مؤخرا بدار الكتب العلمية في بيروت عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م.

(١) هو المنتجب بن أبي العز بن رشيد ، أبو يوسف الهمذاني ، كان رأسا في القراءات والعربية صالحا متواضعا صوفيا ، قرأ على أبي الجود بمصر وسمع بدمشق أبا اليمن الكندي ، وقرأ عليه وشرح الشاطبية وأعرب القرآن ، ت ٦٤٣ ه‍ (ابن الجزري ، غاية النهاية ٢ / ٣١١) ، وكتابه «الفريد في إعراب القرآن المجيد» مخطوط في مدينة مغنيسة بتركيا رقم ٦٨١. وفي تشستربتي : ١ / ٣٣٩٥ و ٢ / ٣٧٧٥. وفي التيمورية : ٢٤٧ ، وفي الأزهر : ٢١٢ (٣٣٠٠) ٢١٣ (٣٢٠٨) ، ٢١٤ (١٣٥٨) ، (٢٧٦) عروسي ٤٢١٥٤ ، وفي أحمد الثالث ٣١١١٧ ، ومنه مصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة : ١٦٠ عن نسخة أحمد الثالث (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٨٩).

(٢) ذكره ياقوت في معجم الأدباء ١٩ / ١٣٤ ، باسم «نكت الإعراب في غريب الإعراب» وضمّن كثيرا من مسائل إعراب القرآن في تفسيره المشهور «الكشاف».

(٣) تقدم الكلام عنه وعن كتابه «المحرر الوجيز» في ١ / ١٠١.

(٤) تقدمت ترجمته في ١ / ١٣٠ ، وكتابه مخطوط بالاسكوريال ٢ / ١٢٦٢ باسم «إعراب القرآن» (بروكلمان sII ٥٣١ ـ ٦٣١ (كما ضمن كثيرا من إعراب القرآن في تفسيره المشهور «البحر المحيط».

(٥) في المخطوطة (قال).

(٦) ساقطة من المخطوطة.

(٧) إتحاف فضلاء البشر : ١٨٧.

٤١٠

كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً) (النساء : ١٢) ، أنه يتوقف على المراد بالكلالة ؛ هل هو اسم للميت أو للورثة أو للمال ؛ فإن كان اسما للميت فهي منصوبة على الحال ؛ وإن كان تامة لا خبر لها بمعنى وجد. ويجوز أن تكون ناقصة والكلالة خبرها ، وجاز أن يخبر عن النكرة ، لأنها قد وصفت بقوله : (يُورَثُ) والأول أوجه. وإن كانت اسما للورثة فهي منصوبة على الحال من ضمير (يُورَثُ) لكن على حذف مضاف ، أي ذا كلالة ، وعلى هذا فكان ناقصة و (يُورَثُ) خبر. ويجوز أن تكون تامة فيورث صفة. ويجوز أن يكون خبرا فتكون صفته. وإن كانت اسما للمال فهي مفعول ثان ل (يُورَثُ) ، كما تقول : ورّثت زيدا مالا وقيل تمييز ، وليس بشيء. ومن جعل ال (كَلالَةً) الوراثة فهي نعت لمصدر محذوف ، أي وارثه (كلالة) ، أي يورّث بالوراثة التي يقال لها : الكلالة ، هذا كله على قراءة (يُورَثُ) بفتح الراء ، فأما من قرأ (يُورَثُ) بكسرها مخففة أو مشدّدة (١) ، فالكلالة هي الورثة أو المال.

ومن ذلك (تُقاةً) في قوله تعالى : (إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) (آل عمران : ٢٨) ، في نصبها ثلاثة أوجه مبنيّة على تفسيرها ، فإن كانت بمعنى الاتقاء فهي مصدر كقوله تعالى : (أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) (نوح : ١٧) وإن كانت بمعنى المفعول أي أمرا يجب اتقاؤه ، فهي نصب على المفعول به ، وإن كانت جمعا (٢) ل «رام» و «رماة» ، فهي نصب على الحال.

ومن ذلك إعراب (أَحْوى) من قوله [تعالى] : (غُثاءً أَحْوى) (الأعلى : ٥) وفيه قولان متضادان : أحدهما أنه الأسود من الجفاف واليبس ، والثاني أنه الأسود من شدة الخضرة ، كما فسّر (مُدْهامَّتانِ) (الرحمن : ٦٤) فعلى الأول هو صفة ل (غُثاءً) ، وعلى الثاني هو حال من (الْمَرْعى) (٣) ، وأخّر [٤٥ / أ] لتناسب الفواصل.

ومنه قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً*) (٤) [أَحْياءً وَأَمْواتاً] (٤) (المرسلات : ٢٥ و ٢٦) ؛ فإنه قيل : الكفات الأوعية ، ومفردها «كفت» والأحياء والأموات كناية عما نبت وما لا ينبت ، وقيل : الكفات مصدر كفته إذا ضمّه وجمعه ؛ فعلى الأول (أَحْياءً وَأَمْواتاً) صفة ل (كِفاتاً) كأنه (٥) قيل : أوعية حيّة وميّتة ، أو حالان ؛ وعلى الثاني فهما مفعولان لمحذوف ، ودلّ عليه (كِفاتاً) أي يجمع (أَحْياءً وَأَمْواتاً).

__________________

(١) قال البنا : والمطوّعي (يورّث) بفتح الواو وكسر الراء مشددة مبنيّا للفاعل (إتحاف فضلاء البشر : ١٨٧).

(٢) في المخطوطة : (جماعة).

(٣) في المخطوطة : (الرعي).

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٥) في المخطوطة : (وكأنه).

٤١١

ومنه قوله : (سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) (الحجر : ٨٧) فإنه إن كان المراد به القرآن ف (مِنَ) للتبعيض ، و (الْقُرْآنَ) حينئذ من عطف العام على الخاص ؛ وإن كانت الفاتحة ف (مِنَ) لبيان الجنس ، أي سبعا هي المثاني.

تنبيه

قد يقع في كلامهم : «هذا تفسير معنى» ، و «هذا تفسير إعراب» ، والفرق بينهما أنّ تفسير الإعراب لا بد فيه من ملاحظة الصناعة النحوية ، وتفسير المعنى لا يضر مخالفة ذلك ، و[قد] (١) قال سيبويه (٢) في قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ) (البقرة : ١٧١) «تقديره مثلك يا محمد (٣) ، ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به».

واختلف الشارحون في فهم كلام سيبويه ، فقيل : هو تفسير معنى ، وقيل : تفسير إعراب ؛ فيكون في الكلام حذفان : حذف من الأوّل وهو حذف داعيهم ، وقد أثبت نظيره في الثاني ، وحذف من الثاني وهو حذف المنعوق ، وقد أثبت نظيره في الأول ؛ فعلى هذا يجوز مثل ذلك في الكلام.

والثاني : تجنّب الأعاريب المحمولة على اللغات الشاذة ، فإنّ القرآن نزل بالأفصح من لغة قريش ، قال الزمخشريّ في «كشّافه» القديم (٤) : القرآن لا يعمل فيه إلاّ على ما هو فاش دائر على ألسنة فصحاء العرب ، دون الشاذّ النادر الذي لا يعثر عليه إلا في موضع أو موضعين. وبهذا (٥) يتبيّن غلط جماعة من الفقهاء والمعربين حين جعلوا من العطف على الجوار قوله تعالى : (وَأَرْجُلَكُمْ) (المائدة : ٦) في قراءة الجر ؛ وإنما ذلك ضرورة فلا يحمل عليه الفصيح ؛ ولأنه إنما يصار إليه إذا أمن اللّبس والآية محتملة ، ولأنه إنما يجيء مع عدم حرف العطف ، وهو هاهنا موجود ، وأيضا فنحن في غنية عن ذلك ، كما قاله سيبويه : إنّ العرب يقرب

__________________

(١) ساقطة من المخطوطة.

(٢) انظر الكتاب لسيبويه ١ / ٢١٢ (بتحقيق عبد السلام هارون) ، باب استعمال الفعل في اللفظ لا في المعنى.

(٣) العبارة في الكتاب : (وإنما المعنى : مثلكم ومثل الذين كفروا..).

(٤) ليس هذا القول في كشافه الجديد ١ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦.

(٥) في المخطوطة : (فقد).

٤١٢

عندها المسح من الغسل ؛ لأنهما أساس الماء ، فلما تقاربا في المعنى حصل العطف (١) [كقوله :

متقلّدا سيفا ورمحا

ومهما أمكن المشاركة في المعنى ، حسن العطف] (١) وإلا امتنع ؛ فظهر أنه ليس على المجاورة بل على الاستغناء بأحد الفعلين عن الآخر ، وهذا بخلاف صرف ما لا ينصرف في قوله تعالى : (سَلاسِلَ وَأَغْلالاً) (الإنسان : ٤) ؛ فإنما أجيز في الكلام ، لأنه ردّ إلى الأصل ، والعطف على الجوار خروج عن الأصل ، فافترقا.

الثالث : تجنّب لفظ الزائد في كتاب الله تعالى ، أو التكرار ، ولا يجوز إطلاقه إلا بتأويل كقولهم : الباء زائدة ونحوه ، مرادهم أن الكلام لا يختل معناه بحذفها ؛ لا أنه لا فائدة فيه أصلا ، فإن ذلك لا يحتمل من متكلّم ، فضلا عن كلام الحكيم.

وقال ابن الخشاب (٢) في «المعتمد» : اختلف في هذه المسألة ، فذهب الأكثرون إلى جواز إطلاق الزائد في القرآن نظرا إلى أنه نزل بلسان القوم ومتعارفهم ، وهو كثير ؛ لأن الزيادة بإزاء الحذف ، هذا للاختصار والتخفيف ، وهذا للتوكيد والتوطئة. ومنهم من لا يرى الزيادة في شيء من الكلام ويقول : هذه الألفاظ المحمولة على الزيادة جاءت لفوائد ومعان تخصّها ، فلا أقضي عليها بالزيادة ، ونقله [عن] (٣) ابن درستويه (٤) ، قال : والتحقيق أنه [إن] (٥) أريد بالزيادة إثبات معنى لا حاجة إليه فباطل ؛ لأنه عبث ، فتعين أنّ إلينا به حاجة ، لكن الحاجات إلى

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، والبيت صدره «يا ليت بعلك قد غدا» وهو لعبد الله بن الزبعرى ذكره المبرّد في «الكامل» ص : ٤٣٢ و ٤٧٧ و ٨٣٦. (طبعة مؤسسة الرسالة بيروت بتحقيق محمد أحمد دالي).

(٢) هو عبد الله بن أحمد أبو محمد الخشاب تقدمت ترجمته في ١ / ١٦٣.

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) هو عبد الله بن جعفر بن درستويه أبو محمد الفارسي نحوي جليل القدر مشهور الذكر جيد التصانيف روى عن جماعة من العلماء منهم أبو العباس المبرّد وابن قتيبة. وكان شديد الانتصار لمذهب البصريين في اللغة والنحو. من تصانيفه «تفسير كتاب الجرمي» «والإرشاد» و «معاني الشعر» وغيرها. ت ٣٤٧ ه‍ (القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ١١٣).

(٥) ساقطة من المخطوطة.

٤١٣

الأشياء قد تختلف بحسب المقاصد ، فليست الحاجة إلى اللفظ الذي (١) عدّه هؤلاء زيادة كالحاجة الى اللفظ المزيد عليه (١) ، وبه يرتفع الخلاف.

وكثير من القدماء يسمّون الزائد صلة ، وبعضهم يسميه مقحما ؛ ويقع ذلك في عبارة سيبويه (٢).

الرابع : تجنب الأعاريب التي هي خلاف الظاهر والمنافية لنظم الكلام ، كتجويز الزمخشري (٣) في (لِلْفُقَراءِ) في سورة الحشر (الآية : ٨) ، أن يكون بدلا من قوله : (وَلِذِي الْقُرْبى) [٤٥ / ب] (الآية : ٧) ، وهذا فصل كبير ، وإنما حمله عليه لأن أبا حنيفة يقول : إنه لا يستحق القريب بقرابته بل لكونه فقيرا ، والشافعي يخالفه. ونظيره إعراب بعضهم : (الَّذِينَ ظَلَمُوا) (الأنبياء : ٣) بدلا من المجرور في قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) (الأنبياء : ١).

الخامس : تجنّب التقادير البعيدة والمجازات المعقدة ، ولا يجوّز فيه جميع ما يجوّزه النحاة في شعر امرئ القيس وغيره [من ذلك :] (٤) أن تقول في نحو : (اغْفِرْ لَنا) و (اهْدِنَا) فعلي (٥) دعاء أو سؤال ، ولا تقول : فعلي (٦) أمر تأدّبا من جهة أن الأمر يستلزم العلوّ والاستعلاء ، على الخلاف فيه (٧).

وقال أبو حيان التوحيديّ في «البصائر» (٨) : سألت السّيرافي (٩) عن قوله تعالى : (قائِماً

__________________

(١) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى : (... عندها ولا زيادة كالحاجة إلى اللفظ الذي زادها من يده عليه...) وفي المطبوعة إلى (... زيد عندها ولا زيادة كالحاجة الى الألفاظ التي رأوها مزيدة عليه...) وما أثبتناه من تصويب النص من الإتقان ٢ / ٢٦٨.

(٢) تصحّفت العبارة في المطبوعة إلى (مستوية) وما أثبتناه من المخطوطة.

(٣) الكشاف ٤ / ٨١.

(٤) ساقطة من المطبوعة.

(٥) تصحّفت في المخطوطة إلى : (فعلا).

(٦) في المخطوطة : (فعل).

(٧) في المخطوطة زيادة عند هذا الموضع وهي : (وتقول في نحو يا الله...) وليس لها تتمة فيها.

(٨) التوحيديّ تقدمت ترجمته في ١ / ٣٤٢ ، وكتابه البصائر طبع أولا بتحقيق أحمد أمين ، وسيد أحمد صفر بالقاهرة ، ونشرته لجنة التأليف والترجمة والنشر عام ١٣٧١ ه‍ / ١٩٥٣ م. وطبع ثانيا بتحقيق عبد الرزاق محيي الدين ببغداد ، ونشرته مطبعة النجاح عام ١٣٧٢ ه‍ / ١٩٥٤ م ، وطبع ثالثا بتحقيق إبراهيم الكيلاني بدمشق ونشرته مكتبة أطلس ومطبعة الإنشاء عام ١٣٨٢ ـ ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٤ ـ ١٩٦٩ م. وطبع مؤخرا بتحقيق وداد القاضي ونشرته دار صادر في بيروت ، في تسعة أجزاء وواحد للفهارس.

(٩) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان القاضي أبو سعيد السيرافي النحوي كان من أعلم الناس بنحو البصريين ،

٤١٤

بِالْقِسْطِ) (آل عمران : ١٨) : بم انتصب؟ قال : بالحال ، قلت : لمن الحال؟ قال : لله تعالى ، قلت : فيقال لله حال؟ [قال] (١) : إن الحال في اللفظ لا لمن يلفظ بالحال عنه ؛ ولكنّ الترجمة لا تستوفي حقيقة المعنى في [النفس] (١) إلا بعد أن يصوغ الوهم هذه الأشياء صياغة تسكن إليها النفس ، وينتفع بها القلب ، ثم تكون حقائق الألفاظ في مفادها غير معلومة ولا منقوضة باعتقاد ، وكما أن المعنى على بعد من اللفظ ، كذلك الحقيقة على بعد من الوهم.

السادس : البحث عن الأصلي والزائد ، ومن هذا قوله تعالى : (إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) (البقرة : ٢٣٧) فإنه قد نتوهم (٢) «الواو» في الأولى ضمير الجمع ، فيشكل ثبوت النون مع «أن» (٣) ، وليس كذلك ؛ بل الواو هنا لام الكلمة ، والنون ضمير جمع المؤنث ، فبني الفعل معها على السكون ؛ فإذا وصل الناصب أو الجازم لا تحذف النون ؛ ومثله : «النساء يرجون» ، بخلاف : «الرجال يرجون» ، فإن الواو فيه ضمير الجمع ، والنون حرف علامة للرفع ؛ وأصله «يرجوون» أعلّت لام الكلمة بما يقتضيه التصريف ، فإذا دخل الجازم حذف النون ؛ وهذا مما اتفق فيه اللفظ واختلف [في] (٤) التقدير.

وكذلك يبحث عما تقتضيه الصناعة في التقدير ، ولا يؤخذ بالظاهر ، ففي نحو قوله تعالى : (لا مَرْحَباً بِهِمْ) (ص : ٥٩) يتبادر إلى الذهن أن (مَرْحَباً) نصب ، اسم لا ، وهو فاسد ؛ لأن شرط عملها في الاسم ألاّ يكون معمولا لغيرها ؛ وإنما نصب بفعل مضمر يجب إضماره ، و (لا) دعاء ، و (بِهِمْ) بيان للمدعو عليهم. وأجاز أبو البقاء (٥) أن ينصب على المفعول به ، أي لا يسمعون (مَرْحَباً) وأجاز في جملة (لا مَرْحَباً) أن تكون مستأنفة ، وأن تكون حالا ، أي هذا فوج مقولا له : (لا مَرْحَباً). وفيه نظر ؛ لأنه قدّر «مقولا» فمقولا هو الحال ، و (لا مَرْحَباً) محكية بالقول في موضع نصب.

__________________

قرأ على ابن مجاهد وابن دريد وابن السراج ، كان نزيها عفيفا جميل الأمر حسن الأخلاق زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده. من تصانيفه : «أخبار النحاة» و «الإقناع» وغيرها. ت ٣٦٨ ه‍ (القفطي ، إنباه الرواة ١ / ٣٤٨).

(١) ساقطة من المخطوطة.

(٢) في المخطوطة (يتوهم).

(٣) تصحّفت في المخطوطة إلى : (النون).

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) العكبري ، تقدم ذكره في ١ / ١٥٩ ، وانظر قوله في كتابه «إملاء ما منّ به الرحمن» ٢ / ١١٤ (ط. الميمنية).

٤١٥

ومنه قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ) (الحجرات : ٧) يتبادر إلى الذهن أن الظرف قبله خبر «أنّ» على التقديم ، وهو فاسد ؛ لأنه ليس المراد الإخبار بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيهم ، وإنما الغرض أنه لو أطاعكم في كثير من الأمر لعنتم ، وإنما (فِيكُمْ) حال ، [والمعنى] (١) : واعلموا أن رسول الله في حال كونه فيكم لو أطاعكم لكان كذا.

ومنه قوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) (فاطر : ٣٦) ، وقوله : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) (المرسلات : ٣٦) فإن الجواب وقع فيهما بعد النفي مقرونا بالفاء ، وفي الأولى حذفت النون وفي الثانية أثبتها ، فما الفرق بينهما؟ وجوابه أن حذف النون جوابا للنفي هو على أحد معنيي نصب «ما تأتينا فتحدثنا» أي ما يكون إتيان ولا حديث ، والمعنى الثاني إثبات الإتيان ونفي الحديث ، أي ما تأتينا محدثا ، أي تأتينا غير محدّث وهذا لا يجوز في الآية. وأما إثبات النون فعلى العطف.

وقريب من ذلك قوله تعالى : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) (القمر : ٢٤) ، وقوله : (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) (التغابن : ٦) حيث انتصب (بَشَراً) في الأول وارتفع في الثاني ، فيقال : ما الفرق بينهما؟ والجواب أن نصب (بَشَراً) على الاشتغال ، والشاغل للعامل منصوب ، فصحّ لعامله أن يفسّر ناصبا ، وأما في الثانية فالشاغل مرفوع مفسّر رافعا ؛ وهذا كما تقول : أزيد قام؟ فزيد مرفوع على الفاعلية لطلب أداة الفعل [٤٦ / أ] فهذا في الاشتغال والشاغل مرفوع ، وتقول فيما الشاغل فيه منصوب : أزيدا ضربته؟.

وقريب منه إجماع القراء على نصب «قليل» في : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً) (البقرة : ٢٤٩) اختلفوا في : (ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) (النساء : ٦٦) ؛ وإنما كان كذلك لأن (قليلا) الأول استثناء من موجب ، والثاني استثناء من منفي.

فإن قيل : فلم أجمعوا على النصب في (فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء : ٤٦) مع أنه استثناء من غير موجب؟ قيل : لأن هذا استثناء مفرّغ ، وهو نعت لمصدر محذوف ، فالتقدير فلا يؤمنون إلاّ إيمانا قليلا.

ومثله (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) في سورة الحديد (الآية : ١٠) ، قرأها ابن عامر برفع

__________________

(١) ساقطة من المخطوطة.

٤١٦

(كل) (١) ووافق الجماعة على النصب في النساء (الآية : ٩٥). والفرق أن الذي في سورة الحديد شغل الخبر بهاء مضمرة ، وليس قبل هذه الجملة جملة فعلية ، فيختار لأجلها النصب ، فرفع بالابتداء ، وأما التي في سورة النساء فإنّما اختير فيها النصب لأنّ قبله جملة فعلية ، وهي (٢) [قول (٣) الله تعالى] (٢) : (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ).

تنبيه

قد يتجاذب الإعراب والمعنى الشيء الواحد ، وكان أبو علي الفارسي يلمّ به كثيرا ، وذلك أنه يوجد في الكلام أن المعنى يدعو إلى أمر ، والإعراب يمنع [منه] (٥) ، قالوا : والتمسك بصحة المعنى يؤول لصحة الإعراب ، وذلك كقوله تعالى : (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) (الطارق : ٨ و ٩) فالظرف الذي هو (يَوْمَ) يقتضي المعنى أن يتعلق بالمصدر الذي [هو] (٦) «رجع» ، أي أنه (عَلى رَجْعِهِ) في ذلك اليوم (لَقادِرٌ) لكن الإعراب يمنع منه لعدم جواز الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي يجعل العامل (٧) فيه فعلا مقدرا دلّ عليه (٨) المصدر.

وكذا قوله سبحانه : (لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ) (المؤمن : ١٠) ، فالمعنى يقتضي تعلق (إِذْ) بالمقت ، والإعراب يمنعه ، للفصل بين المصدر ومعموله بالخبر ، فيقدر له فعل يدل عليه المقت.

وكذلك قوله تعالى : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ* إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (العاديات : ٩ و ١٠ و ١١) فالمعنى أن العامل في إذا (لَخَبِيرٌ) ، والإعراب يمنعه ؛ لأن ما بعده (إِنَ) لا يعمل فيما قبلها ، فاقتضى أن يقدر له العامل.

تنبيه

على النحويّ بيان مراتب الكلام ؛ فإن مرتبة العمدة قبل مرتبة الفضلة ، ومرتبة المبتدأ

__________________

(١) الداني في التيسير ص : ٢٠٨.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

(٣) في المطبوعة : (قوله).

(٥) ساقطة من المخطوطة.

(٦) ساقطة من المخطوطة.

(٧) تصحّفت في المخطوطة إلى : (العمل).

(٨) في المخطوطة : (على).

٤١٧

قبل مرتبة الخبر ، ومرتبة ما يصل إليه بنفسه قبل مرتبة ما يصل إليه بحرف الجر ـ وإن كانا فضلتين ـ ومرتبة المفعول الأول قبل مرتبة المفعول الثاني. وإذا اتصل الضمير بما مرتبته التقديم وهو يعود على ما مرتبته التأخير ، فلا يجوز أن يتقدّم ؛ لأنّه يكون متقدما لفظا ومرتبة ، (١) ، وإذا اتصل الضمير بما مرتبته التأخير وهو يعود على ما مرتبته التقديم (٢) فلا يجوز أن يتقدم (٢) ؛ لأنه يكون مقدّما لفظا مؤخرا رتبة ، فعلى هذا يجوز : «في داره زيد» لاتصال الضمير بالخبر ومرتبته التأخير ، ولا يجوز : «صاحبها في الدار» لاتصال الضمير بالمبتدإ ومرتبته التقديم.

__________________

(١) في المخطوطة : (رتبة).

(٢) عبارة المخطوطة : (لم يتقدم).

٤١٨

النوع الحادي والعشرون

بلاغة القرآن

معرفة كون اللفظ والتركيب

أحسن وأفصح (١)

ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع.

وقد صنّف الناس في ذلك تصانيف كثيرة ، وأجمعها ما جمعه الشيخ شمس الدين

__________________

(١) يمكن اعتبار هذا النوع تابعا لإعجاز القرآن من الناحية اللغوية ، للتوسع فيه راجع مصادر النوعين (٣٨) و (٤٦) إعجاز القرآن وأساليب القرآن ، وانظر المصادر التالية : سر الفصاحة للخفاجي ص ١٠٠ ، ومفتاح العلوم للسكاكي ص ٤١٦ والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز للعزّ بن عبد السلام ، والفوائد المشوّق في علوم القرآن لابن القيم. والإتقان للسيوطي ٣ / ١٢٨ و ١٦١ و ٢٤٩ الأنواع : الثالث والخمسون : تشبيهات القرآن واستعاراته ، والسادس والخمسون : الإيجاز والإطناب ، والثامن والخمسون : بديع القرآن ، ومفتاح السعادة ٢ / ٤١٣ و ٤٢١ و ٤٤٦ ، تشبيه القرآن واستعاراته ، والإيجاز والإطناب ، والخبر والإنشاء وأبجد العلوم للقنوجي ص ٤٩٤ تشبيه القرآن واستعاراته ، ومناهل العرفان في علوم القرآن ٢ / ١٩٨ ـ ٢٠٥ ، المبحث السادس عشر : في أسلوب القرآن ، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح ص ٣١٣ ـ ٣٣٣ ، في الباب الرابع : التفسير والإعجاز والجمال الساحر في أسلوب القرآن مقال لحسن الشيخة (نشر في مجلة منبر الإسلام س (٢٣) ، ع (١) ١٣٨٥ ه‍ / ١٩٦٥ م) ، والجمانة في تشبيهات القرآن ، مقال لبدوي طبانة (نشر في مجلة منبر الإسلام ، س (٢٦) ، ع (١٠) ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م).

ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع : «البيان عن بعض الشعر مع فصاحة القرآن» للحسن بن جعفر البرجلي؟ (ابن النديم ، الفهرست : ٤١) «كتاب التشبيهات» لابن أبي عون ، أبي إسحاق إبراهيم بن محمد (ت ٣٢٢ ه‍) عني بتصحيحه محمد عبد المعين خان ، طبع في لندن. جامعة كمبردج عام ١٣٧٦ ه‍ / ١٩٥٠ م في (٤٨٥) ص «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي ، محمد بن الحسين بن موسى (ت ٤٠٦ ه‍) طبع بتحقيق حسين علي محفوظ بمجلس الشورى بطهران ١٣٧٢ ه‍ / ١٩٥٣ م وطبع بتحقيق محمد عبد الغني حسن بدار إحياء الكتب بالقاهرة ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٥ م في (٤٦٣ ص) ، وطبع بتحقيق مكي السيد جاسم بمطبعة المعارف ببغداد ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٤ م ، في (٣٨٩) ص «الجمان في تشبيهات القرآن» لابن ناقيا البغدادي ، أبي القاسم عبد الله بن محمد بن حسين (ت ٤٨٥ ه‍) طبع بتحقيق عدنان زرزور ومحمد رضوان الداية بوزارة الأوقاف الكويتية عام ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م في (٤٤٠) ص. وطبع بتحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي بوزارة الثقافة العراقية ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م في

٤١٩

محمد بن النقيب (١) مجلّدين قدّمهما أمام «تفسيره» ، وما وضعه حازم (٢) الأندلسي المسمى «بمنهاج البلغاء وسراج الأدباء».

وهذا العلم أعظم أركان المفسّر ، فإنه لا بد من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز ، من الحقيقة والمجاز ، وتأليف النظم ، وأن يؤاخي بين الموارد ، ويعتمد ما سيق له الكلام حتى لا يتنافر ،

__________________

(٤٤٨) ص وطبع بتحقيق مصطفى الصاوي الجويني بمنشأة المعارف بالإسكندرية عام ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م «بديع القرآن» لابن أبي الأصبع العدواني ، عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر (ت ٦٥٤ ه‍) طبع بتحقيق حفني شرف بدار نهضة مصر بالقاهرة عام ١٣٧٧ ه‍ / ١٩٥٧ م في (٥١٦) ص. وأعاد المحقق طبعه بالدار عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م في (٣٩٩) ص «منهاج البلغاء وسراج الأدباء» للقرطاجني ، أبي الحسن حازم بن محمد (ت ٦٨٤ ه‍) طبع بتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة بدار الكتب الشرقية بتونس عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م في (٤٦٨) ص ، وأعاد طبعه بدار الغرب الإسلامي ببيروت عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م في (٤٧٠) ص «بديع القرآن» لابن البازري أبي القاسم هبة الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم ، ت ٧٣٨ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن الكريم ١ / ١٤٩) «تشبيهات القرآن وأمثاله» لابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر ، ت ٧٥١ ه‍ ، ويمكن أن يكون هو كتاب «أمثال القرآن» نفسه ، انظر ص ٤٨٦ «بيان أسلوب الحكيم» لابن كمال باشا ، شمس الدين أحمد بن سليمان (ت ٩٤٠ ه‍) مخطوط في الأوقاف العراقية ببغداد رقم ١٠١٠٢ ، ومنه نسخة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة المكرمة (معجم الدراسات القرآنية : ٢٢٣) «بلاغة القرآن» لمحمد الخضر حسين (ت ١٣٧٧ ه‍) طبع بالمطبعة التعاونية بدمشق ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م «البلاغة القرآنية عند الإمام الخطابي» لصباح عبيد دراز ، طبع بمطبعة الأمانة بالقاهرة ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م «التشبيهات القرآنية والبيئة العربية» لواجدة مجيد الاطرقجي ، طبع بوزارة الثقافة والفنون بالعراق عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٨ م «البيان القصصي في القرآن» لإبراهيم عوضين ، طبع بالقاهرة عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٧ م «البيان في ضوء أساليب القرآن» لعبد الفتاح الشين ، طبع بدار المعارف في القاهرة عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٧ م في (٢٩٢) ص «البيان القرآني» لمحمد رجب البيومي ، طبع بالقاهرة «القرآن والصورة البيانية» لعبد القادر حسن ، طبع بدار نهضة مصر في القاهرة.

(١) هو محمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين العلاّمة الزاهد أبو عبد الله البلخي الأصل المقدسي الحنفي المعروف بابن النقيب دخل القاهرة ودرّس بالعاشورية ، وأقام بالجامع الأزهر مدّة ، وكان صالحا زاهدا متواضعا عديم التكلف وكان الأكابر يترددون إليه ويسألونه الدعاء ، وصرف همته إلى التفسير وصنّف تفسيرا حافلا سمّاه «التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير في معاني السميع البصير» جمعه في نيف وخمسين مجلدا ذكر فيه أسباب النزول والقراءات والإعراب واللغات والحقائق وعلم الباطن ذكره الشعراني وقال «ما طالعت أوسع منه». ت ٦٩٨ ه‍ (الكتبي ، فوات الوفيات ٣ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣) ومن تفسيره نسخة خطية بمكتبة فاتح : ١٧٧ ، ومنه صورة في معهد المخطوطات : ٧١ (معجم الدراسات القرآنية : ٢٢٦).

(٢) هو حازم بن محمد بن حسين النحوي القرطاجني ، تقدم الكلام عنه وعن كتابه في ١ / ١٥٥.

٤٢٠